|
سوريا وخرائط الغاز
الطاهر المعز
الحوار المتمدن-العدد: 8427 - 2025 / 8 / 7 - 11:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تُشكل هذه الصفحات جزءًا من دراسة حول دور المحروقات في الأحداث السياسية بشرق البحر الأبيض المتوسط سوريا ضمن الإستراتيجية الأمريكية الصهيونية كانت خطوط نقل الطاقة العابرة لسوريا نحو أوروبا من الأسباب غير المُعلنة للحرب التي كانت تركية وأمريكية وأوروبية مُباشرة أو بالوكالة، بتمويل من مُصَدِّرِي النفط والغاز بالخليج، وبعد 13 سنة من الإرهاب والعدوان التركي المباشر، ومن الإستفزاز والحصار والخراب، أصبحت الظروف مواتية لإنجاز مشاريع نقل الغاز وفق المخططات التركية والخليجية، خصوصًا بعد استلام المليشيات الإرهابية السّلطة – بدعم مباشر من تركيا والولايات المتحدة، أي حلف شمال الأطلسي – وبعد التطبيع الأمريكي والأوروبي والعربي السّريع مع زعماء المليشيات الإرهابية لمكافأتهم على التنكيل بالفلسطينيين وملاحقتهم حتى داخل لبنان، بالتوازي مع توسّع الإحتلال الصهيوني في جنوب سوريا وارتفاع عدد ضحايا المجازر في مناطق عديدة من سوريا، بغطاء طائفي، من اللاّدقية غربًا إلى إلى السّويداء شرقًا، بدعم أمريكي وصهيوني، ويُسدّد الشعب السوري في شرقي الوطن ثمن المنافسة السورية الصهيونية حول السيطرة على الموارد وطرق التجارة في سوريا وعبْر سوريا، ومن أهمها طرقات النّقل البري والبحري بين الخليج وسوريا والبحر الأبيض المتوسط، وفق برقيات وكالة رويترز ( 16 و 17 تموز/يوليو 2025)... ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) يوم الثاني من آب/أغسطس 2025، افتتاح "خط أنابيب إقليمي جديد لنقل ستة ملايين مترًا مُكعّبا من الغاز من أذربيجان إلى سوريا عبر تركيا (...) بمشاركة وزير الطاقة السوري ووزير الطاقة التركي ووزير الاقتصاد الأذربيجاني وممثلون عن صندوق قطر للتنمية الذي مَوّل المشروع..." وللتّذكير، تُمثل أذربيْجان قاعدة أمريكية وصهيونية، وعدُوًّا مباشرًا لإيران على حدودها، جيث تحوّلت إلى قاعدة تجسّس أمريكية صهيونية ضدّها، ويحصل الكيان الصهيوني على 40% من احتياجاته النفطية من أذربيجان، عبر تركيا، وارتفع حجم كميات النفط خلال العدوان على غزة ولبنان وسوريا واليمن وإيران منذ السابع من تشرين الأول/اكتوبر 2025... تعاني سوريا من نقص مستمر في الطاقة رغم امتلاكها لمصادرها الخاصة من النفط والغاز، بفعل احتلال الجيش الأمريكي لأهم حقول المحروقات ( النفط والغاز) شمال شرقي سوريا، وترسل الولايات المتحدة النفط الخام إلى إقليم كردستان العراقي لتصفيته ثم تسليم جزء منه إلى حلفائها من المليشيات الكُردية التي تُصدّر بعضه عبر إقليم كردستان العراق، بينما يعاني المواطنون منذ 13 سنة من الحصار والعقوبات الأمريكية، ومن نقص الكهرباء التي لا تتوفر سوى لبضع ساعات يوميًا، ويشتري الميسورون مولدات خاصة أو ألواح شمسية مثبتة على أسطح المنازل... لعبت تركيا وقطر ( ودوَيْلات الخليج الأخرى ) والأردن دوْرًا رئيسيا في تنفيذ المخطط الأمريكي الأوروبي الصهيوني، وتخريب وتدمير وتقسيم سويا وتغيير نظام الحكم وتنصيب زعيم النّصرة ( فرع القاعدة) في أعلى هرم السّلطة، بنهاية شهر تشرين الثاني وبداية شهر كانون الأول/ديسمبر 2024، وخلال شهر آذار/مارس 2025، وقعت مؤسسة قطر للتنمية ووزارة الطاقة الأردنية اتفاقية تقضي بمرور إمدادات الغاز الطبيعي من قَطَر إلى سوريا، عبر ميناء العقبة في الأردن "للمساعدة في معالجة نقص الكهرباء في سوريا"، وبذلك يبدأ إنجاز "خط الغاز العربي" الذي كان رفض النظام السوري لشروطه المُجحفة، احد أسباب تخريب سوريا، وبدأت تركيا توريد الغاز الطبيعي من أذربيجان إلى سوريا لاستخدامه في توليد الطاقة الكهربائية، وافتتح وزير الطاقة السوري بحضور ممثلي تركيا وأذربيجان وقطر خط النقل الإقليمي للغاز الذي يربط تركيا بمحطة الطاقة في حمص لتوليد نحو 1200 مبغاوات من الطاقة الكهربائية، وفق وكالة رويترز بتاريخ السبت الثاني من آب/ أغسطس 2025 وتدرس الفقرات التالية الظروف التي أدّت إلى هذه الصّفقة التي تم التّكتّم على مختلف مراحلها، وتم إنجازها بسرعة... الدور التّخريبي لأذربيْجان وتركيا تسبب انهيار الإتحاد السوفييتي في ظهور الشوفينية والنزاعات الحدودية العديدة بين الدّول التي أعلنت "استقلالها" سنة 1991، ومن بينها أذربيجان "المُسلمة" الغنية بالنفط والغاز، والتي لها خلافات حدودية مع أرمينيا، وتحولت أذربيجان إلى وكيل للإمبريالية والكيان الصهيوني وإلى حليف لتركيا عضو حلف شمال الأطلسي التي ساعدتها على الإنتصار على أرمينيا سنة 2023 واحتلال إقليم "ناغورني قرّة باغ" المتنازع عليه والذي يسكنه الأرمن، وضَمّه مع سَبْعِ مناطق مجاورة كانت تحت السيطرة الأرمنية منذ العقد الأخير من القرن العشرين، وتمكّن جيش أذربيجان من الإنتصار بفعل زيادة الإنفاق العسكري ( حوالي أربعين مليار دولار، بين سنتَيْ 2020 و 2023) وبفضل الدّعم التركي والصهيوني. استغلت تركيا حرب أوكرانيا لابتزاز روسيا بشأن ممرّات أنابيب الغاز، واستغلت أذربيجان هذه الحرب لزيادة صادراتها من المحروقات إلى أوروبا التي قاطعت واردات الغاز الروسي، وعززت أذربيجان علاقاتها مع تركيا ومع الكيان الصهيوني وتعَزَّزَ دورها كمركز تجسّس وعمليات عسكرية صهيونية وأمريكية ضدّ إيران، كما تعزّز دورها كمَمَر تجاري بديل لروسيا من خلال ممر النقل الشمالي- الجنوبي، بين موسكو وإيران وموانئ الخليج، عبر أذربيجان، غير إن هشاشة الإقتصاد القائم على النفط والغاز وأسعارهما المُتقلّبَة، أدّى إلى اتّساع الفجوة بين الأثرياء والفُقراء وإلى احتجاجات على الوضع الإقتصادي والإجتماعي تم قَمْعها بسرعة وبوحشية، وإلى زيادة التضييق على المعارضة من قِبَل نظام الحكم الذي يرأسه "إلهام علْياف" من أكثر من عقدَيْن، ولا تزال المعارضة ( المقموعة بعنف ) تُطالب بالإصلاحات السياسية والاقتصادية وخفض الإنفاق العسكري، وبالشفافية في إنفاق موارد البلاد، فشَدَّدَت الحكومة قبضتها الأمنية، خصوصًا بعد الإنتصار على أرمينيا سنة 2023، فسجنت الصحفيين والمعارضين والنقابيين، وألغَتْ حرية التعبير... استغلت أذربيجان حرب أوكرانيا لزيادة إمدادات الغاز إلى دول الإتحاد الأوروبي، عبر ممر الغاز الجنوبي الذي يمر من جورجيا وتركيا، لترتفع صادراتها إلى أكثر من 44 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي إلى الاتحاد الأوروبي بين سنتَيْ 2021 و 2024 لتصبح أذربيجان محطة عبور في ممرات التجارة البديلة بين الشرق والغرب، بدعم من الإتحاد الأوروبي وتركيا الأطلسية – الإخوانية، وقد تزداد أهمية هذه الممرّات مع استكمال الصين شبكة طرقات " مبادرة الحزام والطريق"، لكي تضمن أذربيجان مكانتها لدى الجميع: الصين وروسيا والإتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي ( وخصوصًا تركيا ) والكيان الصهيوني محور أذَرِي صهيوني أطلسي ضدّ إيران؟ لأذربيجان حدود مشتركة مع إيران بطول 765 كيلومتر، وتسكن أقلية أذرية إيران من قُرون تعد حوالي أربعة ملايين نسمة ( تبريز هي أهم مدينة ) فيما لا يزيد عدد سكان جمهورية أذربيجان عن عشرة ملايين، ولأذربيجان كذلك حدود مع تركيا بطول لا يبلغ 18 كيلومترا، غير إن الموقف السياسي والحسابات الجيوستراتيجية جعلت من أذربيجان قاعدة عسكرية لأعداء إيران ( الولايات المتحدة والكيان الصهيوني) ومركز تجسس وعززت علاقاتها مع تركيا وتعمل الدّولتان ( تركيا وأذربيجان) على خفض دور إيران كمُصدّر للمحروقات ( خصوصًا الغاز) وفتح خطوط جديدة لنقل الغاز الأذربيجاني عبر تركيا، وفتح طرقات بَرّيّة للتجارة بهدف تعزيز دور تركيا وتقليص دور إيران وخَفْضِ نصيبها من التجارة الإقليمية مع آسيا الوسطى، فضلا عن احتمال استخدام أراضي أذربيجان لإطلاق هجمات عسكرية أمريكية وصهيونية ضدّ إيران المجاورة، ولإيران حدود مع تركيا بحوالي خمسمائة كيلومتر، وتسكنها مجموعة سكانية تركمانية كبيرة (حوالي عشرين مليون نسمة) شمال غربي إيران... تعززت مكانة أذربيجان بسبب الحرب في أوكرانيا وتعتبر السلطة القائمة إن التحالف مع الكيان الصهيوني والولايات المتحدة وتركيا، فضلا عن الحدود البرية والروابط التاريخية مع إيران، قد يدعم مكانة البلاد كحارس للمصالح الأميركية والصهيونية بعيدة المدى، وأشاد وزير الخارجية الصهيوني "بالدّور الهام لأذربيجان في المنطقة" وشكرها على زيادة إمدادات الطاقة منذ السابع من تشرين الأول/اكتوبر 2023، وطَرح تحالفًا ثلاثيًّا يضم تركيا وأذربيجان والكيان الصهيوني، وأعلن إلهام علْيِيف علنًا إنه يُفضّل إدارة دونالد ترامب لأنها أكثر تشدُّدا مع إيران، وتشترك أذربيجان مع الكيان الصهيوني في العلاقات القوية مع الإمبريالية الأمريكية وفي العداء لإيران، مما سمح بتوثيق العلاقات بينهما، حيث تُصدّر أذربيجان الغاز والنفط ( 40% من حاجة الصهاينة)، مقابل توريد السلاح الصهيوني، وفق تحليل نشره موقع "فورين أفيرز الأمريكي بتاريخ 20 تموز/يوليو 2025. نشر موقع ويكيليكس، سنة 2009، برقية أمريكية تُشير إلى "استخدام إسرائيل الأراضي الأذربيجانية للتجسس على إيران"، ونشرت مجلة فرين بوليسي (Foreign Policy )، سنة 2012، تقريراً عن "استخدام إسرائيل القواعد الجوية الأذربيجانية للتجسس على إيران وربما قصفها، وزار رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الأذربيجانية، سنة 2018، فلسطين المحتلة، وأبرم صفقات أمنية، فضلا عن الطائرات الآلية وأنظمة الأقمار الصناعية، وافتتحت أذربيجان( آب/أغسطس 2020) "مكتباً تجاريا وسياحيا" في تل أبيب، تمهيدًا لفتح سفارة، وخلال نفس السنة (2020)، نشر الرئيس الأذربيجاني صورة له مع طائرة مسيّرة صهيونية، واتهمت منظمة العفو الدولية خلال شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2020 أذربيجان " باستخدام أسلحة إسرائيلية محرّمة دولياً، خلال الحرب بين أذربيجان وأرمينيا، فيما اتّهمت إيران جارتها أذربيجان "بتسهيل عمل الموساد واستخدام مطاراتها العسكرية ضد علماء ومسؤولين في إيران". أما تركيا ( راعية المجموعات الإرهابية في سوريا ) والتي تشترك مع أذربيجان في هندسة مرور خطوط أنابيب الغاز الأذَرِي من سوريا، فترى حكومتها "الإسلامية" (حزب العدالة والتنمية ) منذ أكثر من عِقْدَيْن "إن العلاقات مع الكيان يُسهل العلاقات مع الولايات المتحدة"، وفق صُحف المعارضة التركية، تعليقًا على توقيف جاسوسَيْن صهيونيّيْن ثم إطلاق سراحهما سريعا سنة 2021، والإتصال الهاتفي بين نتن ياهو وأردوغان. لتركيا كذلك علاقات متميزة مع أذربيجان بحكم الأبعاد الأثنية واللغوية والدّينية، لكن الأهم إن أذربيجان هي إحدى أهم الدول المصدِّرة للغاز لتركيا التي تدعم أذربيجان سياسيا وعسكريا، ضمن مخططات تركيا وأطماعها في آسيا الوسطى والقوقاز، ووظّفت أذربيجان وتركيا علاقاتهما المميزة مع الكيان الصهيوني لتشكيل تحالف ثلاثي يعمل حاليا على ضم سوريا الخاضعة لنفوذ تركيا وللإحتلال الصهيوني ويعمل على مواجهة إيران، وثمة إشارات على مُشاركة مصر في بعض مهمات هذا المحور... مساهمة مصر وتركيا في كسر الحصار البحري دَشّن الرئيس التّركي، سنة 2021، سلسلة اتصالات مع مصر والإمارت ودُوَيْلات الخليج، في إطار مخطط تركي لزيادة النّفوذ في المنطقة، بعد ضمان السيطرة على جزء من ثروات ليبيا، وخلال نفس السنة بادرت تركيا إلى تنظيم حوارات ولقاءات بين الأطراف التي تعمل على تنسيق مواقفها تجاه الإدارة الأمريكية وتوجهاتها في المنطقة، وأعلن الرئيس التركي، ضمن هذا المسار، تنظيم حوارات مع مصر التي ساءت علاقات تركيا معها منذ لإزاحة الجيش للرئيس الإخواني المنتخب محمد مرسي – الذي تدعمه تركيا إيديولوجيا وسياسيا - واستغل الجيش الإستياء الشّعبي ليستولي على السلطة ويُلغي الحريات والحقوق، وأعادت تركيا تعزيز العلاقات السياسية مع الكيان الصهيوني التي ساءت إثر قَتْل الجيش الصهيوني ثماني مواطنين أتراك كانوا متوجهين على ظهر سفينة مرمرة لفك الحصار على غزة، سنة 2009، لكن هذا "البُرُود السياسي والدّبلوماسي" لم يُؤثِّر على العلاقات التجارية والعسكرية، وساهم تطبيع دُويلات الخليج علاقاتها مع الكيان الصهيوني والدّور التخريبي المُشترك في سوريا، والعداء لنظام إيران، في تقارب تركيا مع دولة الاحتلال والسعودية ومصر والإمارات والبحرين، ولعبت أذربيجان دورًا في الوساطة بين تركيا والكيان الصهيوني... منذ العدوان الصهيوني الأخير ( تشرين الأول/اكتوبر 2023) والحصار الذي فرضته المقاومة اليمنية على موانئ فلسطين المحتلة (خصوصًا ميناء أم الرّشراش) وتطالب عشرات الدّول التي اجتمعت في كولومبيا بفرض حصار على العدو، تحولت موانئ تركيا ومصر إلى محطات لتزويد العدو الصهيوني بالبضائع، ولم يتوقف دخول السفن التركية والمصرية إلى الموانئ الفلسطينية المحتلة ( ميناء حيفا وميناء أشدود ) طيلة العدوان الذي لا يزال مستمرًّا، وفق بيانات أنظمة التتبع البحرية عبر الأقمار الصناعية التي رصدت – على سبيل المثال – دخول أربع سفن تركية وسفينتَيْن مصريّتَيْن إلى ميناء حيفا يوم الأول من آب/أغسطس 2025، مما يُشير إن رجب طيب أردوغان زعيم ديماغوجي وسفيه، لأنه يدعم عمليا الكيان الصهيوني بأشكال عدّة، ويُظهر التحليل الإحصائي لمنظومة تتبع السفن أن 14% من السفن التي وصلت إلى ميناء أشدود كانت من موانئ تركيا، و14% من موانئ مصر، و72% من دول أخرى. يستورد الكيان الصهيوني من تركيا مجموعة متنوعة من البضائع تشمل السيارات والأجهزة الإلكترونية والحديد والصلب والمعادن الثمينة والنفط الخام والمشتقات النفطية والملابس والأقمشة ومواد البناء والزيوت النباتية، مما يدعم اقتصاد العدو زمن الحرب ويُعَزّز القوة الاقتصادية والعسكرية للصهاينة، وتلعب مصر دورا هاما في التفاف العدو على القيود، حيث أصبحت الموانئ المصرية، وخاصة ميناء بورسعيد، محطة عبور الحاويات والبضائع والالتفاف على القيود المفروضة على الملاحة في البحر الأحمر ( عن وكالة وكالة أنباء فارس بتاريخ الخامس من آب/أغسطس 2025). خلاصة: انضمت أذربيجان إلى حلف عدواني تركي أطلسي صهيوني ضد سوريا والشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة ( من عرب وفُرْس وغيرهما) وتخدم أنظمة الدّول العربية المُطبّعة ( مصر والأردن ودويلات الخليج...) مصالحها وبالأخص مصالح وأجندات خارجية تستهدف وحدة وسلامة أراضي إيران وروسيا ( فضلا عن شعوب المنطقة)، ووجب الإنتباه إلى الدّور التخريبي لأذربيجان التي تُعَدّ واحدة من أكبر مشتري الأسلحة الصهيونية بنسبة 69% من واردات أذربيجان العسكرية (بيانات 2023)، وَكَشَفَ تَتَبُّعُ الرحلات الجوية لسنة 2024 عن تكثيف رحلات الشحن من قاعدة عوفدا الجوية الصهيونية إلى باكو عاصمة أذربيجان، فيما يستورد الكيان الصهيوني من أذربيجان 40% من احتياجاته النفطية عبر خط أنابيب باكو ( عاصمة أذربيجان) –تبليسي( عاصمة جورجيا )- وميناء جيهان ( تركيا)، ويستخدم الجيش الصهيوني أراضي أذربيجان للتجسس على إيران، وتوسعت المحادثات بين الحكومتين سنة 2025 لتشمل التعاون في مجال الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي، ويتمتّع يهود أذربيجان (30 ألف نسمة ) بامتيازات خاصّة ولهم نفوذ اقتصادي وسياسي هام، ويُساهمون في تلميع صورة النظام القائم، وكشفت فضيحة “المغسلة الأذربيجانية” سنة 2017 عن رشاوى بقيمة 2,9 مليار دولار تم تحويلها عبر منظمات غير حكومية مرتبطة باليهود لتلميع صورة نظام أذربيجان في أوروبا، تمهيدًا لمشروع تصدير المحروقات الأذربيجانية ( كبديل للغاز والنفط الروسيَّيْن) من حقل شاه دنيز للغاز في أذربيجان - الذي تستغله شركة بريتيش بتروليوم (BP) – إلى أوروبا عبر تركيا، وساهم نظام أذربيجان في زعزعة استقرار روسيا وإيران... يتشكل محور أذربيجان والكيان الصهيوني وتركيا خطرا على سوريا وعلى الشعب الفلسطيني وكافة الشعوب العربية والإيرانية، بفعل تدفق السلاح الصهيوني إلى أذربيجان ومحروقات أذربيجان إلى فلسطين المحتلة، وبفعل استخدام أراضي تركيا ومصر وسوريا ليتمدّد الحِلْف المُعادي لهذه الشعوب، من جنوب القوقاز إلى غرب آسيا، واستعداد نظام أذربيجان للإلتحاق باتفاقيات أبراهام التطبيعية، بعد شراء شركة النفط الأذرية "سوكار" حصة 10% من حقل "تامار" للغاز في مياه فلسطين المحتلة بقيمة 900 مليون دولار، وحصولها على حقوق تنقيب جديدة في المياه الإقليمية الفلسطينية، تمهيدًا لتصدير الغاز المسروق من فلسطين إلى تركيا لاحقًا، واتّضحت معالم هذا التحالف في ظلّ الحرب على سوريا ( الدّولة والوطن والشعب) والإبادة الجماعية التي تستهدف الشعب الفلسطيني، وما انْفَكَّ هذا الحلف يتوسع ويحاول خلق ميزان قوى رجعي صهيوني امبريالي... يأتي افتتاح خط أنابيب الغاز الأَذَرِي في سوريا في ظل سَعْيِ الكيان الصهيوني ( في ذروة العدوان والإبادة) والولايات المتحدة لتوسيع "اتفاقات أبراهام"، لتشمل السعودية ودويلات الخليج والأردن ومصر والمغرب وسوريا، وإنشاء شبكة من العلاقات التجارية والإقتصادية مع أصدقاء الولايات المتحدة كالهند وعملائها وأذربيجان وشركائها وتركيا، لإحياء مشروع "ممر الهند–الشرق الأوسط–أوروبا" (IMEC) كبديل لمبادرة "الحزام والطريق" الصينية، وتحويل ممرات التجارة من البحر الأحمر وقناة السويس إلى ممر بديل يشمل ميناء دُبَيْ والرياض وعَمّان باتجاه ميناء حيفا بفلسطين المحتلة، ولم يَغْفِرْ لِمصْرَ تطبيعها المُبَكِّر، فقد ازداد شعبها فَقْرًا وهي دائمًا مُستهدَفَة بالتّفْتِيت...
#الطاهر_المعز (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تحويرات خطيرة لأهداف منظمة الصحة العالمية
-
بعض الملاحظات عن فلسطين منتصف سنة 2025
-
مراسلون بلا حدود، نموذج من المنظمات غير الحكومية المُرتزقة
-
عَسْكَرة الإقتصاد والعلاقات الدّولية
-
مُتابعات - العدد الخامس والثلاثون بعد المائة بتاريخ الثاني م
...
-
تأثير المُقاومة على اقتصاد العَدُوّ
-
الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة – علاقات غير متوازنة
-
خطاب مسموم مَطْلِيٌّ بالعسل - نموذج تركيا وقَطر
-
التّكنولوجيا في خدمة الإيديولوجيا
-
مُتابعات - العدد الرّابع والثلاثون بعد المائة بتاريخ السادس
...
-
فلسطين – إدانة للكيان الصهيوني في مؤتمر بوغوتا
-
بعض تداعيات الحرب التجارية
-
إسبانيا – عودة فرنسيسكو فرنكو؟
-
اتفاقية الشراكة الأوروبية- الصهيونية
-
من مخاطر اقتصاد المعرفة والذكاء الاصطناعي
-
من مخاطر الشركات العابرة للقارات
-
مُتابعات - العدد الثالث والثلاثون بعد المائة بتاريخ التّاسع
...
-
دروس من العدوان ومن الخيانات والمقاومة - الجزء الثاني والأخي
...
-
دروس من العدوان ومن الخيانات والمقاومة - الجزء الأول من جُزْ
...
-
الهند – من إضراب صغار المزارعين سنة 2020 إلى الإضراب العام ل
...
المزيد.....
-
يستمتعان بأشعة الشمس معًا.. تعرفوا على الرجل الذي يسبح مع تم
...
-
تقرير يكشف ما تفعله إسرائيل بمدارس تستخدم ملاجئا والجيش يرد
...
-
كيف لعب الحظ دوراً في نجاة مدينة من القنبلة الذرية مرتين؟
-
التعريفات الأميركية الجديدة تدخل حيّز التنفيذ.. وترامب يحتفي
...
-
خطة نتنياهو لاحتلال غزة: خمس فرق عسكرية وتهجير مليون مدني
-
عراقجي يُعلّق على قرار الحكومة اللبنانية بشأن السلاح: أُعيد
...
-
التهميش المجتمعي
-
عُمان .. تسلق الجبال هواية أم تهور؟
-
إسرائيل تصادق على مخططات لإنشاء ثلاثة مستوطنات جديدة في الضف
...
-
ترامب يهدد باستدعاء الحرس الوطني لضبط الأمن في واشنطن
المزيد.....
-
المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد
/ علي عبد الواحد محمد
-
شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
/ علي الخطيب
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
أوالد المهرجان
/ عبدالاله السباهي
-
اللطالطة
/ عبدالاله السباهي
-
ليلة في عش النسر
/ عبدالاله السباهي
-
كشف الاسرار عن سحر الاحجار
/ عبدالاله السباهي
-
زمن العزلة
/ عبدالاله السباهي
المزيد.....
|