|
|
انهيار الإمبراطورية الأمريكية وانسحابها من عرش العالم..بداية النهاية
احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية
(Ahmad Saloum)
الحوار المتمدن-العدد: 8514 - 2025 / 11 / 2 - 08:43
المحور:
كتابات ساخرة
في أواخر أكتوبر 2025، وقفت الرياح الباردة على شواطئ رومانيا، حيث كانت وحدات الفرقة الجوية 101 الأمريكية، التي نشرت في السنوات القليلة الماضية لتعزيز الحدود الشرقية لأوروبا، تجمع أمتعتها. لم يكن هذا مجرد تدوير عسكري روتيني؛ كان إعلاناً صامتاً عن تراجع قوة عظمى. أكثر من 700 جندي أمريكي، معظمهم من الفرقة القتالية الثانية للمشاة، عادوا إلى قواعدهم في كنتاكي، تاركين خلفهم فراغاً أمنياً يثير القلق في برلين ووارسو وروما. هذا الانسحاب، الذي أعلن عنه البنتاغون كجزء من "إعادة ترتيب الأولويات" نحو الداخل والمحيط الهادئ، لم يكن الأول. في الربيع نفسه، كانت هناك خطط لسحب ما يصل إلى 10,000 جندي آخرين من شرق أوروبا، مما يعكس تحولاً جذرياً في السياسة الأمريكية تحت إدارة دونالد ترامب الثانية. لم يعد الالتزام بناتو يُعتبر خطاً أحمر؛ أصبح عبئاً مالياً ولوجستياً لا يُحتمل في ظل اقتصاد يئن تحت وطأة دين هائل يتجاوز 38 تريليون دولار.
تخيل لوحة تاريخية: إمبراطورية رومانية تتراجع أمام البرابرة، أو بريطانيا العظمى تتخلى عن مستعمراتها في آسيا. اليوم، في 2025، يتكرر السيناريو مع الولايات المتحدة. الانسحاب من رومانيا، الذي أكدته وزارة الدفاع الرومانية بأنه جزء من "تقييم إقليمي للوضع العالمي"، لم يغير التوازن الاستراتيجي فحسب، بل أثار تساؤلات حول مصير الحلفاء. بقي حوالي 1000 جندي أمريكي في رومانيا، لكن الرسالة واضحة: أمريكا لم تعد الشرطي العالمي. هذا التراجع ليس مصادفة؛ إنه نتيجة لضغوط داخلية تجعل الحكومة غير قادرة على دفع رواتب موظفيها الاتحاديين، ناهيك عن تمويل مغامرات عسكرية بعيدة. في أكتوبر، دخل الكونغرس في إغلاق حكومي طويل، حيث فشل في تمرير ميزانية، مما أدى إلى تأجيل رواتب حوالي 1.4 مليون موظف مدني اتحادي. هؤلاء الذين يديرون الدولة – من موظفي الخدمات الجمركية إلى علماء الوكالة الوطنية للفضاء – وجدوا أنفسهم يلجأون إلى بنوك الطعام والوظائف الجانبية، بينما يستمر العالم في الدوران دون رواتبهم. هذا الانهيار المالي لم يكن مفاجئاً؛ إنه قمة جبل جليد من فوضى اقتصادية بدأت مع جائحة كوفيد وتفاقمت مع سياسات ترامب الضريبية.
في قلب واشنطن، حيث يقف مبنى الكابيتول كرمز للقوة، يتردد صدى الدين الوطني كوحش يلتهم المستقبل. تجاوز الدين الأمريكي 38 تريليون دولار في أكتوبر 2025، مساوياً لـ111,000 دولار لكل مواطن. هذا الرقم المرعب ليس مجرد إحصائية؛ إنه يعني فوائد تصل إلى 1.21 تريليون دولار سنوياً، أكثر مما ينفق على ميديكير أو الدفاع. خبراء مثل أولئك في مكتب الميزانية الكونغرسي يحذرون من أن الدين سيصل إلى 143% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2030، متجاوزاً حتى إيطاليا ويونان. ترامب، الذي وعد بـ"صفقات كبيرة"، وجد نفسه يركع أمام الرئيس الصيني شي جين بينغ في بوسان، كوريا الجنوبية، في 30 أكتوبر. الاجتماع، الذي وصفه ترامب بـ"رائع" و"12 من 10"، أسفر عن تخفيض التعريفات على الصادرات الصينية من 57% إلى 47%، وتعليق قيود على المعادن النادرة، مقابل وعود صينية بزيادة شراء الصويا الأمريكية ومكافحة الفنتانيل. كان هذا التنازل واضحاً: أمريكا، المثقلة بديونها، لا تستطيع تحمل حرب تجارية أخرى. الصين، التي أصبحت الدائن الأكبر للولايات المتحدة، أمسكت بالخيوط، مما يجعل الركوع الدبلوماسي ليس خياراً، بل ضرورة.
لكن الانهيار ليس خارجياً فقط؛ إنه يمزق النسيج الداخلي. في كاليفورنيا، الولاية الأكثر ثراءً وتنوعاً، أصبحت فكرة الانفصال واقعاً ملموساً. في يناير 2025، دخلت مبادرة "كاليكست" – استفتاء يطالب بـ"هل يجب على كاليفورنيا أن تصبح دولة حرة ومستقلة؟" – مرحلة جمع التوقيعات، محتاجة إلى 546,651 توقيع بحلول يوليو. مدعومة من قبل مجموعات مثل "نعم كاليفورنيا"، تركز المبادرة على لجنة لدراسة جدوى الاستقلال، مستندة إلى استطلاعات تظهر أن 60% من الكاليفورنيين يرون أنفسهم أفضل بدون واشنطن. هذا ليس تمرداً عابر؛ إنه رد فعل على سياسات ترامب، التي ترى في كاليفورنيا عدواً سياسياً، مع اقتراحات لإعادة رسم الخرائط الانتخابية لصالح الجمهوريين. حاكم الولاية غافن نيوسوم، الذي وصف السياسات الاتحادية بـ"الحرب على قيمنا"، ألمح إلى "انفصال ناعم" عبر حجب الضرائب. إذا نجحت المبادرة في الانتخابات المقررة لـ2028، قد تكون كاليفورنيا، بتاريخها الغني بالثورات منذ 1850، أول دولة تتحدى الاتحاد من الداخل.
وفي شيكاغو، المدينة التي كانت يوماً رمزاً للصناعة الأمريكية، أشعلت شرارة حرب أهلية صغيرة. في أكتوبر 2025، نشر ترامب قوات الحرس الوطني من تكساس – 400 جندي على متن طائرات عسكرية – في شيكاغو دون موافقة حاكم إلينوي الديمقراطي، متهماً المدينة بأنها "منطقة حرب" بسبب العنف الإجرامي. وصف العمدة براندون جونسون الانتشار بـ"احتلال"، بينما صاح الجمهوريون في فلوريدا بأن "نحن نقترب من 1861". الاشتباكات اندلعت بين المتظاهرين والقوات الفيدرالية، مع تقارير عن اعتقالات تعسفية وإطلاق نار، مما أثار مخاوف من تصعيد يشبه حرب أهلية. محللون مثل باربرا والتر، مؤلفة "كيف تبدأ الحروب الأهلية"، يحذرون من أن هذا التوتر بين الولايات الزرقاء والحمراء، مع انتشار الحرس الوطني في مدن ديمقراطية، يمهد لصراع داخلي. شيكاغو ليست وحدها؛ بورتلاند ونيويورك شهدتا نشرات مشابهة، حيث يرى ستيفن ميلر، مستشار ترامب، في هذه المدن "معسكرات تدريب للإرهابيين الداخليين".
هذا الانهيار الداخلي يعكس انهياراً عالمياً أوسع. الانسحاب الأمريكي لم يقتصر على أوروبا؛ في سبتمبر 2025، انتهت بعثة التحالف الدولي في العراق، مع سحب مئات الجنود من قاعدة عين الأسد، وتقليص الوجود في بغداد. هذا جزء من خطة أوسع لإعادة نشر 20,000 جندي من أوروبا، مع مطالبة الحلفاء بدفع "إتاوات" للدفاع عن أنفسهم. ترامب، في منتدى دافوس، رفع سقف إنفاق الناتو إلى 5% من الناتج المحلي، مما يجعل الولايات المتحدة تتراجع من "الشرطي العالمي" إلى مراقب يطالب بالدفع. هذا الانسحاب يمتد إلى المنظمات الدولية؛ في فبراير 2025، انسحبت أمريكا من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، متهمة إياه بـ"تحيز معادٍ لإسرائيل"، وفي يناير، خرجت من منظمة الصحة العالمية مرة أخرى، معتبرة إياها "غير مستقلة عن الصين". هذه الخطوات ليست عزلة؛ إنها إعلان عن نهاية عصر الهيمنة الأمريكية، حيث يفقد العالم قائداً، ويبرز فراغاً يملأه اللاعبون الآخرون.
لكن هذا الانهيار الأمريكي ليس معزولاً؛ إنه يرتبط بانحدار حلفاء تاريخيين. في إسرائيل، التي اعتمدت طويلاً على الدعم الأمريكي، يتدهور الاقتصاد بسرعة مخيفة. في الربع الثاني من 2025، انكمش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3.5%، بسبب الحرب مع إيران التي أغلقت الأعمال وأثرت على الاستهلاك والصادرات. تكاليف الحرب منذ أكتوبر 2023 بلغت 55.6 مليار دولار، مما رفع العجز المالي إلى 70% من الناتج المحلي. صندوق النقد الدولي يتوقع نمواً بطيئاً بنسبة 3.2% في 2025، مع ارتفاع التضخم إلى 3.2%، وانخفاض التصنيف الائتماني من قبل فيتش. السياحة انهارت، والزراعة والإنشاءات تعانيان من نقص العمالة، بينما يحذر الخبراء من "صدمة اقتصادية" قد تكلف 400 مليار دولار في العقد القادم. هذا التدهور ليس اقتصادياً فقط؛ إنه ديموغرافي. لأول مرة منذ 15 عاماً، شهدت إسرائيل هجرة صافية سلبية في 2024، مع 82,000 مغادرة مقابل 32,000 وافد، واستمر الاتجاه في 2025 بـ23,000 مغادرة في الأشهر الخمسة الأولى. هذه "الهجرة العكسية"، كما يسميها المركز المركزي للإحصاء، تشمل متخصصين وأطباء يغادرون بسبب اليأس من الحروب المستمرة والتوترات السياسية. استطلاعات تظهر أن 60% من الإسرائيليين يخشون مستقبلاً مظلماً، مما يهدد الرؤية الصهيونية لجذب اليهود العالميين.
أسوأ من ذلك، أصبح جنود وضباط إسرائيليون مُطاردين عالمياً بتهم الإبادة الجماعية. في يناير 2025، أفادت منظمات حقوقية بزيادة الشكاوى الدولية ضد الجنود الذين خدموا في غزة، مع محاولات اعتقال في دول مثل البرازيل وهولندا. لجنة الأمم المتحدة، في سبتمبر 2025، اتهمت إسرائيل بارتكاب "أربعة أعمال إبادة جماعية"، مستندة إلى مقابلات مع شهود وصور أقمار صناعية، ووصفت تصريحات نتنياهو بـ"دليل مباشر على النية الإبادية". منظمات مثل "بي تسيليم" و"الأطباء من أجل حقوق الإنسان الإسرائيليين"، في يوليو 2025، أكدتا أن إسرائيل ترتكب إبادة في غزة، متهمة الحكومة بتدمير النظام الصحي وإجبار السكان على النزوح. هذه الاتهامات ليست كلاماً فارغاً؛ في أوروبا، أصدرت بلجيكا مذكرات توقيف ضد جنود إسرائيليين، وفي الولايات المتحدة، أثار الجدل استطلاعات تظهر أن 69% من الديمقراطيين يرون إسرائيل مذنبة بالإبادة. هذا الملاحقة، التي وصفتها إسرائيل بـ"معادية للسامية"، تعزلها دولياً، مع تجميد ألمانيا لتصدير الأسلحة ورفض الاتحاد الأوروبي للواردات من المستوطنات.
في هذا السياق، يبدو الانهيار الأمريكي كبداية لعصر جديد. الانسحاب من القواعد العالمية – من العراق إلى أوروبا – ليس تراجعاً تكتيكياً؛ إنه إعلان عن نهاية هيمنة استمرت عقوداً. مع دين يلتهم الميزانية، وإغلاق حكومي يشل الإدارة، وانقسام داخلي يهدد بالحرب الأهلية، وجدت أمريكا نفسها مضطرة للتركيز على الداخل. كاليفورنيا تهمس بالاستقلال، شيكاغو تشهد اشتباكات، وترامب يتفاوض مع الصين كمتسول. أما إسرائيل، الحليف التاريخي، فهي تغرق في اقتصاد متدهور، هجرة عكسية، وملاحقات قضائية تجعل جنودها مهربين. هذه ليست أحداثاً منفصلة؛ إنها خيوط شبكة تكشف عن انهيار نظام عالمي بني على الهيمنة الأمريكية. في الشرق الأوسط، يبرز فراغ يملأه اللاعبون الجدد؛ في أوروبا، يعيد الحلفاء بناء دفاعاتهم؛ وفي آسيا، تبتسم الصين لفرصة جديدة.
لكن هل هذا النهاية حقاً؟ التاريخ يعلمنا أن الإمبراطوريات تسقط، لكن الرماد يولد رماداً جديداً. أمريكا، بقوتها الابتكارية، قد ترتفع من جديد، لكن السعر سيكون باهظاً: فقدان الثقة العالمية، وتآكل الديمقراطية الداخلية. في نوفمبر 2025، مع اقتراب الانتخابات المتوسطة، يقف العالم على حافة. هل ستنهار الإمبراطورية تماماً، أم ستجد طريقاً للإصلاح؟ الإجابة تكمن في الشوارع الشيكاغية، والشواطئ الكاليفورنية، والقمم الصينية. ما نراه اليوم ليس نهاية التاريخ، بل بداية فصل مظلم، حيث ينسحب العملاق، تاركاً العالم يصارع الفراغ.
……….
سقوط العم سام: كوميديا الديون والانسحابات الكبرى
أوه، يا للروعة! مرحباً بكم في حفلة نهاية الإمبراطورية الأمريكية، حيث يقدم العم سام عرضاً أخيراً تحت عنوان "كيف تسقط من عرش العالم وتضحك في الوقت نفسه". تخيلوا لو أن روما سقطت لأن قيصر نسي دفع فاتورة الكهرباء، أو بريطانيا انسحبت من الهند لأن الشاي أصبح باهظ الثمن. هنا، في خريف 2025، يقدم ترامب النسخة الحديثة: انسحاب أكثر من ثلاثة آلاف جندي من أوروبا الشرقية، ليس لأن الروس قادمون، بل لأن البنتاغون لا يملك نقوداً للبنزين. "آسفون يا رفاق في رومانيا، الدبابات تحتاج إلى شحن، والميزانية في وضع الطوارئ... كهربائياً!"
تخيلوا المشهد: جنود الفرقة 101 يركبون طائرات العودة إلى كنتاكي، يلوحون بأيديهم كأنهم في رحلة مدرسية، بينما يصرخ قائدهم "لا تقلقوا، سنرسل لكم بطاقات بريدية من أمريكا العظمى... إذا وجدنا طوابع!" هذا الانسحاب ليس استراتيجياً، يا عزيزي، إنه إفلاسي. الحكومة لا تستطيع دفع رواتب مليون موظف يديرون البلد – مليون! هؤلاء الذين يديرون الجمارك، والفضاء، وحتى تلك الآلة التي تطبع النقود. الآن هم يقفون في طوابير بنوك الطعام، يتساءلون إن كان بإمكانهم استبدال راتبهم بكوبونات ماكدونالدز. "مرحباً، أنا عالم نووي في ناسا، هل يمكنني الحصول على هابي ميل؟ أحتاج إلى لعبة لأطفالي... ولي!"
وفي وسط هذه الفوضى، يأتي الرئيس ترامب، بطلنا البرتقالي، يركع أمام الرئيس الصيني شي جين بينغ في بوسان. يا إلهي، لو كانت هذه مسرحية شكسبيرية، لكانت بعنوان "الملك يركع للتنين". ترامب يبتسم، يقول "اجتماع رائع، 12 من 10!" بينما يوقع اتفاقاً يخفض التعريفات على الصين، ويعد بشراء المزيد من الصويا. الصويا! كأن أمريكا مزرعة عملاقة، والصين المالك الجديد. "شكراً يا شي، سنرسل لك الذرة أيضاً، فقط لا تقطع الكهرباء عن ديوننا!" الدين الأمريكي الآن 38 تريليون دولار – رقم يجعل حتى إله المال يبكي. هذا يعني أن كل طفل مولود اليوم يدين بـ111,000 دولار قبل أن يصرخ أول صرخة. مرحباً بالعالم، يا صغيري، إليك فاتورة!
لكن انتظروا، المسرحية تصبح أكثر جنوناً في الداخل. كاليفورنيا، تلك الجنة الذهبية حيث يعيش الجميع على الشواطئ ويأكلون الأفوكادو، تقرر الانفصال. "كاليكست"، يا للاسم الجميل! استفتاء ليصبحوا دولة مستقلة، لأن واشنطن أصبحت مثل الزوج السابق الذي يسرق الثلاجة. غافن نيوسوم يقف على منصة، يلوح بكأس لاتيه، يصرخ "نحن أغنى، أجمل، ولدينا هوليوود! من يحتاج ترامب؟ سنصنع أفلامنا الخاصة: كاليفورنيا ضد العالم !" بحلول 2028، قد يكون لدينا حدود جديدة، مع جمارك تطلب جواز سفر لدخول لوس أنجلوس. "مرحباً، هل لديك تأشيرة للسيليكون فالي؟"
وفجأة، في شيكاغو – المدينة التي اخترعت البيتزا العميقة – تنفجر حرب أهلية صغيرة، لكنها لذيذة. ترامب يرسل 400 جندي من تكساس، يهبطون كأبطال أفلام رعاة البقر، ليحاربوا "الإرهابيين الديمقراطيين". العمدة يصرخ "احتلال!" والحرس الوطني يرد "لا، نحن هنا للنظام... والشواء!" الشوارع تمتلئ بالمتظاهرين يحملون لافتات "أعيدوا بيتزاتنا!" بينما الجنود يتساءلون إن كان بإمكانهم الحصول على قطعة. هذا ليس 1861، يا أصدقاء، هذا 2025: حرب أهلية مع تغطية حية على تيك توك، حيث يرقص الجميع تحدي "من يفوز بشيكاغو؟"
الآن، دعونا ننتقل إلى الصديق القديم، إسرائيل – أو كما يسميها البعض "الكيان النازي المارق" في هذه المسرحية الساخرة. اقتصادها ينهار أسرع من برج بابل. انكماش 3.5%، تكاليف حرب 55 مليار دولار، والسياحة؟ صفر! من يريد زيارة مكان يُقصف فيه الشاطئ؟ الإسرائيليون يغادرون بالآلاف – 23,000 في خمسة أشهر! أطباء، مهندسون، حتى الطاهي الذي يعد الفلافل الأفضل. "وداعاً يا تل أبيب، مرحباً برلين... هناك على الأقل لا قذائف!" وكأن موسى عاد، لكن هذه المرة يقود الهجرة العكسية.
وأفضل جزء؟ جنود إسرائيليون مطاردون في كل العالم كأنهم نجوم روك... لكن بتهم الإبادة الجماعية. في البرازيل، يختبئ جندي سابق في فندق، يهمس "لا أحد يعرفني هنا... إلا إذا طلبوا هويتي للشواء!" بلجيكا تصدر مذكرات توقيف، هولندا ترفض دخولهم، وحتى في أمريكا، يتجنبون المطارات. "مرحباً، هل يمكنني السفر إلى باريس؟ لا؟ حسناً، ماذا عن ديزني لاند؟" الأمم المتحدة تتهمهم بأربع إبادات، ونتنياهو يرد "هذا تحيز!" بينما يختبئ في قبو، يتساءل إن كان السلام يأتي مع توصيل.
في النهاية، يا أصدقاء، هذه ليست نهاية إمبراطورية، بل كوميديا إلهية. أمريكا تنسحب من العالم كله – العراق، أوروبا، حتى الأمم المتحدة – لأن "من يحتاج أصدقاء إذا كنت مفلساً؟" ترامب يطالب الناتو بدفع 5%، كأنه مالك عقار يطرد المستأجرين. "ادفعوا أو غادروا!" والعالم يضحك، بينما الصين تشتري الديون وتبتسم. كاليفورنيا تصبح دولة، شيكاغو ساحة معركة بيتزا، إسرائيل تفرغ من سكانها، وأمريكا؟ حسناً، ربما يصبحون مزرعة صويا كبيرة للصين.
مرحى للإمبراطورية التي سقطت ليس بالسيوف، بل بالفواتير غير المدفوعة! الآن، هل يمكن لأحد أن يمرر الفشار؟ العرض مستمر، والضحك مجاني... طالما استطعنا دفع ثمن التذكرة.
#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)
Ahmad_Saloum#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بلجيكا على حافة الهاوية: حكومة دي ويفر تواجه غضب الشعب وتهدي
...
-
الإبادة الجماعية في غزة: تقرير الأمم المتحدة يكشف تواطؤ ستين
...
-
كتيب : تشريح النظام العالمي: الجذور الخفية للهيمنة وخريطة ال
...
-
آليات الهدم - تشريح أدوات تدمير الدول
-
تشريح النظام العالمي - الجذور الخفية للهيمنة
-
حصان طروادة في قلب الأمة: محميات الخليج الصهيوأمريكية ودورها
...
-
كيف تحولت واشنطن إلى بائعة خردة عالمية تبيع حلفاءها بالكيلو
...
-
الولايات المتحدة: من العراق إلى غزة طليعة الانحطاط الهزلي
-
بروكسل تُغضب التنين وتُطفئ فرن ألمانيا: كيف تحول الكرواسون إ
...
-
اسرار حماية البيت الابيض لتجار المخدرات ومعاقبة من يمنعها في
...
-
لماذا رواية -نبوءة الرياح في شوارع شيكاغو- تؤهل للفوز بجائزة
...
-
مقدمة نقدية أدبية عن قصص ثلاث تلخص الهولوكوست الذي اقترفه ال
...
-
ثلاث قصص عن هولوكوست غزة الذي اقترفه البيت الابيض
-
كيف أوقعت الصين الناتو في فخ -الأسلحة الناقصة-!
-
الصين تُحلّق في سماء العالم بينما الغرب يُحارب طواحين الهواء
...
-
الإخوان المسلمون في كوميديا الخلط العالمي
-
حسن نصرالله يُرعب أباطرة التكنولوجيا والإبادة بابتسامته وكلم
...
-
نتنياهو والكيان النازي الصهيوني المارق... كوميديا مكررة
-
الصين تقلب الطاولة: كوميديا التربة النادرة وانهيار إمبراطوري
...
-
مرتزقة الخليج وفتح: كوميديا الخيانة في عشرة مشاهد !
المزيد.....
-
ثقافة السلام بالقوة
-
هل غياب العقل شرط للحب؟
-
الجوائز العربية.. والثقافة التي تضيء أفق المستقبل
-
كوينتن تارانتينو يعود إلى التمثيل بدور رئيسي
-
لونُ اللّونِ الأبيض
-
أيقونة صوفية
-
تــــابع كل المسلسلات والأفلام الهندي والعربي.. تردد قناة زي
...
-
إطلاق ملتقى تورنتو الدولي لفن اليوميات وفلسطين ضيفة الشرف
-
افتتاح المتحف المصري الكبير بعد عقدين من الزمن في أرضٍ لا يُ
...
-
ماذا حدث عندما ظهر هذا النجم الهوليوودي فجأة بحفل زفاف مستوح
...
المزيد.....
-
رسائل سياسية على قياس قبقاب ستي خدوج
/ د. خالد زغريت
-
صديقي الذي صار عنزة
/ د. خالد زغريت
-
حرف العين الذي فقأ عيني
/ د. خالد زغريت
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
المزيد.....
|