|
وفاة الأمم المتحدة؟
الطاهر المعز
الحوار المتمدن-العدد: 8383 - 2025 / 6 / 24 - 12:02
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هل لا يزال للأمم المتحدة وزن؟ رَفَضَ الكيان الصهيوني – بدعم مُباشر من الإمبرياليّتَيْن البريطانية والفرنسية – وبتشجيع من الولايات المتحدة الأمريكية، منذ تأسيسه سنة 1948، تطبيق قرار الأمم المتحدة رقم 181 المُجْحف بحق الشعب الفلسطيني لأنه يُقسّم وطنه إلى دولتَيْن، واحدة للغزاة الصهاينة والأخرى للشعب الفلسطيني، كما رفض الكيان الصهيوني تطبيق القرار 194 الذي يشترط قُبُولَ عضويته في الأمم المتحدة بعودة اللاجئين إضافةً إلى تعويضهم عن خسائرهم ( وليس العودة أو التعويض)، وتَمَادَى الرّفضُ بدعم امبريالي مباشر إلى غاية سنة 2025 بعدما أصدرت محكمتان دوليتان ( محكمة العدل والمحكمة الجنائية) قرارات بشأن وقف العدوان على الفلسطينيين في غزة واعتقال بعض القادة الصهاينة ورَفَضَ الكيان الصهيوني والدّول الإمبريالية تطبيق هذه القرارات، رغم التّقارير العديدة الصّادرة عن وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، والعديد من مُقرّرِي الأمم المتحدة والمبْعُوثِين الخاصّين وتُدين هذه التّقارير "انتهاكات حقوق الإنسان الفلسطيني" وتُدين المجازر التي اعتبرها مُقرِّرُو الأمم المتحدة "إبادة جماعية" و "جرائم ضدّ الإنسانية"، بالإضافة إلى منع دخول الأدوية والغذاء ومُحاصرة مليونَيْن وثلاثمائة ألف فلسطيني في غزة وحوالي 3,5 ملايين في الضفة الغربية، وإغلاق مكاتب وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاّجئين الفلسطينيين ( أنروا ) لأن وُجودَها شهادةٌ على تشريد شعب فلسطين خلال نكبة 1948، وبذلك تمكّنت الإمبريالية الأمريكية والأوروبية والكيان الصهيوني من تهميش منظمة الأمم المتحدة وتضييق هامش حركتها ومناوراتها، وأنهت القوى الإمبريالية والكيان الصهيوني دَوْرَ منظمة الأمم المتحدة في فلسطين ( وما يُسمّى "الشرق الأوسط") الذي كان هامشيًّا أصلاً لأنه يقتصر على الدّعوة إلى تطبيق "القانون الدّولي" ( شَرْعَنَ هذا القانون الدّولي سَلْبَ الشعب الفلسطيني وطَنَهُ ) و دَعْم "الحلول السياسية بدل الحرب" من خلال تنظيم "المفاوضات" والإشراف عليها، أو إرسال "قوات حفظ السلام" ( وهي غير ناجعة أو تخدم مصلحة الكيان الصهيوني، كما يحصل في لبنان)، أو جَمْع التّبرّعات وتوزيع المساعدات الإنسانية، وما إلى ذلك، وفي المقابل رفعت القوى الإمبريالية والكيان الصهيوني من شأن الأنظمة الرجعية التّطبيعية العربية التي أصبحت تقوم بدور الوساطة بدل دعم الشعب الفلسطيني، وتقوم بتمويل العدوان بزيادة حركة التبادل التجاري مع الإحتلال ودعوة الناطق باسم الجيش الصهيوني لبث الدّعاية الصهيونية على شبكات "الجزيرة" ( قطر) أو "العربية" ( السعودية) أو "سكاي نيوز عربي" ( الإمارات) وغيرها، وبضخ الأموال في خزينة الولايات المتحدة التي تُسلّح الكيان الصهيوني... لقد تم تهميش الأمم المتحدة التي منحت الشرعية للكيان الصهيوني بفضل اصطفاف الإتحاد السوفييتي وراء المواقف الإمبريالية الدّاعمة لِسَلْب الشعب الفلسطيني وطنه، واعتَبَرت الأمم المتحدة – منذ 1948 – القرارات الظّالمة ( تقسيم فلسطين إلى دولتين "يهودية" و "عربية" ) أساسًا "لحل الصراع في الشرق الأوسط". لا يمكن اعتبار منظمة الأمم المتحدة مُمثلة للشعوب أو مناصرة لحق الشعوب في تقرير مصيرها، لأنها تُمثل الأنظمة القائمة، ولأن قرارات الجمعية العامة ( التي تضم كافة الدّول الأعضاء ) غير مُلْزِمة، فيما تمثل قرارات خمس دول ( الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين) مُلْزِمة ويمكن تنفيذها بالقوّة العسكرية، إذا لم تعترض إحدى هذه الدّول الخمسة على القرار ( باستخدام ما سُمِّيَ "حق النّقْض")، ولذلك لم تتمكّن الأمم المتحدة من فَرْض تطبيق قراراتها إذا لم تكن القوى الإمبريالية وراء تلك القرارات، ومَثَّلَ هذا "الوفاق" بين "القوى العُظْمى" أُسُسَ انتهاك ميثاق الأمم المتحدة الذي يَنُصُّ على إدانة ورفض "الإستيلاء على الأراضي عن طريق الحرب "، وأساسًا لِرَفْضِ الكيان الصهيوني تطبيق قرارات الأمم المتحدة الدّاعية إلى "إنهاء احتلال الأراضي " المحتلة سنة 1967 ورفض قرارات "وقف البناء في الأراضي المحتلة"، و "انتهاكات حقوق الإنسان" و "الإعتقالات التعسفية والتعذيب والإعدامات غير القانونية، والعقاب الجماعي..." وكُلّما تم اتهام الكيان الصهيوني ب"انتهاك القانون الدّولي" تردّ القوى الإمبريالية (نيابة عنه) مُتذَرّعةً "بالإسباب الأمنية" و "حق إسرائيل في الدّفاع عن النفس..." ودعمت هذه القوى الإمبريالية مَنْع المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة أو غيرها من تقديم المُساعدات إلى ضحايا العدوان الذي يرتكبه الكيان الصهيوني بأسلحة أمريكية وأوروبية وبدعم سياسي وعسكري واقتصادي وإعلامي وإيديولوجي من قِبَلِ نفس هذه القوى، وكان صوت الأمين العام للأمم المتحدة خافتًا جدًّا عندما أكّد ( أوائل آذار/مارس 2025) "إن إيصال المساعدات الإنسانية أمر غير قابل للتفاوض" وصرّح "يان إيغلاند"، الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين ووكيل الأمين العام السابق للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية: "إن الحكومة الإسرائيلية لا تؤيد أي محاولات تقودها الأمم المتحدة لحل الصراع"، بل أعلن الرئيس الأمريكي – أكبر داعم للكيان الصهيوني – ضرورة طَرْد الفلسطينيين، وكأن تصريحه صَدًى لإعلان رئيس وزراء العدو "السيطرة على كامل قطاع غزة وهزيمة حماس نهائيا وإلى الأبد"، كما تَمّت خصخصة المساعدات الإنسانية التي كانت في السابق تُسلم وتُدار في معظمها من قبل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أنروا)، قبل أن يمنعها الإحتلال من جميع الأنشطة في فلسطين منذ أواخر تشرين الأول/اكتوبر 2024، لأن الرئيس الأمريكي قرّر إدارة العلاقات الدّولية من خلال التّهديد والقوة العسكرية والحصار، ويقتضي ذلك تهميش الأمم المتحدة، بل اغتال الجيش الصهيوني موظفاً في الأمم المتحدة وأصاب خمسة آخرين في هجوم على مجمع يحمل بوضوح شعار الأمم المتحدة، كما هاجم الجيش الصهيوني سابقًا ملاجئ تحمل شعار الأمم المتحدة في جنوب لبنان، وكما هاجمت الطائرات الأمريكية ملجأ العامرية في بغداد خلال عدوان 1991، ولم تتم مُتابعة أو مُعاقبة الجيش الصهيوني – الذي اعتدى على الأمم المتحدة – بل اضطرت الأمم المتحدة في مرحلة أولى إلى سحب ثلث موظفيها الدوليين البالغ عددهم 100 موظف والذين كانوا يعملون في غزة، قبل الإنسحاب النهائي وإخلاء السّاحة لجيش الإحتلال... لا تزال مذكّرة التوقيف التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية ضد بنيامين نتن ياهو بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة بين تشرين الأول/اكتوبر 2023 أيار/مايو 2024 غير مُطَبَّقَة، كما أصدرت محكمة العدل الدولية، أعْلَى هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة، رأيًا استشاريًا يقضي "بعدم شرعية احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية" ( في إشارة إلى اقتصار "الأراضي الفلسطينية" على غزة والضفة الغربية) و دَعَتْ الكيان الصهيوني إلى إجلاء أكثر من نصف مليون مستوطن في الضفة الغربية" ( تموز/يوليو 2024 ) ولم تقم المحكمة سوى بتأكيد ما سبق إعلانه من قِبَلِ الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن، لكن الكيان الصهيوني رفَضَ تطبيق أي قرار دولي لا يخدم الإحتلال... حلف شمال الأطلسي بدل الأمم المتحدة أصبحت مجمل القضايا الأساسية تُطرَحُ وتُناقَشُ في مؤسسات دولية خارج الأمم المتحدة، بإيعاز من الولايات المتحدة التي همّشت المنظمات الدّولية وأنشأت "تحالفات دولية" مزعومة تعتدي على الشّعوب، خصوصًا منذ تغيير ميزان القوى بانهيار الإتحاد السوفييتي، ومنذ العدوان على العراق وأفغانستان، وحوّلت الولايات المتحدة حلف شمال الأطلسي من "منظمة دفاع عن سلامة أراضي أعضائها" إلى أداة عدوان مُلْحقَة بوزارة الحرب الأمريكية، فكان تدمير وتقسيم يوغسلافيا باسم حلف شمال الأطلسي وكذلك العدوان على ليبيا، في ظل تهميش منظمة الأمم المتحدة... يُعتَبَرُ حلف شمال الأطلسي من أخْطر هذه المنظمات الدّولية التي تتخذ قرارات تتجاوز "الدّفاع عن سلامة أراضي الدّول الأعضاء" وتتجاوز حدود "شمال المحيط الأطلسي"، ومن هذه القرارات الخطيرة اعتبار روسيا عدوًّا رئيسيا من قِبَل دول أوروبا، واعتبار الولايات المتحدة "إن الصين هي العدو الرئيسي"، مما قد يُؤدّي إلى حروب مُدمّرة في "أوراسيا " ( المنطقة الواصلة بين قارّتَيْ آسيا وأوروبا)... تنعقد قمة حلف شمال الأطلسي في مدينة "لاهاي" ( هولندا) يَوْمَيْ 24 و 25 حزيران/يونيو 2025، بمشاركة الدول الأعضاء ( 32 دولة، من بينها 23 دولة عضو بالإتحاد الأوروبي ) وبزعامة وإشراف وإدارة الولايات المتحدة، ويُريد قادة دول أوروبا تعيين روسيا كخطر أو "تهديد أساسي" لهم ( وللعالم لأن أوروبا "مركز العالم" وفق النظريات الإستعمارية الأوروبية) وقد تعترض الولايات المتحدة على ذلك لأنها تعتبر الصين أخطر من روسيا ولذلك تريد استهداف الصّين أولاً ثم روسيا فيما بعد، بعد إضعاف ( أو هزيمة) مُنافِسِها أو خَصْمِها الرئيسي، أي الصين. يختلف تحليل دونالد ترامب (الذي عاد إلى البيت الأبيض يوم 20 كانون الثاني/يناير 2025) للوضع الجيوسياسي عن رؤية الاتحاد الأوروبي، الذي يشكل أعضاؤه أغلبيةً كبيرةً (عدديًا) في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، إلا أن الولايات المتحدة تفرض قراراتها بناءً على الأجندة والأولويات الأمريكية، وتخشى دول الإتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية سياسة دونالد ترامب، الذي لا يتشاور مع حلفائه، بل يحتقرهم، وأعرب، خلال قمة مجموعة السبع في كندا، علنًا عن "الأسَف لطرد روسيا من مجموعة الثماني سنة 2014" ( لتُصبح مجموعة السّبع بدل مجموعة الثّماني) وصرح كاميل غراند، من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: "إذا لم تعتبر الولايات المتحدة روسيا هي المشكلة الحقيقية، فإن الأمور ستُصبح معقدةً بالنسبة لحلف الناتو"، ويجتهد مسؤولو الناتو منذ أسابيع لإيجاد الصياغة المناسبة بشأن روسيا عند صياغة البيان الختامي لاجتماع الناتو يومَيْ 24 و 25 حزيران/يونيو 2025 في هولندا، ويتم طَرْح ودراسة جميع الاحتمالات، في أروقة مقر الناتو في بروكسل، بما في ذلك عدم التصريح بأي شيء للحفاظ على اللهجة الحازمة المُعتمدة في القمم السابقة، فيما يُصِرُّ بعض الدبلوماسيين الأوروبيين على تأكيد: "إن روسيا تُشكل تهديدًا رئيسيا، وسينعكس هذا في بيان الناتو". علاوة على ذلك، من المتوقع أن تُصادق قمة لاهاي (24 و25 حزيران/يونيو 2025) على القرار الذي فرضته الولايات المتحدة، بزيادة حصة الإنفاق العام على الدفاع والأمن (التسليح والحروب) إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما يُمثل جهدًا كبيرًا للعديد من الدول، التي فرضت التّقشّف على شعوبها وخَفضت الإنفاق الإجتماعي، ولم تتمكّن بَعْدُ من تُكافح الوصول إلى عتبة الـ 2%، ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية (فرانس برس) عن دبلوماسي لم تُكشف هويته قوله: "من الواضح جدًا أننا نقبل نسبة الـ 5% لأننا نشعر بالتهديد من روسيا". أعلنت دول الناتو رسميًا خلال قمة مدريد ( حزيران/يونيو 2022) أن روسيا تُمثل "أخطر تهديد مباشر لأمن دول الحلف الأطلسي، وتُمثّل تهديدًا للسلام والاستقرار في المنطقة الأوروبية والأطلسية"، وتُجبر استراتيجية الولايات المتحدة الدول الأوروبية على طرح السؤال نفسه في كل قمة للحلف: من هو التهديد الأقرب؟ هل هي روسيا أم الصين؟ ومنذ الانتخابات الأمريكية ( تشرين الثاني/نوفمبر 2024) أثار دونالد ترامب شكوكًا، وأشار (ماثيو ويتاكر)، السفير الأمريكي لدى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، والمُقَرّب من الرئيس دونالد ترامب، إلى أن شيئًا لم يتغير: "بالنسبة لحلف شمال الأطلسي، تُمثل روسيا، التي غزت أوكرانيا، التهديد الأكبر والتحدي الأكبر، ولا أخشى قول ذلك"، إلا أن ماثيو ويتاكر خفف من حدة تصريحاته بعد دقائق قليلة، قائلاً: "روسيا هي التهديد الأقرب، لكن من الواضح أن الصين تُمثل تحديًا كبيرًا لنا جميعًا". صَرّحَ كورت فولكر، السفير الأمريكي السابق لدى حلف شمال الأطلسي: "المشكلة الحقيقية هي أن الولايات المتحدة لا تعتبر أمن أوكرانيا أساسيًا لأمن أوروبا"، ويواصل الرئيس الأمريكي رفض تشديد العقوبات على روسيا لإجبارها على قبول وقف إطلاق النار في أوكرانيا، رغم النداءات العاجلة من شركائه الأوروبيين، وفي هذا السياق، يتساءل بعض الدبلوماسيين الأوروبيين: "كيف تنظر الولايات المتحدة إلى روسيا؟ لو تَمَكّنّا من إقناع الرئيس ترامب باعتبار روسيا تهديد طويل الأمد، لكانت تلك نتيجة ممتازة"، غير إن الرئيس الأمريكي يريد خَلْق انقسام بين روسيا والصّين، ومَنْع التّحالف بينهما، بهدف الإستفراد بكل منهما على حِدَة، بعد تجربة الحرب على عدّة جَبهات في نفس الوقت بواسطة الكيان الصهيوني، ويدرس استراتيجيُّو الحرب الأمريكيون احتمالات العدوان على أسيا ( الصّين) وأوروبا (روسيا) في نفس الوقت، بواسطة حلف شمال الأطلسي والأساطيل الأمريكية والقواعد العسكرية المنتشرة في أراضي ومُحيطات العالم. خاتمة: نشأت الأمم المتحدة ومختلف المنظمات والوكالات التابعة لها كانعكاس لميزان القوى الناشئ بنهاية الحرب العالمية الثانية، حيث تعزّز دَوْر الإتحاد السوفييتي بفعل انتصاره على النازية لوحده – رغم الخسائر- ودَحْرِ جيش ألمانيا النازية، بدون مُساعدة، من ستالينغراد إلى برلين، ولَمّا انهار الإتحاد السوفييتي تغَيَّرت موازين القوى في العالم، وأصبحت الولايات المتحدة طاغية، فَوسّعت حلف شمال الأطلسي إلى أوروبا الشرقية، وأصبح الحلف قُوّة عسكرية عدوانية تتدخّل في آسيا ( أفغانستان) وفي إفريقيا (ليبيا) وفي أوروبا ( يوغسلافيا ثم أوكرانيا )، وهمّشت الإمبريالية الأمريكية، وهي القوة الأعْظَم في العالم دَوْرَ الأمم المتحدة الذي انتهى بانهيار الإتحاد السوفييتي وتغْيِير موازين القوى، ويتَجَلّى تهميش الأمم المتحدة – على هِناتها ورغم عدم فعاليتها – حاليا في فلسطين، حيث لا الإمبريالية الأمريكية والأوروبية ( أي الدّول التي تُشكّل حلف شمال الأطلسي) وحليفهما الكيان الصهيوني أي أهمية لتصريحات وتقارير الأمم المتحدة ومنظماتها أو لقرارات المحاكم الدّولية، بل وسّعت هذه القوى رُقْعَة العدوان إلى إيران بذريعة "وقف البرنامج النّوَوِي الإيراني" لأنه "لا يجب أن تمتلك إيران السّلاح النّوَوِي"، بينما يحق لفرنسا أو الكيان الصهيوني امتلاكه، ويحق للولايات المتحدة حَصْرًا استخدامه ضد المدنيين اليابانيين، خلال شهر آب/أغسطس 1945، وتميز هذا الوضع المتفجّر بغياب الأمم المتحدة عن الساحة، وأصبح الزعماء الصّهاينة والأمريكيون يدعون جَهْرًا لاغتيال قادة المنظمات الفلسطينية وقادة الدّولة الإيرانية، ويُصدرون بيانات تتبنّى الإغتيال، بل تتبجّح بارتكاب هذه الجرائم ضدّ دولة عضو بالأمم المتحدة لم تُهاجم أي دولة عضو بحلف شمال الأطلسي ولم تُرسل بوارجها الحربية إلى حدود الدّول الأخرى، وأعلنت الولايات المتحدة والكيان الصهيوني عزمهما تغْيِير النظام الإيراني بالقوة العسكرية، وإقصاء الشعوب الإيرانية من حقها في تقرير مصيرها بنفسها... وردت مجمل الإقتباسات بنشرات وكالة الصحافة الفرنسية ( أ.ف.ب.) وأسوشيتد برس بين العشرين والثاني والعشرين من حزيران/يونيو 2025
#الطاهر_المعز (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جولة من حرب -الشرق الأوسط الكبير-
-
مُتابعات - العدد التّاسع والعشرون بعد المائة بتاريخ الواحد و
...
-
من غزة إلى طهران
-
هوامش من العدوان الصهيوني على إيران بعض اتجاهات الرأي العام
-
توسّع رقعة العدوان الأمريكي – الصهيوني إلى إيران
-
مُتابعات - العدد الثّامن والعشرون بعد المائة بتاريخ الرّابع
...
-
من أسطول الحرية إلى قافلة الصمود
-
دَهالِيز الدّيمقراطية الأمريكية – الجزء الثاني
-
دَهالِيز الدّيمقراطية الأمريكية – الجزء الأول
-
الرأسمالية في ظل الهيمنة الأمريكية
-
مُتابعات - العدد السّابع والعشرون بعد المائة بتاريخ السابع م
...
-
جرائم المُشاركة في إبادة الشعب الفلسطيني – فرنسا نموذجًا
-
إندونيسيا – قوة مهدورة
-
ألمانيا والكيان الصهيوني، مشروع استعماري إبادِي مُشترك
-
جنوب إفريقيا في مواجهة الكيان الصهيوني والولايات المتحدة وأح
...
-
اقتصاد القطاع الرياضي، من خلال نماذج أديداس و بوما
-
مُتابعات - العدد السّادس والعشرون بعد المائة بتاريخ الواحد و
...
-
من فلسطين إلى سكتلاند – تقاليد نضالية
-
الحركة العُمّالية في فيتنام
-
شركة تشيكيتا – نموذج للرأسمالية المتوحشة العابرة للقارات
المزيد.....
-
مشاهد تخطف الأنظار لأشجار معمرة على قمة جبلية في سلطنة عُمان
...
-
هل وافقت إيران على إنهاء الحرب مع إسرائيل؟
-
-بعدما وبخها-.. ترامب: إسرائيل لن تهاجم إيران وطياروها سيلقو
...
-
هكذا فاجأ ترامب كبار مسؤوليه بإعلان وقف إطلاق النار بين إيرا
...
-
قمة لحلف الناتو لرص صفوف الحلف واسترضاء ترامب
-
ترامب -يفجّر مفاجأة- بوقف لإطلاق النار بين إيران وإسرائيل..
...
-
أكثر فعالية وأقل كُلفة من القُبة الحديدية: ما هي منظومة الشّ
...
-
إيران: تزايد القمع خلال الحرب تحت غطاء -مطاردة الجواسيس-
-
بلدة قصرنبا اللبنانية.. موطن الورد ومائه
-
التحول العظيم في العالم ونظرية النهايات
المزيد.....
-
كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف
/ اكرم طربوش
-
كذبة الناسخ والمنسوخ
/ اكرم طربوش
-
الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر
...
/ عبدو اللهبي
-
في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك
/ عبد الرحمان النوضة
-
الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول
/ رسلان جادالله عامر
-
أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب
...
/ بشير الحامدي
-
الحرب الأهليةحرب على الدولة
/ محمد علي مقلد
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
المزيد.....
|