أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر المعز - كشمير – خفايا وخلفيات الصّراع















المزيد.....

كشمير – خفايا وخلفيات الصّراع


الطاهر المعز

الحوار المتمدن-العدد: 8341 - 2025 / 5 / 13 - 10:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعدّدت التّصريحات العِدائية بين حكومات الهند وباكستان قبل أسبوع واحد من الهجوم الإرهابي الذي خلف العديد من القتلى في كشمير الهندية، والذي صادف وصول جيه دي فانس – نائب الرئيس الأمريكي - إلى الأراضي الهندية يوم الثلاثاء 22 نيسان/ابريل 2025، وحصل الهجوم في منطقة وادي بايزاران السّياحية وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن ستة وعشرين شخصاً وإصابة آخرين، وانتشر الجيش الهندي وقوات شرطة الاحتياطي المركزية وشرطة جامو وكشمير على الفَوْر بأعداد كبيرة وأُغلِقت المنطقة الجبلية وانطلقت عملية البحث عن المهاجمين، ويُذكّر هذا الحادث بهجوم ممثال حصل خلال شهر آذار/مارس 2000، عندما كانت الهند تنتظر زيارة رئيس الولايات المتحدة آنذاك وليام (بيل) كلينتون، وقُتِل حوالي أربعين من السِّيخ في قرية تشيتيسينغبورا في كشمير الهندية.
أرسلت السلطات الباكستانية التعازي على السّلطات الهندية وإلى أُسر ضحايا هجوم الثاني والعشرين من نيسان/ابريلا 2025، لكن السلطات الهندية ردّت بطرد الدبلوماسيين الباكستانيين وإغلاق أحد المعابر الحدودية القليلة جدًا بين البلدين بداية من يوم الثالث والعشرين من نيسان/ابريل 2025، واحتدّت لهجة وسائل الإعلام الهندية وارتفعت الأصوات المطالبة بالإنتقام...
عندما ألغت الحكومة الهندية الحكم الذّاتي لكشمير سنة 2019، ازداد تدفق السكان "غير الكشميريين" (أي الهندوس/غير المسلمين) إلى المنطقة، واستغلت حكومة اليمين المتطرف في الهند هذا الحادث لإعلان إلغاء اتفاقية مياه نهر السّند المُوقّعة سنة 1960 التي أنشأت آلية لتقاسم المياه وتبادل المعلومات بين الهند وباكستان بشأن استخدام مياه نهر السند وروافده الخمسة، وتجدر الإشارة إلى اعتماد باكستان على المياه المتدفقة من الهند عبر نهر السّند لتلبية احتياجاتها من الطاقة الكهرومائية والري، وأعلنت وزارة الشؤون الخارجية الهندية يوم الخميس 24 نيسان/أبريل 2025، تعليق خدمات التأشيرات للمواطنين الباكستانيين على الفور، وأمرت جميع المواطنين الباكستانيين المتواجدين في الهند بمغادرة البلاد قبل يوم 29 نيسان/أبريل 2025...
تتميز المنطقة الهندية من كشمير بالروابط الثقافية والدينية العريقة مع إيران، ويقال إن أجداد آية الله الخُميني من أُصُول كشميرية، لأن وادي كشمير يقع على طريق التجارة القديم بين بلاد فارس والهند، مما وَلَّدَ علاقات ثقافية ودينية عميقة بين الأقلّيّة الشيعية التي تمثل حوالي 10% من سُكّان إقليم كشمير وإيران، وحلت اللغة الفارسية محل اللغة الأردية والكشميرية، وتُعلق في مساجد الأحياء الشيعية في سريناغار، المدينة الرئيسية في كشمير، صور الخميني، وعلي خامنئي، المرشد الأعلى الإيراني الحالي، وقاسم سليماني، الجنرال الإيراني الذي قُتل في غارة أمريكية في العراق ( كانون الثاني/يناير 2020 ) ويحج البعض إلى الأماكن المقدسة الشيعية في إيران.
يعود تعزيز علاقات شيعة منطقة كشمير بإيران إلى سنة 1979 سنة الإنقلاب العسكري في باكستان وإعدام الرئيس الباكستاني السابق ذو الفقار علي بوتو، وهو شيعي، وخلال نفس السنة تغير نظام الحكم في إيران وأصبحت الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدّعي الدّفاع عن المسلمين المُستضعفين والمُضْطَهَدِين في العالم.
بعد إلغاء الحكم الذّاتي لكشمير من قِبَل الهند سنة 2019، ازداد وضع السكّان تدهورًا فضلا عن انعدام الفرص التعليمية والمهنية، وأصبحت إيران إحدى وجهات هجرة الكشميريين، من جميع الأديان، إلى جانب ماليزيا وتركيا ودول الخليج، وأصبحت إيران خيارًا مفضلًا للشباب الذين يرغبون في مواصلة التعليم العالي أو البحث عن فرص أفضل...
بقيت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية متحفظة في تعليقاتها على اضطهاد حكومة الهند للمسلمين وامْتَنَعت عن الإنتقاد العَلَنِي لقمع هذه الحكومة لسكان إقليم كشمير أو عن الدعم العَلَنِي لتطلعاتهم الاستقلالية، لأن إيران ترغب في الحفاظ على علاقاتها الإستراتيجية مع الهند، الشريك الاقتصادي الرئيسي، وفي ضمان نجاح مشروع الربط الإقليمي الطموح الذي يركز على ميناء تشابهار الواقع في بلوشستان الإيرانية، والذي تشارك فيه نيودلهي، غير إن الدّعم الإيراني الخَفِيّ أثمر إدانة مُفْتِي كشمير (السني)، خلال شهر تشرين الأول/اكتوبر 2024، تقصير الأنظمة العربية، وخاصة السعودية، في دعم الشعبَيْن الفلسطيني واللّبناني واقترح "نَقْلَ صِفَة حارس الأماكن المقدسة من السّعودية إلى إيران ( لأنها) الدولة الإسلامية الوحيدة التي تدعم القضية الفلسطينية بنشاط"، وفق المُفْتِي...

كشمير منطقة جيواستراتيجية هامة ومصدر مياه
في أعقاب الهجوم الذي وقع في كشمير الهندية يوم 22 نيسان/ابريل 2025، والذي أسفر عن مقتل ستة وعشرين شخصا، ردت الهند يوم السابع من أيار/مايو 2025 بقصف باكستان الذي تَنْفِي حكومته ينفي أي تورط في الهجوم الإرهابي، وأطلقت الهند سلسلة من الصواريخ على الأراضي الباكستانية - على بلدتي موريدكي (30 كيلومترا من الحدود) وبهاوالبور (120 كيلومترا) وكذلك على طول الحدود، مما أسفر عن مقتل 26 شخصا، خلال اللّيلة الفاصلة بين السادس والسابع من أيار/مايو 2025، وردّت باكستان على الفور بقصف الجانب الآخر، مما أسفر عن مقتل 12 شخصا، وفقا لتقرير مؤقت،ويُعَدّ هذا الإشتباك الأكثر عنفاً منذ حوالي ثلاثة عُقُود، وانطلقت موجة التّوتّر الحالية عقب هجوم "باهالجام" في جامو وكشمير، والذي أسفر عن مقتل 25 سائحاً هندياً ورجل نيبالي يوم 22 نيسان/ابريل 2025 ، وأعلنت منظمة جبهة المقاومة الإسلامية، المرتبطة بجماعة لشكر طيبة الجهادية في باكستان مسؤوليتها عن الهجوم، واعتبرت الحكومة الهندية إن حكومة باكستان مسؤولة عن الهجوم، دون تقديم أي دليل يُدِين الحكومة الباكستانية التي نَفَتْ مسؤوليتها واقترحت تشكيل لجنة تحقيق دولية، وتلاقي الهند صعوبات في إثبات تورّط باكستان، مما جعل الدّعم الدّولي لها ضعيفًا، ولم يذكر قرار الأمم المتحدة المتعلق بهذه القضية أي مجموعة إرهابية بالاسم، مما أثار استياء حكومة الهند.
تعود قضية منطقة "جامو" و "كشمير" إلى بداية آب/أغسطس 1947، عندما تم تفكيك الإمبراطورية البريطانية في الهند على أساس ديني، بين الهند ذات الأغلبية الهندوسية وباكستان ذات الأغلبية المسلمة، نشأ السؤال حول ضم ولاية كشمير الأميرية، المحاصرة بين الاثنين، وحصلت منطقة كشمير، الجبلية الشاسعة، على استقلالها سنة 1946، أي قبل عام من ذلك، لكن مهراجا هذا المكان كان هندوسيًا في حين أن أغلبية السكان كانوا مسلمين، واعتبرت باكستان المُستقلة حديثًا إن منطقة "جامو" و "كشمير" امتداد طبيعي للأراضي الباكستانية، وانطلق نزاع مُسلّح بين الدّوْلَتَيْن خلال شهر تشرين الأول/اكتوبر 1947، واستمرّ حوالي سنتَيْن، وانتهت هذه الحرب بانقسام إقليم كشمير إلى قسمين على جانبَيْ "خط السّيْطرة" الذي يبلغ طوله 770 كيلومتراً، وتُسيطر باكستان على نحو 37% من أراضي الإقليم (86 ألف كيلومتر مربع و6,4 مليون نسمة )، فيما تُسيطر الهند على نحو 63% أو 92440 كيلومترًا مربعًا و12,5 مليون نسمة، ولا توجد لحدّ الآن حدود معترف به، لأن الصين تمكنت ( بعد معارك 1962 مع الهند) من احتلال منطقة واكساي تشين من كشمير، ومنطقة أخرى (وادي شاكسجام ) تنازلت عنها باكستان، ولكن الهند تعتبر جميع هذه الأراضي تابعة لها وتحاول السيطرة عليها بالقوة، وخاضت حربين أخريين سنة 1965 وسنة 1971 ( سنة انفصال بنغلادش، ودعمت الصين باكستان فيما دعم الإتحاد السوفييتي الهند وانفصال بنغلادش)، كما انطلقت صراعات مسلحة قصيرة بين الهند وباكستان في منطقة كشمير سنوات 1999 و 2000 و 2001 و 2019 ) وأستفرت هذه الصراعات عن مقتل ما يصل إلى مائة ألف من الأشخاص من الجانبَيْن...
تُمثل كشمير منطقة استراتيجية، لأنها تقع في قلب جبال الهيمالايا، شمال أفغانستان، حيث الإحتياطيات الضّخمة للمياه، وتَحُدُّها الصّين من الشرق ( وهي حدود غير مستقرة بين الهند والصين) وباكستان من الغرب، حيث تَمُرُّ طريق الحرير الجديدة ( الحزام والطريق) وتمثل باكستان منطقة استراتيجية لمبادرة الحزام والطّريق، مما يُعزّز تحالفها مع الصّين، فيما تُمثل الهند حليفًا للولايات المتحدة والكيان الصهيوني، وفرضت الهند نظامًا استعماريًا واستبداديًا وعنصريا على السكان المسلمين في كشمير ( كما في كافة مناطق الهند ) باستخدام الإغتيالات التي ارتفع عددها والإحتجاز التعسفي والتمييز، وما إلى ذلك، وتنقسم الحركات المناهضة للإستعمار الهندي إلى بعض الحركات التي تطالب بضم الإقليم إلى باكستان، وتطالب معظم حركات المعارضة الأخرى بالحكم الذاتي الحقيقي، أو الاستقلال، واحتد قمع الدّولة الهندية من شهر آب/أغسطس 2019، عندما أعلن رئيس الوزراء اليميني المتطرف ( ناريندرا مودي ) وحزبه فَرْض "الهندوسية" ( وهي ديانة وقومية وعقيدة ) بالقوة، وإلغاء الحكم الذاتي لإقليم كشمير، وقامت السلطة بتقسيم المنطقة إلى قسمين بين جامو وكشمير ولداخ (نصفها بوذيون من التيبت والنصف الآخر مسلمون)، وتم إلغاء البند القانوني الذي يَحْظر على غير الكشميريين شراء الأراضي هناك، ويهدف رئيس وزراء الهند وحزبه اليميني المتطرف إلى تسهيل مشاريع العقارات والسياحة لتحويل الولاية إلى "منطقة سياحية، وتقليص حصة المسلمين لصالح الهندوس، بدعم من إجراءات القمع واعتقال المحامين والصحفيين والاحتجاز دون محاكمة وسحب جوازات السفر واستفزاز المنظمات "الجهادية" لكي ترُدَّ الفعل بواسطة التّفجيرات والأعمال الإرهابية...
تهدف الهند فَرْض الأمر الواقع على باكستان، فضلا عن السيطرة على مَصادر المياه، إذْ هدَّدَ رئيس الوزراء الهندي "بقطع مياه نهر السند عن باكستان" وإلغاء مُعاهدة سنة 1960 التي تم توقيعها تحت رعاية البنك العالمي لضمان الوصول العادل إلى النهر للجميع، وتضمنت المعاهدة سيطرة الهند على ثلاثة روافد في الشرق، وباكستان على رافدين في الغرب، ولم يتم التهديد بقطع المياه قبل سنة 2025، وبالفعل أطلقت الهند عددًا هامًّا من مشاريع السّدود التي قد تخفض منسوب المياه التي تتدفق نحو باكستان...

تَشعُّبات قضية كشمير
لم تتَبَنَّ أي مجموعة غير حكومية ( إرهابية ) هجوم يوم الثاني والعشرين من نيسان/ابريل 2025، لكن لبعض هذه المجموعات ارتباط بالإستخبارات العسكرية الباكستانية، ودرّب جهاز الاستخبارات الداخلية الباكستانية ( ISI ) عناصر هذه المجموعة التي لا تخضع للسيطرة الباكستانية المباشرة ولديها أجندتها الخاصة ويمكنها التخطيط لعملياتها دون استشارة أحد، ولما فقدت باكستان السّيْطَرة على مثل هذه المجموعات أسّسَتْ أُخْرى، ولا يمكن استبعاد قيام مجموعات من منطقة كشمير التي تسيطر عليها الهند بالتمرد وتنفيذ عمليات من هذا النّوع، خصوصًا منذ إلغاء حكومة ناريندرا مُودِي – سنة 2019 - الوضع شبه المستقل الخاص الذي كانت تتمتع به كشمير الهندية التي تعيش حالة من التوتر المستمر بسبب المُعاملة الدُّونية التي يتعرض لها سكان جامو وكشمير...
كانت حكومة الهند التي شنت هجومات عسكرية على باكستان سنة 2019 تحظى بدعم أمريكي قوي، ولكن دونالد ترامب يدّعي الحياد، سنة 2025، فيما أعلنت الحكومة الصّينية التي تتقاسم مع الهند وباكستان جزءًا من كشمير: "إننا نتفهم قلق باكستان بشأن سيادتها وسلامة أراضيها"، لأن التهديد بإعادة النظر في تقاسم مياه نهر السند الذي توجهه الهند ضد باكستان يمكن أن توجهه الصين ضد الهند عبر نهر براهمابوترا، في شرق البلاد، كما إن الصين استثمرت مبالغ كبيرة في البنية التحتية والطاقة والموانئ في باكستان ضمن مبادرة الحزام والطّريق...
استخدمت الإستخبارات الأمريكية أراضي باكستان لتدريب المجموعات الإرهابية ( المُسمّاة "جهادية") واستخدامها ضد الإحتلال السوفييتي لأفغانستان، ولا تزال أجهزة الإستخبارات للدّول الإمبريالية تستخدم هذا الأسلوب، ولذا فإن احتمال استخدام المجموعات الإرهابية لأراضي باكستان لا يعني بالضرورة موافقة حكومتها التي تجاوزتها الأحداث... أما حكومة الهند فإنها تُواجه العديد من المشاكل الدّاخلية وتمكّنت من تحويل الأنظار عنها بفضل هذا الهجوم الإرهابي، خلافًا لحكومة باكستان التي تعيش استقرارًا نسبيا بعد سنتَيْن من الإضطرابات والتّوتّرات ( التي لم تخْتَفِ تمامًا) وليس لها أي مصلحة في الحرب، في ظل مناخ متوتر بين الصّين ( حليفة باكستان) والولايات المتحدة (حليفة الهند)، غير إن كلًّا من الصين والهند وروسيا (حليفة الهند) من الأعضاء المُؤسّسين لمجموعة بريكس التي قد تتضرّر من الحرب، مقابل استفادة الولايات المتحدة...
اتّسم الوضع الدّاخلي في الهند بارتفاع حالات العُنف ضد المُسلمين، خصوصًا بعد هجوم 22 نيسان/ابريل 2025، وكتبت بعض وسائل الإعلام الأجنبية وقوع ما لا يقل عن 42 جريمة ضدَّ المسلمين بين يَوْمَي الثالث والعشرين من نيسان/ابريل والسّابع من أيار/مايو 2025، وورد ذِكْرُ بعض الفظائع التي تم تبريرها صراحة بالإنتقام لضحايا كشمير، وحصلت حالات إعدام شنقًا خارج نطاق القانون لطلاّب أو تُجّار تم طَرْدُهُم من مساكنهم ومحلاّتهم ومدارسهم، وتَلَقَّى المثقفون والأساتذة والصحفيون الكشميريون العديد من التهديدات وتعرض بعضهم لعمليات الطّرد غير المُبرّر من العمل فيما استولى الجيش الهندي على أراضي وممتلكات الكشميريين بحجة "الأمن القومي"، وعمومًا يمكن التّأكيد إن المسلمين في الهند يُعانون من وضعهم كمواطنين من درجة ثانية أو ثالثة، خصوصًا بعد التعديل الدستوري لسنة 2019 الذي جعل الدِّين معْيارًا للجنسية الهندية، وجعل الهندوسية إيديولوجية ودين الدّولة وإقصاء المسلمين من الحياة العامة، كما إن حزب "بهاراتيا جاناتا" بزعامة "ناريندرا مودي" ( رئيس الحكومة) جعل اجهزة الدّولة حكرًا على أنصار القومية الهندوسية، وتركز الدّعاية الإنتخابية لهذا الحزب على "أخاند بهارات" (مفهوم الهند الموحدة التي تدمج باكستان ) مما يجعل تطبيع العلاقات بين البلدَيْن أمرًا عسيرًا في المُستقبل المَنْظور، فضلا عن اعتبار كشمير قضية سياسية داخلية لكلا الجانبين، وعن قضية المياه...

خلاصة
كانت الهند حليفًا تقليديًّا للإتحاد السوفييتي قبل انهياره، ثم انتقلت من دولة مؤسسة لمجموعة عدم الإنحياز إلى حليف قوي للكيان الصهيوني وللولايات المتحدة التي تريد تحويل الهند إلى وَكيل يُنافس الصّين في آسيا وكذلك في العالم، ضمن شبكة تحالفات تضم مجموعة من بلدان جنوب شرقي آسيا واليابان وكوريا الجنوبية فضلا عن أستراليا وللولايات المتحدة قواعد عسكرية في هذه الدّول باستثناء الهند التي تسعى – مع الولايات المتحدة – لإنجاز طريق تجاري يضم الكيان الصهيوني ودُوَيلات الخليج، لمنافسة المشروع الصيني ( مبادرة الحزام والطريق ) الذي يضم باكستان، كما إن الهند جسّدت تحوّلها السياسي بتغيير مصادر الأسلحة وعقد صفقات مع الولايات المتحدة وفرنسا، فيما ازداد اعتماد الجيش الباكستاني على الأسلحة الصينية التي مكنته من التفوق على سلاح الجو الهندي – المجهّز بأسلحة غربية وروسية - خلال مواجهات أيار/مايو 2025، الأسلحة الفرنسية والأمريكية، وعلى المستوى السياسي حصلت باكستان على دعم الصين وتركيا ( حلف شمال الأطلسي) فيما حصلت الهند على الدّعم الأمريكي – رغم ادّعاء الحِياد – والصهيوني...
دعمت الصين باكستان خلال حرب انفصال بنغلادش ( 1971) ودعمت الهند الإنفصال بزعامة مُجيب الرّحمان، زعيم رابطة عوامي، والد الشيخة حسينة التي تمت الإطاحة بها سنة 2024، وانتصرت الهند (بالسلاح السوفييتي) بشكل بالوكالة وحصل الإنفصال، وتعزّزت العلاقات بين الصين وباكستان – بما فيها العلاقات العسكرية - منذ إطلاق مبادرة الحزام والطريق ومشروع الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، وارتفعت استثمارات الصين في باكستان إلى حوالي خمسين مليار دولارا، وشملت الإستثمارات توسيع وتعميق ميناء "غوادار" الباكستاني وربطه بمقاطعة "تشينجيانغ" الصناعية الصينية وبالخليج العربي، وعلى المستوى السياسي لمّحت وسائل الإعلام الصّينية إلى أهمية موقع باكستان في الإستراتيجية الإقتصادية والسياسية الصينية، وبالتالي دعمها ضدّ أي تهديد وُجُودي لأنها شريك استراتيجي مُهِمّ...



#الطاهر_المعز (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس: ملاحظات بشأن الوضع الحالي
- اليمن: مقاومة غيرت موازين القوى
- مُتابعات - العدد الثالث والعشرون بعد المائة بتاريخ العاشر من ...
- بإيجاز – غزة، خبر وتعليق
- ذكرى مجازر الثامن من أيار 1945 بالجزائر
- -الأضْرار الجانبية- للحرب الإقتصادية الأمريكية – الجزء الثان ...
- -الأضْرار الجانبية- للحرب الإقتصادية الأمريكية – الجزء الأول
- إعادة هيكلة النظام الاقتصادي العالمي - الجزء الثاني
- إعادة هيكلة النظام الاقتصادي العالمي – الجزء الأول
- مُتابعات - العدد الثاني والعشرون بعد المائة بتاريخ الثالث من ...
- علاقة المذهب المسيحي البروتستانتي بالصهيونية
- الأول من أيار/ مايو 2025 تكريمًا للعمال غير المستقرين
- فيتنام 30 نيسان/ابريل 1975 – 2025
- أوروبا - باسم الدّيمقراطية!
- مكانة إفريقيا في الأطماع الدّولية سنة 2025 - 3
- مكانة إفريقيا في الأطماع الدّولية سنة 2025 - 2
- مُتابعات - العدد الواحد والعشرون بعد المائة بتاريخ السّادس و ...
- مكانة إفريقيا في الأطماع الدّولية سنة 2025 - 1
- من تداعيات الحرب التجارية – 3
- من تداعيات الحرب التجارية – 2


المزيد.....




- -صليت وسط الأنقاض-.. علي شمخاني مستشار مرشد إيران يكشف ما حد ...
- كيف أحبطت قطر هجوم إيران على -العديد- أكبر قاعدة أمريكية في ...
- سي إن إن: هكذا أحبطت قطر الهجوم الإيراني على قاعدة العديد
- مراسل فرانس24 في طهران في قلب مراسم تشييع قتلى الحرب بين إسر ...
- ترامب: محاكمة نتنياهو تعيق قدرته على التفاوض مع إيران وحماس ...
- موجة حر شديدة تضرب جنوب أوروبا، فهل تغيّر طقس القارة العجوز؟ ...
- Day at the Races 789club – Cu?c ?ua t?c ?? m? màn chu?i th?n ...
- عاجل | وزير الخارجية الفرنسي: نعتزم مع شركائنا الأوروبيين ال ...
- العقوبات تتجدد.. هل تنجح أوروبا في كسر شوكة بوتين؟
- فيديو.. عامل معلق رأسا على عقب في الهواء بعد صدمة مفاجئة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر المعز - كشمير – خفايا وخلفيات الصّراع