أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - الطاهر المعز - المقاطعة كشكل من المقاومة















المزيد.....


المقاطعة كشكل من المقاومة


الطاهر المعز

الحوار المتمدن-العدد: 8460 - 2025 / 9 / 9 - 13:08
المحور: القضية الفلسطينية
    


تقديم
استخدمت شُعُوب من آسيا ( الهند) وإفريقيا ( جنوب إفريقيا) وأوروبا ( إيرلندا) المقاطعة كأداة أو أسلحة لمقاومة الإستعمار مُكمّلة لأشكال وأدوات أخرى من أجل تحقيق الإستقلال ودَحْر القواة الإستعمارية.
في فلسطين، اختلفت طبيعة الإستعمار، فهو استعمار استيطاني يقوم على إزاحة السّكّان الأصليين كركن أساسي من هذا الشّكل من الإستعمار، كما حصل بين الغُزاة الأوروبيين البيض والسّكّان الأصليين في أمريكا وفي أستراليا ونيو زيلدا، وكما حصل بدرجات أخرى في كاناكي (كاليدونيا) وإيرلندا الشمالية، حيث أصبح السّكّان الأصليون أقلية، وصدر عن المؤتمر الفلسطيني الخامس، سنة 1922، بعد بضعة سنوات من صُدُور وعد بلفور ( 1917) وكذلك سنة 1928، نداءات لمقاطعة الإستعمار البريطاني والمُستعمرات الإستيطانية الصهيونية، قبل الإعلان عن تأسيس الكيان الصهيوني بعقود، وعلى صعيد رسمي تبنت جامعة الدّول العربية صيغة المقاطعة وكانت فعّالة وناجعة ضدّ العديد من الشركات الأمريكية والأوروبية، إلى أن وقّعت مصر ثم قيادة منظمة التحرير بزعامة ياسر عرفات فالأردن، وبذلك تلاشت حركة المقاطعة الرّسمية منذ سيطرت السعودية على الجامعة العربية التي دعت إلى تدمير العراق سنة 1991...
صرّح العديد من القادة التّاريخيين وزعماء المليشيات الصّهاينة إن التّطبيع الرّسمي لا يكفي لأن الشعوب العربية ترفض الكيان الصهيوني وتريد تحرير فلسطين، وتأكّد ذلك في البلدان التي طبّعت السلطات الحاكمة بها علاقاتها الرسمية مع الكيان الصهيوني لكن شعوبها في طليعة النضال ضد التّطبيع، مثل مصر والأردن والمغرب...

اتّساع نطاق المُقاطعة
أدّى اتّساع حركة المقاطعة إلى إلغاء أو انسحاب فِرَق أو شركات راعية من مهرجانات موسيقية وسينمائية وبطولات رياضية، وسحبت بعض الكنائس وبعض الصناديق السيادية الغربية استثماراتها من فلسطين المحتلة، كما اضطرت العديد من الشركات العابرة للقارات انسحاب شركات عالمية من ضمنها (: Orange/ G4S/ Veolia Adidas/ Puma Ben & Jerry’s ) إلى الإنسحاب وعدم تجديد عقودها مع الكيان الصهيوني، مما شجّع المزيد من الأفراد والمجموعات على الإنخراط في حركة المقاطعة على المستوى العربي والدّولي...
لم تنشأ المُقاطعة إذًا مع العدوان الحالي المُستمر منذ السابع من تشرين الأول/اكتوبر 2023، بل توسّع نطاقها وشملت المشاركة الشعبية سواء في البلدان العربية أو في الدّول الإمبريالية وغيرها من بلدان العالم، بسبب الدّعم العلني لسلطات الدّول الرأسمالية المتطورة للعدوان الصهيوني بذريعة حَقّه في "الدّفاع عن النّفس"، فيما تُشاهد الشعوب مظاهر الحصار والتدمير والإغتيال والتجويع يوميا ، رغم التّعتيم والرقابة، وأدّت هذه العوامل (المجازر والدعم غير المشروط للكيان الصهيوني من قِبَلِ سلطات أوروبا وأمريكا الشمالية...) إلى القطيعة بين السلطات والشركات العابرة للقارات من جهة والشعوب من جهة ثانية، خصوصًا لمّا بدأت الحُكومات "الغَرْبية" تُجَرّم دَعوات المُقاطعة وترفع الغطاء القانوني على الجمعيات والمنظمات التي تدعو إلى المقاطعة كجزء من مشروع عزل الكيان الصهيوني وتكبيده خسائر مادّية، وشنت المنظمات الصهيونية حملة ضد هذا الشكل السّلْمِي من النّضال، واتهامه ب"مُعاداة السّامية"
نورد فيما يلي بعض نماذج المقاطعة في البلدان العربية التي طبّعت سُلُطاتها علنًا مع الكيان الصهيوني، وكذلك في الدّول الإمبريالية التي تدعم سُلُطاتها الكيان الصهيوني وتُسلّحُهُ وتُنقذ اقتصاده بأشكال عديدة، لأن الكيان الصهيوني جزء من منظومة الإستعمار والإمبريالية في قلب الوطن العربي.

المقاطعة في دُول التّطبيع العربي
في الأردن، كانت المُقاطعة منذ اتفاقيات ودي عربة ( 1994) فَرْدِية، قبل أن تتكثف الدّعوات لتنظيم حملة المقاطعة، سنة 2014، بعد العدوان الصهيوني على غزة آنذاك، وانخرطت حركة المقاطعة في النّضالات النقابية والشعبية وانخرطت مع اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة "إسرائيل" وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها ( أو - BDS - تأسست في فلسطين سنة 2005)، وساهم الطلبة والموظفون والنقابيون والعديد من الفئات في تصميم برنامج ومحتوى وإعلام المُقاطعة، ونجحت في إلغاء حفلات موسيقية وتظاهرات رياضية ومؤتمرات وتظاهرات لمجموعات صهيونية أو مُتصهينة أو داعمة للكيان الصهيوني، وشملت المقاطعة العديد من المجالات الإقتصادية والرياضية والثقافية والأكاديمية، واضطرت السلطات الأردنية إلى إلغاء مشاريع مع الكيان الصهيوني مثل اتفاقية الغاز المنهوب من ثروات الشعب الفلسطيني، واضطرت شركة كارفور إلى الإنسحاب من الأردن تحت ضغط المقاطعة، وبعد انخفاض مبيعاتها في الأردن سنة 2024، بعد رواج صُور توزيع الشركة صناديق غذاء للجنود الصهاينة الذي يُدمّرون غزة ويُمارسون الإبادة الجماعية، لكن استمر النّشاط التجاري لكارفور بواسطة شركة أردنية وكيلة ومتعاقدة من الباطن معها، واستغلّت بعض الشركات المحلّية الفرصة لتوزيع الإنتاج المحلي وتعويض الفراغ الذي تركته منتجات الشركات الأجنبية التي تدعم الكيان الصهيوني (نستلي أو كارفور...)
في المغرب نظمت حملة المُقاطعة وقفات احتجاجية أمام متاجر شركة كارفور الفرنسية في ثلاثين مدينة خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2023، واستمرت الحملة التي استهدفت متاجر كارفور وبعض العلامات التجارية المنتجة للأدوات المدرسية، بمناسبة الدّخول إلى المدارس بعد العُطلة الصّيفية، وشركات ماكدونالدز وستاربكس وكوكاكولا، إضافة إلى شركات مغربية تتعامل مع الصّهاينة وتصدّر منتجاتها إلى فلسطين المحتلة، وأدّت المُقاطعة إلى إغلاق أربعة متاجر خلال سنتَيْن في مدينة الدّار البيضاء، وفق اعتراف رئيس مجموعة "لابيل" ( شباط/فبراير 2025) التي تُدير متاجر كارفور بالمغرب، وانخفضت إيرادات كارفور في المغرب بنسبة 2,8% خلال الأشهر التسعة الأولى من سنة 2024، وفق بيانات الشركة التي لجأت إلى تغيير التّمويه من خلال تغيير أسماء بعض المتاجر باسم فروع لها، مثل "أتقداو" و"سوبيكو"، أو علامات أخرى مملوكة بالكامل لكارفور، كما تراجعت إيرادات أرباح شركة كوكاكولا في المغرب، وكذلك سلسلة ماكدونالدز للأكلات السريعة والرّديئة، وستارباكس اللّتَيْن انخفض الإقبال عليهما بنسبة 35% سنة 2024، لكنهما لم تُعلنا عن تفاصيل أخرى، كما دفعت المقاطعة بعض الشركات المغربية مثل شركة "داري" للمعجنات التّوقف عن تصدير منتجاتها إلى السوق الصهيونية... كثفت الشركات المُستهدفة من حملة المقاطعة حملاتها الإشهارية وتخفيضاتها بهدف استرجاع ثقة المستهلكين، لكنها لم تنجح في مساعيها، وفقَ الجبهة المغربية من أجل فلسطين ومناهضة التطبيع، ومع ذلك يبقى نجاح حملة المقاطعة نسبيًّا في المغرب، رغم التّعاطف الشعبي مع القضية الفلسطينية...
في مصر، أكبر دولة عربية، وأول دولة طبّعت علاقاتها مع الكيان الصهيوني، هناك تباين واضح بين مواقف السّلطة والموقف الشعبي، حيث لم يتجاوز التطبيع دوائر السّلطة وبعض الدّوائر المحدودة، وتوسعت الحملات الإلكترونية الداعية لمقاطعة منتجات شركات داعمة للكيان الصهيوني بعد السابع من تشرين الأول/اكتوبر 2023، مثل ماكدونالدز ومقاهي ستاربشس وشركة كارفور لتجارة التّجْزئة وشركات كوكاكولا وبيبسيكو للمشروبات، وتصدر وسم "هاشتاج" المنتجات المصرية منصة "إكس" (تويتر سابقًا) لتعريف المواطنين بالمنتجات المحلية البديلة لمنتجات الشركات التي تمت الدعوة لمقاطعة منتجاتها، وانضمت نقابة المحامين المصرية للمقاطعة وانتشرت أسماء منتجات لشركات عالمية لوقف شرائها، ومن ضمنها شركة "ماكدونالدز مصر" ( وهي متعاقدة من الباطن مع شركات محلية) فيما تُحذّر السلطات الحاكمة والرّأسماليون الكمبرادوريون، وُكَلاء الشركات الأجنبية من المقاطعة بذريعة إن هذه الشركات تُوفّر ىلاف الوظائف وتُثْرِي خزينة الدذولة بالضرائب، وفي الواقع لا توجد أي بيانات جِدِّيّة لقيمة الضرائب التي تُسدّدها الشركات الأجنبية، لأن معظمها معفية من الضرائب وتحصل على الدّعم الحكومي، وتُعيد تصدير أرباحها، أي إنها لا تستثمرها في مصر أو المغرب أو الأردن وغيرها...
كما تشمل المقاطعة المنتجات المستوردة من الدول المساندة للإحتلال، والتي تعتبر "إن احتلال الأراضي الفلسطينية وقَتْل أصحابها وقَطْع الغذاء والدّواء عنهم يندرج ضمن الدّفاع عن النّفس"، وأعلن مسؤولو بعض المنظمات "غير الحكومية" التي تُموّلها حكومات ومؤسسات أجنبية ( مثل المركز المصري لحقوق الإنسان) "رفضَ مقاطعة الفروع المَحلّيّة لهذه الشركات والتركيز على مقاطعة المنتجات المستوردة بالكامل من الخارج"، غير إن هذه الأصوات بقيت هامشية، حيث يرفض الشعب المصري التطبيع منذ حوالي 47 سنة، واغتنم الشباب المصري فُرصة الإنتفاضة لمهاجمة السفارة الصهيونية ورفع العلم المصري بدل العلم الصهيوني...
انخفضت إيرادات وأرباح شركة أميركانا، أكبر مشغل لامتيازات الوجبات السريعة "كنتاكي" و"كريسبي كريم" و"بيتزا هت" و"هارديز"، في "الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" ( أي الوطن العربي)، بفعل حملة المقاطعة، وتراجع صافي أرباحها بنحو 40% سنة 2024، وأصبحت تخطط لتنويع أنشطتها بعيدا عن العلامات التجارية الأميركية المتورطة في دعم الكيان الصهيوني، وأدّت حملة المُقاطعة في مصر إلى تَحَوّل سُلُوك بعض المستهلكين من رَدّ فعل مؤقت إلى تبني سلوك استهلاكي دائم يُقاطع منتجات الشركات الدّاعمة للكيان الصهيوني ويدعم المنتجات الوطنية والبديلة.
تمكّنت حملة المقاطعة من تحويل الشعار إلى أداة اقتصادية ناجعة قادرة على التّأثير على أرباح الشركات الدّولية المرتبطة بالكيان الصهيوني، وأصبح الإمتناع عن شراء منتجات تلك الشركات تصرفًا دائمًا لآلاف المُستهلكين الذين بحثوا ووجدوا بدائل محلية أو إقليمية، مما أدى إلى بروز علامات مصرية صاعدة، وهو ما لا يحل مشكلة الشعب الفلسطيني لكن هذا التصرف يضر بمصالح الشركات الأجنبية الداعمة للكيان الصهيوني كما ينمِّي الوعي بضرورة المقاومة وبالقُدْرة على الفِعل وعلى التّصدِّي لشركات عملاقة مثل كوكاكولا وماكدونالدز وبيبسيكو وستاربكس وغيرها، ما أدّى إلى تراجع إيرادات وأرباح بعض الشركات العالمية مثل كارفور وأديداس ونايكي وزارا وإتش آند إم وغيرها وأكدت تقارير هذه الشركات العالمية"تراجع المبيعات في الشرق الأوسط نتيجة ة المقاطعة".
توسعت المقاطعة في مصر لتشمل المنتجات الغذائية والمشروبات الغازية والملابس والأحذية والمنتجات الإلكترونية، وكذلك الفعاليات الفنية والموسيقية، إذ ألغيت حفلات لفرق ومطربين أعلنوا مواقف داعمة للكيان الصهيوني، مثل فرقة "سكوربيونز" التي أحيت حفلات في تل أبيب والقدس، ونُشرت لأفرادها تصريحات مؤيدة للعدوان بعد السابع من تشرين الأول/اكتوبر 2023، كما لم ينجح التّطبيع الثقافي والأكاديمي في مصر والأردن ( كما في كافة البلدان العربية) فلجأت الإمبريالية والكيان الصهيوني إلى المنظمات "غير الحكومية" لِفَرْض التّطْبيع "اللّيّن"، من خلال التّمويل، ويُمثّل التّطبيع ( الثقافي أو الإقتصادي أو الأكاديمي...) شرطًا لتمويل الإتحاد الأوروبي، وخصوصًا ألمانيا بعض برامج "التّعاون"...

من تأثير المقاطعة الإقتصادية والتجارية في العالم
تفاقمت خسائر العلامات التجارية ( سنة 2024) التي تقع تحت طائلة المقاطعة الشعبية، وتراجعت إيراداتها وأرباحها، وفق البيانات التي تنشرها هذه الشركات، خصوصًا في البلدان العربية والإسلامية، على خلفية العدوان وجرائم الإبادة في قطاع غزّة ، وأهمها:
شبكة متاجر القهوة "ستاربكس" الأمريكية التي تراجع الحجم الإجمالي لمبيعاتها بنسبة 7% خلال الربع الثالث من سنة 2024، مقارنة بنفس الفترة من سنة 2023، بتأثير من حركة المُقاطعة، وشمل تراجع الإيرادات والأرباح كافة مناطق العالم، ومنها 6% في أمريكا الشمالية و 14% في الصين، كما تراجعت أرباح شركة أمريكانا للمطاعم ( بيتزا هت وكنتاكي و "كيه إف سي" وهارديز وكريسبي كريم و"تي جي آي فرايديز" وغيرها ) بنحو النصف خلال الأشهر التسعة الأولى من العام 2024، وأعلنت الشركة " انخفاض صافي الأرباح نتيجة لتراجع المبيعات بسبب الوضع الجيوسياسي"، وتراجعت هذه الأرباح في منطقة "الشرق الأوسط" بنسبة 54,32% خلال الرّبع الثالث من سنة 2024، بفعل المقاطعة في الإمارات والسعودية والخليج بشكل أساسي، كما انخفضت مبيعات مجموعة مطاعم "ماكدونادز" في كافة أرجاء العالم منذ الربع الأخير من سنة 2023، بسبب دعمها العَلني للجيش الصهيوني، وتراجعت أرباحها العالمية بنسبة فاقت 3% خلال الربع الثالث من سنة 2024، وتراجعت إيرادات شركة كوكاكولا في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا بنسبة 14% بنهاية الربع الثالث من سنة 2024، بتأثير حملات المقاطعة، كما تراجعت إيرادات منافستها بيبسيكو في "الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا" بنسبة 4,2 % خلال الربع الثالث من سنة 2024، وتراجعت أرباحها خلال الأشهر التسعة الأولى من سنة 2024، بنسبة قاربت 6% مقارنة بنفس الفترة من العام السابق...
حاولت هذه الشركات الإلتفاف على حملات المُقاطعة عبر إنفاق ملايين الدولارات في الدعاية والإعلان، لكن تقاريرها السنوية تكشف إن حملة المقاطعة أثمرت انخفاض إيرادات وأرباح هذه الشّركات بفعل المقاطعة الشعبية، داخل الوطن العربي وخارجه، وشملت حملات المقاطعة كذلك الولايات المتحدة وكندا وأوروبا وجنوب شرق أسيا، فانخفض الطّلب بشكل ملحوظ على سلع ومنتجات الشركات الصهيونية كالإنتاج الزراعي والتقنية وتكنولوجيا المعلومات والمنسوجات والأقمشة والألماس والأحجار الكريمة، لأن الشركات الأمريكية والأوروبية أصبحت تتجنّب التعاقد مع الشركات الصهيونية، بسبب اتّساع نطاق الرّفض الشعبي لهذه المنتجات وكذلك بسبب رفض الموظفين لهذه العقود، كما حصل في شركات التكنولوجيا الأمريكية، وازداد حجم المقاطعة رغم القوانين في بلدان عديدة التي تُضيّق الخناق على الدّعوة إلى المقاطعة وتعتبرها "معادية للسّامية"، ومن بينها الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا والنمسا وأستراليا وغيرها، وشدّدت 38 ولاية أمريكية ( من خمسين ولاية تُشكل الولايات المتحدة) قوانين مُشدّدة وقرارات تمنع المقاطعة، لكن من يستطيع إجبار مواطن، في أي بقعة من العالم على شراء ما لا يرغب في شرائه واستهلاكه؟
أظهرت بيانات نهاية العام 2024 تراجع مبيعات الشركات التي استهدفتها حركة المقاطعة بنسب تتراوح بين 10% و 15% وارتفع حجم الخسائر من فَصْل ( رُبع سنة) إلى آخر منذ بداية العدوان الحالي، واعترفت شركات مثل "كوكاكولا" و"ستاربكس" و "كارفور" و ماكدونادز" بتأثير هذه حملات المقاطعة في تقاريرها المالية لسنة 2024
وأغلقت شركات غربية فُرُوعها في بعض بلدان "الشرق الأوسط"، مثل "كارفور" و"كنتاكي" و"بيتزا هت"، وأعلنت ستون شركة صهيونية التوقف عن النشاط سنة 2024، وتراجعت إيرادات قطاعات الفلاحة والسياحة والتكنولوجيا، فيما ارتفعت إيرادات صناعة الأسلحة...
أدّى ضغط الطّلبة والمُدرّسين والمُوَظَّفِين إلى تَعَهُّد إدارات جامعات أميركية عريقة مثل هارفارد وجونز هوبكنز وبراون ومينيسوتا، بدراسة طلب سحب الاستثمارات من الكيان الصهيوني وشركاته ومشاريعه، وتعليق العقود مع وزارة الحرب الصهيونية ومع شركات التكنولوجيا ومختبرات الأدوية، كما أعلنت سلسلة مطاعم الشطائر والقهوة البريطانية (بريت إيه مانجر) تَخَلِّيها عن مشروع فتح فروع لها في فلسطين المحتلة رغم الإتفاق الذي وقعته مع مجموعة فوكس غروب البريطانية وشركة يارزين سيلا غروب لخدمات الأغذية خلال شهر كانون الأول/ديسمبر 2022، ويُمثل توقّف الإستثمارات، وخروج بعضها من قطاعات التقنية والمصارف من فلسطين المحتلة، أهم وأشدّ التّأثيرات على الإقتصاد الصّهيوني، ليس بفعل المقاطعة لوحدها بل وكذلك بفعل ارتفاع المخاطر على الإستثمارات، وتوقف الحياة الإقتصادية في بعض القطاعات كالنقل البحري والجوي، وبفعل تراجع إيرادات وأرباح الشركات العاملة في فلسطين المحتلة، ولم تكن هذه الشركات تعتقد إن حملة المقاومة سوف تشتدّ وتستمرّ لأكثر من بضعة أسابيع، لكن اتّسعت رُقعة المقاطعة،مما شكّل ضغطًا شعبيًّا على الشركات والحكومات المؤيدة للإحتلال.

أشكال أخرى من المُقاطعة:
قاطع عمال الموانئ بعدد من دول جنوب أوروبا ( فضلا عن المغرب وتونس) الواقعة على البحر الأبيض المتوسط (إسبانيا وفرنسا وإيطاليا واليونان...) السّفن المُتوجّهة نحو موانئ فلسطين المحتلّة، من بينها سفن تحمل شحنات أسلحة إلى الجيش الصهيوني، كما منعت نقابة عمالية بمطار باريس( رْواسِّي – شارل ديغول) تحميل شحنات الأسلحة والمعدّات العسكرية إلى الكيان الصهيوني يوم 09 تموز/يوليو 2025، على متن رحلة الخطوط الجوية الفرنسية ( AF-966 ) وحثت العمال على عدم المشاركة "بأي شكل من الأشكال في العمليات اللوجستية التي يمكن أن تساهم في الجرائم التي ترتكب حاليا في غزة" الذي تصفه النقابة بأنه "إبادة جماعية"، كما تُدين نقابات عُمال النقل الجوي والبري والحديدي التابعة للإتحاد النقابي "سوليدير" موقف الحكومة الفرنسية المُناصر للكيان الصهيوني، ودعم الإتحاد العام سي جي تي المبادرة، وأعلن "لا ينبغي أبدًا أن يصبح أي عامل من عمال مطار رواسي شريكًا، ضد إرادته، في جريمة حرب أو نقل أسلحة إلى دولة تنتهك القانون الدولي" ( مع الإشارة إن للنقابات الأوروبية علاقات متطورة مع الهستدروت، النقابة الصهيونية التي ابتكرت "العمل اليهودي" ومارست العنف والتفجير ضد أرباب العمل الذين يُشغلون الفلسطينيين قبل عُقُود من نشأة الكيان الصهيوني)، ودعم بعض نواب البرلمان الفرنسي النقابيين الذين "يرفضون التواطؤ في الإبادة الجماعية ويدعون جميع العمال إلى رفض حمل هذه المعدات القاتلة... إن العصيان واجب في مواجهة الإبادة التي تُرْتَكَبُ بحق الشعب الفلسطيني"
في بلجيكا، قاطع عمال المطارات البلجيكية "الرحلات الجوية الإسرائيلية" يوم 16/08/2025 وحث عمال الموانئ في شركة أليزيا، شركة المناولة الأرضية في مطار بروكسل، الإدارة على تعليق الخدمات لشركة الطيران الصّهيونية "العال" وشركات الطيران الأخرى التي تشغل رحلات من وإلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأعلنت النقابات في بيان مشترك: "منذ تشرين الأول/اكتوبر 2023، تُرتكب إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، وتستمر الانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي، ورغم ذلك، قررت بعض شركات الطيران استئناف رحلاتها إلى تل أبيب. إن أعضاء نقاباتنا يرفضؤن المشاركة في هذه العمليات، ولن نُشغّل هذه الرحلات"، كما تؤكد النقابات: "من غير المقبول السماح بحرية المرور عبر بروكسل للمسؤولين أو الجنود الإسرائيليين المتهمين بارتكاب جرائم حرب، بحجة أن رفضها يستند إلى مبادئ أخلاقية واحترام لحقوق الإنسان، ويطالب ممثلو النقابات الإدارة "بمنح العمال فرصة رفض مناولة الأمتعة أو البضائع على متن الرحلات الجوية"، لكن خطوط بروكسل الجوية رفضت هذا المطلب يوم الأربعاء 13 آب/أغسطس 2025، واستأنفت رحلاتها إلى تل أبيب، لكن تُصرّ النقابات على ضرورة استمرار عمليات المُقاطعة بمشاركة كاملة وطوعية من العمال، فيما أكدت شركة بروكسل إيرلاينز أن الرحلات الجوية إلى تل أبيب سيتم تشغيلها من قبل أطقم "متطوعين"، إدراكا منها للحساسية العالية لموظفيها وركابها بشكل عام.
يأتي هذا الموقف النقابي في إطار حركة متنامية داخل صناعة الطيران الأوروبية تعارض العدوان والإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة، وتعهدت النقابات في بيان مشترك، بالدفاع عن "القانون الدولي والكرامة الإنسانية وعندما يذرف القادة السياسيون دموع التماسيح على محنة أهل غزة، يتحرك العمال تضامنًا مع الشعب الفلسطيني، ولذا لن تُقلع الرحلات الجوية إلى تل أبيب ما دامت الإبادة الجماعية في غزة مستمرة"، وأعلنت النقابات الفرنسية تضامنها مع حركة الإحتجاج النقابي في بلجيكا...

خاتمة:
لاحظنا خلال العدوان الحالي المستمر منذ السابع من تشرين الأول/اكتوبر 2023، نُمُوّ المقاومة السلمية ( الإعتصامات والمُظاهرات ونشر المقالات والدّراسات...) لدولة الإحتلال الصهيوني في أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية، بل وأصبحت الشعارات المُحرّمة – مثل تحرير فلسطين من النّهر إلى البحر، أو الشعارات الدّاعمة للمقاومة المُسلّحة – تُرفَع في المظاهرات، ويُردّدها الشباب بدون خوف، وعلى النّقيض من ذلك لم يشهد الوطن العربي مظاهرات ضخمة أو نضالات شعبية مُستمرة – غير ظَرْفِيّة – وأصاب النقابات وحركات ما تبقّى من اليسار شَلَلٌ وعَجْز تام عن الحراك أو دعوة العُمّال والفئات الشعبية للتّعبير العَلَنِي عن الغضب من موقف الأنظمة العربية التي لا يُرْجَى منها أي ردّ إيجابي، ولئن كانت السلطات في بعض البلدان ( الجزائر وتونس، على سبيل المثال) تُردّد شعارات مناهضة للتطبيع، فإنها قَمَعت – كغيرها من الأنظمة العربية المُطَبِّعَة – المظاهرات التي تُعبّر عن مساندة الشعب الفلسطيني...
حققت حركة المقاطعة بعض النّجاحات، لكنها لا تزال محدودة في مصر ( كما في المغرب ) وفق حركة المقاطعة "بي دي إس مصر" ولجنة مقاطعة إسرائيل في مصر، واللجنة الشعبية للتضامن مع الشعب الفلسطيني، ولا تزال دون المستوى المطلوب مقارنة بحجم الجرائم التي تُرتكب في الأراضي المحتلة، ومقارنة بوزن مصر، رغم انخراط جيل الشباب في مسار المقاطعة، وباختصار، تمثل المقاطعة شكلا طوعيا وسلميا للمقاومة لكنه لا يمكن أن يكون شكلاً رئيسيا، بل مُكمّلاً للعديد من أشكال المقاومة الأخرى، سواء في فلسطين أو في بلاد العرب أو خارجها...
تُعتَبَرُ المُقاطعة " وسيلة ضغط وسلاح سلمي فَعّال ومتاح للجميع" كما يصفها موقع مغربي، كما تُعتبَر شكلا من المُقاومة السلمية التي يمكنها أن تَشْمَلَ فِئاتٍ واسعةً من الشعب، وهي أداة لتنمية الوعي وروح المُبادرة لأن المقاطعة فِعْلٌ طَوْعِي فَرْدِي وجماعي، ولا يُمْكِن لأي سُلْطَةٍ إجبارَ النّاس على شراء واستهلاك سِلْعَة مُعيّنة، إلا في حالات الضّرورة القُصوى، عندما تكون هذه السلع ضرورية وأساسية لا يمكن الإستغناء عنها ( كحليب الأطفال أو بعض الأدوية...) ولا يتوفر بديل مَحلِّي لها، كما إن المقاطعة يمكن أن تشمل بعض فئات البرجوازية المحلية التي قد تستفيد شركاتها من الفراغ الصناعي أو التجاري الذي تتركه الشركات الأجنبية، شرط احترام معايير الجودة والأسعار المناسبة لدخل المواطنين...
لم تنطلق دعوات المُقاطعة مع نشأة حركة بي دي إس، بل هي سابقة لها بعقود، لكن يعود لها الفضل في تحديث وتوسيع نطاق المقاطعة، رغم نواقصها العديدة، ورغْمَ فَرْض مجموعات المقاطعة في الدّول الإمبريالية تنازلات سياسية، مثل إضافة "المُقاطعة... إلى أن تلتزم إسرائيل بتطبيق القانون الدّولي"، أو الإكتفاء بمقاطعة السلع القادمة من الأراضي المحتلة سنة 1967 أو "مقاطعة إنتاج المستوطنات العشوائية وغير الشّرعية"، مما يعني إن هناك مستوطنات شرعية وأخرى غير شرعية، وما إلى ذلك من مظاهر الإبتعاد عن الهدف الأساسي وهو تحرير فلسطين وعودة اللاجئين من خلال ممارسة كافة أنواع النضال، ومن بينها المقاطعة بهدف إرهاق اقتصاد العدو وجعل الإستثمار في فلسطين المحتلة مُكلفًا وغير مُرْبح...
تم استخدام المقاطعة ك"سلاح سِلْمِي" في الهند ضد الإستعمار البريطاني بنجاح وتم استخدام المقاطعة على نطاق دولي واسع لخنق نظام الميز العُنصري في جنوب إفريقيا، عندما انتهى دَوْرُهُ الوظيفي داخل المنظومة الرأسمالية والإستعمارية العالمية. أما في فلسطين فلا تكفي المقاطعة لتحرير فلسطين ووضع حدّ للإحتلال، بل يمكن لحركة المقاطعة مرافقة أشكال المقاومة الأخرى، واستخدام الدّعاية لصالح المقاطعة لتنمية الوعي الشّعبي ( العربي والأجنبي) بحقيقة الإحتلال وبضرورة مقاومته بكافة الأشكال، ومن ضمنها المُقاطعة...



#الطاهر_المعز (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسطين - فجوة بين الموقف الأوروبي الرسمي والموقف الشعبي
- قمّة منظمة شنغهاي للتّعاون
- مُتابعات – العدد الأربعون بعد المائة بتاريخ السّادس من أيلول ...
- إندونيسيا – احتجاجات وقَمع دَمَوِي
- الصهيونية واليمين المتطرف في أوروبا – نموذج السُّوَيْد
- دَور الإستخبارات و-الذّكاء الإصطناعي- في توجيه الرأي العام
- أوروبا، عَسْكَرَة الحياة المَدَنِيّة
- مُتابعات – العدد التاسع والثلاثون بعد المائة بتاريخ الثّلاثي ...
- من -التّأثيرات الجانبية- لزيادة الرّسوم الجمركية الأمريكية
- خصومات في الصّف المُقابل، بين فرنسا والولايات المتحدة
- هل الفن مُحايد؟ - نموذج فرقة نيكاب الموسيقية الإيرلندية
- عبد العزير المنبهي 15/02/1950 – 23/08/2025
- الصحة بين الوقاية وتحقيق الرّبح
- مُتابعات – العدد الثامن والثلاثون بعد المائة بتاريخ الثّالث ...
- عن اليسار الصهيوني
- الدّيمقراطية الأمريكية المُسلّحة
- الخليج: الولاء المُطْلَق للإمبريالية والإستغلال الفاحش للعما ...
- عيّنات من أحداث صيف 2025 الطاهر المعز
- الفقر في أوروبا: نماذج من فرنسا وألمانيا
- المغرب: حادث عَرَضِي أم محاولة اغتيال سيون أسيدون؟


المزيد.....




- أول رد فعل من قطر على استهداف قيادة حماس بالدوحة.. ماذا قالت ...
- مصدر لـCNN: إسرائيل تشن هجومًا على قيادة حماس في قطر
- مراسل CNN يفصّل ما نعرفه للآن عن استهداف إسرائيل لقيادة حماس ...
- قطر: ندين الهجوم الإسرائيلي -الجبان- على مقرات سكن قادة -حما ...
- دون ذكر قطر.. إسرائيل تعلن شن هجوم جوي على قيادة حماس
- -فرنسا تقدم لمحة مرعبة عن مستقبل بريطانيا- - مقال في التلغرا ...
- إسرائيل تعطي الضوء الأخضر لمبادرة ترامب حول -صفقة غزة-
- اثيوبيا تدشّن سدّ النهضة و أبيي يعتبره -إنجازا عظيما-
- هل ينظف مخ الإنسان نفسه أثناء النوم؟
- انفجارات في الدوحة ومسؤول إسرائيلي يتحدث عن استهداف لقيادات ...


المزيد.....

- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - الطاهر المعز - المقاطعة كشكل من المقاومة