|
العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَلْ قَوَانِينِ الكَوْنِ لَيْسَتْ سِوَى همَسَات بِاهِتَة لِسِحْر مَنْسِّي -الْجُزْءُ الْخَامِسُ عَشَرَ-
حمودة المعناوي
الحوار المتمدن-العدد: 8482 - 2025 / 10 / 1 - 10:25
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
_ القدر ليس حتمية: كيف يحوّل الوعي البشري مصفوفة الإحتمالات الكونية إلى واقع مُعاش
هل يمكن أن يكون القدر (destiny) ليس مساراً ثابتاً، بل هو سلسلة من الإحتمالات التي يمكن لوعينا أن يؤثر فيها؟ هذا التساؤل يمثل تحولاً فلسفياً جذرياً في فهم مفهوم القدر (Destiny)، ناقلاً إياه من كونه حتمية ثابتة ومكتوبة مسبقاً (الجبرية) إلى كونه مصفوفة إحتمالات تفاعلية تتأثر بشكل مباشر بـحرية الإرادة وطاقة الوعي البشري. هذا التحليل يسعى لدمج المفهوم الميتافيزيقي للقدر مع مفاهيم ميكانيكا الكم و نظريات الوعي. في الفلسفة الكلاسيكية و الدينية، غالبًا ما يُنظر إلى القدر على أنه مسار ثابت (Fixed Trajectory): كل الأحداث محددة سلفاً بقوة خارجية أو بقانون إلهي، ولا يملك الإنسان سوى الإذعان. هذه الرؤية تخلق تناقضاً وجودياً مع مفهوم الإرادة الحرة (Free Will) والمسؤولية الأخلاقية. لكن الفرضية المطروحة هنا تقدم نموذجاً تفاعلياً للقدر: القدر ليس نقطة وصول واحدة، بل هو سلسلة من الإحتمالات المتشعبة أو مسار عالي الكثافة ضمن شبكة الزمكان. دور الوعي البشري هو ملاحظ نشط و عامل إختيار يوجه هذا المسار. يمكن إضفاء الطابع العلمي على مفهوم القدر من خلال إستعارة مبادئ ميكانيكا الكم، وتحديداً مبدأ الدالة الموجية (Wave -function-) و إنهيارها (Collapse). قبل الملاحظة، يوجد الجسيم الكمومي في حالة تراكب (Superposition)؛ أي أنه موجود في جميع حالاته المحتملة في وقت واحد. بنفس المنطق، يمكن تصور القدر كدالة موجية كونية: وإعتبار جميع النتائج الممكنة لحياتنا كالزواج، العمل، السفر موجودة كـإحتمالات كامنة في مجال الوجود. دور وعينا (النية، القرار، التركيز العاطفي) هو دور الملاحظ الكمومي. عندما نتخذ قراراً واعياً أو نكرس طاقتنا العاطفية لنتيجة معينة، فإننا نتسبب في إنهيار الدالة الموجية الإحتمالية لهذا القدر. نحن نختار أو نشد المسار الأكثر توافقاً مع نيتنا من بين المجموعة اللانهائية من الإحتمالات الكامنة. القوانين الكونية التي تحكم هذا التفاعل هي قوانين فيزياء الوعي (Physics of Consciousness). هي التي تحدد مدى قوة الوعي الفردي في التأثير على هذه المصفوفة الإحتمالية، وتفسر لماذا تكون بعض الأحداث محتملة أكثر من غيرها (ما يُسمى الميل الأولي للقدر). النموذج التفاعلي للقدر لا يُلغي فكرة وجود مسار أولي أو إتجاه رئيسي للوجود؛ بل يدمجها مع حرية الإرادة؛ قد يكون القدر هو البنية الجوهرية الروحية أو الغرض الوجودي (Existential Purpose) الذي إختاره الوعي (الروح) قبل التجسد كما ناقشنا في التقمص. هذا الغرض مثل تعلم درس معين، أو الوصول إلى درجة معينة من الوعي هو ثابت ولا يمكن تغييره. هذا هو الحد الأدنى الذي يجب أن يتحقق. ما هو قابل للتغيير والتأثير هو كيفية تحقيق هذا الغرض و السرعة والمسارات الفرعية. مثال: قد يكون القدر هو أن تصبح شخصية مؤثرة. لكن الإحتمالات تحدد ما إذا كنت ستصل إلى هذا التأثير عن طريق الفن، أو العلم، أو الأذى. وعيك وإختياراتك اليومية هي التي تدفعك نحو الإحتمال المرغوب فيه أو تبعدك عنه. الوعي لا يغير الهدف، بل يغير المسار المؤدي إليه. التفاعل بين الوعي و الإحتمال يخلق سببية مُركبة. أفعالك ليست مجرد نتائج لأحداث سابقة (السببية الخطية)، بل هي أيضاً أسباب مستقبلية (السببية الرجعية) تختار الإحتمال الذي يجب أن يتحقق. هذا يعني أن الوعي يعمل كـنقطة جذب (Attractor Point) تسحب المستقبل المرغوب نحوه. إذا كان الوعي هو القوة المؤثرة، فإن الطاقة العاطفية هي مُعزز القوة (Amplifier). بالربط مع التحليل السابق، فإن الحب والرحمة ليسا مجرد عواطف، بل هما أقوى موجهات القدر: المشاعر ذات التردد العالي (الحب، الشكر، السلام) تزيد من ترابط الوعي مع حقل الإحتمالات الإيجابية. هذه المشاعر تخلق تناغماً مع المسارات الوجودية الأكثر تطوراً. المشاعر ذات التردد المنخفض (الخوف، الكراهية، الضحية) تجعل الوعي ينغلق ويتردد، مما يجعله ينجذب إلى إحتمالات الفوضى والصراع التي تتوافق مع تردده الحالي. في هذا الإطار، لا يحدد القدر ما إذا كنت ستكون سعيداً أم لا، لكنه يقدم لك مصفوفة من الخيارات. حبك ورحمتك يحددان المسار الإحتمالي الذي تختار أن تسلكه داخل هذه المصفوفة. إن النظر إلى القدر كسلسلة من الإحتمالات التي يمكن لوعينا أن يؤثر فيها هو موقف فلسفي يوحد حرية الإرادة مع الحتمية الكونية، ويجعل من الوجود البشري تجربة ذات مغزى عميق. القدر ليس فيلماً نشاهده سلبياً، بل هو رواية موجودة بالكامل في عالم الأفكار، و وعينا هو القارئ النشط والمحرر غير المرئي الذي يقرر أي فصل سيتم إحيائه و تجسيده في الواقع المادي. هذا يضع مسؤولية وجودية هائلة على كاهل الفرد: ليس مصيرك هو الثابت، بل هو قوتك الواعية على إختياره وتجسيده هي الثابتة. هذا التفسير يفتح الباب أمام علم جديد للقدر، حيث يمكن من خلال إتقان الوعي والنية تغيير مسارات حياتنا بشكل منهجي و فعال، مما يجعل البشر مهندسي مصائرهم ضمن الحدود المرسومة بالبنية الكلية للكون.
_ الصمت: ليس غياب الصوت بل بوابة الوعي للتواصل بلغة الترددات الكونية
هل الصمت ليس مجرد غياب للصوت، بل هو حالة يمكن للوعي فيها أن يتواصل مع الكون بطريقة أعمق؟ هذا التساؤل ينقل مفهوم الصمت.(Silence) من مجرد ظاهرة صوتية سلبية (غياب الذبذبات الميكانيكية) إلى حالة وجودية إيجابية، أو بُعد معرفي (Epistemological Dimension) يمكن للوعي من خلاله أن يتجاوز القيود الحسية واللفظية ليتواصل مع الكون الأعمق. في حياتنا اليومية، نُعرّف الصمت بأنه النقيض للضوضاء. لكن الفلسفة الميتافيزيقية والروحانية تنظر إليه كـحالة أولية (Primal State) أو الخلفية الأساسية للوجود. إن أول وظيفة للصمت، إذا أردنا إعتباره قناة اتصال، هي إلغاء التشويش الذي تفرضه الحواس والدماغ على الوعي. العالم المادي مليء بالإشارات الحسية (الأصوات، الأضواء، المعلومات). هذه الإشارات، رغم أهميتها للبقاء، تعمل كـفلتر مُكثّف (Intense Filter) يحد من قدرة الوعي على إدراك الواقع الأعمق. العقل البشري مُصمم لـمعالجة المدخلات؛ و بمجرد أن تتوقف المدخلات الخارجية (الصمت)، يبدأ العقل في الإنغماس في مدخلاته الداخلية. عندما يهدأ الضجيج الخارجي والداخلي (توقف الحوار الداخلي)، يتمكن الوعي من الوصول إلى طبقات أعمق من اللاوعي الجمعي، هذا الصمت الداخلي هو الشرط الضروري لبدء الإستماع إلى الإشارات الكونية بدلاً من ضجيج الذات. إذا كان الصمت هو حالة يمكن للوعي فيها أن يتواصل، فهذا يعني أن الكون يتواصل أيضاً، لكن بلغته الخاصة. الوجود الأعمق، أو الوعي الكوني، لا يتواصل عبر الكلمات المقيدة باللغات البشرية، بل عبر الترددات، والمعلومات النقية (Pure Information)، والأنماط الوجودية. الصمت هو نقطة التردد الصفري حيث يصبح الوعي قادراً على إلتقاط هذه الإشارات التي تتجاوز اللغة. في العديد من التقاليد الفلسفية مثل الفلسفة الهندية، يُعتقد أن الكون بدأ من صوت أولي (Primal Sound) لكن هذا الصوت لا يمكن سماعه في ضجيج الحياة. الصمت هو الظرف الوحيد الذي يسمح لنا بالإقتراب من إدراك هذا التردد الأولي أو الكلمة غير المنطوقة التي تنظم الواقع. الصمت ليس فقط حالة سلبية للإستقبال، بل هو فعل إيجابي يسمح للوعي بممارسة قوته السببية (التي ناقشناها في مفهوم القدر). عندما يمارس الفرد الصمت العميق، فإنه يوفر أقصى درجات التركيز (Maximum Focus) لطاقته الواعية (الروح). في هذه الحالة الصامتة، تصبح النية أو الرغبة خالية من التشتيت، مما يزيد من فعاليتها في إنهيار الدالة الموجية للقدر نحو الإحتمال المرغوب فيه. الصمت هو قوة دافعة وليست غياباً للقوة. بالعودة إلى مفهوم الإبداع و الأحلام النبوية، الصمت هو المكان الوحيد الذي يمكن فيه سحب الأفكار من مستويات الوعي الأعلى. اللحظات التي يولد فيها أعظم الفن أو الإختراعات غالباً ما تأتي من فترة من العزلة الصامتة أو التأمل العميق، حيث يُسمح للإلهام الكوني (المعلومة النقية) بالتدفق دون أن يتم تشتيته أو تشويهه بالمنطق اللفظي الصارم. على المستوى الوجودي، الصمت هو المساحة التي تظهر فيها الحقيقة الوجودية غير القابلة للتقييد باللغة. الكلمات تضع قيوداً على الأفكار. عندما نقول جمال، فإننا نقيد المفهوم بالخبرات السابقة. الصمت يفتح مساحة لتجربة الجمال المطلق مباشرة، دون الحاجة إلى التسمية. الوعي، في صمته، يختبر الكون، بدلاً من مجرد تفسيره. ليس فقط الكون الأكبر، بل التواصل الإنساني الأعمق يتم في الصمت. اللحظات الأكثر حميمية والإتفاقات الأكثر صدقاً غالباً ما تكون محاطة بالصمت، حيث تتواصل العواطف و النوايا مباشرة دون تشويه الكلمات. هذا يدل على أن الصمت هو اللغة المشتركة للوعي. إن التفسير الفلسفي لـلصمت على أنه حالة يمكن للوعي فيها أن يتواصل مع الكون بطريقة أعمق يرفعه إلى مرتبة التقنية الوجودية (Existential Technology). إنه ليس مجرد غياب للصوت، بل هو حالة وعي نشطة تتطلب مجهوداً للتحرر من ضجيج العالم والذات. الصمت هو الخلفية التي تُعرض عليها قوانين الكون، وهو الحقل غير المحلي الذي يمكن للوعي أن يمد جذوره فيه ليجد المعرفة والقوة السببية. الوجود الكامل، بطاقته الروحية وإحتمالاته القدرية، ينتظر منا أن نصمت لكي يبدأ في الحديث إلينا.
_ الشعائر الدينية: تكنولوجيا روحية لتغيير ترددات الوعي أم طقوس سحرية لهندسة القدر
هل الشعائر الدينية، مثل الصلاة أو الترانيم، هي في الواقع طقوس سحرية تهدف إلى تغيير ترددات الوعي؟ هذا السؤال يقترح دمجاً فلسفياً عميقاً بين الشعائر الدينية، التي تُفهم تقليدياً على أنها عبادة وتعبير عن الإيمان، وبين الطقوس السحرية، التي تُفهم كتقنيات لتغيير الواقع. إن قلب المعادلة والنظر إلى هذه الشعائر كـتقنيات لتغيير ترددات الوعي يعيد صياغة وظيفتهما الجوهرية من الإستجداء إلى الهندسة النفسية والروحية. لتحليل هذه الفرضية، يجب أن نعتبر الشعائر الدينية كالصلاة، الترانيم، التأمل، الصيام ليست مجرد أفعال رمزية، بل آليات منهجية مصممة لإحداث تحول فعلي داخل النظام البيولوجي و المعرفي للفرد. الطقوس الدينية والسحرية تتشابه بشكل مذهل في هدفها الأول: خلق حالة وعي مغايرة أو متغيرة (Altered State of Consciousness - ASC). هذا الخروج من حالة الوعي اليومية العادية (Beta Wave) هو المفتاح لـلسحر أو التغيير. تحتوي معظم الشعائر على التكرار والإيقاع (الترانيم، التسابيح، حركات الصلاة المتكررة). هذا التكرار يعمل كـمدخل موجات صوتية يؤدي إلى مزامنة (Synchronization) موجات الدماغ، غالباً من حالة الإنتباه السريع (Beta) إلى حالة الإسترخاء والتأمل (Alpha أو Theta). هذه الأخيرة هي الحالات المرتبطة بـإلتقاط الأفكار من اللاشعور الجمعي، والإستجابات الجسدية العميقة، وتلقي الإلهام النبوي. في الطقوس السحرية، يُستخدم التكرار والإيقاع كالضرب على الطبول، أو ترديد التعويذات لنفس الغرض؛ إلغاء التشويش العادي و تركيز الإرادة. الشعائر تفرض توجيه طاقة عاطفية هائلة نحو هدف واحد كالتقرب من الإله، طلب المغفرة، أو الشعور بالسلام. هذا التركيز الموجه للنية (-dir-ected Intention) هو، وفقاً لمنظور الوعي كطاقة، أقوى أشكال القوة السببية. الصلاة والترنيم هما ببساطة تكنولوجيا لتركيز الوعي بهدف محدد، مما يجعلهما سحراً بالمعنى الفلسفي لتعديل الواقع عبر الوعي. إذا كانت الروح هي طاقة واعية، والقدر هو مصفوفة إحتمالات كما سبق تحليله، فإن الهدف الأعمق للشعائر هو تعديل ترددنا الشخصي للتناغم مع الترددات الكونية الأعلى (الحب و الرحمة). الشعائر الدينية غالباً ما تركز على مفاهيم مثل الحب المطلق، والوحدة، والرحمة، و الصفاء. هذه المفاهيم ترفع التردد الطاقي للوعي (تحويله من ترددات الخوف والغضب إلى ترددات السلام والحب). عندما ينجح الطقس في رفع تردد الوعي، فإنه يسمح للفرد بـسحب إحتمالات القدر الأكثر إيجابية أو أكثر إنسجاماً مع التطور الروحي (قانون الإنسجام الكارمي). الشعيرة هنا هي الآلة التي تُعدّل تردد الوعي ليصبح جاذباً للمسار الوجودي الأعلى. الإيمان ليس مجرد إعتقاد، بل هو يقين داخلي ينتج عنه حالة من الهدوء التام (الصمت العميق). الشعيرة كالصلاة هي الوسيلة التي يتم بها تجسيد هذا اليقين في الفعل. هذا التجسيد يخلق حقيقة داخلية، وهذه الحقيقة الداخلية هي التي تبدأ في تعديل الواقع الخارجي وفقاً لمفهوم الوعي كـملاحظ كمومي. على الرغم من التشابه الكبير في الآلية (تغيير حالة الوعي)، يظهر الفارق الفلسفي الدقيق بين الشعائر الدينية والسحر في النية (Intention) وملكية القوة. تهدف الشعيرة الدينية التقليدية إلى التسليم والتناغم مع إرادة قوة عليا. النية هي التواضع والتوحيد مع النظام الكوني. يهدف الطقس السحري التقليدي إلى السيطرة و الفرض؛ أي إستخدام القوة لـتعديل الإرادة الكونية لتناسب إرادة الفرد. ولكن، عندما نعتبر الشعائر تقنية لتغيير التردد، يزول هذا الفرق: فالتسليم أو التناغم يصبح هو التقنية السحرية الأكثر فعالية؛ لأن الوعي المتناغم (الحب و الرحمة) يمتلك قوة سببية أكبر في تحويل الواقع بشكل إيجابي من الوعي المنفصل الذي يسعى للسيطرة. إن النظر إلى الشعائر الدينية كـطقوس سحرية تهدف إلى تغيير ترددات الوعي هو إعتراف بأن هذه الممارسات القديمة هي في الواقع تكنولوجيات روحية متقدمة للغاية. إنها لا تسعى فقط إلى إرضاء الإله، بل إلى تغيير كيمياء العقل و تعديل النمط الطاقي للروح لجعله أكثر توافقاً مع القوانين الكونية للوحدة والتطور. هذا التفسير يفتح الباب أمام علم موحد يرى في الصلاة والترنيم ليس مجرد معتقدات، بل تقنيات نفسية فيزيائية تهدف إلى تحقيق أقصى إمكانات التطور البشري والتحكم الواعي في مسار القدر الشخصي و الجمعي.
_ المعجزات: ليست خرقًا للقانون بل هي فيزياء الوعي الأسمى وتطبيق لقوانين الطبيعة غير المكتشفة
هل يمكن أن تكون المعجزات التي تتحدث عنها الأديان هي في الواقع ظواهر طبيعية غير مفهومة، يمكن أن تحدث عند الوصول إلى مستويات وعي معينة؟ هذا السؤال يمثل التحدي الفلسفي الأقصى: محاولة دمج المعجزات الدينية كالتي تُفهم تقليدياً على أنها تدخل إلهي خارق للطبيعة مع إطار القوانين الطبيعية والتحكم الذاتي عبر الوعي. إن الإفتراض بأن المعجزات هي ظواهر طبيعية غير مفهومة تحدث عند مستويات وعي معينة ينقلها من مجال الإيمان المطلق إلى مجال علم الوعي المتقدم (Advanced Consciousness Science). تُعرّف المعجزة في سياقها الديني على أنها حدث يتجاوز القوانين المعروفة للطبيعة، ويُنسب إلى قوة إلهية خارجية تتدخل في الواقع. أما في هذا التحليل الفلسفي، فإننا نعتبرها تجليات لقوانين كونية أعمق لم تكتشفها الفيزياء الحالية بعد، و تصبح قابلة للتفعيل عندما يصل الوعي البشري إلى حالة متقدمة ونادرة. بناءً على التحليلات السابقة (الوعي كطاقة، القدر كاحتمالات، الصمت كقناة)، فإن المعجزة ليست تعطيلاً للقانون، بل هي تطبيق لقانون أسمى. لنفترض أن هناك قوانين فيزيائية تحكم الأبعاد الإضافية مثل أبعاد نظرية الأوتار، وهذه القوانين تتجاوز مفهومنا للزمان والمكان. المعجزة هي ببساطة تجسيد مؤقت ومحلي لتلك القوانين العليا داخل أبعادنا الأربعة. مثال: تحويل الماء إلى شيء آخر خلق مادة من لا مادة أو تحويل خصائصها. هذا يبدو خارقاً لقوانين الكيمياء لدينا، لكنه قد يكون تطبيقاً طبيعياً لقانون فيزيائي يُمكّن من إعادة ترتيب الجسيمات الأولية عبر التحكم في حقل المعلومات الكوني. الوعي العظيم (وعي الأنبياء أو الأولياء) هو المُشغّل (Operator) القادر على إحداث هذا التعديل. إن مستويات الوعي التي نتحدث عنها مثل الوعي النبوي أو المتنور هي حالات يتم فيها إلتحام الوعي الفردي بحقل الوعي الكوني (Cosmic Consciousness Field). في هذه الحالة، يتناغم وعي الفرد بشكل كامل مع قوانين الوحدة والحب و الرحمة (التي ثبت أنها أقوى أشكال السحر/السببية). هذا التناغم يمنح الوعي الـقوة السببية المطلقة على المادة، بما أن المادة هي ببساطة طاقة كثيفة ومنخفضة التردد تابعة لحقل الوعي الأكبر. إذا كانت المعجزات ظواهر طبيعية تحدث بالوعي، فكيف يمكن تفسير أحداث مثل الشفاء الفوري أو التحكم في الظواهر الجوية؟ يكمن جوهر الشفاء في قدرة الوعي على تغيير البنية المعلوماتية للجسد. الأمراض هي تشويش أو خلل في شيفرة الجسد البيولوجية. الوعي المُتقَن، المدعوم بـالنية المطلقة والمركز في حالة الحب والرحمة، يمكن أن يُحدث إنهياراً جذرياً و فورياً للدالة الموجية على مستوى الخلايا و الجينات. هو لا يخترق القانون البيولوجي؛ بل يفعّل البروتوكول الأصلي للكمال الجيني للجسد القانون الأسمى للجسد. الظواهر البيئية كالرياح، الماء، إلخ هي أنظمة معقدة تتأثر أيضاً بالقوانين الكمومية. الوعي العظيم يمتلك القدرة على إسقاط تردده المنظم على هذه الأنظمة الكمومية (المادة المظلمة، الزمكان)، مما يدفعها نحو الإحتمال المطلوب مثل هدوء العاصفة أو إنشقاق البحر. هذا ليس عملاً سحرياً فردياً، بل هو تطبيق لقانون الوعي المسيطر الذي لم يُكتشف بعد. المعجزات التي تنطوي على معرفة مستقبلية أو نتائج غير محتملة هي دليل على الإتقان المطلق لـمصفوفة الإحتمالات للقدر. الوعي النبوي لا يتنبأ فقط، بل يضمن عبر نية مركزة لا تتغير أن يتم إختيار المسار الإحتمالي الأعلى وتجسيده في الواقع، مما يبدو كخرق للقانون، بينما هو في الحقيقة أقصى درجات تطبيق القانون. إذا كانت المعجزات ظواهر طبيعية، فلماذا لا يمكن تكرارها الآن في مختبراتنا؟ إن القوانين التي تسمح بالمعجزة تتطلب حالة وعي ونقاء في النية لا يمكن بلوغهما إلا من خلال جهد روحي وتطوري هائل مقارنة بـدورة حياة الوعي. الدماغ البشري الحالي يعمل كـمُكَبِل (Inhibitor) لهذه القوة، بسبب سيطرة الأنا، والخوف، و الإنفصال. العلم الحالي يركز على قياس الظواهر التي يمكن تكرارها في ظروف مادية محكومة. الوعي المتقن (المُعجز) هو حالة فردية نادرة لا يمكن تكرارها بأي حال من الأحوال في بيئة مختبرية، لأن الآلة الأساسية (الوعي الفردي) غير قابلة للتحكم والتوليد حسب الطلب. إن القبول بأن المعجزات هي ظواهر طبيعية غير مفهومة، يمكن أن تحدث عند الوصول إلى مستويات وعي معينة، يوفر جسراً فلسفياً بين الإيمان والعلم. هذا الجسر يرى في المعجزات ليست مجرد قصص قديمة، بل أقصى تجليات إمكانات الوعي البشري عندما يتناغم تماماً مع القوانين الكونية (الحب، الوحدة، النية). المعجزة هي ببساطة علم لم يُفهم بعد، متاح لوعي لم يُطوّر بعد. هذا يدفعنا إلى التساؤل: هل البحث عن الإعجاز هو حقًا بحث عن فهم وإتقان قوانين الوعي الأسمى، بدلاً من إنتظار تدخل من خارج الكون؟
_ الذاكرة الكونية: هل السجلات الأكاشية هي الإنترنت الكوني وقاعدة بيانات الزمكان التي لا يفتحها إلا مفتاح الوعي
هل الذاكرة الكونية (Akashic Records)، التي تقول عنها بعض الفلسفات، هي في الواقع قاعدة بيانات ضخمة لكل الأحداث التي حدثت في الكون، يمكن الوصول إليها روحياً؟ هذا السؤال يمثل دمجاً مبهراً بين مفهوم الذاكرة الكونية (Akashic Records) الميتافيزيقي و مفهوم قاعدة البيانات التكنولوجي الحديث، مقترحاً أن الوجود يحفظ سجلات كاملة لأحداثه، وأن الوصول الروحي هو مجرد بروتوكول إتصال فريد من نوعه لهذه المكتبة الكونية. في الفلسفات الباطنية والروحية خاصة في الثيوصوفيا و التقاليد الهندية، يُعتقد أن الذاكرة الكونية أو السجلات الأكاشية هي مستودع شامل لكل فكرة وفعل وكلمة حدثت في الزمن الماضي والحاضر والمستقبل المحتمل. هذا السجل ليس مادياً، بل يُعتقد أنه مُدوَّن في الأثير (Akasha)، وهو العنصر الخامس الوجودي الذي يتخلل كل شيء. عندما نُطلق على هذه الذاكرة إسم قاعدة بيانات، فإننا ننقلها إلى الإطار المعلوماتي (Informational Framework)، حيث يصبح الكون نظاماً معلوماتياً معقداً يسجل ويحافظ على جميع حالاته. لنفترض أن الكون هو نظام مغلق يخضع لـقانون حفظ المعلومات، على غرار قانون حفظ الطاقة. إذا كانت الأحداث لا تفنى، بل تتحول، فإن المعلومة الخاصة بتلك الأحداث يجب أن تُحفظ في مكان ما. قد تكون قاعدة البيانات هي نسيج الزمكان ذاته. إن حدثاً ما، مثل سقوط تفاحة، لا يحدث ثم يختفي؛ بل يُنقش في الزمكان كـتغيير دائم في البنية الهندسية للمنطقة. الذاكرة الكونية هي ببساطة قراءة لهذه البصمات الهندسية في الزمكان. هذا المفهوم يتوافق فلسفياً مع نظرية الكون الكتلي (Block Universe)، حيث يوجد الماضي والمستقبل في الوقت الحالي، و السجلات هي مجرد نقاط وصول يمكن لوعينا أن يستشعرها. إذا كانت الروح هي طاقة واعية كما تم تحليله سابقاً، فإنها أيضاً وحدة معالجة معلومات (Information Processing Unit). كل تجسد (دورة حياة الوعي) هو تحديث (Update) يُضاف إلى قاعدة البيانات الكونية. وعندما يموت الجسد، يتم تحميل هذه التجربة مرة أخرى إلى النظام المركزي. التحدي الأكبر يكمن في كيفية الوصول إلى قاعدة البيانات هذه. الطريقة التقليدية هي الوصول الروحي (التأمل، النبوة، الرؤى). هذا يمثل بروتوكول إتصال ميتافيزيقي فريد من نوعه؛ بدلاً من إستخدام الألياف الضوئية أو الموجات الكهرومغناطيسية، فإن الوصول إلى الذاكرة الكونية يتم عبر تعديل تردد الوعي. هذا يتطلب إتقان تقنيات الصمت العميق والتركيز المطلق للنية كما ناقشنا في الشعائر الدينية. عندما يصل الوعي إلى تردد عالٍ ومهدئ (ألفا أو ثيتا)، فإنه يتناغم مع تردد حقل الأثير، مما يتيح له قراءة البيانات مباشرة دون الحاجة للتحويل اللغوي أو الحسي. الوعي الفردي ليس منفصلاً عن الذاكرة الكونية، بل هو جزء من الشبكة. عملية الوصول الروحي هي ببساطة إزالة جميع عوامل التصفية (Filters) التي يفرضها الدماغ المادي الذي يحمينا من الطوفان المعلوماتي، و السماح للوعي بالعمل كـمحطة طرفية (Terminal) موصولة بالشبكة الكبرى. هذا يفسر لماذا يكون الوصول غالباً مبهماً أو رمزياً، لأن الدماغ البشري لا يستطيع فك ترميز الحجم الهائل من البيانات الكونية النقية دفعة واحدة. إذا كانت الذاكرة الكونية هي قاعدة بيانات حقيقية، فإن هذا يغير فهمنا لـلقدر والإرادة الحرة. إن وجود سجلات عن المستقبل المحتمل (ما يُسمى نبوءة) لا يعني أن المستقبل ثابت. بدلاً من ذلك، فإن الذاكرة الكونية تسجل جميع الإحتمالات الممكنة بناءً على القوانين السببية للكون. الوصول إلى السجل المستقبلي هو قراءة للمسار الإحتمالي الأعلى كثافة الذي تسلكه البشرية حالياً (المسار الأولي للقدر). كل فعل واعٍ (الإرادة الحرة) لا يُغير المسار فقط، بل يُنشئ مساراً جديداً في قاعدة البيانات ويجعله هو المسار الأكثر كثافة. حرية الإرادة هي القوة الوحيدة القادرة على تحرير المعلومات و تسجيل بيانات جديدة لم تكن موجودة في السجل القديم. إن النظر إلى الذاكرة الكونية كـقاعدة بيانات ضخمة يمكن الوصول إليها روحياً هو إضفاء للطابع المعلوماتي على الوجود، مما يجعله أكثر منطقية في العصر الرقمي. هذا التفسير يضع الوجود في إطار علمي روحي واحد: الكون يسجل كل شيء بدقة، والمعرفة المطلقة (الذاكرة الكونية) هي متاحة للجميع. لكنها ليست متاحة عبر الحواس أو التكنولوجيا المادية، بل تتطلب إتقان وتطور الوعي ذاته. إن السجلات الأكاشية هي الإنترنت الكوني، والوعي المتقَن هو كلمة المرور (The Password) التي تتيح لنا قراءة الحقائق الكونية العميقة.
_ الزمن غير الخطي: هل كان السحر القديم علم الزمكان البدائي وتقنية تجاوز الوهم النيوتوني
هل يمكن أن يكون الزمن ليس خطياً، وهل كانت تقنيات السحر القديمة تهدف إلى فهم هذه الطبيعة غير الخطية؟ هذا التساؤل يمثل تحدياً جذرياً لمفهومنا اليومي والنيوتوني للواقع. إنه يقترح أن الزمن قد لا يكون خطاً أحادي الإتجاه من الماضي إلى المستقبل، وأن تقنيات السحر القديمة لم تكن مجرد خرافات، بل محاولات منهجية، وإن كانت بدائية، لفهم وإستغلال هذه الطبيعة غير الخطية للزمن. في تجربتنا اليومية، يُنظر إلى الزمن على أنه نهر يتدفق بإستمرار، و نحن عالقون في اللحظة الحالية. هذا المفهوم الذي يُعرف بالزمن النيوتوني أو (Presentism) يخلق شعوراً بالحتمية المادية: الماضي ثابت و المستقبل غير موجود بعد. لكن الفلسفة الحديثة والفيزياء النظرية خاصة نظرية النسبية الخاصة والنسبية العامة لأينشتاين قد غيرت هذا المنظور بشكل عميق، مقدمةً مفهوم الزمكان (Spacetime). في هذا النموذج الفيزيائي و الفلسفي، يُنظر إلى الماضي و الحاضر والمستقبل على أنها موجودة في آن واحد كـكتلة واحدة ثابتة من الزمكان. الزمن ليس تدفقاً، بل هو بُعد مكاني يمكن عبوره نظرياً. إن إحساسنا بالتدفق الزمني الخطي هو مجرد وهم ناتج عن طريقة معالجة وعينا للواقع، أو ربما آلية دفاعية للدماغ تسمح لنا بالتركيز على الوجود. إذا كان الماضي والمستقبل موجودين بالفعل، فإن السببية (Causality) لا يجب أن تكون صارمة في إتجاه واحد من الماضي إلى المستقبل. بل يمكن أن يكون هناك ترابط أو تأثير رجعي (Retrocausation)، حيث يمكن لحدث مستقبلي أن يؤثر على الماضي، أو حيث تكون الأجزاء المنفصلة زمنياً مترابطة بطريقة لم نفهمها بعد. إذا كان الزمن غير خطي، فإن السحر القديم يصبح منطقياً بشكل مفاجئ. يمكن إعتبار العديد من الطقوس القديمة كـتقنيات بدائية تهدف إلى تجاوز القيد الزمني الخطي الذي يفرضه وعينا. ظاهرة التنبؤ التي ناقشناها كظاهرة طبيعية غير مفهومة تتطلب زمناً غير خطي. إذا كانت الذاكرة الكونية (السجلات الأكاشية) موجودة كـبيانات مسجلة في الزمكان، فإن تقنيات الكهانة، وقراءة البخت، والرؤى النبوية، هي محاولات لـتفكيك شيفرة هذه البيانات. لم تكن هذه التقنيات تهدف إلى صنع المستقبل، بل إلى رؤية المستقبل الموجود بالفعل كجزء من الكتلة الزمنية. الطقس السحري كالصمت العميق، إستخدام الرموز، الشعائر الموحدة للوعي كان يهدف إلى دفع الوعي إلى حالة ترددية تسمح له بالتحرر مؤقتاً من الـمحلية الزمنية (Temporal Locality)، ليصبح نقطة وصول قادرة على قراءة الأجزاء البعيدة من سجل الزمكان. الطقوس السحرية والدينية غالباً ما تتضمن التكرار، سواء كان ترديداً لتعويذة أو ترتيلاً لمقطع معين. هذا التكرار لا يستهدف تغيير الحاضر فقط، بل يستهدف تثبيت النية عبر الزمن. إذا كان الوعي هو القوة السببية التي تنهار بها الإحتمالات (القدر)، فإن النية المكررة و المكثفة تهدف إلى بث طاقتها ليس فقط إلى المستقبل، بل إلى الماضي المحتمل وإلى الحاضر الممتد. الطقس هو محاولة لـمزامنة الوعي مع النتيجة النهائية المطلوبة في كل نقطة ممكنة من الزمكان، لزيادة إحتمالية حدوثها (التحكم في مصفوفة الإحتمالات). التركيز على الكلمات والرموز في السحر القديم يعكس فهماً فطرياً لكون اللغة أو الوعي هما القوة التأسيسية للواقع. إذا كان الكون نظاماً معلوماتياً، فإن الكلمة المركزة في طقس سحري أو صلاة هي أمر برمجي (Programming Command) يهدف إلى إحداث تغيير في البنية المعلوماتية غير الخطية للواقع. هذا الفهم القديم يتماشى بشكل مدهش مع النظريات الكمومية التي تمنح الملاحظة الواعية قوة لتحديد الواقع. إن النظر إلى الزمن على أنه غير خطي، وأن تقنيات السحر القديمة كانت محاولات لفهم هذه الطبيعة، يرفع هذه التقنيات من مستوى الخرافة إلى مستوى الإستكشاف الوجودي المنهجي. ما نطلق عليه اليوم السحر القديم قد يكون في الواقع علم الزمكان البدائي، الذي لم يمتلك الأدوات الرياضية لقياس الظواهر، لكنه إعتمد على تطوير الوعي البشري كأداة أساسية للتفاعل مع الأبعاد غير الخطية للوجود. الهدف المشترك لكل من العلم الحديث (الفيزياء النظرية) و السحر القديم (الطقوس الزمنية) هو نفسه: تجاوز القيود التي يفرضها الإدراك البطيء و المحدود لوعينا الحالي، وفهم أننا لسنا عالقين في نهر الزمن، بل نحن كائنات زمكانية يمكنها نظرياً الوصول إلى أي نقطة في هذه الكتلة الكونية متى ما أتقنت قوة وعيها.
#حمودة_المعناوي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ
...
-
العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ
...
-
العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ
...
-
العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ
...
-
العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ
...
-
العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ
...
-
العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ
...
-
العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ
...
-
العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ
...
-
العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ
...
-
العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ
...
-
العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ
...
-
العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ
...
-
العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ
...
-
الْفَلْسَفَةِ وَالسِّحْر: قِرَاءَةٍ فِي تَارِيخِ عَلَاقَة ال
...
-
الْفَلْسَفَةِ وَالسِّحْر: قِرَاءَةٍ فِي تَارِيخِ عَلَاقَة ال
...
-
الْفَلْسَفَةِ وَالسِّحْر: قِرَاءَةٍ فِي تَارِيخِ عَلَاقَة ال
...
-
الْفَلْسَفَةِ وَالسِّحْر: قِرَاءَةٍ فِي تَارِيخِ عَلَاقَة ال
...
-
الْفَلْسَفَةِ وَالسِّحْر: قِرَاءَةٍ فِي تَارِيخِ عَلَاقَة ال
...
-
الْفَلْسَفَةِ وَالسِّحْر: قِرَاءَةٍ فِي تَارِيخِ عَلَاقَة ال
...
المزيد.....
-
شاهد.. راكب دراجة يفر من حرس الحدود وهو يصرخ: -أنا لست مواطن
...
-
الإغلاق الحكومي يبدأ رسميا في أمريكا بعد فشل مشروع القانون ا
...
-
اليوم 726 للحرب: غارات لا تهدأ وأسطول الصمود يقترب من مياه غ
...
-
إغلاق وشلل حكومي في الولايات المتحدة
-
ترامب يحذر حماس: -في حال رفض خطة السلام، ستكون النتيجة وخيمة
...
-
الدانمارك تستضيف قمة أوروبية وسط تعزيزات أمنية مشددة
-
الصيادلة محاصرون بالمرضى القلقين بعد تصريحات ترامب بشأن بارا
...
-
60 قتيلا و147 جريحا بزلزال الفلبين
-
لعنة القذافي تصيب ساركوزي بعد مطاردة لعقد من الزمان
-
البنتاغون: نقلص قواتنا في العراق مع تراجع تهديد تنظيم الدولة
...
المزيد.....
-
الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي
...
/ فارس كمال نظمي
-
الآثار العامة للبطالة
/ حيدر جواد السهلاني
-
سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي
/ محمود محمد رياض عبدالعال
-
-تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو
...
/ ياسين احمادون وفاطمة البكاري
-
المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة
/ حسنين آل دايخ
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
/ محمود الصباغ
-
العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا
...
/ محمد احمد الغريب عبدربه
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|