أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر المعز - مُتابعات - العدد الواحد والثلاثون بعد المائة بتاريخ الخامس من تموز/يوليو 2025















المزيد.....


مُتابعات - العدد الواحد والثلاثون بعد المائة بتاريخ الخامس من تموز/يوليو 2025


الطاهر المعز

الحوار المتمدن-العدد: 8394 - 2025 / 7 / 5 - 13:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الذّكرى الثالثة والسّتّون لاستقلال الجزائر ( 1962 – 2025) بعد 132 سنة من الإستعمار الإستيطاني الفرنسي من 1830 إلى 1962، وبعد ثورات عديدة منذ بداية الإحتلال سنة 1830 ومجازر عديدة من بينها يوم احتفال أوروبا بنهاية الحرب العالمية الثانية، يوم الثامن من أيار/مايو 1945، لما تظاهر الشعب الجزائري للمطالبة بالإستقلال، وقتل الجيش الإستعماري الفرنسي حوالي 45 ألف جزائري في سطيف وقالمة وخَرّاطة، خلال أسبوع، وقصف الجيش الفرنسي قرية ساقية سيدي يوسف الحدودية بين تونس والجزائر يوم الثامن من شباط/فبراير 1958، وقُدِّرَ عدد القتلى من جزائريين وتونسيين بنحو سبعين قتيلاً وحوالي تسعين جريحًا وفق الصليب الأحمر الدّولي والهلال الأحمر التونسي الذي قصفت الطائرات الحربية الفرنسية سياراته وشاحناته، وفاق عدد شهداء الجزائر خلال فترة الإستعمار مليون شهيد، وكان الإستقلال نتيجة سبع سنوات من الكفاح المسلح من 1954 إلى 1962
*****
يتضمن العدد الواحد والثلاثون بعد المائة من نشرة "مُتابعات" الأسبوعية فقرة عن الإدمان على الإنتاج الإعلامي الهابط الذي أطلقته وسائل ومنصات التواصل المسمى "اجتماعي"، وفقرة عن استثمارات المؤسسات المالية الأوروبية في مستوطات الضفة والغربية، وفقرة عن الإبتزاز الأمريكي لمشيخات النفط، واستخدام عائدات النفط لتمويل العدوان الصهيوني على الشعوب العربية والإيرانية، وفقرة عن تداعيات العدوان الأمريكي الصهيوني على إيران وأخرى عن أحد جوانب التعاون الإستراتيجي بين الصين وإيران وفقرة عن بعض جوانب صناعة السلاح الأمريكية وفقرة عن "معرض الطيران والفضاء" في باريس وهو معرض عسكري يحظى الكيان الصهيوني داخلة بمكانة مميزة، وفقرة عن أحد أشكال الهيمنة الأمريكية المتمثل في سحب تمويل بعض المنظمات الدّولية مقابل تعزيز الهيمنة على صندوق النقد الدّولي والبنك العالمي...

إدْمان الرّداءة
كيف يمكن تفسير أو تبرير زيادة عدد المُطّلِعين ( الزّائرين) للمواقع التّافهة وانخفاض عددهم في المواقع الجادّة؟
كيف يُمكننا تفسير انخفاض زيارات مواقع التواصل الاجتماعي، انطلاقًا من فيسبوك؟ هذا التراجع ليس صدفة أو أزمة عابرة، بل هو نتيجة استراتيجية مدروسة من قِبل كبرى شركات تكنولوجيا الاتصالات، وتتمثل هذه الاستراتيجية في إخفاء الروابط الصادرة ( فيسبوك ) أو حظرها ببساطة (مثل إنستغرام وتيك توك)، وإعطاء الأولوية للمحتوى الذي لم نشترك فيه حتى، والذي تم اختياره باستخدام خوارزمية غامضة ويغمرها الضباب، واستبدال النصوص بالصور، ثم الصور بالفيديوهات، وإلغاء أنظمة التحقق، وتغطية المعلومات الجيدة بسيل من الشائعات والرسائل البغيضة (مما يُجبرنا أيضًا على قضاء ساعات في تعديل التعليقات بأنفسنا)، وفرض رسوم باهظة مقابل التواصل مع متابعينا (ما يُعرف بـ"الرعاية" سيئة السمعة)، مما أدى في النهاية إلى انخفاض مُضّرد لعدد الأشخاص الذين يطّلعون على المحتوى الجِدِّي أو الدّاعي إلى استخدام العَقْل والتّفكير ( بدل الإستهلاك "السّلبي") مقارنةً ببضع سنوات مضت.
تُجبر وسائل الإعلام الجادة والبديلة على تكييف صيغها وطريقة تقديمها للمعلومات من أجل البقاء، ويُجبر هذا الحلُّ الجمهورَ في النهاية على الدوران في حلقات مفرغة، ولا يكتشف إلا ما تسمح به كبرى شركات الإعلام والتكنولوجيا التي نجحت في مَساعيها المتمثلة في تَجْهِيل الجمهور وقَتْلِ روح النّقد والتفكير، كما نجحت منصّات الإتصال "الإجتماعي" التابعة للشركات الكُبرى في جعل أكثر من 60% من سكان العالم مُدْمِنِين على مواقعها ويستمدون منها المعلومات ويتابعون أخبار العالم بواسطتها، وهم غير قادرين على البحث واختيار ما يمكن لهم قراءته أو سماعه أو مشاهدته...
من الضّروري إنشاء وسائل إعلام بديلة وتوزيع المقالات الجادّة التي تفتح عُيُون وعُقول المواطنين، بدل دفعهم إلى استهلاك الفاست فود والفاست ميديا...

فلسطين
استثمار ثمانمائة مصرف أوروبي مبلغ 400 مليار دولار في استعمار الضفة الغربية من بداية سنة 2021 إلى شهر آب/أغسطس 2024
أصدر تحالف "لا تساهِمْ في تمويل الإحتلال" (DBIO) – وهو تحالف يضم 28 منظمة فلسطينية وإقليمية وأوروبية بلجيكا وفرنسا وإيرلندا وهولندا والنرويج وإسبانيا وبريطانيا - تقريره الرابع سنة 2024 بشأن الشركات والمصارف متعددة الجنسيات المشاركة في استعمار الضفة الغربية المحتلة، ضمن نشاط التحالف الذي يهدف إلى التحقيق وتسليط الضوء على ضلوع المؤسسات المالية والتجارية في تنفيذ مشروع الإستيطان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1967، ويعود تاريخ نَشْر التّقرير الأول إلى أيلول/سبتمبر2021، ويظهر التقرير الذي نُشر خلال شهر كانون الأول/ديسمبر 2024، إن ما لا يقل عن 822 مؤسسة مالية من 29 دولة أوروبية ( من بينها المصارف وصناديق التقاعد وإدارة الأصول وشركات التأمين) استثمرت ما لا يقل عن أربعمائة مليار دولارا، خلال الفترة كانون الثاني/يناير 2021 وآب/أغسطس 2024 وحافظت طيلة هذه السنوات على علاقات مالية مع ما لا يقل عن 58 الشركات النّشطة في المستوطنات الصهيونية في القدس والضفة الغربية، وقدّمت هذه المؤسّسات المالية قروضًا وودائع أو اشترت أسهمًا وسندات مما يجعلها متورطة مباشرة في الإستعمار الإستيطاني الصهيوني وفي انتهاكات حقوق الإنسان، وأدرجت الأمم المتحدة هذه الشركات الثماني والخمسين في قاعدة بيانات "الشركات المتورّطة في نشاط تجاري في المستوطنات " الصهيونية في الضفة الغربية والقدس ( شباط/فبراير 2020) ونشرت المفوضية السامية لحقوق الإنسان ( بداية سنة 2025) تحديثًا لقائمة بياناتها وتشير إلى استمرار هذه الشركات المالية والمصارف في الإستثمار في المستوطنات، واعتبرت إن المؤسسات المالية الأوروبية العشر التي لديها أكبر الاستثمارات والقروض في الشركات العاملة في الأراضي الفلسطينية المحتلة هي: بي إن بي باريبا، إتش إس بي سي، باركليز، دويتشه بنك، سوسيتيه جنرال، سانتاندر، كريدي أغريكول، يونيكريديت، ستاندرد تشارترد، آي إن جي، ويُشير التقرير إن استمرار المستوطنات في الضفة الغربية مستحيل، لولا هذه الاستثمارات المالية والقروض الممنوحة للشركات التي تستفيد من مُصادرة أراضي الشعب الفلسطيني، ونُوَفِّرُ البنية التحتية الداعمة لبناء المستوطنات، كالطرقات الخاصة بالمستوطنين الصهاينة وشبكات الاتصالات وبناء المساكن والتمويل، وتلعب دورًا أساسيًا في استدامة وتوسيع الإحتلال، وكانت محكمة العدل الدّولية قد أصدرت ( تموز/يوليو 2024) رأياً استشارياً يعتبر "الوجود الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك احتلالها العسكري والمستوطنات، غير قانوني ويجب أن ينتهي في أقرب وقت ممكن"، ورغم إيجابيته فإن هذا "الرّأي الإستشاري" يعتبر الأراضي المحتلّة سنة 1948 "حقًّا مكتسبًا" للكيان الصهيوني، ولا يعتبر الجليل والمثلث والنقب أراضي محتلّة...
استغل الكيان الصهيوني تركيز الأنظار على غزة، منذ السابع من تشرين الأول/اكتوبر 2023، لزيادة وتيرة الإستعمار الإستيطاني ومُصادرة الأراضي في الضّفّة الغربية والقُدْس.

إيران - الولايات المتحدة الأمريكية
أفادت وكالة رويترز أن السفن القريبة من مضيق هرمز بدأت في انتحال هوية سفن روسية وصينية خوفًا من التعرض لهجمات، وصرحت آمي دانيال، الرئيسة التنفيذية لشركة ويندوارد: "يعتقد مالكو السفن أن البنية المعقدة للنقل البحري تُعَسِّرُ جهود التعرف على المالكين الحقيقيين للسفن، مثل الولايات المتحدة وبريطانيا والكيان الصهيوني والدّول الإمبريالية التي تكون سُفُنُها أكثر عرضة للخطر، وجرت العادة أن تُعلن السفن عن وجهتها أو تُرسل رسالة "بانتظار التعليمات"، وفي بعض الأحيان، تُرسل أيضًا إشارات مثل "حراس مسلحون على متن السفينة" لتخويف القراصنة أو منع المزيد من الهجمات، وخلال الفترة من 12 إلى 24 حزيران/يونيو 2025، أرسلت خمسٌ وخمسون سفينةً نحو 101 رسالة غير نَمَطِيّة في منطقة الخليج والبحر الأحمر، تضمنت خيارين: "تابعة للصين" و"نفط روسي"، وهي سُفُنٌ تُحاول تَجَنُّبَ الهجمات، نظرًا لانخفاض احتمالية استهداف سفن هذه الدول مقارنةً بالسفن الغربية، في ظل حالة عدم اليقين المحيطة بوقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة وإيران التي أعلنت حكومتها إنها سوف تقدم شكوى ضد الكيان الصهيوني والولايات المتحدة لدى المحكمة الجنائية الدولية، وصرح عثمان سالاري، عضو اللجنة البرلمانية الإيرانية للشؤون القانونية والقضائية، بأن اللجنة "تسعى إلى محاسبة إسرائيل والولايات المتحدة على العملية العسكرية ضد إيران ( لأن) هذه الجرائم تستحق التحقيق، سواء من حيث عدد الضحايا أو الأضرار التي لحقت ببنيتنا التحتية الصناعية والاقتصادية، ونعتزم المطالبة بالتعويضات عن الأضرار"، كما أشار عثمان سالاري إلى الهجوم الصّهيوني على سجن إيفين، قائلاً: "يمكن محاسبة الجناة ومعاقبتهم من قبل المحكمة الجنائية الدولية"، في إشارة إلى القصف الذي نفذه الطيران الصهيوني يوم 23 حزيران/يونيو 2025، وألحقَ أضرارًا بالغة بمبنى إدارة السجن، وأسفر عن مقتل وإصابة عدد من الموظفين، وفقًا لوسائل إعلام إيرانية، وأدى الهجوم على السجن إلى نقل عدد من السجناء إلى سجون أخرى، وفقًا لأفراد عائلاتهم.
فيما يتعلق بالعدوان الأمريكي، ورغم التقارير المتفائلة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي هنأ العالم بانتهاء حرب الـ 12 يومًا، إلا أن الحرب لم تنتهِ بعد، إذ لا يوجد حاليًا ( عند تحرير هذه الفقرة يوم 27/06/2025) سوى اتفاق وقف إطلاق نار مؤقت، لم يُنشر نَصُّهُ بعد، بين الكيان الصهيوني وإيران، ولذا قد يتجدد العدوان في أي وقت، وسيظل المجال الجوي فوق المناطق الشمالية الغربية من إيران مغلقًا حتى تاريخ غير محدد، فيما أعلنت المخابرات العسكرية الصهيونية عن هجمات جديدة و"اغتيالات مُستهدفة" على الأراضي الإيرانية، باستخدام نفس الأساليب المتبعة في لبنان، أي مُواصلة الإغتيالات وما يُسمى بالقصف "المُستهدف" بعد وقف إطلاق النار، وصرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال محادثة مع الصحفيين في البيت الأبيض يوم الجمعة 27 يونيو/حزيران 2025، وفقًا لشبكة CNN، بأنه "مستعد لقصف إيران مرة أخرى، وسيأمر بلا شك بقصف جديد للمنشآت النووية الإيرانية إذا رأى ذلك ضروريًا"، وكان دونالد ترامب قد أعلن خلال اليوم السابق (الخميس 26 حزيران/يونيو 2025) عن اجتماع بين ممثلين أمريكيين وإيرانيين "الأسبوع المقبل"، مؤكدًا أنه "لم يعد يرى ضرورة" لتوقيع أي اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، وكانت شبكة CNN قد ذكرت سابقًا أن ترامب يدرس تقديم ما يصل إلى 30 مليار دولار لإيران كجزء من المفاوضات، لكن إيران نفت أي خطط لاستئناف المحادثات النووية مع الولايات المتحدة، وأعلن دونالد ترامب، لتبرير تراجعه وتغيير مواقفه ( أو بالأحرى مُحتوى تصريحاته العلنية ) خلال أقل من أربع وعشرين ساعة "... بما أن القادة الإيرانيين أصدروا تصريحات مليئة بالغضب والكراهية والاشمئزاز"، فقد تَوَقَّفَت جهود رفع القيود على إيران، وفق وكالة رويترز بتاريخ 27 حزيران/يونيو 2025

ممر سكة حديد جديد يربط الصين بإيران
تم افتتاح خط السكة الحديد الذي يربط أورومتشي، في مقاطعة شينجيانغ الصينية بطهران، مرورًا بكازاخستان وتركمانستان في آسيا الوُسطى، بطول أربعة آلاف كيلومتر، لنقل أكثر من 10 ملايين طن من البضائع سنويًا بحلول سنة 2030، مما يُخفّض زمن الرّحلة من أربعين يومًا عبر مضيق ملقا البَحْرِي الرابط بين المُحيطَيْن الهندي والهادئ) إلى 15 يومًا بواسطة السكة الحديدية، ولا يقتصر هذا المشروع على تقصير المسافات فحسب، بل يُعيد أيضًا تعريف خرائط القوة، متحديًا بذلك هيمنة الولايات المتحدة على طرق التجارة العالمية، من خلال الإبتعاد عن الطرقات البحرية الخاضعة لسيطرة قوات البحرية الأمريكية.
وصف الرئيس الصيني السابق هو جين تاو، سنة 2003، مضيق مَلَقَا بأنه مشكلة استراتيجية، مما دفع الصين إلى البحث عن بدائل بَرِّيَّة لتنويع طرق تجارتها وضمان أمن الطاقة، ويُعدّ ممر السكك الحديدية الجديد بين الصين وإيران، وهو جزء لا يتجزأ من مبادرة الحزام والطريق، إحدى وسائل تجاوز "معضلة ممَرّ مَلَقَا"، أما إيران فإن خط السكة الحديدية يمكّنها من تلبية الطلب المتزايد على سِلَعِها من أسواق أوراسيا وتجاوز "العقوبات" الغربية،
عندما أعلنت هيلاري كلينتون وباراك أوباما سنة 2012 محاصرة الصين وتخصيص حوالي 60% من قوات البحرية الأمريكية ( القوة الأساسية الضاربة في الجيش الأمريكي) لفَرْض طَوْقٍ على تجارة الصين التي يُشكّل مضيق مَلَقا حلقتها الأساسية، إذ يمرّ عبره ما يقارب 80% من واردات الصين النفطية و60% من تجارتها البحرية، مما يُشكّل نقطة ضعف ويُعرّض الصّين لحصار بحري من قِبَل الولايات المتحدة وحلفائها، مثل سنغافورة أو الهند، خصوصًا في هذا الظّرف حيث ازدادت التوترات بين الصين وإيران والولايات المتحدة، وضاعفت الولايات المتحدة جهودها للحدّ من التوسع الاقتصادي الصيني والحد من صادرات النفط الإيرانية، ويُمثل ممر السكك الحديدية نقطة تحول فُرْصَةً لوصول الصّين إلى النفط الإيراني دون المرور عبر المياه الخاضعة للسيطرة الأمريكية، كما يُمثل تعزيزًا لمكانة إيران كمركز تجاري بين آسيا وأوروبا، ويجعلها أقل اعتمادًا على الطرق البحرية وممرات الشّحن التي حاولت الولايات المتحدة استدامة سيطرتها عليها عبر العالم واستثمار موارد كبيرة من بينها القواعد العسكرية البحرية الإستراتيجية في سنغافورة وكوريا الجنوبية واليابان والأسطول الخامس في البحرين، وأنشأت الولايات المتحدة نقاط تفتيش تمكّنها من اعتراض تجارة الصين أو إيران.
يُمثل هذا المشروع امتدادًا لاتفاقية الشراكة الإستراتيجية بين الصين وإيران ( 2021) وتتضمن استثمارات صينية بقيمة أربعمائة مليار دولارا في قطاعات البنية التحتية والطاقة والتكنولوجيا في إيران.
تُعتَبَرُ منطقة "أوراسيا" ( الرابطة بين قارّتَيْ أوروبا وآسيا) حلقة أساسية في طُرق التجارة الدّولية، وتُروّج الولايات المتحدة وحلفاؤها، كالهند واليابان، لمشاريع بديلة، مثل ممر الهند والشرق الأوسط وأوروبا، بغرض الحَدّ من النّفُوذ الصِّيني، كما تسعى تركيا، من خلال مشروع طريقها التنموي السريع، إلى منافسة دول الخليج وأوروبا كمركز تجاري، غير إن الصّين بدأت منذ سنة 2013 الإستثمار في طريق الحرير الجديدة ( أو "الحزام والطّريق" ) لتقليل اعتمادهما على الطرق البحرية التي تسيطر عليها الولايات المتحدة، وركّزت على منطقة أوراسيا كأفضل الطّرق للوصول إلى الأسواق الأوروبية

صناعة القَتْل
تمكّنت منظومة الدّفاع الإيرانية يوم 13 حزيران/يونيو 2025 من إسقاط طائرة واحدة على الأقل من طراز إف- 35 التي تُسمّى "الشّبَح" في إشارة إلى العجز المُحتَمَل للرادار على كشفها، وأسرت إيران قائد الطّائرة، وقبل يَوْمَيْن من هذا "الحادث" ( الحَدَث) أعلنت وزارة الحرب الأمريكية - التي طلبت من الكونغرس، سنة 2024، الموافقة على شراء 48 طائرة من طراز إف – 35 ( من تصنيع شركة "لوكهيد مارتن) - خَفْضَ العدد إلى النّصف وطلبت الإكتفاء بأربع وعشرين طائرة، وفق وكالة بلومبرغ بتاريخ الحادي عشر من حزيران/يونيو 2025.
يُمثل برنامج تصنيع الطائرة "الشّبح" إف – 35 نحو ثُلُث إيرادات شركة لوكهيد مارتن، وتأخر تصينع الطائرة وارتفع ثمنها إلى درجة قياسية، وتمت تجربتها ومراجعة "العُيُوب" الفَنِّيّة عدّة مرّات، وأجْبَرت الولايات المتحدة حُلفاءها في أوروبا على تمويل النّفقات المرتفعة لتصنيعها، لكن الأولوية في استخدامها وتجربتها كانت من نصيب الكيان الصهيوني الذي قَصَف بها الفلسطينيين في غزة، بهدف مُعاينة مُستوى الأضرار الذي تُلحقه هذه الطائرة وقنابلها بالمباني والطرقات وبالبشر، وأعلنت إدارة شركة لوكهيد مارتن للأسلحة إنها سلمت سنة 2024، ما مجموعه 110 طائرات مقاتلة من طراز F-35 للولايات المتحدة وحلفائها، رغم ارتفاع ثمنها ورغم "العيوب الفَنِّيّة" التي لا تزال تشوبها...

فرنسا، تجارةُ القَتْلِ – معرض "لوبورجيه" للطيران والفضاء
افتُتِح معرض "لوبوجيه" ( ضاحية مُلاصقة لباريس) الدّولي للطيران والفضاء ( خصوصًا الإستخدام الحربي للطيران والفضاء) يوم الإثنين 16 حزيران/يونيو 2025، بمشاركة تسْع شركات صهيونية، رغم معارضة قسم من المجتمع الفرنسي لمشاركة الكيان الصهيوني وللتعاون العسكري الفرنسي- الصهيوني، كما استنكرت منظمة العفو الدولية – التي تتسم مواقفها بالليونة والتّكتّم – "وجود شركات تبيع أسلحة تُستخدم في غزة في معرض لوبورجيه للطيران وتزويد إسرائيل بمعدات عسكرية فرنسية... إن الحكومة الفرنسية تُواصِل إرسال مكونات مواد حربية لتصنيع الأسلحة في إسرائيل، في وقت يتزايد الكشف عن عمليات نقل أسلحة إلى إسرائيل، مما يمهّد الطريق أمام إمكان رفع دعاوى بتهمة التواطؤ في جرائم دولية (...) إن على الدول التي تُواصل نقل الأسلحة إلى إسرائيل أن تدرك أنها تنتهك التزامها بمنع جريمة الإبادة الجماعية، وتخاطر بأن تصبح متواطئة في هذه الجريمة ( كما إن ) شركات الأسلحة هي الأخرى ليست في منأى عن خطر التواطؤ هذا"، ورَفعت بعض المنظمات المناهضة للحرب وللعدوان الصهيوني المستمر في غزة والضفة الغربية دعاوى قضائية في هذا الشأن، فيما أعلنت الحكومة الفرنسية "حَجْبَ أجنحة شركات تعرض أسلحة هجومية تُسْتَخْدَمُ في قطاع غزة" مع تمادي الحكومة ( الفرنسية) في نَفْيِ اتهامات المنظمات غير الحكومية بتسليم أسلحة إلى الكيان المُحتلّ لأغراض غير دفاعية أو لإعادة التصدير، بعد رفْعِ رابطة حقوق الإنسان دعوى مدنية يوم 12 حزيران/يونيو 2025، ضد شركة الأسلحة الفرنسية “يورولينكس” وشركة “آي إم آي سيستمز” الصهيونية بتهمة التواطؤ في جرائم ضد الإنسانية والتواطؤ في إبادة جماعية...

الصراع الأمريكي – الصّيني:
تحاول الولايات المتحدة تقليص نفوذ الصين وطرد شركاتها التي تُشرف على إدارة العديد من الموانئ التجارية، وسبق أن حذر حلف شمال الأطلسي من الاستثمارات الصينية للسيطرة على البنية التحتية الحيوية لبعض الدول الأعضاء فيه، إثْر سماح الحكومة الألمانية لشركة كوسكو القابضة الصينية بالاستحواذ على 25% من الشركة التي تدير ميناء هامبورغ، وهدّدت الولايات المتحدة باحتلال بنما إذا لم يتم فسخ عقد الشركة الصينية التي تُدير موانئ القناة، وفي أستراليا، منحت حكومة الإقليم الشمالي المفلسة قبل عشر سنوات إدارة ميناء "داروين" الاستراتيجي للمياه العميقة لشركة لاندبريدغ إندستري أستراليا، وهي شركة تابعة لمجموعة شاندونغ لاندبريدغ، لمدة 99 عاماً، والمساهم الرئيسي في هذه الشركة ليس سوى يي تشنغ، المرتبط بصناعة الدفاع الصينية، وكانت وزارة الحرب الأسترالية قد حذّرت حكومة الإقليم الشمالي آنذاك، ولكنها لم تعارض العقد رسميا، وتستضيف الإقليم الشمالي في أستراليا قواعد رئيسية للقوات الأسترالية والأمريكية، فضلاً عن أصول الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، ولذلك ضغطت الحكومة الأمريكية على حكومة أستراليا التي تعتزم التراجع عن الصفقة مما أثار غضب السفير الصيني لدى أستراليا الذي أصدر بيانًا رسميًا يندد "بخطة الحكومة الأسترالية لاستعادة السيطرة على الميناء الذي أصبح مُربحا بعدما أصبحت تُشرف على إدارته شركة صينية، منذ عشر سنوات، بموجب عقد قانوني حصلت عليه من خلال عملية تقديم عطاءات مفتوحة وشفافة، مع الامتثال الكامل للقانون الأسترالي ومبادئ السوق"... قامت مجموعة لاندبريدغ باستثمارات كبيرة في صيانة وبناء البنية التحتية لميناء داروين، وتحسين عملياته وإدارته، وتوسيع قاعدة زبائنها، وحصلت تحسينات كبيرة للميناء الذي تحسّن وضعه المالي وأصبح يساهم بشكل إيجابي في التنمية المحلية، وفق السفير الصيني...

أمريكا، تعزيز الهيمنة
أعلن وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، خلال الإجتماعات نصف السّنوية للبنك العالمي وصندوق النّقد الدّولي ( نيسان/ابريل 2025) إن الولايات المتحدة التي سحبت التمويل الذي كانت تقدمه لمنظمات الأمم المتحدة، سوف تستمر في فَرْض الهيمنة على مؤسسات بريتن وودز ( البنك العالمي وصندوق النقد الدّولي) مع السّعي لسحب التمويلات عن مشاريع المناخ والطاقة النظيفة وتوجيه تمويل هاتَيْن المؤسّسَتَيْن نحو تعزيز القطاع الخاص ليتمكّن من فَرْض اقتصاد السُّوق في كافة بلدان العالم وحَظْر تراكم الديون غير المستدامة، ويُمثل تصريح وزير الخزانة الأمريكي تأكيدًا على الأهداف الواردة في "وفاق واشنطن" منتصف سنة 1989 وأدّى تطبيق مثل هذه البرامج إلى انتفاضات عديدة في بلدان "الأطراف"...



#الطاهر_المعز (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بريطانيا – ابتزاز الفنانين بتهمة -مُعاداة السّامية-
- في ذكرى استقلال الجزائر 05 تموز/يوليو 1962 – 2025
- مُتابعات - العدد الثلاثون بعد المائة بتاريخ الثامن والعشرين ...
- الثورات الملونة والحرب -النّاعمة-
- ألمانيا رأس حِرْبة الإمبريالية الأوروبية – 2 / 2
- ألمانيا رأس حِرْبة الإمبريالية الأوروبية – 1 / 2
- وفاة الأمم المتحدة؟
- جولة من حرب -الشرق الأوسط الكبير-
- مُتابعات - العدد التّاسع والعشرون بعد المائة بتاريخ الواحد و ...
- من غزة إلى طهران
- هوامش من العدوان الصهيوني على إيران بعض اتجاهات الرأي العام
- توسّع رقعة العدوان الأمريكي – الصهيوني إلى إيران
- مُتابعات - العدد الثّامن والعشرون بعد المائة بتاريخ الرّابع ...
- من أسطول الحرية إلى قافلة الصمود
- دَهالِيز الدّيمقراطية الأمريكية – الجزء الثاني
- دَهالِيز الدّيمقراطية الأمريكية – الجزء الأول
- الرأسمالية في ظل الهيمنة الأمريكية
- مُتابعات - العدد السّابع والعشرون بعد المائة بتاريخ السابع م ...
- جرائم المُشاركة في إبادة الشعب الفلسطيني – فرنسا نموذجًا
- إندونيسيا – قوة مهدورة


المزيد.....




- حديقة أم مقبرة طيور؟.. غموض وتساؤلات بعد اكتشاف عشرات النسور ...
- الهجري: بيان الرئاسة الدرزية -فُرض علينا- من دمشق ونتعرض لـ- ...
- سوريا: هل تتحول السويداء إلى ساحة تصفية حسابات إقليمية؟
- بي بي سي أمام أزمتي -والاس- و-وثائقي غزة-... هل تنجح في تجا ...
- وصفتها بـ-الخطرة جداً-.. روسيا تُعلّق على -مهلة ترامب- لإنها ...
- -نرى كل شيء ونسمع كل شيء-: هكذا ردّ خامنئي على رسالة غالانت ...
- سباق فوق الجليد.. انطلاق فعاليات مارثون القطب الشمالي بمشارك ...
- الدوحة: مفاوضات غزة لا تزال بالمرحلة الأولى.. وتل أبيب تعرض ...
- حفل ثقافي وفني بهيج في ميونخ الألمانية بمناسبة الذكرى 67 لثو ...
- تقرير أممي: تصاعد عنف المستوطنين في الضفة الغربية


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر المعز - مُتابعات - العدد الواحد والثلاثون بعد المائة بتاريخ الخامس من تموز/يوليو 2025