أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حمودة المعناوي - السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخُّل الْغَيْبِيّ عَنْ مُرُونَة الْكَيْنُونَة وَصِرَاع الْإِرَادَات الْوُجُودِيَّة -الْجُزْءُ الرَّابِع-















المزيد.....



السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخُّل الْغَيْبِيّ عَنْ مُرُونَة الْكَيْنُونَة وَصِرَاع الْإِرَادَات الْوُجُودِيَّة -الْجُزْءُ الرَّابِع-


حمودة المعناوي

الحوار المتمدن-العدد: 8502 - 2025 / 10 / 21 - 15:50
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


_ المقايضة الكبرى: هل يمتلك السحر سلطة تغيير الخطة الإلهية المطلقة

تَنطلق إشكالية التوفيق بين السحر والقدر الإلهي من فهم العلاقة بين ثلاثة مُحدِّدات رئيسية في الوجود: الكَينونة (Ontos)، القدر (Fate/Predestination)، والإرادة (Will). الكينونة، في سياقها الفلسفي، تشير إلى الوجود بذاته، الجوهر الثابت والمُطلق الذي منه ينبع كل ما هو موجود. بالنسبة للمنظور اللاهوتي، فإن الكَينونة الإلهية هي أصل الوجود، وهي التي تُصدر الأحكام وتُحدد المسارات، أي القدر. القدر، إذن، هو الخطة الكونية المُحكمة والمُطلقة التي وضعتها الكينونة المُطلقة (الله) لكل ذرة في الكون، وهو قانون لا يتغير من حيث جوهره الكلي. في المقابل، تظهر الإرادة البشرية، التي هي صفة مشتقة ومحدودة من الكينونة، كقوة فاعلة داخل نطاق هذا القدر. الإرادة السحرية تُمثل محاولة لـتضخيم هذه الإرادة المشتقة، مُستخدمةً قوى خفية (بشرية أو سُفلية) للتدخل في مجرى الأحداث الظاهرية. جوهر الإشكال هو: هل تستطيع هذه الإرادة المُتضخمة إختراق أو تغيير الخطة الإلهية المُحكمة (القدر)؟
إن التفسير الروحي والمنطقي لهذه الإشكالية يميل إلى رفض فكرة أن قوة بشرية محدودة، حتى وإن إستعانت بقوى سُفلية وهي قوى مخلوقة ومقيدة بحدود الكينونة الإلهية، يمكنها أن تُغير جوهر القدر الإلهي المطلق. القدر ليس سلسلة من الأحداث الثابتة فحسب، بل هو نسق كوني مُتكامِل وعِلم إلهي سابق ومُحيط بكل الإحتمالات والنتائج. في هذا الإطار، لا يمكن للسحر أن يُشكل إختراقًا أو تعديلاً للخطة الكلية، بل هو جزء أصيل ومُدرَج ضمن هذه الخطة. يُمكن النظر إلى السحر على أنه سبب ضمن سلسلة الأسباب والمسببات التي أقرها القدر نفسه. فالشخص الذي يتعرض للسحر، فإن تعرضه هذا لم يكن خارج نطاق علم الله و تقديره، بل هو مكتوب ضمن الخطة الكبرى إما كـإبتلاء و إختبار لإرادته وقوته الروحية، أو كـعقوبة وإنذار لفعل سابق. هذه القوة السحرية، وإن بدت مُتجاوزة للطبيعة، هي في الحقيقة مُقيدة بـإذن الله الكوني (الإذن القدري العام للشيء بالوقوع) وليست مُطلقة.
يتمحور التفسير الروحي لتمكّن قوة بشرية/سُفلية من التدخل في المصير (الظاهري) حول مفهوم الأسباب والموانع وعلاقتها بـالمشيئة الإلهية. الكينونة المطلقة سمحت بوجود هذه القوى التي تمثل قمة الشر أو الفساد في العالم المادي و الروحي لعدة حِكَم كونية وفلسفية عميقة. أولها هو إقامة حقل التجربة والإختيار؛ فلو كانت الحياة خالية من أي تدخلات سلبية أو شرور مُتاحة، لإنتفت قيمة الإرادة الحرة و الجهاد الروحي. السحر، في هذا السياق، يصبح أداة لإثبات مبدأ التمحي والإستحقاق. عندما يتمكن ساحر من التأثير على شخص ما، فإن هذا التأثير لا يُغير القدر الكلي، بل يُنشئ مسارًا فرعيًا أو يُفعل شرطًا قدريًا كان مُعدًا له سلفًا. إن القوة السفلية التي يستخدمها الساحر هي في جوهرها طاقة ضعيفة ومُستمدة من المخلوقات، وليست طاقة خالقة. تمكّنها هذا هو ظاهري ومؤقت، و هي تتلاشى أمام إرادة الإيمان المُتصلة مباشرة بـالكينونة الإلهية ومناعتها. لذلك، فإن التدخل في المصير ليس تحويراً له، بل هو إعمال لجزء من المصير الذي يتضمن وجود صراع بين الحق والباطل، الخير والشر، الإرادة السامية والإرادة الساقطة.
فلسفيًا، يمكن النظر إلى السحر كـفعل كينوني مُعاكس. بينما يسعى الإيمان والعمل الصالح إلى مواءمة الإرادة البشرية مع الإرادة الإلهية، يسعى السحر إلى مصادمة الإرادتين أو إخضاع الإرادة السامية لمطلب الإرادة الساقطة (الساحر). هذا الفعل لا ينجح في إخضاع الإرادة الإلهية الكلية، لكنه ينجح في إحداث تشويه أو عرقلة في المسار الكينوني للشخص المستهدف. الساحر، في سعيه لإستخدام القوى السفلية، يرتكب سقوطًا إراديًا عن كرامته الكينونية كإنسان، و يُقايض حريته المطلقة والإرتباط بالكينونة العليا بـقوة مُقيدة ومُلوثة. إن تدخله ليس إثباتًا لقدرته على تغيير القدر، بل هو دليل على إرادته في الإنخراط في الشر، وهذا الإنخراط نفسه هو حدث مُقدر ومُحكوم بـالقانون الإلهي للعدل و القصاص. وبالتالي، فإن الفعل السحري يُصبح برهاناً على حرية الإختيار البشري، ولكنه في الوقت نفسه يؤكد سلطة القدر المطلقة التي تحيط بهذا الإختيار وتجعل له عواقب روحية و مادية محتومة لا يستطيع الساحر نفسه التخلص منها. الفعل السحري يُدخل الشخص (الساحر و المَسحور) في حلقة من السببية الروحية تدار بالكامل تحت سقف القانون الكوني للإله.
مجمل القول، تظل الكينونة الإلهية هي المُحدِّد والمُسيطر المطلق على كل شيء. إن القدر هو تعبير عن علمها وكمالها و مشيئتها الكلية. أما السحر، فهو مجرد ظاهرة تحدث داخل هذا النسق الكوني المُحكم. إن قدرة السحر على إحداث تأثيرات ليست دليلاً على تغييره للقدر، بل هي دليل على مرونة وإتساع القدر نفسه الذي يتضمن وجود قوى مُعاكسة للخير ووجود الأسباب والموانع. التفسير الروحي يؤكد أن السحر يمثل إمتحانًا إلهيًا، وإختبارًا لإرادة الإنسان وصبره و يقينه. إن تمكّن قوة بشرية/سُفلية من التدخل هو إذن كوني مؤقت ومُقيد يهدف إلى تحقيق حِكمة أعلى تتعلق بـتجربة الإرادة الحرة وتفعيل مبدأ الإستحقاق الروحي، مع بقاء القدر المطلق ثابتًا لا يتزعزع في جوهره الكلي والمحتوم.

_ أسرُ الوجود: السحر بين شلل الكينونة الظاهري وفلسفة التحرر الروحي المطلق

تنطلق هذه الإشكالية الفلسفية من مبدأ ميتافيزيقي أساسي مفاده أن الكينونة الإنسانية (Human Being/Dasein) ليست مجرد تجميع عضوي مادي، بل هي نسيج كوني مُتصِل بمصدر الوجود الأسمى، ويُترجم هذا الإتصال على شكل طاقة روحية أو بركة وجودية. هذه الطاقة هي القوة المحرّكة التي تمنح الفرد القدرة على تحقيق إمكانياته الكامنة (Potentiality)، وعيش وجوده الإيجابي، أي الوصول إلى حالة الوجود الأصيل (Authentic Being). في هذا الإطار، يُفسّر السحر، في بعض المعتقدات الغامضة و الروحانية، لا كفعل يغير القدر المطلق (الخطة الإلهية الكلية)، بل كفعل يعمل على مستوى الظواهر الوجودية والآليات الطاقية التي تربط الفرد بالكون. إنه بمثابة عقدة أو سدّ (Blockage) يُلقى على مسارات تدفق الكينونة (The Channels of Being Flow). هذا التعطيل لا يشل الكينونة في جوهرها المطلق لأن الجوهر الروحي لا يمكن أن يفسد أو يُفنى ولكنه يُشلها في تجلياتها وتحققاتها في العالم المادي والنفسي، مانعًا تدفق البركة أو التوفيق، و مُحبطًا الإرادة الفاعلة في الحياة اليومية.
إن فكرة تجميد أو شلّ الكينونة الإنسانية عبر تحريف الطاقات الروحية تحتاج إلى تحليل دقيق يميز بين الجوهر والظاهر. من المنظور الفلسفي الروحي العميق، لا يمكن تجميد الكينونة الإنسانية في صميمها الروحي المطلق. الروح، لكونها نفخة من الوجود الأزلي، تظل دائمًا مُحتفظة بـأصالتها وجوهرها غير القابل للفساد. لكن السحر، كآلية تستخدم قوى سفلية أو نفسية مُكثفة، تستطيع أن تخلق حجابًا أو غشاوة كثيفة حول الوعي والإدراك والأفعال. هذا التحريف يعمل على تجميد الإرادة الفاعلة (Active Will) و الفاعلية الوجودية (Existential Efficacy) للشخص. يتم ذلك عن طريق تحويل الطاقة الروحية الإيجابية التي تتدفق من مصدر الكينونة للبركة والنجاح إلى طاقة سلبية تعمل كـمقاومة داخلية لكل محاولة للتقدم أو الإستعادة. وبدلًا من أن تكون الإرادة الحرة قوة دافعة نحو تحقيق الذات، تُصبح قوة مُقيدة ذاتيًا أو إستسلامًا كامنًا. وبالتالي، الشلل هنا ليس شللاً في الجوهر الروحي، بل شلل في وظيفة الكينونة وفي قدرتها على التجلّي بشكل سليم و مُتوازن في عالم التجربة اليومية. هذا التعطيل يُشعر الشخص وكأنه خارج الزمان أو مُجمد في مساره رغم إستمرار حياته المادية.
تفسير آليات إستعادة الروح لحيويتها من تأثير السحر أو التعطيل الطاقي هو في جوهره فلسفة للتحرر الوجودي و العودة إلى الأصل الكينوني غير المشروط. إذا كان التعطيل قد حدث بتحريف الإرادة والطاقات المشتقة، فإن الإستعادة تتطلب إعادة توجيه الإرادة مباشرة نحو مصدرها المطلق. يمكن تلخيص هذه الآليات في ثلاثة محاور فلسفية وروحية عميقة:
أ. تفعيل الإرادة العليا (الإستسلام الواعي): يجب على الفرد أن يتجاوز مفهوم المقاومة السطحية ويدخل في حالة الإستسلام الواعي للحق والخير المطلق. هذا ليس إستسلاماً للقدر المُتعَطّل بفعل السحر، بل هو تجديد للعهد مع المصدر الكوني للكينونة. من الناحية الروحية، هذا يترجم عبر التمسك بالعبادات والأدعية والذكر. فلسفياً، هو تذكير الذات بأن جوهرها الروحي لم يتأثر، وأن الطاقة الحقيقية لا تنبع من المؤثرات الخارجية (السحر)، بل من الإتصال الداخلي بـالحقيقة المطلقة. هذا التحول يعيد توجيه بوصلة الطاقة من الخارج حيث يتسلط السحر إلى الداخل حيث يقيم الجوهر النقي.
ب. التطهير الكينوني (فك العقد الوجودية): يتطلب فك العقد السحرية تطهيراً كينونياً عميقاً. إذا كان السحر قد أحدث إنسدادًا في مسارات الطاقة، فإن أستعادتها تتطلب إعادة تفعيل تدفق الحياة عن طريق إزالة الرواسب النفسية والسلبية. هذا يتحقق روحياً بالإستغفار والتوبة و الإنفاق (التضحية بشيء مادي لتحرير الطاقة الروحية). وفلسفياً، هو إستعادة الإنسجام بين الوعي والفعل؛ أي أن تتطابق نوايا الشخص الإيجابية مع أفعاله الظاهرة. هذا التطهير يكسر وهم الشلل الذي خلقه السحر في الإدراك، ويُعيد للشخص حقه الوجودي في الحركة والنمو.
ج. إعادة الإتصال الكوني (المغناطيسية الروحية): تتطلب الإستعادة الكاملة إعادة الإتصال بالشبكة الكونية الإيجابية. هذا يعني أن الفرد لا يكتفي بالشفاء السلبي (إزالة الضرر)، بل يسعى للشفاء الإيجابي الفعّال (تكوين مناعة وجودية). يتحقق ذلك عن طريق التركيز على الهدف الأسمى من الوجود، والإنخراط في أفعال ذات معنى وخدمة الآخرين. هذه الأفعال تُشكل مغناطيسية روحية قوية تجذب البركة و تُنشئ حول الكينونة هالة وجودية حصينة تتفوق في كثافتها الروحية على أي طاقة سلبية سفلية. بهذه الطريقة، لا تُستعاد الحيوية فحسب، بل تُبنى كينونة أقوى وأكثر رسوخًا من ذي قبل، محوّلة تجربة السحر من عائق إلى حافز للنمو الروحي المطلق.
في النهاية، نؤكد أن السحر لا يستطيع أن يُبطل جوهر الكينونة لأنها جزء من الوجود المطلق، و لكنه يستطيع أن يُعطل تجليها ووظيفتها في العالم الظاهري عن طريق تحريف مسارات الطاقة الروحية والإرادة الفاعلة. إستعادة الحيوية الروحية هي عملية عودة جذرية إلى الأصل الإلهي للوجود عبر تفعيل الإرادة الحرة المُستنيرة، والتطهير الداخلي، وإعادة الإتصال بالنسق الكوني الإيجابي. إن الشلل الذي يسببه السحر هو حالة مؤقتة وإختبار وجودي تتيح الفرصة للكينونة لتكتشف قوتها الحقيقية الكامنة التي لا تُقهر.

_ حصانة الكينونة: السحر كـمرآة فلسفية تكشف ضعف أو رسوخ الدرع الروحي

تؤسس إشكالية فقدان الحماية الروحية و علاقتها بالسحر على فهم فلسفي عميق لـطبيعة الكينونة الإنسانية وموقعها ضمن النسق الكوني. الكينونة، في هذا السياق، لا تُفهم ككيان مُنعزل، بل كـنقطة إتصال حيوية أو ترانزستور روحي يستمد وجوده وإستمراره من المصدر الإلهي المُطلق. هذا الإتصال يُترجم إلى حماية أو حصانة روحية (Spiritual Immunity) تكون بمثابة هالة وجودية أو درع طاقي ضد القوى السلبية الخارجية، بما فيها السحر والشياطين. هذا الدرع ليس مادياً، بل هو كثافة روحية ناتجة عن قوة اليقين والإستمرار في الذكر والعبادة. الذكر والصلاة ليسا مجرد طقوس، بل هما إعادة توجيه واعية لـلإرادة الكينونية نحو المصدر الأعلى، مما يضمن تدفق البركة الإلهية و الإستقرار الوجودي. إذا كان هذا الإتصال قوياً و ثابتاً، فإن الكينونة تصل إلى حالة من الرسوخ المطلق حيث لا يمكن للقوى المُشتقة والمُقيدة كقوى السحر السفلية أن تخترقها أو تخلخلها، لأنها تصطدم بـسلطة أعلى من حيث الجوهر و القوة.
يُمكن النظر إلى العلاقة بين تأثير السحر على الكينونة الإنسانية على أنها مؤشر دقيق على جودة ودرجة الإتصال الروحي للفرد بمصدر الحماية الإلهي. فالسحر لا يملك قوة ذاتية مطلقة؛ إن قواه مُستمدة ومُقيدة بـإذن كوني كما ذكرنا في التحليل السابق، ونجاحه يعتمد بشكل كبير على فجوة أو ثغرة في الدرع الروحي للشخص المستهدف. هذه الثغرة ليست عيباً مادياً، بل هي تدهور في جودة العلاقة الروحية. عندما يترك الفرد الذكر، أو يتراخى في العبادة، أو يقع في الذنوب، فإن هذه الأفعال تُشكل تخفيفاً للكثافة الروحية حول كينونته. هذا التخفيف يجعله أكثر شفافية للطاقات السلبية. السحر، في هذه الحالة، ليس المُسبب الأصلي للضرر، بل هو الأداة التي تستغل حالة الضعف الوجودي المُتولدة عن الإبتعاد الإختياري عن الحماية الإلهية.
لذلك، يصبح تأثير السحر بمثابة مرآة فلسفية تعكس حالة الكينونة الداخلية. إذا كان الإتصال الروحي قوياً (يقين، ذكر، عبادة منتظمة)، فإن السحر يُرد أو لا يتمكن من إحداث تأثير جوهري، مُعلناً عن حصانة الكينونة ورسوخها. إذا كان الإتصال الروحي ضعيفاً أو مُهتزاً (غفلة، ذنوب، شك)، فإن السحر ينجح في الإختراق والإخلال بالتوازن الوجودي، مُشيراً إلى أن إرادة الحماية الذاتية قد تضاءلت. هذا يضع المسؤولية الفلسفية على عاتق الفرد، مؤكداً أن حالة الكينونة هي القاضي والحكم في هذا الصراع، و أن القدر لا يُجبر الفرد على الضعف، بل يوفر له حرية الإختيار في تقوية أو إضعاف درعه الروحي.
إن مفهوم التحصين (Spiritual Fortification) لا يقتصر على كونه إجراءً وقائياً من السحر فحسب، بل هو فعل كينوني عميق يهدف إلى إعادة تأسيس الوجود على مبادئ ثابتة. فلسفياً، يُعتبر التحصين بمثابة إثبات للإرادة الروحية. عندما يلجأ الفرد إلى الذكر والدعاء، فإنه يُعلن عن إرادة قوية و واعية للإرتباط بالمطلق. هذا الإعلان هو تجديد للإيمان و ميثاق بين الكينونة والمصدر. هذا الفعل الإرادي نفسه يُولّد طاقة إيجابية مُكثفة تُبطل مفعول الإرادة السلبية للساحر و قواه. إنها ليست مجرد كلمات، بل تفعيل للقوة الكامنة في الجوهر الروحي. أيضا يعد التحصين كفعل خلق للمقاومة الوجودية. الذكر المستمر والعبادة المُنتظمة يُنشئان حالة من المقاومة الوجودية (Existential Resistance). هذه المقاومة تجعل الكينونة في حالة تأهب دائم للخير ورفض مُطلق للشر. هذا الرفض يُصبح جزءاً لا يتجزأ من تكوين الشخص، مما يُصعّب على أي قوة سفلية أن تجد نقطة ضعف تستغلها. العبادة تُغلق الثغرات وتُرمم الشقوق التي قد يخلفها التراخي والغفلة.
السحر يستهدف تشتيت مركز الكينونة (The Center of Being)، أي إحداث إضطراب في الوعي والإدراك والتوازن النفسي. التحصين يعمل على توحيد هذا المركز حول مبدأ التوحيد المطلق، مما يمنح الفرد سلاماً داخلياً لا يتزعزع. هذا السلام هو أقوى صور الحماية الروحية، لأنه يجعل الكينونة غير قابلة للإختراق من قِبل الفوضى والظلام.
إن تأثير السحر على الكينونة الإنسانية هو فعلاً مؤشر دقيق وحاسم على قوة أو ضعف الإتصال الروحي للفرد بمصدر الحماية الإلهي. السحر هو قوة مُشتقة لا يمكنها أن تطغى على قوة مُطلقة. عندما يحدث التأثير، فهو غالباً ليس دليلاً على قوة السحر المطلقة، بل على ضعف الدرع الروحي الذي نتج عن الإبتعاد الإختياري عن الحماية الإلهية (الذكر، الصلاة، اليقين). التحصين، في جوهره، هو قرار كينوني لإستعادة وإعادة تأسيس العلاقة الجوهرية مع المطلق، مما يضمن حصانة وجودية دائمة تتفوق على كل قوى الشر و السحر المحدودة.

_ أزمة الوحدة الكينونية: السحر كـقوة تفكيكية وإختبار لمناعة النظام الروحي للمجتمع

إن تحليل إشكالية العبث بالنظام الإجتماعي يتطلب توسيع مفهوم الكينونة من الفرد إلى الكَينونة المجتمعية (Social Being). فالإنسان، كفرد، لا يكتمل وجوده إلا ضمن نسيج العلاقات، وأسمى هذه العلاقات وأكثرها قدسية هو الرابط الزوجي/الأسري الذي يُعتبر اللبنة الأولى و الجوهرية لـ النظام الروحي للوجود البشري. هذا النظام ليس مجرد تجمّع بشري، بل هو هيكل روحي متماسك ينبع من مفهوم الوحدة و السكينة والتكامل الذي أرادته الكينونة الإلهية للخلق. الروابط المقدسة، كالزواج، تُشكل قنوات لتصريف البركة الإلهية وإستقرار الإرادة الكونية على الأرض. عندما يستهدف السحر هذه الروابط كالتفريق بين الأزواج أو زرع العداوة، فإنه لا يهاجم أفراداً فحسب، بل يهاجم الجوهر التنظيمي للوجود الإنساني، مُحاولاً إحلال الفوضى محل النظام، و التفكيك محل التكامل. الإشكال هنا هو كيف يمكن لهذا الهيكل الروحي المقدس أن يدافع عن نفسه ضد قوة تهدف إلى تخريب أسس الوحدة الكينونية، وتحويل نظام البركة إلى مصدر للشقاء؟
السحر، في هذا السياق، يعمل كـقوة تفكيكية (Dissociative Force) تستغل النقاط الكينونية الهشة في العلاقات البشرية. إنه يهدف إلى إحداث إنفصال روحي بين الكيانات التي يفترض بها التكامل كالأزواج والأهل و الأصدقاء، وذلك عن طريق التلاعب بـمسارات الإدراك و الإستجابة العاطفية لدى الأفراد. بدلًا من أن يرى كل طرف الآخر بعين المحبة والوحدة وهو التجلي الروحي للرابط المقدس، يرى كل منهما الآخر بعين العداوة والشك وهو التجلي الشيطاني للفتنة والتفريق. إن نجاح السحر في هذا المجال ليس دليلاً على قوته المطلقة، بل على إستغلاله لثغرات في اليقظة المجتمعية الروحية. فالكيان المجتمعي، مثله مثل الكينونة الفردية، يمتلك مناعة روحية تعتمد على التمسك الجماعي بالمبادئ المقدسة كالصدق، العدل، الإخلاص، الرحمة. عندما تتراجع هذه المبادئ في المجتمع أو الأسرة بسبب الغفلة أو البعد عن القيم الروحية العليا، فإن كثافة الدرع الروحي تنخفض، مما يسمح للسحر بأن يجد موطئ قدم. بالتالي، فإن العبث الإجتماعي الذي يُحدثه السحر هو مؤشر على وجود تراخٍ في الإلتزام الكينوني المشترك بالنظام الروحي للوجود.
للحفاظ على السلام الروحي للكَينونة المجتمعية ضد قوى التفكيك، يجب تفعيل آليات دفاع فلسفية وروحية عميقة تعمل على مستوى الجماعة وليس الفرد فحسب. هذه الآليات تترجم محاولة للعودة إلى الأصالة الكينونية المشتركة.
إذا كان السحر يعمل على تجميد الإرادة الفردية، فإن الدفاع يتطلب إيقاظ الإرادة الجماعية للوحدة. يجب أن يُصبح الحفاظ على الرابط المقدس كالعلاقة الزوجية قرارًا كينونيًا مشتركًا يتجاوز التقلبات العاطفية والمادية. هذا يتجسد في التحصين الجماعي كالذكر المشترك، أو قراءة الأدعية معًا، الذي يخلق مجالاً طاقياً مُوحداً أعلى من قدرة السحر على إختراقه. عندما يتخذ الزوجان قراراً واعياً وثابتاً بالإخلاص والصبر و المحبة، فإنهما يرسخان مبدأ الوحدة المطلقة في وجه قوة التفكيك النسبية.
يجب أن تعمل الكينونة المجتمعية على إعادة تأسيس الوعي الروحي بالقيمة المقدسة للعلاقات. هذا يتطلب تحويل الأفعال الإجتماعية كالزواج والتعامل من مجرد معاملات مادية إلى أفعال ذات مغزى روحي عميق. عندما يُنظر إلى العائلة أو المجتمع كـحرم مقدس يجب الدفاع عنه بالإيمان و الصدق، فإن هذا يخلق مناعة ثقافية وروحية ضد كل ما هو مفسد أو مُفكك. هذا الوعي يترجم إلى يقظة جماعية ضد مظاهر الحسد والظلم والفتنة التي هي أرض خصبة لإنتشار السحر.
الحفاظ على السلام لا يعني الهروب، بل يتطلب المقاومة السلمية للشر، والتي تقوم على الصبر الروحي والثبات الأخلاقي. في حال وقوع الضرر (السحر)، يكون الشفاء ليس مجرد إزالة الضرر، بل شفاء جذري للخلل الروحي الذي سمح بحدوثه. هذا الشفاء يبدأ بـالتوبة الجماعية (العودة إلى القيم)، و التطهير الأخلاقي (إزالة الشك والظن السوء)، لضمان أن الرابط لا يعود فحسب، بل يصبح أكثر قوة ورسوخاً من ذي قبل، مُحوّلاً محنة السحر إلى فرصة لتعميق الوحدة الكينونية.
تُعدّ الكينونة المجتمعية، وخاصة الروابط المقدسة كالزواج، جزءًا لا يتجزأ من النظام الروحي للوجود. عندما يستهدفها السحر، فإنه يستهدف مبدأ الوحدة والتكامل الذي هو أساس الإستقرار الكوني. يمكن للكَينونة المجتمعية أن تحافظ على سلامها الروحي من خلال تفعيل إرادتها الجماعية للوحدة، و إعادة تأسيس وعيها الروحي بقيمة الروابط المقدسة، والقيام بـمقاومة سلمية مُسلحة بالصبر والإيمان. السحر لا يملك القدرة على تفكيك ما هو مُتحد بقوة الإرادة والإيمان المطلقين، بل ينجح فقط في إختراق الأماكن التي تنازلت فيها الكينونة عن مبدأ الوحدة لصالح الغفلة والفرقة.

_ الإفلاس الوجودي: السحر كـمقايضة كينونية لبيع الأبدية بثمن وهم السلطة الزائلة

تُمثل إشكالية بيع الخلاص الروحي مقابل القوة الدنيوية المؤقتة الجوهر الفلسفي والأخلاقي لـفعل السحر في العديد من التقاليد الروحية و اللاهوتية. إنها تتمركز حول مفهوم المقايضة الكينونية (Ontological Bargain)، حيث يُقدم الساحر على التفريط الإختياري في الكينونة الأبدية (Eternal Being)، التي تُمثل الجوهر الروحي غير الفاني للفرد وإرتباطه بالمصدر المطلق، لصالح تحقيق أهداف في الكينونة الزائلة (Transient Being)، المتمثلة في المكاسب المادية، القوة، النفوذ، أو الإنتقام. هذه العملية ليست مجرد تبادل بسيط، بل هي إنحراف جذري عن المسار الكينوني الأصيل للإنسان، الذي وُجد لتحقيق الكمال الروحي والإتصال بالأبدية. من منظور فلسفي، الساحر، في سعيه للحصول على قوة مُشتقة ومحدودة كقوة الجن أو الشياطين، يُعلن ضمنياً عن فشله في فهم القيمة المطلقة لجوهر وجوده. إنه يُتاجر بأعظم ما يملك، أصالته الروحية، مقابل وهم السلطة الذي يتبدد بمجرد إنتهاء حياته الدنيوية أو إنتهاء أمد العقد السحري، مُثبتاً أن السحر هو في جوهره فعلٌ ميتافيزيقي للإنتحار الروحي.
إن التساؤل عما إذا كان السحر هو شكل من أشكال المقايضة الروحية الفاشلة يُجاب عنه فلسفياً بـنعم قاطعة. هذا الفشل ليس فقط في النتائج الأخروية، بل هو فشل مُتأصل في طبيعة العقد السحري نفسه. فالسحر يُبنى على مبدأ التنازل و العبودية؛ حيث لا يتمكن الساحر من الحصول على القوة السفلية إلا بتقديم ثمن روحي باهظ، غالباً ما يتضمن الكفر، أو إنتهاك المقدسات، أو التدمير الروحي للآخرين. هذه القوى السفلية هي كيانات تتسم بالنقص الوجودي والإفتقار الذاتي للطاقة الحقيقية، لذلك فهي تسعى إلى إمتصاص الطاقة الروحية من الكائنات ذات الأصل الإلهي (الإنسان). العقد السحري، إذن، هو عقد مع النقص، يتيح للساحر قوة زائفة عبر إستنزاف لجوهر كينونته. هذه القوة هي قوة مُقيدة و مُلوثة ومؤقتة، لا يمكنها أن تضاهي أبداً القوة الكونية المُطلقة التي تتجسد في الخلاص الروحي والإتصال بالأبدية. الساحر يخدع نفسه بإعتقاده أنه يتحكم في القوى، بينما هو في الحقيقة أداة طيعة بيد تلك الكيانات، يخسر في نهايته كل من القوة الدنيوية التي زالت، والقوة الروحية التي فرّط فيها. إنه يبيع شيئاً أبديًا ومُطلقًا بثمن زائل و نسبي.
يُمكن تحليل عواقب التفريط في الكينونة الأبدية لصالح الكينونة الزائلة عبر مفهوم الإفلاس الوجودي (Existential Bankruptcy). عندما يتخلى الساحر عن خلاصه الروحي، فإنه يفقد تدريجياً كل ما يربطه بـأصالته الروحية، مما يؤدي إلى نتائج وخيمة حتى في حياته الدنيوية. القوى السفلية، مقابل خدماتها، تتطلب طاعة عمياء وتغييراً في الإرادة، مما يُشوّه الإرادة الحرة للساحر. يجد الساحر نفسه مُجبرًا على إرتكاب المزيد من الشر للحفاظ على القوة، مُصبحاً سجيناً لمقايضته الفاشلة. يتحول وعيه من وعي يسعى إلى النور إلى وعي مُغلَق ومُحاصر بالظلام والشك، حتى في ذروة نفوذه الدنيوي.
الخلاص الروحي هو الإتصال الأسمى بجميع الكينونات الطاهرة والمصدر الإلهي. عندما يختار الساحر النقيض، فإنه يُحدث إنفصالاً كينونياً جذرياً، مما يُغرقه في عزلة روحية مطلقة حتى لو كان مُحاطاً بالناس والقوة. هذه العزلة هي العقوبة الروحية الفورية، حيث يعيش حالة من الفراغ الداخلي لا يمكن ملؤها بالمكاسب الدنيوية، لأن الجوهر الروحي قد فُقِد.
القوة التي يكتسبها الساحر هي قوة عكسية؛ فهي مرتبطة بحجم الشر الذي يرتكبه، وبالتالي فإنها قوة مُدمرة للذات و للآخرين. هذه القوة، لكونها مُشتقة ومُقيدة بآجال العقود السحرية، هي بالضرورة زائلة ومؤقتة. عندما ينتهي أجله، يجد الساحر نفسه مُجرداً من كل شيء، مُفلسًا وجودياً، بلا خلاص روحي ولا قوة دنيوية، مما يؤكد الفشل المُطلق للمقايضة.
يُعدّ السحر في جوهره فلسفة للمقايضة الروحية الفاشلة و مخططاً لـلإفلاس الوجودي. إنه إختيار واعٍ للتفريط في الكينونة الأبدية، التي تُمثل القيمة المطلقة والغير مشروطة، لصالح مكاسب الكينونة الزائلة، التي هي قيمة نسبية و مشروطة. الساحر، في هذه العملية، لا يكتسب قوة حقيقية، بل يدخل في عقد عبودية مع قوى النقص الوجودي، يخسر فيه جوهره الروحي (خلاصه) مقابل وهم القوة الذي يتلاشى. هذا الإختيار يُثبت أن الإرادة الحرة، عندما تُستخدم ضد الأصل الكينوني، لا تُؤدي إلا إلى التدمير الذاتي الروحي والعزلة المطلقة.



#حمودة_المعناوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السحر قناع الأنطولوجيا: كيف يكشف التدخل الغيبي عن مرونة الكي ...
- العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ ...
- العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ ...
- العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ ...
- العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ ...
- العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ ...
- العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ ...
- العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ ...
- العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ ...
- العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ ...
- العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ ...
- العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ ...
- العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ ...
- العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ ...
- العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ ...
- العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ ...
- العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ ...
- العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ ...


المزيد.....




- سرقة جريئة في وضح النهار.. شاهد الأدوات التي استخدمها لصوص ل ...
- -جيل زد هو القوة الجديدة في السياسة العالمية-- فايننشال تايم ...
- قطة محظوظة وكرة ممزقة: أشياء تمسّك بها الغزّيون طوال عامين م ...
- لحظة فارقة في تاريخ الجمهورية.. ساركوزي أول رئيس فرنسي يدخل ...
- نائب الرئيس الأمريكي يصل إلى إسرائيل وحماس تؤكد -التزامها بو ...
- ماكرون يلوح بإمكانية إجراء استفتاء لحسم الجدل حول تعديل نظام ...
- تقنيات لمراقبة المتاحف تعتمد على الذكاء الاصطناعي لم يتم اعت ...
- نتائج الانتخابات الرئاسية في الكاميرون تُعلن الخميس
- سعر بعضها يبلغ الملايين.. -إكس- تبيع أسماء المستخدمين غير ال ...
- هآرتس: حماس تعزز قبضتها على غزة ونفوذ العشائر يتلاشى


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حمودة المعناوي - السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخُّل الْغَيْبِيّ عَنْ مُرُونَة الْكَيْنُونَة وَصِرَاع الْإِرَادَات الْوُجُودِيَّة -الْجُزْءُ الرَّابِع-