أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر المعز - مُتابعات - العدد الرّابع والعشرون بعد المائة بتاريخ السّابع عشر من أيار/مايو 2025















المزيد.....


مُتابعات - العدد الرّابع والعشرون بعد المائة بتاريخ السّابع عشر من أيار/مايو 2025


الطاهر المعز

الحوار المتمدن-العدد: 8345 - 2025 / 5 / 17 - 11:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتضمن العدد الرّابع والعشرون بعد المائة من نشرة "مُتابعات" الأسبوعية مُقدّمة بعنوان "في ذكرى النكبة" وفقرة عن جبهة الأعداء، وفقرة بعنوان موقعنا ( كعرب) بين الولايات المتحدة والصين وفقرة عن "ديمقراطية رأس المال" التي تجعل الأثرياء غير المنتخبين وغير الخاضعين للمُساءلة والمُحاسبة يتحكمون بالقرارات المصيرية للمجتمعات وفقرة عن الدّيُون الخارجية للبلدان الفقيرة وفقرة عن بعض تَبِعات الرسوم الجمركية الإضافية التي أقرّتها حكومة الولايات المتحدة وفقرة عن تدَنِّي قياسي تاريخي لشعبية دونالد ترامب والإقتصاد في الولايات المتحدة بعد مائة يوم من رئاسته

في ذكرى النّكبة 1948 – 2025
تُوِّجت النكبة بإنشاء الدولة الصهيونية، والتهجير القسري لنحو 850 ألف فلسطيني، وتدمير 531 قرية...
ارتكبت الميليشيات الصهيونية مجازر ضد السكان المدنيين، وتعرض سُكّان قرية دير ياسين يوم التاسع من نيسان/أبريل 1948 للإبادة وتظل العديد من المجازر محفورة في ذاكرة الفلسطينيين والعرب. إن المجازر هي وسيلة لنشر الرعب، بهدف إجبار سكان المناطق والمدن الأخرى على ترك أراضيهم ومنازلهم... إن مشروع التطهير العرقي من خلال طرد السكان يعود إلى سنة 1940 على الأقل، أي قبل مؤتمر بلتمور سنة 1942 بفترة طويلة.
جمع المؤتمر الصهيوني الدولي خلال شهر مايو/أيار 1942 أكثر من 600 مشارك ي فندق بلتمور في نيويورك بهدف الدفع نحو إنشاء "الوطن القومي اليهودي" بمساعدة الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى وفرنسا والدول التي حاربت ألمانيا النازية، "ولكن يتعين علينا أن نقوم بهذا العمل بأنفسنا... ستكون فلسطين يهودية بقدر إيمان اليهود بيهوديتها"، وفق ديفيد بن غوريون آنذاك...
يعيش الشعب الفلسطيني اليوم نكبة ثانية، وَوَجَّهَ توم فليتشر، رئيس العمليات الإنسانية للأمم المتحدة، كلمة إلى ممثلي مجلس الأمن يوم الثلاثاء 13 أيار/مايو 2025، قائلا: "تفرض إسرائيل، عمدًا وبتهور، ظروفًا غير إنسانية على المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة ... هل ستتحركون بشكل حاسم لمنع الإبادة الجماعية في غزة؟ [...] أستطيع أن أقول لكم، بعد أن زرت شخصيًا ما تبقى من النظام الصحي في غزة، إن الموت بهذا الحجم له صوت ورائحة لا تفارقانك أبدًا، وكما وصفت إحدى الممرضات الوضع : أطفال يصرخون بينما يتم تمزيق الأنسجة المحروقة من جلدهم".
أما مرؤوسته فرانشيسكا ألبانيزي فقد ندّدت صراحة ب"الإبادة الجماعية" ( فقرة لاحقة)
لم يسلم أي مستشفى في غزة من القصف والحرق والتدمير، مما أدى إلى ترك المرضى المصابين ومبتوري الأطراف وكل من يعانون من السرطان، دون مكان لتلقي الرعاية الصحية، ولم يسمح الكيان الصهيوني بدخول أي غذاء أو دواء منذ شهر آذار/مارس 2025
"أنا شخصياً مصدوم لأنني صدقت الدول الغربية عندما زعمت أنها تدافع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي... أين هم؟ هل لا يزال القانون الدولي موجوداً ؟ ".  مصطفى البرغوثي، المسؤول الفلسطيني "المعتدل" الذي آمن بخرافة اتفاقيات أوسلو، وعضو المجلس الوطني الفلسطيني، وزعيم المبادرة الوطنية الفلسطينية، ورئيس الإغاثة الطبية الفلسطينية...
إن مفهوم "القانون الدولي" هو مجرد خدعة كبيرة تستخدمها الدّول الإمبريالية المهيمنة التي تفرض المقاييس والقواعد وتُغيرها متى شاءت وتُقرّر متى يتم تطبيقها أو تجاهلها...

تميزت فرانشيسكا ألبانيزي، مقررة الأمم المتحدة، بالشجاعة لما ذكرت في تقريرها المعنون "تشريح إبادة جماعية"، الصادر خلال شهر نيسان/ابريل 2024: "... إن الإبادة الجماعية الإسرائيلية ضد فلسطينيي غزة تصعيدٌ يندرج في إطار عملية محوٍ من خلال استعمار المستوطنات، وهي عملية مستمرة منذ زمن طويل، لأكثر من سبعين عامًا، حيث خنقت إسرائيل الشعب الفلسطيني كجماعة - ديموغرافيًا وثقافيًا واقتصاديًا وسياسيًا - من خلال جهودها لتهجيرهم ومصادرة أراضيهم والسيطرة على أراضيهم ومواردهم. يجب وقف النكبة المستمرة وإصلاح الضرر نهائيًا. إنه واجبٌ وضرورةٌ تجاه ضحايا هذه المأساة التي كان من الممكن تجنبها، وكذلك تجاه الأجيال القادمة في هذا البلد... وترى اللجنة، على وجه الخصوص، أن القادة التنفيذيين والعسكريين الإسرائيليين، وكذلك الجنود الإسرائيليين، قد شوهوا عمدًا مبادئ (القانون في زمن الحرب). "إن إسرائيل تستخدم ذريعة الوقاية من الحرب والتخريب من أجل إضفاء الشرعية على الإبادة ضد الشعب الفلسطيني...."
من المفاجآت أن تكتب منظمة العفو الدولية يوم الخامس من كانون الأول/ديسمبر 2024 ، بعد تحقيق أجرته: "إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة"، وتدين منظمة العفو الدولية "النية المُبَيّتة لإسرائيل لتدمير السكان الفلسطينيين جسدياً، فضلا عن الإبادة الجماعية والتصريحات المهينة التي يصدرها مسؤولون حكوميون وعسكريون إسرائيليون، وخاصة على أعلى المستويات، ونظام الفصل العنصري الذي تفرضه إسرائيل، وحصارها اللاإنساني لقطاع غزة واحتلالها العسكري غير القانوني..."
قال القائد ووزير الحرب الصهيوني موشيه ديان:
"بُنيت قرى يهودية مكان قرى عربية. أنتم لا تعرفون حتى أسماء هذه القرى العربية، ولا ألومكم لأن كتب الجغرافيا لم تعد موجودة. ليس فقط الكتب لم تعد موجودة، بل القرى العربية أيضًا لم تعد موجودة. نشأ كيبوتس نهلال مكان محلول؛ وكيبوتس غفات مكان جبعة؛ وكيبوتس ساريد مكان حنفيس؛ وكفار يهوشوع مكان تل الشومان. لا يوجد مكان واحد بُني في هذه البلاد لم يكن فيه سكان عرب سابقون..."
اقترن تأسيس الدّولة الصّهيونية بالإبادة ( أكثر من ثلاثين مذبحة قُتِلَ خلالها ما لا يقل عن 15 ألف فلسطيني ) والإبعاد القَسْري – تهجير نحو 80% من سكّان الأراضي المحتلة بين تشرين الثاني/نوفمبر 1947 ومنتصف أيار/مايو 1948 - والتّدمير ( تدمير 531 قرية )، ولا تزال النّكبة مُستمرة للسنة السابعة والسّبعين على التّوالي بدعم كبير من الإمبريالية التي تعتَبِر – وهي مُحِقّة – الصّهيونية جُزْءًا منها، ولذا فإن نضال الشعب الفلسطيني لا يقتصر على مقاومة الصهيونية، بل هو نضال ضدّ الإمبريالية ( البريطانية ثم الأمريكية ومن معها ) والسلطات الرجعية العربية...
إن ما يحدث حاليا في غزة والضفة الغربية والقُدس هو استمرار أو مُواصَلَة للنكبة والمجازر والتّشريد والحصار والتّجويع تحت القصف المتواصل الذي يُبرّره زعماء الإمبريالية ب"حق إسرائيل في الدّفاع عن النّفس"...
إن حق العودة للفلسطينيين هو معيار العدالة، وهو من الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني، ومن العبث الحديث عن "حلول" للمسألة اليهودية – وهي قضية أوروبية وليست عالمية – على حساب تشريد الشعب الفلسطيني...

في جبهة الأعداء
"الجوع كسلاح": يستخدم الكيان الصهيوني الحصار والتّجويع ( إلى جانب القصف المستمر على مدار السّاعة ) كسلاح حرب لحرمان الشعب الفلسطيني، وخصوصًا في غزة والضفة الغربية ( الأراضي التي احتّلّت سنة 1967 ) من الغذاء والماء والدواء، فضلا عن استهداف جيش العدو بشكل منهجي الصحافيين والأطباء والمُسعفين وعمال الإغاثة والأطفال، ويُخالف الكيان الصّهيوني المواثيق التي وقَّعها ( وهي ليست في صالحنا) بشأن أُسُس التّعامل والإلتزامات تجاه المواطنين والأراضي في المناطق المحتلّة ( يفترض هذا "القانون الدّولي" شَرْعِيّة وُجُود كيان الإحتلال منذ سنة 1948 أي إنه لا يعتبر أراضي ال48 "مناطق مُحتلّة")، ولذلك أطلقت محكمة العدل الدّولية في لاهاي (هولندا) التابعة للأمم المتحدة جلسة استماع لفترة أسبوع، "للنظر في طلب الرأي الاستشاري المقدم إليها من الجمعية العامة للأمم المتحدة – منذ التاسع عشر من كانون الأول/ديسمبر 2024 - بشأن مسألة التزامات إسرائيل فيما يتعلق بوجود وأنشطة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى والدول الثالثة في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفيما يتصل بها"، وفق رئيس المحكمة، وتستمر الجلسات حتى الثاني من شهر أيار/مايو2025، وتتضمن التزامات الإحتلال فيما يتصل بالأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1967 : توفير السلع الأساسية الضرورية للحياة اليومية للفلسطينيين، وتوفير الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية والمساعدات التنموية لصالح الفلسطينيين ودعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، وحظيت الوثيقة الدّولية التي تم إقرارها بشأن فتح تحقيق بشأن خرق الإحتلال ونقض التزاماته، بدعم 137 دولة، من بينها روسيا وبريطانيا والصين وفرنسا، وصوتت اثنتا عشرة دولة ضد القرار، بما في ذلك الكيان الصهيوني وكندا والولايات المتحدة وبعض الجُزُر التي لا يسمع أحد بوجودها سوى أثناء التّصويت لصالح الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، وامتنعت اثنتان وعشرون دولة أخرى عن التصويت.

موقعنا بين الصين والولايات المتحدة
لم يتضرّر اقتصاد الدّول الرأسمالية المتقدمة من ارتفاع حصة الصين من الصادرات ومن الإقتصاد العالمي، خلال العقدَيْن الأخيرَيْن من القرن العشرين والعقد الأول من القرن الواحد والعشرين، وبالمقابل تضرّر قطاع الصّناعات التّحويلية وفئة الحِرفِيِّين في البلدان الفقيرة في إفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية من انتصار الإتجاه الرّأسمالي في الصين بزعامة دنغ هسياو بنغ ثم انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية سنة 2001 وتجلّى ذلك في ارتفاع حصة الصين من الصناعات التحويلية البسيطة وارتفاع حجم صادرات الصين إلى كافة دول العالم، بموازاة انخفاضها في أمريكا الجنوبية ( المكسيك مثلا ) وآسيا ( بنغلاديش وفيتنام وسريلانكا ) وتضررت كافة الصناعات التقليدية في إفريقيا، وخصوصًا قطاعات الإلكترونيك ( تركيب) و النّسيج وصناعة القطن في بلدان إفريقيا الواقعة جنوب الصحراء الكبرى، كما في بلدان أخرى مثل سوريا أو مصر فضلا عن إغراق السوق بإنتاج رديء ورخيص الثمن يجتذب الفُقراء والفئات الوُسطى، ويقضي على الصناعات المحلية، بالإضافة إلى استنزاف الصين لقطاعات عديدة مثل المعادن وما رافقها من استغلال فاحش للطبقة العاملة في قطاع التعدين والإنشاء والبُنية التّحتية، خصوصًا للعمالة غير الماهرة، وتستورد الشركات الصينية المهندسين والفَنِّيِّين من الصين، ولا تُشغل الكفاءات المحلية...
ابتدعت الصّين مصطلح "اقتصاد السّوق الإجتماعي" ( أبْدَعَ َوزير الإقتصاد السوري ونائب رئيس الوزراء الأسبق "عبد الله الدّردري " في تبرير السياسات الإقتصادية الرأسمالية الليبرالية باسم "اقتصاد السوق الإجتماعي") بدل الإقتصاد الإشتراكي لكي لا تُعلن قيادات الحزب والدّولة تَخَلِّي الصّين الرّسمي عن الإشتراكية منذ عُقود واعتماد أُسُس الإقتصاد الرّأسمالي، داخليا بتكثيف استغلال العمال وتهجير صغار الفلاحين، وخارجيا باستغلال ثروات وشُعوب البلدان الأخرى، لكن سياستها الخارجية تختلف عن الولايات المتحدة وأوروبا فهي – لِحَدّ الآن - لا تفرض شروطًا سياسية ولا تفرض حصارًا أو "عُقوبات" ضدّ البلدان والشّعوب، وهي في حاجة إلى جَمْع المُتَضَرّرين من العجرفة الأمريكية ومن الهيمنة الإمبريالية "الغربية" التي أصْبحت تستهدف الصين لما نجحت في اقتحام ميادين البحث العلمي والإبتكار والتّطوير ومنافسة الشركات الإحتكارية الأوروبية في القطاعات التي تُحقّق قيمة زائدة مرتفعة مثل الطاقات المتجدّدة والإتصالات والسيارات الكهربائية والهواتف "الذّكية" والفضاء والصناعات العسكرية وما إلى ذلك من قطاعات استراتيجية احتكرتها الشركات الأمريكية والأوروبية بدعم من الحكومات التي ضخت المال العام بسخاء...
قد تكون الصين حليفًا لنا اليوم كشعوب عربية لكنها حليف مُؤَقّت ( في مواجهة الشراسة الأمريكية والأوروبية ) نظرًا للعلاقات المتطورة مع الكيان الصهيوني ونظرًا لأساليب الإستغلال الرأسمالي التي تمارسها الصّين، ونهب فائض قيمة العمل في الصين كما في آسيا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية...

ديمقراطية رأس المال
ارتفعت ثروات أثرى أثرياء العالم سنة 2024، بمعدّل 5,2 مليار يوميا، وتضُمّ الولايات المتحدة 30% من أغنى الأغنياء، بينما يُحْرَم نحو مليارَيْ شخص – خصوصًا في البلدان الفقيرة - من الحماية الاجتماعية، وفي الولايات المتحدة التي تضم أكبر عدد من أثرى أثرياء العالم ( بحكم قيادتها للعالم الرأسمالي) لا يحصل سوى 40% من المواطنين على دخل من المُمْتلكات ( الأُصُول والرُّيُوع) مقابل حوالي 5% في البلدان متوسطة أو ضعيفة الدّخل، وبالتالي فإن ما بين 90% و 95% من سُكّان العالم غير مَعْنِيِّين ولا يهتمون بشؤون البورصة والأُصُول المالية وأسعار الأسهم، لكن الأقلية الثّريّة – التي لم يتم انتخابها - تفرض مصالحها ووجهة نظرها على المجتمع لأنها تُسيْطر على السلطة الإقتصادية والسياسية والإعلامية، وتحكم العالم وتُقرّر الإستيلاء على المال العام وتُقرّر مُستقبل ومصير الشعوب وتُقرّر مصير الشّعوب، وتُعلن الحُروب العدوانية ضد الشعوب المُضْطَهَدَة، دون محاسبة أو مُساءلة

دُيون
تضاعف الدّيْن الخارجي للدّول الفقيرة ( النامية) تسعة عشر مرة بين سنتي 1980 و 2023، من 450 مليار دولارا سنة 1980 إلى 8,837 تريليون دولارا سنة 2023 ومعظمها منالبنك العالمي وصندوق النّقد الدّولي اللَّذَيْن فَرَضَا التّقشّف وخصخصة المؤسسات العمومية والخدمات الإجتماعية وخفض الإنفاق الاجتماعي وتحطيم الحواجز الجمركية وتشجيع الإستيراد، وتُخصّص حكومات الدّول المُقْتَرِضَة جزءًا هامًّا من إيراداتها لتسديد "خدمة الدّيْن" الخارجي ( أصل الدّيْن والفوائد وأعباء أخرى ) التي بلغت سنة 2023، أكثر من 970 مليار دولارا، تم تسديدها، من دُيُون إجمالية لبلدان "الجنوب" قدرها 3,833 تريليون دولارا، وهو مبلغ صغير في المُطْلَق لأن الدّيْن الخارجي لمائة وثلاثين دولة من دول "الجنوب" لا يتجاوز 10% من حجم الدَّيْن العام الأميركي، أي إن إلغاء هذه الدّيُون – التي تم تسديد أضعاف قيمتها – لا تأثير له على الإقتصاد العالمي...
تستخدم الدّول الفقيرة إيرادات الدّولة من الصّادرات ومن السياحة وتحويلات المُغتربين لتسديد الدّيون الخارجية بالعملات الأجنبية ولاستيراد السلع والخدمات التي أَمَر صندوق النقد الدّولي والبنك العالمي بوَقْفِ إنتاجها ( المواد الغذائية والأدوية على سبيل المثال) في الدول التي تطلب قُروضًا، وبالتالي فإن الشعوب والكادحين والفُقراء لا يستفيدون من هذه القروض بل تستفيد منها المصارف الدّولية والشركات العابرة للقارات وبعض فئات البرجوازية الكمبرادورية الحاكمة في البلدان الواقعة تحت الهيمنة، وعندما تراجعت إيرادات الدّول الفقيرة من العملات الأجنبية بسبب الإغلاق سنتَيْ 2020 و 2021 ( كوفيد – 19) وانعدام إيرادات السياحة وانخفاض تحويلات العُمّال المهاجرين، أصبحت بلدان مثل زامبيا وغانا والحبشة وسريلانكا وباكستان ولبنان وتونس وكينيا مُهدّدة بالتّخلّف عن سداد أقساط الدّيون التي حل أجل سدادها بين سنتَيْ 2020 و 2023...

تَبِعات أزمة الرّسوم الجمركية
يتضمّن برنامج دونالد ترامب تخفيضات ضريبية على الثروات، أي انخفاض إيرادات خزينة الدّولة وبالتالي خفض الإنفاق على الصحّة والتعليم والخدمات والبيئة، وتعويض هذه المبالغ المفقودة بإيرادات الرسوم الجمركية الإضافية، وهي مبالغ كبيرة بفعل ضخامة حجم وقيمة الواردات الأمريكية التي تجعلها قادرة على إعادة هَيْكَلة التجارة الدّولية – من خلال الرسوم الجمركية – واضطراب آليات التراكم والأرباح الرأسمالية ( انخفاض مُعدّل الرّبْحية) في العديد من مناطق العالم، مما يعيق حركة رأس المال والسلع والخدمات والعمالة، ومما يزيد من تجميع ( تركيز) القطاعات الأكثر ربحيّة ( التكنولوجيا العالية والطاقة النظيفة والإتصالات...) في الولايات المتحدة والصّين والإتحاد الأوروبي وإلحاق الضّرر باقتصاد دول أخرى مثل المكسيك وفيتنام وبلدان آسيوية وإفريقية عديدة...

الولايات المتحدة - انخفاض شعبية ترامب إلى أدنى مستوى على الإطلاق
بعد مرور مائة يوم على توليه منصبه، حصل دونالد ترامب على أدنى نسبة تأييد بين القادة الأميركيين خلال العقود الثمانية الماضية، ( أي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية)، وفقا لاستطلاع رأي أجرته شبكة إيه بي سي نيوز وصحيفة واشنطن بوست وشركة إبسوس للإحصاء واستطلاعات الرأي، وبحسب الدراسة، فإن 39% فقط من المشاركين يوافقون على الطريقة التي يدير بها ترامب شؤون الولايات المتحدة، فيما أعرب 55% عن عدم رضاهم عن أداء الرئيس، ويشعر العديد من المشاركين في الإستطلاع بالقلق إزاء حالة الاقتصاد، إذ يعتقد 73% أن الاقتصاد في حالة سيئة، وأشار 71% من المشاركين إلى الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب باعتبارها السبب في ارتفاع الأسعار، فيما يتفق 31% فقط من المشاركين مع ادّعاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن الاقتصاد سيكون له أساس أكثر صلابة على المدى الطويل، ويعتقد أغلب المشاركين في الاستطلاع (58%) أن جهود رئيس الدولة لتقليص حجم ودور الحكومة مبالغ فيها، في حين يزعم 56% أنه تجاوز صلاحياته بشكل غير معقول، ويشكك 55% في التزام إدارة ترامب بحماية حقوق وحريات المواطنين، وفي الوقت نفسه، عارض 67% من المشاركين إلغاء الجنسية بالولادة، وعارض 66% إغلاق وزارة التعليم.
أما عندما يتعلق الأمر بالعلاقات الدولية، يعتقد 49% من المشاركين أن ترامب أَضْعَفَ - بدلاً من أن يعزز - القيادة الأميركية في العالم، بينما يؤيد 34% من المشاركين سياسته الدّولية، وفيما يتعلق بروسيا، قال 46% من المشاركين إن ترامب يتصرف بشكل ودود للغاية، ووصف 11% نهجه بأنه مواجهة مفرطة، وأيد 40% تكتيكات الرئيس.
ملاحظة: لا تُشكل استطلاعات الرّأي مقياسًا علميا لأنها تنتقي فئة صغيرة من السّكّان تنتقيها مؤسسات الإستطلاع وتُضخّم النتائج من خلال عملية حسابية مستخدمة في الإحصاءات وفي فرع الإحتمالات الرياضية، كمما إن الأسئلة مُصاغة بشكل يُوجّه أجوبة الجمهور، بحسب المؤسسة التي طلبت الإستفتاء وسدّدت قيمة تنفيذه، ويُعتبر الإستطلاع مُؤشِّرًا ولكنه ليس مقياسًا علميا.
قَدّمَ موقع صحيفة واشنطن بوست المعلومات التّالية: تم إجراء الاستطلاع في الفترة من 18 إلى 22 نيسان/أبريل 2025، باللغتين الإنجليزية والإسبانية، بين عينة وطنية عشوائية مكونة من 2464 شخصًا بالغًا، قد يكون هامش الخطأ في النتائج بزيادة أو نقصان نُقطَتَيْن مائويّتَيْن.



#الطاهر_المعز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى النّكبة 1948 – 2025
- الإمبريالية وحقوق الإنسان
- القرارات الحمائية الأمريكية في سياق ارتفاع الدّيون العالمية
- كشمير – خفايا وخلفيات الصّراع
- تونس: ملاحظات بشأن الوضع الحالي
- اليمن: مقاومة غيرت موازين القوى
- مُتابعات - العدد الثالث والعشرون بعد المائة بتاريخ العاشر من ...
- بإيجاز – غزة، خبر وتعليق
- ذكرى مجازر الثامن من أيار 1945 بالجزائر
- -الأضْرار الجانبية- للحرب الإقتصادية الأمريكية – الجزء الثان ...
- -الأضْرار الجانبية- للحرب الإقتصادية الأمريكية – الجزء الأول
- إعادة هيكلة النظام الاقتصادي العالمي - الجزء الثاني
- إعادة هيكلة النظام الاقتصادي العالمي – الجزء الأول
- مُتابعات - العدد الثاني والعشرون بعد المائة بتاريخ الثالث من ...
- علاقة المذهب المسيحي البروتستانتي بالصهيونية
- الأول من أيار/ مايو 2025 تكريمًا للعمال غير المستقرين
- فيتنام 30 نيسان/ابريل 1975 – 2025
- أوروبا - باسم الدّيمقراطية!
- مكانة إفريقيا في الأطماع الدّولية سنة 2025 - 3
- مكانة إفريقيا في الأطماع الدّولية سنة 2025 - 2


المزيد.....




- خلفت عدة وفيات.. شاهد صواعق وأعاصير تضرب ولاية كنتاكي الأمري ...
- مقتل رجل أمن خلال مظاهرة في العاصمة الليبية، وأنباء عن استقا ...
- -غروك- يثير الجدل: هل تروّج أداة إيلون ماسك لرواية -الإبادة ...
- المحكمة العليا الأمريكية تجهض محاولة ترامب استئناف عمليات ال ...
- غزة سوريا.. ملفات على طاولة قمة بغداد وسط غياب معظم القادة
- الكرملين: لقاء بوتين وزيلينسكي ممكن فقط بعد التوصل إلى اتفاق ...
- مراسلنا: مقتل 15 شخصا في قصف إسرائيلي على غزة
- صورة تجمع رؤساء الوفود المشاركة بالقمة العربية في بغداد
- باستريكين يوعز بالتحقيق في وفاة طفل روسي بفندق في مصر
- روسيا.. ابتكار نموذج أولي لأول -حاملة طائرات- مسيرة تعمل بال ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر المعز - مُتابعات - العدد الرّابع والعشرون بعد المائة بتاريخ السّابع عشر من أيار/مايو 2025