الطاهر المعز
الحوار المتمدن-العدد: 8359 - 2025 / 5 / 31 - 10:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يتضمن العدد السّادس والعشرون بعد المائة من نشرة "مُتابعات" الأسبوعية فقرة عن بعض الشّروخ الصّغيرة في مجتمع الإحتلال الصهيوني كنتيجة لطول العدوان على فلسطينِيِّي غزة، وفقرة تتضمن بيانات عن الطّبقة العاملة في مصر وفقرة عن الإنقطاعات الواسعة وغير المُبَرَّرَة للتيار الكهربائي والإتصالات في أوروبا، بنهاية شهر نيسان/ابريل 2025 وفقرة عن الموقع الإستراتيجي لجزيرة غرينلاند وأهمية ثرواتها المعدنية وفقرة عن الثمن المرتفع الذي تسدده أوكرانيا للولايات المتحدة وفقرات عن ارتفاع الثروات غير المشروعة والإرتفاع الفاحش للثروات وفقرة عن بعض مظاهر التنافس التكنولوجي بين الصين والولايات المتحدة
محمّد الأخضر حَمِينة – الجزائر 26 شباط/فبراير 1934 – 23 أيار/مايو 2025
توفّي المُخرج الجزائري محمّد الأخضر حَمِينة الذي شارك في تحرير بلاده من الإستعمار العسكري الفرنسي كما ساهم في نَشْر الثقافة والتاريخ الوَطِنِيّيْن من خلال السينما وتم عَرْض شريطه “ريح الأوراس” في مهرجان كان بفرنسا سنة 1966، ونال الشريط جائزة دولية، ثم أخرج محمد الأخضر حمينة شريط “وقائع سنين الجمر” الذي حصل على السعفة الذّهبية – أعلى جوائز مهرجان كان – في دورة مهرجان كان السينمائي سنة 1975 وهو شريط طويل جدًّا يعرض بشكل فني راقي ظروف الجزائر من الحرب العالمية الثانية إلى ثورة التحرير الوطني وهو المخرج العربي الوحيد الذي نال هذه الجائزة، كما حصل المخرج على العديد من الجوائز الدّولية الأخرى
رحل محمد لخضر حمينة أثناء مهرجان كان وفي الذّكرى الخمسين لحصوله على السعفة الذهبية ومن أشرطته:
ريح الأوراس – 1966
حسن الإرهابي – 1968
ديسمبر – 1973
وقائع سنين الجمر – 1975
رياح رملية – 1982
الصور الأخير – 1986
غروب الظلال – 2014
في جبهة الأعداء
صرّح المُؤرخ توم سيغيف ( ولد في القدس من أبَوَيْن ألْمانيين سنة 1945) في مقابلة مع صحيفة هآرتس ( 04/04/2025 ): "... لقد خلقت الصهيونية الأساطير بدلاً من الحلول..."، وأعلن إن الصهاينة اغتالوا والده سنة 1948، عندما كتب إلى صديق له إنه يعتزم العودة إلى ألمانيا، وأشاعوا إنه قُتِلَ على يدي "مُسلّح عربي أثناء الحرب"، وكان والده يريد العودة إلى بلاده ألمانيا " لأن المشروع الصهيوني لم يكن مخصصًا أبدًا لأعضاء المجتمع اليهودي مثل والدَيّ اللَّذَيْن لم يكونا صهاينة" كما يعتقد "توم سيغيف" الذي لم يتجرّأ على الحديث بهذا الشّكل قبل بلوغه الثمانين سنة، ولم يُغادر فلسطين المحتلة، ونَفى أن يكون مُعاديًا للصهيونية، بل أراد "دَحْضَ الأساطير"، وصرّح "إن المحرقة استُخدمت كسلاح سياسي لإثارة الخوف وتبرير الحروب" ( كتاب "المليون السابع") وكتب في كتابه "1949: الإسرائيليون الأوائل" عن التمييز الداخلي داخل مجتمع المستوطنين، وكيف تم تجميع المستوطنين اليهود من الدول العربية في معسكرات ومخيمات رثّة، في حين تم إيواء الأوروبيين في الفنادق... وأكّد "يجب أن نتذكر أن غالبية الناجين من المحرقة لم يأتوا للعيش في إسرائيل، وأن غالبية اليهود في العالم لا يريدون القدوم إلى إسرائيل... بإمكانهم ذلك، لكنهم لا يريدون العيش في هذا البلد. الصهيونية ليست ناجحةً جدًا، كما أنها لا تضمن سلامة اليهود، فاليهود أكثر أمانًا خارج إسرائيل..."
على الجبهة الإعلامية، اشتهرت مؤسسات الإعلام والبحوث والدّراسات الصّهيونية بالإنضباط الحديدي وتلتزم بتعليمات الرقابة العسكرية، وعدم نَشْر ما يُسيء إلى جيش الإحتلال وإلى دولة المُستوطنين، غير إن الحُرُوب قد تُحْدِثُ شُروخًا داخل المجتمعات الإستعمارية، كما حدث في الولايات المتحدة أثناء العدوان على فيتنام وفي فرنسا أثناء احتلال الجزائر وتتعمق هذه الشّروخ عند اشتداد المقاومة وارتفاع عدد الجنود القتلى، واعتاد الكيان الصهيوني عدم الإعلان عن قتلاه، غير إن رئيس أركان جيش العدو ( إيال زامير ) أعلن (خلال شهر شباط/فبراير 2025 ) إن عدد الجنود القتلى بين 07 تشرين الأول/اكتوبر 2023 و 31 كانون الثاني/ديسمبر 2024 بلغ 5942 ، وتُخفي وسائل الإعلام تزييف الوثائق وتُقدّم جنود الإحتلال كأبطال خارقين، في كل الحالات، غير إن القناة 12 نشرت يوم 22 نيسان/ابريل 2025 مقطعا قصيرًا من شريط فيديو يُظْهر الفزع الذي أصاب مجموعةً من الجنود في خان يونس (جنوب قطاع غزة) هاجمهم مقاتل فلسطيني واحد، وأصابهم الذّعر فسقط بعضهم فوق بعض واختبأ آخرون وأطلقوا النار في كل الإتجاهات وعرّضُوا زُملاءهم للخطر...
قَدّمت الدّعاية الصهيونية والإمبريالية كيان الإحتلال كواحة للدّيمقراطية وسَطَ عالم من العرب المتوحّشين، غير المُتحضِّرِين، غير إن احتدام الصراع الدّاخلي مَكّن من تسريب عدد قليل من الوثائق والأرقام والحقائق عن الإبادة الجماعية منذ ثمانية عقود. أما سبب نشر بعض هذه الأرقام وهذه الوثائق فهو الصراع الدّاخلي بين مسؤولي المؤسسات الصهيونية الذي كان موجودًا ثم احتدم بفعل العدوان الأخير، ولا يتعلق الصراع وارتفاع عدد الرافضين للخدمة العسكرية ( وعو عدد قليل جدا رغم ارتفاعه) بوضع حدّ لمعاناة الشعب الفلسطيني ( ولن يحصل ذلك سوى بشهادة وفاة دولة الإحتلال برمتها) بل بحياة الأسرى والجنود الصهاينة...
لن يحدث انقسام حقيقي داخل مجتمع الإستعمار الإستيطاني سوى بارتفاع حدّة المقاومة وارتفاع خسائر العدو لتُصبح الكُلْفَة أعلى من العائد والفائدة التي تجنيها الصهيونية والقوى الإمبريالية التي تحميها...
فلسطين – تضامن فرنسي
تظاهر مئات الأشخاص في باريس ومرسيليا (جنوب فرنسا) يوم 16 نيسان/ابريل 2025، مظاهرة احتجاجية بدعوة من جمعيات ومنظمات صحافية للاحتجاج على استشهاد ما لا يقل عن مائَتَيْ صحافي فلسطيني في غزة منذ تشرين الأول/اكتوبر 2023، وقد يرتفع العدد كل يوم بحكم استمرار العدوان واستهداف الصحافيين والمُسعفين والأطباء عَمْدًا الحرب المتواصلة على قطاع غزة، وحَمَل صحافيو فرنسا صُوَرَ زملائهم من الضحايا الفلسطينيين، مع أسمائهم، وارتدوا قمصانا لطّخت باللون الأحمر كُتب عليها «صحافة»، بينما كان المنظمون يتلون أسماء الصحافيين الذين استشهدوا، ووقف المشاركون دقيقة صمت حدادا عليهم، وندّدت بعض اللافتات بالإبادة الجماعية، وصرّح ممثل الإتحاد الدّولي للصحافيين: «لم يسبق أن شهدنا هذا العدد الكبير من الضحايا في مهنتنا، ويُشكل استهداف الصحافيين تهديدًا لحياتنا وتهديدًا لحقّ مواطني العالم في الحصول على المعلومات"، كما ندّدت حوالى 40 مؤسسة إعلامية «بالمذبحة التي لم نشهد لها مثيلا من قبل... يحاول الجيش الإسرائيلي أن يفرض تعتيما إعلاميا على غزة، وأن يُسْكِتَ قدر الإمكان شهود العيان على جرائم الحرب التي ارتكبتها قواته».
أطلقت الجمعية الفرنسية للمقاطعة حملة تهدف مقاطعة البضائع الأمريكية والصهيونية بالتوازي مع مظاهرة تطالب أحرار العالم بالمقاطعة في رد على دعم إدارة ترامب وعشرات الشركات للكيان وإسهامهم في الإبادة الجماعية في قطاع غزة وعموم فلسطين، وندّدت الجمعية بالحواجز الكثيرة التي أقرها الإتحاد الأوروبي أمام نشاط مقاطعة البضائع الصهيونية والأمريكية، غير إن المحكمة الفرنسية أقرت أحقية الدعوة إلى المقاطعة الاقتصادية كشكل من ممارسة الحُرّيّات الشّخصية، واستهدفت حركة المقاطعة في فرنسا ( وهي ضعيفة جدًّا) مصرف بي إن بي باريبا الذي يمول مشاريع الاستيطان وشراء السلاح وشركة كارفور وماكدونالد ومؤسسات تجارية أخرى، وأسفر تفعيل حركة المقاطعة التي انطلقت مع العدوان الأخير في خسائر هامة للعديد من الشركات التي أعلن بعضها وقف التعامل مع الكيان الصهيوني... عن وكالة الصحافة الفرنسية ( أ.ف.ب. ) 17 نيسان/ابريل و 03 أيار/مايو 2025
مصر- بيانات عن الطبقة العاملة 2025
بلغ عدد العاملين بأجر في مصر، سنة 2022، نحو 20,6 مليون عامل، ويبلغ عدد الأُجَراء في كافة القطاعات والمِهن حوالي 15 مليون عامل، ويتم تصنيف عدد العاملين إلى 4,9 ملايين موظف حكومي و 607 ألف في مؤسسات القطاع العام و 7,4 ملايين عامل في القطاع الخاص و حوالي 7,5 ملايين عامل في الإقتصاد الموازي، وفق الجهاز المركزي للتعبئة العامّة والإحصاء. أما التوزيع حسب القطاعات فهو كالتالي: يعمل 3,2 ملايين في الخدمات ومحلات البيع، و2,6 مليون في الزراعة والصيد، و2,6 مليون في الصناعة (تشغيل المصانع والماكينات)، و 4,4 ملايين حرفي و 1,1 مليون في مهن مختلفة أخرى.
يستوعب القطاع الخاص 73% من الطبقة العاملة، بما في ذلك الإقتصاد الموازي أو "غير المُنَظَّم"، ولا تُشكل الشركات سوى 10% من المنشآت و 90% من المنشآت فردية، تُشغّل معظمها أقل من عشر عمال ولا تُمثل المنشآت المسجّلة سوى 47% من المنشآت، مقابل 53% منشآت غير مسجلة.
أدّت سياسة التّداين وتطبيق شُرُوط الدّائنين، وفي مقدّمتهم صندوق النّقد الدّولي إلى خفض عدد العاملين في القطاع الحكومي، منذ 2026، وتجميد التوظيف فانخفض عدد العملين في الإرشاد الزراعي ومأموري الضرائب والمُدَرِّسِين والأطباء والعاملين بمجال الرّعاية الصّحّيّة، وخسر العاملون عددًا من المكتسبات في مجال استقرار الوظيفة والأجور والتأمينات الاجتماعية والمعاشات، وارتفع عدد غير المَشْمُولين بمظلة التأمين الصحي...
أدّى تخريب منظومة تشريعات العمل والتشريعات الإجتماعية إلى ارتفاع عدد الإضرابات ( لم أعثر على أرقام موثوقة) بشأن الأجور والحوافز وتخفيض قيمة أو إلغاء مِنح الأعياد والمناسبات وبشأن عدم التزام أصحاب العمل بصرف الحد الأدنى للأجور أو التلاعب بالأجور وتأخير صرف المرتبات وتراكمها لشهور في بعض المواقع، في ظل عرقلة إنشاء النقابات العُمّالية والعقبات الإدارية لتسجيلها رسميا، وبقي نحو 75% من عمال مصر بلا نقابات عمالية فيما توجد 25 "نقابة مهنية" تضم عضوية تصل 8 ملايين شخص، وهي تجمع بين العمال بأجر وأصحاب العمل والمهندسين والأطباء والمحامين، ومعظمها خاضعة لسيطرة الأجهزة الأمنية والإدارية... عن إلهامي الميرغني - باحث - نائب رئيس حزب "التحالف الشعبي الاشتراكي" – مصر، الأول من أيار/مايو 2025
انقطاعات غير عادية للكهرباء في أوروبا
شهدت شبكة الكهرباء في المملكة المتحدة انقطاعين غير عاديين، يوم الأحد 27 نيسان/ابريل 2025، بسبب خلل في محطة "كيدبي" للغاز الطبيعي وهي محطة حديثة بدأت العمل سنة 2018، وفقًا لشركة تشغيل نظام الكهرباء البريطانية ( Neso )، ولم يتمكّن الفَنِّيُّون من تحديد أسباب الإنقطاعَيْن، كما بقيت أسباب تعطيل الربط الكهربائي "فايكنج لينك"، الذي يربط بريطانيا بالدنمارك مجهولة، ومن الغد حصل انقطاع غير عادي للتيار الكهربائي في إسبانيا والبرتغال دام حوالي 24 ساعة في بعض المناطق وانقطعت الإتصالات بواسطة كل من الهواتف الأرضية والمحمولة، وخدمة المعلومات والطوارئ والمساعدة للمواطنين غير المباشرة (012)، وبعد يوم انفجرت محطة كهرباء فرعية في لندن، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي في العديد من أحياء وسط لندن، واندلع حريق تطَلَّبَ تدخل فرقة مكونة من مائة رجل إطفاء، كما انقطعت خدمات الاتصالات (الهاتف والرسائل النصية القصيرة والإنترنت) في جزيرة غرينلاند التي يُريد دونالد ترامب الإستيلاء عليها، ولئن كان نفس القمر الصناعي يُدير اتصالات غرينلاند ووزارة الحرب الأمريكية فإن اتصالات البنتاغون لم تنقطع ...
تُعتَبَرُ هذه الأعطال المُتشابهة في ظاهرها غير عادية وغير قابلة للتفسير المنطقي لأن نفس القمر الصناعي الذي يُدير الإتصالات (نيكسوس أمازوناس ) من جُزُر الكناري في هذه المناطق يُوَفِّرُ الخدمة في المحيط الأطلسي للذين لا يملكون اتصالاً أرضياً، مثل جزيرة غرينلاند أو السفن و الطائرات، ويوفّر الإتصالات الآمنة لوزارات الحرب الأمريكية والإسبانية ويُفترض إن اتصلاتهما سرية وغير قابلة للاختراق، وتم إطلاق القمر الصناعي نيكسوس أمازوناس إلى مداره سنة 2023
غرينلاند – موقع جيواستراتيجي وثروات معدنية
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعتزامه امتلاك جزيرة غرينلاند –ذات الحكم الذّاتي - والتابعة للدانمارك والواقعة في المحيط المتجمد الشمالي، بالمال وبالتهديد وباستخدام القُوّة، وسبق أن طرح دونالد ترامب، سنة 2019، شراء جزيرة "غرينلاند"، وهي أكبر جزيرة في العالم، والتي تتمتع بحكم ذاتي تحت السيادة الدانماركية، ووصفها ترامب بأنها "صفقة عقارية كبيرة يمكن أن تخفف من الأعباء المالية للدانمارك"، ثم أعاد ترامب الكَرَّةَ سنة 2025 وأرفق "طَلَبَهُ" بتهديد الدّنمارك بفرْض رسوم تجارية مرتفعة جدًّا إذا استمرت في رفض الصّفقة، بعد إبلاغ وزير خارجية الدانمارك زميله الأمريكي معارضة بلاده بشدة لتصريحات الرئيس الأميركي بشأن الاستحواذ على جزيرة غرينلاند، واعتبرها "اعتداء على السيادة الدانماركية" وتقع الجزيرة قريبًا من القطب الشمالي ومن أمريكا الشمالية، وتتمتع بموقع استراتيجي وقد تؤدي زيادة الحرارة إلى ذوبان الجليد وفتح طريق تجارة بحرية هامة جدا، بين المحيط الأطلسي الشمالي وأميركا الشمالية، فضلا عن مواردها الطبيعية الهائلة من المحروقات والمعادن، كالليثيوم والكوبالت واليورانيوم، التي تُعدّ ضرورية للطاقة الشمسية وبطاريات السيارات الكهربائية والحواسيب والهواتف والصناعات العسكرية والصناعات التكنولوجية الحديثة.
سبق أن طرح دونالد ترامب، سنة 2019، شراء جزيرة "غرينلاند"، وهي أكبر جزيرة في العالم، لا يسكنها سوى أقل من ستين ألف نسمة، والتي تتمتع بحكم ذاتي تحت السيادة الدنماركية، ووصفها ترامب بأنها "صفقة عقارية كبيرة يمكن أن تخفف من الأعباء المالية للدنمارك"، ثم أعاد ترامب الكَرَّةَ سنة 2025 وأرفق "طَلَبَهُ" بتهديد الدّنمارك بفرْض رسوم تجارية مرتفعة جدًّا إذا استمرت في رفض الصّفقة، ومن الجدير ذكره إن الولايات المتحدة تمتلك قاعدة عسكرية جوية هامة ( قاعدة ثول) وهي أهم القواعد الأمريكية لمراقبة الفضاء والتهديدات الصاروخية، وعلّل دونالد ترامب تهديداته للدنمارك "إن غرينلاند ضرورية للأمن القومي الأميركي".
تتمتع الجزيرة بحكم ذاتي منذ سنة 2009، وقدّر البنك العالمي ( بيانات سنة 2021) الناتج المحلي الإجمالي لغرينلاند بنحو 3,2 مليارات دولار وتبلغ المساعدة السنوية الدّنماركية حوالي ستمائة مليون دولار، لمجابهة صعوبات مناخ الجزيرة وعزلتها وصعوبة – بل استحالة – تعاطي النشاط الفلاحي بسبب الثلوج التي تُغطي ما لا يقل عن 80% من أراضيها بشكل مستمر، ويقتصر النشاط الإقتصادي على الصّيْد والصناعات الأولية، مع الإشارة إن جميع الأراضي تُعدّ ملكية عامة ولا توجد مِلْكؤية خاصة للأرض...
تمثل صادرات الإنتاج البحري أكثر من 90% من إجمالي صادرات غرينلاند ( بقيمة تُعادل 800 مليون دولارا سنويا، أو نحو 23% من الناتج المحلي الإجمالي) ويُشغل القطاع بشكل مباشر وغير مباشر نحو 4300 شخص يمثلون حوالي 15% من العاملين بالجزيرة التي تستورد معظم جاجياتها من الغذاء، بفعل المناخ القاسي الذي لا يسمح بممارسة النشاط الفلاحي، وتُعد الأسعار في الجزيرة من أغلى مناطق العالم، وتُساهم الدّنمارك بمنحة سنوية تُعادل 20% من الناتج المحلي الإجمالي للجزيرة، وفق وكالة "بلومبرغ" بتاريخ الثالث من أيار/مايو 2025.
عالم الأثرياء - عالم ليس لنا
أظْهر تقرير مجلة "فوربس" المُخْتَصّة في رَصْد ثروة أثرى أثرياء العالم، بتاريخ الثلاثاء الأول من نيسان/ابريل 2025، ارتفاع عدد المليارديرات بنحو 247 ثري إضافي ووصل عددهم إلى 3028 ملياردير وارتفاع صافي ثرواتهم إلى 16,1 تريليون دولارا، بزيادة تريليونَيْ دولار عن سنة 2024، وهو مبلغ يفوق الناتج المحلي الإجمالي المُجَمَّع لجميع بلدان العالم باستثناء الولايات المتحدة والصين، ويبلغ متوسط ثرواتهم 5,3 مليار دولار، بزيادة قدرها 200 مليون دولار عن سنة2024، وبالتالي فإن الأثرياء يزدادون ثراءً، ويدعم جميعهم الانحدار الاجتماعي وتصفية القطاع العام والخدمات الإجتماعية...
تبلغ ثروة خمسة عشر شخصًا 2,4 تريليون دولارا ومن بينهم بعض المُقرّبين من الرئيس الملياردير الأمريكي دونالد ترامب، مثل إيلون ماسك أغنى رجل في العالم - ورئيس إدارة كفاءة الحكومة - من خلال زيادة ثروته، التي تقدر الآن بـ 342 مليار دولار، وهو يمتلك شركة تسلا، يليه مارك زوكربيرج، رئيس شركة ميتا، الذي تحالف أيضًا مع دونالد ترامب، وتقدر ثروته ب216 مليار دولار، وجيف بيزوس، رئيس أمازون (التجارة الإلكترونية والحوسبة السحابية والخدمات اللوجستية) وشركة بلو أوريجين (الفضاء)، ، بثروة بلغت 215 مليار دولار، ومن أثرياء قطاع التكنولوجيا في الولايات المتحدة ضمّت القائمة كذلك لاري إليسون، مؤسس شركة أوراكل ب192 مليار دولار، والفرنسي برنارد أرنو إلى المركز الخامس بثروة قدرها 178 مليار دولار، ولا تقتصر الثروات الضخمة على الرجال، بل توجد نساء، من بينهن أليس والتون، وريثة شركة وول مارت ( أكبر شركة عالمية لتجارة التجزئة) ب101 مليار دولار، والفرنسية فرانسواز بيتنكورت مايرز، وريثة شركة لوريال بثروة قدرها 81,6 مليار دولار.
الولايات المتحدة – من التّأثيرات السّلبية لسياسات ترامب على المستهلك الأميركي
كانت السياسات التجارية التي أطلقها دونالد ترامب والتي أحدثت اضطرابًا في الأسواق العالمية، من أبرز المحاور التي أثارت الجدل على الساحة العالمية؛ خلال الـ 100 يوم الأولى من ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثانية، قبل أن يتم تأجيل تطبيقها لمدة 90 يوماً، بهدف التفاوض مع حكومات الدول المستهدفة، غير إن المُستهلك الأمريكي هو الخاسر الأكبر فهو يواجه الرسوم الجمركية بشكل مباشر، بسبب تأثيرها على الأسعار المحلية، تَبَعًا لزيادة تكاليف إنتاج وتوزيع العديد من السّلع في مجالات الملابس والسيارات والإلكترونيات وغيرها من السلع المستوردة لأن المستهلك الأميركي يريد الحصول على منتجات بأسعار مناسبة وجودة عالية، ولا يهتم بمَصْدَرِها ( مَحلّيّة أو مُستَوْرَدَة) ولأن الدّول التي شملتها الرُّسُوم الجمركية من أهم الدّول المُوَرِّدَة للسلع للولايات المتحدة مثل الملابس والأحذية الرياضية والأجهزة الكهربائية ومعدات الطاقة الشمسية والمعدات الإلكترونية مثل الهواتف والحواسيب، وسوف تُؤَدِّي الرسوم الجمركية إلى الرّكود الإقتصادي الذي قد يمتَدُّ من الولايات المتحدة إلى ل الإتحاد الأوروبي والأسواق الدّولية الأخرى، فقد أدّت الرسوم الجمركية الأمريكية على الصلب والألمنيوم ومجموعة هامة من السلع الصينية إلى ردّ الصين والشركاء الآخرين بفرض رسوم جمركية على السّلع الواردة من الولايات المتحدة، وأدّى ذلك إلى زيادة تكاليف الشركات المصنعة التي تعتمد على المكونات والمواد الخام المستوردة، وقد يُؤَدِّي إلى زيادة تكاليف التشغيل وانخفاض الربحية، وفْقَ شبكة "سي إن بي سي" الأميركية، كما أَثَّرَت الرُّسُوم الجمركية الإضافية الأمريكية على الشركات العابرة للقارات التي اضطرت إلى إعادة صياغة استراتيجيات الاستثمار والتوريد، مما أدى إلى إهمال الابتكار والنمو، وأصبحت "الاقتصادات الناشئة" - دول جنوب شرق آسيا وأمريكا الجنوبية وإفريقيا - عُرضة للخطر.
#الطاهر_المعز (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟