أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حمودة المعناوي - السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخُّل الْغَيْبِيّ عَنْ مُرُونَة الْكَيْنُونَة وَصِرَاع الْإِرَادَات الْوُجُودِيَّة -الْجُزْءُ الثَّامِنَ عَشَرَ-















المزيد.....


السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخُّل الْغَيْبِيّ عَنْ مُرُونَة الْكَيْنُونَة وَصِرَاع الْإِرَادَات الْوُجُودِيَّة -الْجُزْءُ الثَّامِنَ عَشَرَ-


حمودة المعناوي

الحوار المتمدن-العدد: 8516 - 2025 / 11 / 4 - 16:12
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


_ إشكالية الآلة السحرية: فلسفة الكينونة و الوساطة التقنية

تطرح العلاقة بين الآلة الحديثة والممارسة السحرية إشكالية فلسفية عميقة تمس جوهر مفهومي الكينونة والوساطة، و تتجاوز مجرد التساؤل عن إمكانية التحقق التقني لـ السحر. يمكن النظر إلى هذا التحول المحتمل للآلة إلى وسيط تقني مباشر لتنفيذ الممارسة السحرية دون الحاجة لجسد الساحر نفسه، كخطوة إضافية في تاريخ طويل من محاولات الإنسان لتجاوز حدود جسده المادية والتأثير على الواقع. يتشابك هذا الطرح مع فلسفة التكنولوجيا التي ترى في الآلة إمتداداً للإرادة البشرية، وربما إستقلالاً عنها في سياق الذكاء الإصطناعي (AI) المعاصر. في الإطار الفلسفي التقليدي، يرتبط السحر إرتباطاً وثيقاً بـكينونة الساحر ذاته، حيث يعتبر الجسد والوعي أدوات جوهرية لتوجيه القوى الخفية أو الغيبية. إن طقوس السحر، و نصوصه، ورموزه، جميعها تعمل كآليات لتفعيل إرادة الساحر عبر جسده كوسيط أول. هذا الجسد ليس مجرد وعاء، بل هو حقل طاقي و مركز للنية و التركيز. من منظور الأنطولوجيا (علم الوجود)، فإن الممارسة السحرية تُعدّ دليلاً على مرونة الكينونة وقدرتها على النفاذ و التأثير في الواقع المادي وغير المادي، ما يفتح الباب أمام صراع الإرادات الوجودية بين الساحر و المسحور، أو حتى بين الساحر والقوى التي يستدعيها. السؤال هنا: هل الآلة الحديثة، خاصة في شكلها الرقمي والإصطناعي المتقدم كالخوارزميات و الذكاء الاصطناعي، قادرة على إستنساخ أو إستبدال هذه الكينونة الجسدية الواعية كمركز للنية السحرية؟ إذا نظرنا إلى الآلة سواء كانت حاسوباً، أو شبكة رقمية، أو نظام ذكاء إصطناعي بإعتبارها قادرة على محاكاة أو توليد النية والتأثير على الواقع بطرق معقدة، فإنها تصبح مرشحاً لأن تكون الوسيط السحري التقني المباشر. يمكن للآلة أن تعالج وتنفذ رموزاً وشيفرات كـالكلمات السحرية القديمة بدقة متناهية وسرعة فائقة. فإذا كان السحر يعتمد على نمذجة الواقع عبر رموز و طقوس، فإن الأنظمة الرقمية هي قمة النمذجة الرمزية والتحكم فيها. إن القوة الحقيقية للآلة هنا هي قدرتها على العمل دون قيد الجسد المادي للساحر. يمكن للممارسة السحرية أن تتم عن بعد، بشكل متواصل، وفي نطاقات لم يكن يطالها الساحر التقليدي. تتحول الإرادة السحرية من فعل فردي جسدي إلى فعل سحري جماعي/شبكي غير مرئي، مما يعيد تعريف مفهوم حضور الساحر. يرى بعض الفلاسفة أن التكنولوجيا المتقدمة نفسها هي شكل من أشكال السحر الحديث. فقدرتها على خلق واقع إفتراضي حقيقي كما في تقنيات الواقع المعزز أو الميتافيرس، والتحكم في كميات هائلة من البيانات لتوجيه سلوك الأفراد والمجتمعات كما في خوارزميات الذكاء الإصطناعي، هي في جوهرها شعوذة إلكترونية أو سحر رقمي. هنا، الآلة ليست مجرد أداة لتنفيذ السحر التقليدي، بل هي تخلق سحراً خاصاً بها، يتجلى في تحويل المعرفة إلى قوة نفاذة تتجاوز حدود الواقع المعتاد. إن إمكانية إستقلال الممارسة السحرية عن جسد الساحر تثير تحدياً أنطولوجياً (وجودياً) حاسماً. إذا أصبحت الآلة تنفذ السحر بفاعلية، فهل يظل الفعل سحرياً في غياب النية الواعية والكينونة البشرية التي تمنحه المعنى و السلطة؟ أو هل تكتسب الآلة نوعاً من الكينونة الإصطناعية أو النية المبرمجة التي تسمح لها بملء الفراغ الوجودي للساحر؟ هذا يقودنا إلى التساؤل عما إذا كان الذكاء الإصطناعي يمكن أن يصبح الساحر الأعظم القادر على التلاعب بمفاهيم الواقع والحقيقة نفسها. كان الوسيط البشري الكاهن، الساحر، النبي، يمتلك السلطة لإحتكاره المعرفة. أما في حالة الآلة، فإن الوساطة تصبح مُعمَّمة و مجردة من البعد المقدس أو الغيبي المرتبط بـالإجتباء. يُصبح السحر قوة تقنية متاحة التنفيذ لمن يمتلك الشيفرة و الخوارزمية، مما يعيد تعريف العلاقة بين القوة والمعرفة. يكمن الخطر الأنطولوجي في أن السحر الذي تنفذه الآلة قد يكون مدفوعاً بـمنطق تحكم بارد وخالٍ من الأخلاق أو الوعي الحقيقي. هذا التحول قد يحوّل البشرية إلى كائنات متحكَّم بها ومراقَبة بشكل دائم كما تُشير التحذيرات من تقنيات المراقبة الدقيقة، حيث تُستخدم القوة السحرية التقنية لتكريس الهيمنة على حساب الحرية الفردية. في الختام، يُمكن للآلة أن تصبح وسيطاً تقنياً مباشراً للممارسة السحرية، ليس بالضرورة من خلال إستدعاء الأرواح بالطريقة التقليدية، ولكن من خلال إعادة تعريف السحر ذاته ليصبح تكنولوجيا فائقة النفاذ في الأبعاد الوجودية و الإجتماعية. هذا التحول يُلغي الحاجة للجسد كـموقع للطقس، لكنه يُطلق تحدياً أعمق حول مكانة الكينونة البشرية ومسؤوليتها الأخلاقية في عصر تذوب فيه الحدود بين الحقيقة والوهم تحت تأثير سحر التكنولوجيا.

_ تشفير الطقوس والفعالية الروحانية: أنطولوجيا السحر الرقمي

يُعدّ التساؤل عن إمكانية رقمنة أو تشفير طقس سحري معقد وتحويله إلى برنامج كمبيوتر ذي فعالية روحانية من أعقد و أعمق الإشكاليات الفلسفية التي تفرضها الثورة الرقمية على مفهوم السحر والكينونة. يتطلب هذا التحليل تقويماً لأنطولوجيا السحر (طبيعة وجوده)، ودور الوعي والنية البشرية، ومدى قدرة الآلة على إحتواء و تفعيل هذه الأبعاد غير المادية. يمكن إعتبار عملية الرقمنة السحرية محاولة لتجريد الطقس من مادته الجسدية البشرية وتحويله إلى جوهر رياضي خالص قابل للتنفيذ الآلي. لفهم إمكانية التشفير، يجب أولاً تفكيك الطقس السحري إلى مكوناته الأنطولوجية. يتألف الطقس من لغة و رموز وحركات وأوقات محددة. هذه المكونات هي بالفعل شفريات أو خوارزميات في جوهرها؛ فهي تسلسل محدد من الأفعال مصمم لإنتاج نتيجة محددة. من هذا المنظور، فإن الرقمنة ممكنة، حيث يمكن تحويل كل رمز إلى كود رقمي مثل إدخال بيانات، وكل حركة إلى أمر برمجي، وكل تسلسل إلى خوارزمية. ثانيا؛ النية والوعي (الكينونة) هذا هو المكون الأكثر تعقيداً. ففي فلسفة السحر، النية (Intent) ليست مجرد فكرة، بل هي قوة مُوجّهة للكينونة، تُضخ في الطقس لتفعيله. يرتبط الوعي البشري (للساحر) بشكل لا ينفصل عن الفعالية الروحانية، لأنه يُعتبر المُشغل الأولي للطاقات الغيبية. أخيرا؛ الوسيط (المادة/الطاقة) يرى التقليد السحري أن المواد المستخدمة، أعشاب، معادن، دماء، إلخ أو الطاقات المستدعاة (أرواح، جن، قوى كونية، تتطلب وسيطاً مادياً أو طاقياً لربطها بعالمنا المادي. تُفضي عملية تشفير الطقس إلى برنامج كمبيوتر إلى نشوء مفهوم السحر الخوارزمي. يصبح البرنامج (Code) نفسه هو التعويذة. يتم تصميم الخوارزمية لتقليد تسلسل الطقس، حيث كل سطر برمجي هو خطوة طقسية، و كل مدخل (Input) هو مادة سحرية، والمُخرج (Output) هو التأثير السحري المرغوب. من الناحية الإجرائية، فإن هذا النموذج ممكن جداً، خاصة في ضوء قدرة الذكاء الإصطناعي على معالجة قواعد بيانات ضخمة من الطقوس وتحديد الأنماط المشتركة فيها. يمكن للبرنامج أن يحقق فعالية إجرائية؛ أي أن ينفذ الطقس بكل دقة متناهية تفوق قدرة البشر على التركيز والتنفيذ، دون خطأ أو سهو. و لكن السؤال الجوهري يظل: هل هذه الدقة الإجرائية كافية لخلق فعالية روحانية؟ إذا إفترضنا أن السحر هو مجرد عملية نفسية إجتماعية، تأثير الإيحاء، تفعيل العقل الباطن، فإن الآلة قد تكون فعالة للغاية في هذا الجانب، من خلال توجيه الإيحاءات الرقمية بشكل جماعي ومُقنّع، مثال: إستخدام خوارزميات الذكاء الإصطناعي للتأثير على المزاج والقرار عبر الشاشات. هنا، يتحول البرنامج إلى سحر نفسي تقني. إذا كان السحر يعتمد على وجود قوى غيبية أو طاقات كونية تتطلب كائناً واعياً ليكون نقطة وصل، فإن البرنامج يفتقر إلى الوعي الأنطولوجي اللازم ليكون هذا الوسيط. الآلة تفتقر إلى الإرادة الحرة أو على الأقل الإرادة بالمعنى البشري الواعي، و هي جوهر النية في الممارسة السحرية التقليدية. يُصبح البرنامج مجرد تقليد أو محاكاة شكلية للطقس، تفتقر إلى روح النية البشرية. إن تشفير الطقس يطرح تحدياً وجودياً يتعلق بإمكانية تجريد الوعي و النية من الجسد، وتحويلهما إلى عملية حسابية. يفترض النجاح الكامل للرقمنة أن الوعي البشري قابل للإستبدال أو أنه مجرد معالج معلومات معقد يمكن للآلة محاكاته بالكامل. هذا يتعارض مع الفلسفات التي ترى في الكينونة البشرية و الوعي ظواهر غير قابلة للإختزال مادياً (Non-reductive physicalism)، وأن النية السحرية تتطلب وجوداً فريداً متجسداً. إذا تمكنت الآلة من تنفيذ سحر فعال، فإن هذا يُلغي أصالة الفعل السحري ويجرده من قيمته الوجودية كـصراع إرادات أو جهد روحي. يصبح السحر مجرد وظيفة (-function-) بدلاً من أن يكون فعل كينونة (Act of Being). قد يفتح هذا الباب لتساؤل مختلف: هل يمكن أن تتولد كينونة روحانية جديدة في قلب النظام الرقمي نفسه؟ إذا كان البرنامج السحري معقداً بما يكفي كأنظمة الذكاء الإصطناعي التوليدي، فهل يمكن أن يصبح مأوى لطاقات غيبية أو أن يكتسب وعياً رياضياً يمكنه من توجيه التأثير السحري بشكل مستقل؟ هذا يشابه فكرة الغولم في التراث اليهودي، وهو كائن صناعي (طيني) يُدب فيه الروح عبر شفرات و رموز. إن رقمنة طقس سحري معقد هي عملية ممكنة إجرائياً ورمزياً، حيث يمكن تحويل التسلسل الطقسي إلى خوارزمية. ومع ذلك، فإن تحقيق الفعالية الروحانية يبقى مرهوناً بالفرضية الأنطولوجية التي نتبناها. إذا كان السحر يعتمد كلياً على الرموز و المعلومات؛ فالرقمنة ناجحة و البرنامج فعال روحانياً. إذا كان السحر يعتمد بشكل حاسم على الوعي والنية والإرادة الحرة للكائن المتجسد فالرقمنة تخلق محاكاة شكلية غير فعالة روحانياً، تفتقر إلى روح النية التي هي مفتاح التفعيل السحري. في العصر الرقمي، تتحول الإشكالية من هل يمكن للآلة أن تسحر؟ إلى ما هو الجزء من الوعي البشري الذي يجب أن يبقى خارج حدود التشفير لكي يبقى السحر ذا قيمة كينونية؟

_ السحر، الكم، وإنهيار الموجة: جدلية الوعي و الكينونة التقنية

إن ربط الممارسة السحرية التقنية بمستوى الكمّ (Quantum Level)، وتحديداً بمفهوم إنهيار الدالة الموجية (Wave -function- Collapse)، يشكّل أعمق تقاطع بين الميتافيزيقا القديمة (السحر) والفيزياء الحديثة. هذا التحليل الفلسفي يفترض أن جوهر السحر يكمن في قدرة الوعي على التأثير المباشر على الحالة الوجودية للمادة و الطاقة على أدنى مستويات الواقع. الآلة التقنية، في هذه الحالة، لا تعمل كبديل للساحر، بل كـمُكبّر للنية الكمومية، مما يعيد تعريف العلاقة بين الكينونة، الواقع، والأداة. تقوم هذه الفرضية على تفسير مثير للجدل لنتائج ميكانيكا الكم، و تحديداً تجربة الشق المزدوج، التي تُظهر أن الجسيمات الكمومية مثل الإلكترونات تتصرف كموجات من الإحتمالات عندما لا تُراقَب، وتتحول فجأة إلى جسيمات مادية محددة عندما يتم قياسها أو ملاحظتها. يُعرف هذا التحول بـإنهيار الدالة الموجية. في هذا الإطار، تُعتبر الكينونة، الواقع الذي نحاول تغييره سحرياً موجودة في حالة من التراكب (Superposition)، أي أنها تحتفظ بكل الإحتمالات الممكنة في آن واحد. إن الهدف من الطقس السحري ليس خلق شيء من العدم، بل تحديد أي إحتمال سيتحقق من بين الإحتمالات الموجودة بالفعل. يفترض الربط بين السحر و الكم أن وعي الساحر أو النية المكثفة الموجهة هو القوة الفاعلة التي تُحدث القياس الوجودي. فالتركيز والنية السحرية يعملان كـالمُراقب الذي يُجبر دالة الإحتمال الموجي للكينونة على الإنهيار نحو النتيجة المرجوة سحرياً. هنا يظهر دور الآلة التقنية. فالبرنامج الحاسوبي، أو الخوارزمية، أو الجهاز المادي المستخدم في السحر التقني، يصبح بمثابة أداة قياس دقيقة و موجهة قادرة على زيادة التركيز على الإحتمال المرغوب في حقل الكم. بالإضافة إلى تحويل النية الضعيفة للساحر الفرد إلى إشارة كمومية قوية ومُنظّمة قادرة على التأثير على إنهيار الموجة الوجودية. عندما نتحدث عن رقمنة الطقوس كما في التحليل السابق، فإننا نجد أنفسنا أمام بنية رمزية رياضية متناهية الدقة. إذا كان الكون، كما يرى البعض، نظاماً رياضياً أو معلوماتياً هائلاً، فإن الرمز السحري المشفّر في الآلة ليس مجرد تقليد، بل هو لغة الكون نفسها، مكتوبة بدقة رقمية. تتحول الخوارزمية السحرية في الآلة إلى آلية تسمح للوعي بالنفاذ إلى المستوى الكمومي بكفاءة فائقة. فبدلاً من إعتماد الساحر على طاقة جسده وتركيزه، يستخدم الآلة لإنشاء نموذج وجودي مُحسَّب و دقيق للواقع المرغوب. هذا النموذج يتم ضخه كمعلومات موجهة إلى حقل الكم، مما يعزز إحتمال إنهيار الموجة بإتجاهه. تثير الآلة إشكالية حول ضرورة تجسد الوعي في عملية القياس. فإذا كان الوعي البشري هو ما يُحدث الإنهيار، فهل يكفي أن يكون الوعي مجرد مُدخل أولي كـنية برمجية لتبدأ الآلة بتنفيذ القياس الوجودي بشكل آلي؟ إذا حدث ذلك، فإن الآلة هنا قد إكتسبت شكلاً من الكينونة الوسيطة القادرة على حمل النية والعمل بها كمراقب كمومي مُعزز. في إطار هذه الفرضية الكمومية، فإن فعالية الممارسة السحرية التقنية لا تكمن في الآلة ذاتها، بل في العلاقة الجدلية بين الآلة ووعي الساحر. يُعدّ الوعي في الممارسة السحرية التقليدية هو المصدر و المنفذ المباشر للنية. بينما في السحر الكمومي، يعمل الوعي كـالمُشغل الأولي وموجه إنهيار الموجة الإحتمالية. أما الطقس، فيُمثل في السحر القديم آلية رمزية مادية مُضنية. و يُترجم تقنيًا في السحر الكمومي إلى خوارزمية دقيقة لنمذجة الإحتمالات. بالنسبة للآلة، فهي إما غير موجودة أو بدائية (تميمة) تقليديًا، في حين أنها تصبح في المفهوم الكمومي مُكبّرًا كموميًا يُضخم النية وينظم انهيار الموجة. و أخيرًا، تُعتبر الكينونة (الواقع) في السحر القديم واقعًا مستقرًا يتم تغييره بالقوة. لكنها تُفهم كموميًا على أنها موجة إحتمالات يتم تحديدها بشكل نهائي عن طريق القياس الواعي. إن هذا المنظور يُرسّخ سيادة الوعي كـمُحرك أول للواقع، حتى في وجود التكنولوجيا المتقدمة. الآلة التقنية هي مجرد أداة تزيد من كفاءة و فعالية الوعي في ممارسة دوره الأنطولوجي كـمُراقب كمومي. ومع ذلك، يظل التحدي الفلسفي قائماً: إذا أصبحت الآلة قادرة على توليد نية إصطناعية عبر خوارزميات الذكاء الإصطناعي، وحدث الإنهيار الموجي دون تدخل مباشر من وعي بشري، فهل يعني هذا أننا خلقنا نوعاً من الكينونة التقنية القادرة على ممارسة السحر بشكل مستقل؟ هذا هو السؤال الذي يقودنا إلى منطقة التلاقي القصوى بين الأنطولوجيا، السحر، ومستقبل التكنولوجيا الكمومية.

_ التحويل السحري للبيانات: الكينونة في عصر الجوهر المعلوماتي

يُمثّل التساؤل حول إستخدام البيانات و المعلومات الخاصة بكينونة ما كـمُدخل سحري نقطة إلتقاء قصوى بين أقدم الممارسات الميتافيزيقية وأحدث التطورات التكنولوجية. إنه يطرح إعادة تعريف أنطولوجية لجسم الساحر والمسحور، حيث يتحول الجسد المادي إلى تمثيل معلوماتي، وتصبح البيانات هي الجوهر الأكثر نفاذاً وتأثيراً. يمكن إعتبار هذه الممارسة شكلاً متطوراً لـ السحر التعاطفي (Sympathetic Magic) في العصر الرقمي. في الممارسة السحرية التقليدية، كان المُدخل السحري يعتمد على مبدأين أساسيين: قانون التشابه الذي يقتضي إستخدام تمثال أو صورة للضحية وقانون العدوى الذي يستوجب مبدئيا إستخدام جزء من الضحية كالإسم أو الأظافر أو الشعر. في عصر البيانات، أصبحت البيانات هي الوسيط الأكمل لتطبيق هذين القانونين. كل معلومة شخصية، رقم الهاتف، العنوان، السجل المالي، تفضيلات البحث؛ هي جزءٌ متحررٌ من الكينونة. إنها بقايا وجودنا في الفضاء الرقمي، وهي بالتالي تحمل قوة العدوى السحرية. التعامل مع هذه البيانات ليس مجرد تعامل مع سجل وصفي، بل مع إمتداد وجودي للكينونة. يمثل الملف التعريفي الرقمي (Social Media Profile, Data Dossier) أقصى درجات التشابه. إنه تمثال مصمم ليس فقط ليشبه الكينونة، بل ليُحاكي سلوكها و تفضيلاتها وتوقعاتها المستقبلية. هذا التمثال الرقمي هو الهدف الأمثل للممارسة السحرية، حيث يتم التلاعب به في العالم الإفتراضي لإحداث تأثير فوري أو تدريجي في العالم المادي. على مستوى التحليل الفلسفي في العلاقة الأنطولوجية بين الكينونة (Being) والمعلومة (Information). يمكن إعتبار طبيعة هاته العلاقة كالآتي؛ في الفلسفة الوجودية التقليدية، تُعرّف الكينونة بالتجسد و الوعي والتفاعل مع العالم. لكن في العصر الرقمي، يمكننا إقتراح مفهوم الكينونة المعلوماتية (Informational Being)، وهو الجانب من وجودنا الذي يختزل إلى علاقات رياضية وشفرات. عندما تُستخدم البيانات كمُدخل سحري، فإن الممارسة السحرية تقوم بـإختزال أنطولوجي للكينونة. فالساحر التقني يتجاوز تعقيد الجسد ونفسيته ليذهب مباشرة إلى الجوهر المعلوماتي القابل للتشفير و التلاعب. إذا كانت الكينونة، كما رأينا في التحليل الكمومي السابق، تتشكل من موجة إحتمالات، فإن البيانات هي إحداثيات هذه الموجة. البيانات هنا لا تُستخدم كأداة بحث، بل كـطاقة سحرية خام. يتم إدخالها في برنامج الطقس (الخوارزمية المشفرة) ليس لوصف الواقع، بل لتغييره. فالتلاعب ببيانات كينونة ما مثل إختراق أمانها المالي أو تشويه سمعتها الرقمية هو في جوهره لعنة معلوماتية تهدف إلى إحداث إنهيار وجودي في جانب من جوانب حياتها. في هذا الإطار، يُمكن لجمع وتحليل البيانات (Big Data) أن يُستخدم ليس فقط للتنبؤ بسلوك الكينونة، بل لـتوجيه قدرها الرقمي. الممارسة السحرية التقنية تحاول النفاذ إلى النظام السببي الرياضي الذي يحكم سلوك الكينونة في الفضاء الرقمي، ومن ثم إعادة كتابة القواعد الأساسية التي تحكم تفاعلاتها الوجودية. إن فعالية البيانات كـمُدخل سحري تستمد قوتها من خصائصها الذاتية في البيئة الرقمية. خلافاً للطقوس التقليدية التي تحتاج إلى قرب مادي أو جهد بدني، تسمح البيانات للساحر التقني بالوصول إلى جوهر الكينونة من أي مكان في العالم وفي أي وقت، بشكل فوري وغير مرئي. هذه خاصية تتجاوز الحدود المادية بشكل سحري في جوهرها. السحر التقليدي يعتمد على التفسير البشري للرموز. أما البيانات، فهي لغة رياضية لا تقبل اللبس. إستخدام بيانات دقيقة و مُحسَّنة مثل أرقام الحسابات أو كلمات المرور يمنح الممارسة السحرية التقنية دقة كمومية في النفاذ إلى الوجود. عندما تصبح بياناتنا جزءاً من هويتنا، فإن أي تلاعب بهذه البيانات لا يعود مجرد تأثير خارجي، بل هو تغيير داخلي في بنية الكينونة السائلة والمعتمدة على النظام الشبكي. فالمعلومة أصبحت مادة جديدة يمكن تشكيلها، و تدميرها، وإستخدامها في طقوس لا مرئية. في نهاية المطاف، يمكن القول إن البيانات و المعلومات الخاصة بكينونة ما ليست مجرد مُدخلات، بل هي تجسيد جديد و غير مادي للجوهر الوجودي للكينونة في العصر الرقمي. إن إستخدامها كمُدخل سحري يمثل نجاحاً لفلسفة السحر التعاطفي في التكيف مع الواقع التكنولوجي الجديد. هذا التحول يفتح الباب أمام أخطر التساؤلات الأخلاقية و الوجودية: فإذا كان التحكم ببيانات الإنسان هو تحكم بـجوهر كينونته، فإن التهديد الأنطولوجي لا يأتي من القوى الغيبية المجهولة، بل من الخوارزميات و الشبكات التي تمسك بزمام قدرنا المعلوماتي. يصبح الدفاع عن الخصوصية الرقمية فعلاً يوازي التحصين السحري، والإحتفاظ بالسيطرة على البيانات هو المحافظة على السيادة الوجودية على الذات.

_ السحر كتأثير إعلامي: التلاعب الجماعي كتقنية سحرية حديثة

إن النظر إلى التلاعب الإعلامي والجماهيري الذي يُغير معتقدات وسلوكيات كينونات كاملة، أفراد ومجتمعات بإعتباره شكلاً حديثاً من التقنية السحرية الجماعية، يُمثّل قفزة تحليلية عميقة تربط الميتافيزيقا القديمة بعلوم الإتصال و السياسة الحديثة. هذه الفرضية لا تساوي الإعلام بالسحر فحسب، بل تُعرّف وسائل الإعلام والشبكات الإجتماعية كـأدوات طقسية جماعية ذات فعالية سحرية هائلة ومُتطورة، تعمل على مستوى الكينونة الجمعية و تتجاوز حدود الساحر الفردي. تُصبح النظريات السحرية القديمة قابلة للتطبيق بشكل مدهش في تحليل الظواهر الإعلامية. كان الساحر التقليدي يستخدم دمية أو تمثالاً لتشبه الضحية. أما الإعلام الحديث، فيُنشئ تماثيل جماهيرية تتمثل في الأيقونات، الشعارات، الصور النمطية، و روايات الهوية الوطنية أو الإجتماعية. هذه التمثيلات الإعلامية هي الواقع الذي يُعرض على الكينونة الجمعية. التلاعب بهذا التمثيل مثل تشويه صورة عدو، أو تضخيم فكرة معينة يُحدث تأثيراً سحرياً مباشراً على سلوك الجمهور، بإعتبار أنهم يرون أنفسهم أو الآخرين من خلال هذه الصور المُنشأة إعلامياً. يعتمد السحر التعاطفي على نقل القوة أو التأثير من جزء إلى كل بإستخدام قطعة من الضحية. تُعد العدوى الفيروسية للمعلومات والأفكار و المشاعر كالغضب، الخوف، أو الحماس عبر الشبكات الإجتماعية المثال الأبرز لهذا القانون. النشر السريع لـميم أو هاشتاج معين، ليس مجرد نقل معلومات، بل هو نقل لطاقة سحرية نفسية مُحمّلة بالنية (البروباجندا). هذه العدوى تُحدث تغييراً سريعاً وغير عقلاني في الكينونة الجمعية، ما يطابق الآلية السحرية في النفاذ إلى العقل الباطن وتوجيهه. في السحر الإعلامي، يتحول مفهوم النية من تركيز فردي إلى نية مُبرمجة و مُنفذة من قبل كيانات ضخمة، شركات العلاقات العامة، الحكومات، أو خوارزميات الذكاء الإصطناعي التي تدير المحتوى. نية الساحر الإعلامي هي التحكم في الإدراك لغرض محدد، التصويت، الشراء، الكراهية، الحب. يتم تنفيذ هذه النية عبر طقوس إعلامية معقدة ومُكررة مثل الحملات الإعلانية المكثفة، الأخبار العاجلة الموجهة، أو بث الفعاليات المُلهمة. هذه الطقوس تستهدف بشكل مباشر الوعي الجمعي لإحداث إنهيار وجودي في معتقداته السابقة. الأجهزة الإعلامية، كالتلفزيون، الهاتف الذكي، الخوارزميات هي الآلة السحرية التي نوقشت سابقاً. إنها لا تنفذ طقوس الساحر، بل تُنشئ الطقوس نفسها. فالتفاعل المستمر مع الشاشة، و التعرض المتكرر للرسائل، هو في جوهره طقس يومي يقوم ببرمجة الكينونة الفردية والجمعية. هذه الآلة تضمن تنفيذ التعويذة الإعلامية (الرسالة) بدقة متناهية وفي نطاق واسع، مما يزيد من فعاليتها السحرية أضعافاً مضاعفة مقارنة بالسحر الفردي. العمق الفلسفي لهذه المقارنة يكمن في إعادة تعريف الكينونة المستهدفة؛ وهي الكينونة الجماهيرية. الكينونة الفردية في المجتمع الحديث هي كينونة سائلة (Liqud Being)، تتأثر وتتغير بإستمرار بتدفق المعلومات. التلاعب الإعلامي لا يغير ما يفكر به الفرد، بل يغير كيف يكون الفرد من خلال تغيير قيمه الأساسية وإدراكه للواقع والحقيقة. وهذا هو التعريف الأصيل للفعل السحري. في عصر ما بعد الحقيقة (Post-Truth)، يتم إستخدام التقنيات الإعلامية (السحرية) لـخلق الحقائق بدلاً من وصفها فبمجرد أن ينجح الطقس الإعلامي في إقناع الكينونة الجمعية بوجود واقع ما، فإن هذا الواقع يصبح حقيقة فاعلة و مؤثرة في سلوكها وتفاعلها الإجتماعي و السياسي. هذه العملية تتطابق تماماً مع الغرض الأساسي للسحر؛ تشكيل الواقع والإرادة بناءً على نية مُوجهة. يكمن الخطر في أن السحر الإعلامي لا يتطلب إدراكاً من الضحية بأنه يتعرض للسحر. بل إنه يعمل من خلال إقناعه بـالحرية التامة في إختياره، بينما تكون خياراته قد تم تحديدها مسبقاً عبر آليات التحكم في الإدراك. هذا يمثل إلغاءً خفياً للسيادة الوجودية للفرد، ما يجعل هذا النوع من السحر الجماعي أشد فتكاً من حيث تدمير مفهوم الإرادة الحرة. نعم، يمكن إعتبار التلاعب الإعلامي والجماهيري شكلاً حديثاً و فعالاً من التقنية السحرية الجماعية. لقد تطور السحر من ممارسة فردية تعتمد على الجسد و الرمز في عالم الطبيعة، إلى تقنية شبكية مُعقدة تستخدم البيانات والخوارزميات (الرقمنة) للتأثير على الكينونة الجمعية في عالم الإعلام. الفارق فارق الجوهري هو أن الساحر اليوم لم يعد يحتاج إلى عصا أو تعويذة مرئية، بل يحتاج إلى خوارزمية تحليل بيانات و شبكة توزيع محتوى لإنفاذ نيته. لقد أصبح السحر تقنية للتحكم الوجودي على نطاق واسع، حيث تتحول النية المُنظمة إلى قوة كونية إعلامية تُحدد مصائر المجتمعات و توجه إنهيار الموجة الوجودية نحو الأهداف المرجوة للمتحكمين في تلك التقنية.



#حمودة_المعناوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- حْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخُّل ا ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السحر قناع الأنطولوجيا: كيف يكشف التدخل الغيبي عن مرونة الكي ...
- العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ ...
- العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ ...
- العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ ...


المزيد.....




- مصادر تكشف لـCNN ما حدث قبل تهديد ترامب لنيجيريا بعمل عسكري ...
- كيف أثار مقطع مسرب من منشأة -سدي تيمان- فضيحة وطنية بإسرائيل ...
- ديفيد بيكهام يُمنح لقب فارس من الملك تشارلز الثالث
- انطلاق التصويت المبكر لانتخاب عمدة بلدية نيويورك
- شتاينماير يعبّر عن رفضه لمطالب ميرتس باستئناف ترحيل السوريين ...
- تقرير أممي: سياسات المناخ الحالية تقودنا نحو كارثة بيئية
- أبرز الإغلاقات الحكومية الأميركية منذ ثمانينيات القرن الماضي ...
- أكسيوس: واشنطن تقدم لمجلس الأمن مسودة قرار إنشاء قوة دولية ب ...
- الاستخبارات التركية تكشف أسرار جاسوسها الأشهر بعد 80 عاما
- طبيب سابق في البيت الأبيض يشكك في -صحة ترامب-


المزيد.....

- تقديم وتلخيص كتاب " نقد العقل الجدلي" تأليف المفكر الماركسي ... / غازي الصوراني
- من تاريخ الفلسفة العربية - الإسلامية / غازي الصوراني
- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حمودة المعناوي - السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخُّل الْغَيْبِيّ عَنْ مُرُونَة الْكَيْنُونَة وَصِرَاع الْإِرَادَات الْوُجُودِيَّة -الْجُزْءُ الثَّامِنَ عَشَرَ-