الطاهر المعز
الحوار المتمدن-العدد: 8421 - 2025 / 8 / 1 - 12:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نما اقتصاد العدو رغم الحرب بفعل ضخ الأموال الخارجية، لكن تُشير العديد من المؤشرات إلى الخَلَلِ الذي قد يصيب كل اقتصاد استعماري، فقد تراجع الإستهلاك الخاص بنسبة 5% على أساس سنوي، وانخفض نصيب الفرد من الاستهلاك الخاص بنسبة 6,1% وانخفض الإنفاق على المنتجات المستدامة ( كالسيارات والتّجهيزات ) بنسبة 66,5% على أساس سنوي، كما انخفض الإنفاق على الملابس والأحذية والمنسوجات المنزلية بنسبة 21,4%، خلال الربع الأول من سنة 2025، وقبل نهاية النّصف الأول من سنة 2025، خفض مصرف جب بي مورغان، يوم 20 حزيران/يونيو 2025، توقعاته لنمو الناتج الإجمالي المحلي لاقتصاد العدو الصهيوني، ورفع تقديراته لعجز الموازنة من حوالي 5% إلى 6,2%، مُعلِّلاً "إن صدمة الحرب ستؤدي إلى زيادة التضخم وتأخير دورة التيسير النقدي..." ( وردت البيانات بموقع وكالة رويترز، بين 13 و 20 حزيران يونيو 2025)، وقَدّرت وسائل إعلام صهيونية تكلفة اليوم الأول للعدوان على إيران ( 13 حزيران/يونيو 2025) بنحو 1,5 مليون دولارا، مما قد يزيد من الضّغوط المالية بفعل "ارتفاع نفقات الحرب مما قد يُؤَدِّي إلى أزمة مالية خانقة قد تؤثر على قدراتنا العسكرية والأمنية، مع استمرار العجز المالي حتى سنة 2028 على الأقل"، ويتوقع المصرف المركزي عجز الميزانية بنسبة يتراوح بين 3,5% و4% لسَنَتَيْ 2027 و2028، ويحرّض على خَفْضِ الإنفاق وزيادة بعض الضرائب وإلغاء الإعفاءات الضريبية، خصوصًا المتعلقة بالضرائب غير المباشرة، وفق وكالة "رويترز" .
حرب استنزاف اقتصادي
يعتمد الإقتصاد الصهيوني، منذ 1948، على الدعم والمِنح "الغربية" والعسكرة والتكنولوجيا والصناعة والقطاع المالي والزراعة الحديثة ( أي التجارية) والهجرة، وتضرّرت جميع هذه القطاعات جراء العدوان المستمر منذ تشرين الأول/اكتوبر 2023، لكن ضخ الأموال والأسلحة الغربية مُستمر، مما مكّن من مواصلة العدوان ومجازر الإبادة ومصادرة الأراضي وتهجير السّكّان في الضّفّة الغربية وغزة، فضلا عن العدوان الأمريكي الصهيوني على إيران لمدة 12 عشر يوما، وتأثر قطاع التكنولوجيا بشكل كبير، بسبب هجرة الآلاف من المهندسين والفَنِّيِّين (حوالي 800 شهريا) وتراجع تدفقات الأموال التي تضخّها الصناديق الإستثمارية الأجنبية ، وانهيار الشركات الناشئة في قطاع التكنولوجيا المتطورة الذي يمثل نحو 20% من الناتج المحلي الإجمالي، ويُعتَبَرُ مُحركا أساسيا للنمو ويساهم بنحو 53% من إجمالي الصادرات، وحوالي ربع إيرادات الدولة من الضريبة على الدّخْل ويُشغّل نحو 11,4% من القوى العاملة ( أو حوالي 400 ألف موظف)، بحسب تقرير "هيئة الابتكار الإسرائيلية " للعام 2025، وفقا لوكالة رويترز
في المقابل استخدم الكيان الصهيوني العدوان على الشعب الفلسطيني واليمني والسوري واللبناني لتعداد "مآثر" ونجاعة أسلحته ونجاحها في قتْل أكبر عدد ممكن من البشر وتدمير عدد كبير من المنشآت والمباني في وقت قياسي، فارتفعت قيمة صادرات الأسلحة ( وهي من أهم القطاعات ) من 13 مليار دولارا سنة 2013 إلى 14,8 مليار دولار سنة 2024، وفقا لبيانات حكومة العَدُوّ التي تخشى ارتفاع الأصوات التي تُطالب بوقف التعامل وبمقاطعة شاملة لمؤسسات دولة الإحتلال
كما انخفضت صادرات الألماس المصقول ( المنهوب من إفريقيا) بنسبة 35,7% سنة 2024، مقارنة بسنة 2023، وتأثرت صناعة الأدوية وأعلنت شركة "تيفا" الصهيونية - أكبر شركة عالمية لإنتاج الأدوية الجَنِيسَة - تسريح نحو 8% من موظفيها بين 2025 و 2027 لخفض التكاليف بنحو 700 مليون دولار، وتراجع سعر أسهُمها ( مُسجّلة في بورصة نيويورك) خلال النصف الأول من سنة 2025 بنسبة 23%، وفق منصة "غلوبس ( Globes )، وفي مجال الطّاقة، أدّى قصف المقاومة اليمنية والفلسطينية واللبنانية (قبل آذار/مارس 2025) إلى تعطيل إنتاج الغاز من حقل "ليفيثان" قبالة سواحل فلسطين المحتلة، عدة مرات وتم إغلاق جميع منشآت التكرير بعد تعرض مصفاة "حيفا" لأضرار جراء الرّدّ الإيراني وتوقف إنتاج حقل تامار "لأسباب أمنية" وفق شركة شيفرون الأمريكية للمحروقات التي تستغل الغاز المسروق من الشعب الفلسطيني، وتأثّر القطاع الزراعي إثْر مغادرة آلاف العمال الأجانب، ومعظمهم من تايلند ونيبال وتنزانيا، وإلغاء تصاريح العمّال الفلسطينيين وانخفضت كذلك عائدات السياحة مع تراجُع أعداد السياح الوافدين بنسبة 90% منذ بداية الحرب، وفي القطاع المالي والمصرفي انخفض عدد المعاملات بين الشركات الصهيونية والمستثمرين الأجانب بنسبة 42% سنة 2024 مقارنة بسنة 2023، وانخفض الإستثمار الأجنبي المباشر بنسبة 29%، وفقا لمنصة "ذا ووركر" (The Worker)... عن وكالة رويترز 23 حزيران/يونيو 2025 ) .
ضرورة المُقاومة ومزاياها
يُسْتخلص مما سَبَقَ إن اقتصاد العدو الصهيوني تأثّر بالعدوان الذي شَنّه جيش الإحتلال على عدّة جبهات عربية ( غزة والضفة الغربية ولبنان واليمن وسوريا) ومن بين الآثار ارتفاع الدّين العام ونسبة البطالة، بسبب انهيار البُنية الإقتصادية التي تُؤَدِّي إلى انهيار البُنية الإجتماعية وارتفاع عدد المُستوطنين ( أو العُمّال الأجانب) الذين يُغادرون فلسطين المحتلة، سواء بصورة مُؤَقّتة أو دائمة، وأدّت الهجرة المُعاكسة وضبابية الأفق الإقتصادي إلى انهيار سوق العقارات الذي يشهد ركودًا غير مسبوق، ومن أهم القطاعات التي جذبت اهتمامي، قطاع الشحن البحري وميناء أم الرّشراش ( إيلات) بالذّات، الذي انتقل من مؤسّسة مُرْبِحَة إلى مؤسسة مَدِينَة لبلدية المدينة بنحو 162 ألف دولارا شهريا، بفعل الإغلاقات المتكرّرة نتيجة لعمليات المقاومة اليمنية في عمق البحر الأحمر – بواسطة الطائرات الآلية أو الصواريخ - دعْمًا للمقاومة الفلسطينية، وأقرّت السّلطات الصّهيونية بفشلها في تأمين الميناء الذي يُعتبر حيويًّا لاقتصاد المستوطنين، وأعلنت إغلاقه بشكل كامل، اعتبارا من يوم الأحد العشرين من تموز/يوليو 2025، بسبب عجز إدارة الميناء عن تسديد الديون المتراكمة وبسبب فشل جيش الإحتلال ( ومُستشاريه من الجيش الأمريكي) في صد عمليات المقاومة اليمنية التي استهدفت الميناء والسفن المرتبطة بالاحتلال في البحر الأحمر، مما أدّى إلى شَلَلِ شبه كامل لميناء أم الرّشراش وللملاحة في جنوب فلسطين المُحتلّة منذ أكثر ثمانية عشر شهرا، وقامت بلدية المُسْتوطِنِين في أم الرّشراش بالحجز على الحسابات المَصْرِفية بعد إفلاس الميناء وتسريح العمال، وعجْز إدارته عن التخلف عن سداد الضرائب وعلى ضمان استمرار العمليات اللوجستية والإدارية وفق وكالة رويترز بتاريخ 16 تموز/يوليو 2025، وكتب موقع صحيفة ( تايمز أوف إسرائيل ) "إن الحكومة الإسرائيلية طلبت رسميا من الولايات المتحدة استئناف الغارات ضد صنعاء، وطرحت فكرة إنشاء تحالف عسكري دولي لتعزيز أمْن الملاحة البحْرِيّة، خصوصًا بعد إغراق سفينَتَيْنِ وإلحاق أضرار بالموانئ الإسرائيلية"، وفق تعبيرها، ويُعد إغلاق الميناء وعجز المنظومات الصاروخية المتطورة عن صدّ هجمات المقاومة اليمنية مؤشِّرًا على بداية النهاية للتفوق العسكري الإستراتيجي الصّهيوني والأمريكي، ومؤشِّرًا على ضرورة المقاومة وعلى نجاعتها، لأنها تمكّنت – بإمكانياتها المتواضعة – من رَدْع الجيش الأمريكي وإضعاف القدرة العسكرية والاقتصادية، وكتبت الصحيفة الإقتصادية الصهيونية (غلوبس) "إن هذا الإجراء سيؤدي إلى توقف نشاط الميناء بشكل كامل، مما يؤدّي إلى تعطيل القاطرات والسفن، وإيقاف دعم البحرية في البحر الأحمر، ووقف تصدير البوتاس من مصانع البحر الميت التابعة لشركة "آي سي إل" وكذلك التأثير على خط أنابيب أوروبا آسيا... لكن الميناء لم يعمل بطاقته الكاملة منذ اندلاع الحرب، حيث جَنَت الشركة المُشغّلة للميناء أرباحًا بقيمة 43,7 مليون دولارا خلال السنوات الأربع التي سبقت الحرب، وانخضت إيرادات الميناء بنسبة 80% بين سنَتَيْ 2023 ( 57,2 مليون دولارا) و 2024 ( 11,3 مليون دولارا ) ولم تُسدّد إدارة الميناء رسوم الاستخدام البالغة نحو 864 ألف دولار، كما لم تُسدّد الضرائب المستحقة للبلدية..." وانخفض عدد السفن التي ترسو بميناء أم الرشراش من 134 سفينة سنة 2023 و150 ألف سيارة، إلى 16 سفينة سنة 2024، وستّ سفن خلال النصف الأول من سنة 2025، ولم تُجْدِ محاولات الدولة لمساعدة الميناء، من خلال ضمان قرض بقيمة نحو 8,1 ملايين دولار وتقديم تعويضات بقيمة نحو 4,05 ملايين دولار، بحسب "غلوبس" التي اعتمدت على بيانات وزارة مواصلات الإحتلال، وأشارت الصحيفة "إن ميناء إيلات يُدار من قبل القطاع الخاص، لكنه يُعتبر إستراتيجيًا وحيويًا للدولة بسبب العمليات اللوجستية للجيش، وصادرات البوتاس والنفط..."
كما تضرّر قطاع الطاقة بفعل هجمات المقاومة والقصف الإيراني، فأصبحت سوق المُستوطنين تواجه نقصاً في المنتجات النّفْطية مما اضطر سلطات الإحتلال إلى استخدام المخزونات الإحتياطية وتوريد شركة الكهرباء وقود الدّيزل، بسبب إصابة مصفاة حيفا بالصواريخ الإيرانية وعَطَلها، بالتزامن مع "العطل الفَنِّي" الذي أصاب مصفاة "أشدود" ، مما سبّب نقصًا كبيرًا في غاز النّفط المُسال والبنزين والديزل، بحسب الرئيس التنفيذي لشركة "بازان" التي تُشغّل منشأة تكرير النفط والبتروكيميائيات بالقرب من ميناء حيفا، وفق المعلومات التي أوردها موقع "كالكاليست" الصهيوني...
البحر الأحمر - من أم الرّشراش إلى جيبوني
لم يتمكّن الجيش الأمريكي من رَدْع المقاومة اليمنية، فكلما قصف مواقع مثل ميناء الحديدة أو منطقة صعدة شمال اليمن ردّت المقاومة بقصف حيفا أو تل أبيب وخصوصًا ميناء أم الرشراش، وهو شريان حيوي لاقتصاد العدو الصهيوني، بل تمكنت المقاومة اليمنية من إغراق سفينتَيْن ومن إصابة طائرة إف-35 التي قُدّمت كطائرة تُجسّد التّطور التكنولوجي ويمكنها التّخَفِّي عن الرّادار، كما تراجعت الولايات المتحدة – مُؤقّتًا – عن العدوان المباشر على الأراضي والمنشآت الإيرانية بعد ردّ إيران بقصف قاعدة العديد الجوية الضخمة في قَطَر، وأدّى صمود ومثابرة وشجاعة المقاومة اليمنية إلى إغلاق ميناء أم الرّشراش ( إيلات) مما يُفاقم أزمة اقتصاد الإحتلال.
نشرت وكالة ( Regnum ) الروسية للأنباء مقالات خلال شهر تموز/يوليو 2025، عن "التّعاون الخَفِيّ بين الحوثيين والصين في البحر الأحمر، لإنجاز أهداف مُشتركة تتمثل في إضعاف الهيمنة الغربية والإسرائيلية على المنطقة، وفتح الباب أمام ترتيبات جيوإستراتيجية جديدة..."، وذكرت الوكالة حادثة "استخدام تقنيات اللِّيزر ضد طائرة تجسس ألمانية فوق الأراضي اليمنية " وكانت الطّائرة تعمل ضمن "بعثة أسبيدس الأوروبية لمراقبة الحوثيين"، وقد تُشير هذه الحادثة إلى استخدام المقاومة اليمنية تقنيات صينية أو إلى تعاون بينهما ضد الطائرة الألمانية، وكذلك لتعطيل الملاحة والشحن بميناء أم الرشراش، مما أدى إلى اتخاذ قرار إغلاق هذا الميناء الذي كانت حكومات الكيان الصهيوني تخطط منذ عُقُود لتحويله إلى منافس لقناة السويس، من خلال تحويله إلى مركز شحن وشريان لوجستي إستراتيجي لمنظومة نقل متكاملة ( جوي وبري وحديدي وبحري) لربطه ببئر السبع وميناء حيفا، وأظْهر قصف المقاومة اليمنية وإغراق سفينتَيْن في البحر الأحمر وواستهداف السفن المتوجهة إلى الميناء، عدم قُدرة الجيشيْن الأمريكي والصّهيوني تأمين "حرية الملاحة" في البحر الأحمر، مما أدّى إلى إغلاق الميناء، كما إن الشركات الهندية والصهيونية التي تُدير ميناء حيفا أصبحت تُعلن عن تخوفاتها من تكرار ما حصل في أم الرشراش، بفعل الإستهداف المتصاعد للميناء، ولو بدرجة ودقّة أقل من أم الرّشراش...
كتبت بعض المواقع الرّوسية عن "تنسيق غير مباشر ( أو ضمني) بين الصين والمقاومة اليمنية، رغم تصريحات الصين سنة 2024 التي تستنكر "تعطيل خطوط الملاحة الدّولية" في البحر الأحمر، ويُشكل هذا "التّحالف" غير المُعْلَن تحدّيًا للقوى الإمبريالية الأمريكية والأوروبية، وللكيان الصهيوني كجزء منها، وقد يتوسّع التحالف الضّمني بين الصّين وقوى أخرى في الممرات البحرية المُحيطة بالصّين والتي تُحاصرها الولايات المتحدة وتُراقبها مع تَجنّب الصّدام المباشر مع البحرية الصِّينية، وهذه هي الخلفية الحقيقية للصّين...
كما كتبت هذه المواقع الرّوسية عن الضّربات الدّقيقة التي سدّدتها المقاومة اليمنية إلى بعض المواقع الحيوية في فلسطين المحتلة، ومن بينها قواعد عسكرية ومؤسسات اقتصادية هامة وبالخصوص استهداف ميناء أم الرّشراش على البحر الأحمر، مرّات عديدة إلى أن أصبح مشلولاً، وغير مُجْدي اقتصاديًّا، مما أدّى إلى إغلاقه، لأن القاعدة الأساسية للرأسمالية هي التّخلِّي عن أي مشروع إذا ارتفع ثمن بقائه، أو إذا فاقت الخسائرُ الإيراداتِ، وهو ما حصل لهذا الميناء، ولم تتمكّن الإمبريالية الأمريكية وحلفاؤها ووكيلها الكيان الصهيوني وأذنابها من الحُكّام العرب من ضمان " سلامة التجارة والملاحة " في البحر الأحمر، وهو أحد أهمّ الممرات البحرية التي تربط بين ثلاث قارات ( آسيا وإفريقيا وأوروبا بواسطة قناة السّويس والبحر الأبيض المتوسّط)، ومن أهم طرقات صادرات النفط الخليجي...
تتّهم بعض التقارير التي تنشرها المواقع المُقرّبة من الإستخبارات الأمريكية الصّين بدعم المقاومة اليمنية ( الحوثيين ) من خلال استخدام قاعدة الصين في جيبوتي كمحطّة عُبُور للأسلحة والعتاد ومعدّات الإتصال وغيرها من الأدوات التي تُساعد على استهداف السفن المتجهة نحو موانئ فلسطين المحتلة، مقابل السماح للسفن الصينية بالمرور، ومقابل غض الطّرف عن العلاقات الإقتصادية بين الصين والكيان الصهيوني، وبذلك تحقق الصين فائدة مزدوجة: أولا تعزيز نفوذها الإقليمي، وثانيا تحدّي النفوذ الغربي بأشكال وأدوات غير مباشرة، لكي لا يُؤدّي ذلك إلى صدام مُباشر، أي إن خطط الصين تتقاطع موضوعيا مع عمليات المقاومة اليمنية التي نجحت في فَرْض مُعادلة جديدة في المَمرّات البحرية بين البحر الابيض المتوسّط والمحيط الهندي، مرورًا بالبحر الأحمر، وبذلك لم تتمكّن القوات الأمريكية والبريطانية وحلفاؤها من فك الحصار على موانئ الكيان الصّهيوني، بل تمكّنت المقاومة اليمنية من إغلاق ميناء أم الرّشراش ( إيلات)، أحد أهم موانئ العدو، وظهرت حدود قوة الرّدع العسكري الأمريكي والصّهيوني ( ومن معهما)...
ضرورة المقاومة
تُظْهر البيانات عن الشّهداء في غزة والضفة الغربية واليمن وسوريا ولبنان ارتفاع عدد الضّحايا العُزّل، غير المُسَلّحين، وخصوصًا من الصحافيين الذين يحملون شارات مُميّزة والمُسْعِفِين والعاملين والأطباء والمرضى في المستشفيات، وخصوصًا الأطفال والنّساء وطوابير النازحين والباحثين عن الغذاء، لأن العدُوَّ الصّهيونِيَّ وحُلفاءَه يُريدون القضاءَ على الشعب الفلسطيني ومنع النّاجين من العيش ومن المسكن ومن التعليم والرّعاية الصحية والغذاء والمياه، منذ انطلاق الحركة الصّهيونية كذراع للإمبريالية في الوطن العربي ومنطقتنا ومُحيطها، ولم يكن العدوان الصهيوني المستمر منذ 22 شهرًا ردًّا على عملية السابع من تنشرين الأول/اكتوبر 2023، بل يُشكّل هذا العدوانُ امتدادًا للنّكبة...
وجب التّأكيد على حق الشّعُوب الواقعة تحت الإستعمار والإضطهاد في المقاومة، ولا حق لأحد اختيارَ أو اقتراحَ أو فَرْضَ أشكال المقاومة على أي شعب أو طبقة أو مجموعة سكّانية تُقاوم من أجل الحُصُول على حقوقها، لأن طبيعة العَدُوّ وشَكْلَ العدوان يَفْرِضان توقيت وظُرُوف وشكل المقاومة.
وردت الأخبار عن "التعاون الخَفِي" أو "الضّمني" بين المقاومة اليمنية والصّين عن مركز الأبحاث السياسية - المجلس الروسي للشؤون الدولية + وكالة Regnum الرّوسية للأنباء بين التاسع والواحد والعشرين من تموز/يوليو 2025 ( تأسست Regnum سنة 2002 وهي وكالة أخبار ونشريات على موقعها الإلكتروني )
#الطاهر_المعز (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟