|
هل الفن مُحايد؟ - نموذج فرقة نيكاب الموسيقية الإيرلندية
الطاهر المعز
الحوار المتمدن-العدد: 8447 - 2025 / 8 / 27 - 12:05
المحور:
الادب والفن
كان جورج حبش ومؤسسو الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين يُردّدون إن الصهيونية أحد أضْلاع مُثَلّث الأعداء إلى جانب الإمبريالية التي أنجَبَت الصّهيونية، والأنظمة العربية التي تم تنصيبها والحفاظ على سلطتها من قِبَل الإمبريالية، وتجلّى التعاون الوثيق والتّواطؤ بين هذا الثّالوث خلال حرب (عدوان) الإبادة التي لا تزال مستمرة منذ قرابة 23 شهر... كما أظهر هذا العدوان إن لنا أصدقاء في صفوف الشباب الأوروبي والأمريكي، ومن واجبنا تكثيف الإتصال والتعاون والتنسيق مع المجموعات التي عبّرت عن مناهضتها للصهيونية واتهمت سلطات بلدانها بالدّعم العسكري والسياسي والإعلامي للعدوان، وأصبحت شعارات "فلسطين حرة" ( Free Palestine ) أو "من النّهر إلى البحر " ( From the river to the sea ) تتردّد في التّظاهرات الثقافية والفنية وفي مظاهرات الشوارع واعتصامات الساحات والجامعات... تقتصر الفقرات الموالية على بعض الفرق الفنّية الموسيقية التي تمادت في التعبير الوَاعِي ( وليس العَفْوِي) عن مناهضة الكيان الصّهيوني ومناصرة حقوق الشعب الفلسطيني لكن هذه الفقرات لا تُجيب عن السؤال التّالي: كيف يمكننا المحافظة على هذا الزّخم وكيف يمكننا تطوير وبَلْوَرَة هذا الوَعْي لِيُساهمَ في مسار تحرير فلسطين وإيرلندا وكاناكي وأمثالها من المُسْتعمرات الإستيطانية حيث أصبحت الشّعوب الأصلية تُمثل أقلية عددية في أوْطانها...
حُدُود الديمقراطية وحُرّيّة التعبير في بريطانيا حاولت سُلطات بريطانيا ( حكومة حزب العُمّال) مَنْعَ رَفْعِ العلم الفلسطيني، مما أدّى إلى تصاعد الجدل، خصوصًا بعد أن أعلنت عدة فرق موسيقية انسحابها بشكل جماعي من مهرجان "فيكتوريوس" المُوسيقي بمدينة بورتسموث، يوم السبت 23 آب/أغسطس 2025، على خلفية التضامن مع فرقة إيرلندية شعبية ( نيكاب ) التي مُنعت من استكمال عرضها بسبب رفعها للعلم الفلسطيني وترديدها لهتاف "فلسطين حرة" ( Free Palestine )، كما منَعت إدارة المهرجان مهرجان فيكتوريوس الفرقة الإيرلندية ماري والوبرز من المشاركة وتعرضت للتضييق خلال عرضها، يوم الجمعة 22 آب/أغسطس 2025، حيث تدخل أفراد طاقم المهرجان لإزالة العلم الفلسطيني من المسرح، قبل أن يتم قطع الصوت عقب ترديد هتاف "فلسطين حرة"، واتهمت الفرقة مُنظِّمِي المهرجان، في بيان عبر منصة إنستغرام، بنشر "بيان مضلل للصحافة"، وتضمّن بيان إدارة المهرجان: "تم إيقاف العَرْض بسبب هتاف تمييزي" لا علاقة له بفلسطين، لكن التسجيلات السمعية البصرية (فيديو) تظهر بوضوح أحد أعضاء طاقم مهرجان فيكتوريوس وهو يقول: "لن تعزفوا حتى تتم إزالة العلم!". وأثارت هذه الرّقابة انسحاب الفرق الموسيقة الأُخْرى (ذا لاست دينر بارتي وكليفوردز و ذا أكاديميك... )، وأدّى إعلان الإنسحاب إلى تراجع اللجنة المنظمة للمهرجان عن قرارها، إضافة إلى تقديم الاعتذار الرسمي والتعهد بالتبرع بالمال لجهود "الإغاثة الإنسانية للشعب الفلسطيني"، وأعلنت فرقة ذا لاست دينر بارتي في بيان لها عبر منصة إنستغرام "نحن غاضبون من القرار الذي اتُّخِذَ لإسكات فرقة ذا ماري والوبرز يوم الجمعة 22 آب/أغسطس 2025 في مهرجان فيكتوريوس.. لا يمكننا أن نؤيد الرقابة السياسية ولذلك سنقاطع المهرجان (...) فبينما يُجْبَرُ سكان غزة عمداً على الوقوع في براثن مجاعة كارثية بعد عامين من تصاعد الحرب (...) من الضروري أن يَسْتَخْدِمَ الفنانون منصاتهم للفت الانتباه إلى هذه القضية.. فلسطين حرة"، كما نَشَرَتْ فرقة "ذا أكاديميك " الموسيقية منشوراً على منصة إكس تعلن فيه انسحابها من المهرجان، وتضمَّنَ" لا يمكننا، أن نشارك، بضمير مرتاح، في مهرجان يُكتم حرية التعبير والحق في التعبير عن الرأي (...) نتضامن مع الفنانين الأيرلنديين الآخرين ... فلسطين حرة" شكّلت موجة الانسحابات من المهرجان أهمّ العوامل التي أجبرت المنظِّمِين ( إدارة المهرجان) على التّراجع عن قراراتهم، مع تقديم اعتذار رسمي عبر منصة إنستغرام تَضَمَّنَ "لم نتعامل مع تفسير سياساتنا بحساسية أو في وقت كاف مسبقاً.. نود أن نعتذر بصدق لجميع المعنيين"، متعهدين بتقديم "تبرع كبير لجهود الإغاثة الإنسانية للشعب الفلسطيني"، وفقاً لما ورد في البيان. مناخ الرّقابة السياسية والقمع البوليسي والقضائي والإعلامي كثفت بريطانيا ( سواء كانت الحكومة "محافظة" أو "عمالية") من قمع أي شكل من أشكال الدّعم للشعب الفلسطيني وأصبح الفنانون التقدميون مُستهدفين من قِبَل مؤسسات الدّولة القمعية ( الشرطة والقضاء والإعلام الرسمي...)، وتم حظْر منظمة "العمل من أجل فلسطين" بالستاين أكشن ( Palestine Action ) التي أعلنت (بالستاين أكشن) عند مَنْعها من النّشاط، يوم 28 حزيران/يونيو 2025 أنها ستطعن قضائيا بقرار حظرها وإضافتها إلى قائمة المنظمات "الإرهابية"، بعدما أشارت الحكومة إلى تنفيذ الحَظْر بسرعة، وتم استئناف القرار لكن لم تتراجع الدّولة ( وجهاز القضاء جزء منها) عن قرار الحَظْر، وكانت الحكومة البريطانية قد تعلّلت قبل ذلك "بالهتافات المعادية لإسرائيل التي أدلى بها مغنيا الراب في فرقة بوب فيلان في مهرجان غلاستونبري يوم 28 حزيران/يونيو 2025" لتُعلن منعطفا جديدا تمثل في فتح الشرطة البريطانية تحقيقا، فيما أعلنت الولايات المتحدة إلغاء تأشيرات المغنّيَين، وكذلك تأشيرات أعضاء فرقة "نيكاب" التي تحظى بشعبية كبيرة في الولايات المتحدة، وأشارت الحكومة البريطانية إنها تريد حظر منظمة "بالستاين أكشن" بموجب قانون مكافحة الإرهاب، وذلك بعد أيام من قيام مناضلين من المنظمة برشّ طلاء أحمر على طائرات في قاعدة تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني، وتحظى المجموعة بدعم منظمات حقوقية، من بينها منظمة العفو الدّولية، ومنظمات غير حكومية أخرى معنية بحقوق الإنسان، لأن لهذا الحَظْر "تداعيات كبيرة على الحريات الأساسية... للتعبير والتجمع في بريطانيا"، حيث يتمتع حزب العمال بأغلبية كبيرة في مجلس العموم، ما يسهّل تمرير مقترحات القرارات القَمْعِيّة التي تُقدّمها وزارة الدّاخلية التي اعتبرت "إن التخريب الذي تعرضت له طائرات في قاعدة بريز نورتون الجوية في جنوب إنغلترا يندرج ضمن تاريخ طويل من الأضرار المتعمدة غير المقبولة التي ارتكبتها منظمة بالستاين أكشن منذ إنشائها سنة 2020، من بينها تَحَرّك ضد موقع مجموعة الدفاع الفرنسية تاليس في غلاسكو باسكتلندا سنة 2022 وآخر ضد شركة الأسلحة الإسرائيلية إلبيت سيستمز في بريستول (جنوب غرب) سنة 2024..." وتُعْلن مجموعة "بالستاين أكشن" إنها "حركة احتجاجية للعمل المباشر والعصيان المدني، وتسعى إلى منع انتهاكات إسرائيل الخطرة للقانون الدولي... إنّ رشّ طلاء أحمر على طائرات حربية ليس إرهابا، وإن التسبب في اضطرابات في مصانع الأسلحة البريطانية التابعة لأكبر شركة لتصنيع الأسلحة في إسرائيل، إلبيت سيستمز، ليس إرهابا... إن إسرائيل تتلقى السلاح من بريطانيا وتستفيد من الدعم العسكري البريطاني، لترتكب الإرهاب وجرائم الحرب في فلسطين". فتح القضاء البريطاني كذلك تحقيقًا بحق فرقة بوب فيلان الموسيقية بعد هتافات مُساندة للشعب الفلسطيني ومُناهضة للكيان الصّهيوني، تمامًا كما يحصل لفرقة "نيكاب" الإيرلندية الشمالية التي أدلى أعضاؤها أيضا بعبارات مماثلة على خشبة المسرح، وأعلنت شرطة أفون وسومرست (جنوب غرب إنغلترا) "بعد مراجعة لقطات فيديو وصوت من عروض بوب فيلان ونيكاب في مهرجان غلاستونبري، قررنا إجراء مزيد من التحقيقات، وتم فتح تحقيق جنائي حاليا" وأعلنت الشرطة إن أحد مُغنِّي الرّاب هتف خلال حفل "بوب فيلان"، بشعار "الموت للجيش الإسرائيلي!"، ودعا الجمهور إلى تكرار العبارة نفسها، مما أثار استياء رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الذي قال: "لا يوجد أي مبرر لهذا النوع من خطاب الكراهية المروّع" ولم يعتبركير ستارمر، منذ تولّى منصبه إن الإبادة الجماعية والقصف والحصار والتّجِويع وغيرها من الأعمال الإرهابية الصهيونية "أمرًا مُرَوِّعًا" !!! كما أعرب منظمو المهرجان عن "استيائهم، بسبب انتشار المشاعر المعادية للسامية"، وأدّى الجدل الدّائر في بريطانيا والقرارات القمعية لحكومتها إلى إلغاء الولايات المتحدة تأشيرتي مغنيَّي الراب لفرقة "بوب فيلان"، قبل أشهر فقط من جولتهما الأميركية التي تشمل 12 عرضًا، ابتداء من أواخر تشرين الأول/أكتوبر 2025، من دنفر إلى لوس أنجليس مرورا بديترويت وناشفيل، وعلّل نائب وزير الخارجية الأمريكي كريستوفر لاندو على موقع إكس "الأجانب الذين يمجدون العنف والكراهية ليسوا زوارا مرحّبا بهم في بلدنا". بينما كانت الحكومة تستخدم قانون "مكافحة الإرهاب" لمحاربة الفن الملتزم بقضايا الشعوب المُضْطَهَدَة، إذْ طالب رئيس الوزراء (ستارمر) وسياسيون آخرون باستبعاد فرقة بوب فيلان ونيكاب من المهرجانات البريطانية، مارست الشبكة الإعلامية العُمومية هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي التي تدّعي الإستقلالية والموضوعية) الرقابة والحَظْر، لما كانت تبث الحفل مباشرةً على منصتها المخصصة لمهرجان غلاستونبري وأوقفت البث – وهي حالة نادرة – مُعلنة "إن بي بي سي تحترم حرية التعبير، لكنها تقف بحزم ضد التحريض على العنف... إنّ المشاعر المعادية للسامية التي عبّرت عنها فرقة بوب فيلان غير مقبولة مطلقا، ولا مكان لها على قنواتنا"، وتتمثل هذه "المشاعر" في وصف مغني الراب في فرقة "نيكاب"، خلال مهرجان غلاستونبري، "إسرائيل دولة مجرمة حرب"، فيما لوّح عدد كبير من الحاضرين بالأعلام الفلسطينية خلال هذا المهرجان الشعبي السّنَوي الذي استقطب أكثر من 200 ألف شخص سنة 2024. قبل ذلك أعلنت شرطة لندن يوم 22 أيار/مايو 2025 اعتقال ليام أوهانا المعروف باسمه الفني "مو شارا"، أحد أعضاء فرقة الراب الإيرلندية الشمالية " ( نيكاب) بموجب قانون مكافحة الإرهاب لسنة 2000، بتهمة "ارتكاب جريمة إرهابية، تتمثل في التّلويح بعلم حزب الله خلال عرض موسيقي في لندن، خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2024 " أي قبل أكثر من ستة أشهر من الحدث، ونفت فرقة نيكاب هذه "الجريمة" وأعلنت في بيانها آنذاك "إن 14 ألف طفل على وشك الموت جوعا في غزة (…) لكن ينحصر تركيز المؤسسة السياسية البريطانية علينا"، هذه المؤسسة السياسية التي تُساعد وتُشارك في ارتكاب جرائم الإبادة والتّجويع والحصار والتّخريب، ومثل ليام أوهانا (مو شارا ) أمام المحكمة في لندن بتاريخ 18 حزيران/يونيو 2025 وتم تأجيل الجلسة إلى يوم 20 آب/أغسطس 2025 ( فترة العطلة الصّيفية التي ينخفض خلالها النشاط السياسي ) وتعرضت الفرقة التي تضم ثلاثة أعضاء منحدرين من بلفاست بإيرلندا الشّمالية، والمعروفة بمواقفها المؤيدة لحقوق الشعب الفلسطينيي، للتّشويه من قِبَل الحكومة البريطانية والمنظمات الصهيونية بعد اتهام الكيان الصهيوني بارتكاب إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة، خلال مهرجان «كواتشيلا» في كاليفورنيا. ومُذّاك، انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو من حفلات كثيرة لها، اعتبرتها شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية "أسبابًا كافية للتحقيق في جرائم محتملة"، مما أدّى إلى استبعاد الفرقة من مهرجان في جنوب إنغلترا، وأُلغيت حفلات كثيرة لها كانت مرتقبة خلال أيلول/سبتمبر 2025 في ألمانيا، استجابة لطلب مجلس نواب اليهود البريطانيين...
نيكاب، نموذج الفن الملتزم اكتسبت فرقة نيكاب ( Kneecap ) شهرة كبيرة بعد إطلاق ألبومها الأول وشريطها المُصَوّر الحائز على عدد من الجوائز والذي يحمل الاسم نفسه للفرقة، وهو إعادة سرد خيالية لكيفية توحّد الفرقة وكفاحها لإنقاذ اللغة الأيرلندية، وعُرفت الفرقة منذ بداياتها بمواقفها السياسية الصريحة والمباشرة ودعمها للقومية الأيرلندية وتأييدها للقضية الفلسطينية ومعارضتها للكيان الصهيوني وحربه العدوانية والإبادة الجماعية الجارية في غزة... حظيت فرقة نيكاب بدعم جماهيري كبير، مما شجّع عددًا كبيرًا من الرموز الفنية والأسماء البارزة في القطاع الموسيقي، من أمثال «بالب» و»فونتين دي سي» و»ماسيف أتاك»، وغيرهم ممن وقّعوا ( مطلع أيار/مايو 2025) رسالة دعم لفرقة «نيكاب»، معتبرين "إنّ أعضاءها الثلاثة يتعرّضون لقمع سياسي ومحاولة واضحة ومنسقة للرقابة وإلغاء حفلات"، وعلى المستوى الشعبي، تجمهر المئات من المتضامنين مع مغني الراب وعضو فرقة نيكاب الأيرلندية (Kneecap)، ليام أوهانا، يوم 18 حزيران/يونيو 2025، أمام محكمة وستمنستر الجزائية بلندن، حيث يُحاكم بارتكاب جريمة إرهابية، ووصل أوهانا إلى المحكمة برفقة زميليه في الفرقة، ناويز أو كايرالين وجيه جيه أو دوشارتاي، بينما تجمع حشد من المعجبين والمؤيدين حاملين لافتات وأعلاماً فلسطينية في الخارج، وتحولت هتافات المتظاهرين إلى الدعوة لحرية فلسطين بعد أن قدم أعضاء الفرقة التحية لهم أمام المحكمة التي أفرجت عن أوهانا ( مو شارا) بكفالة غير مشروطة حتى جلسة الاستماع التالية يوم 20 آب/أغسطس 2025... تعكس القاعدة الجماهيرية الواسعة لفرقة نيكاب، طبيعة الشهرة التي تمثل مضامين أغانيهم المناهضة للمؤسسة الإستعمارية البريطانية، وهو ما أدى إلى إلغاء العديد من حفلاتها سنة 2025، بعد فوز الفرقة سنة 2024 بقضية تمييز ضد الحكومة البريطانية بعد أن حاولت زعيمة حزب المحافظين، كيمي بادينوتش ( عندما كانت وزيرة)، رفض منحهم تمويلا عموميا بقيمة 14,25 ألف جنيه إسترليني، لكن ورغم الحملات الإعلامية التّشويهية والملاحقات والإستفزازات الحكومية والصهيونية، ازدادت شعبية فرقة نيكاب، وتحولت عروضها الموسيقية إلى مهرجانات تمزج الفن الملتزم بالسياسة وعلى سبيل المثال شاركت الفرقة في مهرجان روكسيلد ( فونتين دي سيز ) بالدّنمارك يوم الثاني من تموز/يوليو 2025، وانتقل السجال حول تضامن الفِرَق الفنية الأوروبية مع القضية الفلسطينية من بريطانيا إلى دول أوروبية أخرى، ومن ضمنها الدنمارك، حيث عبّرت صحف يمينية ومؤيدة لدولة الاحتلال عن انزعاجها من المشهد في مهرجان روسكيلد الموسيقي، بعد أن خصّصت فرقة فونتين دي سيز الأيرلندية، مساء الأربعاء الثاني من تموز/يوليو 2025، عشر دقائق من عرضها لتحويل المسرح إلى تظاهرة داعمة للفلسطينيين، وسط حضور آلاف الشبان والشابات. أما الصحف التي يغلب عليها الطابع اليميني الأطلسي الدّاعم للكيان الصهيوني، فلم تكتفِ بالتعبير عن امتعاضها من الهتافات والأعلام الفلسطينية، بل انتقدت مباشرة استخدام عبارات على الشاشة الكبيرة، ( وراء الفرقة على ركْح المسرح)، مثل "إسرائيل ترتكب إبادة جماعية، ارفعوا أصواتكم"، وهي الشعارات التي ردّدها ما يعادل ثلاثين ألف من جماهير حفلات الفرقة في بريطانيا، وتعكس مقالات وتعليقات الصحافة الدّنماركية اتجاهًا عامّا للإعلام الأوروبي الذي يُهاجم أي ناقد لجرائم الإبادة في غزة، كما أجمعت الصحافة اليمينية سواء كانت بريطانية أو فرنسية أو ألمانية أو دنماركية، على استنكار "تسييس الفن والثقافة"، وهذا التّسْيِيس لا يخص سوى بعض قضايا الشعوب المُضطَهَدة، مثل الشعب الفلسطيني، وطالبت وسائل الإعلام اليمينية بمنع رفع علم فلسطين أو إظهار التضامن مع شعبها، صحيفة بيرلنغسكا اليمينية عبّرت عن خيبة أملها من إدارة مهرجان روسكيلد ( Roskilde )، بالدّنمارك، وهو أحد أكبر مهرجانات موسيقى الروك والبوب في أوروبا، تأسس سنة 1971، وقد قدّم فيه العديد من الفنانين من خلفيات متنوعة، وهو الآن يجذب جمهورًا من جميع أنحاء أوروبا، واتّهم الإعلام اليميني إدارة المهرجان بالتّواطؤ لأنها لم تمنع التعبير السياسي المناهض للاحتلال، لا سيما هتاف "من غرينلاند إلى فلسطين، الاحتلال جريمة"، ولم تُؤثّر الضغوطات على منظمي المهرجان الذين أكدوا أنهم كانوا على علم مسبق بموقف فرقة فونتين دي سي، وأنهم سمحوا للفرقة بالغناء على الرّكح والهتاف لأجل فلسطين، في رسالة سياسية واضحة، وهي مشاهد أصبحت مُعتادة، وجاذبة لجمهور الشباب، وتفاعل الجمهور كثيرًا مع أعضاء فرقة فونتين دي سي الذين ردّدوا هتافات بالعربية، مثل "حرية حرية" و"أنا راجع إلى" نابلس وجنين والقدس وغيرها من المدن الفلسطينية، وهتف الجمهور عبارة "من النهر إلى البحر، فلسطين حرة" واعتبرت وسائل الإعلام هذا الشعار معاداةً للسامية، لكن الإتهامات والهجمات على الفنانين والفرق الموسيقية بمعاداة السامية أو دعم الإرهاب وإلغاء العروض والحفلات وقطع التمويل للعروض الفنية، لم تُثْن فرقة نيكاب أو "فونتين دي سي" أو "بوب فيلان"، من الإستمرار في التعبير عن التضامن مع فلسطين خلال مشاركتها في "روسكيلد"، كما لم تُثْن الجمهور من حضور عُروض هذه الفرق بكثافة، وتَحَدِّ السَّرْدِيّة الصهيونية السائدة، التي "تمكّنت، خلال عُقُود، من تحريف التاريخ وترويج الأساطير الزّائفة فضلا عن التّعتيم والتّهديد وخَنْق وحَظْر أي رأس مُخالف وأي سردية مُغايرة"، لكن التعتيم والدّعم المُطلق للكيان الصهيوني وَلَّدَ وعْيًا بعدالة القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في الحُرّية والإستقلال، خصوصًا لدى فئة الشباب الأوروبي والأمريكي، وفق الكاتب الدنماركي جون غراوسغورد... المُساندة الشعبية تدعم الصمود يواجه عناصر فرقة نيكاب الموسيقية وبالخصوص "مو شارا" ( ليام أوهانا) مضايقات ومحاكمات بتهم خطيرة مثل دعم الإرهاب، ومثل مو شارا أمام محكمة بريطانية يوم العشرين من آب اغسطس 2025، للمرة الثالثة منذ شهر أيار/مايو 2025، بتهمة دعم "الإرهاب وحزب الله"، ولكن محاكمته لم تتم في كنف الهدوء والكتمان، إذْ تجمّع المئات من مناصري فرقة "نيكاب" ملوّحين بالأعلام الفلسطينية خارج محكمة وستمنستر الابتدائية في لندن، يوم العشرين من آب/أغسطس 2025، لدى وصول المغني ليام أوهانا للمثول أمام القضاء بتهمة ارتكاب "مخالفة إرهابية" بعد رفعه علم "حزب الله" خلال حفلة موسيقية، وطالب محامي الفرقة إسقاط التهمة بحجة مرور وقت طويل على الحادثة، فاق ستة أشهر، مما أثار جدلاً قانونيا، وإن لم يُقبل الطلب فمن المرجح أن يعلن المتهم موقفه من التهمة بالاعتراف أو الإنكار، وأعلن القاضي إنه سوف يُصْدِرُ حكمه يوم 26 أيلول/سبتمبر 2025... تأسست فرقة "نيكاب" سنة 2017، والتي ينحدر أعضاؤها ( مو شارا وموغلاي باب ودي جي بروفاي ) من أحياء الطبقة العاملة في بلفاست، ويمزجون بين الإنغليزية والغيلية لاستعادة ثقافة خنقتها الهيمنة البريطانية، وتمزج أغانيها بين الموسيقى الجامحة والغاضبة والمواقف الجِدّيّة والثابتة المناهضة للإستعمار والفكاهة المُرّة، واشتهرت بمواقفها السياسية التّقدّمية ودعمها الجريء والعلني للقضية الفلسطينية، مما يجعل ملاحقتها واضطهادها عملا سياسيا وإيديولوجيا، وما القانون سوى أداة لخَنْق الأصوات الناقدة للكيان الصهيوني، ورغم المُضايقات، استمرت الفرقة في إثارة النقاش حول رسائلها السياسية الحادة، بفضل الدّعم الشعبي المحلّي والدّولي الواسع... تشتهر فرقة "نيكاب"، التي ينحدر عناصرها من بلفاست ( إيرلندا الشمالية المُحتلة من قِبَل بريطانيا)، بأغانيها باللغتين الأيرلندية والإنغليزية وبمواقفها السياسية، حيث تكرر التعبير عن دعمها للفلسطينيين وتبنيها قضية توحيد أيرلندا، ومنذ توجيه الاتهام، صعّدت الفرقة من انتقاداتها للعدوان على فلسطينِيِّي غزة سواء خلال مشاركتها في مهرجان غلاستونبري ( حزيران/يونيو 2025) أو في مهرجانات خارج بريطانيا ( ألمانيا والدنمارك) فيما قررت حكومة المَجَر التي يرأسها اليميني المتطرف فيكتور أوربان يوم الخميس 24 تموز/يوليو 2025 منع أعضاء الفرقة الموسيقية " نيكاب " من دخول البلاد لمدة ثلاث سنوات، بتهمة معاداة السامية والترويج للإرهاب، ومَنْعِ مشاركتها في مهرجان شيغيت الموسيقي، يوم 11 آب/أغسطس 2025، بسبب مواقف عناصر الفرقة المؤيدة للشعب الفلسطيني، ووصفت الفرقة القرار بأنه فضيحة بلا أساس قانوني، وأثار القرار الذي اتّخذته الحكومة المَجَرية المناصرة للإحتلال الصهيوني، تفاعلات واسعة تُساند فرقة "نيكاب" التي اشتهرت بتقديم موسيقى الراب باللغتين الإنكليزية والإيرلندية وبإعلان دعمها الصريح للنضال من أجل الإستقلال وتأسيس حكم جمهوري في إيرلندا، وبدعم للقضية الفلسطينية، ولذلك تم حظر دخول أعضاء الفرقة إلى الولايات المتحدة وحرمان جمهورها من حضور حفلاتها، أما ألمانيا فكانت هجماتها على الفرقة أشدّ من بريطانيا، حيث قطعت شبكة بي بي سي البث ( نهاية شهر حزيران/يونيو 2025) عندما ارتفعت أعلام فلسطين من قِبل جمهور فرقة نيكاب التي أعلن أعضاؤها دعم الشعب الفلسطيني والتنديد بالكيان الصهيوني، من منصّة مهرجان غلاستونبري، و يواجه وليام أوهانا، المعروف فنيا باسم مو شارا، عضو الفرقة، محاكمة ( في لندن يوم 20 آب/أغسطس 2025) بتهمة ارتكاب جريمة إرهابية وتهمة رفعه علم حزب الله اللبناني خلال حفل موسيقي سنة 2024، بعد اغتيال الكيان الصهيوني قادة المقاومة اللبنانية وتدمير مناطق واسعة من لبنان، ورفض أعضاء الفرقة مرارا أي اتهامات بدعم حزب الله. ندّدت فرقة نيكاب بقرار حكومة رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان وأعلنت من الواضح أن ما يحدث مجرد ملهاة سياسية ومحاولة جديدة لإسكات الأصوات التي تندد بالإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، وعبر منظمو مهرجان شيغيت عن أسفهم لصدور هذا القرار غير المسبوق، فيما أعلنت السفيرة الصهيونية في بودابيست، عاصمة المَجر، ابتهاجها "بوضوح موقف المَجَر" سبقَ أن اتخذ رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان قرار حَظْرِ كافة التجمعات المندّدة بالجرائم الصهيونية والدّاعمة للشعب الفلسطيني، معبّرًا بوضوح عن دعمه غير المشروط للكيان الصهيوني ولرئيس حكومته نتن ياهو بشكل خاص، وكان قد استقبله في بودابيست خلال شهر نيسان/ابريل 2025 رغم قرارالمحكمة الجنائية الدّولية باعتقاله بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة. للتذكير: زار رئيس الحكومة المَجَرِية زملاءه في فلسطين المحتلة يوم الإربعاء السادس عشرمن تموز/يوليو 2025، في ذروة حرب الإبادة والتجويع والتّهجير، ويعتبر أوربان ونتن ياهو من كبار اليمينِيِّين المُؤيّدين للرّئيس الأمريكي دونالد ترامب، وعززت مجموعة فيشغارد التي تنتمي دُوَلُها إلى الإتحاد الأوروبي، وتضم المجر وبولندا وسلوفاكيا وجمهورية تشيكليا، علاقتها مع الكيان الصهيوني، وكانت مواقف حكومات هذه البلدان أكْثَرَ صهيونية من مواقف ألمانيا أحيانًا... في فرنسا، ضغطت الحكومة وهدّدت إدارة المهرجانات ومُنَظِّمِي الحفلات والعُروض الفنية بتخفيض أو قطع التمويل العمومي لو تم استدعاء فِرق مثل نيكاب، وضغط اللوبي الصهيوني – كريف، ثاني أكبر مجموعة ضغط صهيونية بعد آيباك بالولايات المتحدة - ومع ذلك غنّت الفرقة في مهرجان "روك آن سين" يوم الأحد 24 آب/أغسطس 2025، في سان كلو ( الضواحي الغربية لباريس) ولم تنجح محاولات الصهاينة تعطيل الحفل، مما أثار غضب الحكومة الفرنسية وأحزاب يمينية وأخرى محسوبة على اليسار مثل الحزب "الإشتراكي"، في دولة تدّعي الديمقراطية وضمان حرية الرأي والتعبير، لكن هذه الحُرّية مُقيّدة وتُصبح تعلّة للعقاب بمجرد أن يُشير أي شخص إلى أن الشعب الفلسطيني مسلوب من هذه الحقوق، ووجب مساندته والتنديد بأعدائه الذي سلبوه وطنه وحريته، وأعلنت رئيسة منطقة "إيل دو فرنس " ( Ile de France ) التي تظم باريس والولايات المحيطة بها، - وهي أغنى منطقة في فرنسا وتضم 27% من سكان فرنسا و 37% من الطبقة العاملة - سَحْبَ تمويل مهرجان "روك آن سين" بسبب السماح لفرقة "نيكاب" بالغناء والتعبير عن دعم الشعب الفلسطيني والتنديد بالكيان الصهيوني، بمشاركة 15 ألف من الجمهور الذي ردّد الأغاني والشعارات، وفق صحيفة "لو باريزيان" ( Le Parisien) التي كتبت: "استُقبل الموسيقيون بتصفيق حار وهتافات "فلسطين حرة" من الجمهور، وعبّر عناصر الفرقة عن قناعاتهم بعبارة "فلسطين حرة" مكتوبة باللون الأبيض على خلفية سوداء، إلى جانب عبارات أخرى بالفرنسية: "إسرائيل ترتكب إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني" و "لقد قُتل أكثر من 90 ألف شخص على يد إسرائيل في 22 شهرًا" و "الحكومة الفرنسية متواطئة: تبيع وتُسهّل تجارة الأسلحة للجيش الإسرائيلي"... خاتمة: كانت التّحرّكات العربية الدّاعمة للشعب الفلسطيني قليلة ودون المطلوب بكثير، طوال العامَيْن الماضِيَيْن، لكن لقيت عمليات الإبادة والعجرفة الصهيونية المَدعومة من الإمبريالية والسلطات الرجعية العربية مُعارضة لدى شباب أوروبا وأمريكا الشمالية، رغم القمع الذي أشارت هذه الفقرات إلى عينات منه في أوروبا الغربية ( بريطانيا والدنمارك وألمانيا وفرنسا...)، في البلدان التي تدّعي إنها منبع الدّيمقراطية وحارسها وراعيها، وساهم الدّعم الشعبي والجماهيري في صُمود المجموعات الموسيقية التي تدعم الشعب الفلسطيني وتندّد بالعدوان. تهدف هذه الممارسات ( التشهير والمحاكمات والرقابة السياسية والإعلامية وقطع تمويل المهرجانات...) إلى إسكات أي تعبير سياسي أو ثقافي للشعوب الأصلية ( كما في فلسطين) أو شائعة لإسكات صوت البروليتاريا، أو مناضلي الأحزاب التقدمية والنقابات وأي تعبير عمالي أو شيوعي، ويشتد القمع ضد الفئات الشعبية، كما حدث مع حركة "السترات الصفراء" في فرنسا، وعمومًا، في ظل هذه الدّيمقراطية المزعومة، تهيمن البرجوازية والشركات الاحتكارية على جميع جوانب الحياة السياسية، وتفرض روايتها التاريخية، في حين تعاونت جميعها مع جيش الاحتلال النازي في أوروبا... أظهرت هذه الفرق إن الإلتزام والشعبية ليسا متناقضَيْن، وإن الفن لا يمكن أن يكون "مُحايدًا" بل صورة شعرية وموسيقية وتشكيلية لبعض جوانب الواقع، وتمكنت هذه الفرق الموسيقية من الصمود بفضل القناعات الرّاسخة لدى عناصر هذه المجموعات، وبفضل الدّعم الجماهيري مما حول هذه المجموعات الموسيقية إلى فرَق ناجحة فنّيًّا وجماهيريا، وكذلك إلى أحسن أدوات الدّعاية والتّحريض لصالح القضية الفلسطينية، وما على الأحزاب والمنظمات التقدّمية والعُمّالية والشيوعية سوى تنظيم هذه الجماهير وتسليحها لكي تستمر في النّضال بهدف تجاوز التنديد والتّوجّه نحو الإطاحة بالنظام الرأسمالي الذي ولد الإمبريالية والصهيونية ونَصّب ورَعى الأنظمة العميلة أو الوَكيلة في بلداننا...
#الطاهر_المعز (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عبد العزير المنبهي 15/02/1950 – 23/08/2025
-
الصحة بين الوقاية وتحقيق الرّبح
-
مُتابعات – العدد الثامن والثلاثون بعد المائة بتاريخ الثّالث
...
-
عن اليسار الصهيوني
-
الدّيمقراطية الأمريكية المُسلّحة
-
الخليج: الولاء المُطْلَق للإمبريالية والإستغلال الفاحش للعما
...
-
عيّنات من أحداث صيف 2025 الطاهر المعز
-
الفقر في أوروبا: نماذج من فرنسا وألمانيا
-
المغرب: حادث عَرَضِي أم محاولة اغتيال سيون أسيدون؟
-
مُتابعات - العدد السابع والثلاثون بعد المائة بتاريخ السّادس
...
-
صنع الله إبراهيم - شمعة أخرى تنطفئ
-
الذّكرى الثلاثون للتطهير العرقي في البَلْقَان
-
تونس – دفاعًا عن الإتحاد العام التونسي للشغل
-
من كواليس التحالف الأمريكي الصهيوني
-
اقتصاد الحرب - ازدهار زمن التقشف
-
مُتابعات - العدد السادس والثلاثون بعد المائة بتاريخ التاسع م
...
-
جوانب من العلاقات الصهيونية – الصّينِيّة
-
سوريا وخرائط الغاز
-
تحويرات خطيرة لأهداف منظمة الصحة العالمية
-
بعض الملاحظات عن فلسطين منتصف سنة 2025
المزيد.....
-
سيد جودة.. رائد تجسير الثقافات بين الأدب العربي والصيني عبر
...
-
رحلة الحب
-
مخاطر مميتة يواجهها صحفيو غزة ضمن معركة إسرائيل للسيطرة على
...
-
مخاطر مميتة يواجهها صحفيو غزة ضمن معركة إسرائيل للسيطرة على
...
-
خير الدين بربروس، حكاية قرصان الجزائر الذي أصبح -ملك البحار-
...
-
تمصير الضحك.. كيف عكست الكوميديا واقعها السياسي والاجتماعي؟
...
-
الشيف الأردنية ناصر تسخّر دراستها لفنون الطهي لمواجهة التجوي
...
-
الشيف الأردنية ناصر تسخّر دراستها لفنون الطهي لمواجهة التجوي
...
-
حماس تنفي الرواية الإسرائيلية بشأن هجوم مستشفى ناصر
-
أفضل فيلم رعب لعام 2025.. -أسلحة- يكشف وجها جديدا للخوف
المزيد.....
-
حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول
/ السيد حافظ
-
يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر
/ السيد حافظ
-
نقوش على الجدار الحزين
/ مأمون أحمد مصطفى زيدان
-
مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس
...
/ ريمة بن عيسى
-
يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط
...
/ السيد حافظ
-
. السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك
...
/ السيد حافظ
-
ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة-
/ ريتا عودة
-
رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع
/ رشيد عبد الرحمن النجاب
-
الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية
...
/ عبير خالد يحيي
-
قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي.
/ رياض الشرايطي
المزيد.....
|