أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حمودة المعناوي - السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخُّل الْغَيْبِيّ عَنْ مُرُونَة الْكَيْنُونَة وَصِرَاع الْإِرَادَات الْوُجُودِيَّة -الْجُزْءُ الثَّالِثُ عَشَرَ-















المزيد.....



السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخُّل الْغَيْبِيّ عَنْ مُرُونَة الْكَيْنُونَة وَصِرَاع الْإِرَادَات الْوُجُودِيَّة -الْجُزْءُ الثَّالِثُ عَشَرَ-


حمودة المعناوي

الحوار المتمدن-العدد: 8511 - 2025 / 10 / 30 - 19:51
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


_ إشكالية الكينونة المؤقتة في الفلسفة الأنطولوجية للسحر: بين الهشاشة والإستدامة الوجودية

تُعدّ العلاقة بين السحر والكينونة (Being/Existence) إحدى أقدم وأكثر الإشكاليات الفلسفية عمقًا، فهي لا تقتصر على مجرد دراسة لفعالية ممارسة غامضة، بل هي إستكشاف للطبيعة الجوهرية للواقع وقابلية الوجود للتشكيل والتأثير الخارجي. إنّ السؤال حول ما إذا كانت الكينونة الناتجة عن الممارسة السحرية سواء كانت كيانات مستدعاة، تأثيرات مُحدثة، أو حالات وجودية مُعاد تشكيلها تتسم بوجود مؤقت وهش أم تكتسب إستدامة وجودية، يدفعنا إلى إعادة النظر في مفهومنا للوجود نفسه.
ينطلق التحليل الفلسفي للسحر من فرضية جذرية مفادها أن الكينونة ليست كيانًا صلبًا و مُغلقًا يحكمه الضرورة الفيزيائية الصارمة، بل هي نسيج مرن، ومتعدد الأبعاد، ومتأثر بالقوى الروحية والإرادية. السحر، في هذا السياق، هو إرادة مُكثّفة تتجسّد كـقوة مُوجّهة تخترق هذا النسيج الوجودي وتُعيد صياغة جزء من كود وجوده. إن الكينونة التي تنتج أو تتأثر بالسحر غالبًا ما تُوصف بأنها ذات هشاشة وجودية أولية، و ذلك لعدة أسباب فلسفية. الكيانات السحرية ليست كيانات أصلية (Original) نابعة من القانون الكوني العام أو النظام الإلهي الطبيعي، بل هي مُشتقة أو مُستحدثة بفعل إرادة الساحر وطاقته. هذا الوجود يعتمد في بقائه على مصدر طاقة ثانوي (الساحر، الطقس، الرموز). هذا الإرتكاز على إرادة بشرية يجعله عرضة للزوال بزوال تلك الإرادة أو فقدانها للقوة. تُعرّف الكينونة المسحورة كـنظام طاقي مُعقَّد تتشابك فيه المستويات الجسدية والنفسية والروحية. عندما يُلقى السحر، فإنه يُدمج طاقيًا في البنية الروحانية للكينونة، مُشكِّلًا نوعًا من التشويه الوجودي. هذا التشويه هو بطبيعته قوة مُضافة غريبة (Alien Force). وكما أن الجسم يرفض أي جسم غريب، فإن البنية الأنطولوجية الأصلية للكينونة تسعى بشكل مستمر لإستعادة حالتها الأصلية، مما يجعل وجود التأثير السحري صراعًا مستمرًا للبقاء. في العديد من التقاليد السحرية، يرتبط الفعل السحري بحدود زمنية لفاعليته مثل دورات القمر، أو مرور أيام معينة. فلسفيًا، يعكس هذا الإرتباط أن التأثير ليس كينونة مطلقة أو جوهرًا ثابتًا، بل هو حادثة (Event) ذات طابع زمني، مما يقيد إستدامتها ضمن إطار الفترة التي حددتها الطقوس أو التي يمكن للطاقة الموجهة أن تحافظ فيها على كثافتها.
على الرغم من الدواعي الفلسفية لهشاشة الكينونة السحرية، إلا أن هناك إتجاهًا في الفكر الميتافيزيقي يرى أن الكينونة المُتأثرة بالسحر يمكن أن تكتسب درجة من الإستدامة الوجودية، خاصة في حالات العمق الإندماجي وتحويل الهوية. إذا كان السحر عملية إعادة برمجة لجزء من كود الوجود للكائن كما في السحر الذي يهدف لتغيير الإرادة أو المصير بشكل جذري، فإن التأثير لا يبقى مجرد قشرة خارجية، بل يصبح جزءًا من الذاكرة الطاقية والتكوين الروحي. هنا، لا يمكن إزالة السحر ببساطة، لأنه أصبح الآن متماهيًا جزئيًا مع ماهية الكينونة نفسها. هذا الإندماج يحول الهشاشة إلى ثبات أنطولوجي يجعله مقاومًا للزوال العادي. الكينونة الجديدة هي كينونة مُحولة (Transformed Being) وليست مجرد كينونة مُغطاة (Covered Being). في بعض الفلسفات السحرية المعاصرة، يُنظر إلى الكيانات الروحية أو الطاقية التي يتم خلقها مثل الإيغريغور الكيان الفكري الجمعي أو الخادم السحري على أنها تكتسب وجودًا شبه مستقل (Semi-Independent Existence). هذه الكيانات تبدأ كـأفكار مُكثّفة لكنها تتغذى على الطاقة الجماعية أو المتكررة وتتطور لتصبح كائنات أنطولوجية قائمة بذاتها. إستدامتها تنبع من قدرتها على التغذية الذاتية وتأسيس موطئ قدم في الأبعاد الأثيرية. فبمجرد تجسيد الكينونة، حتى لو كانت ذات طبيعة سحرية، فإنها تنضم إلى طبقات الوجود وتخضع لقوانين البقاء الخاصة بها. الفلسفات التي ترى أن اللغة في جوهرها سحرية كما عند فالتر بنيامين، تُشير إلى أن التأثير السحري المُثبت رمزيًا يكتسب قوة إستمرارية من خلال تأصله في الوعي الجمعي أو في بنية الرمز ذاته. الرمز، كمركب طاقي مُكثّف، يظل فاعلًا طالما بقي الرمز موجودًا ومُتداولًا، مما يمنح التأثير السحري نوعًا من الخلود الرمزي الذي يتجاوز عمر الساحر أو الطقس الأولي.
لحل إشكالية الهشاشة مقابل الإستدامة، يمكن تبني رؤية فلسفية ترى أن الكينونة السحرية تقع في منطقة وسطى فريدة من نوعها: إنها وجود زمني مُكثّف (Intensified Temporal Existence). الكينونة السحرية ليست أبدية (Eternal) كالحقيقة الكونية، لكنها أيضًا ليست عارضة (Accidental) كحدث بسيط يمر دون أثر. إنها واقعة أنطولوجية مُثقلة (Weighted Ontological Occurrence). هي كائن وجودي يسعى جاهدًا للبقاء في مواجهة قوى الوجود الأصلية التي تحاول إستعادته إلى حالة التوازن الأولي. مدى إستدامة الكينونة السحرية يتناسب طرديًا مع كثافة الطاقة والإرادة التي أُنشئت بها، و درجة إندماجها في البنية الأنطولوجية للكائن المتأثر. السحر الضعيف و الموجه لغرض سطحي يبقى هشًا ومؤقتًا، يزول بزوال الطاقة الأولية. أما السحر الذي يخترق جوهر الهوية على المستوى الأنطولوجي، فيكتسب ثباتًا نوعيًا ويحتاج إلى قوة مضادة مُساوية أو أعلى (السحر المضاد) لإبطاله، مما يؤكد أن وجوده قد وصل إلى مرحلة الختم الوجودي.
إن الكينونة الناتجة عن الممارسة السحرية لا يمكن الحكم عليها بكونها مؤقتة أو مستدامة بشكل مطلق. بل يجب النظر إليها كـحالة وجودية مُتغيرة (Fluid Existential State) تتراوح بين الهشاشة اللحظية في التأثيرات السطحية و الإستدامة الأنطولوجية في حالة الإختراق والإندماج العميق في البنية الروحية للكائن، مما يكشف في نهاية المطاف عن أن الوجود ذاته مرن وقابل لإعادة الصياغة بفعل الإرادة و المعرفة غير المادية التي يمتلكها الإنسان. هذه المرونة الأنطولوجية هي ما يجعل إشكالية السحر والكينونة مركزًا جوهريًا للنقاش الفلسفي.

_ الحالة الأنطولوجية لـأثر السحر: بين الكيان المستقل و التعديل الطاقي

تُعدّ الحالة الأنطولوجية لـأثر السحر إشكالية فلسفية عميقة تلامس جوهر علم الوجود (الأنطولوجيا) وتحدّده ضمن سياق الممارسات الميتافيزيقية. لا يمكن إختزال هذا الأثر في تعريف واحد، بل هو طيف وجودي يتراوح بين كونه كيانًا روحيًا مُستقلاً (Ontological Entity) يمتلك درجة من الإستقلالية والوعي، أو كونه مجرد تعديل أو تشويه في البنية الطاقية الأصلية للكائن المتأثر (Energetic Modification). إنّ فهم هذه الحالة يتطلب تحليلًا دقيقًا لطبيعة السحر كفعل، وطبيعة الكينونة كنسيج متعدد الأبعاد.
الإتجاه الفلسفي الأكثر شيوعًا في تفسير أثر السحر ينظر إليه كـتعديل في نظام الكينونة الطاقي، وليس خلقًا لكيان جديد. في هذا الإطار، تُعرّف الكينونة البشرية أو المادية على أنها نظام مُعقّد من الطاقات المهيكلة، أو الحقول الوجودية (Existential Fields)، التي تحدد الهوية و الوظيفة. و عندما يُلقى السحر، فإنه يعمل كـقوة مُوجهة تخترق هذه الحقول الطاقية وتُحدث فيها تشويهًا بنيويًا أو إعادة برمجة وظيفية.
يُفهم الأثر السحري هنا على أنه تغيير في كود الوجود (Code of Being) للكائن. إنه لا يُنشئ شيئًا من العدم، بل يُعيد ترتيب العناصر القائمة أو يُقوّي/يُضعف الروابط الطاقية الموجودة. على سبيل المثال، سحر المرض لا يخلق روحًا مرضية، بل يُركّز الطاقة السلبية في نقطة معينة من الكينونة، مُحدثًا خللاً في التوازن الحيوي. هذا التشويه يتجسّد في النهاية على المستوى المادي أو النفسي، ولكنه في جوهره إنحراف عن الخطة الأنطولوجية الأصلية للكائن. في هذا المنظور، يبقى الأثر تابعًا للإرادة التي أطلقته، حتى لو لم يعد الساحر موجودًا بشكل مباشر. الأثر هو بصمة (Im-print-) أو توقيع طاقي مُكثّف، يظل مُدمجًا في بنية الكائن. هشاشته أو إستدامته تتوقف على قوة الإندماج؛ فكلما كان الإندماج أعمق، أصبح الأثر جزءًا لا يتجزأ من ماهية الكائن المتأثر، محولاً إياه إلى كينونة مُحوّرة (Modified Being). إنّ أثر السحر هو فعل مُتجسّد، وليس فاعلاً مستقلاً.
في المقابل، تتبنى الفلسفات السحرية الأكثر عمقًا، وخاصة تلك المتأثرة بالهرمسية والتقاليد الشامانية، رؤية ترى أن الأثر السحري يمكن أن يرتقي ليصبح كيانًا روحيًا مستقلاً (Autonomous Entity). هذا الكيان يُعرف أحيانًا بإسم الخادم السحري (Servitor) أو الوجود المخلوق (Created Being). يبدأ هذا الكيان كـفكرة مُكثّفة أو إرادة مُجمّعة (Condensed Will). من خلال الطقوس و التكرار وضخ الطاقة (الإرادة والطاقة الروحية للساحر)، يتم منح هذه الفكرة شكلًا أنطولوجيًا في المستويات الأثيرية أو الروحية. إنه ينتقل من حالة القوة السلبية (Passive Force) إلى حالة الوجود الفاعل (Active Existence). يكتسب الكيان السحري إستقلاليته من خلال تأسيس موطئ قدم (Footing) في شبكة الوجود، والقدرة على التغذية الذاتية (Self-Sustenance) من خلال الطاقة المحيطة أو تحقيق الغرض الذي خُلق من أجله. هذا الكيان يمتلك إرادة ووظيفة محددة، ويصبح له وجود شبه كينوني (Quasi-Being)، يتصرف بفاعلية داخل حدود برنامجه. من منظور فلسفي، يمكن النظر إلى هذا الكيان كـكائن سحري (Magical Object) غير مادي، يتمتع بـ إنسحاب (Withdrawal) عن إرادة خالقه بمجرد تفعيله، ويصبح خاضعًا لقوانين البقاء الخاصة به. هنا، الأثر هو فاعل (Agent) وليس مجرد نتيجة (Result)، ويمكن أن يستمر وجوده حتى بعد وفاة الساحر إذا لم يتم إبطاله أو تفكيكه بشكل واعٍ.
لتحقيق التجانس الفلسفي، يجب أن نرى أثر السحر كـمركب وجودي (Existential Compound) يجمع بين الخاصيتين. الطاقة الموجهة التي إخترقت البنية الأنطولوجية للكائن المتأثر وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من تكوينه. الكيان الطاقي (الخادم/الإيغريغور) الذي يقوم بـإدامة التأثير والحفاظ عليه بصفته قوة فاعلة من الخارج/الأثير. يحققان إستقلالية محدودة/في ظل وجود فاعل مُكلف
إن أثر السحر ليس إما تعديل طاقي أو كيان مستقل؛ بل هو كلتاهما معاً في معظم الحالات المعقدة. التأثير الأولي هو تعديل طاقي (Modification)، لكن هذا التعديل غالبًا ما يحافظ عليه ويُغذّيه كيان روحي أو شكل فكري مُجسّد خُلق في الطقس. بعبارة أخرى، الكيان المستقل هو الآلية الفاعلة التي تُديم وتُشغّل التعديل الطاقي داخل الكينونة المتأثرة. هذا التفاعل هو ما يمنح أثر السحر قوته وإستدامته النسبية ويجعله تحديًا ميتافيزيقيًا يتطلب الإبطال الأنطولوجي (إزالة الكيان المُشغّل) و الترميم الطاقي (إصلاح التشويه الداخلي).

_ السحر واللاوجود: إستهداف الكينونة بالتلاشي الأنطولوجي

يمكن القول فلسفيًا إن بعض الممارسات السحرية التقنية تستهدف إحداث حالة من اللاوجود أو التلاشي التدريجي لكينونة الضحية، ولكن يجب فهم مفهوم اللاوجود هنا من منظور أنطولوجي ميتافيزيقي وليس بالضرورة من منظور فيزيائي مطلق. هذه الممارسات لا تهدف إلى محو وجود الضحية من الكون، بل إلى تجريده من الوجود الفاعل (Active Being)، أي سلب كينونته من صفات الهوية، الإرادة، الفاعلية، والمعنى، و تحويله إلى كينونة سلبية (Passive Being) أو متلاشية (Fading Being).
في الفلسفة الوجودية، تُعرَّف الكينونة البشرية بـإرادتها الحرة وقدرتها على الفاعلية (Agency) وخلق المعنى. بناءً على هذا، يمكن تحليل إستهداف اللاوجود سحريًا على أنه عملية سلب منظّم للخصائص الأنطولوجية الأساسية. تهدف الممارسات السحرية التي تستهدف اللاوجود إلى شلّ الإرادة (Will) للضحية. الإرادة هي القوة الدافعة التي تُنشئ الوجود الفردي وتُشكّل الواقع. عندما تُسلب الإرادة، يتحول الكائن من ذات فاعلة (Subject) إلى شيء مفعول به (Object). هذا التحول يعني التلاشي الوجودي (Existential Fading)؛ فالشخص موجود فيزيائيًا، لكنه غير موجود كقوة فاعلة أو مُشكِّلة لواقعه. هذه الحالة هي أولى درجات اللاوجود السحري. في صميم هذا النوع من السحر تكمن محاولة تفريغ حياة الضحية من المعنى. الكينونة تتغذى على الأهداف، العلاقات، والتجارب التي تمنحها دلالة. الممارسات السحرية هنا تُركّز على إحداث فوضى وجودية، مثل تعطيل العلاقات، إفشال المساعي المهنية، أو إغراق الضحية في حالة من اللامبالاة (Apathy) واليأس. عندما يُفقد المعنى، يصبح الوجود وزنًا فارغًا (Empty Weight)، وتتلاشى أهمية الكينونة تدريجيًا في نسيج الواقع. يُمكن النظر إلى النتيجة النهائية على أنها تحويل الضحية إلى ظل أنطولوجي؛ فهو لا يتلاشى بالمعنى المادي، ولكنه يتلاشى من وعي الآخرين وذاكرتهم الطاقية. يصبح شخصًا غير مرئي (Invisible) في شبكة التفاعل الإجتماعي والروحي، وكأنه كيان غير مُسجّل (Unregistered Entity) في سجل الوجود الفاعل.
تعتمد الممارسات التي تستهدف اللاوجود على آليات سحرية تقنية متخصصة تهدف إلى تفتيت الكينونة على مراحل:
سحر التجريد الروحي (Spiritual Stripping): يعتمد هذا النوع من السحر على تقنيات تهدف إلى فصل أو تعطيل الروابط الأثيرية بين الكينونة الجسدية (البدن) والكينونة الروحية (الجوهر). يتم ذلك غالبًا عبر رموز التفكيك أو الطقوس العكسية التي تعمل على إبطال الحماية الوجودية للضحية. النتيجة هي أن الكينونة الروحية تبدأ في الإنفصال الطاقي، مما يُفقد الجسد القوة الحيوية والوضوح الذهني، و تبدو الضحية وكأنها تتلاشى ببطء من الداخل.
سحر الإلغاء الرمزي (Symbolic Annihilation): في هذا النهج، يركّز الساحر على تمثيل كينونة الضحية رمزيًا عبر دمية، أو صورة، أو أثر، ثم يقوم بتطبيق تقنيات الإلغاء و الحلّ على هذا الرمز. فلسفيًا، يعتمد السحر على مبدأ التطابق (Sympathy): ما يُحدث للرمز ينعكس على الضحية في المستوى الأثيري. إن تكرار إلغاء وجود الرمز يؤدي إلى تآكل البصمة الأنطولوجية للضحية في شبكة الوجود. تقوم بعض التقنيات بإحداث حالة اللاوجود من خلال إستبدال (Substitution) الطاقة الوجودية للكائن بـطاقة سلبية ثابتة (Inert Negative Energy). لا يتم سحب الطاقة بالكامل، بل يتم ملء الكينونة بـطاقة ركود أو طاقة عدم الفاعلية التي تتسبب في تجميد الصيرورة (Freezing of Becoming). الضحية تبقى في حالة وجود، لكنها وجود مُعلّق أو وجود مُتحجّر غير قادر على التطور أو التغيير.
على الرغم من فعالية هذه الممارسات في إحداث التلاشي الوجودي النسبي، إلا أن الفلسفة السحرية تقر بوجود حدود مطلقة لـ اللاوجود السحري. طالما أن الكينونة مرتبطة بالمصدر الكوني أو الإلهي للوجود (حسب المعتقد)، فإن المحو المطلق غير ممكن بالكامل عبر القوة السحرية البشرية. السحر يمكن أن يُشوّه (Distort) أو يُعطّل (Disable)، و لكنه لا يستطيع غالبًا إلغاء (Nullify) الكينونة الأساسية المُمنوحة من مصدر أعلى. الفلسفة الميتافيزيقية تفترض أن الطاقة الروحية أو الوجود لا يمكن محوها، بل يمكن فقط تحويلها أو إعادة توجيهها. لذا، فإن اللاوجود السحري هو حالة من الوجود المُعاد تصنيفه؛ الكينونة لم تتلاشَ، بل أُعيد تعريف وجودها إلى حالة من السكون السلبي والهشاشة الأنطولوجية. إحداث حالة اللاوجود هو بحد ذاته عملية سحرية تتطلب إدامة طاقية. إذا توقف الساحر أو الكيان المشغّل عن تغذية التلاشي، فإن البنية الوجودية الأصلية للضحية تبدأ تدريجيًا في إستعادة نفسها (Self-Correction)، وهذا ما يفسر ضرورة تكرار بعض الطقوس السحرية لضمان إستمرارية اللاوجود المكتسب.
إن الممارسات السحرية تستهدف بالفعل إحداث حالة من اللاوجود، ليس بمعنى الفناء الفيزيائي، بل بمعنى الفناء الوجودي من خلال سلب الإرادة، تفريغ المعنى، وتفكيك الروابط الروحية الفاعلة. الكينونة لا تتلاشى مطلقًا، بل تتحول إلى نسخة مُعطّلة وسلبية من ذاتها الأصلية، وهو ما يُعدّ في الفكر السحري هدفًا وجوديًا أشد قسوة من الموت المادي.

_ التبني الأنطولوجي لـ الهوية السحرية: تحوّل الكينونة وحدود الوجود

تُشكل إشكالية تبني الهوية السحرية الجديدة بالكامل أحد أعمق التحديات في الفلسفة الأنطولوجية للسحر، فهي تستدعي التساؤل عن مرونة الكينونة البشرية (Human Being) و قدرتها على إعادة تعريف ذاتها جذريًا بما يتجاوز المحددات البيولوجية والإجتماعية والنفسية المألوفة. إنّ الجواب الفلسفي يميل إلى الإيجاب المشروط؛ نعم، يمكن للكينونة أن تتبنى هوية سحرية جديدة، ولكن هذا التبني ليس مجرد تغيير في الدور أو السلوك، بل هو تحوّل وجودي عميق ينطوي على تبعات أنطولوجية جسيمة تمسّ طبيعة الوجود ذاته.
في الإطار الفلسفي للسحر، لا تُعدّ الهوية السحرية مجرد اسم جديد أو مظهر خارجي، بل هي حالة وجودية مُعاد صياغتها (Re-engineered Existential State). إنها تمثل الصيرورة المقصودة (Intentional Becoming) للساحر، حيث يُقرر بوعي أن يحلّ محل هويته الأصلية التي يراها غالبًا نتاجًا للظروف الخارجية أو الوراثة هوية جديدة تُعبّر عن إرادته السحرية (Magical Will) وعلاقته الجديدة بالكون. تتبنى الفلسفة هنا نموذجًا وجوديًا يرى أن الكينونة البشرية، على الرغم من القيود، تمتلك جوهرًا مرنًا يسمح لها بـإعادة الكتابة الأنطولوجية لذاتها. عملية تبني الهوية السحرية هي في جوهرها تفكيك واعي للروابط الأنطولوجية القديمة التي تُحدّدها العائلة، المجتمع، و المعتقدات السائدة وتركيب مُكثّف لروابط جديدة تتوافق مع القوانين الميتافيزيقية. تُصبح الهوية السحرية الجديدة هي المركز الطاقي (Energetic Nexus) الذي تتدفق عبره القوة السحرية ويتجسد فيه الأثر. هذا يتطلب من الساحر أن يُجسّد هذه الهوية بالكامل، حيث لا يعود الفعل السحري ناتجًا عن ممارسة تقوم بها الذات، بل نابعًا من ماهية الذات الجديدة. فالساحر لا يمارس السحر، بل هو السحر.
إنّ تبني هوية سحرية جديدة وكاملة يُحدث هزّة في البنية الوجودية للساحر والمحيط به، وتظهر هذه التبعات على مستويات مختلفة. التبني الكامل للهوية الجديدة يعني إلغاءً فعليًا لوجود الهوية القديمة. هذا يترك فراغًا أنطولوجيًا أو هوية مشقوقة في حياة الساحر. يصبح الساحر غريبًا عن عالمه السابق وعن ذاته الماضية. تُصبح هويته الجديدة هي الحقيقة الأنطولوجية الوحيدة التي يرتكز عليها، مما قد يؤدي إلى عزلة وجودية (Existential Isolation)، حيث لا يعود هناك نقطة التقاء مع الوجود غير السحري. الساحر الذي يتبنى هوية سحرية مثل كاهن الإله الفلاني، أو محارب العناصر، أو المُنظِّم الكوني يلتزم طاقيًا بـالنموذج الأولي (Archetype) لتلك الهوية. يصبح كيانه مسؤولاً عن تجسيد صفات وقوانين ذلك النموذج. هذا يمنحه قوة هائلة لأنه يتصل بمصدر قوة جماعي أو كوني، ولكنه يقيده أيضًا بـضرورات وجودية (Existential Necessities) تفرضها تلك الهوية. فقدان هذا الإلتزام أو خرق قوانينه يؤدي إلى إنهيار طاقي يهدد الكينونة بأكملها. تبني الهوية السحرية يُغير بالضرورة كيفية إدراك الساحر للواقع. لم يعد العالم مجرد مجموعة من القوانين الفيزيائية، بل نسيج حيّ من القوى و الكيانات. هذا التغيير المعرفي يرسخ الهوية الجديدة ويجعلها أكثر رسوخًا من الهوية القديمة التي كانت تدرك واقعًا سطحيًا. هذا يُعدّ مكسبًا وجوديًا من حيث الفعالية، و لكنه خسارة من حيث القدرة على العيش بسلام في الواقع اليومي المشترك.
يبقى التحدي الفلسفي الأكبر في هذا السياق هو سؤال الأصالة (The Question of Authenticity): هل يمكن للهوية المكتسبة سحريًا أن تكون أصلية كالهوية الأولى، أم أنها تظل دائمًا هوية مُصطنعة ومُعرّضة للزوال إذا توقف الساحر عن تمثيلها؟ يرى الفكر السحري أن الأصالة الحقيقية ليست فيما هو موروث أو مُعطى، بل فيما هو مُختار ومُشكّل بالإرادة الواعية. الهوية السحرية، لكونها نتاج إرادة حرة مُكثّفة وسعي وجودي مقصود، يمكن إعتبارها أكثر أصالة من الهوية العرضية المكتسبة بالصدفة الإجتماعية. بهذا المعنى، فإن التبني الكامل للهوية يُحوّل الهوية السحرية من هوية مكتسبة إلى كينونة جديدة (New Being).
الخطر الوجودي لـ القناع إذا لم يكن التبني كاملاً وحقيقيًا، و ظلت الهوية السحرية مجرد قناع (Persona) تقني يتم ارتداؤه لأداء الطقوس، فإن الساحر يُعرض نفسه لخطر الإضطراب الوجودي (Existential Crisis)*. في هذه الحالة، يصبح الساحر معلقًا بين هويتين، غير قادر على التجسيد الكامل لأي منهما، مما يؤدي إلى إستنزاف طاقي و فقدان للفاعلية السحرية.
إن تبني الهوية السحرية هو ممكن من الناحية الأنطولوجية ويُمثل ذروة الإرادة السحرية. هذا التبني يُطلق قوة وجودية هائلة للساحر من خلال الإرتباط بالنماذج الأولية والقوانين الكونية. لكنه يتطلب إلتزامًا وجوديًا كاملاً، يقتضي التضحية بالكينونة القديمة، ويؤدي إلى تبعات وجودية حاسمة تتعلق بالعزلة، والإلتزام بقوانين النموذج، وتغيير الإدراك الكلي للواقع. إنها رحلة تغيير الوجود (Changing Existence)، و ليست مجرد تغيير الاسم.

_ إشكالية إستنزاف الكينونة الروحانية للساحر: مفهوم الفقدان السحري الذاتي

تُعدّ إشكالية فقدان السحر الذاتي أو إستنزاف الكينونة الروحانية للساحر بمرور الزمن نتيجة الممارسات التقنية المتكررة من المحاور الأنطولوجية والنفسية الأكثر تعقيدًا في فلسفة السحر. الإجابة الفلسفية على هذا السؤال تتجاوز مجرد مفهوم التعب الجسدي أو الإنهاك العقلي؛ إنها تتعلق بطبيعة العلاقة بين الكينونة الذاتية (Self-Being) للساحر وبين القوة السحرية (Magical Power) التي يستخدمها. التحليل الفلسفي يُشير إلى أن هذا الإستنزاف ليس حتميًا دائمًا، بل هو نتاج لإختلال التوازن الجدلي بين الإستهلاك و التجديد الوجودي.
من المنظور الأنطولوجي، يُنظر إلى الساحر كـمُحوِّل (Transformer) وليس كمُنتِج مطلق للطاقة. إنّ الفعل السحري، في جوهره، هو عملية توظيف، تكثيف، وتوجيه لمصادر طاقية غير مادية. الفلسفة هنا تُقسم مصادر قوة الساحر إلى نوعين رئيسيين، وكلاهما عرضة للإستنزاف:
1. الطاقة الروحية الذاتية (Personal Spiritual Energy): وهي القوة الكامنة في الكينونة الروحانية (Spiritual Being) للساحر، و التي تشمل الوعي، والإرادة المُكثّفة، والقوة الحيوية (Ch’i أو Prana). الممارسة السحرية التقنية المتكررة تتطلب ضخًا مستمرًا لهذه الطاقة الذاتية لتشكيل الأثر السحري أو الكيان المشغّل. فلسفيًا، كل ممارسة هي إقتطاع من المخزون الأنطولوجي للساحر. إذا كان هذا الإقتطاع أكبر من قدرة الكينونة على التجديد التلقائي أو الواعي، يحدث ما يُسمى بالنقص الأنطولوجي (Ontological Deficit). هذا النقص لا يُضعف القدرة على أداء الطقوس فحسب، بل يُضعف جوهر الكينونة، مما يؤدي إلى الشعور بالإفراغ، والهشاشة الروحية، وقد يصل إلى فقدان المعنى الوجودي.
2. الطاقة الكونية المُستعارة (Borrowed Cosmic Energy): هي الطاقة التي يستمدها الساحر من المصادر الخارجية (العناصر، الكواكب، الكيانات الروحية، الأماكن المقدسة). الممارسات التقنية المتكررة التي تعتمد على هذه المصادر تتطلب من الساحر أن يعمل كـقناة (Channel). الإستنزاف لا يحدث في كينونة القناة نفسها، بل في قوة الإتصال وفاعلية القناة. إذا أسيء إستخدام هذا المصدر، أو تم إستغلاله بشكل مفرط دون إحترام قوانين التبادل الميتافيزيقي، فإن ذلك قد يؤدي إلى قطع الإتصال أو تلوث الكينونة، مما يجعل الساحر معتمدًا بشكل إلزامي على طاقته الذاتية، ومن ثم يتسارع الإستنزاف.
يكمن العمق الفلسفي للإستنزاف في مفهوم التشيؤ السحري (Magical Reification). الممارسات التقنية المتكررة مثل الحفظ الآلي للتعويذات أو الطقوس المُجردة من الوعي العميق تُحوّل الفعل السحري من إبداع وجودي إلى آلية ميكانيكية. الكينونة الروحانية للساحر هي جوهر الإرادة الحرة والوعي الخلّاق. عندما يُصبح السحر مجرد تقنية متكررة، فإن الساحر يُخاطر بـإختزال ذاته إلى مجرد أداة فاعلة لتنفيذ الطقوس. هذا الإختزال يقضي على الجودة الأنطولوجية (Ontological Quality) للفعل السحري، و يُجرّد الكينونة من حريتها الوجودية. عندما تتوقف الكينونة عن كونها غاية وتصبح مجرد وسيلة، فإنها تفقد بريقها و تضعف قدرتها على التجديد الداخلي. الساحر الذي يُركّز فقط على النتيجة المادية للطقس (التأثير الملموس) يفصل نفسه عن تجربة الوجود الروحية الكامنة في الممارسة. يصبح هدفه الإمتلاك (To Have) وليس الصيرورة (To Become). هذا التركيز على الخارج يُهمل عملية التغذية الداخلية والتأمل، مما يزيد من معدل الإستهلاك الذاتي دون تجديد روحي موازٍ.
يُشير الفكر الفلسفي العميق في السحر إلى أن الإستنزاف ليس قدراً محتوماً، بل هو نتيجة للممارسة غير الواعية. الساحر الذي يدرك العلاقة الجدلية بين ذاته والسحر يمكنه تحقيق إستدامة وجودية بل وتقوية للكينونة بمرور الوقت. السحر الواعي ليس مجرد عملية إستهلاك، بل هو دورة تجديد. عندما يكون الفعل السحري مصحوبًا بوعي عميق و إتصال حقيقي بالغاية الروحية، فإن الطاقة المُستهلكة تعود إلى الكينونة في شكل معرفة أنطولوجية مُكرّسة (Consecrated Ontological Knowledge) أو قوة روحية مُتجددة. الكينونة تتطور وتتقوى عبر كل ممارسة ناجحة لأنها تتوسع لتشمل الأبعاد التي تفاعلت معها. يجب على الساحر أن ينتقل من التركيز على التقنية (Technique) إلى التركيز على الوجود (Being). الطقوس ليست مجرد إجراءات، بل هي تعبير عن ماهية الساحر. الممارسة السحرية الحقيقية تُصبح تمرينًا على الوجود (Existential Exercise)، يزيد من سلطة الكينونة و كثافتها الروحية بدلاً من إستنزافها. الساحر لا يستهلك طاقته، بل يُحوّلها ويرفع من ترددها الوجودي. الوعي بأن الكينونة الروحانية هي المُحرّك الأبدي للقوة السحرية يفرض على الساحر واجب الحفاظ على الذات ورعايتها. هذا يتضمن ممارسات تأملية، وتأكيدًا على الغاية الأخلاقية أو الكونية للفعل السحري، مما يُعيد الإتصال بالبئر الأنطولوجي غير المحدود للوجود.
بإختصار، الكينونة الروحانية للساحر تضعف إذا تحول السحر إلى مجرد ممارسة تقنية مُستهلِكة تفصل الساحر عن جوهر ذاته المُتجدد. لكنها تتقوى وتتطور إذا كانت الممارسة السحرية تجربة وجودية واعية تهدف إلى توسيع الكينونة و الإرتقاء بها. فقدان السحر الذاتي هو في جوهره فقدان للوعي بالصيرورة الوجودية في مقابل التركيز على الفعل المادي.



#حمودة_المعناوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السحر قناع الأنطولوجيا: كيف يكشف التدخل الغيبي عن مرونة الكي ...
- العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ ...
- العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ ...
- العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ ...
- العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ ...
- العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ ...
- العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ ...
- العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ ...
- العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ ...


المزيد.....




- كيف بدت أصداء انطلاقة الموسم الـ 6 من -The Voice-؟
- بمكافآت ممتعة لحيواناتها.. حدائق الحيوان تحتفل بأجواء الهالو ...
- وزير الخارجية الألماني في دمشق... برلين تمد يدها لسوريا بعد ...
- عائلة مروان البرغوثي تقول لبي بي سي إن حديث ترامب يثير آمالا ...
- إسرائيل تتسلم جثماني رهينتين من حماس وسيخضعان لفحص تحديد اله ...
- مصر: وفاة مصورين في حادث سقوط رافعة تصوير إثر عطل مفاجئ
- الادعاء البولندي يطالب بالقبض على وزير العدل الأسبق بتهم فسا ...
- لجنة حماية الصحفيين: اختفاء 11 صحفيا في الفاشر عقب سيطرة الد ...
- مفاوضات المغرب وأميركا لاقتناء المقاتلة إف-35 -بمراحل متقدمة ...
- القضاء الأميركي يوقف نشر الحرس الوطني في شيكاغو وبورتلاند


المزيد.....

- من تاريخ الفلسفة العربية - الإسلامية / غازي الصوراني
- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حمودة المعناوي - السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخُّل الْغَيْبِيّ عَنْ مُرُونَة الْكَيْنُونَة وَصِرَاع الْإِرَادَات الْوُجُودِيَّة -الْجُزْءُ الثَّالِثُ عَشَرَ-