الطاهر المعز
الحوار المتمدن-العدد: 8419 - 2025 / 7 / 30 - 12:02
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تركيا
تأسست "مجموعة لاهاي" بنهاية كانون الثاني/يناير 2025، من قِبَل جنوب أفريقيا وماليزيا وناميبيا وكولومبيا وبوليفيا وتشيلي والسنغال وهندوراس ووبليز، بهدف متابعة تنفيذ قرارات محكمة العدل الدّولية والمحكمة الجنائية ضدّ الكيان الصهيوني، والتحقت بها 21 دولة أخرى فالتقى الجميع (ممثلوا ثلاثين دولة) في بوغوتا ( عاصمة كولومبيا) يومَيْ 15 و16 تموز/يوليو 2025، للمُشاركة في مؤتمر دعت له كولومبيا (الدّولة المُضَيّفة ) وجنوب إفريقيا، للإتفاق على عقوبات ضد الكيان الصهيوني، وأسفر المؤتمر عن اتفاق 25 دولة على بيان مشترك يُذكّر بمعاناة الفلسطينيين في غزة ويُدين الكيان الصهيوني الذي يستخدم التّجويع كسلاح، وللمفاجأة شملت قائمة الدول الموقّعة على البيان المشترك كلاً من بريطانيا وفرنسا، لكن رفضت تركيا التوقيع على خطة العمل المكوّنة من ست نقاط التي أعدّتها "مجموعة لاهاي" لفرض عقوبات على إسرائيل، ووجب التّذكير إن تركيا عضو حلف شمال الأطلسي منذ 18 شباط/فبراير 1952 وشاركت إلى جانب الإمبريالية الأمريكية في الحرب ضد شعب كوريا ( 1950 – 1953)، وأرسلت أكثر من 15 ألف جندي قُتل منهم ما لا يقل عن 740 وجُرِح قرابة 2100 خلال المعارك، ووجب التّذكير كذلك باحتلال تركيا ( باسم الدّولة العثمانية وباسم الإسلام) جُلّ البلدان العربية لفترة أربعة قرون، وينحدر شعبها من "الخزر" أي من آسيا الوُسطى ( خلافًا للعرب والأكراد والبربر، فهم من السّكّان الأصليين للمنطقة)، وأدّى رفض تركيا توقيع البيان المشترك ( بيان "بُوغوتا") إلى انتقاد السلطة (بزعامة الإخوان المسلمين) من قِبَل بعض أحزاب المعارضة "لأن الرئيس وأعضاء حكومته يُردّدون خطابات ضدّ إسرائيل ويرفضون اتخاذ خطوات ملموسة، ويتودّدون للرئيس الأمريكي دونالد ترامب"، وسبق أن أعلنت حكومة تركيا "وقف التبادل التجاري مع إسرائيل"، لكن أظهرت بيانات التجارة الخارجية إن التبادل التجاري مع الكيان الصهيوني مُستمر، ولم يتوقّف أبدًا، وإن نفط أدربيجان ( حليف الكيان الصهيوني والولايات المتحدة ) يتدفق نحو فلسطين المحتلة، عبر ميناء جيهان التركي ( خط أنابيب باكو- تبليسي- جيهان )، وصدرت عن مؤتمر بوغوتا خطة عمل من ست نقاط، ولم توقّع سوى 12 دولة على الخطة ( بوليفيا وكولومبيا وكوبا وإندونيسيا و العراق وليبيا وماليزيا ونامبيا ونيكاراغوا وعُمان وسانت فنسنت وغرينادا وجنوب أفريقيا) ولم توقّع تركيا على هذه الخطّة رغم ادّعاء رجب طيب أردوغان إنها سوف يتخذ قرارات تتماشى مع فظاعة ما يجري في غزة من قتل الأطفال...
تضمنت خطة مؤتمر بوغوتا حَظْرَ إرسال الأسلحة والذخيرة والوقود والمواد التي يمكن استخدامها مدنياً أو عسكرياً( ذات الإستخدام المزدوج)، وحَظْر دخول السفن التي تحمل أسلحة أو ذخائر إلى الكيان الصهيوني وعدم تزويدها بالوقود أو أي خدمات و"مراجعة جميع الاتفاقيات الحكومية السارية مع إسرائيل، وإلغاؤها عند الضرورة" وتنفيذ قرارات الهيئات القانونية الدولية.ومحاكمة مرتكبي الجرائم في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
رغم ادّعاء السلطات التركية مناصرة الشعب الفلسطيني، لم تبادر تركيا إلى أيّ خطوة اقتصادية أودبلوماسية ضد الكيان الصهيوني بل عززت مواقعها في سوريا وتُساهم مع الكيان الصهيوني في تفتيت البلاد، وحَظَرت المظاهرات المندّدة بالجرائم الصهيونية، وقمعت الشرطة المتظاهرين أمام معرض الصناعات العسكرية في إسطنبول، وردّدَ المتظاهرون شعارات، منها: «إسرائيل قاتلة وإردوغان متعاون... اطردوا مموّلي الإبادة من إسطنبول... فلسطين حرّة من النهر إلى البحر..."
قطر
أسّس حاكم قطَر شبكة الجزيرة الإخبارية التي بدأت البث بواسطة الأقمار الصناعية يوم الأول من تشرين الثاني/نوفمبر 1996، بعد سنة واحدة من الإنقلاب على أبيه ( 27 حزيران/يونيو 1995) الذي كان متواجدًا بالخارج، بدعم من الإستخبارات الفرنسية والغربية، وبدت "الجزيرة" للجمهور العربي، بمن فيهم التقدّميون كواحة للدّيمقراطية، متناسين عمدًا مسألة التّمويل، وغاضّين الطّرف عن السّماح لها بوجود مُراسلين في كافة الأراضي المحتلّة سواء سنة 1948 أو 1967، وفتح المجال "للضّيُوف" الناطقين باسم الكيان الصهيوني بالحديث بِحُرّية لِبثّ الإيديولوجية والدعاية الصهيونية في كافة البيوت العربية وتربية الأجيال القادمة على التّطبيع والخيانة، وتمكّنت "الجزيرة" من تحويل الأحداث الدّرامية إلى استعراض أو مهرجان قد يدوم يومًا كاملاً أو أيامًا من الهذيان، وفي غزة تُظْهر الجزيرة مشاهد البُؤس طوال اليوم، وكأن هذه المشاهد إنذار لمن يجْرَأ على المُقاومة، فضلا عن برامج "النقاش" التي تتّسم بالتّهريج والصياح ومقاطعة المُتحدّثين الخ
تطوّرت العلاقات بين تركيا وقطر، منذ بداية القرن الواحد والعشرين ( منذ 2002) وتحالف الطّرَفان لدعم المجموعات الإرهابية في الوطن العربي، ولتخريب وتقسيم سوريا وليبيا وغيرها، وتعد قطر حوالي ثلاثة ملايين نسمة لا يتجاوز عدد السّكّان المَحلّيّين منهم أربعمائة ألف نسمة أي 12% من العدد الإجمالي للسكان الذي يُشكل العمال المهاجرون 80% منهم وهم من حوالي مائة جنسية، غير إن قطر منتج كبير للمحروقات، وخصوص الغاز، مما جعلها أغنى دولة عربية، لكن حُكّام هذه الدُّوَيلة خصّصوا الثروة لتخريب البلدان العربية، كما استفادت القوى الإمبريالية من هذه الثروات الطّائلة، وتستضيف قَطَر قاعدَتَيْن عسكرِيّتَيْن أمريكيّتَيْن تحتل إحداهما نصف مساحة قطر، فضلا عن قواعد أخرى فرنسية وتركية وبريطانية، وتُعتَبَرُ قاعدة العديد أكبر قاعدة عسكرية جوية أمريكية خارج الولايات المتحدة، ولذلك استهدفتها إيران ردًّا على العدوان الامريكي الصهيوني، خلال شهر حزيران/يونيو 2025...
أنفقت قَطَر نحو مليار دولارا على بناء قاعدة العُديد إثر "اتفاق التعاون العسكري الأمريكي القَطَري" خلال العدوان على العراق سنة 1991، واستخدم الجيش الامريكي هذه القاعدة لاحتلال أفغانستان سنة 2001، وجرى توسيعها لتكون جاهزة للاحتلال العراق سنة 2003، وتضم قاعدة العديد مراكز القيادة المتطورة ومخازن الأسلحة والوقود وورشات صيانة الطائرات الحَرْبية والأسلحة، فضلا عن قاعدة "السيلية" ( منذ سنة 2000) حيث توجد القيادة المركزية للقوات الأمريكية، وتستخدمها الولايات المتحدة لتخزين الأسلحة والآليات والذخائر، ونقلت الولايات المتحدة سنة 2003 "مركز العمليات القتالية الجوية الأمريكية في الشرق الأوسط" من قاعدة الأمير سلطان الجوية في السعودية إلى قاعدة "العُديد" التي ما انفكت الولايات المتحدة تُوسّعها لتضم المزيد من الطائرات والطائرات المُسيّرة، وتجدر الإشارة إلى تكفل دُويلة قَطَر بتكاليف إنشاء وصيانة وتجهيزات القاعدَتَيْن الضّخْمَتَيْن، حيث تعمل القوات الأمريكية بكامل الحرية وبالمجان، وتضم قاعدة العُديد مدرج للطائرات بطول خمس كيلومترات، ووفق وثيقة متوفرة في مكتبة الكونغرس الأمريكي منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2022، وتذكر الوثيقة إن قاعدة العديد تستضيف مقر القيادة المركزية الأمريكية المتقدمة والقيادة المركزية للقوات الجوية الأمريكية المتقدمة وقيادة العمليات الخاصة الأمريكية المتقدمة وقوة المهام المشتركة بين الوكالات ( التي تحتل سوريا)، ومركز العمليات الجوية المشتركة التابع للقيادة المركزية الأمريكية، والجناح الجوي 379 التابع للقوات الجوية الأمريكية...
وقّعت قَطَر في الفترة الأولى لرئاسة دونالد ترامب ( كانون الثاني/يناير 2019 ) مذكرة تفاهم مع وزارة الحرب الأمريكية ترمي إلى " إضفاء الطابع الرسمي النهائي على التزام قطر بدعم تكاليف الاستدامة وتكاليف البنية التحتية المستقبلية في قاعدة العديد الجوية"، وتوسعات القاعدة بقيمة ثمانية مليارات دولارا سدّدتها قَطَر بين سنتيْ 2003 و 2019، وفي ذكرى النّكبة لهذا العام ( 2025) أهدى حاكم قطر طائرة ( أمريكية الصّنع) لدونالد ترامب بقيمة أربعمائة مليون دولارا، ووقع الطّرفان عُقودًا لإنفاق قَطَر نحو 1,2 تريليون دولارا في قطاعات الطاقة والأسلحة والبنية التحتية والطيران والتكنولوجيا، فضلا عن الإستثمارات القَطَرِية في قطاعات أمريكية عديدة، تكنولوجيا المعلومات والصناعة والخدمات المالية والطاقة والفنادق والسياحة، وتستمر قطر ( ودُوَيلات المجلس الخليجي) في تمويل الإقتصاد الأمريكي الذي يقتل شعوبنا وينهب ثرواتنا بتواطؤ من هؤلاء الحُكّام...
#الطاهر_المعز (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟