|
العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَلْ قَوَانِينِ الكَوْنِ لَيْسَتْ سِوَى همَسَات بِاهِتَة لِسِحْر مَنْسِّي -الْجُزْءُ الْحَادِي و الثَّلَاثُون-
حمودة المعناوي
الحوار المتمدن-العدد: 8491 - 2025 / 10 / 10 - 19:39
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
_ الذاكرة الكونية: هل الفضول ليس إلا حنين الروح إلى المعرفة المطلقة
هل الرغبة في المعرفة ليست مجرد فضول، بل هي أثر للذاكرة الكونية الكامنة فينا؟ هذا التساؤل يمثل تحولًا عميقًا في فهمنا للدوافع المعرفية، حيث يرفع الفضول من كونه سمة نفسية عارضة إلى كونه تذكيرًا ميتافيزيقيًا بحالة وجود سابقة وأكثر شمولًا. إنها فرضية تقترح أن الإندفاع البشري نحو الفهم هو في الواقع حنين إبستمولوجي إلى المعرفة الكلية التي كانت جزءًا من الوعي قبل تجسده الفردي. في الفلسفات الأفلاطونية والروحية، يُنظر إلى المعرفة ليس كعملية إكتساب خارجي، بل كـعملية تذكّر داخلي. هذه النظرة تجعل الرغبة في المعرفة ليست مجرد فضول، بل أثرًا للذاكرة الكونية التي تُسمى غالبًا الذاكرة الكلية أو السجل الأكاشي (Akashic Record) في بعض التقاليد الروحية. إذا كان الوعي الذاتي (الشرارة الكونية) هو جزء مُجزأ من الوعي الكوني المطلق، فإن الوعي الكوني يحتوي على كل الحقائق عن الوجود، الماضي والحاضر و المستقبل، بصفة غير متغيرة (حالة الصدق الوجودي). عندما يتجسد الوعي في حدود الجسد والزمن، فإنه يخضع لـوهم النسيان و التجزئة. الرغبة في المعرفة هي قوة الروح التي تُحاول كسر هذا الوهم وإستعادة اليقين. إن الشعور بالإثارة أو الرضا العميق الذي نشعر به عند إكتشاف حقيقة ما ليس مجرد شعور بالإنجاز، بل هو صدى لـلحظة التذكّر حيث تتطابق المعرفة المُكتشفة مع المعرفة الكامنة و المُختزنة أصلاً في جوهرنا. الفضول هنا يصبح مفتاحًا يفتح بوابة هذه الذاكرة العميقة. العقل البشري، في سعيه المادي، يجد نفسه محصورًا في حدود المادة والمنطق الخطي. لكن الرغبة في المعرفة تدفعه إلى طرح الأسئلة الوجودية، و هي تساؤلات لا يمكن الإجابة عليها إلا من خلال تجاوز هذه الحدود. هذا الإندفاع نحو المعرفة يتفق مع فكرة أن الكون لا يتوسع ماديًا فقط، بل يتوسع وعيًا أيضًا، وأننا جزء فاعل في هذا التوسع. الرغبة في المعرفة هي آلية التغذية الراجعة التي يستخدمها الوعي الكوني لجمع البيانات الجديدة وتأكيد الحقائق القديمة. كل إكتشاف علمي أو فلسفي يتم بواسطة الوعي البشري هو في الواقع خطوة في توسع الوعي الكوني لذاته. إن تحليل الرغبة في المعرفة كأثر للذاكرة الكونية يمنح هذه الرغبة غاية تطورية (Teleological) تتجاوز مجرد البقاء البيولوجي. إذا كانت الذاكرة الكونية تتضمن معرفة القوانين الروحية (الأخلاق كقانون كوني) وقوانين التناغم الكلي، فإن الرغبة في المعرفة هي القوة التي تُجبر الوعي على التحول والإرتقاء. عندما نسعى للمعرفة، فإننا نسعى لمعرفة القواعد الأساسية للعبة الوجود. معرفة هذه القواعد كقوانين الصدق، والتعاطف، و الوحدة هي التي تُمكّننا من تحقيق الأصالة الوجودية والعيش في توافق مع الإيقاع الكوني. الجهل، في هذا السياق، هو أعلى درجات الإنفصال الروحي. تُعد قوة الخيال، القوة السحرية التي تخلق وقائع جديدة، مرتبطة إرتباطًا وثيقًا بالرغبة في المعرفة. لا يستطيع العقل أن يخترع من الفراغ التام؛ بل يجب أن يستمد مادته الأولية من مكان ما. الذاكرة الكونية قد تكون هذا المستودع اللامتناهي للإمكانيات والحلول. الشغف الذي يدفع العالم أو الفنان نحو الإكتشاف أو الخلق هو في الحقيقة صيغة وجدانية لتلك الشرارة المعرفية الكامنة، و التي تُستخدم الخيال كـمفتاح لفتحها جزئيًا. في الختام، إن تفسير الرغبة في المعرفة كأثر لـلذاكرة الكونية الكامنة فينا يمنح هذه الرغبة عمقاً هائلاً. إنها ليست مجرد فضول، بل هي التعبير الأكثر أصالة عن حنين الوعي الجزئي للعودة إلى حالة الوعي الكلي والمعرفة المطلقة. هذه النظرة تحوّل طلب المعرفة إلى واجب وجودي وروحي. نحن لسنا مُلزمين بإكتشاف الكون فحسب، بل مُلزمون بتذكّر الحقيقة الكامنة فيه، والتي نسيناها مؤقتاً. من خلال السعي المستمر للمعرفة، فإننا نفتح بوابات الذاكرة الكونية، ونساهم في تحرير الوعي الكلي من وهم الجمود. هل يمكن أن يكون الخوف من الحقائق الجديدة هو في الواقع خوف من قوة الذاكرة الكونية التي تُذكّرنا بمسؤوليتنا الوجودية؟
_ فيزياء الروح: هل القوانين الأخلاقية جزء أصيل من نسيج الكون
هل الكون لا يعمل بناءً على قوانين الفيزياء فقط، بل أيضاً على قوانين أخلاقية وروحية؟ هذا التساؤل الفلسفي يمثل تحديًا جذريًا للثنائية التقليدية التي تفصل بين عالم المادة الذي تحكمه الفيزياء وعالم القيم والروح الذي يُفترض أنه بشري محض. إن طرح هذه الفرضية يقود إلى نموذج كلي (Holistic)يرى في القوانين الأخلاقية والروحية جزءاً أصيلاً من النسيج الكوني ذاته، وأنها لا تقل أهمية أو فاعلية عن قوانين الجاذبية أو الديناميكا الحرارية. في النظرة الكونية الحيوية والمثالية، يُعتبر الكون كائناً حياً وواعيًا يتوسع بإستمرار. في هذا الإطار، تكون القوانين الأخلاقية والروحية هي القوانين التنظيمية الداخلية التي تحافظ على سلامة هذا الكائن وتُوجّه تطوره نحو المزيد من الوعي والتعقيد. إنها ليست مجرد تعليمات لـحسن السلوك، بل هي مبادئ تأسيسية للوجود. القانون الروحي الأسمى هو قانون الوحدة (The Law of Unity)، الذي يؤكد أن كل الكائنات الواعية هي شرارات من وعي كوني واحد. إن القوانين الأخلاقية مثل التعاطف والعدل تنشأ من هذا القانون الأساسي. فالأخلاق هي الآلية العملية لضمان أن التفاعل بين الأجزاء (الكائنات الواعية) يحافظ على تناغم الكل. إيذاء كائن واعٍ آخر ليس مجرد خطأ إجتماعي؛ إنه فعل ضد قانون الوحدة. إنه إدخال تجزئة وهمية في النسيج الكوني، مما يُسبب إضطرابًا لا يقتصر على العلاقة الشخصية، بل يؤثر على جودة الوعي الكلي للكون الذي يتوسع. الأخلاق، إذن، هي قوانين فيزياء الروح التي تحكم قوة الإتصال بين الكائنات. كما تم تحليله سابقاً، الصدق ليس فضيلة، بل هو قوة كونية تمنع تشوه الواقع. الكذب أو التضليل هو إدخال ضوضاء أو إنتروبيا روحية في نظام المعلومات الكوني. وبما أن الوعي الكوني يعتمد على المعلومات النقية لإدراك نفسه وتوجيه التوسع، فإن الصدق هو ضرورة وجودية للحفاظ على سلامة الواقع. إذا انتشر الكذب، فإن البنية المعرفية الجماعية تنهار، وهذا يعيق توسع الوعي في الكون. الصدق هنا هو قانون كوني يضمن أن الوعي يعمل بأتساق مع الحقائق. أحد أقوى الأدلة الفلسفية على أن الكون يعمل وفق قوانين أخلاقية هو مفهوم الـكارما، الذي يُفسر ليس كـعقاب إلهي، بل كـآلية كونية للتوازن. الكارما هي قانون سببية غير مادي يُعلن أن كل فعل، فكرة، أو نية أخلاقية أو غير أخلاقية تخلق قوة معادلة تُعاود الدوران إلى مصدرها. هذا يعني أن الكون مزود بـنظام آلي و مُحايد لا يمكن تزييفه، يضمن أن الطاقة الروحية تظل متوازنة. إن ما نُسميه الصدفة والتي ليست عشوائية قد تكون في كثير من الأحيان هي الطريقة المعقدة وغير المباشرة التي تُنفّذ بها هذه القوانين الروحية. فالقانون لا يعمل بأسلوب خطي كالفيزياء، بل بأسلوب شبكي (Networked) يتضمن تأثير الوعي الجماعي و تفاعلاته. ظهور التزامن (Synchronicity) الذي يحمل معنى عميقاً هو دليل على أن الواقع يتمتع بـحساسية روحية تُنظم الأحداث لتناسب حاجة الوعي. حتى سمة التواضع يمكن إعتبارها قانوناً روحياً؛ فهي فهم عميق لموقعنا النسبي في النسيج الكوني. إنها القوة التي تمنع الأنا المُتضخمة من الإنفصال عن الكل. عندما يمارس الكائن التواضع، فإنه يتناغم مع قانون الوحدة و يُسهّل عملية التوسع الواعي، بينما الغرور و التمركز حول الذات هو مقاومة لهذا القانون، مما يؤدي إلى صراع روحي. في الختام، إن القول بأن الكون لا يعمل بناءً على قوانين الفيزياء فقط، بل أيضاً على قوانين أخلاقية وروحية، هو إستنتاج منطقي لرؤية الكون كـكيان واعٍ ومتكامل. القوانين الفيزيائية تُحدد كيف تتحرك المادة، بينما القوانين الروحية تُحدد كيف يتطور الوعي وكيف يجب أن تتفاعل أجزاء الكل. هذا الفهم يُعيد صياغة دور الإنسان: نحن لسنا فقط مُلتزمين بالقوانين الفيزيائية كالجاذبية، بل نحن حراس ومُنفذون للقوانين الأخلاقية والروحية. إن العيش بصدق، وتعاطف، و تواضع، ليس مجرد سعي للكمال الشخصي، بل هو مشاركة مباشرة وفاعلة في الحفاظ على سلامة الكون ودفع عجلة توسعه الواعي نحو الكمال المطلق. إن واجبنا الأسمى هو تحقيق التكامل الكوني بين القوانين المادية والروحية في حياتنا اليومية.
_ سحر الإمكانية: هل الأمل قوة روحية تفاوض على المستقبل
هل الأمل ليس مجرد شعور، بل هو قوة روحية يمكنها أن تغير المستقبل؟ هذا التساؤل يضع الأمل في مكانة تتجاوز علم النفس العاطفي ليدخله في حيز الميتافيزيقا الوجودية ونظرية الفعل الكوني. إنه يفترض أن الأمل ليس مجرد تمنٍّ سلبي لواقع أفضل، بل هو طاقة خلاقة و فاعلة تُؤثّر على سلسلة السببية وتشارك بنشاط في صياغة الوقائع القادمة. في النظرة الفلسفية، الأمل هو عكس اليأس العدمي. اليأس يرى المستقبل كإستمرار حتمي للقيود الحالية، بينما الأمل هو إعلان إرادي بأن الإمكانية (Possibility) لا تزال قائمة، حتى في أحلك الظروف. هذه القوة ليست مجرد شعور، بل هي فعل وجودي. الأمل هو إدراك أن الخيال، القوة السحرية لخلق الوقائع، يمكنه أن يُنشئ صوراً لواقع أفضل، وأن الصدفة، التعبير عن قوانين كونية معقدة، يمكن أن تتدخل لصالح هذا الواقع. عندما نأمل، فإننا نُعلِن أننا نرفض الإنحناء لـجبرية الماضي. الأمل هو إستثمار روحي في الإمكانات التي لم تتجسد بعد. هذا الإستثمار ليس عشوائيًا؛ بل هو نتاج الرغبة في المعرفة التي تُذكّرنا بأن الوعي الكوني لم يكتمل توسع وعيه بعد، وأن الأفضل ممكن. أول تغيير يُحدثه الأمل ليس في الخارج، بل في الواقع الداخلي. اليأس يُجمّد الطاقة ويُغلق البوابات على الأسئلة الوجودية و التحول. أما الأمل فيعمل كـمفتاح يحرر طاقة الشغف كالدعوة الروحية ويُعيد توجيهها نحو الهدف. هذا التحول الداخلي هو الأثر الأول لتغيير المستقبل. فعندما يتغير إدراكنا الداخلي أي يتغير الوعي الذاتي، تتغير نوعية أفعالنا، مما يُطلق سلسلة جديدة من السببية المادية. الأمل هو الوعي الذاتي الذي يختار أن يكون فاعلاً في توسع الوعي الكوني، بدلاً من أن يكون ضحية له. عندما يُنظر إلى الأمل كـقوة روحية تعمل على تغيير المستقبل، فإنه يتناغم مع فكرة أن الكون يعمل وفق قوانين أخلاقية وروحية تحكم التفاعل بين الكائنات الواعية. الأمل ليس مجرد تمنّي، بل هو إصدار نية قوية إلى الوعي الكوني. إذا كانت الصدفة والتزامن هي الطريقة التي تتجسد بها القوانين الروحية في الواقع المادي التي تعمل بطرق لا يفهمها العقل البشري، فإن الأمل يُعد بمثابة المُستقبِل أو المُرسِل الذي يُعد الوعي لتلقي هذه الأحداث المتزامنة. الأمل يخلق حالة إنسجام (التناغم الروحي) في الوعي، مما يجعله أكثر قدرة على إلتقاط الإشارات الكونية التي توجهه نحو مسار أفضل. الكون يتوسع وعيًا نحو حالة من الكمال الوجودي. اليأس والعدمية هما قوى إنتروبية تُقاوم هذا التوسع وتُهدد بـتشويه الواقع. الأمل، على النقيض، هو قوة مُضادة للإنتروبيا الروحية (Negentropy). إنه يُعلن الإيمان بأن التوسع نحو الأفضل مستمر وضروري. الأمل يدعم قدرة الإنسان على التحمل والتكيف، مما يضمن أن الوعي يستمر في جمع الخبرات وإثرائها (الذاكرة الكونية)، بدلاً من الإنهيار والإستسلام للموت الروحي. الأمل هو إلتزام بالوجود وبمواصلة الرحلة حتى النهاية. في الختام، إن الأمل ليس مجرد شعور عابر بالرضا، بل هو قوة روحية تأسيسية لديها القدرة على تغيير المستقبل. إنه إختيار واعٍ لـلحياة الوجودية الأصيلة التي تؤمن بقوة الخيال و الإمكانية الكونية. هذا التفسير يفرض أن الأمل هو مسؤولية وجودية، إننا لسنا مُلزمين بالشعور به دائمًا، لكننا مدعوون روحيًا لـإختياره كفعل إرادي، حتى في مواجهة التحديات الهائلة. لأن هذا الإختيار ليس له علاقة فقط بمصيرنا الشخصي، بل هو مساهمة فعالة في الحفاظ على التناغم ودفع التوسع الواعي للكون بأكمله. هل يمكن أن يكون اليأس هو الفعل الأخلاقي الوحيد الذي يمكن إعتباره خرقاً للقوانين الروحية؟
_ ما وراء التفاعل: هل الوعي الجمعي هو في الواقع تخاطر كوني متجسد
هل يمكن أن تكون الذكريات المشتركة أو الوعي الجمعي هي في الواقع أشكال من التخاطر الكوني؟ إن الإجابة عن هذا السؤال تقتضي تحليلاً فلسفياً معمقاً لمفاهيم الذاكرة المشتركة و الوعي الجمعي من جهة، ومفهوم التخاطر الكوني من جهة أخرى، ثم محاولة تبيان نقط التقاطع و الإفتراق بينهما. إن طرح إمكانية كون الذكريات المشتركة أو الوعي الجمعي أشكالاً من التخاطر الكوني يضعنا في قلب تساؤلات الميتافيزيقا وفلسفة العقل وعلم النفس الباراسيكولوجي. لفهم العلاقة المقترحة، يجب أولاً تحديد ما تعنيه المصطلحات الأساسية: الذاكرة المشتركة (Collective Memory) الذاكرة المشتركة، كما حللها موريس هالبفاكس (Maurice Halbwachs)، ليست مجرد مجموع الذكريات الفردية، بل هي إطار إجتماعي تُبنى وتُستدعى ضمنه الذكريات الفردية. إنها الطريقة التي يتذكر بها مجتمع أو جماعة معينة ماضيها، وتتأثر بالبيئة الإجتماعية، واللغة، و المناسبات المشتركة. هي سرديات متنافسة حول الماضي، تتشكل و تُنقَح عبر الزمن لتعزز هوية الجماعة وتماسكها. فلسفياً، تبتعد الذاكرة المشتركة عن كونها إرثاً بيولوجياً خالصاً أو سجلًا محايدًا للوقائع، لتصبح ظاهرة إجتماعية و وجودية تُعاد صياغتها و تفسيرها بناءً على الحاضر، كما أشار بول ريكور (Paul Ricœur) ونيتشه (Nietzsche) من قبل. الوعي الجمعي (Collective Consciousness) أو الضمير الجمعي كما إستخدمه إميل دوركهايم Émile Durkheim)، يشير إلى مجموع المعتقدات والقيم و المواقف المشتركة التي يوحد أعضاء المجتمع ويمنحهم إحساساً بالإنتماء. إنه نظام رمزي خارج عن الأفراد، ولكنه يمارس عليهم قوة ضابطة. يتخذ هذا الوعي أشكالًا متعددة كالعادات والتقاليد و القوانين، ويُعد المحور الأفقي للتاريخ و الخبرات المتراكمة للجماعة. يُنظر إليه تقليدياً على أنه نتاج التفاعل الإجتماعي والتاريخ المشترك، و ليس بالضرورة نتاج عملية تواصل عقلي غير مادي. التخاطر (Telepathy) التخاطر هو مفهوم في الباراسيكولوجي (علم النفس الماورائي) يشير إلى القدرة المزعومة على نقل الأفكار أو المشاعر أو الصور العقلية من شخص إلى آخر دون إستخدام أي من الحواس الخمس المعروفة أو أي وسيلة اتصال مادية. يعارضه التيار العلمي التجريبي في الغالب، الذي يرى أنه يفتقر إلى الأدلة القابلة للتكرار. التخاطر الكوني (Cosmic Telepathy/Universal Consciousness) إن فكرة التخاطر الكوني ترتقي بمفهوم التخاطر من مستوى الأفراد إلى مستوى أوسع وأكثر ميتافيزيقية. تقترح هذه الفرضية أن هناك وعياً مطلقاً أو مجالاً معلوماتياً كونياً قد يُطلق عليه العقل الباطن الجماعي كما في نظريات كارل يونغ أو مجال نو Noosphere، أو حتى فكرة Akashic Records في الفلسفات الشرقية يربط بين جميع الكائنات والأحداث. ضمن هذا الإطار، لا يكون الوعي خاصية فردية نابعة من الدماغ فحسب، بل هو مظهر للوجود المطلق، وجميع العقول الفردية هي نقاط اتصال ضمن هذه الشبكة الكونية. عندما نطرح السؤال: هل يمكن أن تكون الذاكرة المشتركة أو الوعي الجمعي هي في الواقع أشكال من التخاطر الكوني؟، فإننا نقترح إمكانية تفسير الظاهرة الإجتماعية (الذاكرة/الوعي الجمعي) بأسباب ميتافيزيقية (التخاطر الكوني). يرى الفلاسفة والإجتماعيون أن الوعي الجمعي يتجاوز الأفراد. إذا تجاوزت هذه الظواهر مستوى الدماغ الفردي، فهل من الممكن أن يكون مصدرها ليس فقط التفاعل الإجتماعي المادي، بل أيضاً تواصل عميق غير مرئي؟ يمكن النظر إلى النماذج الأصلية ليونغ (Archetypes) في العقل الباطن الجماعي كشكل من أشكال الذكريات أو الرموز المشتركة وراثياً التي تتجاوز الثقافة والتاريخ الشخصي. هنا، يُنظر إلى هذا العقل الباطن الجماعي الذي يحوي الأنماط المشتركة كقناة إستقبال أو شكل من أشكال التخاطر الكوني للخبرة الإنسانية الأساسية. يُفسر البعض ظاهرة التزامن (Synchronicity) التي تحدث فيها مصادفات ذات معنى كدليل على وجود ترابط خفي. يمكن للذاكرة المشتركة التي تظهر فجأة أو التحولات السريعة في المزاج الجمعي مثل الثورات أو الهوس الجماعي أن تُفَسَّر كـتخاطر جمعي عاطفي ينتقل عبر الوعي الكوني، بدلاً من تفسيرها المعتاد عبر وسائل الإتصال المادية والإعلام. الذاكرة المشتركة تشمل أحداثاً وقعت منذ قرون. إذا تم إعتبار التخاطر الكوني شكلاً من أشكال التواصل اللازماني واللامكاني، فإنه يوفر آلية محتملة لتخزين وإستدعاء هذه الخبرات المشتركة، وكأن كل فرد يستمد من مكتبة كونية غير مادية للذاكرة. ترى العلوم الاجتماعية الذاكرة المشتركة والوعي الجمعي على أنهما نتاج واضح وملموس للغة، و المؤسسات، و الطقوس، ووسائل الإعلام، التي تعمل كـأطر مادية لتكوين و إستدامة الذكريات و السرديات. هذا التفسير لا يتطلب اللجوء إلى مفاهيم غير مثبتة علمياً. التحدي الأكبر يكمن في أن التخاطر الكوني هو فرضية ميتافيزيقية تفتقر إلى إثبات علمي صارم وقابل للتكرار. بينما يمكن ملاحظة وتوثيق تأثيرات الذاكرة المشتركة في السياسة، والهوية، والثقافة، لا يمكن إثبات أن هذا التأثير ناتج عن تواصل عقلي غير مادي. حتى لو سلمنا بوجود شكل من أشكال الترابط الكوني وهو ما يبقى فرضية، فإن الذاكرة المشتركة والوعي الجمعي يؤديان وظائف إجتماعية وسياسية محددة (التماسك، الهوية، الشرعنة). إن إختزال وظيفتهما إلى مجرد تخاطر يغفل عن جوهر تشكلهما الديناميكي و الصراعي في الواقع الإجتماعي الملموس. إن إعتبار الذكريات المشتركة والوعي الجمعي أشكالاً من التخاطر الكوني هو قفزة فلسفية ميتافيزيقية أكثر منها إستنتاج علمي. من وجهة نظر العلوم الإجتماعية والفلسفة الكلاسيكية يُفسر الوعي والذاكرة الجمعيان عبر آليات التفاعل الإجتماعي والأطر الرمزية المشتركة، التي تُعد كافية ومقنعة ضمن نطاقها المعرفي. من وجهة نظر الميتافيزيقا و الباراسيكولوجي يمكن للربط أن يمثل تفسيراً بديلاً أو مكملاً يشير إلى عمق الترابط بين الذوات. في هذا السياق، يمكن أن يكون التخاطر الكوني هو الآلية الجوهرية غير المرئية التي تسمح بظهور الذاكرة والوعي الجمعي كظواهر مرئية و محسوسة إجتماعياً. بشكل عام، يبقى هذا الطرح في نطاق التخمين الفلسفي العميق الذي يتحدى الحدود التقليدية بين علم النفس والإجتماع و الميتافيزيقا، ويدعو إلى إعادة التفكير في طبيعة الوعي الإنساني وموقعه في نسيج الوجود.
_ من الإرادة العصبية إلى النية الكونية: هل التغيير تفاوض روحي مع الواقع
هل القدرة على التغيير ليست مجرد إرادة، بل هي قوة روحية يمكنها أن تتلاعب بالواقع؟ إنَّ التساؤل عمَّا إذا كانت القدرة على التغيير تتجاوز مجرد إرادة لتصبح قوة روحية تتلاعب بالواقع يدفعنا إلى أعماق الفلسفة الميتافيزيقية و فلسفة العقل، ويستدعي تحليلاً دقيقاً لمفاهيم القوة، الروح، الإرادة، والواقع. إننا هنا أمام مفترق طرق بين النظرة المادية التي ترى الإرادة نتاجاً للدماغ والنظرة الروحية/المثالية التي ترى الوعي و الإرادة قوة أولية. لفهم التحول المقترح، يجب أولاً تحديد المفهوم الأساسي للإرادة (Will). تقليدياً، تُعرَّف الإرادة على أنها ملكة نفسية عقلية تختص بإتخاذ القرارات وإختيار الأفعال بناءً على الدوافع و الأهداف. في هذا السياق، الإرادة هي وظيفة عصبية نفسية تترجم الأفكار والرغبات إلى فعل ملموس. شوبنهاور (Schopenhauer) جعل الإرادة قوة عمياء عميقة (Will to Live) تحرك الوجود بأكمله، لكنها تظل قوة بيولوجية و غريزية كامنة في جوهر العالم، وليست بالضرورة قوة روحية تملك سيطرة واعية على التلاعب بالواقع. بالنسبة لعلماء النفس والأعصاب المعاصرين، فإن التغيير الناتج عن الإرادة هو نتيجة إعادة تشكيل المسارات العصبية (Neuroplasticity) والإلتزام السلوكي. القدرة على التغيير هي إنضباط ذاتي ومثابرة، يغير من بنية الدماغ وسلوك الفرد، ومن ثم تأثيره على الواقع المادي عبر الأفعال المباشرة. يُعلي الفكر الإنساني والوجودي من شأن الإرادة كفعل وجودي يخلق المعنى. يرى سارتر (Sartre) أن الإنسان يوجد ثم يختار، وإرادته هي جوهر حريته. التغيير هنا هو تغيير للذات ولطريقة تعاملها مع الواقع، وليس تغييراً سحرياً للواقع نفسه. الإرادة هي القوة التي تكسر حتمية الماضي وتُطلق مشروع المستقبل. في كلتا الحالتين، تبقى القدرة على التغيير عبر الإرادة مقيدة بقوانين الطبيعة و السببية؛ التغيير يحدث عبر سلسلة من الأفعال في العالم المادي. إن طرح القوة الروحية يمثل إنزياحاً جذرياً عن الإطار المادي أو حتى الإنساني التقليدي للإرادة، ويدخل في نطاق الميتافيزيقا المثالية وفلسفات الوعي التي تتجاوز العقلانية العلمية. أ. الوعي كقوة كونية (النموذج المثالي) تتجه هذه الرؤية إلى إعتبار الوعي أو الروح قوة أساسية في الكون، تسبق المادة وتحددها. في الفلسفات الهندية والبوذية، يُنظر إلى الواقع المادي (الـمايا) على أنه تجلٍ للوعي المطلق. هنا، القدرة على التغيير ليست مجرد إرادة شخصية، بل هي تكييف للوعي الفردي مع الوعي الكوني، مما يسمح للفرد بـالتأثير على نسيج الواقع ذاته. التغيير ليس فعلاً مادياً، بل تحول في حالة الوعي. ب. التلاعب بالواقع: الإرادة كطاقة (الباراسيكولوجي والكم) هذا هو صلب فكرة القوة الروحية التي تتلاعب بالواقع. إنها تقتضي أن الإرادة القوية أو المكثفة (النية الصادقة) ليست مجرد فكرة، بل هي طاقة غير مرئية أو موجة معلوماتية قادرة على التأثير عن بعد (Psychokinesis) وهي الفرضية الميتافيزيقية القائلة بأن الوعي يمكنه أن يؤثر على الأنظمة المادية دون إتصال مادي، كتحريك الأجسام أو تغيير إحتمالات الأحداث. في هذه الحالة، تكون الإرادة قوة طاقية لا تخضع لقيود المكان والزمان. بالاضافة الى إمكانية خلق الواقع (Reality Creation) وهي فرضية شائعة في الفلسفات الباطنية المعاصرة كالجاذبية والوعي الكمي التي تزعم أن التركيز العقلي/الروحي* يؤدي إلى إنهيار دالة الموجة في الواقع الكمي مستمدة من تفسيرات معينة لميكانيكا الكم، و بالتالي جذب الأحداث أو تشكيل الواقع ليطابق النية. هنا، تصبح الإرادة قوة روحية خالقة. إن ربط القدرة على التغيير بـقوة روحية تتلاعب بالواقع يواجه مأزقاً فلسفياً عميقاً يتمثل في مشكلة السببية (Causality). إذا كانت القوة الروحية تتلاعب بالواقع، فكيف يمكن قياس أو تمييز هذا التلاعب عن الأحداث العشوائية أو الآلية السببية المادية؟ التغيير الناتج عن الإرادة (التحصيل الدراسي الجيد) يمكن تفسيره بالإجتهاد المادي الملموس. أما التغيير الناتج عن القوة الروحية (تحقق حلم أو شفاء غير مفسر)، فيقع عادةً في **فجوات المعرفة، حيث لا يمكن إستبعاده، ولكنه أيضاً لا يمكن إثباته بشكل مباشر كتأثير علّي للنية الروحية. يفترض هذا الطرح وجود مادة روحية غير مادية قادرة على التأثير على المادة المادية. هذا يعيدنا إلى مشكلة ديكارت (Descartes) الشهيرة: كيف يمكن لشيئين مختلفين جوهرياً (الروح والمادة) أن يتفاعلا معاً؟ إذا كانت القوة الروحية تتلاعب بالواقع المادي، فلا بد أن تكون هناك آلية لـتحويل الطاقة الروحية إلى طاقة مادية أو تأثير سببي. الفلسفة التجريبية ترفض هذه الثنائية الجوهرية، بينما تتبناها الفلسفات المثالية كـحقيقة أولية. التركيب الفينومينولوجي (Phenomenological Synthesis)، يمكن تجاوز الثنائية برؤية وحدوية (Monism) ترى أن المادة والروح هما مجرد وجهان لجوهر واحد كتصور سبينوزا. في هذا الإطار، لا يكون الوعي يتلاعب بالواقع، بل هو جزء لا يتجزأ من تكوينه. الإرادة القوية أو النية العميقة ليست مجرد فكرة داخلية، بل هي تعبير عن الجوهر الكوني الذي يشمل الواقع أيضاً. هنا، تصبح القدرة على التغيير نابعة من التناغم مع القانون الكوني، و ليس من التلاعب به. في التحليل العميق، تظل الإجابة متوقفة على المنظور الفلسفي الذي نتبناه. تتباين النظرات الفلسفية حول طبيعة قدرة الإنسان على التغيير (الإرادة) وعلاقتها بـالقوة الروحية والتلاعب بالواقع، ويمكن إيجازها في ثلاثة تيارات رئيسية: 1. المنظور المادي/الوضعي: يرى هذا المنظور أن القدرة على التغيير (الإرادة) هي مجرد قوة نفسية سلوكية تخضع بالكامل لقوانين الطبيعة و الفيزياء، وهي نتاج التفاعلات العصبية والبيئية. وعليه، فإن فكرة القوة الروحية والتلاعب بالواقع تعتبر مجرد وهم أو تحيز معرفي، لا أساس له في العالم الموضوعي القابل للقياس. 2. المنظور المثالي/الروحي: على النقيض، يعتبر هذا التيار أن الإرادة هي قوة أولية منبثقة من الوعي، وتشكل أساس الوجود نفسه. وفي هذا السياق، فإن القوة الروحية هي حقيقة عميقة، حيث يُنظر إلى التغيير على أنه ليس مجرد فعل مادي، بل هو تحول جوهري في طبيعة الوعي الكوني. 3. المنظور التأويلي/الباطني: يتبنى هذا المنظور رؤية تجمع بين القوتين، حيث يرى أن الإرادة هي قوة طاقية/معلوماتية تمتلك القدرة على تشكيل الواقع الملموس، خاصةً عبر النية المركزة. أما القوة الروحية والتلاعب بالواقع، فهي تُمثل آلية عمل الوعي في بعده الأعمق والأكثر أصالة. تترواح العلاقة بين الإرادة والواقع بين إعتبارها وهماً ناتجاً عن تفاعلات مادية (المادية)، أو قوة أساسية للوجود ذات أثر كوني (المثالية)، أو آلية لتشكيل الواقع عبر الطاقة والنية (التأويلية). بناءً على ذلك، إذا أخذنا بمنظور يتجاوز المادية، فإن نعم، القدرة على التغيير قد لا تكون مجرد إرادة ذاتية، بل قوة روحية كامنة في النسيج الميتافيزيقي للوجود، تستمد قدرتها على التلاعب بالواقع من كونها تجسيداً واعياً للقانون الكوني الأعمق، لا كقوة خارجية تفرض نفسها على الواقع، بل كقوة داخلية تحقق ذاتها في الواقع.
#حمودة_المعناوي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ
...
-
العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ
...
-
العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ
...
-
العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ
...
-
العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ
...
-
العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ
...
-
العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ
...
-
العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ
...
-
العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ
...
-
العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ
...
-
العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ
...
-
العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ
...
-
العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ
...
-
العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ
...
-
العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ
...
-
العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ
...
-
العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ
...
-
العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ
...
-
العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ
...
-
العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ
...
المزيد.....
-
سائقة حافلة ركاب توقف رحلتها لتنقذ طفلًا صغيرًا تائهًا على ا
...
-
مسؤولان لـCNN: ترامب يدعو قادة عرب ودوليين لقمة في مصر
-
رافع الرفاعي.. لماذا أثارت عودة مفتي العراق السابق إلى البلا
...
-
جائزة نوبل.. ترامب يفشل في حصدها واللجنة تمنحها للفنزويلية م
...
-
ما الذي سيحدث في غزة بعد وقف إطلاق النار؟
-
-طفل جريح بلا عائلة-.. مصطلح جديد يجسّد مأساة غزة الإنسانية
...
-
بعد أكثر من عقدين على الغزو.. مجلس الشيوخ الأمريكي يصوت بالإ
...
-
صدمة في البيت الأبيض من عدم منح ترامب جائزة نوبل للسلام 2025
...
-
رمز للتعددية الثقافية.. جولة داخل -شارع العرب- في لندن
-
الهند تعيد فتح سفارتها بأفغانستان وعينها على جارتيها
المزيد.....
-
الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي
...
/ فارس كمال نظمي
-
الآثار العامة للبطالة
/ حيدر جواد السهلاني
-
سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي
/ محمود محمد رياض عبدالعال
-
-تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو
...
/ ياسين احمادون وفاطمة البكاري
-
المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة
/ حسنين آل دايخ
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
/ محمود الصباغ
-
العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا
...
/ محمد احمد الغريب عبدربه
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|