|
|
ألمانيا - جوانب من الإِرْث النّازي
الطاهر المعز
الحوار المتمدن-العدد: 8508 - 2025 / 10 / 27 - 12:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يعاني الاقتصاد الألماني من أطول فترة ركود منذ الحرب العالمية الثانية، وخصوصًا منذ وقف استيراد المحروقات الرخيصة من روسيا، فقد اعتمد الإقتصاد الألماني على الواردات المكثفة من الغاز والنفط الرّوسِيّيْن، وأدّى ضُعْف الأداء الإقتصادي إلى توتّر المناخ السياسي، ولم يتمكّن حزب المستشار فريدريش ميرتس والائتلاف الذي يقوده الحزب الدّيمقراطي المسيحي، منذ انتخابات شباط/فبراير 2025، من مُعالجة الوضع الإقتصادي الذي ازداد تدهْوُرًا، واستغل اليمين المتطرف ( الذي يقوده حزب البديل من أجل ألمانيا) هذا الوضع ليصبح أكبر حزب في ألمانيا لأول مرة منذ سنة 1933، وأصبح اليمين المتطرف يتصدر استطلاعات الرأي متقدما على تحالف اليمين المسيحي الحاكم الذي ينتمي إليه المستشار ميرتس، وذلك بعد أسبوع من التقدم الملحوظ لليمين المتطرف في الانتخابات المحلية في أكبر الولايات من حيث عدد السكان، وبحسب الاستطلاع الذي أجراه معهد "إنسا" لقياس مؤشرات الرأي، خلال الفترة بين 15 و19 أيلول/سبتمبر 2025، بتكليف من صحيفة "بيلد" الألمانية التي نشرت نتائجه يوم الواحد والعشرين من أيلول/سبتمبر 2025، ارتفعت شعبية حزب البديل من أجل ألمانيا لتصل إلى 26%، وهي أعلى نسبة يحققها الحزب مقابل استقرار شعبية التحالف المسيحي عند 25% بحسب بيانات صحيفة بيلد، وأكّد استطلاع آخر أجراه معهد "يوغوف" لقياس مؤشرات الرأي، تفَوّق "البديل الألماني" أيضًا لأول مرة على التّحالف المسيحي، وتشابهت نتائج الإستطلاعات التي أجرتها مؤسسات أخرى، فكان حزب "البديل من أجل ألمانيا" في طليعة "نوايا التّصويت للإنتخابات القادمة"، وانخفاض شعبية الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر، فيما استقرت شعبية حزب اليسار عند 11%... جرت الإنتخابات المحلية في ولاية شمال الراين ويستفاليا، وهي الأكبر من حيث عدد السكان، منتصف شهر أيلول/سبتمبر 2025، وحصل فيها "البديل" على نحو 16,5% ليحتل المركز الثالث بعد المتصدر "المسيحي الديمقراطي بنسبة 34% والاشتراكي الديمقراطي بنسبة 22,5%، ووصف تينو كروبالا الرئيس المشارك لحزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف نتيجة حزبه في هذه الانتخابات بأنها "تمثل نجاحا، لأن الحزب ضاعف حجم الأصوات التي حصل عليها ثلاث مرات في الانتخابات المحلية بولاية شمال الراين ويستفاليا، وذلك لأننا نحن حزب الشعب ونحمل جميعا مسؤولية كبيرة تجاه ألمانيا". أدّت هذه الإنتخابات إلى مُزايدات سياسية من قِبل الحكومة، فالمستشار الألماني ميرتس معروف بتصريحاته "المستفزة"، مثل تصريحاته حول تغيير "مظهر المدن" بسبب الهجرة، والتي أثارت موجة من الانتقادات وردود الأفعال داخل وخارج ألمانيا وفق الصحف الألمانية والأوروبية، و دعمت العديد من وسائل الإعلام هذه التصريحات العنصرية التي لا تختلف كثيرًا عن تصريحات اليمين المتطرف، ومن ضمنها تصريح المستشار فريدريش ميرتس حول وجود مشاكل في "صورة المدن الألمانية بسبب وجود المهجرين" وبررت صحيفة شتوتغارتر تسايتونغ هذه التعليقات العنصرية "أراد المستشار التلميح إلى مناطق ينعدم فيها الأمن وتتفشى فيها الاعتداءات الجنسية وجرائم الشوارع، ومن بين المشتبه بهم، يمثّل المهاجرون من دول معينة نسبة أكبر من نسبة الألمان" وبرّأت الصحيفة المستشار من أي إشارة عنصرية واعتبرت "إن غض البصر عن هذه الحقائق هو إهمال وتجاهل للواقع "، وكتبت صحيفة رويتنغر جنرال – أنتسايغر "إن الكثير من الناس في ألمانيا يريدون الحد من الهجرة التي أصبحت في السنوات الأخيرة تثقل أيضًا كاهل البلديات والمؤسسات الاجتماعية والمدارس، وادّعت وجود "إجماع ضدّ هذا العبء الزائد"، وتُساهم مثل هذه التعليقات في تبرير كراهية الأجانب والاعتداءات العنصرية وتسميم المناخ الإجتماعي وتقسيم الكادحين إلى ألمانيين جيّدين ومهاجرين سيّئين، وتُظهر تصريحات المستشار الألماني فريدريش ميرتس وأعضاء حكومته تحوّل أحزاب "المسيحية الدّيمقراطية والإجتماعية" الأوروبية – التي حكمت في معظم بلدان أوروبا الغربية منذ الحرب العالمية الثانية - من الليبرالية ( أو الوَسَط ) إلى يمينية صرفة، نيوليبرالية، مُحافظة وشعبوية، بدون الصبغة الإجتماعية، وأصبح فريدريش ميرتس ممثل للجناح الأكثر يمينية في التّيّار المسيحي الدّيمقراطي الألماني والأوروبي الذي يريد اجتذاب الناخبين المؤيّدين لحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف، من خلال اتباعه سياسة هجرة أكثر تشددًا واستخدامه خطابًا يزداد قسوة، فيما يدعو نواب وأعضاء بارزون من حزبه، علَنًا، إلى التّحالف مع اليمين المتطرف. تظهر التغطية الإعلامية بألمانيا ميلا واضحا إلى تضخيم نسبة المشتبه بهم من أصول مهاجرة، إذ تفوق نسبتهم في وسائل الإعلام ثلاثة أضعاف نسبتهم الفعلية في إحصاءات الشرطة، فلماذا؟ دراسة واسعة تسلط الضوء على هذا التحيز الإعلامي. يُتابع مُدرّس الصّحافة "توماس هسترمان" منذ سنة 2007 تطوُّرَ صُورة المُهاجرين في الصّحافة الألمانية، ونشر خلال شهر تشرين الأول/اكتوبر 2025 بحثًا بعنوان: "الجريمة والهجرة: الصورة في وسائل الإعلام الألمانية"، وهو استمرار للأبحاث التي ينشرها منذ 18 سنة، حيث "يتم بحث ما إذا كان يتم الإبلاغ عن أصول المشتبه بهم في جرائم العنف وفي أي سياق يتم ذلك"، قام فريق توماس هسترمان من جامعة "ماكروميديا" في هامبورغ بإعداد تقرير عن عام 2025 لصالح "خدمة إعلام الاندماج" (Mediendienst Integration) ومقرها برلين، ونشر نتائج هذا البحث يوم 17 تشرين الأول/اكتوبر 2025، واستنتج "يتم ذِكْرُ المُشتبه بهم الأجانب أكثر بحوالي ثلاث مرات من نسبتهم في إحصاءات الشرطة"، ولم تكن هذه النسبة ( نسبة الجرائم إلى الأجانب، بشكل مبالغ فيه) مرتفعة إلى هذا الحد، ولم يكن للأصل ( البلد الأصلي) دَوْرٌ يُذْكَر في التغطية الإعلامية للجرائم المُفتَرَضَة، قبل سنة 2014، ثم أصبحت الصّحف تربط الجريمة بهجرة المواطنين من أصيلي ألبانيا أو كوسوفو مع تشويه صورة المهاجرين بشكل عام سواء كانوا من تركيا، وهي هجرة قديمة تعود إلى هزيمة وتفكيك الدّولة العثمانية بنهاية الحرب العالمية الأولى، أو من وَسَط أوروبا أو من سوريا وأفغانستان، وللتذكير: يُشارك الجيش الألماني في تخريب كل البلدان التي اعتدت عليها الإمبريالية الأمريكية... يُشير الباحث توماس هسترمان إلى عواقب التغطية الإعلامية، وعواقب اختلاف أو تفاوت التغطية الإعلامية بين الأجانب والألمان، لأن معظم الناس يكتشفون أو يطّلِعُون على أخبار جرائم العنف من وسائل الإعلام التي تُشكل مَصْدرًا أساسيا لتصورات المواطنين الذين يتحاشون الإختلاط بالأجانب ( ولو كانوا مقيمين منذ فترة طويلة بألمانيا) لأنهم يُشكّلون خطَرًا على حياتهم وحياة ذَوِيهم، وأشار الباحث إلى مُشاركة وسائل الإعلام العمومي في الدّعاية، فقد بثت القناة الأولى العامة (ARD) في "وقت الذروة" برنامجًا خاصًا بعنوان ( Brennpunkt ) أي "بُؤْرَة مُلتهِبَة" عن هجوم نفذه لاجئ افغاني في مدينة ميونيخ، ولم تُشر أبدًا إلى هجوم مماثل نفذه ألماني في مدينة مانهايم، وبشكل عام، تكون تقارير البرامج التلفزيونية والصحف الألمانية، عن الجريمة التي يرتكبها مشتبه به أجنبي ضعف عدد التقارير عندما يكون المشتبه به ألماني، من مجرمي الحق العام أو مجرمي اليمين المتطرف، ويحصل نفس الشيء تقريبًا في عدد من دول الإتحاد الأوروبي، ويعلل توماس هسترمان ذلك قائلا " لا تُتّخذ القرارات في غُرَف التحرير ببداهة أي بدون تفكير، بل تًتّخذ عن قصد، وتُشكّل نمطًا في التغطية الصحفية يدعم أجندة اليمين المتطرف، فالتغطية الإعلامية تَمْيِيزِيّة بشكل عام، سواء كانت وسائل الإعلام محسوبة على اليمين أو اليسار" استنادًا إلى نتائج تحليلات إعلامية أسبوعية أجريت في الفترة من كانون الثاني/يناير إلى نيسان/ابريل 2025، حيث تمت مراجعة 168 تقريرًا تلفزيونيًا عن جرائم العنف في ألمانيا شملت 146 مشتبهًا بهم، و330 مقالًا صحفيًا شملت 263 مشتبهًا بهم، ولم يلاحظ توماس هسترمان أي اختلافات تذكر، على الرغم من التباين الكبير في التوجهات التحريرية، وينطبق ذلك على القنوات التلفزيونية العامة والخاصة وكذلك على النصوص المطبوعة والإلكترونية، وأكّدت عالمة الاجتماع والجريمة "جينا فولينغر" هذه الصورة المُشَوّهَة في وسائل الإعلام، ووصفتها بأنها "تهجير" (Migrantisierung) للجريمة، بمعنى ربط الجريمة بالمهاجرين، من خلال التّركيز على "ثقافة الإجرام لدى المهاجرين" وهو تصنيفٌ لا يُستخدم عندما يكون الجناة ألمانيين، مما يطرح سؤالا: هل للأمر علاقة بالثقافة؟ لا علاقة للجريمة في الأساس بأصل الشخص وتقول جينا فولينغر "ليست الخلفية المهاجرة ولا جواز السفر أو الجنسية مُحدِّدَة، بل تنبع الجريمة في المقام الأول من الفقر وانعدام الآفاق وتجربة العنف الذي عانى منه الأشخاص (...) وإذا أخذنا هذه العوامل في الاعتبار، فلن نرى أي فرق بين الأشخاص الألمانيين أو من أصول أخرى" يُعلّق الباحث الإعلامي توماس هسترمان: "إن التغطية الإعلامية لقضايا المهاجرين يمكن غالبًا أن تفشل بسبب حواجز اللغة، لذلك من المهم أن تصبح غرف التحرير أكثر تنوعًا، وأن يُثري الشباب الذين نشأوا في ثقافات مختلفة فرق التحرير الصحفي، لكي يحدث تغيير هذا التفاوت في التغطية الإعلامية"، بحسب رأيه، غير إن الموضوع يتجاوز وسائل الإعلام ويشمل كافة مؤسسات الدّولة والمجتمع والإيديولوجية السائدة، لتَجَنُّب وحدة العُمّال والكادحين، وتفريقهم وتفتيتهم لكي يبقى رأس المال وحكومته وإعلامه سائدًا. تُصنّف ألمانيا كأكبر اقتصاد أوروبي، وثالث أكبر اقتصاد عالمي بعد الولايات المتحدة والصين، ومع ذلك يُشكّل الارتفاع المستمر في تكاليف المعيشة، وانخفاض القيمة الحقيقية للأجور ( رغم الزيادة في حجمها) وعدم كفاية معاشات التقاعد، وتقويض النظام الاجتماعي، مشاكل لعدد متزايد من المواطنين الذين يُعانون من الفقر، رغم الحد الأدنى من الحماية الذي يوفره النظام الإجتماعي، لكنه لا يكفي للقضاء على الفقر، وألقت الحكومة، منذ عدة سنوات مسؤولية "إدارة الفقر" للمنظمات الخيرية... تحاول الحكومة الألمانية طَمْس مشاكل الفقر، خصوصًا لدى المتقاعدين الذين يضطر حوالي مليون منهم - تفوق أعمارهم سبعين سنة – إلى العمل القانوني بأجور متدنّية جدًّا، بسبب ضُعْف جراية التقاعد التي لا تكفي للعيش، بسبب ارتفاع أسعار السّلع والخدمات الأساسية، وارتفاع نسبة التضخم مما جعل معاشات التقاعد لا تكفي لتغطية الإحتياجات الأساسية، وأصبحت الطّوابير الطويلة أمام "بُنوك الطّعام" للحصول على الغذاء مجانًا، صورة مألوفة في معظم المدن الألمانية، كما ارتفع عدد المُشرّدين الذين ينامون في الشوارع، رغم ازدياد الثروة وارتفاع الأجور خلال السنوات القليلة الماضية، غير إن التفاوت في توزيع الثروة ووجود فئات تعاني من صعوبات اقتصادية، وإلغاء البرامج الإجتماعية، وخفض الدّعم للفئات المحتاجة، أدّى إلى عدم تكافؤ الفُرَص وتعميق الفجوة الطبقية وتهميش قطاعات متزايدة من المجتمع، وتشير الإحصائيات إلى أن أكثر من 21,3% من السكان (ما يعادل أكثر من 25,5 مليون شخص) يعيشون تحت خط الفقر أو مهددون بالإقصاء الاجتماعي سنة 2024، وتُظهر بيانات الحكومة الفيدرالية أن طفلاً من كل خمسة أطفال في ألمانيا "معرض لخطر الفقر أو الإقصاء الاجتماعي"، وإذا استمرت الأزمة الإقتصادية الحالية، وتتوقع الحكومة – في حال استمرار الأزمة الإقتصادية الحالية – وفي ظل زيادة الإنفاق العسكري وخفض الإنفاق الإجتماعي، أن تصبح حوالي 25% من مُجْمل الأُسَر وحوالي 40% من الأسر ألمانية التي لها مُعيلٌ واحد "معرضة لخطر الفقر أو الإقصاء الاجتماعي". أما الإحصائيات الرسمية فتشير إلى ارتفاع نسبة البطالة إلى 6% من قوة العمل، بنهاية سنة 2024، وأن أكثر من 21,3% من السكان (ما يعادل أكثر من 25,5 مليون شخص) يعيشون تحت خط الفقر أو مهددون بالإقصاء الاجتماعي سنة 2024، وتشير بيانات المكتب الإتحادي ( الألماني) للإحصاء ( شباط/فبراير 2025) إن 14,4% من سكان ألمانيا مهددون بخطر الفقر، ويتم تعريف الشخص كفقير في الاتحاد الأوروبي إذا كان دخله أقل من 60% من متوسط الدخل الشهري للفرد في بلده، ويُعدّ الشخص فقيرًا في ألمانيا إذا كان دخله الفردي الشّهري الصّافي يقل عن 1200 يورو، أو 2410 يورو لأُسْرَةٍ من أبوين وطفلين... من جهة أخرى تميزت السياسة الخارجية لألمانيا بالإلتصاق بالمواقف الأمريكية، وكانت ألمانيا ( قبل إعادة التّوحيد) مختبرًا لوكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية التي جمعت قيادات وكوادر الإخوان المسلمين ليعقدوا مؤتمراتهم في المُدن الألمانية، وتميزت السياسة الخارجية الألمانية كذلك بالدّعم المُطلق للكيان الصهيوني ولنظام أوكرانيا ( التي يحكمها تحالف من اليمين التقليدي واليمين الذي يفتخر بالإرث النّازي) وبالعداء المُطلق لروسيا التي يعتبرها الإئتلاف الحاكم في ألمانيا "العدّو الرّئيسي"، ونظرًا لافتقار التيار المسيحي الديمقراطي إلى أغلبية برلمانية، شكل فريدريش ميرتس حكومة ائتلافية مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي نأى بنفسه عن إرث مستشاره الأسبق غيرهارد شرودر، وخاض حملة انتخابية اعتمدت على برنامج لإنعاش الاقتصاد قائم على الإنفاق الحكومي المرتفع، واعتبر ميرتس هذا التحالف "الفرصة الأخيرة لدى أحزاب الوسط لوقف صعود حزب البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف، الذي فاز بأكثر من خُمس مقاعد البرلمان الإتحادي الألماني (بوندستاغ) ولكن بعد مرور ستة أشهر، لم تتمكن الحكومة من تصويب الوضع، ولا وجود لأي مؤشّر على تعافي الاقتصاد، بل يزداد الإحباط"، ولذلك بدأ المستشار الألماني فريدريش ميرتس – خصوصًا بعد الإنتخابات المحلية – يحاول تحويل أنظار المواطنين المحبطين عن الوضع الإقتصادي، ويستلهم خطابه من اليمين المتطرف الذي يحث على نَسْخ ما يحدث في الولايات المتحدة ضدّ المهاجرين، من تنظيم حملات واسعة لترحيل المهاجرين خارج أوروبا، وأعلنت حكومة ألمانيا إنها تعمل على تنفيذ "عمليات ترحيل واسعة النّطاق" بالتوازي مع الحملة الإعلامية التي تدّعي "إنَّ الناخبين مستاؤون من المهاجرين الشباب الذين يتسكعون في المدن الألمانية خلال ساعات المساء"، وهي التصريحات التي دافع عنها ميرتس ورفض التراجع عنها، وقال: "لا يوجد لدي ما أتراجع عنه، بل على العكس، فأنا أؤكد عليه مرة أخرى: يجب علينا تغيير ذلك، ووزير الداخلية الاتحادي يعمل على تغييره، وسنواصل هذه السياسة" التي يرى ناقدوه " إن محاولة حل المشاكل بعمليات ترحيل الأشخاص المهاجرين أو الذين يبدو مظهرهم مختلفًا عن شخص مثل فريدريش ميرتس، عمل خاطئ ولن يؤدّي إلى حل المشاكل الهيكلية للإقتصاد".
خاتمة: تُحاول ألمانيا طَمْسَ تاريخها الإستعماري البَشع، ونهبها لثروات العديد من بلدان العالم، فقد كان الإستعمار الألماني – قبل هزيمة ألمانيا بنهاية الحرب العالمية الأولى – استيطانيا في عدة مناطق من إفريقيا والمحيط الهادئ حيث ارتكب الإستعمار الإيتيطاني الألماني عمليات إبادة جماعية في ناميبيا والتوغو والكامرون وتنزانيا الحالية وغيرها، وكانت هذه الإبادة مُقدّمة للنّازية التي أبادت الشيوعيين والغجر وشعوب أوروبا الوسطى والسّلاف، قبل اليهود الأوروبيين... أما خلال القرن الواحد والعشرين فقد تغيّرت أساليب الهيمنة، وأصبح شقّ منها "ناعم" بواسطة المنظمات غير الحكومية، وجميعها تابعة للأحزاب المُمَثَّلَة في البرلمان الإتحادي ( من فريدريش إيبيرت إلى روزا لكسمبورغ) ومُمَوَّلَة من قِبَل الحكومة الألمانية، والشق الآخر "خشن"، يتمثل في مشاركة الجيش الألماني في كافة الحروب العدوانية الأمريكية... في مجال السياسات الدّاخلية، تستخدم الحكومة الحالية نفس المنطق الذي يستخدمه اليمين المتطرف، مع اختلاف في الشّكل، وكشفت بيانات حكومية عن ارتفاع في عمليات الترحيل من 14706 مهاجر تم ترحيله خلال الفترة من كانون الثاني/يناير إلى أيلول/سبتمبر 2024 إلى 17651 تم ترحيلهم خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، من كانون الثاني/يناير إلى أيلول/سبتمبر 2025، من بينهم حوالي 3100 طفل، وتزامن هذا الإعلان مع استمرار الاحتجاجات ضد تصريحات المستشار فريدريش ميرتس عن الهجرة و "مظهر المدن"، ومع ارتفاع شعبية اليمين المتطرف، كما أدت هذه التصريحات إلى احتجاجات جمعت آلاف المواطنين الذين تظاهروا في عدة مدن ألمانية...
#الطاهر_المعز (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الولايات المتحدة – بين -مبدأ- الرئيس جيمس مونرو وعَرْبَدة دو
...
-
مُتابعات – العدد السّابع والأربعون بعد المائة بتاريخ الخامس
...
-
الحرب على جبهات متعدّدة
-
الولايات المتحدة – الإستبداد في الدّاخل، وعسكَرَة الدّبلوماس
...
-
من الحرب التجارية إلى الحرب التكنولوجية
-
عرض كتاب - الصهيونية والإستعمار الإستيطاني من 1917 إلى 1949
-
مُتابعات – العدد السّادس والأربعون بعد المائة بتاريخ الثامن
...
-
-السّلام - على المذهب الأمريكي – ( Pax Americana )
-
فلسطين الإبادة الجماعية والتَّرَبُّح الرأسمالي
-
الدّعم الخارجي لاقتصاد الحرب في الكيان الصهيوني
-
هوامش قمة شرم الشيخ 13/10/2025
-
فلسطين - تواطؤ -غربي- وعربي في الإبادة
-
تونس خلال عشرية حكم -النّهضة-
-
مُتابعات – العدد الخامس والأربعون بعد المائة بتاريخ الحادي ع
...
-
لحرب التكنولوجية والنفسية - من هواوي إلى تيك توك
-
صهاينة العرب – نموذج عيال سعود
-
كولومبيا والولايات المتحدة من التحالف إلى العداء
-
الإتحاد الأوروبي عملاق اقتصادي وقِزْم سياسي
-
بيرو – من دكتاتورية ألبرتو فوجيموري إلى فساد دينا بولوارتي
-
بنغلادش - صناعة الملابس الفاخرة وبؤس العاملات والعاملين
المزيد.....
-
اصطدام وشيك لطائرة تابعة لسلاح الجو الأمريكي مع سيارة على طر
...
-
لوحة -انتصار داوود-.. كنز نادر مفقود يعود للحياة في متحف الل
...
-
قبل اجتماع ترامب وشي.. قاذفات نووية صينية تُجري -تدريبات موا
...
-
إذا قلت -بان أو شوكولا- في بوردو بفرنسا.. فافعل ذلك على مسؤو
...
-
أمين عام حزب الله يُعلق على استهداف منزل نتنياهو ودور خامنئي
...
-
الأرجنتين.. فوز كبير لميلي في الانتخابات النصفية بعد دعم من
...
-
بأكثر من 22 مليون دولار.. المليارديرات يوحّدون جهودهم لإقصاء
...
-
واشنطن وبكين تتوصلان لاتفاق مبدئي بشأن المعادن والرسوم
-
باريس: محاكمة 10 أشخاص شككوا في الهوية الجنسية لسيدة فرنسا ا
...
-
هل يعمل خيار إيقاف التتبع في أجهزة -آبل- حقا؟
المزيد.....
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان
...
/ غيفارا معو
-
حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش
/ د. خالد زغريت
-
التاريخ يكتبنا بسبابته
/ د. خالد زغريت
-
التاريخ يكتبنا بسبابته
/ د. خالد زغريت
-
جسد الطوائف
/ رانية مرجية
-
الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025
/ كمال الموسوي
-
الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة
/ د. خالد زغريت
-
المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد
/ علي عبد الواحد محمد
-
شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
/ علي الخطيب
المزيد.....
|