أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر المعز - مُتابعات – العدد الثّامن والأربعون بعد المائة بتاريخ الأول من تشرين الثاني/نوفمبر 2025















المزيد.....


مُتابعات – العدد الثّامن والأربعون بعد المائة بتاريخ الأول من تشرين الثاني/نوفمبر 2025


الطاهر المعز

الحوار المتمدن-العدد: 8513 - 2025 / 11 / 1 - 14:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في جبهة الأعداء – 1
وثائق تكشف دعم الإستخبارات الأوروبية للموساد
تم إنشاء نظام نظام الإتصالات السري المعروف باسم "كيلووات" سنة 1971 لتبادل المعلومات بين 18 جهاز استخبارات غربي، بما في ذلك جهاز الموساد الصهيوني وبريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وسويسرا التي تدّعي الحياد، و كانت الدكتورة أفيفا غوتمان، المؤرخة في جامعة أبيريستويث، من أوائل الباحثين الذين اطلعوا على مواد نظام الاتصالات السري وعلى البرقيات المُشفّرة وعلى أدلة تدعم تعاون أجهزة الاستخبارات الغربية مع المهمات الصهيونية في الأرشيف السويسري المعروف باسم "كيلووات ،واحتوت البرقيات على معلومات استخباراتية دقيقة، بما في ذلك تفاصيل حول مخابئ وأماكن آمنة، وتحركات الأفراد الذين يعتبرون خطرين، بالإضافة إلى تقارير عن تكتيكات المُنظمات الفلسطينية المسلحة، وأكدت غوتمان أن المعلومات كانت دقيقة للغاية وتربط الأفراد بهجمات معينة، ما يجعلها ذات فائدة كبيرة...
نشرت صحيفة “الغارديان” تقريرًا أعده جيسون بيرك، قال فيه إن المخابرات الغربية تعاونت مع جهاز الاستخبارات الصهيوني، الموساد، وقدمت له معلومات، ضمن ائتلاف سري من أجهزة الاستخبارات الغربية زوّد الإستخبارات الصهيونية بمعلومات مهمة سهّلت مهمتها في ملاحقة وقتل الفلسطينيين الذين يُعتقد أنهم ساهموا في عملية دورة الألعاب الأولمبية بميونيخ ( ألمانيا) سنة 1972، حيث قُتلت الإستخبارات الصهيونية والألمانية 11 رياضيا صهيونية وثلاثة فلسطينيين، وكشفت الوثائق التي رُفعت عنها السرية حديثًا أن الدعم الاستخباراتي الغربي قُدِّم من دون أي رقابة برلمانية أو إشراف من ساسة منتخبين، ليتم اغتيال ما لا يقل عن عشرة فلسطينيين خلال عِقْدٍ واحد، وعرب مناضلين من أجل تحرير فلسطين، ومعظمهم من المُثقّفين في باريس وروما ولندن وأثينا وقبرص، وكان المخرج الصهيوني الأمريكي ستيفن سبيلبرغ ( الملتزم عقائديا وسياسيا وماليا بدعم مستمر للعدو الصهيوني ) قد أخرج شريطا سنة 2005، يُشيد بالإرهاب الصهيوني ويبرره، منذ إنشاء دولة الإحتلال سنة 1948...
قدّمت المخابرات البريطانية المحلية (MI5) صورة لعلي حسن سلامة الذي حمّله الكيان الصهيوني المسؤولية عن عملية منظمة "أيلول الأسود" في ميونيخ 1972، وتعقبت الإستخبارات الصّهيونية الرّجل في منتجع تزلج نرويجي صغير ( تموز/يوليو 1973)، إلا أن الرجل الذي تم اغتياله لم يكن من قادة “أيلول الأسود”، بل نادلاً مغربيًا، مما اضطر السلطات النرويجية إلى اعتقال عدد من عملاء الموساد ، ومع ذلك استمرت أجهزة الاستخبارات الأوروبية في تزويد الإستخبارات الصهيونية بمعلومات استخباراتية مفصلة عن الأهداف المحتملة، دون أي رقابة برلمانية أو من أي هيئة منتخبة، وفق موقع صحيفة غارديان ( 14 أيار/مايو 2025)
إن ما حصل في أوروبا قبل أكثر من خمسة عقود من تبادل المعلومات بهدف تنفيذ التفجيرات والإغتيالات يحصل اليوم في غزة ولبنان واليمن وإيران وسوريا وتونس وقطر، بعيدًا ‘ن أي شكل من الرقابة والمُحاسبة، ومنذ السابع من تشرين الأول/اكتوبر 2023 تم تشكيل وحدة اغتيالات جديدة باسم «نيلي»‏
تأسّس «نادي بيرن»‏ سنة 1969، وهو تجمّع سرّي لرؤساء أجهزة الاستخبارات الداخلية في ثماني دول أوروبية غربية، ثم تَوسّعَ ليضم أجهزة استخبارات أخرى من خارج أوروبا كالموساد والإستخبارات الأمريكية، وزودت أجهزة الإستخبارات الأوروبية نظيرتها الصهيونية بمعلومات استخباراتية هائلة حول بعض الفلسطينيين والعرب، تضمنت أماكن سكنهم وأرقام هواتفهم ومسارات رحلاتهم والأسماء المستعارة التي يستخدمونها وتفاصيل لوحات أرقام السيارات التي يستخدمونها
أفيفا غوتمان هي صهيونية داعمة للكيان الصهيوني، لكنها ( مثل مجموعة المؤرخين الجدد ) باحثة فحصت الوثائق المُفْرَج عنها حديثًا في سويسرا لتكشف التواطؤ الأوروبي المباشر ضد الشعب الفلسطيني، بعيدًا عن أي رقابة أو شفافية أو محاسبة
«عملية غضب الرب: التاريخ السري للاستخبارات الأوروبية وحملة اغتيالات الموساد - أفيفا غوتمان، المحاضرة في الإستراتيجيا والاستخبارات في جامعة «أبيريستويث»‏ منشورات جامعة كامبريدج 2025
Operation Wrath of God: The Secret History of European Intelligence and Mossad’s Assassination Campaign ــ Aviva Gutmann – Cambridge 2025.


في جبهة الأعداء - 2
غاري كاسباروف، من أسطورة الشطرنج إلى عميل أمريكا
حصل السوفييتي "المُنْشَق" غاري كاسباروف على بطولة العالم للشطرنج ضد مواطنه السوفييتي أيضأ أناتولي كاربوف، سنة 1984، وكانت الصحافة الأوروبية والأمريكية، وبعض التيارات التروتسكية تدعم كاسباروف الذي تحول من أسطورة الشطرنج إلى عميل أمريكي رسمي بوزارة الخارجية الأمريكية...
يُقدّم غاري كاسباروف نفسه كليبرالي مناهض للسّلطة وكمدافع عن حقوق الإنسان وأنشا منظمات عديدة، تمولها الحكومة الأمريكية ومؤسساتها، أهمها "مُبادرة تجديد الدّيمقراطية (Renew Democracy Initiative ) ومؤسسة حقوق الإنسان (the Human Rights Foundation ) ومؤتمر الحرية العالمي (the World Liberty Congress ) وتَظُمّ مُنَظّماته "الدّيمقراطية" مجموعة مُختارة من الضُّبّاط والجنرالات والشخصيات المرتبطة بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية وقادة الانقلابات اليمينيين المتطرفين وأمثالهم، ولذا لا غرابة أن يُعلن غاري كاسباروف دعمه العَلَنِي لاحتلال العراق وليبيا ويدعم العدوان الصهيوني، لأنه يحصل على تمويلات سخية من بيتر ثيل مؤسس ومالك شركة "بالانتير" التي تُساعد تقنياتها الكيان الصهيوني على استهداف الفلسطينيين في غزة، كما يحصل على دعم مالي وسياسي وإعلامي من "الوقف الوطني للديمقراطية" ( نيد)، وهو واجهة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية...
يدافع غاري كاسباروف عن الإبادة الجماعية الصهيونية في غزة واصفًا إياها بـ"المثيرة للإعجاب"، ويدعو حلف شمال الأطلسي (الناتو ) لقصف روسيا "ليُعيدها إلى العصر الحجري"، وتفسح له شبكات سي إن إن وصحيفة نيويورك تايمز ومؤتمر ميونيخ للأمن فضاءاتها لِيُعبّر عن فاشِيّته وإضفاء طابع الديمقراطية على العدوان وعسْكَرة الدبلوماسية والمجتمعات، وبث الدّعاية الحربية من خلال منظمات غير حكومية تدّعي الدّفاع عن "حقوق الإنسان".

قطر بين العُرّاب الأمريكي ومَحْمِيّته الصهيونية
لم ينفع التّطبيع ولا العَمالة ولا القواعد العسكرية الأمريكية والفرنسية والتركية، فقد قصف الكيان الصهيوني الدّوحة، عاصمة قَطَر، على بعد بضعة كيلومترات من قاعدة العديد، يوم التاسع من أيلول/سبتمبر 2025، وأعلنت الولايات المتحدة بعد أسابيع تقديم "ضمانة عسكرية لقَطَر" يوم 29 أيلول/سبتمبر 2025، وإعادة صياغة علاقات الولايات المتحدة مع الخليج، و"تعتبر الولايات المتحدة أي هجوم مسلح على أراضي قطر أو سيادتها أو بنيتها التحتية الحيوية" تهديدًا للولايات المتحدة، متعهدةً بالرد بإجراءات "عسكرية إذا لزم الأمر"، واعتبر بعض المُعلّقين إن ذلك يُشير إلى توازنات جديدة في العلاقات الأمريكية الصهيونية، وهو خطأ فادح، لأن السلطة الأمريكية لا ترى في دُوَيْلات الخليج سوى خزينة مالية ولا ترى في حكامها سوى عُملاء في خدمة الولايات المتحدة والمشروع الصهيوني، وهي مَحْمِيّات ذات سُلْطَة محدودة...
إن مصداقية الضّمانات الدّفاعية التي قدّمها دونالد ترامب إلى حُكّام قَطَر ضعيفة وغير مُلْزِمَة وقابلة للإلغاء في أي حين، لأنها تفتقر إلى موافقة الكونغرس الأمريكي، ولا تتعدّى هذه "الضّمانات" تهدئة خواطر عميل اعتدى عليه حليف وثيق ومتين، في منطقة استراتيجية تحتوي على ممرات مائية وثروات هامة...

عن العروبة والإسلام والإستعمار الإستيطاني
توسّعَ انتشار اللغة والثقافة والحضارة العربية مع غزوات نشر الدّين الإسلامي الذي لم يؤدّ إلى غزو بشري، بل إيديولوجي، فقد ظلّ السكان الأصليون في بلادهم وظل معظم سكان سوريا وفلسطين – ومعظمهم من الغَسَاسِنَة – كما ظل سُكّان مصر على دينهم المسيحي لحوالي خمس قرون، وكانت اللغة العربية سائدة في معظم الكنائس المسيحية الأصلية، ولم ينتقل سوى عدد قليل من سكان الجزيرة العربية إلى بلاد الشام، ولما شن الإقطاع الأوروبي حُرُوب الفرنجة ( المُسمّاة "صليبية" من 1096 إلى 1291) كان معظم سكان المشرق العربي من المسيحيين الناطقين بالعربية، ولم يكن يُشكل المسلمون سوى أقلية في فلسطين وسوريا... لذا فإن العروبة ليست عرقًا أو أثنية، بل هوية لغوية وثقافية، ولم تَتَعَرّب الشعوب الأصلية للوطن العربي سوى بمرور الزمن لتصبح العربية ( كثقافة ولغة ثم هوية ) إحدى مقومات شعوب المنطقة، ولم يستوطن العرب مصر أو المغرب العربي بعد الإسلام، بل إن العرب كانوا أقلية ثم تَعَرَّبَتْ هذه الشعوب عبر قُرون من الزّمن...
أما الإستعمار الإستيطاني فقد تزامن مع عصر الرأسمالية الأوروبية التي طاردت السكان الأصليين في إيرلندا وأمريكا وجنوب إفريقيا وأستراليا ونيوزيلندا ونقلت مئات الآلاف من السكان الأوروبيين إلى هذه المستعمرات الإستيطانية وفرضت اللغة والدّين والمذهب ( البروتستنتي خصوصًا) واستلهمت الصهيونية – التي نشأت في أوروبا، خلال حقبة الرأسمالية الإحتكارية، أي الإمبريالية – من الإستعمار الإستيطاني الأوروبي لتطبّق أساليبه في فلسطين، بالمال وبالعنف المسلح والإدّعاء – بدعم من رُوّاد المذهب البروتستنتي - بأن أجداد اليهود الأوروبيين هاجروا (أو طُرِدُوا) من فلسطين، ليبرّروا الإستعمار الإستيطاني "باستعادة الحق التاريخي"

منطقة البحر الكاريبي – استفزازات أمريكية
صعّدت الولايات المتحدة من استفزازها وتهديدها البلدان التي تحكمها أنظمة تقدّمية، مثل فنزويلا وكولومبيا ( التي كان التقدّمِيُّون يُسمونها "إسرائيل أمريكا الجنوبية" ) وأعلنت يوم 24 تشرين الأول/اكتوبر 2025 إرسال حاملة الطائرات يو إس إس جيرالد ر. فورد إلى بحر الكاريبي بهدف "كشف وتعطيل أنشطة تهريب المخدرات" ضمن عملية ابتزاز صعّدت الولايات المتحدة من وتيرتها خلال شهر أيلول/سبتمبر 2025، حيث زاد التّوتّر مع فنزويلا، وتجدر الإشارة إن حاملة الطائرات "يو إس إس جيرالد ر. فورد" هي الأضخم في العالم وأهم سفن الأسطول الأميركي، وتهدف الولايات المتحدة بسط وتوسيع نفوذها في منطقة بحر الكاريبي، إذْ أعلن المتحدث باسم وزارة الحرب الأمريكية ( البنتاغون) شون بارنيل: "إن القرار يهدف إلى تعزيز قدرة الولايات المتحدة على كشف ومراقبة وتعطيل الأنشطة غير المشروعة التي تهدد أمن وازدهار البلاد" (...) وسوف تنضَمُّ حاملة الطّائرات – المتواجدة في البحر الأبيض المتوسط عند تحرير الفقرة، يوم 24 تشرين الأول/اكتوبر 2024 - ومجموعة الهجوم التابعة لها إلى القيادة الجنوبية الأميركية - U.S. Southern Command - ، وتضم "مجموعة الهجوم" الطراد يو إس إس نورماندي والمدمرات توماس هدنر وراماج، كارني وروزفلت، ويندرج هذا التّحرّش الأمريكي الجديد ضمن التّصعيد الأمريكي، وبعد أسبوع من الهجمات الأميركية المتكررة ضد زوارق ادّعت الولايات المتحدة إنها تُستخدَمُ لتهريب المخدرات في البحر الكاريبي والمحيط الهادئ، واعتبرت فنزويلا الطّلعات الجوّيّة التي نفّذتها قاذفات B-1B قرب السواحل الفنزويلية استفزازًا، كما ندّدت كولومبيا بالانتشار العسكري الأمريكي في منطقة البحر الكاريبي، والمُوَجَّه بشكل خاص ضد فنزويلا، واتّهم الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو الولايات المتحدة ، يوم 19 تشرين الأول/اكتوبر 2025، بانتهاك المجال البحري لكولومبيا وارتكاب "عملية اغتيال" راح ضحيتها صياد كولومبي، وذلك خلال انتشار عسكري أميركي في منطقة البحر الكاريبي، فيما تدّعي الولايات المتحدة "إن هذا الإنتشار العسكري مُوَجَّهٌ لمكافحة تهريب المخدرات" فيما تُشير كافة الدّلائل التي قدّمتها فنزويلا وكولومبيا وبعض الجهات المُستقلة "إن موظفين في الحكومة الأميركية يستمرون في ارتكاب عمليات اغتيال وانتهاك سيادة المياه الإقليمية لعدد من بلدان منطقة البحر الكاريبي، منذ منتصف أيلول/سبتمبر 2025، ولم تُقدّم الولايات المتحدة أي أدلة على الصّلة المُفْتَرَضة لهؤلاء المدنيين والصّيّادين بتجارة المخدرات، وأثبت زملاؤهم الصيادون إن نشاطهم اليومي هو الصيد البحري"، وأكّد خُبراء الأمم المتحدة ( مكتب الأمم المتحدة المَعْنِيّ بالمخدّرات والجريمة) انتفاء العلاقة بين منطقة البحر الكاريبي وتجارة الفنتانيل، أي إن ادّعاء الولايات المتحدة عارٍ من الصّحة، لأن دونالد ترامب أعلن إنه يريد نفط فنزويلا وغويانا، وهو الهدف من تنفيذ البحرية الأمريكية عشرة هجمات عسكرية على قوارب الصّيّادين أسفرت عن مقتل 43 شخصاً مدنيا، حتى يوم الثالث والعشرين من تشرين الأول/اكتوبر 2025...
اعتبرت الحكومة الفنزويلية ( وكذلك حكومة كولومبيا) المناورات الأميركية استفزازات تهدف إلى إسقاط النظام، وفعّل الجيش الفنزويلي الإستعدادات الدّفاعية، ونفّذت القوات المسلحة والميليشيات المدنية تدريبات على امتداد ألْفَيْ كيلومتر في الساحل البحري للبلاد، استعدادًا لأي هجوم محتمل...

الإنحدار البطيء للدّولار وللهيمنة الأمريكية
أقرّت مجموعة بريكس جدولا زمنيا لإطلاق عملة مُشتركة سنة 2026، لكن يبدو إن ذلك غير واقعي، بسبب التحدّيات الكبيرة وعدم الإتفاق داخل المجموعة على العديد من القضايا، وغياب وحدة الرؤية السياسية للعديد من القضايا، مما يجعل تقدّم خطط المجموعة بطيء جدًّا على ضوء التجربة منذ خمسة عشر سنة
تُمثل دول البريكس العشر المُوسّعة حوالي 46% من سكان العالم، وحوالي 37% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، لكن هذه الأرقام لا تعني الشيء الكثير في غياب التعاون والتنسيق وتعزيز التجارة البيْنِيّة، وخاصة بين الصين والهند، العضوَيْن المؤَسِسَيْن للمجموعة...
أنشأت مجموعة بريكس بنك بريكس سنة 2013، ثم أصبح يُسمّى "بنك التنمية الجديد" ( New Development Bank ) ل"تعبئة الموارد لمشاريع البنية التحتية والتنمية المستدامة في الأسواق الناشئة والبلدان النامية"، لا تزال خطوات مجموعة بريكس رَمْزِيّة، رغم أهمية قرار دَعْم العُملة الإفتراضية لبريكس بالذّهب، بدل الدّولار الذي لا يزال مُهيمنا على أسواق المواد الأولية والتجارة الدّولية وعلى التحويلات المالية، رغم انخفاض دوره، وفق مصرف "جي بي مورغان" الذي نشر تقريرًا عن "تزايد المخاوف بشأن هيمنة الدولار مستقبلًا كعملة احتياطية عالمية في مختلف الأسواق المالية الرئيسية"، وحدّد مصرف "جي بي مورغان" ثلاثة عوامل رئيسية لتراجع الدولار، منها تسعير عدد متزايد من معاملات الطاقة بالعملات الأخرى غير الدولار الأمريكي، مما يؤدّي إلى انخفاض دوره في التجارة الدّولية والمعاملات النقدية وفي احتياطيات المصارف المركزية العالمية من 71% سنة 2000 إلى 58% بنهاية سنة 2024، رغم بقاء الدولار مهيمنًا في العديد من المجالات، وبدل إثارة مسألة استبدال الدولار بعملة واحدة بديلة ، ابتكرت مجموعة بريكس إطارًا متعدد العملات، حيث تُقيّم الدول الأعضاء عملاتها الوطنية مقابل احتياطياتها من الذهب عبر آليات اقتصادية رئيسية متعددة، مما يُقلّل اعتمادها على الدولار، بالتوازي مع بعض الإصلاحات الهيكلية، وأنشأت الصين نظام الدفع بين البنوك عبر الحدود الذي يربط بين حوالي خمسة آلاف مؤسسة مصرفية حول العالم، اعتمادًا على تقنية بلوكتشين (blockchain) مع أوقات تسوية لا تتجاوز 7 ثوانٍ، مما يُمثل تحديًا لهيمنة نظام سويفت على قطاعات متعددة حاليًا من خلال العديد من التطورات التكنولوجية الرئيسية، كما بدأت بورصة شنغهاي للعقود الآجلة يوم الأول من آذار/مارس 2024، بتطبيق نظام تداول الذّهب وشرائه من المصادر المحلية بتسوية فورية، بهدف دَعْم عملة بريكس ( المدعومة بالذهب)، وتُظهر بيانات مجلس الذهب العالمي أن مشتريات الذهب من المصادر المحلية شملت 36 مصرفًا مركزيا، ومع ذلك من المستبعد إنجاز عملة مشتركة لمجموعة بريكس سنة 2026، ولا تزال هيمنة الأنظمة التقليدية على التجارة العالمية مستمرة...
ماذا نجني كشعوب وأمم مُضْطَهَدَة وكادحين وتقدّمِيّين من هذه التّغييرات؟
قد تُضعف هذه الخطوات هيمنة الإمبريالية الأمريكية ولكنها لن تضع حدًّا للإستعمار والإستعمار الجديد ولا للنظام الرأسمالي لأن مجموعة بريكس لا تحيد عن قوانين المنظومة الرأسمالية، وتدعو إلى نظام رأسمالي متعدّد الأقطاب، بدل نظام القُطب الواحد، وتريد العودة إلى جوهر الرأسمالية الليبرالية وقانون السوق المفتوحة للمنافسة...

تجارة الصّحّة
مصالح مشتركة بين دونالد ترامب وشركات الأدوية العملاقة
أعلن الرئيس دونالد ترامب خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض يوم الثلاثين من أيلول/سبتمبر 2025 أن شركة فايزر ( التي كان رئيسها التنفيذي ألبرت بورلا حاضرًا) وافقت على خفض أسعار أدويتها في الولايات المتحدة ( مقابل زيادتها في الخارج) واستثمار 70 مليار دولار في تصنيع أدويتها في الولايات المتحدة، كما أعلن البيت الأبيض أنه سيطلق قريبًا موقعًا إلكترونيًا لبيع الأدوية بأسعار أقل من سعر السوق مباشرةً للمستهلك، باسم "ترامب آر إكس"، دون تقديم تفاصيل، وأكّد مدير برنامج الرعاية الطبية (ميديكير) ونائب مدير مراكز الرعاية الطبية والخدمات الطبية ذلك، دون تقديم تفاصيل عن شروط استفادة المرضى من هذه الأسعار المنخفضة، ولم يقدّم البيت الأبيض إجابات عن الجوانب المالية وعن احتمال استفادة دونالد ترامب شخصيا من الموقع التجاري الإلكتروني والمنتجات المُباعة...
تنص الصفقة على تقديم شركة فايزر أدويتها "بخصم كبير" عند بيعها مباشرة للمرضى في الولايات المتحدة، وأعلنت المديرة التنفيذية السابقة لصناعة الأدوية إن مشروع موقع الويب المباشر للمستهلك كان في الأصل مبادرة لشركة فايزر، تقدّمت به رسميا خلال شهر نيسان/ابريل 2024، غير إن التّواطؤ المباشر بين شركات الأدوية الكبرى والرئيس دونالد ترامب أدّى إلى إطلاق موقع التسويق المباشر للمستهلك تحت اسم ترامب الذي ساهمت هذه الشركات في تمويل حملته الإنتخابية...
بَعَثَ دونالد ترامب خلال شهر تموز/يوليو 2025 رسالة إلى عدة شركات كبرى لصناعة الأدوية ( من بينها فايزر وميرك، ونوفو نورديسك وإيلي ليلي...) لحثّها على "اتخاذ إجراءات تتماشى مع مبادرة الدولة، فكانت فايزر من الشركات التي استجابت، مقابل صفقة لا تزال تفاصيلها سرية، وتعهدت شركات الأدوية باستثمار 500 مليار دولار في "استثمارات جديدة في البنية التحتية في الولايات المتحدة"، وبذلك قفزت أسهم شركة فايزر، منذ بداية شهر تشرين الأول/اكتوبر 2025، وستَتَمتّعُ بإعفاء من الرسوم الجمركية لمدة ثلاث سنوات، وسوف يرتفع إنتاجها المحلي، وأكّد البيان الصّحفي لشركة فايزر: " يُمَهِّدُ هذا الاتفاق الطريق لتطوير منتجات جديدة تتعلق بالسرطان والسمنة واللقاحات والالتهابات والمناعة (...) وستظلّ الشروط المحددة للاتفاقية سرية"، مما أدّى إلى احتجاج الرئيسة التنفيذية لمنظمة الدّفاع عن صحّة الأطفال ( CHD ) "بالنّظر إلى تاريخ شركة فايزر الطويل من السلوك الإجرامي والمشاركة عن علم في إنتاج علاجات الجينات (mRNA ) التي يتم تسويقها على أنها لقاحات، بينما هي منتجات غير آمنة، لا تمنع العدوى أو انتقال المرض، مما تسبب في وفاة وإصابة آلاف الأطفال..." كما صرحت المستشارة العامة لمنظمة الدّفاع عن صحة الأطفال ( CHD) "إن لشركة فايزر تاريخًا طويلا في حجب المعلومات التي تُشاركها مع الحكومة والتي يحق للمواطنين الاطلاع عليها، لأن الكشف عن هذه المعلومات يؤدّي إلى معرفة الحقيقة عن حِيَل وتلاعب فايزر بحياة الناس، من خلال الحصول على موافقات سريعة على تسويق أدويتها، بهدف حماية أرباحها..."، وبناءً على هذه الإتفاقية "غير الشفافة" مع دونالد ترامب سوف تستفيد شركة فايزر من وضع خاص عند مراجعة طلباتها للحصول على ترخيص تسويق الأدوية الجديدة، وفق مُفَوّض إدارة الغذاء والدّواء الأمريكية.
وردت معظم المعلومات بموقع ( The Defender ) 01 تشرين الأول/اكتوبر 2025.

الحرب التكنولوجية
أصبحت الصين منافسًا قويا للولايات المتحدة في مجال التكنولوجي المُتَطَوِّرَة والذّكاء الإصطناعي، ولذلك أقرّت الولايات المتحدة الخطة القومية للذكاء الاصطناعي التي تعتبر الأمن القومي الأمريكي مرهونا بالهيمنة التكنولوجية الأمريكية المُطلقة ولهذا الغرض تم إنشاء "مركز معايير وابتكار الذكاء الاصطناعي"، وإعادة هيكلة الوكالة التي كانت تُشرف على هذا المجال، مع إعلان الدّعم المباشر لشركات التكنولوجيا الأمريكية وإنشاء مراكز بيانات جديدة وأجهزة حاسوب عملاقة والإعتماد الحَصْرِي على شركات أمريكية في مجالات الطاقة والاتصالات والبرمجيات والأجهزة، في إطار تطبيق شعار "لنجعل أمريكية عظيمة من جديد" وحماية السوق الأمريكية من الشركات الصينية، قبل الإنتقال إلى التّصدير...
من جهتها أقرت الصين خطة العمل للحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي، وهو نظام عالمي يُمكّنها من مواجهة الولايات المتحدة ولكي تصبح الصين قوة عظمى في مجال الذكاء الاصطناعي، وتستند الخطة الصينية إلى ضرورة التعاون الدّولي ومشاركة العديد من الدّول والأطراف لإنتاج ذكاء اصطناعي مفتوح المصدر، وإرساء نظام مشترك يحدد كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي وشروطه في المستقبل، خلافًا للإستراتيجية الأمريكية التي تهدف إلى احتكار المعلومات وإلى كَسْر قواعد الليبرالية والأسواق المفتوحة ورفض تبادل المعلومات، وفرض قُيُود على تصدير التكنولوجيا ( مثل مكونات الرقائق) إلى المنافسين مثل الصين التي عبرت عن انفتاحها بتنظيم مؤتمر الذكاء الاصطناعي العالمي في شنغهاي، بمشاركة ع شركات صينية وأخرى غربية مثل تيسلا وألفابت وعرضت هذه الشركات أحدث منتجاتها...



#الطاهر_المعز (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تَسْلِيع قطاع الصّحّة
- الذّكاء الإصطناعي واستخداماته في الإقتصاد والحياة اليومية
- الأرجنتين – النّهب بواسطة الدُّيُون
- تونس – التلوث واحتجاجات المواطنين في مدينة قابس
- ألمانيا - جوانب من الإِرْث النّازي
- الولايات المتحدة – بين -مبدأ- الرئيس جيمس مونرو وعَرْبَدة دو ...
- مُتابعات – العدد السّابع والأربعون بعد المائة بتاريخ الخامس ...
- الحرب على جبهات متعدّدة
- الولايات المتحدة – الإستبداد في الدّاخل، وعسكَرَة الدّبلوماس ...
- من الحرب التجارية إلى الحرب التكنولوجية
- عرض كتاب - الصهيونية والإستعمار الإستيطاني من 1917 إلى 1949
- مُتابعات – العدد السّادس والأربعون بعد المائة بتاريخ الثامن ...
- -السّلام - على المذهب الأمريكي – ( Pax Americana )
- فلسطين الإبادة الجماعية والتَّرَبُّح الرأسمالي
- الدّعم الخارجي لاقتصاد الحرب في الكيان الصهيوني
- هوامش قمة شرم الشيخ 13/10/2025
- فلسطين - تواطؤ -غربي- وعربي في الإبادة
- تونس خلال عشرية حكم -النّهضة-
- مُتابعات – العدد الخامس والأربعون بعد المائة بتاريخ الحادي ع ...
- لحرب التكنولوجية والنفسية - من هواوي إلى تيك توك


المزيد.....




- -اتركوا السودانيين يقررون مصيرهم-.. مقتدى الصدر يهاجم -التدخ ...
- وثائق مسربة تكشف تعاون فنزويلا مع الصين وروسيا ضد الولايات ا ...
- المشاهير يتألقون بإطلالات تنكرية في حفل -الهالوين- السنوي ال ...
- أطباء بلاد حدود تحذر من استمرار القتل الجماعي والفظائع في ال ...
- غزة على حافة التجربة.. دروس الإدارة الأجنبية من كوسوفو إلى ا ...
- الحرب مستمرة في الأذهان.. بتزايد محاولات انتحار الجنود الإسر ...
- هل زيادة الوزن في منتصف العمر قدر محتوم؟
- إعصار ميليسا يتبدد مخلفا 50 قتيلا وأضرارا فادحة بالكاريبي
- بالأرقام.. -الفرانشايز- ينهض ويعيد الحياة إلى بيروت
- تعرف على كنز المتحف المصري الكبير.. وسبب غياب -توت عنخ آمون- ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر المعز - مُتابعات – العدد الثّامن والأربعون بعد المائة بتاريخ الأول من تشرين الثاني/نوفمبر 2025