أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حمودة المعناوي - السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخُّل الْغَيْبِيّ عَنْ مُرُونَة الْكَيْنُونَة وَصِرَاع الْإِرَادَات الْوُجُودِيَّة -الْجُزْءُ التَّاسِعَ عَشَرَ-















المزيد.....


السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخُّل الْغَيْبِيّ عَنْ مُرُونَة الْكَيْنُونَة وَصِرَاع الْإِرَادَات الْوُجُودِيَّة -الْجُزْءُ التَّاسِعَ عَشَرَ-


حمودة المعناوي

الحوار المتمدن-العدد: 8516 - 2025 / 11 / 4 - 22:33
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


_ الواقع الإفتراضي (VR) كالفضاء الأنطولوجي الجديد للسحر: فلسفة الكود بوصفه التعويذة الحديثة والتلاعب بالوعي والكينونة

يمكن النظر إلى الواقع الإفتراضي (VR) كـفضاء تقني مثالي، بل وربما الفضاء الأنطولوجي الجديد، لتجريب مفاهيم السحر وتأثيراته على الوعي والكينونة، وذلك عبر تحليل فلسفي عميق يربط بين آليات السحر التقليدية وإمكانيات المحاكاة الرقمية. إن الواقع الإفتراضي لا يوفر مجرد مسرح أو محاكاة خارجية، بل يقدم بيئة لتشكيل الوعي وإعادة بناء الواقع المدرَك، مما يجعله تجسيداً مادياً لإدعاء السحر القديم بالقدرة على التلاعب بالوجود. إن جوهر السحر، فلسفياً، هو تطبيق مُنظَّم للمعرفة لإحداث تغييرات جذرية في الواقع المدرَك أو الكينونة المدرَكة، متجاوزاً الأسباب المادية المباشرة. ينطبق هذا التعريف تماماً على القوة التحويلية للواقع الإفتراضي. في السحر التقليدي، تُستخدم الرموز، التعويذات، والصيغ كمفاتيح للسيطرة على القوى الخفية. في الفضاء الرقمي، تعمل التعليمات البرمجية (الكود)، الخوارزميات، و النماذج الرياضية كصيغ ورموز تتحكم في بناء الواقع الإفتراضي وخصائص الكينونات الرقمية. لغة البرمجة (مثل بايثون أو C++) هي اللغة السحرية الحديثة؛ فكتابة بضعة أسطر من الكود يمكن أن تخلق عالماً إفتراضياً بأكمله، أو تحول كينونة المستخدم داخله. كان الساحر القديم يسعى لخلق عالم ثانوي أو تغيير قوانين العالم المادي. الواقع الإفتراضي يحقق ذلك تقنياً ببراعة: إنه بناء أنطولوجي كامل ومصمَّم. داخل هذا الفضاء، يتم تعليق القوانين الفيزيائية المألوفة كالجاذبية والكتلة وإستبدالها بـقوانين سحرية جديدة يفرضها المبرمج الساحر. هذا يوفر مختبراً مثالياً لدراسة كيف يتفاعل الوعي البشري مع أنطولوجيا مُتغيرة بالكامل. تكمن القيمة الفلسفية للواقع الإفتراضي في أنه يكشف عن الطبيعة المرنة والهشة للوعي والكينونة في آن واحد، وهي الثنائية التي كان السحر التقليدي يحاول إختبارها. يرى الفكر الفينومينولوجي أن الكينونة تُعرَّف بالدرجة الأولى من خلال الوعي و الإدراك. الواقع الإفتراضي قادر على إعادة برمجة البنية الإدراكية للفرد بالكامل. عندما يرتدي المستخدم سماعة الواقع الإفتراضي، لا يغير مظهره الخارجي وحسب، بل تتغير مرجعيته المكانية والزمانية، و تتغير قواعد تفاعله الجسدي والنفسي مع البيئة. هذا التحويل العميق للمنظور هو بالضبط ما إدعاه السحر العالي كالتحويل أو تغيير الهوية، حيث يصبح السحر فناً لتغيير منظور الوجود. الواقع الإفتراضي يكشف هشاشة الوجود البشري و أوهام ثبات الذات. في العالم الإفتراضي، يمكن تفكيك الهوية الرقمية للمستخدم، وتشويه جسده (الأفاتار)، وإخضاعه لتجارب تنتهك منطقه النفسي كالموت المتكرر أو التحليق غير المنطقي. هذا التفكيك والتلاعب، الذي كان يُعزى للسحر الأسود في الماضي، يتم الآن بضغطة زر تقنية. الكينونة البشرية تصبح هيكلية رقيقة من العواطف و الذكريات، قابلة لإعادة التشكيل و التلاعب تحت تأثير قوة خارجية (الكود). يمكن للواقع الإفتراضي أن يحقق الإستحواذ (Possession) بشكل تقني، حيث يصبح المستخدم داخل كينونة رقمية أخرى يفرض عليها البرنامج أفعالها، أو يتعرض لإيحاءات حسية قوية تُشبه الوصف التقليدي للتأثير السحري على الإرادة كالإدمان أو الهلوسات المصطنعة. يوفر هذا الفضاء فرصة لإختبار حدود الإرادة الحرة عندما تواجه واقعاً يُملي عليها قوانينه الإدراكية الخاصة. الواقع الإفتراضي هو مختبر ميتافيزيقي يتيح دراسة العلاقة بين السحر والكينونة من خلال الإستقراء التقني للأثر السحري، بدلاً من دراسة الآثار الغامضة للسحر، يمكننا الآن عزل المتغيرات كالجرافيك، وقوانين الفيزياء، و الهوية الرمزية و تجريب أثرها المباشر على الحالة النفسية و الوعي. يمكن إنشاء تعويذات برمجية لرصد كيف تؤدي أنماط معينة من التفاعل داخل الواقع الإفتراضي إلى تغييرات نفسية أو سلوكية دائمة في الواقع المادي. الواقع الإفتراضي يدفعنا إلى التساؤل؛ ما هو الوجود الحقيقي؟ إذا كانت التجربة داخل العالم الإفتراضي قادرة على إنتاج إستجابات جسدية وعاطفية حقيقية ومستمرة مثل علاج الفوبيا، أو الشعور العميق بالخسارة، فهذا يشير إلى أن الكينونة ليست محصورة في الواقع الفيزيائي الصلب، بل هي نسيج مرن و متعدد الأبعاد، تتأثر بالقوى الروحية و الإرادية و التقنية، مما يرسخ فكرة أن الوجود الحقيقي كامن في الباطن الذي يحاول الساحر المبرمج النفاذ إليه. في الخلاصة، يمثل الواقع الإفتراضي تجربة فلسفية حية تجعل من السحر مفهوماً تقنياً قابلاً للتجريب. إنه يُحوِّل الجدل الميتافيزيقي القديم حول قدرة الإنسان على تغيير كينونته وواقع الآخرين إلى واقع ملموس (رقمياً)، حيث لم يعد الساحر شخصاً يحمل عصا، بل هو مبرمج يكتب الكود الذي يُصبح القوة القاهرة على الواقع المدرَك.

_ العمارة كـسحر تقني: الهندسة الأنطولوجية لتشكيل الكينونة البشرية عبر البيئة الإدراكية

تتجاوز الإجابة على هذا التساؤل المباشر حدود الفيزياء الكلاسيكية لتلامس أعماق الفلسفة الظواهرية و الأنطولوجية، ويمكن تأكيد أن نعم، يمكن تصميم بيئة معمارية تقنياً وفلسفياً لتعمل كـمكثف وموجه للطاقة المؤثرة على الكينونة البشرية، حيث يتحول المبنى من مجرد هيكل سلبي إلى أداة أنطولوجية فاعلة تُعيد تشكيل الوعي و السلوك. هذه العملية تُفسَّر في العصر الحديث ليس بالضرورة من خلال السحر الميتافيزيقي، بل عبر الهندسة الإدراكية (Cognitive Engineering) التي تستغل مرونة الكينونة البشرية لتوجيه حالتها النفسية و العاطفية والروحية، مما يحقق وظيفة السحر القديمة ولكن بوسائل تقنية مُصمَّمة بعناية. يُمكن إعتبار المبنى في هذا السياق بمثابة وِعاء أنطولوجي يُوجِّه ويُنظِّم الطاقات التي تؤثر في الكينونة البشرية، وهي طاقات يمكن أن تكون فيزيائية كالضوء و الصوت أو نفسية ورمزية. إن فكرة أن العمارة تُؤثر بعمق على شاغليها ليست جديدة، بل هي أساس فلسفي قديم كما في مبادئ الفنغ شوي أو العمارة المقدسة، لكن التقنية الحديثة تُضفي على هذا المفهوم قدرة على التحكم والقياس غير مسبوقة. تعتمد البيئة المعمارية السحرية تقنياً على مبادئ العمارة العصبية (Neuro-Architecture) والعمارة الإدراكية، وهي فروع تدرس كيف تؤثر عناصر التصميم المعماري مباشرة على كيمياء الدماغ و الحالة النفسية. لا يُستخدم الضوء كثافة، زاوية، لون في هذه البيئة للإضاءة فحسب، بل لتنظيم إفراز الهرمونات، وبالتالي توجيه الحالة العاطفية والكينونة إلى نيَّة مُصمَّمة. على سبيل المثال، يمكن لبيئة معمارية مُحكمة الإضاءة أن تكثف طاقة التركيز و الإبداع، أو على النقيض، أن توجّه الفرد نحو السكون و الإنغلاق، مما يحاكي التأثير المُوجَّه الذي يسعى إليه السحر. الأشكال الهندسية، كالقباب أو الفراغات المتماثلة، ليست مجرد ديكور، بل هي مُكبرات صوت طبيعية و مُوجِّهات للترددات الصوتية. في تصميم سحري، يمكن إستخدام هذه الهندسة لتكثيف ترددات صوتية معينة أو لغة معمارية صامتة تخاطب اللاوعي، مما يعمل كـتعويذة سمعية ثابتة تعمل على خلفية الإدراك، مُرسِّخة حالة وجودية معينة كالخوف، أو الثقة، أو الرهبة. يكمن السحر الحقيقي في قدرة المبنى على التلاعب بـظواهرية الإدراك، أي الطريقة التي يختبر بها الفرد ذاته وعلاقته بالمكان والزمان. فالمبنى لا يؤثر فينا جسدياً فحسب، بل يُصبح شريكاً في بناء واقعنا الداخلي. كما ناقشنا سابقاً، تُعد الجمالية عنصراً وظيفياً. المباني التي تتميز بتناسق مُدهش أو تنافر مُتَعَمَّد تخلق حالة من الإبهار الأنطولوجي أو الإستسلام الإدراكي . هذا الإبهار يُعلِّق الحكم النقدي ويفتح البردة النفسية للتأثيرات العميقة. الساحر التقني (المعماري) يُصمم جمالية المكان لتُصبح القوة الجاذبة التي تُغري الكينونة بتقبُّل القوانين الوجودية الجديدة المفروضة في هذا الفضاء. المبنى المُصمم سحرياً يعمل على كسر وهم السيادة الأنطولوجية المطلقة للفرد. عندما يُرغم التصميم الفرد على السلوك بطريقة غير مألوفة، أو يُشعرُه بالضياع أو الإحاطة المطلقة كالسجون أو المعابد شديدة التعقيد، فإنه يُثبت لهشاشة وجوده وقابليته للتأثير الخارجي. إن الكينونة هنا لا تتعرض لسحر من خارجها، بل لتحوُّل داخلي تُمليه عليها القوانين الجمالية والوظيفية للمكان. يُعتبر الواقع الافتراضي (VR) الميدان الأمثل لتحقيق مفهوم البيئة المعمارية السحرية بأقصى درجاته، كونه يزيل كل قيود المادة والفيزياء الكلاسيكية. في بيئة VR المعمارية، يستطيع المصمم أن يتحكم في كل متغير يؤثر على الكينونة، بدءاً من الجاذبية مروراً بألوان الهواء وصولاً إلى صوت جدران المبنى. المبنى الإفتراضي يمكنه أن ينهار ويعيد بناء نفسه إستجابة لحالة المستخدم العاطفية، مما يحول البيئة إلى كائن حي متفاعل يمارس سحراً تفاعلياً مباشراً على الوعي. يمكن تصميم العمارة الإفتراضية لتعمل كـخوارزمية مكانية تُوجِّه سلوك المستخدم في مسارات محددة، أو تُنشئ مصادفات مُصمَّمة. هذا يُمكّن من إختبار فرضية السحر كتكنولوجيا لـهندسة المصادفات وكيف يمكن لهذه المصادفات المُصمَّمة أن تُغير الإعتقادات الأساسية للفرد حول قدراته ومصيره. في الختام، إن البيئة المعمارية المصممة تقنياً، سواء في الواقع المادي عبر العمارة الإدراكية أو الإفتراضي عبر التحكم الشامل في المحاكاة، هي بالفعل قادرة على العمل كـمُكثِّف ومُوجِّه للطاقة والتأثير الأنطولوجي. إنها تُمثِّل التحقيق المادي و العلمي للإدعاء السحري القديم: أن المكان ليس حيادياً، بل هو قوة فاعلة تُشارك بفاعلية في تحديد حالة ومصير الكينونة البشرية التي تحتويه.

_ العلاج المعرفي السلوكي (CBT) كـتقنية مضادة للسحر: إستعادة السيادة الأنطولوجية للكينونة من الإيحاء القهري

بناءً على التحليل الفلسفي العميق للعلاقة بين السحر و الكينونة، يُمكن القول بأن علم النفس الحديث، وخاصة العلاج المعرفي السلوكي (CBT)، يُمثل تقنية مُضادة للسحر أو لإبطال البرمجة السلبية، ليس بالمعنى الميتافيزيقي لإلغاء قوة خارجية خارقة، ولكن بالمعنى الأنطولوجي والظواهري لإعادة تأسيس الكينونة والوعي من التلاعبات الإدراكية و السلوكية التي ينتجها الإعتقاد بالسحر أو أي شكل من أشكال الإيحاء القهري. إن السحر، في جوهره الفلسفي، هو إدعاء بالقدرة على إحداث تغيير جذري في الكينونة البشرية أو الواقع المدرَك عبر قوة خارجية غير مادية. هذا التغيير غالباً ما يتجسد في ثلاثة مستويات رئيسية تشمل تجميد الإرادة الحرة، تشويه الوعي والإدراك، وإحداث إضطراب في الجوهر النفسي للفرد. هنا يتدخل علم النفس الحديث، لا ليُنكر وجود الظاهرة السحرية، بل ليُبطل تأثيرها عبر تقنيات تركز على سيادة الذات الأنطولوجية. يُمكن تفسير الأعراض المنسوبة للسحر كالإكتئاب، العزلة، الإعاقة النفسية الجسدية غير المفسرة على أنها نتيجة لـبرمجة سلبية عميقة تغلغلت في وعي الفرد ولا وعيه. هذه البرمجة تعتمد على الإيحاء القسري، و الخوف، وتوقع الفشل. إن الشخص المسحور يفقد سلطته على كينونته ويتحول إلى كيان يخضع لـقوانين مفروضة عليه من خارج ذاته. يعمل العلاج المعرفي السلوكي كتقنية إبستمولوجية (معرفية) تهدف إلى تفكيك هذه البرمجة السلبية. هو يُركز على تغيير أنماط التفكير المشوهة مثل التشاؤم المُبرمَج، أو الإحساس بالعجز المطلق التي يُعتقد أنها نتيجة للسحر. من منظور فلسفي، يُعيد CBT تحرير الإرادة الحرة للفرد عبر استعادة سيادته على آليات تفكيره وإدراكه. إنه يعيد للفرد أدواته المعرفية لـفك تشفير الواقع، ليُدرك أن الأعراض نابعة من التفسير السلبي للوجود وليس بالضرورة من قوة خارجية قاهرة. العملية العلاجية هنا هي بمثابة طقس تطهير معرفي يعيد ترتيب البنية الأنطولوجية الداخلية. إن التحليل النفسي يقدم دليلاً على أن تأثير السحر يكمن في مرونة الكينونة وهشاشتها، كما ناقشنا سابقاً. الساحر، عن قصد أو غير قصد، يستغل هذه المرونة للتدخل في البنية الإدراكية. علم النفس الحديث هو الرد التقني على هذا التلاعب، حيث يعمل كالتالي: السحر يُفترض أنه يعمل على تجميد القوة الوجودية للفرد، ويمنعه من الفعل والتغيير (اللا-حركة). العلاج النفسي يعيد تفعيل هذه القوة عبر تمارين سلوكية في العلاج السلوكي وواجبات واقعية تتطلب من الفرد الفعل الواعي، مما يثبت أن الذات هي المصدر الأقوى للفعالية، وليس القوة السحرية الخارجية. هذا يعيد تعريف الفرد من كونه مفعول به (ضحية السحر) إلى فاعل (صاحب الإرادة). يعتمد السحر على الرموز كالأشياء المخبأة، أو التعويذات المنطوقة لتأكيد سلطته. علم النفس يعمل على تحييد القيمة الرمزية السلبية لهذه العناصر. عندما يستطيع الفرد تفسير رمز السحر أو الأعراض الناتجة عنه على أنها مجرد مُحفز للقلق أو نتاج لتفسير خاطئ، فإنه يسلب هذا الرمز قدرته السحرية على التلاعب بوجوده. إنه تحويل من إبستمولوجيا الغموض المُرعِب إلى إبستمولوجيا الوضوح المُسيطِر. الصراع بين علم النفس و الإيمان بالسحر ليس مجرد صراع بين العلم والخرافة، بل هو صراع أنطولوجي عميق حول سلطة تفسير الوجود و الكينونة. إن مصدر التغيير ينقسم إلى: قوة غيبية/خارجية تستهدف الجوهر والبنية الإدراكية/الداخلية القابلة للتشويه والتعافي. أما آلية التأثير لكل منهما فهي إما عبر طقوس و رموز تُغير قوانين الواقع في الحالة الأولى، أو من خلال أنماط تفكير وسلوك تُغير التفسير للواقع في الحالة الثانية. و تتمثل نتائج الإبطال في المقابل في إما إزالة القوة الخارقة المُلزمة، أو إستعادة السيادة الذاتية و التحرر من الإيحاء. إن علم النفس لا ينكر فكرة التأثيرات غير المادية على الكينونة، لكنه يصر على أن المكان الأساسي لتلقي وإبطال هذا التأثير هو الوعي البشري ذاته. إذا كان السحر قديمًا هو تقنية ميتافيزيقية للتدخل في الكينونة، فعلم النفس هو تقنية عقلانية لإصلاح ما أفسده التدخل سواء كان حقيقياً أو مُتخيلاً. إنه يمثل الرد الإنساني الحديث على أزمة وجودية قديمة: هل أنا حر، أم أنني مُقيَّد بقوانين خفية؟ يختار علم النفس الإجابة الأولى، مقدماً الأدوات التقنية لتجسيد هذه الحرية.

_ الجمالية كـمُركّب وظيفي: الإبهار السحري و التقني كآلية للتحويل الأنطولوجي للكينونة

إن التساؤل عن وجود جمالية سحرية في الممارسة التقنية السحرية، وعما إذا كانت هذه الجمالية جزءاً لا يتجزأ من فعاليتها في التأثير على الكينونة، يأخذنا إلى تقاطع عميق بين فلسفة الجمال (Aesthetics) وفلسفة الوجود (Ontology). التحليل الفلسفي يؤكد أن هذه الجمالية ليست مجرد زينة أو شكل خارجي، بل هي مكون وظيفي أساسي في عملية التأثير السحري، سواء كان هذا السحر ميتافيزيقياً قديماً أو تقنياً حديثاً كإستخدام الواقع الإفتراضي. إن الممارسة السحرية، منذ نشأتها في الطقوس القديمة وحتى تحولها إلى تقنية في العصر الحديث مثل الخوارزميات المعقدة أو التصميم الإفتراضي الغامر، تتجاوز الهدف المباشر (إحداث تغيير) لتصبح عملاً فنياً يؤثر في الوعي عبر الجمال والإبهار. السحر، في جوهره، يعتمد على الإبهار (Awe)لإحداث حالة من الإستسلام الإدراكي لدى الكينونة المستهدفة. هذه العملية لا تختلف كثيراً عن تأثير العمل الفني العظيم الذي يجبر المشاهد على تعليق شكه و الإنغماس في عالمه. الطقوس السحرية القديمة كانت أعمالاً مسرحية كاملة: ملابس خاصة، رموز هندسية دقيقة، إيقاعات صوتية، و إضاءة محددة. هذه العناصر الجمالية لا تُضاف للزينة، بل هي مُركّبات تعمل على تركيز الإرادة لدى الساحر وإحداث حالة من التلقي العميق لدى المتلقي. الجمالية هنا هي الواجهة الإقناعية التي تُعلق المنطق النقدي وتفتح باب الوعي للتأثير. في السياق التقني مثل الواقع الإفتراضي أو الذكاء الإصطناعي، تُترجَم هذه الجمالية إلى التصميم الغامر والواقعية المفرطة. عندما يرى المستخدم بيئة إفتراضية فائقة الجمال و التعقيد، فإنه يشعر بالإبهار التقني، الذي يُعادل الإبهار الميتافيزيقي للساحر القديم. هذا الإبهار هو الذي يسمح للتقنية بـإعادة برمجة الوعي، حيث يتقبل المستخدم القوانين الأنطولوجية الجديدة للواقع الإفتراضي بسهولة أكبر. إن جمالية الكود أي كفاءة ورشاقة الخوارزميات تُترجم في النهاية إلى جمالية الإدراك أي سلاسة وغمر التجربة. من منظور فلسفي طاقي، تُعد الجمالية مكثفاً أساسياً لنية الساحر أو المصمم التقني. الجمال ليس حيادياً، بل هو قوة منظِّمة. الأشكال الهندسية المقدسة مثل الدوائر، النجوم، أو التماثلات المعمارية المستخدمة في السحر و العمارة التقليدية، هي بالأساس تكوينات جمالية تهدف إلى توجيه وتركيز الطاقة النفسية و الفكرية. كلما كان الشكل أكثر تناسقاً وجمالاً، زادت قدرته على مساعدة الوعي على التمركز و تحقيق الهدف. الجمال يضفي شرعية وقوة على الفعل السحري. يمكننا النظر إلى السحر على أنه فن خلق الترابط (Coherence) بين الداخل (النية والإرادة) والخارج (الواقع المرغوب). الجمال يمثل هذا الترابط في أفضل صوره. فالممارسة السحرية الناجحة هي التي تبدو جميلة في تناغمها وكمالها الطقسي أو التقني. الجمال ليس نتيجة للسحر، بل هو آلية التحقيق ذاتها. تؤكد الجمالية السحرية العلاقة الجدلية بين السحر والكينونة، حيث أن التأثير الجمالي للممارسة السحرية يُصبح فعالية أنطولوجية. السحر يمارس إغراءً على الكينونة البشرية. إنه لا يأمر بالتغيير فحسب، بل يُغري الكينونة بتقبل حالة وجودية جديدة. إذا كانت نتيجة السحر أو التجربة الإفتراضية هي تحقيق حالة من الكمال الجمالي في الوعي مثل شعور عميق بالسلام، أو الإنجاز غير المتوقع، أو التماهي مع بيئة مثالية، فإن هذا التجلي الجمالي يُصبح دليلاً على صحة الممارسة وفعاليتها. الفرد لا يُعالج نفسياً فقط، بل يجد الجمال في حالته الوجودية الجديدة. هذه الجمالية تضمن إستمرار التأثير وتجعله مرغوباً. الحياة العادية، غالباً، تتسم بالرتابة والضرورة. السحر، بتقنياته الجمالية المدهشة، يقدم هروباً جمالياً يكسر هذا الروتين الأنطولوجي. إنه يُدخل عنصر الدهشة الوجودية في الحياة، مما يثبت أن الكينونة ليست صلبة ومغلقة، بل هي مرنة و قابلة للتشكيل والإثراء الجمالي. هذا التحرير الجمالي للوعي هو في حد ذاته جزء من قوة التأثير السحري. في الختام، لا تنفصل الجمالية السحرية عن فعالية السحر في التأثير على الكينونة. سواء كان العمل السحري يدوياً يعتمد على الخط والرمز، أو تقنياً يعتمد على الكود و الواقع الإفتراضي، فإن الجمالية هي الوسيط الأساسي الذي يُعلق الشك، يُركز الإرادة، ويُغري الوعي بتقبل حالة وجودية جديدة. إنها القوة الصامتة التي تحول الفعل التقني أو الطقسي إلى تجربة أنطولوجية عميقة.

_ السحر كـهندسة المصادفات: التلاعب الإدراكي والخوارزمي بالإحتمالات لتحديد مصير الكينونة

إن هذا التساؤل الفلسفي يمثل نقطة تحول حاسمة في فهمنا للسحر، حيث ينقله من مجال القوى الغيبية الخارقة للطبيعة إلى مجال التكنولوجيا النفسية والأنطولوجية؛ أي أن السحر يُصبح تقنية متقدمة لـهندسة المصادفات (The Engineering of Coincidence). من هذا المنظور، فإن فعالية السحر في التأثير على الكينونة لا تكمن في خرق القوانين الفيزيائية، بل في التلاعب الماهر بآلية الصدفة في حياة الفرد المستهدف، سواء عن طريق الإيحاء العميق أو عن طريق الإدارة المحكمة للمتغيرات البيئية و الإدراكية. تقليدياً، يُنظر إلى السحر على أنه فعل قسري يفرض نتيجة محددة سلفاً. لكن التحليل الفلسفي العميق يشير إلى أن السحر قد يكون مجرد تقنية لإدارة الإحتمالات وتوجيه مسارات المصادفة (Coincidences) بحيث تتراكم نحو نتيجة مرغوبة أو مرسومة. الكينونة البشرية موجودة ضمن مصفوفة إحتمالية هائلة؛ فكل لحظة تنطوي على عدد لا نهائي من المصادفات الممكنة كلقاء شخص، سماع خبر، التعرض لحدث. يُمكن تعريف السحر على أنه القدرة على زيادة إحتمال وقوع المصادفات المؤدية إلى نتيجة معينة، و تقليل إحتمال المصادفات التي تُبطلها. عندما يكون الفرد تحت تأثير سحري أو برمجة سلبية، فإن إدراكه للواقع يتغير. يصبح أكثر تركيزاً على المؤشرات السلبية، ويقوم بتفسير الأحداث المحايدة أو الإيجابية العادية على أنها دليل على صحة السحر وتأثيره. السحر هنا لم يغير الواقع المادي، ولكنه صمَّم فلتر إدراكياً يُجبر الكينونة على رؤية وتأكيد المصادفات التي تخدم فرضية السحر مثل: صادفت هذا العائق إذن أنا مسحور. هذا التحول الإدراكي هو جزء أساسي من فعالية السحر. تبرز النية (Intent) في السحر كقوة توجيهية. في هذا السياق، النية لا تخترق الواقع، بل تُصبح مغناطيساً نفسياً يؤثر على سلوكيات الساحر و المسحور بطرق خفية. فإذا كانت النية هي الفشل، فإن المصادفات التي تدعم الفشل كالنسيان، التأخير، الأخطاء البسيطة تكتسب قيمة أكبر وتظهر بكثافة أكبر في حيز الوعي، مما يؤدي إلى هندسة سلسلة من المصادفات السلبية. يُقدم الواقع الإفتراضي (VR) مثالاً تقنياً واضحاً لكيفية عمل هندسة المصادفات، محولاً المفهوم السحري إلى تقنية محاكاة أنطولوجية. في البيئة الإفتراضية، يمكن للمصمم (مهندس المصادفات) أن يتحكم بشكل مطلق في تكرار و توجيه المصادفات التي يواجهها المستخدم. يمكن تصميم بيئة VR بحيث تتراكم فيها المصادفات الإيجابية كأن يجد المستخدم الحلول بسهولة، أو يلتقي بالشخص المناسب في الوقت المناسب، مما يؤدي إلى إعادة برمجة الوعي للإيمان بالنجاح وزيادة الثقة بالنفس. وعلى العكس، يمكن هندسة سلسلة من المصادفات السلبية (الأبواب المغلقة، العقبات غير المنطقية) لإحداث حالة من العجز المُتعلم في الكينونة الإفتراضية، التي قد تنتقل آثارها إلى الواقع المادي. الواقع الإفتراضي يعرض الكود (الخوارزمية) الذي يُدير المصادفات. هذه الخوارزمية تُصبح هي التعويذة الميكانيكية التي تُحدد مصير الكينونة داخل هذا الفضاء. هذا يعزز الفهم الفلسفي بأن السحر، في جوهره، ليس أكثر من معرفة سرية غيبية أو تقنية تُمكن من التحكم في قواعد اللعبة الأنطولوجية. إذا كان السحر هندسة للمصادفات، فإن هذا يكشف عن الصراع الحقيقي في العلاقة بين السحر والكينونة، وهو صراع على الإرادة الوجودية. إن تقبل فكرة أن السحر هو هندسة مصادفات يفتح الباب أمام إبطاله تقنياً. فالعلاج النفسي، على سبيل المثال، يعمل على تحرير الكينونة من حتمية المصادفة السلبية التي فُرِضت عليها. يُشجَّع الفرد على إعادة تفسير المصادفات في حياته، والنظر إليها كـأحداث عشوائية أو نتيجة لسلوكه الخاص، بدلاً من كونها دليلاً على وجود قوة سحرية موجهة ضده. هذا التحول المعرفي يُعيد السيطرة الأنطولوجية إلى الذات. بمجرد أن يدرك الفرد أن السحر مجرد تقنية للتلاعب بالإدراك وهندسة المصادفات، يمكنه أن يطور تقنياته الداخلية كاليقظة الذهنية، والإرادة الواعية لإبطال التأثير، وذلك عبر التركيز على خلق المصادفات الإيجابية بالمثابرة والعمل الواعي وتجاهل المصادفات السلبية. هذا يثبت أن الكينونة القوية ليست محصنة ضد القوى الخارجية، بل هي أفضل مُهندس للمصادفات الخاصة بها. في الختام، يُمثل السحر في هذا الإطار علماً إنسانياً للتحكم في الإدراك و المصادفات، بدلاً من كونه قوة إلهية. سواء كانت المصادفات مُهندَسة بواسطة طقوس غامضة أو خوارزميات رقمية متقدمة، فإن الهدف واحد: التلاعب بالإحتمالات لتحديد مصير الكينونة المستهدفة.



#حمودة_المعناوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- حْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخُّل ا ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السحر قناع الأنطولوجيا: كيف يكشف التدخل الغيبي عن مرونة الكي ...
- العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ ...
- العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ ...


المزيد.....




- إيتاي تشين.. إسرائيل تعلن تسلمها رفات آخر رهينة أمريكي إسرائ ...
- الأزمة الجزائرية الفرنسية: ماكرون يمد يده لتبون؟
- لبنان قد يخفض أو يلغي كفالة الإفراج عن هنيبال القذافي بحسب م ...
- موريتانيا: المحكمة العليا تثبت الحكم بسجن الرئيس السابق محمد ...
- فرنسا: رئيس الوزراء سباستيان لوكورنو يجدد رفض إلغاء اتفاقية ...
- الانتخابات الأمريكية المحلية: -اختبار- للديموقراطيين والجمهو ...
- القوة الدولية في غزة كما تراها إدارة ترامب
- مشوع قانون المالية لسنة 2026: طاحونة الشيء المعتاد (2)
- بوتين: صاروخ -بوريفيستنيك- يضمن أمن روسيا لعقود
- صور..كنوز توت عنخ آمون تعرض لأول مرة في المتحف المصري الكبير ...


المزيد.....

- تقديم وتلخيص كتاب " نقد العقل الجدلي" تأليف المفكر الماركسي ... / غازي الصوراني
- من تاريخ الفلسفة العربية - الإسلامية / غازي الصوراني
- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حمودة المعناوي - السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخُّل الْغَيْبِيّ عَنْ مُرُونَة الْكَيْنُونَة وَصِرَاع الْإِرَادَات الْوُجُودِيَّة -الْجُزْءُ التَّاسِعَ عَشَرَ-