|
السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخُّل الْغَيْبِيّ عَنْ مُرُونَة الْكَيْنُونَة وَصِرَاع الْإِرَادَات الْوُجُودِيَّة -الْجُزْءِ الثَّانِي-
حمودة المعناوي
الحوار المتمدن-العدد: 8501 - 2025 / 10 / 20 - 19:01
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
_ إشكالية المعرفة السحرية: بين العقلانية المُختَرَقة و التحدي الأنطولوجي لحدود اليقين
تُمثل إشكالية طبيعة المعرفة السحرية تحدياً عميقاً للمنظومة الإبستمولوجية التقليدية، إذ تفرض على الفلسفة تحديد مصادر اليقين و حدود التبرير المعرفي في سياق يلامس الغيب والباطن. المعرفة التي يُدَّعى أنها تتيح الوصول إلى آليات السحر والتأثير في الكينونة ليست مجرد مجموعة من الطقوس، بل هي نظام معرفي كامل يطمح إلى كشف القوانين السرية للوجود، متجاوزاً بذلك عتبات الإدراك الحسي و العقلي المعتاد. يكمن جوهر التحليل الفلسفي في تفكيك هذا النظام المعرفي المتشابك وتحديد موقعه الحاسم من العقلانية والعلم. لتحليل طبيعة هذه المعرفة، يجب تجاوز التقسيمات الثنائية والإعتراف بأن المعرفة السحرية تتشكل من تداخل ثلاثي الأبعاد، يخدم كل منها غرضاً مختلفاً في عملية التأثير على الكينونة. المعرفة السحرية تستخدم الحواس، لكن ليس لغرض القياس الموضوعي، بل لغرض الرصد الرمزي. فالساحر يلاحظ خواص الأعشاب، مواقع النجوم، أو أنماط السلوك، و لكن هذه الملاحظات الحسية يتم تأويلها (Interpretation) فوراً عبر منظومة ميتافيزيقية مسبقة. على سبيل المثال، ملاحظة أن نباتاً معيناً ينمو في الظل لا تُفسَّر كخاصية بيولوجية، بل كدليل على إرتباطه بالقوى القمرية أو الباطنية. الحواس هنا هي مجرد أدوات لجمع البيانات الخام التي تُعاد صياغتها بالكامل في لغة المماثلة (Sympathy) والرمزية الكونية. بالتالي، المعرفة الحسية في السحر هي خاضعة للإطار الميتافيزيقي وليست مصدراً مستقلاً للحقيقة. العمود الفقري للمعرفة السحرية هو الحدس (Intuition). يُفترض أن الساحر يصل إلى حالة من الإشراق أو الوعي المُتجاوز (Transcendental Consciousness) الذي يمنحه القدرة على إدراك الروابط الخفية التي تحكم العالم. هذه الروابط هي ما يُطلق عليها الفلسفات الهرماسية الترابط الكوني (Cosmic Linkage) بين الأجرام السماوية، العناصر المادية، والنفس البشرية. الحدس هنا ليس مجرد تخمين، بل هو فهم مباشر وفوري للسببية الرمزية (Symbolic Causality)؛ أي كيف يؤثر تغيير رمز معين في الواقع. هذا الفهم يُعطي الساحر المفتاح للتأثير في كينونة الآخر عن طريق التلاعب بـالتمثيلات الرمزية لكيانه كالتأثير على صورته، أو أثر من ملابسه. هذا المصدر يضع المعرفة في إطار الذاتية المطلقة، حيث يكون الصدق مرهوناً بصفاء حدس العارف وقوته الباطنية. يتطلب الوصول إلى آليات السحر والتأثير في الكينونة الإيمان بوجود مصادر معرفية وقوى فعلية تقع خارج نطاق الطبيعة (Beyond the Natural). هذه المعرفة هي التي تُكتسب عبر التواصل مع الغيب كالإتصال بكيانات روحانية، طاقات غير مادية، أو أسرار الكون المكنونة. هذا البعد هو الأشد تحدياً للإبستمولوجيا؛ لأنه يعتمد بالكامل على الإفتراضات الأنطولوجية (Ontological Assumptions): أن الوجود المادي ليس كل ما في الأمر، و أن هناك واقعاً باطناً له قوانينه الخاصة التي يمكن لـ العارف أن يتعلَّمها ويستغلها. إنّ تبرير هذه المعرفة ليس عقلياً أو تجريبياً، بل هو تبرير عقائدي يستند إلى التجربة الروحانية الشخصية التي تُعتبر دليلاً قاطعاً لدى الساحر على صحة منهجه. هل يمكن للمعرفة السحرية، بتكوينها المتفرد هذا، أن تكون جزءاً من المنظومة العقلانية، أم أنها تقع حتماً خارج حدود العقل والمعرفة العلمية؟ بالمعايير الإبستمولوجية الحديثة، والتي تتبنى نهج التجريبية والمنطق الصارم، تقع المعرفة السحرية خارج حدود العقل والمعرفة العلمية. هذه الحدود تُفرض عبر شروط أساسية. كما أوضح كارل بوبر، المعرفة العلمية يجب أن تكون قابلة للإختبار الذي قد يثبت خطأها. المعرفة السحرية مُحصَّنة ضد التكذيب؛ لأن فشل الطقس لا يُعزى إلى خطأ في النظرية، بل إلى قوة سحرية مضادة، نقص في إيمان الممارس، أو متغيرات غيبية. هذا يمنع أي نقد منهجي أو تصحيح ذاتي، وهو ما يميز العلم عن اللاعلم. فقدان التبرير العام (Public Justification). لا يمكن تبرير المعرفة السحرية أمام أي عقل مُدرَّب؛ لأنها تعتمد على الحدس الخاص و التجربة الروحانية الذاتية، ولا تستند إلى أدلة حسية أو منطقية مشتركة. إنها تفتقر إلى الموضوعية (Objectivity) التي تُعد شرطاً أساسياً لتبني أي معرفة ضمن المنظومة العقلانية العامة. من منظور فلسفي أوسع (تاريخ الأفكار و الأنثروبولوجيا الفلسفية)، يمكن فهم السحر كـمحاولة عقلانية بدائية (Proto-Rational). فقبل ظهور المنهج العلمي، كان السحر يمثل نظاماً تفسيرياً يوفر إجابات لظواهر طبيعية و عوارض شخصية (المرض، الحظ، الموت) لا يمكن تفسيرها بغيره. هذا النظام، رغم كونه يعتمد على السببية الرمزية (بدلاً من المادية)، كان يوفر تماسكاً منطقياً داخلياً (Internal Coherence) مقبولاً ضمن سياقه الثقافي. بالتالي، كانت المعرفة السحرية وظيفية عقلانياً؛ إذ كانت تسد فراغاً معرفياً وتمنح الفرد شعوراً بالقدرة على التحكم في عالمه الفوضوي. تتجاوز إشكالية المعرفة السحرية الجانب الإبستمولوجي لتلامس الأنطولوجيا (علم الوجود)، خاصة في مسألة التأثير في الكينونة. المعرفة السحرية تدَّعي إمتلاك آليات الإختراق الأنطولوجي؛ أي تجاوز الجسد والوعي للوصول إلى جوهر الكينونة وتغيير مصيرها. هذه المعرفة تعتبر الكينونة الإنسانية ليست كياناً مغلقاً، بل نظاماً مفتوحاً وهشاً يتكون من عناصر مادية و روحانية وطاقية قابلة للتأثير والتشكيل من الخارج. إنّ المعرفة السحرية، بتطبيقها، تستهدف وحدة الذات (Self-Identity). عندما يصاب الشخص بالمرض أو الجنون أو التفريق بـتأثير سحري، فإنه يفقد السيطرة الواعية على أفعاله ويُصبح مُفعولاً به (Object) لقوة غريبة. فلسفياً، هذا يُلغي مفهوم الإرادة الحرة ويهدد تماسك الوعي، مما يُحوِّل الكينونة من ذات فاعلة (Subject) إلى ذات مخترَقة (Penetrated Entity). في هذا الإطار، تُصبح المعرفة السحرية سلطة أنطولوجية؛ فالمعرفة هنا لا تهدف إلى فهم العالم فحسب، بل إلى تغييره قهراً وتحديد مصائر الكائنات. هي معرفة تطبيقية تسعى لـإعادة كتابة واقع الكينونة المستهدفة عبر التلاعب بقوانين الغيب المكتشفة حدسياً. المعرفة السحرية هي إطار إبستمولوجي يُبنى على الحدس الذاتي والفرضية الميتافيزيقية بوجود عوالم وقوانين خفية. إنها تقع خارج حدود العقل والمعرفة العلمية بالمعايير الحديثة لأنها تفتقر إلى شروط التحقق والتكذيب و الموضوعية. ومع ذلك، فإن أهميتها الفلسفية تكمن في أنها تُجبرنا على التفكير في هشاشة الكينونة وقابليتها للتأثير من قوى تتجاوز الإدراك العادي، مما يُظهر العلاقة العميقة بين ما نعرفه (الإبستمولوجيا) وما نحن عليه (الأنطولوجيا).
_ تمزق الكينونة: السحر كقوة أنطولوجية تُبيد الإرادة الحرة وتُحوِّل الذات إلى وجود مُخترَق
تطرح إشكالية الكينونة الممزقة أو المضطربة الناتجة عن تأثير السحر تحدياً عميقاً على علم الوجود (الأنطولوجيا)، و تحديداً على فهمنا لـمفهوم الذات السليمة أو الوجود المستقر للفرد. فالسحر، في سياق الإعتقاد به، لا يُنظر إليه كظاهرة نفسية أو إجتماعية وحسب، بل كـقوة أنطولوجية قادرة على إعادة تشكيل واقع الكينونة ذاتها، مما يخلق وضعاً وجودياً متضرراً. تُعرَّف الكينونة السليمة في الفلسفة الكلاسيكية والوجودية على أنها حالة من التكامل (Integrity) والإستقرار الذاتي (Self-Possession)؛ حيث تكون الذات قادرة على الفعل الواعي (Conscious Agency) و تحقيق الإمكانات داخل حدود وجودها. عندما تدخل الأضرار الناتجة عن السحر كالمرض الغامض، الجنون، أو التفريق القسري إلى المشهد، فإنها تستهدف هذا الإستقرار الجوهري، مما يؤدي إلى فقدان السيطرة و الإنسحاب من الفعل الواعي. السحر، في سياق الإعتقاد به، يُفهم كـقوة قاهرة (Coercive Force) تأتي من مصدر خارجي وغريب (Alien Source). هذا المصدر الخارجي يزعم أنه يخترق إرادة الفرد الحرة ويوجه أفعاله أو يسبب له الأذى (المرض غير المبرر أو الكراهية المفاجئة). فلسفياً، هذا يمثل إلغاء لـ الأصالة (Authenticity) الفردية. فالكينونة لم تعد تختار وجودها وفقاً لإرادتها الحرة (بالمعنى السارتري)، بل تُصبح مفعولاً به (Object) لقوة غيبية. هذا الإنسحاب القسري من الفعل إلى حالة الإنفعال يُدمِّر حجر الزاوية في مفهوم الذات المستقرة: الإرادة الحرة. تُعدّ الكينونة الإنسانية، وفقاً للفلسفة الفينومينولوجية، وحدة متكاملة من الجسد و الوعي. السحر يعمل على تفتيت هذه الوحدة. حين يسبب السحر مرضاً لا تفسير له طبياً، يُصبح الجسد غريباً على الذات. يشعر الفرد أن جسده لم يعد مِلكاً له (His Own)، بل هو مسكون أو مُسيَّطر عليه بقوة معادية، مما يخلق إغتراباً أنطولوجياً بين الذات وجسدها. في حالة الجنون أو الهواجس، يتمزق الوعي الموحد. لم تعد الذات تدرك الواقع بطريقة متماسكة، بل تعيش واقعاً مشوَّشاً، تتداخل فيه المؤثرات السحرية المزعومة مع الإدراك الحقيقي. هذا التمزق يضرب القدرة على التأمل والترابط (Coherence)، ويُحوّل الوجود إلى حالة من الإضطراب الدائم. التساؤل العميق: هل يمكن للكينونة أن تظل ذاتاً موحدة؟ يتجاوز التساؤل عن بقاء الكينونة موحدة تحت تأثير السحر مسألة الإرادة إلى صميم وحدة الذات (Self-Identity) و الهوية الوجودية. يمكن النظر إلى الذات كوحدة بفضل السرد (Narrative Identity)؛ أي قدرة الفرد على بناء قصة متماسكة ومستمرة لحياته. عندما يتدخل السحر، فإنه يُحدث فوضى سردية. فالأحداث السحرية تكون غير متسقة مع المنطق العادي للحياة، مثل النجاح يليه فشل مفاجئ وكامل دون سبب منطقي، أو الحب يتحول إلى كراهية في لحظة. هذه الفوضى تمنع الفرد من ربط ماضيه بحاضره ومستقبله في قصة واحدة، مما يشتت هويته الوجودية. الكينونة لم تعد تعرف "من هي" لأن أفعالها لم تعد نابعة منها، مما يُحوّلها إلى مجموعة من الإستجابات المبعثرة للقوى الخارجية. السحر الذي يستهدف التفريق أو العداوة يُدمِّر العلاقة الوجودية مع الآخر (Being-with-Others). في الفلسفة الإجتماعية، تُبنى الذات وتُعزز من خلال الإعتراف المتبادل و الروابط الإنسانية المستقرة. عندما يُفسد السحر هذه الروابط، لا تقتصر الأضرار على العلاقة الاجتماعية فحسب، بل تُصاب الذات بالإنكسار نتيجة العزلة القسرية و الرفض غير المبرر من الآخرين. تُصبح الذات معزولة أنطولوجياً، و تفقد جزءاً أساسياً من الدعامة التي تُبنى عليها وحدتها و سلامتها، ألا وهي الوجود المشترك. في مواجهة هذا الوجود المتضرر، يُقدّم السحر تبريراً أنطولوجياً للمعاناة التي لا يمكن تفسيرها منطقياً. إن فكرة المسحور تسمح للفرد بتعريف معاناته كشيء خارجي وعابر، وليس نابعاً من قصور ذاتي أو فشل شخصي. هذا التبرير، رغم كونه غير عقلاني بالمعايير العلمية، يُمكن أن يكون وظيفة نفسية-وجودية تحافظ على جزء من الذات سليماً؛ فالذات لم تفشل، بل إعتُدي عليها. هذا الإلتفاف قد يكون آخر محاولات الكينونة للإبقاء على حد أدنى من الوحدة عبر توجيه اللوم إلى مصدر خارجي. يمكن القول إن الكينونة تحت تأثير السحر تتحول إلى وجود تحت التهديد. تظل الكينونة ذاتاً بالمعنى الجسدي و البيولوجي، لكنها تفقد وحدتها الوجودية وتماسكها الفلسفي. هي تتحول من ذات فاعلة ومختارة إلى ذات مفعول بها و مُخترَقة. إنّ هذه الحالة تمثل إغتراباً وجودياً مضاعفاً: إغتراب عن الجسد، وعن الوعي، وعن الآخر. السحر، في هذا الإطار، يُعيد تعريف الوجود المستقر بإعتباره هشاً ومعرضاً للإختراق من قوى غريبة، مما يفرض أنطولوجيا مضطربة لا تُبنى على الإستقلالية، بل على المقاومة الدائمة للإختراق الخارجي.
_ التأله غير المشروع: السحر كتمرد أنطولوجي يمزق الكينونة المقدسة ويسعى للسيطرة بدلاً من التسليم
تُعدّ العلاقة بين السحر والدين من أقدم وأعمق الإشكاليات الفلسفية والأنطولوجية، حيث يمثلان قوتين متنافستين تسعيان لتفسير و تنظيم العلاقة بين الكينونة الإنسانية المحدودة والكينونة المطلقة (الإلهية). إذا كان الدين يرى السحر كـتدخل غير شرعي في النظام الإلهي، فإن السحر يمثل، في التحليل الفلسفي العميق، محاولة راديكالية لإستبدال التسليم (Submission) الإيماني بـالفعل الإرادي (Voluntary Action)، مما يطرح السؤال: هل السحر هو محاولة للتأله عبر وسائل غير مشروعة، وهو ما يمزق مفهوم الكينونة المقدسة؟ تنشأ إشكالية الصراع بين السحر والدين من تباين جذري في آليات الوصول إلى القوة و التأثير وفي الأنطولوجيا (علم الوجود) التي يتبناها كل منهما. يعتمد الدين على التوسل (Petition) والإعتماد (Reliance). فالقوة تتدفق من مصدر إلهي مطلق، ويتم الوصول إليها عبر الطاعة، والعبادة، والإستجداء. تُفهم الكينونة الإنسانية هنا كـكائن متلقٍ يعترف بحدوده و يطلب التغيير من الخالق. العلاقة هي علاقة عبودية/سيادة. يعتمد السحر على الإكراه (Coercion) و الصيغة الفاعلة (Active Formula). يفترض السحر وجود قوانين كونية يمكن للإنسان فهمها وتطبيقها بشكل مستقل عن الإرادة الإلهية العليا. الكينونة الساحرة هي كائن فاعل يُجبر القوى الخفية (سواء كانت طبيعية أو روحانية) على الإستجابة. العلاقة هنا هي علاقة معرفة/سيطرة. هذا التباين يضع السحر في موقع منافس أنطولوجي؛ فهو يقدم طريقاً بديلاً للحصول على نفس النتيجة (تغيير الواقع) دون المرور بالهيكل المقدس للطاعة والتسليم. تنظر الأديان للسحر كـتدخل غير شرعي لأنه يخرق المبدأ الأساسي للوجود الديني. الدين يحدد بوضوح ما هو مسموح به وما هو محظور (الحلال والحرام)، ويجعل المعرفة الكلية و القدرة المطلقة محصورة في الخالق. السحر يتحدى هذا الهيكل عبر الإدعاء بمعرفة أسرار الكون (الكهانة، علم الغيب) التي يُفترض أنها حكر على الخالق. إستخدام قوة أو طاقة ليست مُفوَّضة من المصدر الإلهي، بل مستمدة من الباطن أو من قوى مُنافسة (الشيطان، الجن، الكيانات المتمردة). هذا الخرق الأنطولوجي يُصوِّر السحر ليس كخطأ منهجي، بل كـتمرد وجودي على النظام الإلهي المقدس. يُعدّ التساؤل عما إذا كان السحر محاولة للتأله عبر وسائل غير مشروعة هو جوهر العلاقة الفلسفية بين السحر والدين. يمكن تفسير السحر كـنزعة بروميثيوسية (نسبة إلى بروميثيوس الذي سرق النار من الآلهة في الأساطير اليونانية) داخل الوجود الإنساني. إنه رفض للوضع الوجودي المحدود الذي وُهب للإنسان. الكينونة الإنسانية، التي وُضعت في مكانة بين الملائكة و الحيوانات، تسعى جاهدة لتجاوز هذه الحدود. الدين يقترح تجاوز الحدود عبر الإرتقاء الروحي والنعمة (Grace) الإلهية. السحر يقترح تجاوز الحدود عبر القوة الذاتية والمعرفة التقنية (Technique)، سواء كانت هذه التقنية هي طقوس، تعاويذ، أو استخدام للقوانين الكونية السرية. السحر هو محاولة لإسترداد السلطة على الخلق، وهو ما يُعتبر في العقائد الدينية محاولة "التأله" (Apotheosis) أي وضع الذات في منزلة الخالق أو الشريك في الخلق. هذا التأله هو غير مشروع لأنه يتم عبر الإستغناء عن المنظومة الأخلاقية والدينية والإعتماد على إرادة الإنسان المنفصلة. في المنظور الديني، القوى التي يستخدمها الساحر غالباً ما تُصنَّف كـقوى شيطانية أو غرائب (Alien Forces) معادية للنظام الإلهي. فلسفياً، هذا يعني أن الساحر يقطع الإتصال المقدس الذي يتم عبر الأنبياء والكتب السماوية ليقيم إتصالاً مع قوى تُعتبر ملوثة (Polluted) أو معادية للنظام (Anti-Systemic). الغاية الأنطولوجية للسحر هنا ليست بالضرورة عبادة الشيطان، بل هي تحرير الإرادة الإنسانية من سلطة الإله الواحد المُنظِّم عبر الإستعانة بـقوى منافسة أو مُتمردة لتفجير الواقع وكسر قواعده. هذا الفعل هو محاولة لإعلان الإستقلال الأنطولوجي للكينونة، مما يجعله فعلاً مناهضاً للجوهر الديني القائم على الإعتماد الكلي. لتمييز الكينونة المقدسة عن الفعل السحري، تُقدّم الأديان مفهوم المعجزة. المعجزة هي خرق للقوانين الطبيعية يتم بإرادة مباشرة من الإله، وتعمل كـدليل على صدق النبوة أو تفويض الإلهي. هي فعل إلهي يتطلب التسليم. السحر هو خرق للقوانين أو إستخدام لقوانين خفية يتم بفعل إرادي من الإنسان عبر تطبيق تقنية معرفية سرية. هو فعل إنساني يسعى للسيطرة. هذا التمييز الفلسفي يؤكد أن السحر يُشكّل خطراً على الكينونة المقدسة ليس لفعله الخارق ذاته، بل لأنه يُحوّل هذا الفعل من تجلٍ للنعمة الإلهية إلى إنجاز للقوة الإنسانية المتمردة. يمكن القول إن السحر في إطار علاقته بالدين و الكينونة المقدسة هو تحدٍّ أنطولوجي عميق لـسلطة الخالق على تحديد حدود الكينونة الإنسانية. ينظر إليه الدين كـمحاولة لتجاوز الكينونة المحدودة التي وُهبت للإنسان، وهو ما يمكن وصفه فلسفياً بأنه سعي للتأله عبر وسائل غير مشروعة، تعتمد على المعرفة الخفية بدل النعمة الإلهية. إنه يمثل رفضاً لوضع الكينونة كـكائن مُعتمد ويسعى لإعادة تعريفها كـكائن مُسيطِر على القوانين، حتى لو كانت هذه القوانين غيبية. هذا الصراع ليس صراعاً على الطقوس فحسب، بل هو صراع حول السيادة المطلقة على نظام الوجود.
_ الكينونة المخترقة: التحدي الفينومينولوجي للسحر و وحدة الذات بين الجسد الغريب والهوية المزدوجة
تطرح إشكالية تأثير السحر على الكينونة الجسدية و الهوياتية تحدياً فينومينولوجياً عميقاً على مفهوم وحدة الذات (Self-Unity). فالسحر لا يكتفي بإحداث ضرر خارجي عابر، بل يزعم أنه يتدخل كـقوة ثالثة وغريبة لإحداث تمزق في العلاقة الجوهرية بين الجسد (Body) و الذات (Self)، مما يُنتج حالة من الإغتراب الأنطولوجي و الهوية المزدوجة أو المخترقة. إنّ هذا التحليل يسعى لإستكشاف كيف تُصبح الكينونة الإنسانية، التي يُفترض أنها متماسكة، ميداناً لصراع بين الإرادة الذاتية وقوة سحرية خارجية. في الفلسفة الفينومينولوجية، وخاصة عند ميرلو بونتي (Merleau-Ponty)، يُنظر إلى الجسد (Le Corps Propre) ليس كأداة مادية فحسب، بل كـالوجود ذاته (Being-in-the-World)؛ الجسد هو الموطن الذي تتشكل فيه الذات وتُدرك العالم. العلاقة بين الكينونة الجسدية و الكينونة الهوياتية (الذات و الشعور) هي علاقة وحدة لا تنفصم. عندما يتدخل السحر، فإنه يهدف إلى تدمير هذه الوحدة عبر مستويين. عندما يُسبب السحر مرضاً غامضاً أو تغيراً مُنَفِّراً في المظهر، يتحول الجسد من موضع للذات إلى مصدر للعائق و الغرابة. لم يعد الجسد "أنا"، بل يصبح "شيئاً ما" يحدث لي (Something Happening to Me). يشعر الفرد أن جسده لم يعد تحت سيطرته الواعية، بل أصبح مُسيَّراً أو مسكوناً بقوة أخرى. هذا يُنتج إغتراباً أنطولوجياً؛ حيث تنفصل الذات عن موطنها الوجودي. الذات ما زالت تفكر وتشعر، لكنها تنظر إلى جسدها كعدو أو كسجن مفروض عليها بفعل القوة السحرية الثالثة. هذا التمزق الجسدي يضرب أساس الوجود المستقر للكينونة. الأضرار التي تصيب الهوية النفسية و الإجتماعية كالتفريق بين زوجين، أو زرع الكره المفاجئ تضرب جوهر الذات المُتعينة (The Defined Self). تُبنى الهوية على التماسك الداخلي في المشاعر والأفعال (أن أحب ما أحب، وأكره ما أكره) وعلى الإعتراف الإجتماعي المتبادل. عندما يكره الشخص فجأة شريك حياته دون سبب منطقي، فإن الإرادة الحرة و التماسك العاطفي للذات يُصبحان مُخترقين. يشعر الفرد أن مشاعره ليست أصيلة، بل هي مفروضة قسراً بقوة سحرية، مما يخلق هوية مزدوجة؛ جزء منها هو الذات الحقيقية التي ما زالت تعرف الحقيقة، وجزء هو الذات السحرية التي تُظهر المشاعر والأفعال المفروضة. السحر هنا يتدخل في الوجود المشترك (Being-with-Others)؛ فهو يُغيّر نظرة الآخرين للذات ويُغير نظرة الذات للآخرين، مما يُحوّل الروابط الإجتماعية من علاقات إختيار إلى علاقات إكراه أو نبذ قسري. السؤال الجوهري هو ما هي العلاقة بين الكينونة الجسدية (المادية) والكينونة الهوياتية (الذات، الشعور) عندما يتدخل السحر كقوة ثالثة؟ يمكن النظر إلى تدخل السحر كعملية فصل و تسيير؟ في الفلسفة السحرية، غالباً ما يُستخدم الجسد المادي أو أثر مادي من الشخص (شعر، ملابس، صورة) كـمفتاح رمزي للوصول إلى الهوية الجوهرية. هنا، يتم إستغلال الترابط بين الجسد والروح؛ فالتأثير على المادة (الجسد أو أثره) يُعتبر جسراً (Bridge) للوصول إلى الوعي والهوية. السحر هنا يُثبت، بشكل معكوس، النظرية الفينومينولوجية عن وحدة الجسد والذات؛ فإذا أمكن التأثير على الذات عبر جسدها أو رمزها، فهذا يؤكد أن الهوية ليست مجرد أفكار مجردة بل هي مُتجسِّدة (Embodied). عندما يُصبح السحر هو القوة الثالثة، فإنه يُنشئ نوعاً من الحتمية الإجبارية على الكينونة. تتحول الذات من كيان حر يختار، إلى كيان مُبرمَج (Programmed) يتبع الأوامر السحرية. هذا الوضع يتناقض مع المبدأ الوجودي الأساسي؛ "الوجود يسبق الماهية" (Existence Precedes Essence). فبدلاً من أن تخلق الكينونة هويتها عبر قراراتها، يتم فرض ماهية جديدة عليها (ماهية المريض، ماهية الكاره، ماهية المعزول) بفعل القوة الثالثة. يصبح الفرد في حالة من المراقبة الداخلية المستمرة؛ يدرك أنه يقوم بأفعال لا يريدها، ويشعر بمشاعر لا تخصه، مما يجعله يعيش حالة من الإنفصام الإدراكي بين الذات الراغبة والجسد الفاعل. يُظهر تدخل السحر أن الكينونة الإنسانية، بدلاً من أن تكون قلعة ذاتية مُحكمة الإغلاق، هي في الحقيقة نظام مفتوح و قابل للإختراق (Penetrable System). إنّ السحر كقوة ثالثة يُثبت أن الكينونة ليست محكومة بالثنائية (جسد و روح) بل هي أيضاً مُعرَّضة للتلاعب بقوانين غيبية خارجية. هذا يفرض أنطولوجيا جديدة للكينونة؛ أنطولوجيا الهشاشة والتعرض. في التحليل الفلسفي العميق، يُشكّل السحر قوة تفكيكية تستهدف العلاقة الحيوية بين الكينونة الجسدية والهوياتية. إنه يحوّل الجسد إلى أداة غربية ويهدد وحدة الذات بتحويل الإرادة و المشاعر إلى أوامر قسرية. السؤال لا يصبح فقط: هل الكينونة موحدة؟، بل هل ما زالت الكينونة ملكاً لذاتها؟. الكينونة تحت تأثير السحر هي كينونة تعيش في منطقة رمادية أنطولوجية؛ حيث يتم تدمير الجسور الفينومينولوجية الداخلية بين الجسد والروح، وتُصبح الذات كياناً مُسيَّراً وممزقاً بين واقعها الداخلي والواقع المفروض عليها من القوة السحرية الخارجية.
_ الكلمة كَسلطة أنطولوجية: لغة السحر بين الفعل الإجرائي القاهر وإعادة تشفير الكينونة
تُعدّ إشكالية لغة السحر من أكثر الجوانب إثارة في علاقة السحر بالكينونة، إذ تنقلنا من المستوى الميتافيزيقي و القيمي إلى المستوى اللساني الفلسفي (Philosophical Linguistics). فإذا كان السحر يعتمد بشكل جوهري على الطقوس، الرقى، والألفاظ، فإن التساؤل يتمحور حول ما إذا كانت هذه اللغة مجرد وسيلة إتصال، أم أنها سلطة أنطولوجية قادرة على إعادة تشكيل الواقع وإجبار الكينونة على التشكُّل وفقاً لـصيغة لغوية معينة. يكمن التحليل العميق في فهم العلاقة بين الكلمة (Logos) والوجود (Being) في السياق السحري. إنّ جوهر التحدي الذي تطرحه لغة السحر هو أنها تقلب وظيفة اللغة التقليدية رأساً على عقب. ففي الفلسفة الوضعية الحديثة، اللغة هي في الأساس أداة وصفية (De-script-ive) أو تعبيرية (Expressive)، لكن في السحر، تُصبح اللغة أداة إنشائية أو إجرائية (Performative´-or-Creative). لغة السحر لا تقتصر على مجرد التعبير عن رغبة، بل هي فعل بذاتها. عندما يُنطق الساحر بالرُقية أو التعويذة، فإن الكلمات لا تصف التغيير المطلوب، بل تُحدثه أو تُفعِّله بشكل مباشر. هذا يتوافق مع مفهوم أوستين (J.L. Austin) عن الأفعال الإنجازية (Speech Acts)، لكن السحر يأخذ هذا المفهوم إلى مستوى أنطولوجي أقصى؛ حيث يُفترض أن الكلمات قادرة على إختراق القوانين الطبيعية وإحداث تغيير في جوهر الكينونة المستهدفة. الفعل السحري للغة هو فعل جبري؛ إنه يُجبر القوى الخفية أو الكينونة على الاستجابة و التشكُّل. لغة السحر هي لغة رمزية (Symbolic) وليست لغة منطقية أو تواصلية مباشرة. فالرُقى و التعاويذ تعتمد على أسماء غريبة، حروف مقطعة، أو أوامر موجهة لقوى غيبية. هذه الألفاظ ليست مهمة بمعناها الحرفي في اللغة العادية، بل بـسلطتها الرمزية وقدرتها على إحداث تماثل (Correspondence) بين عالم الإنسان وعالم الكينونة الغيبية. تُصبح الكلمة السحرية رابطاً أنطولوجياً بين إرادة الساحر و القوة التي تسعى للتأثير في كينونة الآخر. هي ترمز للقوة، و تستحضرها، و تُوجهها، مما يجعل العلاقة بين السحر و الكينونة تمر بالضرورة عبر سلطة اللغة المرمّزة. لغة السحر تُشكّل نوعاً من المعرفة السرية (Arcane Knowledge) التي لا يمكن نقلها إلا عبر ألفاظ خاصة. هذه اللغة ليست متاحة للعامة، بل هي محصورة في فئة العارفين. هذا يعني أن اللغة السحرية هي لغة قادرة على تعيين الكينونة وتحديد مصيرها، لكنها لا يمكن أن تكون جزءاً من لغة التداول العام؛ فإفشاء هذه الألفاظ يفقدها قوتها، مما يؤكد أن سلطتها مستمدة من ندرتها وغرابتها ومن إرتباطها الأنطولوجي بقوانين لا مرئية. إنّ التساؤل عما إذا كانت لغة السحر قادرة على جعل الكينونة تتكلم أو إجبارها على التشكّل هو سؤال حول قدرة اللغة على التأسيس الأنطولوجي (Ontological Foundation). في سياق السحر، فإن جعل الكينونة تتكلم يعني تجاوز الوصف المعتاد للواقع والوصول إلى جوهر الكينونة. عندما يستخدم الساحر إسم شخص أو إسم كيان غيبي في رُقيته، فهو يعتقد أنه لا ينطق الإسم فحسب، بل يلامس جوهر الكينونة (The Essence) التي يمثلها هذا الإسم. هذا الجوهر هو الذي يستجيب للسلطة اللغوية. في حالة الشخص المسحور، تُجبر لغة السحر الذات على التعبير عن نفسها بطرق ليست أصيلة كأن تُنطق الذات كلمات كره أو رفض وهي لا تريده. هذا هو الإجبار اللغوي؛ حيث تُصبح اللغة الخارجية أداة لتوجيه الكينونة الداخلية و تحديد شكلها، مما يؤدي إلى حالة من الإغتراب اللساني الوجودي. إن العلاقة بين السحر والكينونة تمر حتماً عبر سلطة اللغة لأن اللغة السحرية تُفهم على أنها سلطة تكوينية. إنها تُعيد ترتيب العناصر الأنطولوجية للواقع. فـالرقى ليست مجرد طلب، بل هي تعليمات برمجية (Programming Instructions) تُرسل إلى الكون أو إلى القوى الخفية لإعادة تشكيل العلاقة بين الكينونة المستهدفة وبيئتها (التفريق، المرض). يرى الساحر نفسه كـمُشرِّع (Legislator) للواقع عبر اللغة؛ إذ يستخدم قوانين لغوية خفية (ترتيب الحروف والأرقام، الأوزان، الإيقاع) لفرض إرادته على النظام الكوني. هذه اللغة تُصبح أداة للحكم على مصير الكينونة بدلاً من أن تكون أداة للتفاهم. تُمثل لغة السحر تحدياً للنزعة العقلانية اللغوية التي تفرض أن اللغة يجب أن تكون واضحة، دقيقة، وقابلة للتحليل المنطقي. لغة السحر هي لغة غامضة، غير مباشرة، ومبهمة (Obscure)، ولكن هذا الغموض ليس قصوراً، بل هو مصدر القوة؛ فالغموض يرمز إلى الطبيعة المتسامية و غير القابلة للإختزال المنطقي للقوى التي تحاول اللغة إستدعاءها و التحكم بها. في التحليل الفلسفي العميق، يُمكن إعتبار لغة السحر لغة خاصة تحمل سلطة أنطولوجية و تكوينية. إنها تتجاوز الوظيفة الوصفية للغة لتُصبح أداة للتشكيل والإجبار على الكينونة. إن العلاقة بين السحر والكينونة لا تمر عبر المادة أو الوعي فحسب، بل يتم تشفيرها بالكامل في اللغة. فـالرقى و الألفاظ هي في النهاية تجسيد لمعرفة سرية قادرة على فرض إرادة خارجية على الكينونة، مما يُحوّل الكلمة الساحرة إلى أداة قاهرة لتحديد المصير، وتؤكد أن سلطة اللغة، في هذا السياق، هي سلطة على الوجود ذاته.
#حمودة_المعناوي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
السحر قناع الأنطولوجيا: كيف يكشف التدخل الغيبي عن مرونة الكي
...
-
العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ
...
-
العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ
...
-
العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ
...
-
العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ
...
-
العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ
...
-
العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ
...
-
العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ
...
-
العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ
...
-
العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ
...
-
العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ
...
-
العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ
...
-
العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ
...
-
العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ
...
-
العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ
...
-
العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ
...
-
العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ
...
-
العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ
...
-
العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ
...
-
العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ
...
المزيد.....
-
ترامب يهدد بـ-القضاء- على حماس إذا انتهكت اتفاق وقف إطلاق ال
...
-
فيديو متداول لـ-جولة عمر البشير في شوارع مروي- بالسودان.. ما
...
-
زياد زهر الدين.. قنصل سوري سابق يعلن توقفه عن العمل بالحكومة
...
-
بعد الجدل حول تصريحاته عن الهجرة.. ميرتس يتعهد بإبقاء ألماني
...
-
ملايين مستحقة لأندية ألمانية.. الديون تثقل كاهل فريق برشلونة
...
-
الخط الأصفر.. ذريعة إسرائيل لانتهاك وقف إطلاق النار في غزة
-
موريشيوس تجمّد أصول رجل أعمال مرتبط برئيس مدغشقر السابق
-
الأوروبيون يناقشون العقوبات على إسرائيل بعد وقف إطلاق النار
...
-
قبل سرقة المجوهرات الإمبراطورية.. محطات في تاريخ السرقات الت
...
-
-ما خفي أعظم- يكشف أسماء وصور قتلة الطفلة الفلسطينية هند رجب
...
المزيد.....
-
الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي
...
/ فارس كمال نظمي
-
الآثار العامة للبطالة
/ حيدر جواد السهلاني
-
سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي
/ محمود محمد رياض عبدالعال
-
-تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو
...
/ ياسين احمادون وفاطمة البكاري
-
المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة
/ حسنين آل دايخ
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
/ محمود الصباغ
-
العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا
...
/ محمد احمد الغريب عبدربه
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|