أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر المعز - لحرب التكنولوجية والنفسية - من هواوي إلى تيك توك















المزيد.....

لحرب التكنولوجية والنفسية - من هواوي إلى تيك توك


الطاهر المعز

الحوار المتمدن-العدد: 8491 - 2025 / 10 / 10 - 14:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد الحرب ضد هواوي، الحرب ضد تيك توك


حظرت عدة دول – منذ بداية سنة 2023 - تثبيت تطبيق تيك توك المملوك لشركة بايت دانس الصينية على الهواتف المحمولة، ويُعدّ تيك توك، مع أكثر من مليار مستخدم نشط، سادس أكثر شبكات التواصل الاجتماعي استخدامًا في العالم، كما يُعَدُّ جزءًا من الحرب الإقتصادية والتقنية بين الولايات المتحدة والصّين، وفي الولايات المتحدة، يحظر قانونٌ تنزيلَ واستخدامَ تطبيق تيك توك على أجهزة المسؤولين الحكوميين، واعتمدت عشرون ولايةً إجراءاتٍ مماثلةً على المستوى المحلي لمسؤوليها، كما أقرّ الكونغرس مشروع قانونٍ من شأنه حظرَ التطبيق كليًا في الولايات المتحدة، بهدف منع تطور التكنولوجيا الصينية عالميًا، وصرح مايكل ماكول، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، يوم الأول من آذار/مارس 2023: "تيك توك بمثابة حصان طروادة للحزب الشيوعي الصيني، يُستخدم لمراقبة الأمريكيين واستغلال معلوماتهم الشخصية".

يوجد مَقَرّ شركة بايت دانس، الشركة الأم لتطبيق تيك توك، في بكين، ولم تدخل السوق الغربية إلا من خلال استحواذها على شركة ميوزيكال.لي الأمريكية أواخر سنة 2017، والتي أصبحت على الفور تيك توك الذي كان التطبيق الأكثر تنزيلًا سنة 2022، وهذه هي المرة الأولى التي يلجأ فيها المستخدمون الغربيون إلى تطبيق غير أمريكي، وقد يؤدّي الحَظْر الأمريكي إلى خسارة الشركة الصينية أكبر أسواقها الذي تُدير منه جميع أعمالها في الغرب، ولتجنب ذلك، خفّضت الشركة من حذرها، وقدمت "خطة تكساس"، التي أنفقت عليها 1,5 مليار دولار لتقديم ضمانات غير مسبوقة للبيت الأبيض، لكنه معركة خاسرة لأن القرار سياسي واستراتيجي، فقد فُرِضَ الحظر رغم عدم وجود أي حادث أمني يُنسب إلى التطبيق، ولم يتم اتهام تيك توك بأي حادث محدد، بل يُتهم فقط بـ"مخاطر محتملة" فضلا عن عدم مبالاة الولايات المتحدة بـ"المعلومات الشخصية" للمستخدمين، كما دأبت على إظهار ذلك في مناسبات عديدة، بل كل ما يُزعجها هو النفوذ الصيني بين الشباب، وصرّح مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي ( إف بي آي) كريس راي، أوائل كانون الأول/ديسمبر 2022، "إن الصين قد تستخدم تيك توك للقيام بعمليات التلاعب بالمحتوى" وهو ما تفعله تويتر الأمريكية أو أي منصة تواصل اجتماعي أخرى...

في أوروبا لا يمكن للبرلمان الأوروبي أن يحيد على الخط الذي ترسمه الولايات المتحدة، فقد أبلغ البرلمان الموظفين بحظر استخدام منصة التواصل الاجتماعي الصينية تيك توك على أجهزة العمل، بحجة "أمْن البيانات" ثم حظَرت المفوضية الأوروبية استخدام تطبيق تيك توك على أجهزة عمل موظفيها بحجة "حماية بيانات المؤسسة" رغم عدم تسجيل أي حادث يُهدّد "الأمن السيبراني" أو أي هجمات إلكترونية تستهدف بيئة عمل المفوضية التي ترفض الإفصاح عن أسباب أخرى لاتخاذ القرار، كما حظر معظم حلفاء الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي تطبيق تيك توك من الأجهزة المتداولة في الأوساط الرسمية وشبه الرسمية...

بعد حوالي سنة، أقرّ مجلس النواب الأمريكي خلال شهر نيسان/ابريل 2024 مشروع قانون يُجبر الشركة الصينية المالكة لشبكة التواصل الاجتماعي تيك توك – التي لها حوالي 170 مليون مستخدم في الولايات المتحدة آنذاك - على بيع أسهمها لشركة محلية، أي الاستحواذ على شركة تقنية صينية بالقوة، وهو أمر لا يبدو "نيوليبراليًا" تمامًا، فقد حولت الولايات المتحدة تطبيقًا برمجيًا إلى مسألة "أمن قومي"، وفي الحين حَظَرَت العديد من الدول الأوروبية، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي نفسه، استخدام تيك توك على هواتف المسؤولين الحكوميين، وكذلك من تطبيقات الهاتف التجارية، وتم يوم 25 أيلول/سبتمبر 2025، بَيْع القسم الأمريكي من تيك توك إلى اتحاد شركات بقيادة أوراكل وروبرت مردوخ وصندوق أبو ظبي، بموازاة استقبال نتن ياهو في البيت الأبيض...

كانت شبكة تيك توك في بداياتها ساحة لعب للمراهقين، قبل أن تُصْبِحَ أصبحت واجهة الصراع التكنولوجي والإستراتيجي بين الولايات المتحدة والصّين، وبلغت عائدات تيك توك السنوية 16 مليار دولار سنة 2024 في الولايات المتحدة، وتُمثل عملية البَيْع القسْرِي جزءًا من الصّراع للسيطرة على تدفق المعلومات، وتذرّعت الولايات المتحدة ب"حماية بيانات الشباب ومنع التدخل الأجنبي"، ومنع الصين من الوصول إلى بيانات 170 مليون أمريكي والتأثير عليهم في ما تعتبره الولايات المتحدة "قضايا استراتيجية" مثل الإنتخابات الأمريكية أو تايون ( وهي أرض صينية انفصلت سنة 1949) وأوكرانيا، وأدّت عملية البيع القَسْرِي ( وهي عملية سرقة واضحة) إلى وضع شبكة التواصل الاجتماعي تحت سيطرة الدعاية الصّهيونية، لأن تيك توك كانت آخر منصة رئيسية تُنشر فيها انتقادات الحكومة الصهيونية بحرية نسبية، خصوصًا بعد حملة التطهير التي شنّها فيسبوك، ولُجُوء آلاف المستخدمين المناهضين للصهيونية إلى التطبيق الصيني، وبينما تتحدث صحيفة نيويورك تايمز عن "اتفاقية استراتيجية لحماية الأمن القومي"، وصف نتن ياهو تيك توك بأنه "أهم صفقة في الوقت الحالي لقدرته على تشكيل الرأي العام العالمي، وخاصة بين الشباب"، ولأن هذه الصّفقة أَغْلَقَتْ آخر منفذ للمعارضة وتُتيح للكيان الصهيوني نشر روايته للأحداث دون أي معارضة، واعتبرت صحيفة "بوبليكو" إن: "الأمر لا يقتصر على تغيير المالكين، بل هو تحوّل في الحدود الأيديولوجية"، لأن الشركة الصينية بايت دانس، المالك السابق، أصبحت تحصل على حصة أقلية، بينما تتولى أوراكل إدارة الخوادم في تكساس، ويمتلك لاري إليسون، مالك أوراكل، أيضًا شركة باراماونت وشبكتي سي بي إس وسي إن إن، وصرّح مؤخرًا في مؤتمر: "سيتصرف المواطنون بشكل رائع لأننا نراقب ونسجل باستمرار كل ما يحدث"، وهو يُقدّم دعمًا ماليًا كبيرًا ومباشرًا للكيان الصهيوني، وتبرع بمبلغ 16,6 مليون دولار ل"منظمة أصدقاء الجيش الإسرائيلي"، كما عَبَّرَ لاري إليسون مرارًا وتكرارًا وبشكل علني عن ارتباطه الوثيق بالصهيونية، ووصف فلسطين المحتلة في أحد خطاباته، بأنها "وطننا"، مقارنًا تركيز شركات التكنولوجيا في هرتسليا ( فلسطين المحتلة) بتركيزها في وادي السيليكون، وله كذلك علاقات وطيدة بالمؤسسة السياسية الصهيونية فهو صديق شخصي لبنيامين نتن ياهو الذي يزوره باستمرار في مقر إقامته الخاص في جزيرة لاناي، وينظّم لاري إليسون منذ سنوات حملات لجمع التبرعات بملايين الدولارات للكيان الصهيوني وللمرشحين في الإنتخابات الأمريكية الأكثر دَعْمًا للكيان الصهيوني، وتبنّت شركة أوراكل موقفًا علنيًا ملتزمًا تجاه الكيان الصهيوني وطلبت مِمّن لا يتفقون على ذلك مغادرة الشركة، واشترت عائلة إليسون صحيفة فري برس مقابل 150 مليون دولار وعينت مالكتها، باري وايس، المعروفة بموقفها المؤيد للصهيونية وحملاتها ضد الأصوات المنتقدة للكيان الصهيوني في الأوساط الأكاديمية والصحافة...

واشنطن تتهم الاحتكارات الكبرى بدعم الجيش الصيني

لتريد الولايات المتحدة فرض حصار على جميع الشركات الخاصة التي تتعامل تجاريًا مع الصين، وأصْدَر الكونغرس الأمريكي تقريرًا، يوم الثلاثاء السابع من تشرين الأول/اكتوبر 2025، يتهم خمس شركات احتكارية كبرى ( منها ثلاث شركات أمريكية Applied Materials وKLA Corporation، وLam Research )، بالإضافة إلى مجموعة ASML الهولندية وشركة Tokyo Electron اليابانية، بمواصلة بيع معدات لشركات صينية "مرتبطة" بالجيش الصيني، رغم القيود الأمريكية، وبلغت قيمة هذه المبيعات 38 مليار دولار من التقنيات الأساسية للصين سنة 2024، حيث كانت بكين تمثل 39% من إيرادات هذه الشركات الخَمْس وفق تقرير الكونغرس الذي اتّهم هذه الشركات "باستغلال الحظر الأمريكي على صادرات الشركات الصينية لزيادة مبيعاتها إليها بشكل كبير" وتشمل المبيعات أنظمة الطباعة فوق البنفسجية الخاصة بشركة - AMSL – الهولندية، وهي أدوات ضرورية لنقش الدوائر على رقائق السيليكون لأشباه الموصلات المستخدمة في الذكاء الاصطناعي، ويوصي تقرير الكونغرس "بتقييد الصادرات إلى الصين بشكل صارم، وتوسيع نطاق القيود ليس فقط لتشمل مكونات الرقائق الأكثر تطورًا، بل أيضًا، في مراحل مبكرة، جميع الأدوات المستخدمة في تصنيع هذه المكونات" كما يدعو أعضاء الكونغرس إلى "مزيد من التنسيق في ضوابط التصدير بين الجهات الأمريكية المعنية، وخاصةً هولندا واليابان، وإلزام أتباعهما بالانضمام إلى سياسة الحظر.



#الطاهر_المعز (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صهاينة العرب – نموذج عيال سعود
- كولومبيا والولايات المتحدة من التحالف إلى العداء
- الإتحاد الأوروبي عملاق اقتصادي وقِزْم سياسي
- بيرو – من دكتاتورية ألبرتو فوجيموري إلى فساد دينا بولوارتي
- بنغلادش - صناعة الملابس الفاخرة وبؤس العاملات والعاملين
- متابعات – العدد الرّابع والأربعون بعد المائة بتاريخ الرابع م ...
- ملخص القواسم المُشتركة لانتفاضات الجيل زد
- المغرب – الصحة أهَمّ من كأس العالم
- مدغشقر - مظاهرات حاشدة، وثراء فاحش وفساد وفقر مُدْقَع
- الدّعاية إحدى جَبَهات الحرب
- غذاء – ارتفاع الأرباح وانخفاض جودة المُنتجات
- إيطاليا - تضامن مع الشعب الفلسطيني
- متابعات – العدد الثالث والأربعون بعد المائة بتاريخ السابع وا ...
- فرنسا - الضّغْط يُوَلِّدُ الإنفِجار
- خرافة الإعتراف بدُوَيْلَة فلسطينية
- أوكرانيا -نموذج الحرب بالوكالة
- نيبال - الجزء الثاني والأخير - فشل تجربة سُلْطة اليسار
- متابعات – العدد الثاني والأربعون بعد المائة بتاريخ العشرين م ...
- نيبال، خلفيات الإنتفاضة: فجوة طبقية وفساد مُتأصّل
- انبطاح الحُكّام العرب


المزيد.....




- كينيا: هل مازالت طائفة ماكنزي تنشط في غابة شاكاهولا؟
- إسرائيل تعلن دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في غزة وتحذر م ...
- فور تنفيذ وقف إطلاق النار ومشيا على الأقدام.. ألوف من الغزيي ...
- رئيس الوزراء القطري: نجاح وقف النار في غزة مسؤولية جماعية
- خبير عسكري: انسحاب الاحتلال من غزة هذه المرة مختلف عن الانسح ...
- ليتك لم تفعل يا بروفيسور ياغي!
- الشيباني من لبنان: نريد تجاوز عقبات الماضي
- نتنياهو يبحث اليوم التالي في غزة بمشاركة أميركية
- ماذا بقي من اتفاق جوبا للسلام في السودان بعد خمس سنوات على ت ...
- إسرائيل توافق على أسماء جديدة من أصحاب المؤبدات وترفض تضمين ...


المزيد.....

- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر المعز - لحرب التكنولوجية والنفسية - من هواوي إلى تيك توك