حمودة المعناوي
الحوار المتمدن-العدد: 8498 - 2025 / 10 / 17 - 12:46
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
في ختام إستعراضنا للعلاقة بين السحر و العلم، يتضح أن المسألة ليست مجرد تقابل أو تناقض، بل هي رحلة تاريخية وفكرية معقدة. لقد مثل السحر في بداياته شكلاً مبكراً من محاولات الإنسان لفهم الظواهر الطبيعية والتأثير عليها، حيث كان يرتكز على مفاهيم خارقة للطبيعة وقوى غامضة.
شكلت هذه المحاولات، بما تحمله من فضول عميق، جسراً نحو ظهور المنهج العلمي. فبمرور الوقت، بدأت الأفكار السحرية التي لم تتمكن من الصمود أمام التجريب و الملاحظة الدقيقة بالتراجع، ليحل محلها التفكير المنطقي و المنهجية القائمة على البرهان و قابلية التكذيب. إن المنهج العلمي الحديث، بأدواته وصرامته، قد أزاح السحر من خانة التفسير للعالم إلى خانة المعتقد أو التراث الشعبي.
على الرغم من الفصل الواضح بين المنهجين اليوم، لا يمكن إنكار أن بعض الممارسات التي كانت تعد سحراً مثل الخيمياء التي سعت لتحويل المعادن قد مهدت الطريق لعلوم حديثة كالكيمياء. في الوقت الحالي، يستخدم العلم أحياناً أدواته لدراسة الظواهر التي تُنسب للسحر، محاولاً تقديم تفسيرات عقلانية للخدع البصرية أو الظواهر النفسية المرتبطة بالوهم والإيحاء.
في نهاية المطاف، يمكن القول إن العلم والسحر يمثلان مسارين مختلفين لفهم الوجود. فبينما يعتمد السحر على اللايقين والقوة الخارقة كـمفتاح للمعرفة، يرتكز العلم على القياس و التجربة كأساس للحقيقة. يظل العلم هو الإطار المعرفي المهيمن اليوم لأنه يوفر فهماً متسقاً و قابلاً للتطوير للعالم، بينما يبقى السحر جزءاً من تاريخ الفكر البشري الذي يُسلط الضوء على سعينا الأبدي لفهم ما هو غير مفهوم.
#حمودة_المعناوي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟