الطاهر المعز
الحوار المتمدن-العدد: 8422 - 2025 / 8 / 2 - 12:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يتضمن العدد الخامس والثلاثون بعد المائة من نشرة "مُتابعات" الأسبوعية تعليقًا قصيرًا عن "تقدّمية" ما سُمّي "يسار" الحزب الدّيمقراطي الأمريكي، وفقرة عن القمة السابعة عشر لمجموعة بريكس التي أنهت أشغالها بالبرازيل يوم الثامن من تموز/يوليو 2025 وفقرة عن عسكرة السياسة والعلاقات الدّولية وفقرة بعنوان في جبهة الأعداء وفقرة عن الولايات المتحدة وأوكرانيا وفقرة عن تسليح ألمانيا للعدو ودورها العدواني ضد الشعوب بصفتها زعيمة الإتحاد الأوروبي و"رأس حربة الإمبريالية الأوروبية" وفقرة عن تفوق الصين في قطاع صناعة السيارات، وخاصة صناعة السيارات الكهربائية وفقرة عن رفض عُمال موانئ اليونان تحميل شحنة فولاذ عسكري هندي من سفينة يابانية إلى سفينة سعودية ليتجه الفولاذ إلى محطته النهائية: ميناء حيفا وفقرة عن تراجع الإقتصاد الأمريكي ( الناتج المحلي الإجمالي) بنسبة 0,5% خلال الرّبع الأول من سنة 2025 وأخرى عن تواطؤ وسائل الإعلام مع الإمبريالية ضدّ الشعب الفلسطيني وشعوب العالم والزعماء السياسيين الذين يختلفون مع سياسات العصا الأمريكية...
في جبهة الأعداء
من المتوقع أن تستأنف العديد من شركات الطيران الأجنبية الكبرى رحلاتها إلى تل أبيب خلال الأشهر المقبلة، وستبدأ شركة الطيران الإسبانية "إير يوروبا" رحلاتها يوم الرابع عشر من تموز/يوليو وشركة الطيران البولندية "لوت" وشركة الطيران البلغارية "بلغاريا إير" (بعد 20 تموز/يوليو). وستستأنف شركات لوفتهانزا ( ألمانيا) والخطوط الجوية النمساوية ويورو وينغز والخطوط الجوية البلجيكية والخطوط الجوية المتحدة وطيران سيشل رحلاتها في أوائل شهر آب/ أغسطس 2025.
في تل أبيب أعلنت رئيسة البرلمان الصربي، آنا برنابيتش، خلال زيارة عمل إلى فلسطين المحتلة خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الكنيست، أن وزارة الخارجية الصربية ستخفض مستوى خطر السفر إلى فلسطين المحتلة من الأحمر إلى الأصفر، كما أعلنت أن شركة الطيران الوطنية الصربية "إير صربيا" ستستأنف رحلاتها قريبًا إلى تل أبيب، ونشرت وكالة الأنباء الصهيونية "أكسيوس" شائعة مفادها "إن إسرائيل تستعد لهجمات جديدة محتملة على إيران لمنعها من استئناف برنامجها النووي، وتعتمد حكومة نتن ياهو على الدعم الأمريكي"، بينما تستعد إيران للدفاع عن مجالها الجوي بأنظمة دفاع جوي صينية الصنع وصواريخ HQ-9 وصواريخ أرض-جو، كجزء من صفقة مُقايضة وتبادل النفط بالسّلع والأسلحة، وفقًا لموقع "ميدل إيست آي" (8 تموز/يوليو 2025)، نقلاً عن مصادر دبلوماسية، وكانت إيران بحاجة إلى شراء هذه الأسلحة بشكل عاجل لإعادة بناء وتحصين قوات الدفاع الجوي بسرعة، لأنها تضررت بعد بسبب العدوان الجوي الصهيوني والأمريكي لمدة 12 يومًا، بدءًا من 13 حزيران/يونيو 2025.
السعودية تدعم الكيان الصهيوني وعمال موانئ اليونان يقاطعونه
نشر موقع حركة المقاطعة "بي دي إس "، خلال الأسبوع الأول من شهر تموز/يوليو 2025 خبر توجُّه سفينة الحاويات السعودية "فولك الدمام" المملوكة لشركة تابعة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي والتي ترفع العَلَم السّعودي، نحو ميناء بيريوس باليونان ليتم تحميلها بشحنة من الفولاذ العسكري نقلتها سفينة إيفر غولدن المملوكة لليابان والتي ترفع علم بنما، ومن المُقرّر أن تنتقل السفينة السعودية من اليونان إلى السعودية قبل أن تتوجه بحمولتها من الفولاذ ذي الإستخدام العسكري إلى ميناء حيفا، وحاول مالكو السفينة التّمْوِيه بتغيير إسم السفينة التي كانت تُدعى "فيغا كوليني"، وكانت تُبحر رافعةً علم جزر مارشال، وتغير إسمها إلى فولك الدّمّام والعلم الذي ترفعه ليصبح سعوديا في ميناء موندرا على الساحل الغربي للهند، وفق موقع تتبع حركة السفن "مارين ترافيك" بتاريخ الثلاثاء 08 تموز/يوليو 2025، وأعلنت نقابة عمال الموانئ في اليونان ( إينيديب) رَفْض تقديم أي خدمة للسفن التي تحمل شحنات قاتلة، وأعلن ناطق باسم نقابة العُمّال : "هذه شحنة حربية، إذا تم تفريغها ونقلها، فسوف ينتهي بها الأمر إلى استخدامها لضرب الأطفال والمدنيين والمستشفيات والمدارس في المذبحة التي تنفذها دولة إسرائيل المُجْرِمة ضد الشعب الفلسطيني... نرفض أن نكون أدوات في يد الولايات المتحدة أو الناتو أو الاتحاد الأوروبي أو إسرائيل أو الصين، التي تستخدم البنية التحتية لبلادنا لإعادة تشكيل العالم وإعادة رسم الحدود بدماء الشعب الفلسطيني".
سبق أن رَفَضَ عمال ميناء "فُوسْ" ( قريبًا من مدينة مرسيليا) يوم الرابع من حزيران/يونيو 2025، رَفْض شحن قطع غيار مدافع رشاشة كان من المقرر تحميلها في ميناء مرسيليا-فوس على متن سفينة حاويات تحمل العلم الليبيري متجهة إلى ميناء حيفا، وقام عمال ميناء جنوة الإيطالي، بمنع رُسُوِّ السفينة في الميناء لأنهم يرفضون "المشاركة في الإبادة الجماعية المستمرة في غزة" وقاطع العُمل في عدد من الموانئ الأوروبية الأخرى بعض السّفن المُحمّلة بالأسلحة والمعدّات الحربية المتجهة نحو موانئ فلسطين المحتلة، لكن حُكّام السعودية ومَشْيخات النّفط الخليجي يؤدّون بإتقان دَوْرَهم الوظيفي في خدمة الإمبريالية والصّهيونية...
ألمانيا رأس حِرْبة الإمبريالية الأوروبية:
وافقت الحكومة الألمانية الحالية، بقيادة المستشار فريدريش ميرتس، منذ توليها السلطة ( الأسبوع الأول من أيار/مايو 2025)، على تصدير أسلحة إلى العدو الصهيوني بقيمة تقارب أربعة ملايين يورو، وفق المعلومات التي قدّمتها وزارة الشؤون الاقتصادية هذه المعلومات استجابةً لطلب من ديزيريه بيكر، عضو الكتلة البرلمانية لحزب اليسار في البوندستاغ وهي المرة الأولى التي تضطر فيها الحكومة الألمانية إلى الإعلان عن حجم وقيمة صادرات الأسلحة إلى العدو الصهيوني، وحسبما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية (DPA)، وتمت الموافقة، خلال الفترة ما بين السابع من أيار/مايو والعاشر من حزيران/يونيو 2025، على شحنات أسلحة إلى الكيان الصهيوني بقيمة إجمالية بلغت 3986 مليون يورو، فيما أشار مجلس الوزراء في وقت سابق إلى سرية المعلومات المتعلقة بصادرات الأسلحة، خصوصًا منذ تزايد الدعوات لفرض حظر على توريد الأسلحة إلى الجيش الصهيوني، إثر العدوان الذي لا يزال مستمرًّا وعمليات الإبادة الجماعية في غزة، وانتقد بعض السياسيين من مختلف الأحزاب الألمانية المستشار الحالي زعيم الاتحاد الديمقراطي المسيحي، فريدريش ميرتس، لقوله "إن إسرائيل تقوم بالأعمال القذرة نيابةً عن الجميع" بمهاجمتها إيران، ودعت سيمتيه مولر، نائبة رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الديمقراطي الإجتماعي الألماني (SPD) في البُنْدستاغ، إلى توخي الحذر في اختيار الكلمات عند مناقشة الوضع "الحساس والخطير للغاية" في الشرق الأوسط، وأكدت قائلةً: "في مثل هذه الأوقات، يجب على جميع السياسيين التحلي بضبط النفس الدبلوماسي في تصريحاتهم العامة"، وفي الواقع فإن حزبها فعل نفس الشيء لما كان يقود الحكومة والأغلبية البرلمانية، وحطّم المستشار السابق الرقم القياسي في زيارة فلسطين المحتلة وتلبية طلبات حكومة العدو، منذ السابع من تشرين الأول/اكتوبر 2023...
من جهة أخرى ونظرًا للإنحياز الألماني المبالغ فيه للسياسة الأمريكية ولأوكرانيا وعداء الحكومة الألمانية ( السابقة والحالية) لروسيا، أعلنت وزارة الخارجية الروسية يوم الخميس 19 حزيران/يونيو 2025 "بَدْءَ عملية الإنسحاب من الإتفاقية الروسية الألمانية للتعاون العسكري التقني المبرمة يوم الرابع عشر من حزيران/يونيو 1969، لأن هذه الإتفاقية صارت لاغية عمَلِيًّا في ظل الظروف الراهنة، وتتعارض تمامًا مع الوضع الراهن للعلاقات الروسية الألمانية، التي تطورت سَلْبًا نتيجةً للسياسة العدائية الصريحة لسلطات جمهورية ألمانيا الاتحادية، والتطلعات العسكرية العدوانية المتزايدة للحكومة الألمانية"، وفق موقع وزارة الخارجية الروسية بحسب وكالة إنترفاكس الروسية بتاريخ 19/06/2025.
زهران ممداني، حدود "تَقَدُّمِيّة" ما سُمِّيَ "يسار" الحزب الدّيمقراطي الأمريكي
فاز زهران ممداني في الإنتخابات التمهيدية داخل الحزب الدّيمقراطي الأمريكي للترشح باسم هذا الحزب لرئاسة بلدية نيويورك، وتم اعتباره نصرًا عظيما للتقدّميين، لكن هذه التّقدّمية تبقى نسبية، ولا تخرج عن نطاق المعايير الأمريكية، وتم اعتباره مناصرًا للقضية الفلسطينية لأنه "أَدان الإبادة الجماعية للفلسطينيين" مما ساعده في كسب تأييد بعض فئات سكان نيويورك، ومن بينهم "عشرات الآلاف من الناخبين اليهود الذين توقفوا عن دعم إسرائيل " ( السكان المنتسبين للحزب الدّيمقراطي)، فما هي حدود "تَقَدُّمِيّة" زهران ممداني من منظور عربي؟
عندما سُئل زهران ممداني عن "حق إسرائيل في الوجود" خلال مناظرة الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي لمنصب عمدة مدينة نيويورك، أجاب: "أؤمن بحق إسرائيل في الوجود كدولة يتمتع فيها الجميع بحقوق متساوية (...) أعتقد إنه يجب أن يكون الجميع مُتَسَاوين في الحقوق"، وتم اعتبار هذا الرّد "مُشينًا ومُناوئًا لإسرائيل".
ما معنى "المُساواة في الحقوق" ( وليست المُساواة الفعلية) في ظل احتلال استعماري استيطاني؟ إنها تعني ببساطة أن يكون للمُسْتعمِر القادم من نيويورك أو برلين أو كييف ( أو أبناء أو أحفاد هذا المُسْتَعْمِر)، والمُتمتّع بدعم كل القوى الإمبريالية والشركات العابرة للقارات، نفس حقوق الفلسطيني في وطن وأرض الشعب الفلسطيني !!!
بريكس والولايات المتحدة
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على منصة "تروث سوشيال" للتواصل الاجتماعي أن واشنطن ستفرض رسومًا جمركية بنسبة 10% على منتجات "الدول التي تدعم سياسات البريكس المعادية لأمريكا، ولن تكون هناك استثناءات لهذه الإجراءات "، لأن قمة البريكس السابعة عشر التي أنهت أعمالها في البرازيل يوم الثامن من تموز/يوليو 2025 ( وتضم المجموعة حكومات موالية للإمبريالية الأمريكية مثل الهند والإمارات ومصر وتركيا...) أدانت العدوان على إيران ( دون ذكر الولايات المتحدة أو الكيان الصهيوني) وحرب الرسوم الجمركية التي تفرضها الولايات المتحدة، وحذر وزير الخارجية الرُّوسي "سيرغي لافروف" من مشكلة ارتفاع الدَّيْن العام العالمي ودعا إلى "تعزيز النظام العالمي متعدد الأطراف، والقضايا المالية والاقتصادية، والذكاء الاصطناعي"، وفق وكالة ريا نوفوستي الروسية التي نشرت تحليلا حول تنامي الدُّيُون وضرورة إنهاء الدَّوْر المهيمِن للدول "الغربية"، من خلال إنشاء آليات تنمية مستقلة في سياق أحداث السنوات الأخيرة، فقد كشف وباء كوفيد-19 عن العديد من العيوب في النظام التجاري والمالي العالمي وعجّل من تفككه، كما تفاقم تآكل النظام الاقتصادي العالمي بسبب العقوبات الأحادية غير القانونية واستخدام الدولار كسلاح "للعقاب"، وقد اهتزت الثقة في الدّولار الأمريكي، الذي كان يمثل وسيلة دفع موثوقة، ومنذ سنة 2011، ارتفع عدد الدول ذات مستويات الديون المرتفعة من 22 إلى 59 دولة، وأصبحت الدّول النامية تُنفق على خدمة الديون أكثر مما تستثمر في التنمية، وبدأ "الوضع يخرج عن السيطرة حتى في الدول المتقدمة، نظرًا للمستوى القياسي للدّيْن الأمريكي الذي وصل إلى 37 تريليون دولار.
في المقابل أصبحت مجموعة بريكس تمثل قوة دفع للإقتصاد الرأسمالي العالمي، وتطمح الصين وروسيا والهند والبرازيل إلى إنقاذه ( وليس إلى إرساء بديل له) تحت عنوان "عالم رأسمالي مُتعدّد الأقطاب" بدل "عالم رأسمالي وحيد القُطْب"، وتمثل الدول الأعضاء في مجموعة "بريكس" أكثر من 40% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي ( باحتساب تعادل القوة الشرائية ) و45% مع الدول الشريكة، أي ما يعادل 93 تريليون دولار، وتُلقي مجموعة بريكس باللوم على منظمة التجارة العالمية، نظرًا لسَلْبِيّتها أمام الإجراءات الحِمائية الأمريكية، وتجميد هيئة تسوية النزاعات التابعة لمنظمة التجارة العالمية، وتطبيق تدابير تمييزية ضد الدول النامية، مما ألحَقَ أضرارًا جسيمة بالتجارة العالمية.
تأسّست مجموعة بريكس سنة 2006 من قِبل روسيا والصين والهند والبرازيل، وانضمت إليها جنوب أفريقيا سنة 2011، ومصر الإمارات والحبشة وإيران، سنة 2024، وإندونيسيا في بداية سنة 2025، وتتعاون بيلاروسيا وبوليفيا وكوبا وكازاخستان وماليزيا ونيجيريا وتايلاند وأوغندا وأوزبكستان وفيتنام مع المجموعة كشركاء، وتتولى البرازيل رئاسة مجموعة بريكس سنة 2025.
عَسْكَرَةُ العلاقات الدّولية
ادّعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الاثنين 7 يوليو/تموز 2025، على منصة "تروث سوشيال" للتواصل الاجتماعي، أن حليفه والزعيم البرازيلي اليميني المتطرف السابق جايير بولسونارو يتعرض لاضطهاد سياسي، ودعا إلى إنهاء "حملة المطاردة" ضده. وردّ عليه الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا في قمة البريكس في ريو دي جانيرو، مناشدًا إياه عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبرازيل، التي لها قوانينها وقواعدها. وقال إن مالك هذا البلد هو الشعب البرازيلي. وقد لاقت تصريحات الرئيس البرازيلي تصفيقًا حارًا من الصحفيين المتجمعين في المركز الصحفي، وفقًا لمراسل وكالة ريا نوفوستي. وصرحت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، بأن دونالد ترامب بعث برسائل إلى كوريا الجنوبية واليابان واثنتي عشرة دولة أخرى، يُبلغها فيها برسوم جمركية جديدة على سلعها. تكشف وقائع قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) الأخيرة في لاهاي أن الناتو والاتحاد الأوروبي يستعدان لصراع عسكري مع روسيا، باعتبارهما عدوهما الرئيسي. وتزامنت نهاية هذه القمة مع بيان وزارة الحرب الأمريكية (البنتاغون) الذي أكد "استئناف تسليم أسلحة دفاعية إضافية إلى أوكرانيا لتمكين الأوكرانيين من الدفاع عن أنفسهم بينما نعمل على إرساء سلام دائم"، وذلك بعد تعليق تسليم الذخائر والأسلحة إلى أوكرانيا بسبب نفاد مخزوناتها الأمريكية، وفقًا لمجلة بوليتيكو وصحيفة وول ستريت جورنال. وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، آنا كيلي، هذه المعلومات، مؤكدةً أن القرار اتُخذ نظرًا للأهمية القصوى للمصالح الأمريكية، وفقًا لرويترز (8 يوليو/تموز 2025). وأعلن الرئيس الأمريكي في اليوم نفسه لمكتبه في البيت الأبيض (الثلاثاء، 8 يوليو/تموز 2025) أنه يدرس فرض عقوبات إضافية على روسيا بسبب إحجامها عن إنهاء الحرب في أوكرانيا. علاوة على ذلك، يبلغ الإنفاق العسكري لجميع دول حلف شمال الأطلسي مبلغًا استثنائيًا: 1.506 تريليون دولار. يمثل هذا المبلغ 55% من إجمالي الإنفاق العسكري العالمي. بمعنى آخر، تنفق 32 دولة في حلف الناتو أكثر مما تنفقه 163 دولة أخرى في العالم، وفقًا لأحدث البيانات المُحدثة (نهاية يونيو 2025). تتجاوز الميزانيات العسكرية للدول الأعضاء في حلف الناتو حاليًا ميزانيات الاتحاد الروسي بعشرة أضعاف، والذي يُعتقد أن لديه نوايا عدوانية ضد أوروبا وحلف الناتو، مما يُبرر استئناف تسليم الأسلحة الأمريكية إلى أوكرانيا: صواريخ باتريوت الاعتراضية للدفاع الجوي، وذخائر GMLRS عالية الدقة، وصواريخ هيلفاير الموجهة، وأنظمة صواريخ ستينغر المحمولة. تتزامن هذه التسليمات مع تعليق العدوان الأمريكي على إيران، الهادف إلى تدمير البنية التحتية النووية الإيرانية وتغيير النظام السياسي في إيران.
أوكرانيا - حجم المساعدات الأمريكية
صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للصحافيين في البيت الأبيض، ردًّا على سؤال حول "سبب عدم مساعدة أمريكا لأوكرانيا بنفس الطريقة التي تساعد بها إسرائيل" بأنه يقدم "مساعدة كبيرة لأوكرانيا في صراعها مع روسيا"، وكأنه يُسدّد ذلك من ماله الخاص، وصرح "أنا أساعد أوكرانيا، وأساعدهم بشكل كبير في هذه الحرب التي ما كان ينبغي أن تحدث أبدًا. لو كنت رئيسًا، لما كانت هناك حرب مع روسيا اليوم"، وأفاد موقع مجلة بوليتيكو يوم الثلاثاء الأول من تموز/يوليو 2025، أن الولايات المتحدة علّقت تسليم الذخائر وبعض الصواريخ المضادة للطائرات إلى نظام كييف نظرًا لتناقص مخزوناتها، وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، آنا كيلي، لشبكة إن بي سي يوم الأربعاء 02 تموز/يوليو 2025، " توقّفت عمليات تسليم الأسلحة إلى أوكرانيا نظرًا لأوْلَوية المصالح الأمريكية (أمريكا أوّلا) إذ استخدم الجيش الأمريكي والجيش الصهيوني أسلحتهما وذخائرهما لقصف الشعوب العربية في فلسطين ولبنان واليمن، ثم لقصف شُعُوب إيران، وعلّق المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، "كلما قلّت كمية الأسلحة المنقولة إلى كييف، اقتربت نهاية العملية العسكرية الخاصة ( الرّوسية)".
في نفس الإطار، قَدّرَ معهد "كيل" الإقتصادي العالمي (Kiel Institute ) بألمانيا حجم المساعدات الأمريكية لأوكرانيا بنحو 123,3 مليار دولار، بحلول شهر نيسان/ابريل 2025، من بينها مبلغ 69,5 مليار دولارا بعنوان مساعدات عسكرية، و 50,1 مليار دولارا بعنوان "مساعدات مالية" ( وهي قُرُوض وليست منَحًا أو مُساعداتٍ مجانية، ومُساعدات "إنسانية" بقيمة 3,7 مليارات دولارا، وتُشير البيانات المفتوحة ( غير السّرّيّة) توقف "المُساعدات الأمريكية منذ أيار/مايو 2025، ثم تم استئناف الإمدادات العسكرية وتبادل المعلومات الاستخباراتية قبل أن يُعلن موقع صحيفة بوليتيكو يوم الأول من تموز/يوليو 2025، تعليق إمدادات الذخيرة والأسلحة من الولايات المتحدة إلى أوكرانيا في ظل نفاد المخزونات الأمريكية، فضلا عن"إعلاء المصلحة الأمريكية" وفق المتحدثة باسم البيت الأبيض، آنا كيلي.
من جهة أخرى، أفادت صحيفة فاينانشال تايمز أن حكومة ليختنشتاين شكلت فريق عمل طارئ لإدارة الصناديق الاستئمانية المتضررة جراء عقوبات الاتحاد الأوروبي على روسيا، حيث تم إدراج عدة منظمات على قائمة العقوبات بسبب علاقاتها المزعومة مع روسيا، وطلبت هيئة سوق ليختنشتاين المالية (FMA) من الأمناء إنهاء علاقاتهم مع الزبائن الرُّوس، مؤكدةً أن هذه هي الطريقة الوحيدة المناسبة للسيطرة على المخاطر، وذلك عقب تحذيرات أمريكية من احتمال فرض عقوبات ثانوية، ونتيجةً لذلك، استقال مديرو الصناديق الاستئمانية بشكل جماعي، تاركين المؤسسات دون حوكمة، ويُمثل تجميد أُصُول الدّول سابقة خطيرة في العلاقات الدّولية، مما جعل حكومات دول عديدة، من بينها المُوالية للإمبريالية الأمريكية تُنوع توسع علاقاتها المالية وتسحب بعض الإستثمارات في الدّول "الغربية"، وفق صحيفة فاينانشال تايمز، ووكالة ريا نوفوستي بتاريخ السابع من تموز/يوليو 2025
اقتصاد عالمي – صناعة السيارات
بلغ الإنتاج العالمي للسيارات 75,5 مليون وحدة، وفق تقرير رابطة مصنّعي السيارات الأوروبية للعام 2024، وتراجعَ إنتاج الإتحاد الأوروبي بنسبة 6,2%، وتراجع إنتاج أميركا الشمالية بنسبة 3,2% ليبلغ 11,4 مليون سيارة، في حين انخفض إنتاج السيارات في اليابان بنسبة 8,6% وفي كوريا الجنوبية بنسبة 1,2%، وارتفع إنتاج أميركا الجنوبية بنسبة 1,7%، بفعل ارتفاع الإنتاج في البرازيل إلى نحو 1,9 مليون سيارة، بزيادة 6,3%، فيما ارتفع إنتاج السيارات في الصّين بنسبة 5,2%، وبلغت حصتها 35,4% من الإنتاج العالمي، وباعت عَشْرُ شركات صينية أكثر من 23 مليون سيارة، أي 31% من إجمالي المبيعات العالمية، في إشارة إلى انتقال مركز الثقل من أمريكا الشمالية وأوروبا إلى الصّين التي استهدفت السوق الأوروبية للسيارات، لأنها مُرْبِحَة وبوابة الأسواق العالمية، وكانت الصين قد تقدمت بشكوى إلى منظمة التجارة العالمية بشأن قرار الاتحاد الأوروبي فرض رسوم على السيارات الصينية بنسبة تصل إلى نحو 38%، بذريعة "مكافحة الدعم الحكومي الصيني لقطاع صناعة السيارات الكهربائية " التي نَمَتْ بشكل كبير، خلال السنوات الماضية، خصوصًا في مجالات السيارات الكهربائية والهجينة، مما مكّن الشركات الصينية من تجاوز الشركات الأمريكية العريقة، مثل فورد، جنرال موتورز، والأوروبية مثل فولكس فاغن، وارتفعت مبيعات سيارات الصين خصوصًا في بلدان "الأطراف" ( أو ما تُسمّى "الأسواق الناشئة والنامية")، وصدّرت شركات السيارات الصينية نحو 4,7 ملايين سيارة سنة 2023، وتطورت صناعة السيارات الكهربائية الصينية بشكل فاجأ شركات السيارات في أمريكا الشمالية وأوروبا واليابان وكوريا الجنوبية حيث رسّخت الصين مكانتها في مجال التحول نحو الطاقات البديلة، وأوضح تقرير وكالة الطاقة الدولية إن إنتاج السيارات الكهربائية بلغ 17,3 مليون سيارة سنة 2024، بزيادة نسبتها نحو 25% عن العام 2023، وكانت حصة الصين منها 12,4 مليون سيارة، أي ما يفوق 70% من مجمل الإنتاج العالمي للسيارات الكهربائية، وتتعلّل الشركات والحكومات الأوروبية والأمريكية بالدعم الحكومي المستمر الذي عزز ريادة الصين في السيارات الكهربائية، وتُشير جميع البيانات إلى دعم الحكومات الأوروبية والأمريكية لقطاعات الزراعة والصناعة ( ومن بينها قطاع صناعة السيارات والطّيَران وغيرهما)، ورفعت الصين منذ أكثر من عشر سنوات استثماراتها في مجالات البحث العلمي والإبتكار وتطوير البُنية التّحتية للصناعات وقطاع الإتصالات وما إلى ذلك من عوامل تطوير الإنتاج لتلبية الطّلب الدّاخلي، فقد أصبحت الحكومة الصينية تُشجّع النّمو بزيادة الطّلب الدّاخلي ( وهي نظرية وقاعدة كينيزية تم تطبيقها خلال أزمة 1929 وخلال الفترة التي تَلت الحرب العالمية الثانية) بعد أزمة 2008، واستمثرت الشركات الصّينيّة – بدعم من الدّولة – مبالغ هامة في ابتكار أساليب جديدة تُمكّنها من خفض ثمن سياراتها لزيادة صادراتها مع ضمان الجَوْدَة، وارتفعت قيمة دعم الحكومة الصينية لصناعة السيارات الكهربائية (إعانات نقدية وقروض بفوائد مخفضة وإعفاءات ضريبية، وهو ما تفعله الحكومات الأمريكية والأوروبية واليابانية والكورية الجنوبية ) إلى حوالي 231 مليار دولارا بين سنتَيْ 2009 و 2023، وفق بيانات مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، وأصبحت الشركات الصينية مثل "بي واي دي" و "نيو" رائدة بفعل تسريع الإبتكار وخفض تكاليف الإنتاج بنحو 30%، من خلال "التكامل العمودي"، أي تصنيع جميع مكونات السيارات داخليا، بما في ذلك البطاريات والمحركات، وخفض التّوريد إلى الحدّ الأدنى، وتمكنت شركات صناعة السيارات الصينية بفضل الإستثمار في البحث والإبتكار والتطوير ( على سبيل المثال، أنفقت شركة بي واي دي - BYD - نحو 2,84 مليار دولار على البحث والتطوير في النصف الأول من سنة 2024، بزيادة سنوية بلغت 42%، وفق صحيفة الشعب الصينية )، وكذلك بفضل نموذج التّكامل العمودي من التّفَوّق في مجال تكرير المواد الخام مثل الكوبالت والليثيوم والنيكل والغرافيت لتُسيْطِرَ على حوالي 80% من الخلايا المُسْتَخدَمَة في العالم لإنتاج البطاريات وفق معهد ماساشوستس الأمريكي، وبذلك تمكّنت الشركات الصينية من إنتاج سيارات عادية وكهربائية بمعايير جودة عالية تُباع في أوروبا وأمريكا بأسعار تقل بنسبة تتراوح ما بين 50% و 53% عن أسعار السيارات "الغربية"، وبلغ إجمالي مبيعات عشرة من شركات السيارات الصينية سنة 2024 ويُتوقّع أن تستمرَّ بل أن تتوسَّعَ الهيمنة الصينية على صناعة السيارات خلال العقد المقبل.
#الطاهر_المعز (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟