أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر المعز - الدّعاية إحدى جَبَهات الحرب















المزيد.....

الدّعاية إحدى جَبَهات الحرب


الطاهر المعز

الحوار المتمدن-العدد: 8481 - 2025 / 9 / 30 - 15:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


غوغل وويكبيديا وأمثالهما، إجهزة دعاية صهيونية

أغرق الكيان الصهيوني منصات التواصل الإجتماعي، وخصوصًا مواقع يوتوب وأمثاله، بالدّعاية الصهيونية التي تكثفت منذ السابع من تشرين الأول/اكتوبر 2023، وأنفقت وزارة الخارجية الصهيونية أكثر من سبعة ملايين دولار على الإعلانات خلال الأسبوعين التاليين للعدوان، ولم تُبادِرْ إدارة غوغل أو يوتوب أو فيسبوك بحذف المحتوى الذي "يُخالف الشروط" وفق العبارة المعهودة، ومن هذه المخالفات نشر إعلانات دعائية تضمنت اعتدَدًا بالعنف الشديد وبالصور الدّموية والسّادية لجُثَث أبناء الشّعب الفلسطيني، وتهدف هذه الدّعاية إخفاء جرائم العدوان الصهيوني، لأن كيان الإحتلال يُحاول تقديم صورة إيجابية لجيشه المُعتدي ولمُسْتوطنيه المُسلّحين في القدس ومدن وأرياف الضفة الغربية، وتغطية عمليات الإجرام والإغتيال بإنفاق ملايين الدولارات على حرب الدعاية وشراء الإعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي.

ركزت الحكومة الصّهيونية على الدول "الغربية" الغنية، واستهدفت بشكل رئيسي بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبلجيكا، وكانت محتوى الدّعاية "إن حماس جماعة إرهابية مرتبطة بالجهاد، وأن إسرائيل - وهي دولة ديمقراطية علمانية حديثة - تدافع عن نفسها ضد العدوان الخارجي..."

نشرت وزارة الخارجية ثلاثين إعلانًا حظيت بأكثر من أربعة ملايين مشاهدة على تويتر، خلال أسْبُوع واحد، ويُساوي أحد الإعلانات "داعش" و"حماس"، ويعرض صورًا مُقلقة تتسارع تدريجيًا حتى يختلط اسما التنظيمين في اسم واحد، وإن لم تكن الرسالة واضحة بما يكفي، فقد انتهى الإعلان بالرسالة التالية: "لقد هزم العالم داعش، وسيهزم العالم حماس"، وتستهدف هذه الإعلانات - كما هو الحال مع يوتيوب - البالغين في أوروبا الغربية، وتتوجّهُ إحدى الإعلانات إلى الآباء ( الأمريكيين والأوروبيين ) بالمحتوى التالي: " لقد قَتَلَ إرهابيُّو حماس - داعش أربعين طفلا إسرائيليا، وكما تفعلون من أجل أطفالكم، سنبذل قصارى جهدنا لحماية أطفالنا، وحماية أطفالكم من الإرهابيين، فكونوا مَعنا..."، واشترت وزارة الخارجية الصهيونية أيضًا مساحات إعلانية هامة بمنصّات فيسبوك وإنستغرام والألعاب وتطبيقات مثل دولينغو وغيرها، ودرّب الكيان الصهيوني والمنظّمات الموالية له في أوروبا وأمريكا الشمالية مجموعات تخصّصت في غزو مواقع التواصل الإجتماعي ( مثل تويتر) ، لتحويل النقاش عبر الإنترنت حول العدوان والإبادة والتّجويع، بذريعة "التّصدِّي للأخبار الكاذبة" (Tackling fake news )، وفي الواقع فإن الهدف هو تجميل صورة الإستعمار الإستيطاني في فلسطين وتقديم الكيان الصهيوني كضحية تُدافع عن نفسها ضدّ الإرهاب الفلسطيني، وكَذّب هذا الجيش الإعلامي الصّهيوني أخبار وصُوَر قَصْف وتدمير الكنائس في غزة وفي لبنان، واضطر الجيش الصّهوني إلى الإعتراف بقصف المساجد والكنائس والمستشفيات بذريعة "إن الإرهابيين الفلسطينيين يحْتَمُون بها"...

تدّعي موسوعة ويكيبيديا إنها مفتوحة للجميع، لكنها ترفض بنسبة تزيد عن 90% نَشْر الرواية التاريخية أو رواية الأحداث الحالية من منظور فلسطيني وعربي، ومنذ 2010 تقريبًا، لاحظ المهتمون بهذا الموقع اكتساحه من قِبَل مجموعات صهيونية منظمة ومٌدَرّبة ومُمَوَّلَة بشكل جيد تُعيد كتابة محتوى هذه الموسوعة، لتُصبح موقعًا إضافيا للدفاع عن الإحتلال الصهيوني ولتشويه سمعة المُناهضين أو حتى المُحتجِّين، وكافأت وزارة الخارجية الصهيونية مُحرّري " أفْضَل المقالات" بمكافآت تشمل رحلاتٍ مجانيةً وجولات في فلسطين المُحتلّة، فيما رفضت إدارة ويكيبيديا ومؤسّسها جيمس ويلز وزوجته كيت غارفي - التي كانت السكرتيرة الخاصة لتوني بلير وشريكته في تبرير الغزو العسكري للعراق – نقاش هذا الموضوع المتعلق بالإنحياز الكُلِّي للكيان الصهيوني بخلق موجة دعم واضحة له في المنتديات المهمة للتأثير على الرأي العام، كما يشغل ضباط سابقون في الجيش الصّهيوني وأعضاء في حكومة العَدُوّ مناصب عليا في مجالس الرقابة على المنشورات في العديد من المنصات الرائدة عالميًا، أو في محركات البحث وفي غوغل وأمازون وفيسبوك أو في مايكروسوفت، وتحديد وتحدد المحتوى الذي يجب ترويجه لمستخدمي منصة فيسبوك البالغ عددهم حوالي ثلاث مليارات مستخدم، بالإضافة إلى المحتوى الذي يجب مراقبته وإزالته، كما يشغل ضُبّاط وجواسيس صهاينة مناصب هامة في وسائل الإعلام الأوروبية والأمريكية، وعلى سبيل المثال كان "دوف ألفون" ضابطًا بوحدة التجسس العسكري الصهيوني المُسماة ( 8200) وهو صحفي وكاتب وضابط وجاسوس، ويشغل حالياً منصب مدير النشر والتحرير في صحيفة ليبراسيون الفرنسية التي كان يساريو فرنسا يعتبرونها من اليسار...



من المرتزقة إلى الرُّوبُتات

إلى جانب هذا الجيش من مُرتزقة الإعلام، يستخدم الكيان الصهيوني الروبوتات التي تغزو وسائل التواصل الاجتماعي ( بواسطة الذّكاء الإصطناعي) ليس فقط في ساحة المعركة في غزة، ( الروبوتات المُفَخَّخَة) بل أيضًا عبر الإنترنت، بهدف التأثير على الرأي العام من خلال روبوتات خارقة تعمل بالذكاء الاصطناعي، تُغرق منصات التواصل الاجتماعي بالدعاية الصهيونية، واستخدام منصات التواصل الاجتماعي لأغراض الدعاية، سواءً بالتعاون مع شركات التكنولوجيا للكشف عن المحتوى المؤيد للفلسطينيين، أو بتجنيد مجموعات تتكفل بنشر الأكاذيب على نطاق واسع، جيوش من المتصيدين لنشر أكاذيبها. وابتكرت حكومة تل أبيب - مع ظهور الذّكاء الإصطناعي - أساليب جديدة لاستخدام حسابات على منصات التواصل الاجتماعي مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتشويه سمعة وسائل الإعلام الإخبارية البديلة، وإعادة نفس النص مرارًا وتكرارًا، بهدف إغراق المنصّات بالدّعاية وللتّبليغ عن ما تعتبره "انتهاكات لمعايير" المنصّات والمواقع، أو "مُخالفة لشروط الإستخدام، بهدف تنظيم وتغيير تدفق المحتوى والقضاء على محتوى الكتابات النّاقدة للجرائم الصهاينة...

أنشأت شركة "بامبرغر" وحدة لتطوير الذكاء الإصطناعي لغرض نَشْر الدّعاية الصهيونية، واستعانت بأربعين طالب دكتوراه، وتعاونت مع الشركات الأمريكية مثل غوغل ومايكروسوفت، وتعاونت الحكومة الصهيونية أسّست قاعدة بيانات ضخمة لهذا الغرض بالتعاون مع حكومات الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي ودول أخرى، لتأسيس قاعدة بيانات ضخمة بغرض الدّعاية، ولتبرير استخدام الجيش الصهيوني الذكاء الاصطناعي كسلاح لتنفيذ حملة الإبادة الجماعية في غزة، ولتشويه الأدلة الموثقة جيدًا للإبادة الجماعية في غزة، والتي تدعمها أدلة صوتية ومرئية، أو تشويه الحقائق تمامًا، وتستفيد الحكومات والشركات "الغربية" من تطوير استخدام الذكاء الاصطناعي في ساحة المعركة وعلى الإنترنت، ودَعمَ الإتحاد الأوروبي البرنامج الصهيوني لتطوير للذكاء الاصطناعي بقيمة 130 مليون دولارا، للفترة 2024 – 2027.

تم رصد العديد من الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تعمل بأسماء مثل "فاكت فايندر" (@FactFinder_AI)، و"إكس تروث بوت" (@XTruth_bot و@xTruth_zzz)، و"يوروب إنفيجن" (@EuropeInvasionn)، و"روبن" (@Robiiin_Hoodx)، و"إيلي أفريات" (@EliAfriatISR)، و"أميران" (@Amiran_Zizovi)، و"عادل مناصرة" (@AdelMnasa96892). ويهدف كل حساب إلى تشويه سمعة الانتقادات ودَحْض المعلومات والمنشورات والتقارير عن قتل المدنيين الفلسطينيين والصحافيين، بذريعة "التحقق من صحة البيانات المنشورة " و "مواجهة المعلومات المضللة "، وتحتوي بعض المواقع على دعاية لصالح اليمين المكتطرف في أوروبا، ومن بينها حساب "غزو أوروبا" وحساب @makcanerkripto الذي يركز بشكل أساسي على المحتوى المعادي للأجانب وللمهاجرين واللاّجئين، وخاصة المسلمين، ويربط هذا الحساب بشكل متكرر بين المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين ومؤيدي حماس، ويُدير الحساب زوجان تركيان مزْعومان من "رواد الأعمال" يقيمان في دُبَيْ، وهما مرتبطان أيضًا بشركة ألغوريثم كوتش (@algorithmcoachX). واستعانا بوكالة إعلانات لإدارة أعمالهما، وخضع كلا الحسابين لإعادة تصميم العلامة التجارية عدة مرات، وفي الواقع فإن الصهاينة يُديرُون كل هذه الحسابات بشكل مباشر، خصوصًا تلك الحسابات ( تُعدّ بالآلاف) التي أُنشئت بعد تشرين الأول/اكتوبر 2023، بالتزامن مع بدء العدوان والعمليات الإجرامية الصهيونية في غزة.



مشاركة مُباشرة في غسيل الجرائم الصهيونية

وقّعت شركة "غوغل"، خلال شهر حزيران/يونيو 2025، عقدا بقيمة 45 مليون دولار مع نتن ياهو لتنفيذ حملة إعلانية رقمية عالمية للترويج لرسالة الدولة الصهيونية خلال حملة الإبادة الجماعية المستمرة في غزة، ويتضمن العقد إعلانات على موقع يوتيوب ومن خلال منصة Display & Video 360 التابعة لشركة غوغل، والتي تم وصفها صراحة في وثائق حكومية بأنها "جزء من الحرب الدعائية الإسرائيلية" تحت إسم "هاسبارا" وهو مصطلح عبري يشير إلى الدعاية المدعومة من الدولة والتي غالبًا ما تستخدم للتغطية على العمليات العسكرية الصّهيونية، وانطلقت حملة الدّعاية يوم الثاني من آذار/مارس 2025، مع تزايد الإدانة عن قطع إمدادات الغذاء والوقود والمساعدات الإنسانية عن غزة، مما أدى إلى ما وصفته الأمم المتحدة بالمجاعة التي تسبب فيها الصهاينة، وساعدت شركة ديسبلاي أند فيديو 360 التابعة لغوغل على إعداد شريط نُشِر على موقع يوتوب تدّعي من خلاله وزارة الخارجية الصّهيونية: "يوجد طعام في غزة، وما الإدّعاءات المُغايرة سوى افتراء وكذب لتشويه سمعة إسرائيل" وحصد الإعلان أكثر من ست ملايين مشاهدة، بفضل الإعلانات المدفوعة بموجب عقده مع غوغل، وتم تنسيق هذه الدّعاية من قبل وكالة الإعلان الحكومية الصّهيونية (لابام)، وهي إدارة تقدم تقاريرها مباشرة إلى مكتب نتن ياهو، كما استثمر الكيان الصهيوني ثلاثة ملايين دولارا في الإعلانات مع X/Twitter، و2,1 مليون دولار مع "منصة Outbrain/Teads الفرنسية الإسرائيلية"، ومبلغًا غير معلن عنه للترويج للمحتوى المتوافق مع الدّعاية الصهيونية على منصات شركة Meta/Facebook القابضة، وحاولت هذه الدّعاية كذلك تشويه مؤسسات دولية ومنظمات غير حكومية، ونزع الشرعية عن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، متهمةً إياها بـ"التخريب المتعمد" لإيصال المساعدات، وكَذّبت الدّعاية الصهيونية بيانات الأمم المتحدة التي حذّرت من المجاعة في غزة، ورغم مئات الموتى جُوعًا، تواصل غوغل نشر إعلانات تنكر وجود أي مجاعة، مع تحميل حركة "حماس" مسؤولية كل ما يحدث في غزّة، كما ادّعت حملة "هاسبارا" إن عدوان الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني وشعوب لبنان وسوريا واليمن وإيران هو "دفاع عن أمن إسرائيل والغرب"

اتهمت المقررة الخاصة للأمم المتحدة، فرانشيسكا ألبانيز، ضمن تقرير نُشِرَ خلال شهر حزيران/يونيو 2025، شركة غوغل وشركات التكنولوجيا الأمريكية بنشر معلومات مُضلّلة حول جرائم الحرب، وإنكار الإبادة الجماعية في غزة، لأن هذه الشركات تجني أرباحًا كبيرة من الإبادة الجماعية في غزة، وبعد نشر التقرير وتصريحات فرانشيسكا ألبانيز، وصف سيرغي برين، المؤسس المشارك لشركة غوغل، الأمم المتحدة بأنها "منظمة معادية للسامية بشكل واضح"، وذلك خلال اجتماع مع موظفيه، وللتذكير فإن شركة غوغل تخضع للتدقيق بسبب مشاركتها في "مشروع نيمبوس"، وهو شراكة في مجال الحوسبة السحابية مع أمازون، تُوفر البنية التحتية للجيش الصهيوني، مما يُثبت تورط الشركة مع آلة الحرب الصهيونية وتواطؤ الاحتكارات الكبرى في وادي السيليكون في دعم جرائم العدوان وشرعنته.



سوابق: العلاقات بين الجيش الصهيوني ومشروع نيمبوس التابع لغوغل وأمازون

داهمت الشرطة الأمريكية مكاتب غوغل في نيويورك وكاليفورنيا يوم السادس عشر من نيسان/ابريل 2024، لاعتقال عدد من الموظفين الذين كانوا يحتجون على عِقْد جوسسة سحابية بقيمة 1,2 مليار دولار، مُوقّع، منذ سنة 2021، مع الحكومة الصهيوية، يُعرف باسم " "مشروع نيمبوس"، ويعارض موظفو الشركتين ( غوغل وأمازون) هذا الاتفاق، واشتدت الاحتجاجات منذ آذار/مارس 2024، "لأن هذا العقد يجعل الشركات متواطئة في حروب إسرائيل، وفي المعاملة غير القانونية وغير الإنسانية للفلسطينيين"، غير إن شركة غوغل أصَرّت على أن المشروع لم يكن مخصصًا للعمل العسكري ولا يتعلق بالأسلحة أو الاستخبارات، بينما لم تناقش أمازون نطاقه علنًا، لكن وثائق وتصريحات رسمية صادرة عن مسؤولين صهاينة وموظفين في غوغل وأمازون تُظهر أن الجيش الصهيوني لعب دورًا محوريًا في مشروع نيمبوس منذ انطلاقه، حيث ساهم الجيش في تصميمه، وكان في الوقت نفسه أحد أهم مستخدميه، بل تأسس المشروع خصّيصًا لتوفير بُنية تحتية تكنولوجية مهمة للجيش الصهيوني، وفق العقد المُوقّع من شركتَيْ غوغل وأمازون، وأعلن مدير الأمن السيبراني الصهيوني، خلال مؤتمر مُخصّصٍ لمشروع نيمبوس ( شباط/فبراير 2024): "تحدث تطوراتٌ هائلة في المعركة بفضل سحابة نيمبوس وهي أمورٌ تُسهم في تحقيق النصر ولن أخوض في التفاصيل"، وفق وسائل الإعلام الصهيونية، ويعني هذا التصريح " إن سحابة نيمبوس تُسهم في إنجاز الإبادة الجماعية".

بدأ مشروع نيمبوس سنة 2019 كتحديث تكنولوجي رئيسي للحكومة الصهيونية بقيادة وزارة المالية، لاختيار مُزَوِّدِي خدمات سحابية وبناء مراكز جديدة لتخزين البيانات بشكل آمن والاستفادة من أدوات المُزودين المدمجة في التعلم الآلي وتحليل البيانات وتطوير التطبيقات ليستخدمها الجيش الصهيوني الذي ساهم في اختيار الشركات الفائزة بعقد نيمبوس، ووضع المواصفات ويُساهم في تقييم النتائج، مع الإشارة إن العقد يشمل تطوير تقنيات التعرف على الوجوه وتتبع الأشياء والأشخاص والمركبات وتحليل المشاعر، ومهام معقدة أخرى لصالح الجيش والشرطة الصهيونِيّيْن، ويحظر العِقْد على الشركتين الفائزَتَيْن ( غوغل وأمازون) "رفض تقديم الخدمات لكيانات حكومية محددة"، وفق موقع "ذا إنترسبت" ( تموز/يوليو 2022)



في البدء كانت الإبادة والتدمير والتّهجير

أما الكيان الصهيوني فقد نشأ على الإبادة وهدم القُرى والأحياء والتّهْجِير القَسْرِي بدعم من الإمبريالية، وعلى الإبتزاز واستغلال اضطهاد اليهود في أوروبا لتبرير الإستعمار الإستيطاني في فلسطين، وأتقَن القادة الصهاينة فنون تزييف التاريخ والوقائع، وأنشأُوا سنة 2006، وزارة الشؤون الاستراتيجية، التي تشكل رأس الحربة في حملة دعائية دولية لمحاربة ما يسمونه "نزع الشرعية"، وهو مصطلح يستخدمونه لوصف أي نَقْد للصهيونية، واستهدفت الحملة الدّعائية حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS)، وقادتها وأنصارها في جميع أنحاء العالم، وشاركت شركات التكنولوجيا ومنصّات فيسبوك وتويتر وغيرها في الحملة، من خلال تكثيف الرقابة وإغلاق الصفحات المناهضة للصهيونية أو حتى الناقدة بِلُطْف وباحتشام لبعض ممارسات الحكومة الصهيونية، بذريعة " نَشْر خطاب كراهية"، وتفاخر الوزراء الصّهاينة بفعاليتهم في تشكيل الخطاب السياسي حول العالم، بعد إغلاق عشرات الصفحات التابعة لوسائل إعلام فلسطينية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، فيما تم تعليق أخرى، ما أثار احتجاجات، ولم يصدر فيسبوك بيانا يوضح دواعي هذه القرارات التي اتخذتها الشركة بناء على تقارير وكالة التجسس الصهيونية "شاباك" التي تقوم بتحليل المحتوى الذي ينشره الفلسطينيون على وسائل التواصل الاجتماعي، بحثًا عن الكلمات والعبارات التي يحظر الكيان الصهيوني استخدامها، كما تم اعتقال مئات الفلسطينيين بسبب محتوى نشروه على مواقع التواصل الاجتماعي، رغم غياب المعايير القانونية للتمييز بين التهديد الحقيقي والخطاب السياسي، وقامت إدارة موقع فيسبوك بحذف صفحة المركز الفلسطيني للإعلام، يوم التاسع من تشرين الأول/اكتوبر 2019، دون حتى التواصل مع القائمين عليها، وكان لديه ما يقرب من خمسة ملايين متابع على الشبكة. ويُجمع القضاة الصهاينة على إحالة الأدلة التي تقدمها النيابة العامة والشرطة إلى المحاكم (مما يُشير إلى تواطؤ كافة الهيئات والمؤسسات مع الدّولة الصهيونية) ويتفاخر جهاز الأمن العام (الشين بيت) علناً بالعدد الكبير من "المؤامرات الإرهابية" المزعومة التي أحبطها، كما قامت الحكومة الصهيونية بتمويل حملة دعائية عالمية لمحاربة حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) الفلسطينية، بتواطؤ من شركة فيسبوك...



خاتمة

احتج عمال وموظفو غوغل وأمازون وشركات أخرى، على عسكرة التكنولوجيا وعلى علاقات شركات التكنولوجيا الوثيقة مع الجيش الأمريكي والجيش الصّهيوني، وانطلقت الإحتجاجات والمظاهرات ضد مشروع نيمبوس وأمثاله، مثل مشروع "مافن"، منذ سنة 2018، وأطردت شركة غوغل عشرات آالموظّفين الذين استنكروا التعامل المباشر بين شركات التكنولوجيا والجيش وأدارة الجمارك وشرطة حماية الحدود الأمريكية، وانطلقت الإحتجاجات الخاصة بمشروع نيمبوس، منذ تشرين الأول/اكتوبر 2021، عندما نشر تحالف من عمال غوغل وأمازون رسالة مفتوحة تندد بالعقد، كما تشكلت حركة "لا للتكنولوجيا من أجل الفصل العنصري" كما رفعوا قبل ذلك شعار "لا للتكنولوجيا من أجل إدارة الهجرة والجمارك" (ICE)، منذ سنة 2019، ونظّم العُمّال (أذار/مارس 2022) احتجاجات أمام مكاتب غوغل وأمازون في مُدُن نيويورك وسياتل ودورهام بولاية كارولاينا الشمالية، للتعبير عن تضامنهم مع المطرودين ومطالبتهم بإلغاء "مشروع نيمبوس"، ثم تضاعفت الاحتجاجات، وتم فَصْلُ نحو خمسين موظف ( جلّهم مهندسون وتقنيون ) شركوا في حركة "لا تكنولوجيا للفصل العنصري" التي أصبحت جزءًا من حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS)...



#الطاهر_المعز (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غذاء – ارتفاع الأرباح وانخفاض جودة المُنتجات
- إيطاليا - تضامن مع الشعب الفلسطيني
- متابعات – العدد الثالث والأربعون بعد المائة بتاريخ السابع وا ...
- فرنسا - الضّغْط يُوَلِّدُ الإنفِجار
- خرافة الإعتراف بدُوَيْلَة فلسطينية
- أوكرانيا -نموذج الحرب بالوكالة
- نيبال - الجزء الثاني والأخير - فشل تجربة سُلْطة اليسار
- متابعات – العدد الثاني والأربعون بعد المائة بتاريخ العشرين م ...
- نيبال، خلفيات الإنتفاضة: فجوة طبقية وفساد مُتأصّل
- انبطاح الحُكّام العرب
- أوروبا: الهجرة بين الدّعاية الإنتخابية وواقع الأرقام والبيان ...
- سوريا: الدّوْر الوظيفي للدّين السياسي الإرهابي
- بإيجاز - حَدَثَ ذات 11 أيلول/سبتمبر
- مُتابعات – العدد الواحد والأربعون بعد المائة بتاريخ الثّالث ...
- ارتباط الفساد بالإستغلال والإضطهاد والتّجسّس – عشيرة -ماكْسْ ...
- العربدة الصهيونية من تونس إلى الدّوْحَة
- فرنسا: أزمة سياسية واقتصادية
- المقاطعة كشكل من المقاومة
- فلسطين - فجوة بين الموقف الأوروبي الرسمي والموقف الشعبي
- قمّة منظمة شنغهاي للتّعاون


المزيد.....




- الحرب على غزة مباشر.. عمليات بغزة والضفة وحماس تناقش خطة ترا ...
- شاهد.. هل حقق الريال كل المكاسب الإيجابية بالفوز على كايرات؟ ...
- حكومة نتنياهو تعين ديفيد زيني رئيسا جديدا لـ-الشاباك-.. لماذ ...
- تعديل شامل لشروط الدخول والإقامة.. البرلمان البرتغالي يُشدّد ...
- رئيس مؤسسة ياد فاشيم لـDW: حين ترون معاداة للسامية تصرفوا فو ...
- المغرب: لماذا مُنعت مظاهرات مجموعة -جيل زد 212- الشبابية؟
- صحيفتان جزائريتان تنفيان فرار الجنرال عبد القادر حداد المشهو ...
- الحكومة المغربية: نتفهم المطالب الاجتماعية ومستعدون للتجاوب ...
- بفيديو عنصري ومزيف، ترامب يسخر من الديمقراطيين!
- الاتحاد الأوروبي - تونس: دبلوماسي أوروبي يقر بتقدم وبصعوبات ...


المزيد.....

- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر المعز - الدّعاية إحدى جَبَهات الحرب