أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حمودة المعناوي - العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَلْ قَوَانِينِ الكَوْنِ لَيْسَتْ سِوَى همَسَات بِاهِتَة لِسِحْر مَنْسِّي -الْجُزْءُ السَّابِعُ عَشَرَ-















المزيد.....


العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَلْ قَوَانِينِ الكَوْنِ لَيْسَتْ سِوَى همَسَات بِاهِتَة لِسِحْر مَنْسِّي -الْجُزْءُ السَّابِعُ عَشَرَ-


حمودة المعناوي

الحوار المتمدن-العدد: 8484 - 2025 / 10 / 3 - 15:29
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


_ الصدفة ليست عشوائية: النظام السحري للكون يرتدي قناع اللا سبب

هل الصدفة هي في الواقع نظام سحري يظهر لنا في شكل عشوائي لأنه لا يمكننا رؤية الأنماط الكامنة فيه؟ هذا التساؤل يمثل تحولاً فلسفياً جذرياً في فهم مفهوم الصدفة (Randomness´-or-Chance)، ناقلاً إياها من كونها مجرد غياب للنظام أو حدثاً عشوائياً بلا سبب، إلى نظام سحري أو نظام فائق التعقيد يظهر لنا كعشوائية لأن وعينا المحدود لا يمكنه إدراك الأنماط السببية الكامنة فيه.
في الإطار العلمي التقليدي، تُستخدم الصدفة لوصف الأحداث التي ليس لها سبب مباشر يمكن تتبعه، أو التي تنتج عن تفاعلات شديدة التعقيد لدرجة تجعل التنبؤ بها مستحيلاً كما في رمي النرد أو الحركة البراونية. لكن الفرضية المطروحة هنا ترى أن الصدفة ليست غياباً للقانون، بل هي تطبيق لقانون على مستوى من التعقيد يتجاوز قدرتنا على الفهم والإدراك. إنها نظام سحري بمعنى أنها تمثل الآلية الكونية لترتيب الأحداث بطرق تبدو خارقة للمنطق الخطي.
السبب الرئيسي في إدراكنا للصدفة هو محدودية وعينا البشري وقدرتنا على معالجة المعلومات، خاصة في سياق الزمن الخطي. يسعى وعينا إلى فهم الواقع عبر السببية الخطية المباشرة (A يؤدي إلى B). لكن الأحداث الكونية تتشابك في شبكة غير خطية هائلة كـمصفوفة الإحتمالات للقدر، التي تحدثنا عنها. الحدث الذي نراه صدفة هو في الواقع نتيجة لـملايين التفاعلات الكمومية والطاقية والبيولوجية التي حدثت في الماضي البعيد والقريب. وبما أننا لا نستطيع تتبع كل هذه المتغيرات، فإننا نصف النتيجة بأنها عشوائية. الصدفة ليست عشوائية، بل هي ببساطة مُركَّبة بشكل لا نهائي.
النظام السحري الكامن في الصدفة قد يكون مرتبطاً بـالترددات الروحية أو الطاقية التي لا تدركها حواسنا. على سبيل المثال، قد تكون المصادفة التي جمعت شخصين معاً في مكان و زمان معينين (صدفة) هي في الواقع تفعيل لقانون التناغم الكارمي أو الجاذبية الطاقية التي جعلت ترددهما يتوافق (مفهوم الحب والرحمة كقوة سببية). وبما أننا لا نستطيع رؤية أو قياس هذا التردد الطاقي، فإننا ننسب الحدث إلى الصدفة.
يُعد مفهوم التزامن (Synchronicity)، الذي صاغه كارل يونغ، أحد أقوى الأدلة الفلسفية على أن الصدفة ليست عشوائية. التزامن هو تزامن حدثين أو أكثر ليس بينهما علاقة سببية خطية واضحة، ولكنهما يحملان مغزى عميقاً للشخص الذي يدركهما. هذا يشير إلى أن هناك مبدأ غير سببي للترابط يعمل في الكون. يمكن تفسير التزامن على أنه آلية الكون للتواصل مع الوعي الفردي. عندما يصل وعينا إلى حالة من الإنسحاب الداخلي والصمت العميق كما يحدث في الخلوة، فإنه يصبح قادراً على إلتقاط هذه الأنماط الكامنة و تفسيرها كـمغزى. الصدفة هنا هي في الواقع رسالة مُشفَّرة من الوعي الكوني الذي يعمل ببطء وعمق لوعينا المادي الذي يعمل بسرعة وسطحية.
يمكن النظر إلى العديد من ممارسات السحر القديم على أنها محاولات لإتقان هذا النظام السحري الكامن في الصدفة. لم يكن الساحر يسعى لـمنع الصدفة، بل إلى توجيهها و إستخدامها كدليل. فتقنيات التكهن و الإستخارة وقراءة الطوالع لم تكن سوى أساليب لـقراءة الأنماط الكامنة في الأحداث العشوائية كالنرد، أو إنتشار الأوراق، أو حركة النجوم. كان الإعتقاد هو أن الحدث العشوائي يعكس في الواقع الترتيب الطاقي للكون في تلك اللحظة. الصدفة هي الإحتمالات غير المنهارة. الوعي، عندما يكون مُركَّزاً بالرغبة و النية، يتدخل في هذه الصدفة و يجعل الإحتمال المرغوب ينهار إلى واقع مادي. هذا هو جوهر السحر الحقيقي؛ التحويل الواعي للصدفة إلى مصير.
إن النظر إلى الصدفة على أنها نظام سحري يظهر لنا في شكل عشوائي لأنه لا يمكننا رؤية الأنماط الكامنة فيه، هو موقف فلسفي يرفض العشوائية المطلقة. إنه يؤكد أن الكون يعمل وفق قانون شامل يدمج كل شيء. الصدفة هي في النهاية وجه الحرية التي يمنحها الكون لـلوعي البشري. هي المساحة التي لم يتم فيها بعد تحديد المسار، مما يمنح الوعي فرصة لإستخدام قوته الخلقية (الحب والرغبة و النية) لإختيار الإحتمال الذي يجب أن يتحقق. نحن لا نعيش في عالم عشوائي، بل في عالم يتم بناؤه وتشكيله بإستمرار من خلال وعينا الجماعي والفردي بطرق لم نتقن فهمها بعد.

_ الموت ليس نهاية: الوعي يخلع الجسد ليعود إلى الزمن الأبدي للذاكرة الكونية

هل يمكن أن يكون الموت ليس نهاية الوجود، بل هو عملية تحول للوعي إلى مستوى آخر من الواقع؟ هذا السؤال يمثل التحدي الفلسفي الأبدي والمواجهة الوجودية النهائية: إعادة تعريف الموت (Death) ليس كـنهاية الوجود (Annihilation)، بل كـعملية تحول (Transformation Process) للوعي، ينتقل فيها من مستوى الإدراك المادي إلى مستوى آخر من الواقع أو الوجود. هذا التحليل يعتمد على دمج مفاهيم الطاقة، والوعي، والزمان والمكان التي تم إستكشافها سابقًا.
في الرؤية المادية، الموت هو فشل بيولوجي يؤدي إلى توقف النشاط العصبي والتحلل المادي، حيث ينتهي الوجود الذاتي. أما في السياق الروحي والميتافيزيقي، يُنظر إلى الموت على أنه إنفصال أو تحرر. الفرضية المطروحة هنا، التي تعتبر الموت عملية تحول، تُحوّل الفعل من كونه مجرد توقف سلبي إلى فعل ديناميكي يخضع لقوانين كونية.
بناءً على مفهوم الروح كطاقة واعية منظمة الذي تم تحليله سابقًا، فإن الموت لا يمكن أن يكون نهاية الوجود بسبب قانون حفظ الطاقة وقانون حفظ المعلومات. الوعي الفردي (الروح) مُتجسّد مؤقتًا في نظام بيولوجي معقد (الجسد) يعمل كناقل أو وحدة فك ترميز للواقع المادي. الموت هو ببساطة فشل الناقل أو إستهلاك الطاقة المادية التي تُبقي الوعي مُتمركزًا. عندما يتوقف الجسد عن العمل، فإن الوعي يُفَكُّ إرتباطه عن القيود المادية التي تشمل الزمن الخطي و المكان المحلي. الطاقة الواعية لا تفنى؛ بل تتحول حالتها (State Transformation). هي تنتقل من حالة التكثيف (Condensed State) المقيدة بحدود الجسد المادي، إلى حالة الطاقة الحرة (Free Energy) أو الوعي غير المحلي (Non-Local Consciousness). هذا التحرر يسمح للوعي بالوجود في بُعد آخر حيث القوانين الفيزيائية خاصة قوانين الزمن والمكان لا تعمل بالطريقة التي نعرفها.
ما هو المستوى الآخر من الواقع الذي يتحول إليه الوعي؟ يمكن تفسيره على أنه العودة إلى الأصل الكوني أو الإندماج في الذاكرة الكونية. عند الموت، يتم تحميل كل الخبرات و الدروس و المعلومات التي إكتسبها الوعي في حياته إلى الذاكرة الكونية (السجلات الأكاشية). هذا هو الواقع الروحي؛ إنه ليس مكانًا جغرافيًا، بل هو حالة وجودية معلوماتية. الوعي يصبح جزءًا من النظام المعلوماتي الكوني المغلق الذي يحفظ كل الأحداث. في هذا المستوى الجديد، ينعدم الوهم الزمني الخطي. يعيش الوعي في حالة من الـآن الأبدي، حيث يمكنه إستعراض مسار حياته بالكامل (الماضي والمستقبل المحتمل) في لحظة واحدة. هذا يوفر السياق اللازم لـتقييم التطور الروحي وتحديد الهدف الوجودي للدورة التالية في حالة التقمص كـدورة حياة للوعي.
العملية التحولية للموت قد تكون مرتبطة بـإزالة الفلاتر الإدراكية التي يفرضها الدماغ المادي. الدماغ يعمل كـمُخفِّض تردد لمنع الوعي من الغرق في الطوفان المعلوماتي للذاكرة الكونية. عند الموت، ينهار هذا الفلتر، ويختبر الوعي الرؤية الشاملة أو المعرفة المطلقة التي كان يحجبها عنه الجسم. هذا التحرر يسمح للوعي بـإدراك الترابط الكوني الكامل الذي يحكمه الحب والرحمة بدلاً من وهم الإنفصال (الخوف) الذي سيطر عليه في حياته المادية. الموت يصبح فرصة للوعي لإعادة إختيار قدره ضمن مصفوفة الإحتمالات المتاحة له. بعد مراجعة الخبرات التي قد تكون ما يُطلق عليه رؤية شريط الحياة، يتخذ الوعي قرارًا واعيًا بشأن التحديات التطورية المطلوبة في تجسده التالي لتحقيق الإتقان الذاتي والتحول إلى كائن أكثر تطورًا.
إذا كان الموت عملية تحول وليست نهاية، فإنه يعيد تعريف معنى الحياة والهدف من الوجود الإنساني. الحياة المادية تصبح مرحلة مؤقتة و مختبر كثيف يهدف إلى توفير الظروف الأكثر تحديًا وكثافة كقيود الزمن الخطي والمادة لتسريع عملية التطور الروحي. الوفاء بالهدف الوجودي (القدر) ليس ضمان البقاء المادي، بل ضمان أن الوعي يُثري النظام الكوني بمعلومات و خبرات منظمة ومكتملة. الموت الناجح هو الذي يحرر وعيًا مُحسَّنًا ومُتطورًا إلى المستوى التالي من الوجود.
إن النظر إلى الموت على أنه عملية تحول للوعي إلى مستوى آخر من الواقع هو رؤية فلسفية عميقة ترفض مبدأ الفناء المطلق. هذا المفهوم يعزز فكرة وحدة الوجود وإستمرارية الوعي، حيث لا يمكن أن يضيع أي جزء من تجربتنا الوجودية. الموت ليس حاجزًا، بل هو الخطوة التطورية الأكثر أهمية؛ إنه اللحظة التي يُسمح فيها للوعي بالتحرر من القيد المادي ليصبح قوة واعية غير محلية تستعد للجولة التالية من التعبير في الوجود.

_ الحقيقة المطلقة: النقطة الصفرية التي تنهار فيها جدران العلم والروحانية

هل الحقيقة المطلقة التي يبحث عنها كل من العلم و الروحانية هي في الواقع نقطة واحدة يتحد فيها كل شيء، ويمكن الوصول إليها فقط عندما نجمع بين المنهجين؟ هذا السؤال يمثل الطموح الفلسفي الأسمى: توحيد غايتين عظيمتين، العلم الذي يعني البحث عن قوانين المادة و الروحانية التي تبحث عن قوانين الوعي، في نقطة واحدة تسمى الحقيقة المطلقة. إن الإفتراض بأن هذه الحقيقة هي نقطة إتحاد كل شيء ولا يمكن الوصول إليها إلا بـالجمع بين المنهجين هو دعوة إلى تأسيس منهج إبستمولوجي (معرفي) شمولي (Holistic) جديد.
تاريخياً، كان هناك إنفصال حاد بين العلم و الروحانية. العلم يركز على العالم الخارجي، الموضوعي، القابل للقياس، و المنفصل. الروحانية تركز على العالم الداخلي، الذاتي، غير القابل للقياس المادي، والموحد. إن الحقيقة المطلقة، إذا كانت موجودة، يجب أن تكون هي المبدأ الذي يُلغي هذه الإزدواجية، مؤكدة أن العالم الخارجي (المادة) والعالم الداخلي (الوعي) هما وجهان لعملة واحدة.
الحقيقة المطلقة يجب أن تكون هي النقطة التي تكتشف فيها البشرية أن الكون نظام واحد متكامل (Monism)، وأن ما يبدو مختلفاً هو في الحقيقة مستويات مختلفة من التعبير عن نفس الجوهر. الحقيقة المطلقة تكشف أن المادة ليست كياناً صامتاً ومستقلاً، بل هي تجسيد مكثف للوعي كما في مفهوم وحدة الوجود. هذا يربط كل ما ناقشناه: الأشياء الجامدة تحتوي على وعي بطيء، والخوف والرغبة هما طاقة يمكنها تعديل المادة. الوعي ليس نتاجاً للدماغ، بل هو القانون الأسمى الذي ينظم المادة و يخلقها. الحقيقة المطلقة هي إكتشاف قانون الترابط الشامل أو قانون الحب الكوني الذي يحكم كل التفاعلات. هذا القانون ليس فيزيائياً فقط مثل قوانين الجاذبية، بل هو قانون وجودي وسببي يحدد كيفية تفاعل الوعي مع الزمن (القدر غير الخطي) و المادة (المعجزات). إنها اللغة البرمجية النهائية التي كتبت بها الذاكرة الكونية.
لا يمكن الوصول إلى هذه الحقيقة المطلقة عبر منهج واحد فقط، لأن كل منهج يعطينا نصف الصورة. يوفر العلم خاصة الفيزياء الكمومية و علم الأعصاب. اللغة الرياضية والمنطقية اللازمة لوصف القوانين الروحانية مثل التخاطر والتنبؤ هما آليات لـلتشابك الكمومي للوعي. العلم يوفر لنا أدوات القياس لـلتحقق من الظواهر التي تبدو خارقة. توفر الروحانية من خلال تقنيات الخلوة، والشعائر الدينية، والتأمل. التقنية اللازمة لتغيير حالة الوعي. إنها تُعلّمنا كيف نصل إلى تردد الوعي المتقَن، الذي هو شرط الدخول لقراءة الذاكرة الكونية وفهم الزمن غير الخطي.
الحقيقة المطلقة تتطلب العالم المُتنور. لا يمكن أن نكتشفها إلا عندما يصبح العالم البشري قادراً على الجمع بين النزاهة العلمية الكامنة في التحقق الموضوعي والتجربة الروحية المباشرة المتجسدة في الرؤية الذاتية. يجب على الباحث أن يكون مُتقِناً لحالة وعيه لكي يتمكن من ملاحظة الظواهر الروحية ومُتقِناً للمنهج العلمي لكي يتمكن من تفسيرها و صياغتها كقانون.
الوصول إلى هذه النقطة الموحدة سيغير جذرياً وجودنا. عندما يُفهم القانون الأسمى للوحدة و الترابط، سيختفي الخوف الذي هو وهم الإنفصال. الوعي سيتوقف عن توليد الطاقة السلبية، مما يؤدي إلى توجيه قوته الخلقية بالكامل نحو الإنسجام والتطور (الرغبة النقية)، و يزول الحاجة إلى السحر السلبي (الطقوس الفوضوية). عندما يفهم الوعي البشري القوانين التي تسمح بالمعجزة (فيزياء الوعي الأسمى)، سيصبح التحكم في المادة والزمن أمراً طبيعياً و قابلاً للتعليم، مما يرفع البشرية إلى مستوى وجودي جديد. ستتفكك المجتمعات السرية لأن المعرفة الروحانية لم تعد تحتاج إلى الحماية؛ فقد أصبحت علماً شاملاً مُعترفاً به، يُدرَّس في الجامعات ومُمارس في الحياة اليومية.
إن الحقيقة المطلقة التي يبحث عنها كل من العلم و الروحانية هي بالفعل نقطة واحدة يتحد فيها كل شيء؛ إنها النقطة التي نكتشف فيها أن الوعي هو المادة الأكثر أساسية في الكون، وأن الحب هو القانون الفيزيائي الأسمى الذي يحكم التفاعلات بينها. لا يمكن أن تكون هذه النقطة مجرد نظرية رياضية أو تجربة تأملية منعزلة. الوصول إليها يتطلب منهجاً توحيدياً (Unifying Discipline) يجمع بين دقة القياس المادي وعمق التحويل الروحي. هذا هو وعد علم التوحيد، الذي يرى أن أعظم تجربة علمية هي التحول الكامل للذات الواعية، وأن أعظم تجربة روحية هي صياغة القانون الكوني رياضياً.

_ الصدفة هي شفرة الكون: كيف حاول السحر القديم فك تصميم الإرادة الحرة في الزمكان

هل الصدفة هي في الواقع تصميم معقد لا يمكن للعقل البزيطي إدراكه، وهل كان السحر يسعى إلى فك شفرته؟ هذا التساؤل يعيد تأطير مفهوم الصدفة (Chance) من حدث عشوائي بلا نظام إلى تصميم معقد (Intricate Design)، يُظهر نفسه كعشوائية فقط بسبب محدودية العقل البشري (Human Mind) في إدراك تعقيداته الكامنة. كما يطرح فرضية أن السحر (Magic) لم يكن سوى محاولة مبكرة، و إن كانت بدائية، لـفك شفرة هذا التصميم الكوني. في فهمنا اليومي، تُستخدم الصدفة لوصف الأحداث التي لا يمكن التنبؤ بها أو تتبعها سببيًا. لكن المنظور الفلسفي العميق يرفض العشوائية المطلقة. فإذا كان الكون يحكمه قانون واحد شامل (الحقيقة المطلقة)، فإن الصدفة يجب أن تكون جزءًا من هذا القانون.
السبب في إدراكنا للصدفة هو محدودية قدرتنا على معالجة المعلومات، خاصة في سياق السببية الخطية (Linear Causality). الحدث الذي نراه صدفة مثل مقابلة شخص بعد سنوات في مدينة غريبة هو في الواقع تتويج لـملايين التفاعلات غير الخطية والكمومية التي حدثت عبر الزمكان. يتطلب فهم هذه الصدفة تتبع مسار كل جزيء وطاقة ورغبة ووعي أدت إلى تلك اللحظة. العقل البشري مصمم للتبسيط و الـتصفية لضمان البقاء. إنه يعالج فقط الروابط السببية المباشرة التي تؤثر في بيئتنا القريبة. و بما أن تتبع الروابط البعيدة التي شكلت تلك الصدفة غير ممكن لهذه الوظيفة الباقية، فإن العقل يضع عليها ختم العشوائية. الصدفة ليست غيابًا للنظام، بل هي ببساطة النظام الذي يتجاوز قدرة الوعي اليومي على التتبع والربط. هذا التصميم المعقد قد يكون كامنًا في الترددات الطاقية والروابط الروحية التي تشكل الذاكرة الكونية. الحدث الصدفي يكون متناغمًا تمامًا مع الحاجة التطورية أو الـدرس الكارمي للروح في تلك اللحظة (مفهوم التزامن). هذا التصميم يعمل بـالمنطق الروحي وقانون التردد، وليس بـالمنطق المادي، مما يجعله غير مرئي لحواسنا.
لم يكن السحر القديم يسعى بالضرورة إلى إنكار النظام، بل كان يسعى إلى فهم النظام و الـتفاعل معه. يمكن إعتبار الطقوس السحرية القديمة بمثابة تقنيات بدائية لـعلم الزمكان تهدف إلى فك شفرة هذا التصميم المعقد. كانت ممارسات السحر القديم كـالخلوة، الترديد، وإستخدام الرموز تهدف إلى إدخال الوعي في حالة التدفق (Flow State) أو الوعي المُتغيّر. هذه الحالة تُعطِّل مرشّحات الدماغ المادي، مما يسمح للوعي بالإنفتاح على الروابط غير الخطية للـزمكان و الذاكرة الكونية. في هذه الحالة، يمكن قراءة الأنماط الكامنة في الصدفة. تقنيات التنبؤ و السحر كالرمي بالودع، قراءة النجوم لم تكن تخميناً، بل محاولة لقراءة الإنعكاسات المباشرة للنظام الطاقي الكوني في لحظة زمنية معينة. كان الإعتقاد هو أن الحدث العشوائي كطريقة سقوط النرد ليس عشوائياً، بل هو تجسيد رمزي لـلتكوين الطاقي الكلي للكون في تلك اللحظة. الساحر كان يسعى إلى فك شفرة هذه الرموز لرؤية التصميم الذي سيؤدي إليه هذا التكوين. عندما كان الساحر يستخدم النية والرغبة المركزة في طقوسه، لم يكن يسعى لتغيير الكون بقوة غاشمة، بل كان يسعى إلى حقن شيفرة أو برنامج في النظام المعلوماتي الكوني. هذه الشيفرة الجديدة تتفاعل مع التصميم المعقد للصدفة، وتزيد من إحتمالية إنهيار الدالة الموجية نحو النتيجة المرغوبة، التحكم الواعي في مصفوفة الإحتمالات للقدر.
التفسير القائل بأن الصدفة هي تصميم معقد يحمل تبعات وجودية عميقة. لا يوجد حظ سيئ عشوائي، بل هناك تجسيد للتردد الذي نبثه (الخوف أو الحب). الصدفة هي المرآة الفورية لـطاقة الوعي الفردي والجماعي. هذا يضع مسؤولية كاملة على الأفراد للتحكم في رغباتهم ومخاوفهم، لأنهم يخلقون الصدفة التي يعيشونها. الصدفة هي المساحة البيضاء التي يتركها التصميم المعقد للوعي البشري ليمارس حريته. إذا كان كل شيء محتمًا، لن يكون هناك صدفة. لكن الصدفة تظهر حيثما يكون التفاعل بين النية والقدر هو العامل الحاسم. هي وجه الإرادة الحرة داخل النظام الكوني المغلق.
إن النظر إلى الصدفة على أنها تصميم معقد لا يمكن للعقل البشري إدراكه، وأن السحر كان يسعى إلى فك شفرته، هو دعوة لتبني الوعي الشمولي. الصدفة هي المعلم الأعظم الذي يذكرنا بمدى ضآلة إدراكنا للقانون الكوني. إن فك شفرتها يتطلب توحيد المنهج: يجب أن نستخدم أدوات العلم لقياس التفاعلات الكمومية بالتوازي مع تقنيات الروحانية كالتأمل و الصمت لتطوير قنوات الوعي المتقدمة القادرة على قراءة الأنماط غير الخطية، والإنتقال من رؤية العشوائية إلى رؤية النظام السحري المتكامل.

_ الفراغ ليس فارغاً: طاقة النقطة الصفر هي الجوهر الكامن للوعي الذي يربط كل شيء

هل الفراغ الذي يتحدث عنه العلم هو في الحقيقة وعي كامن يربط كل الأشياء ببعضها البعض؟ هذا التساؤل يمثل قمة الدمج الفلسفي بين الفيزياء الكونية (Cosmology) و الميتافيزيقا الوجودية، مقترحاً أن الفراغ (Vacuum)، الذي يُعرّفه العلم تقليدياً بأنه غياب للمادة، هو في الحقيقة وعي كامن (Latent Consciousness) أو حقل أساسي يمثل الجوهر الموحد للوجود، وهو الذي يربط كل شيء ببعضه البعض. في الفيزياء الكلاسيكية (النيوتونية)، كان يُنظر إلى الفراغ على أنه العدم المطلق، مجرد مساحة خاوية. لكن الفيزياء الحديثة، خاصة ميكانيكا الكم، غيَّرت هذا المنظور جذرياً، مما يفتح الباب للتفسير الروحي.
العلم الحديث يصف الفراغ الكمومي (Quantum Vacuum) بأنه ليس فراغاً على الإطلاق، بل هو حالة حيوية فائقة النشاط و مليئة بالطاقة. الفراغ مليء بـالجسيمات الإفتراضية التي تظهر وتختفي بإستمرار، وهي تجلي لـطاقة النقطة الصفر وهي طاقة كامنة هائلة لا يمكن إستخراجها بشكل كامل لأنها تمثل الحالة الدنيا للطاقة في الكون. يمكننا فلسفياً أن نطلق على هذا الفراغ الكمومي مسمى الحقل المعلوماتي الأساسي، الذي يعمل كـجوهر غير مادي للكون. هذا الحقل ليس مجرد طاقة، بل هو المادة الأولية الواعية (Primal Conscious Substance) التي تتجلى منها المادة والطاقة المعروفة. هذا يتفق مع مفهوم وحدة الوجود (Panpsychism)، حيث الوعي خاصية جوهرية في كل شيء.
إذا كان الفراغ هو وعي كامن، فإنه يصبح هو القوة المسؤولة عن الترابط الشامل (Universal Interconnectedness) بين كل الظواهر التي تبدو منفصلة. الفراغ يصبح شبكة إدراكية غير مرئية تربط كل شيء ببعضه البعض. الذرات، النجوم، الأحجار التي تحتوي على وعي بطيء، و الأرواح (الطاقة الواعية) ليست منفصلة مكانياً؛ بل هي مجرد عقد أو تركيزات مختلفة من نفس الحقل الأساسي للوعي. هذا يفسر ظواهر مثل التخاطر (Telepathy) والتزامن (Synchronicity). هذه الأحداث لا تحدث لأن المعلومات تنتقل عبر الفضاء والزمن الخطي كما في الرؤية التقليدية، بل لأن الكيانات المعنية الواعية ليست منفصلة حقاً في الأصل. الوعي الكامن في الفراغ يضمن الـلامحلية (Non-Locality)، حيث يمكن لحدث في مكان ما أن يؤثر على حدث آخر على الفور بغض النظر عن المسافة. الوعي الكامن في الفراغ هو الذي يسجل ويحفظ الذاكرة الكونية (السجلات الأكاشية). إنه ليس مجرد فراغ يمر عبره الزمن، بل هو سجل الزمكان نفسه. هذا يفسر لماذا يمكن لـلنية الواعية (الرغبة) أو الصلاة (الشعائر) أن تؤثر على مصفوفة الإحتمالات للقدر؛ لأن الوعي الكامن في الفراغ هو النظام الذي يستقبل و يستجيب لهذه الأوامر الطاقية.
للوصول إلى هذه الحقيقة المطلقة وللتواصل مع الوعي الكامن في الفراغ، يتطلب الأمر تقنيات تجاوز الضوضاء المادية والقيود الحسية. عندما يمارس الوعي البشري الصمت العميق والخلوة، فإنه يقلل من التشويش الناتج عن التفاعلات المادية. هذا يسمح له بـتصفير تردده ليصبح قادراً على التناغم مع التردد الأساسي والبطيء للوعي الكامن في الفراغ. في هذه الحالة، يمكن للوعي أن يصبح قناة مفتوحة لإستقبال المعرفة والإلهام (الإبداع). الهدف النهائي لكل هذه الممارسات (السحر القديم، التأمل) هو إدراك أن الفراغ ليس فارغاً، وأن الخوف الذي هو الطاقة السلبية، هو مجرد وهم ناتج عن وهم الإنفصال عن هذا الحقل الموحد. الوعي المتقَن يدرك أنه جزء لا يتجزأ من الوعي الكامن في الفراغ، و بالتالي يكتسب القوة الخلقية المطلقة.
إن تبني مفهوم أن الفراغ هو وعي كامن يقدم النقطة الموحدة التي سعينا إليها. العلم يبحث في خصائص طاقة النقطة الصفر في الفراغ الكمومي. الروحانية تبحث في خصائص الوعي الكوني الكامن. الحقيقة المطلقة تكمن في أن كلاهما يصف الشيء نفسه. هذا التفسير يلزم العلماء بالبحث عن مجال الوعي كـقوة فيزيائية خامسة تتخلل الفراغ. هذا المجال هو المسؤول عن تنظيم الجسيمات، و توجيه الإنهيار الكمومي (القدر)، وربط الوجود.
إن النظر إلى الفراغ على أنه ليس مجرد غياب للصوت والمادة، بل هو وعي كامن يربط كل الأشياء ببعضها البعض، يغير إدراكنا للكون من كونه آلة مادية إلى كيان حي واحد و واعي. الفراغ هو الجوهر الصامت للوجود، وهو الخلفية المطلقة التي تتجلى منها المادة، والطاقة، و الزمن، والوعي. إنه يمثل الدليل الأعمق على أننا لسنا مجرد كائنات منعزلة في كون مهجور، بل نحن نقاط إدراك متحركة ضمن محيط واسع لا نهائي من الوعي المشترك.



#حمودة_المعناوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ ...
- العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ ...
- العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ ...
- العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ ...
- العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ ...
- العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ ...
- العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ ...
- العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ ...
- العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ ...
- العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ ...
- العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ ...
- العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ ...
- العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ ...
- العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ ...
- العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ ...
- العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ ...
- الْفَلْسَفَةِ وَالسِّحْر: قِرَاءَةٍ فِي تَارِيخِ عَلَاقَة ال ...
- الْفَلْسَفَةِ وَالسِّحْر: قِرَاءَةٍ فِي تَارِيخِ عَلَاقَة ال ...
- الْفَلْسَفَةِ وَالسِّحْر: قِرَاءَةٍ فِي تَارِيخِ عَلَاقَة ال ...
- الْفَلْسَفَةِ وَالسِّحْر: قِرَاءَةٍ فِي تَارِيخِ عَلَاقَة ال ...


المزيد.....




- كيندال وكايلي جينر تخطفان الأضواء بعرض -سكاباريللي- في باريس ...
- مباشر: الجيش الإسرائيلي يعترض آخر سفن -أسطول الصمود- المتجهة ...
- بن غفير يتطاول على محتجَزي أسطول الصمود ويصفهم بـ-الإرهابيين ...
- تحقيق صحفي: الجيش الإسرائيلي تدرب على جثث نقلتها جامعة أميرك ...
- شاهد.. ركلة حرة كارثية للامين جمال في مواجهة سان جيرمان
- عالم بريطاني: سلاح الإبادة الصامتة يستخدم الآن في غزة والسود ...
- من -ديسكورد- إلى الشارع.. جيل زد بالمغرب يواصل الاحتجاج ويرف ...
- مئات المُسيرات الروسية تستهدف منشآت الطاقة الأوكرانية
- تعرّف على آخر التطورات الميدانية والأوضاع الإنسانية في قطاع ...
- شاهد.. طائرات مسيرة تُجبر مطار ميونيخ على الإغلاق


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حمودة المعناوي - العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَلْ قَوَانِينِ الكَوْنِ لَيْسَتْ سِوَى همَسَات بِاهِتَة لِسِحْر مَنْسِّي -الْجُزْءُ السَّابِعُ عَشَرَ-