أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حمودة المعناوي - السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخُّل الْغَيْبِيّ عَنْ مُرُونَة الْكَيْنُونَة وَصِرَاع الْإِرَادَات الْوُجُودِيَّة -الْجُزْءُ الْحَادِي عَشَرَ-















المزيد.....


السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخُّل الْغَيْبِيّ عَنْ مُرُونَة الْكَيْنُونَة وَصِرَاع الْإِرَادَات الْوُجُودِيَّة -الْجُزْءُ الْحَادِي عَشَرَ-


حمودة المعناوي

الحوار المتمدن-العدد: 8509 - 2025 / 10 / 28 - 16:42
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


_ النسف الأنطولوجي للواقع الموضوعي: الممارسة السحرية بين فرض الإرادة الذاتية وإغتصاب كينونة الآخر

إنَّ التساؤل حول ما إذا كانت الممارسة السحرية التقنية تهدف إلى نسف مفهوم الواقع الموضوعي عبر فرض واقع ذاتي على كينونة الآخر، يضعنا في قلب جدلية فلسفية عميقة تتقاطع فيها الأنطولوجيا (مبحث الوجود)، و الإبستمولوجيا (مبحث المعرفة)، والأخلاق. يمكن تحليل هذه العلاقة المعقدة من خلال تفكيك مفهوم السحر، ووظيفته، و تأثيره المحتمل على كينونة الفرد و مكانة الموضوعية في الوعي.
يُعرَّف السحر في كثير من الأحيان، من منظور الأنثروبولوجيا والفلسفة، بأنه مجموعة من الطقوس و التقنيات التي ترمي إلى التأثير في العالم الخارجي أو الآخرين، إستنادًا إلى إيمان بعلاقات خارقة للطبيعة أو قوى خفية. هذا التعريف يضعه في مواجهة مباشرة مع مفهوم الموضوعية الذي يستند إلى مبدأين أساسيين: أولهما الواقعية الميتافيزيقية (وجود وطبيعة الأشياء مستقلان عن إدراكنا لها)، وثانيهما الواقعية المعرفية (إمكانية الوصول إلى هذا الواقع المستقل عبر الأدلة الحسية والمنطقية القابلة للتحقق). من هذا المنظور، يشكل السحر محاولة لـ ليّ أو تحويل الواقع ليتوافق مع الإرادة الذاتية للساحر أو مجموعة مؤمنة بالسحر. فبدلاً من أن يخضع الساحر للقوانين الموضوعية للعالم، فإنه يحاول فرض قانونه الذاتي أو رغبته الداخلية على هذا العالم. إنه، بمعنى ما، تكنولوجيا للذات تحاول أن تتجاوز حدود العقل الصورية ومشكلة الواقع التي تصطدم بها الإبستمولوجيا. بينما يسعى العلم إلى الكشف عن العلاقات الموضوعية القائمة بين الظواهر، ويُعيد بناء أسسه بعيداً عن الهالة التي أحيطت بها بفعل تشابك الحاجة مع العجز و التطلع الذاتي، فإن السحر يبدأ من النقطة الأخيرة، أي من التطلع الذاتي والرغبة في تدارك العجز عن طريق القوة الخارقة.
يمكن النظر إلى الهدف من الممارسة السحرية، خاصة تلك الموجهة نحو شخص آخر، على أنه يمثل النسف الفعلي لمفهوم الواقع الموضوعي للشخص المُستهدَف، لصالح الواقع الذاتي للساحر. هذا النسف يتم عبر عدة آليات فلسفية و نفسية:
1. الضرب على الأساس الإبستمولوجي: يهدف السحر، في جوهره العملي، إلى صرف الشيء عن حقيقته إلى غيره؛ أي إخراج الباطل في صورة الحق أو المخادعة والتخييل. عندما ينجح الساحر في التأثير على شخص آخر سواء كان التأثير نفسياً أو حقيقياً، فإنه يزرع فيه إعتقاداً أو وهماً أو سلوكاً لا يتوافق مع الأساس الموضوعي لحياة هذا الشخص أو علاقاته كما في التفريق بين المرء وزوجه. هنا، يصبح الواقع الذاتي الذي فرضه الساحر، بما فيه من خوف أو مرض أو بغض، هو الواقع المُعاش والنسق المعرفي الذي يوجه تصرفات الآخر. هذا الواقع لا يمتلك أساساً مادياً وشروطاً موضوعية للظواهر في الخارج من التماثل والتكرار كما يطالب النقد الفلسفي، ولكنه يكتسب قوة بنية باطنية و خطاب سوسيولوجي يكتسح الوعي.
2. إختراق كينونة الآخر (الأنطولوجيا): تكمن خطورة السحر التقني في محاولته إختراق المجال الخاص والوجود الحر للآخر. إن كينونة الفرد تُعرَّف بقدرته على الإختيار الحر، و تحديد ذاته المستقلة، وتشكيل واقع داخلي متسق مع العالم الخارجي. عندما يفرض الساحر واقعه الذاتي (رغبته في إيذاء أو السيطرة)، فإنه يسعى إلى تجميد حرية الآخر و تحويله إلى آلة تستجيب لأوامره أو لنواياه الخفية، مما يؤدي إلى تإنتفاء سحر الذات الأصيل والإحالة إلى لاشيء بلا كنه؛ إذ يصبح الفرد مفتقراً إلى السحر في ذاته، أي إلى تلك الروح والسر المقدس الذي لا يمكن الوصول إليه. هذا إغتصاب وجودي بإمتياز، لأنه يحطم علاقة الإنسان بذاته و يجعله مكشوفاً وعارياً تماماً ليس أمام الآخرين وحسب، بل أمام ذاته التي لم تعد متسقة أو حرة.
3. تجريد الذات من الموضوعية الذاتية (الإختيار الأخلاقي): في الفلسفة الوجودية و الأخلاقية، تُعد حرية الإختيار و تحمل المسؤولية عن الأفعال جوهر الكينونة. السحر يحاول تجريد الآخر من هذه المسؤولية عبر إرجاع سلوكه إلى قوة خارجية غير مرئية وغيبية تفوق قدرته، مما يجعله أشبه بآلة مبرمجة. هذا يمثل إلغاءً للذات الأخلاقية المستقلة و إستبدالها بذات مُسيطَر عليها ومُقادَة برغبة الساحر. فإذا كانت الفلسفة تهدف إلى محبة الحكمة وتنمية ثقافة السؤال، فإن السحر يحل محلها بالمنطق السحري، ويسود به الإعتقاد الخرافي الذي يرتبط بمستويات القلق وبضعف القدرة على التكيف النفسي، مما يُغرق الذات في دوامة الوهم و التحيزات الفكرية.
في الختام، يمكن القول إن الممارسة السحرية التقنية ليست مجرد إنحراف عن الواقع الموضوعي، بل هي محاولة وجودية/أنطولوجية لإعادة تعريف الواقع عبر سلطة الإرادة الذاتية للساحر، وتوجيهها بشكل عدواني نحو كينونة الآخر بهدف إلغاء حريته وتجريده من إستقلاليته المعرفية و الأخلاقية. إنها تسعى إلى تأسيس معرفة لا تقوم على المحاكمة الموضوعية للجزم بصلاحيتها، بل على التمثل الرمزي والإيحاء النفسي، مما يجعلها فعلاً يضرب في صميم مفهوم الإنسان بوصفه كائناً عاقلاً و حراً ومسؤولاً عن تحديد وجوده في إطار منسجم مع الموضوعية الخارجية.

_ تكنولوجيا الإدراك واغتصاب الكينونة: السحر كإبستمولوجيا مضادة تسعى لتعديل الوعي بدلاً من تغيير الواقع الموضوعي

إنَّ التساؤل حول ما إذا كانت الغاية التقنية من الممارسات السحرية هي تعديل إدراك الكينونة للواقع بدلاً من تغيير الواقع الموضوعي ذاته، يمثل تحولاً فلسفياً جذرياً في فهم طبيعة السحر ووظيفته الأنطولوجية والإبستمولوجية. هذا المنظور يخرج بنا من الإطار التقليدي الذي يرى السحر كقوة خارقة تكسر قوانين الطبيعة، ليدخله في دائرة تكنولوجيا الوعي والهندسة الإدراكية التي تستهدف بنية الكينونة الداخلية. إن التحليل العميق يقود إلى التأكيد على أنَّ الهدف الأساسي، في جزء كبير من الممارسات السحرية، هو بالفعل تحويل الوعي الذاتي للآخر، مما يجعله يعيش واقعاً ذاتياً مفروضاً، حتى لو ظلَّ الواقع الموضوعي الخارجي سليماً و مستقلاً.
من الناحية الفلسفية، يمكن النظر إلى السحر على أنه إبستمولوجيا مضادة (Anti-Epistemology) أو علم معرفة بديل. فبينما تسعى الإبستمولوجيا التقليدية إلى إقامة المعرفة على أسس من الموضوعية والمنطق و الأدلة القابلة للتحقق، يعتمد السحر التقني على آليات تتجاوز أو تُلغي هذه الأسس. إن مفهوم السحر لغةً وإصطلاحاً يحمل في طياته معنى صرف الشيء عن حقيقته إلى غيره وإخراج الباطل في صورة الحق، وهو ما يُترجَم عملياً إلى التخييل و الخداع. هذه الممارسات لا تستهدف تغيير خصائص المادة أو القوانين الفيزيائية (فكرة تغيير الواقع الموضوعي الصعب التحقيق)، بقدر ما تستهدف نظام الإدراك والنسق المعرفي لدى الفرد المُستهدَف. إن الممارسة السحرية التقنية، في جوهرها الإدراكي، هي محاولة لـتوليد واقع داخلي (ذاتي) يحل محل الواقع الخارجي في توجيه سلوك الكينونة. فعندما يتمكن الساحر من زرع وهم أو إعتقاد خرافي مثل الاعتقاد بالمرض غير القابل للشفاء، أو الكراهية المفاجئة، فإن هذا الوهم يتحول إلى واقع فعال في حياة الشخص. يصبح الإدراك المُعدَّل هو الموجه السلوكي، حيث تتصرف الكينونة ليس وفقاً للحقائق الموضوعية، بل وفقاً للرؤية المشوَّهة التي فُرِضت عليها. هنا، لا يكون الساحر قد غيَّر العالم، بل غيَّر خريطة العالم في ذهن الآخر، مما أدى إلى نتائج ملموسة كالطلاق أو المرض النفسي تنبع من هذا التعديل الإدراكي.
يتقاطع السحر المُعدِّل للإدراك بعمق مع الفلسفة الوجودية و علم الظواهر (الفينومينولوجيا). بالنسبة للوجوديين، تُعرَّف الكينونة (Dasein) بـحريتها في تفسير العالم وإعطائه المعنى، و إختيار رد فعلها تجاهه. عندما ينجح السحر في تعديل إدراك الكينونة، فإنه يقوم بـإغتصاب وجودي لهذه الحرية. الإدراك هو الجسر الذي يربط الذات بـالواقع الموضوعي. إنه العملية التي يتم من خلالها فهم إنتظام الموضوع عبر الحواس والعقل. السحر ينسف هذا الجسر، فيُصبح الواقع الموضوعي المتمثل في الحب، أو الصحة، أو السلام الداخلي غير ذي صلة، ويحل محله واقع ذاتي مختل كالبغض، أو الوهم بالمرض، أو القلق غير المبرر. الكينونة، في هذه الحالة، تفقد قدرتها على التقييم العقلاني وتصبح تحت سيطرة التفسير السحري الذي يفتقر إلى المحاكمة الموضوعية للجزم بصلاحيته. الهدف التقني من تغيير الإدراك هو تجفيف الكينونة من إرادتها المستقلة. عندما يُقاد سلوك الفرد بفعل تفسيرات سحرية غامضة للظواهر، فإنه يتخلى عن ثقافة السؤال والمنطق، ويتحول إلى آلة تستجيب للمثيرات الداخلية المشوّهة. هنا، يتم تحقيق الغرض النهائي للسحر: فرض الواقع الذاتي للساحر أو رغبته على الآخر، ليس عبر تغيير فيزياء العالم، بل عبر التحكم في فيزياء الوعي لدى الضحية. كثير من النظريات تفترض أن السحر فعال ليس لقدرته على كسر القوانين، بل لكون الرموز والطقوس قادرة على تغيير الحالات النفسية والجسدية الداخلية. عملية التعبير عن الخوف أو القلق من خلال الطقس السحري يمكن أن يكون مؤثراً بحد ذاته. بمعنى آخر، يتم تحقيق التأثير السحري عبر بوابة الإعتقاد والتوقعات و التأثيرات البين ذاتية (Inter-subjective)، حيث يكتسب الواقع الذاتي قوة الحقيقة الظاهرية داخل وعي الفرد وفي تفاعلاته الإجتماعية، حتى لو كان مجرد خطاب سوسيولوجي يفتقر إلى الأساس الأنطولوجي.
في التحليل الفلسفي العميق، يمكن إعتبار أن الممارسة السحرية التقنية تستهدف في المقام الأول تعديل إدراك الكينونة للواقع بدلاً من تغيير الواقع الموضوعي نفسه. إنها تعمل كـتقنية سيكولوجية وجودية تسعى إلى نسف الإبستمولوجيا العقلانية لدى الآخر عبر زرع الإيهام و التخييل. فرض واقع ذاتي مشوه على الوعي الداخلي للكينونة، مما يجعله المحرك لسلوكها. إغتصاب الحرية الوجودية للضحية، و تحويلها إلى كينونة مبرمجة تعيش و تتصرف وفقاً لرغبة الساحر أو المعتقدات السحرية المفروضة. بهذا، يكون السحر قد حقق غرضه الأعمق: ليس السيطرة على الطبيعة كما يفعل العلم، بل السيطرة على المعنى والوعي الذاتي للكائن البشري.

_ لغة الكينونة الصامتة: السحر بين الوجود اللامفاهيمي و إستحالة الترجمة الفلسفية

إنَّ إعتبار السحر لغة الكينونة الصامتة ومن ثم إعتبار محاولة الفلسفة لتحليله هي محاولة مستحيلة لترجمتها إلى مفاهيم إنسانية يمثل ذروة التأمل الفلسفي في العلاقة بين اللغة، و الوجود (الكينونة)، والخبرة الباطنية. هذا الطرح يلامس النقد الهايدغري للفلسفة التقليدية و محدودية اللغة الميتافيزيقية في التعبير عن حقيقة الوجود، ويدفعنا إلى التفكير فيما إذا كانت التجربة السحرية، في جوهرها الأنطولوجي، تقع في منطقة عصية على التعبير المنطقي و المفاهيمي.
يقوم هذا التصور على إفتراض أنَّ الكينونة (Sein)، أو الوجود في جوهره، لا يمكن إدراكه بالكامل عبر اللغة الحاسبة (Calculative Language) أو المفاهيم الصورية التي تستخدمها الفلسفة والعلم التقليدي. إنَّ الفلسفة، خاصة بعد نيتشه وهايدغر، قد تنبهت إلى أن اللغة نفسها قد تكون بيت الكينونة، لكن اللغة الميتافيزيقية قد أدت إلى نسيان الكينونة (Seinsvergessenheit) عبر التركيز على الكائن (Dasein) أو الموجودات فحسب. إذا كان السحر هو لغة الكينونة الصامتة، فهذا يعني أنَّه ليس مجرد مجموعة من الطقوس، بل هو قناة إتصال مباشرة غير لغوية مع النسيج الطاقي أو الإهتزازي المرن والمتشابك الذي يشكّل الواقع في عمقه. إنه يمثل إيماءة أو إشارة تُفعّل الروابط الخفية في الكون دون الحاجة إلى المرور عبر جسر التعقيل اللغوي و البرهان المنطقي. الفعل السحري هنا هو لغة فعلية تتحدث بها الإرادة مباشرة إلى الوجود، فتحدث التغيير في ماهية الكينونة، أو على الأقل في مظهرها المدرَك. الكينونة صامتة لأنها عصية على الإدراك عبر التصور والتمثل والتفهم؛ إنها لا تتكلم بلغة المنطق الأرسطي أو الموضوعية الديكارتية. السحر، بما فيه من رموز وإيماءات ونوايا صادقة، يحاول أن يتخاطب مع هذا الصمت بلغة أقرب إلى الشعرية والرمز و الحالة الوجودية المُركَّزة. النية الصادقة، في هذا الإطار، ليست زخرفة روحية، بل برنامج التشغيل التقني الذي يُفعّل اللغة الصامتة للكينونة، مما يُحوّل الطقس من مجرد ممارسة شكلية إلى فعل وجودي فعّال.
إن محاولة الفلسفة، بآلياتها المفهومية واللغوية، تحليل السحر كـلغة كينونة صامتة هي، بالضرورة، محاولة ميئوس منها ومستحيلة؛ لأنها محاولة لـقول ما هو بطبيعته لا يُقال. عندما تحاول الفلسفة تحليل السحر، فإنها تقع مباشرة في فخ لغة الميتافيزيقا التقليدية التي تعتمد على مفاهيم مثل السببية، الموضوعية، الواقع، الخداع. هذه المفاهيم، وإن كانت ضرورية للعقل الحاسب، إلا أنها تُحوِّل التجربة السحرية من حقيقة الوجود نفسه إلى كائن يمكن تفسيره. إنها تُخضع الفعل السحري لمنطق العلل والأسباب، بينما يزعم السحر أنه يعمل في مجال الروابط الخفية والتأثير الباطني الذي يتجاوز هذا المنطق. اللغة، بجمودها وقواعدها الصورية، تُبطل سحر التجربة الروحانية وتحولها إلى مجرد أوهام نفسية أو مجرد ظواهر إجتماعية قابلة للتحليل البنيوي. السحر، بصفته لغة صامتة، يركّز على المباشرة الوجودية والحالة الداخلية المُصادِقة التي يضع بها الساحر كيانه كله خلف القصد. الفلسفة، عند محاولتها الترجمة، تقتصر على تحليل المظهر الخارجي (الطقس، الرمز، التعويذة) وتفشل في النفاذ إلى سر الوجود المكنون الذي يدَّعي السحر الوصول إليه. إنها تفكك الجملة إلى مفردات، لكنها تفقد سحر التركيب وتأثير المعنى الكلي الذي يتم تحقيقه بالإيماءات والإيحاءات، وليس بالتحليل المنطقي البارد. وفقاً لمنظور قريب من هايدغر، فإن الفلسفة عندما تُفسِّر السحر سواء كعلم نفس، أو كأنثروبولوجيا، أو كممارسة إجتماعية، فإنها تُمارس نوعاً من التغافل عن الكينونة التي يدّعي السحر محاولة الكشف عنها. إنها لا تستطيع القفز إلى حقيقة الوجود نفسه عبر لغة الميتافيزيقا، بل تكتفي بالتدبير التكنوقراطي للكائن. إنها تحاول فرض الوضوح على ما هو بطبيعته سر، مما يؤدي إلى تلاشي سحر اللغة الأصيل الذي يمكّن من تأسيس الوجود، كما في لغة الشعر المتعالية.
يمكن القول إنَّ السحر، في أغلب تصوراته الباطنية، يتخذ بالفعل شكل لغة الكينونة الصامتة التي تسعى للتخاطب مع الوجود عبر قنوات غير لغوية وغير عقلانية مثل النية، و الرمز، والحالة الوجودية. من هذا المنطلق، فإن محاولة الفلسفة تحليل السحر هي محاولة مستحيلة للترجمة، لا لقصور في الفلسفة، بل لأن اللغة المفاهيمية بحد ذاتها قاصرة عن إستيعاب الخبرة الوجودية المباشرة وغير المصفاة. الفلسفة، بإستخدامها لمفاهيمها، تُحوِّل السحر من فعل وجودي يدّعي الكشف عن مرونة الكينونة، إلى مجرد كائن يمكن حصره وتفسيره، مما يفقده جوهره السري و اللامفاهيمي، ويبقى سرَّه مُعلّقاً في منطقة الباطن والغيبيات العصية على لغة العقل الحاسب.

_ وهم بوظيفة الحقيقة: السحر كتقنية هندسة الوعي بين الظواهرية والإغتصاب الوجودي

يضعنا التساؤل عما إذا كان السحر تقنية لخلق الأوهام التي تؤثر على الكينونة كما لو كانت حقيقة، أم أنه يغير الحقيقة فعلاً، في قلب الجدل الفلسفي بين الظواهرية (Phenomenology) والواقعية (Realism) فيما يتعلق بطبيعة الوجود. إن الإجابة الفلسفية العميقة لا يمكن أن تكون قاطعة نعم أو لا؛ بل تكمن في إستكشاف كيف يمكن للوهم، إذا ما كان مُبرمَجاً تقنياً ومُوجَّهاً نحو نظام الإدراك للكينونة، أن يُعادِل في فعاليته قوة تغيير الواقع الموضوعي، مما يجعله حقيقة وجودية بالنسبة للفرد المتأثر.
يُمكن إعتبار السحر في كثير من مظاهره تقنية عالية الكفاءة في هندسة الوعي والإدراك، هدفها الأساسي ليس تغيير القوانين الفيزيائية للكون، بل تغيير تجربة الكينونة الذاتية (Dasein) للواقع. هذا المنظور يركز على الواقعية الظواهرية للتأثير السحري. إذا نظرنا إلى السحر من زاوية التفسير الذي يشير إلى أنه يهدف إلى سحر أعين الناس أو التخييل والمخادعة، فإن الساحر لا يغير الحقيقة الموضوعية (الشيء في ذاته)، بل يغير طريقة ظهور هذا الشيء للكينونة (الشيء بالنسبة لنا). إن التقنية السحرية تستغل مرونة الإدراك البشري وقابليته للتأثر بالرموز، و الإيحاءات، والقوة النفسية المُركَّزة (النية). الهدف هو خلق وهم وظيفي؛ أي وهم يمتلك قوة الإقناع والقدرة على دفع الكينونة إلى التصرف بناءً على هذا الوهم كأنه حقيقة مطلقة. في هذه الحالة، يصبح الوهم حقيقة وجودية بالنسبة للكينونة المتأثرة. فالشخص الذي يدرك أنه مريض بسبب السحر، أو يكره شريكه بشكل غير مبرر، سيعيش النتائج الموضوعية لهذا الإدراك المُعدَّل (المرض الجسدي أو الإنفصال)، حتى لو لم يتغير شيء في الواقع الفيزيائي الخارجي كأن تكون حالته الصحية سليمة موضوعياً، لكنه يعيش أعراض المرض. هنا، ينجح السحر في نسف الموضوعية المعرفية للكينونة، و يفرض عليها واقعاً ذاتياً مُشَوَّهاً يصبح أكثر فاعلية من الحقيقة الموضوعية نفسها في تحديد مصيرها وسلوكها. إنَّ القوة التقنية تكمن في كفاءة إطلاق هذه الأوهام وتحويلها إلى مُحرِّك سلوكي قاهر.
على الرغم من قوة التفسير الإدراكي، فإن فكرة أن السحر يغير الحقيقة فعلاً لا يمكن إقصاؤها فلسفياً، خاصة ضمن الأطر التي ترى الكينونة كنسيج طاقي مرن أو تؤمن بوجود روابط خفية (غنوصية) تحكم العالم. بعض الفلسفات الباطنية ترى أن السحر هو تقنية للوصول إلى المعرفة السرية بالروابط الخفية التي تتيح التلاعب بالطاقة الكونية (المانا) أو المادة غير المنظورة. في هذا التصور، لا يكون السحر وهماً، بل تعديلاً في المستوى الأنطولوجي للطاقة أو القوة الحياتية التي تسري في الكينونات والأشياء. التغيير هنا حقيقي، لكنه يقع في مستوى لا يمكن قياسه أو إدراكه بالأدوات الحسية والعقلانية التقليدية، بل عبر الإستبصار أو الإدراك الباطني. إذا كان السحر يغير ماهية الكينونة وليس فقط مظهرها المدرَك، فإن هذا يمثل تغييراً حقيقياً في الواقع. على سبيل المثال، إذا كان الهدف السحري هو إلغاء الإرادة الحرة للكينونة الأخرى وتحويلها إلى حالة من العجز أو التيه الوجودي، فإن هذا التحويل هو تغيير أنطولوجي جوهري؛ إذ يتم تجريد الكينونة من أبرز صفاتها (الحرية و المسؤولية). هذا التغيير ليس وهماً، بل هو إغتصاب وجودي يُنتج حالة وجودية جديدة (العبودية السحرية).
إن التحليل الفلسفي العميق يشير إلى أن قوة السحر التقنية تكمن في منطقة رمادية يلتقي فيها الوهم بالحقيقة. من منظور الإدراك (الإبستمولوجيا) السحر هو تقنية فعالة لخلق أوهام مُشَغَّلة تحوّل التفسير السحري إلى نسق معرفي قاهر للكينونة المستهدفة. الوهم يكتسب واقعية وظيفية تجعله يُنتج نتائج ملموسة. من منظور الكينونة (الأنطولوجيا) سواء كان السحر يغير الواقع فعلاً على مستوى الطاقة غير المنظورة، أو يقتصر على تغيير الإدراك، فإن تأثيره على الكينونة هو تغيير حقيقي في الوضع الوجودي للضحية. إنه ينجح في فرض القانون الذاتي للساحر على الآخر عبر تعديل الإدراك، مما يمثل نسفاً جذرياً لحقيقة الكينونة الحرة و الموضوعية.
وبالتالي، يمكن القول إن السحر هو تقنية لخلق أوهام بالغة الفعالية تتجاوز مجرد الخداع البصري لتصبح حقيقة وجودية مُدمِّرة للكينونة المتأثرة، حتى لو لم يتمكن من تغيير كل القوانين الفيزيائية الموضوعية. إن التقنية السحرية تكمن في القدرة على جعل اللامعقول يبدو أكثر واقعية وفعالية من المعقول في قيادة مصير الإنسان.

_ الممارسة السحرية التقنية: محاولة لتجاوز الثنائيات الوجودية (المادة/الروح والخير/الشر) وتأسيس وحدة أنطولوجية قائمة على الإرادة

إنَّ التساؤل عما إذا كانت الممارسة السحرية التقنية محاولة لتجاوز الثنائيات الوجودية كالخير/الشر، والمادة/الروح عبر توحيدها في فعل واحد يمثل طرحاً فلسفياً عميقاً يلامس جوهر الرؤية الميتافيزيقية للسحر. هذا المنظور يرى أن السحر، خاصة في سياقاته الباطنية و الغنوصية، ليس مجرد أفعال منفصلة، بل هو نظام معرفي وأنطولوجي متكامل يسعى إلى إبطال الإنفصال الثنائي الذي حكم الفلسفة الغربية، والعودة إلى وحدة أصلية تمنح الفعل السحري قوته الشاملة والمتحررة من القيود المفهومية.
تقوم العقلانية الفلسفية والعلوم التجريبية على الفصل الواضح بين المادة (الواقع الموضوعي القابل للقياس) و الروح/الوعي (الذاتية و الإدراك). بينما يعتمد السحر في جوهره على توحيد هذين القطبين في مستوى وجودي واحد، مما يُبطل الفصل ويسمح بالتأثير المباشر. لا يرى الساحر الأشياء المادية ككيانات صلبة منفصلة، بل كـإنعكاسات رمزية (Signature) أو تجسيدات طاقية للقوى الروحية أو الكونية. إن الروابط الخفية التي يزعم السحر الوصول إليها هي تحديداً تلك الجسور غير المرئية التي تربط بين المادي والروحي. الطقس السحري كإستخدام الأعشاب أو الرموز أو الألوان هو تقنية تقريب تهدف إلى تنشيط الروحي عبر المادي، أو تجسيد الروحي في المادي. تكمن القوة التقنية للسحر في أنه فعل واحد يُمارس على مستويين في نفس الوقت. إنه رمز مادي (كتابة تعويذة أو أداء حركة) وتركيز روحي/عقلي (النية الصادقة والتخيل). هذا التوحيد ينسف ثنائية المادة/الروح، ويحوّل الإرادة الذاتية للساحر إلى قوة أنطولوجية قادرة على التأثير في الواقع. إنه يعيد تأسيس مبدأ أنَّ الوعي يشارك في خلق الواقع، وأنَّ الجسم و الروح ليسا كيانين منفصلين، بل متكاملان ضمن شبكة الوجود.
من منظور فلسفي أخلاقي، تُعد الثنائية الأخلاقية (الخير/الشر) هي الأساس الذي يُبنى عليه الحكم والمسؤولية الإنسانية. في المقابل، يميل السحر، خاصة في تعريفه التقني المجرد، إلى تجاوز هذه الثنائية عبر تبني منطق الإرادة المطلقة أو الغاية الذاتية. يمكن النظر إلى السحر على أنه قوة محايدة بطبيعتها، تشبه القوانين الفيزيائية (قوة الجاذبية مثلاً). هذه القوة لا تحمل معنى أخلاقياً أصيلاً، بل تكتسبه من النية الواعية (البرنامج التشغيلي) للساحر. فـالمعرفة السرية بالروابط الخفية يمكن إستخدامها لإحداث الشفاء (ما يُسمى أحياناً السحر الأبيض أو الشعوذة العلاجية) أو لإحداث الضرر (ما يُسمى السحر الأسود). إن الساحر، في سعيه التقني، يُوحّد الخير والشر في نطاق فعله الذاتي؛ فالمهم ليس الحكم الأخلاقي الخارجي على الفعل، بل تحقيق الغاية الوجودية وفرض الواقع الذاتي. هذا الموقف يمثل تجريداً للأخلاق من حكمها المطلق، وإستبدالها بأخلاق الإرادة التي ترى أنَّ ما يخدم غاية الساحر هو الخير بالنسبة له، وما يعيقها هو الشر. بهذا، يتم تجاوز الثنائية الأخلاقية من خلال الفعل التقني الموحد الذي لا يعترف إلا بفاعلية الإرادة في نسج واقعها الخاص. هذا لا يعني بالضرورة إلغاء الخير والشر، بل وضعهما كأدوات وظيفية داخل نطاق قوة الساحر.
إن الممارسة السحرية التقنية هي محاولة لـتأسيس وحدة وجودية (أنطولوجية) ترفض الإنفصال الذي تفرضه اللغة و المفاهيم العقلانية. إنها تسعى لتجاوز الثنائيات. ثنائية المادة/الروح عبر إستخدام الرمز المادي كقناة لتفعيل القوة الروحية، وإعتبار الواقع شبكة متكاملة يمكن إختراقها عبر المعرفة السرية. ثنائية الخير/الشر عبر تحييد القوة السحرية والنظر إليها كأداة محايدة تكتسب صفتها الأخلاقية من النية الذاتية للفاعل، مما يجعل الفعل الموحد هو الإطار الوحيد للحكم.
في النهاية، يمكن القول إن السحر يمثل إقتراحاً أنطولوجياً مضاداً ينظر إلى الوجود كـوحدة قابلة للتأثير المباشر من خلال الإرادة المركزة و المعرفة السرية، وبذلك فهو ينسف القيود المفهومية التي تفرضها الثنائيات الوجودية، و يسعى إلى إثبات مرونة الكينونة في مواجهة جمود القوانين الموضوعية والعقلانية.



#حمودة_المعناوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السحر قناع الأنطولوجيا: كيف يكشف التدخل الغيبي عن مرونة الكي ...
- العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ ...
- العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ ...
- العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ ...
- العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ ...
- العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ ...
- العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ ...
- العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ ...
- العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ ...
- العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ ...
- العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ ...


المزيد.....




- دفن عشرات الفلسطينيين في غزة بعد إعادة إسرائيل جثامينهم
- من خلف أسوار سجون تنظيم الدولة في سوريا: تزايد الهجمات -عشرة ...
- كيف وصلت معدات عسكرية بريطانية إلى قوات الدعم السريع؟ - الغا ...
- نبيل بنعبد الله يستقبل السيدة بيريت باس، سفيرة مملكة الدنمار ...
- ماسك يتحدى ويكيبيديا ويطلق -غروكيبيديا- المدعومة بالذكاء الا ...
- الشرطة الإسرائيلية تقول إنها قتلت ثلاثة فلسطينيين في الضفة ا ...
- كتائب القسام: سنسلم جثة رهينة إسرائيلي عند الساعة الثامنة مس ...
- كتائب القسام: -سنسلم جثة رهينة إسرائيلي عند الساعة الثامنة م ...
- الإعصار الأقوى منذ أكثر من قرن ونصف يضرب جامايكا
- ترامب وتاكايشي يعدان بـ-عصر ذهبي جديد- للعلاقات اليابانية-ال ...


المزيد.....

- من تاريخ الفلسفة العربية - الإسلامية / غازي الصوراني
- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حمودة المعناوي - السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخُّل الْغَيْبِيّ عَنْ مُرُونَة الْكَيْنُونَة وَصِرَاع الْإِرَادَات الْوُجُودِيَّة -الْجُزْءُ الْحَادِي عَشَرَ-