أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر المعز - مُتابعات - العدد الثّامن والعشرون بعد المائة بتاريخ الرّابع عشر من حزيران/يونيو 2025















المزيد.....


مُتابعات - العدد الثّامن والعشرون بعد المائة بتاريخ الرّابع عشر من حزيران/يونيو 2025


الطاهر المعز

الحوار المتمدن-العدد: 8374 - 2025 / 6 / 15 - 13:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتزامن صُدُور هذا العدد مع وُقُوع أحداث هامة لا تزال جارية، ولذا لم تكن متابعتها ممكنة فضلا عن الفضاء المحدود للنشرة التي تخضع للإنتقاء. أما الحدث الأول فهو قافلة الصّمود المغاربية التي أصبحت دولية بالتنسيق مع المجموعات التي تدعم الشعب الفلسطيني وتُطالب برفع الحصار على غزة، ولعبت مليشيات خليفة حفتر ( خائن جيشه ووطنه، عميل الإستخبارات الأمريكية، والذي تدعمه الإمارات ومصر وروسيا ) والنظام المصري دور الخطّ الأمامي للكيان الصهيوني، حيث تم إيقاف القافلة في مكان قَفْرٍ في ليبيا التي استقبل شعبها القافلة بحفاوة لا نظير لها.
أما الحدث الثاني الذي لم تتناوله النشرة فهو توسيع العدوان الصهيوني ليشمل إيران ( قبل أسبوع واحد من لقاء أمريكي/إيراني ) وسوريا وفلسطين واليمن في نفس الوقت، بدعم من الإتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي فضلا عن الولايات المتحدة، بتواطؤ مع دول التطبيع العلني ( مصر والأردن والإمارات والبحرين ) وغير العلني، وكان الرّدّ الإيراني سريعًا لكنه لم يكن في مستوى الهجوم الصّهيوني، لحد مساء الجمعة 13 حزيران/يونيو 2025...

يتضمن العدد الثّامن والعشرون بعد المائة من نشرة "مُتابعات" الأسبوعية فقرة عن أحد أشكال التضامن مع الشعب الفلسطيني من الهند، وفقرة عن ارتفاع مخاطر الجوع الحادّ في مقابل زيادة الإنفاق عن التّسلّح وانخفاض الإنفاق على "الإغاثة والعمليات الإنسانية"، وفقرة عن اليمن وضراوة المقاومة رغم الخسائر والدّمار وفقرة عن بعض تبعات زيادة الرسوم الجمركية الأمريكية وفقرة عن زيادة الإنفاق العسكري والفساد في الولايات المتحدة وأوروبا وحلف شمال الأطلسي
الهند في ظل حكم الهندوس الصهاينة
نظّمت منظمات طلابية في الهند مسيرة نحو السفارة الصهيونية في نيودلهي، يوم العاشر من حزيران/يونيو 2025، ضد حصار وتدمير قطاع غزة واحتجاجًا على اعتراض سفينة "مادلين" التابعة لأسطول الحُرّيّة يوم التاسع من حزيران/ابريل 2025، واحتجاجًا على دعم الحكومة الهندية اليمينية المتطرفة ( حكومة حزب بهارتيا جاناتا الهندوسي وزعيمها رئيس الوزراء ناراندرا مودي) الإبادة الجماعية التي يرتكبها الجيش الصهيوني بحق الفلسطينيين في غزة، وطالبوا بالإفراج عن طاقم أسطول الحرية، وتعرض الطلاب للهجوم والإعتقال من قِبَلِ قوات الشُّرْطَة يوم الثلاثاء 10 حزيران/يونيو 2025، حيث هاجمت الشرطة واعتقلت عشرات الطّلاّب الذين ينتمي معظمهم إلى منظمات طلابية يسارية مثل رابطة طلاب عموم الهند (AISA) واتحاد طلاب الهند (SFI) وغيرهما، وخصوصًا من كانوا يرفعون لافتات وأعلامًا فلسطينية وشعارات ضد الحكومة الهندية التي "تدعم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الجيش الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني في غزة"، وطالبوها بالوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتم اقتياد المُعتَقَلِين إلى مكان مجهول قبل أن يتم إطلاق سراحهم في وقت متأخر من مساء نفس اليوم...

الجوع والتّسلّح
ارتفع عدد الأشخاص الفُقراء الجائعين أو الذين يُهدّد الجوع حياتهم، من 105,2 مليون سنة 2016 إلى 295 مليون شخص سنة 2024، والتَحَقَ 13,7 مليوناً بصفوف الفاقدين للأمن الغذائي سنة 2024، وفق التقرير السنوي بعنوان "أزمات الغذاء سنة 2025 " الذي يُعدّد بعض أسباب انتشار المجاعة وارتفع مخاطر انعدام الأمن الغذائي، ومن ضمنها "النزاعات المسلّحة التي تُسبب انهيار قطاع الفلاحة والنزوح القسري للسكان والتوترات الجيوسياسية وتغغير المناخ والسياسات الإقتصادية التي تُسبب توسيع الفجوة الطبقية..."، وأطلقت منظمة الأمم المتحدة صيحة فزع بسبب انخفاض تمويل الإغاثة والعمليات الإنسانية بأكثر من 30% سنة 2025 مقارنة بسنة 2024 التي بلغت بدورها مستويات قياسية منخفضة، خصوصًا في فلسطين والسودان واليمن والعديد من مناطق إفريقيا ( الصومال والكونغو ومالي) وأمريكا الجنوبية ( هايتي) وآسيا (أفغانستان وميانمار وباكستان وبنغلادش).
في البلدان العربية، أبرم دونالد ترامب مع السعودية وقَطر والإمارات صفقات تجارية واتفاقيات للإستثمار في الإقتصاد الأمريكي ولشراء الأسلحة بقيمة 3,2 تريليون دولار، بينما يُعاني الفلسطينيون واليمنيون والسودانيون وغيرهم من الجُوع، فضلا عن القصف والموات والدّمار، وتواجه سوريا والسودان واليمن "مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد"، وبلغ العدد الإجمالي للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد في كل من ليبيا والسودان والصومال 7,65 مليون طفلًا، و510 ألف طفل في سوريا ، وستين ألف طفل في غزة وقرابة عشرين ألف في لبنان، وفق تقرير "أزمات الغذاء سنة 2025 "
في مقابل ارتفاع عدد حالات الجوع الحادّ، ارتفع الإنفاق على الحروب والأسلحة خلال العام 2024، حيث ارتفع الإنفاق العسكري العالمي بنسبة 9,4% خلال سنة واحدة، من 2,48 تريليون دولار سنة 2023 إلى 2,72 تريليون دولار، سنة 2024، وفق بيانات معهد ستوكهولم الدّولي لأبحاث السّلام، وبلغ الإنفاق الأميركي العسكري 997 مليار دولار سنة 2024 ( وهو مبلغ مُعْلَن يقل عن المبلغ الحقيقي) وبلغ الإنفاق العسكري الصيني 314 مليار دولارا سنة 2024، وبلغ الإنفاق العسكري الروسي نحو 149 مليار دولار، تم تخصيص جزء كبير منه لصناعة الأسلحة المستخدمة في حرب أوكرانيا، وبلغ إنفاق ألمانيا 88,5 مليار دولارا، فضلا عن "صندوق تعزيز القدرات العسكرية بقيمة 105 مليارات دولار)، وقُدّرت الميزانية العسكرية للكيان الصهيوني سنة 2024 بنحو 46,5 مليار دولارا، لكنه يتلقى مساعدات عسكرية سنوية مجانية بقيمة سبعة مليارات دولارا من الولايات المتحدة وألمانيا فضلا عن المساعدات المجانية الأخرى...

اليمن
تمكنت الولايات المتحدة من بَيْع طائرة إف – 35 إلى العديد من الدول، بثمن مرتفع جدًّا، باعتبارها طائرة متطورة، رغم عيوبها العديدة، وتمكّنت من تمويل صناعتها من قِبَلِ الدّول الاعضاء بحلف شمال الأطلسي (ناتو) وتم الترويج لهذه الطّائرة في معارض الأسلحة وفي الصور الموجودة في "الكتالوغات" على إنها خَفِيّة (شَبَح) وغير قابلة للكشف من قِبَل أجهزة الرّادار، وذات أداء استثنائي وفريد، لتبرير ارتفاع السّعر، وسلّمتها الولايات المتحدة للكيان الصهيوني، مجانا – ضمن برنامج الدّعم العسكري الأمريكي - قبل أعضاء حلف شمال الأطلسي، واستخدمها الجيش الصهيوني منذ تشرين الأول/اكتوبر 2023 لقصف الشعب الفلسطيني في غزة، ولما استخدمها الجيش الأمريكي ضدّ شعب اليمن أصابتها صواريخ المقاومة اليمنية إصابات خفيفة، ولم تتمكّن من إسقاطها، واعتبر تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز بتاريخ 12 أيار/مايو 2025، ذلك "الحادث" بمثابة "التّشْهِير أو الإشهار المُعاكس الذي من شأنه أن يخفض سعر الطائرة في أسواق الأسلحة بشكل كبير"، خصوصًا بعد إسقاط المقاومة اليمنية طائرات مسيرة من طراز MQ-9، وإصابة العديد من طائرات F-16 المقاتلة، مما جعل دونالد ترامب والقادة العسكريين بالجيش الأمريكي يحجمون عن الدخول في مواجهة مطولة مع المقاومة اليمنية، حيث لم يتمكن الجيش الأمريكي، بعد حوالي 45 يوم من القصف، من فَرْض التفوق الجوي في سماء اليمن والبحر الأحمر، واضطرت القوات الجوية الأمريكية إلى عدم الإقتراب كثيرًا من سماء اليمن والإكتفاء بالقصف عن بُعد، وهو ما أدّى إلى إقناع دونالد ترامب بضرورة الانسحاب من البحر الأحمر، لأن التّفوّق الجوّي الأمريكي يُعتَبَرُ أهم نقاط القوة للجيش الأميركي الذي يتمتع بانتشار بحري واسع وله حاملتا طائرات ضخمة في البحر الأحمر وقاذفات بي-2، فضلاً عن منظومتي الدفاع الجوي باتريوت وثاد، وفي غضون 30 يوما فقط من الهجمات على شعب اليمن، كلفت الحملة أكثر من مليار دولار، لكن الميزانية العامة لا تستطيع تمويل حرب باهظة التكلفة ضد عدو صغير إلى هذا الحد.
كشف تقرير صحيفة نيويورك تايمز إن القيادة العسكرية الأميركية لم تكن تتوقع ذلك، و "إن حقيقة أن الحوثيين، بدفاعاتهم الجوية البدائية نسبيا، تمكنوا من منع العديد من الطائرات الأميركية من شن هجمات مباشرة، بالاعتماد إلى حد كبير على أسلحة قيمة بعيدة المدى أو حتى قاذفات الشبح، لها بالتأكيد آثار أوسع نطاقا سوف نستكشفها بمزيد من التفصيل في مقالات مستقبلية"، واعتبرت إن ذلك "يشكل اعترافاً بالعجز وعجز الجيش الأمريكي عن استخدام الطائرة الشّبح B-2 Spirit ، وهو أمر مثير للقلق لأن الولايات المتحدة لا تستطيع تنفيذ عمليات بأمان حتى بالقرب من المجال الجوي اليمني ضد ميليشيا ذات دفاعات جوية بدائية، وإن طائرات إف-35 غير قادرة على العمل دون أن يتم اكتشافها بواسطة الرادارات الإيرانية المستعملة، والتي من المرجح أنها رادارات قديمة تعود إلى الحقبة السوفيتية..." واستنتجت "إذا لم تتمكن طائرات إف - 35 و بي – 2 من الصمود في وجه الدفاعات الجوية اليَمَنية، فلن تتمكن من الصمود في وجه الدفاعات الإيرانية أيضًا" كما أشار التقرير إن الجيش الصهيوني لم يشأ المُغامرة بالتحليق أو قصف إيران بطائرات إف – 35 التي اكتفت بإطلاق صواريخها من داخل الحدود العراقية، لأن "الطائرات الشبحية ليست شبحية، حتى بالنسبة للرادارات اليمنية" التي أحبطت عقيدة الحرب التي طورها الجيش الأمريكي منذ عُقُود والتي تعتمد على أسلحة عالية التقنية وباهظة الثمن وغير قابلة للاستخدام في ظروف القتال الحقيقية، وعلى أي حال فإن الشركات الخاصة تحتكر صناعة الأسلحة الأمريكية والأوروبية، بدعم حكومي، وتهدف الشركات الخاصة تعظيم الرّبح، من خلال البيانات التي تنشرها في معارض السلاح والتدريبات والإستعراضات العسكرية، أي في ظروف تختلف عن ظروف الحرب، ولذلك تظهر عيوب هذه الأسلحة المتطورة وعالية الثمن أثناء الحرب، كما تعتمد الأسلحة عالية التقنية بشكل كبير على سلاسل التوريد في السوق العالمية، والتي يمكن أن تتوقف في أي وقت، وتستخدم الولايات المتحدة عددًا كبيرًا من الذخائر الدقيقة، بما في ذلك القنابل الخارقة للتحصينات، لكن تأثيرها كان ضئيلًا للغاية على البنية التحتية للقوات اليمنية، وسبق أن جرّبت السعودية والإمارات استخدام المُرتزقة والأسلحة الأمريكية المتطورة ضد المقاومة اليمنية، ولم تنجحا، وحاول وزير الحرب الأميركي بيت هيجسيث إقناع حُكّام السعودية والإمارات برعاية هجوم بري جديد في اليمن، لكنهما رفضتا لأن الهجوم السابق فشل، وفي المقابل قَدَّمَت السعودية للولايات المتحدة قائمة بأسماء 12 من قادة "الحوثيين" الذين يجب قتلهم لوقف المقاومة اليمنية، وفق وكالة "بلومبرغ" بتاريخ 13 أيار/مايو 2025...

من تبعات زيادة الرُّسوم الجمركية
ارتفاع سعر الذهب
يتم تقويم دُيُون (وعجز) الولايات المتحدة بعملتها الخاصة، أي بالدّولار، خلافًا للدّول الأخرى، ويمكن للولايات المتحدة طباعة الكمّيّة التي تريدها من الدّولارات، ولذلك لا يمكن لها أن تصبح عاجزة عن السّداد أو أن "تفلس" لأنه يمكنها الاستمرار في طباعة الدّولارت وضخّها في الإقتصاد العالمي، لتغطية عجز ميزان المدفوعات الأمريكي ولتغطية تكلفة شن الحروب العدوانية بفعل قوتها العسكرية الإستثنائية التي تستخدمها لإيذاء البلدان الأخرى وقصفها واحتلالها وتفتيتها أو وتغيير الأنظمة، وتهديد بلدان أخرى...
أدّت الغطرسة الأمريكية إلى إخضاع نحو 30% من دول العالم إلى "عُقوبات" ولا يزال التّهديد بفَرْض الحصار و"العُقوبات" قائمًا، مما جعل العديد من المصارف المركزية تُعزّز احتياطياتها من الذّهب، بدلاً من الدّولار أو اليُورُو، وخصوصًا بعد مُصادرة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أصولًا للمصرف المركزي الرّوسي بقيمة 300 مليار يورو، في مخالفة صريحة للقوانين والأعراف الدّولية، وسبق أن صادرت هذه الدّول أُصُول إيران وفنزويلا وأفغانستان، وأثار ذلك مخاوف البنوك المركزية في العديد من البلدان الأخرى التي تخشى مُصادرة أُصُولها لو خالفت "الأوامر" الأمريكية والأوروبية، فلجأت إلى شراء الذّهب، ولذلك استمر سعر الذّهب في الإرتفاع طيلة العامَيْن الماضِيَيْن، رغم انخفاض نسبة التّضخّم، وقد يكون ذلك مؤشرا على إعادة هيكلة الاقتصاد العالمي...
تضاعف السّعر العالمي للذّهب ثلاث مرّات بين سنتَيْ 2018 و 2025، وبلغ مستويات قياسية، بفعل ارتفاع الطّلب من 4899 طنّا سنة 2023 إلى 4974 طنّا سنة 2024، من قِبَل المصارف المركزية ( في روسيا والصين والهند وتركيا وغيرها ) التي تريد تقليل الإعتماد على الدّولار، وكذلك من قِبَل الأفراد، وارتفاع السّعر العالمي بنسبة 8% بين بداية شهر نيسان/ابريل ومنتصف أيار/مايو 2025، إثْر رَفْع الرّسُوم الجمركية الأمريكية التي أدّت إلى انخفاض قيمة الدّولار وإلى تَحَوُّل المستثمرين والمُضاربين من الدّولار إلى الذّهب كملاذ آمن، وفْقَ تقارير مجلس الذهب العالمي، وتوقَّعَ تقرير بعض المؤسسات المالية مثل غولدمان ساكس و يو بي إس أن يبلغ سعر أونصة الذّهب أربعة آلاف دولارا منتصف سنة 2026.
آثار مالية واقتصادية
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (يوم الجمعة 23 أيار/مايو 2025) إنه يوصي بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على السلع القادمة من الاتحاد الأوروبي اعتبارا من الأول من حزيران/يونيو 2025، وأدّى هذا التّصريح إلى تراجع قيمة اليورو وإلى زيادة مخاوف المستثمرين من أثر الرسوم الجمركية على التجارة الدّولية، فيما ارتفعت قيمة الدّولار قليلاً مقابل اليورو الأوروبي والين الياباني والفرنك السّويسري والجنيه الإسترليني، بعد اتفاق الولايات المتحدة والصين على تعليق الرّسُوم الجمركية، وكان دونالد ترامب قد أعلن " لقد تم إنشاء الإتحاد الأوروبي بهدف الاستفادة من الولايات المتحدة في مجال التجارة... ( إن الإتحاد الأوروبي) يُقيم حواجز تجارية وحواجز غير نقدية ويفرض ضرائب القيمة المضافة والعقوبات السخيفة على الشركات الأمريكية فضلا عن الدعاوى القضائية غير العادلة وغير المبررة ضد الشركات الأمريكية، وغيرها، مما أدّى إلى عجز تجاري مع الولايات المتحدة يفوق 250 مليار دولار سنويًا، وهو رقم غير مقبول إطلاقًا"، وتعترض المفوضية الأوروبية على الأرقام والبيانات التي يعرضها دونالد ترامب، وتُقدّر العجز التجاري بين الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي بحوالي 160 مليار دولار في البضائع فقط، و60 مليار دولارا عند احتساب الفائض الأميركي في مجال الخدمات، غير إن تصريحات دونالد ترامب تسببت في هبوط في الأسواق المالية الاوروبية، وتراجعت قيمة الأسهم والعملة والعائد على السندات الأوروبية، وسَعَت المفوضية الأوروبية إلى الحصول على توضيح من الولايات المتحدة بشأن فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على الواردات من الاتحاد الأوروبي.
وتهدف الإجراءات الأمريكية إلى رفع واردات الإتحاد الأوروبي من الغاز الصّخري الأمريكي والتّخلِّي نهائيا عن الغاز الروسي ومزيدًا من المنتوجات الفلاحية الأمريكية، ومن المفارقات إن سياسة دونالد ترامب أدّت إلى ارتفاع الأسعار ونسبة التضخم، لأن القاعدة الإنتاجية الأميركية لا يمكنها أن تُشكل بديلا للواردات الصينية أو الأوروبية وغيرها، بل أدّى ارتفاع الرسوم الجمركية إلى زيادة الأعباء المالية للشركات الأميركية وإلى انخفاض هامش الرّبح وتجميد أو تباطؤ التّوْظيف، ويتوقع مصرف "جي بي مورغان" حدوث ركود تضخمي بالولايات المتحدة كنتيجة لسياسات دونالد ترامب ( بلومبرغ 23 أيار/مايو 2025)، وارتفعت المخاوف بشأن انخفاض النشاط التجاري وارتفاع التضخم والبطالة واحتمال الركود وتجميد أو إلغاء مشاريع توسّع الشركات من خلال الإستحواذ أو الإندماج...

عسكرة الإقتصاد الأمريكي والأوروبي لعلاج الأزمة
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إطلاق نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي الجديد "القبة الذهبية" سوف يكون جاهزًا في غضون ثلاث سنوات، أي قبل انتهاء ولايته (كانون الثاني/يناير 2029)، وسيكون قادرًا حتى على اعتراض الصواريخ القادمة من الفضاء ( من سيهاجم الولايات المتحدة؟ ) وأظهرت تجربة الجيش الصهيوني إن هذا النظام مرتفع الثمن وقليل الجدوى، غير إن الرئيس الأمريكي كان قد أعلن خلال حملته الانتخابية تكثيف الإستثمار الحربي لمعالجة أزمة الإقتصاد الأمريكي بذريعة "حماية الولايات المتحدة من التهديدات القادمة من الجوّ ومن الفضاء " وقَدَّرَ مُستشارو دونالد ترامب تكلفة برنامج "القُبّة الحديدية" بما لا يقل عن 175 مليار دولار، وتُشير وزارة الحرب الأمريكية "إن الولايات المتحدة تواجه خطرًا متزايدًا من روسيا والصين"، فيما تُثْبِتُ الوقائع تكثيف التواجد العسكري الأمريكي على حدود روسيا والصّين وخُلُوّ الحدود الأمريكية من أي تواجد عسكري روسي أو صيني أو من أي دولة أخرى، واعتبرت الحكومة الصينية إن مشروع القبة الحديدية يهدد "التوازن الاستراتيجي العالمي والاستقرار".
يستفيد حلفاء دونالد ترامب من الإنفاق الحكومي الأمريكي، مثل شركة "سبيس إكس"، المملوكة لحليفه ومُمَوِّل حملته الإنتخابية "إيلون ماسك"، لتصميم وتنفيذ مشروع "القبة الحديدية" المُعَدّ لاعتراض الصواريخ العابرة للقارات المزوّدة برؤوس نووية، وهي استمرار لخطة الرّدع الصاروخي التي بدأها رونالد ريغان (1981 ـ 1989) ضمن برنامج "حرب النجوم" ويهدف المشروع المُحْدَث من قِبَل دونالد ترامب إلى إنشاء شبكة تشمل المئات من الأقمار الصناعية المُخصّصة لرصد الصواريخ ( القادمة من روسيا أو الصين ) وتعقُّبها واعتراضها، وأعلن وزير الحرب الأمريكي بيت هيغسث "إن درع القبة الحديدية سيحمي أمريكا من صواريخ كروز والصواريخ الباليستية والتقليدية والنووية والصواريخ فرط الصوتية والطائرات المسيَّرة"، ورَفَضَ الإفصاح عن التقنيات المُستخدَمَة...
جرّبت الولايات المتحدة بعض تطبيقات نموذج "القبة الحديدية" في فلسطين المحتلة لاعتراض المقذوفات قصيرة ومتوسطة المدى، منذ سنة 2011، وفي اليونان منذ سنة 2024، للتصدي للطائرات المسيَّرة والصواريخ، وفي أوروبا ضمن مشروع نظام الدفاع الجوي الأوروبي "درع السماء الأوروبية"، وفق معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام ( SIPRI ) الذي أعلن (مجلة "نيوزويك" الأمريكية بنهاية سنة 2023 ) إن دولاً أخرى أنفقت مبالغ كبيرة على منظومات دفاعية مماثلة، ومنها سنغافورة سنة 2009، والهند ( 2010) وكوريا الجنوبية ( 2012 ) وأذربيجان ( 2016 ) ورومانيا وقبرص ( 2022 ) وأطلقت مبادرة "درع السماء الأوروبية " ( ESSI ) سنة 2022 " كمشروع أوروبي للدفاع الجوي والصاروخي"، وتهدف المبادرة إلى شراء أنظمة دفاعية قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى بشكل منسَّق بين 23 دولة انضمّت للمشروع "من أجل التصدّي لجميع أنواع التهديدات الجوية".
ترافق ارتفاع النفقات العسكرية سواء في أوروبا أو الولايات المتحدة أو على مستوى حلف شمال الأطلسي، مع ارتفاع قضايا الفساد والرّشاوى والسّرقات، بسبب ضُعْف الرقابة بحكم السرية العالية التي تحيط بعقود التّسلّح، وتواجه وكالة الدعم والمشتريات التابعة لحلف شمال الأطلسي(NSPA) تدقيقا بشأن صفقات أسلحة وذخيرة تُحيط بها شبهات الفساد أكّدها تحقيق شمل موظفين حاليين وسابقين في الوكالة المعنية وأسفر حتى الآن عن خمس عمليات اعتقال، منها اثنان في بلجيكا وثلاثة في هولندا، وفق المدعي العام البلجيكي الذي أعلن، مساء الأربعاء 21 أيار/مايو 2025، عن هذه الاعتقالات المتعلقة "بمخالفات مُحْتَمَلَة في عقود شراء ذخيرة وطائرات بدون طيّار لحساب حلف شمال الأطلسي" ( 32 دولة)، وتم غسيل الأموال الناتجة عن هذه الممارسات غير القانونية عبر تأسيس شركات استشارية، وفق وسائل الإعلام البلجيكية، استنادًا إلى تسريبات لوثائق تمت مُصادرتها في لوكسمبورغ وإيطاليا وإسبانيا والولايات المتحدة، بتنسيق من وكالة العدل الأوروبية.
تضم الوكالة المعنية بالدعم والمشتريات التابعة لحلف شمال الأطلسي (NSPA) أكثر من 1500 موظف، ويقع مقرها الرئيسي في لوكسمبورغ، إلى جانب وجود فروع في عدة دول أوروبية، وتُقدّم الوكالة الدّعم اللوجستي لمهمات وعمليات حلف شمال الأطلسي والتفاوض نيابة عن الدول الأعضاء على عقود الشراء المشتركة للسلاح والعتاد بهدف خَفْض التكاليف، وأبرمت الوكالة سنة 2024 عقودًا بقيمة ما لا يقل عن سبعمائة مليون دولار لشراء صواريخ ستينغر الأمريكية المضادة للطائرات نيابة عن عدة دول أعضاء، وفقًا لوكالة رويترز.
اعتبرت منظمة الشفافية الدّولية أن التحقيق الجاري في حلف شمال الأطلسي يسلط الضوء على أهمية الرقابة الشاملة على إنفاق المال العام في قطاع التسلّح المتّسم بالضبابية والتّعتيم باسم السّرّية، حيث ارتفع الإنفاق العسكري لدول أوروبا ومعظمها عضو في حلف شمال الأطلسي، كما ارتفع الإنفاق الأمريكي والدّولي، وكلما ارتفع الإنفاق زادت مخاطر الفساد، فقد أنفق حلف شمال الأطلسي، سنة 2024، نحو 1,3 تريليون دولار على الدفاع، ويستعد الاتحاد الأوروبي، الذي يشكل أعضاؤه ثلثي أعضاء حلف الناتو، لحملة إنفاق ضخمة تهدف إلى دعم الدول الأعضاء الـ 27 في استثمار 800 مليار يورو إضافية في قطاع الدفاع، خلال السنوات الخمس القادمة، من خلال خطة لاقتراض 150 مليار يورو (168 مليار دولار) غير إن زيادة الإنفاق العسكري وتدفق مئات المليارات الإضافية ستزيد من مخاطر الفساد بسبب الأموال الضخمة وظروف السرية العالية التي تحيط بعقود الحكومات وبالمفاوضات، حيث لا يستطيع البرلمان الأوروبي ( ذو السلطات المحدودة جدًّا) مراقبة الأموال والأسلحة المرسلة إلى أوكرانيا، على سبيل المثال، مما يفتح الباب أمام الفساد وسوء استخدام السلطة، وأدّى الضغط الأمريكي المستمر على الدّول الأعضاء إلى إقرار زيادة الإنفاق العسكري والتزام كل دولة عضو بإنفاق لا يقل عن 3,5% من ناتجها المحلي الإجمالي، مقارنة بالهدف الرسمي البالغ 2%، ومتوسط الإنفاق الحالي الذي يبلغ 2,7% .



#الطاهر_المعز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أسطول الحرية إلى قافلة الصمود
- دَهالِيز الدّيمقراطية الأمريكية – الجزء الثاني
- دَهالِيز الدّيمقراطية الأمريكية – الجزء الأول
- الرأسمالية في ظل الهيمنة الأمريكية
- مُتابعات - العدد السّابع والعشرون بعد المائة بتاريخ السابع م ...
- جرائم المُشاركة في إبادة الشعب الفلسطيني – فرنسا نموذجًا
- إندونيسيا – قوة مهدورة
- ألمانيا والكيان الصهيوني، مشروع استعماري إبادِي مُشترك
- جنوب إفريقيا في مواجهة الكيان الصهيوني والولايات المتحدة وأح ...
- اقتصاد القطاع الرياضي، من خلال نماذج أديداس و بوما
- مُتابعات - العدد السّادس والعشرون بعد المائة بتاريخ الواحد و ...
- من فلسطين إلى سكتلاند – تقاليد نضالية
- الحركة العُمّالية في فيتنام
- شركة تشيكيتا – نموذج للرأسمالية المتوحشة العابرة للقارات
- الحرب التكنولوجية - دور شركات التكنولوجيا الأمريكية في إبادة ...
- اقتصاد اليابان في ظل اضطراب الإقتصاد العالمي
- دونالد ترامب يتفقّدُ وُكَلَاءَهُ في الخليج
- مُتابعات - العدد الخامس والعشرون بعد المائة بتاريخ الرّابع و ...
- الإتحاد الأوروبي -يكتشف تجاوزات- الكيان الصهيوني
- غزة - نماذج من التواطؤ مع الكيان الصهيوني


المزيد.....




- ترامب يدعو لاتفاق سلام بين إيران وإسرائيل: -الاتصالات جارية- ...
- ما مدى انخراط أمريكا في العملية الإسرائيلية ضد إيران؟ مراسلة ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل تقليص قواته من غزة لدعم الجبهة ضد إير ...
- هل خدع نتنياهو ترامب في الحرب ضد إيران؟
- ماكرون يصل غرينلاند لتعزيز الدعم الأوروبي للدنمارك
- إسرائيل تمدد حالة الطوارئ حتى نهاية يونيو
- مصادر دبلوماسية عربية تتحدث عن تحرك سعودي عاجل لإعادة إيران ...
- ترامب: قد نتدخل لمساعدة إسرائيل في القضاء على البرنامج النوو ...
- الحرس الثوري الإيراني يعلن إلغاء مراسم تشييع قتلى الضربات ال ...
- الدفاع الروسية: استهداف مركز قيادة أوكراني بصاروخ إسكندر قرب ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر المعز - مُتابعات - العدد الثّامن والعشرون بعد المائة بتاريخ الرّابع عشر من حزيران/يونيو 2025