|
مُتابعات - العدد السادس والثلاثون بعد المائة بتاريخ التاسع من آب/أغسطس 2025
الطاهر المعز
الحوار المتمدن-العدد: 8429 - 2025 / 8 / 9 - 12:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يتضمن العدد السّادس والثلاثون بعد المائة من نشرة "مُتابعات" الأسبوعية تذكيرًا بإلقاء الجيش الأمريكي قنابل نووية على مدينتَيْ هيروشيما ( 06 آب/أغسطس 1945) وناغاساكي ( 09 آب/أغسطس 1945) لتكون الولايات المتحدة الدّولة الوحيدة التي استخدمت السلاح النووي بدون محاسبة أو ملاحقة أو عقاب، وخبرًا عن مظاهرة تضامن مع الشعب الفلسطيني في مدينة مالمو، جنوب السّويد، وأخرى في مدينتَيْ سيدني وملبورن، وفقرة عن بعض الدّروس التي يمكن استخلاصها من العدوان والمقاومة المستمرة منذ تشرين الأول/اكتوبر 2023 وفقرة عن اجتماعات التطبيع بين زعماء المليشيات الإرهابية الحاكمة في سوريا والكيان الصهيوني، وفقرة عن الإعتداء الذي تعرض له المقر الرئيسي للإتحاد النقابي في تونس، وفقرة عن بعض خلفيات توتر العلاقات بين فرنسا والجزائر، وفقرة عن هيمنة الشركات الإحتكارية على قطاع الفلاحة وبالتالي على غذاء العالم، وملفًّا عن قطاع التكنولوجيا المتقدّمة يتضمن متابعة البيانات التي نشرتها شركات صينية وشركة تايوانية وشركة أمريكية
هيروشيما يوم السادس وناغاساكي يوم التاسع من آب/أغسطس 1945 – 2025 أعلن دونالد ترامب إرسال بارِجَتَيْن حربِيّتَيْن نوَوِيّتَيْن إلى الحدود البَحْرِية لروسيا التي يتّهمها بعدم إعلان الإستسلام أمام جيوش حلف شمال الأطلسي التي تحاربها في أوكرانيا على حدود روسيا، فضلا عن تهديدات دُويْلات البلطيق وبولندا والإتحاد الأوروبي ودول شمال أوروبا التي كانت تدّعِي الحياد ( فنلندا والسويد...) وللتذكيرفقد ألقت الطائرات العسكرية الأمريكية قنبلتَيْن نوويتيْن على مدينتَيْن يابانِيّتَيْن: هيروشيما يوم السادس من آب/أغسطس 1945 وناغاساكي يوم التاسع من آب/أغسطس 1945، وقُدِّرَ عدد القتلى بأكثر من مائتَيْ ألف فضلا عن مئات الآلاف من المُصابين والمُشوّهين ( لا يزال بعض الأطفال يولدون مُشَوّهين بعد مرور ثمانية عُقود) والنازحين... اختار دونالد ترامب هذه الذّكرى ليعلن التهديد النووي لروسيا تُعدّ الولايات المتحدة الدّولة الوحيدة التي استخدمت السلاح النووي مع الإفلات التّام من المحاسبة والعقاب، وجرّبت أسلحة فتّاكة في كوريا، كما استخدمت أسلحة حارقة للإنسان والنبات والشجر ومُسَمِّمَة للأرض والمياه والهواء، في فيتنام ولاوس وكمبوديا... لا يختلف ما يحدث في غزّة من استخدام أسلحة الدّمار الشامل، ومن دمار وإبادة وتجويع، عن مخلّفات السّلاح النّووي في اليابان والأسلحة الحارقة والسّامّة في فيتنام، حيث يستخدم الجيش الصهيوني اليورانيوم المُنضّب والفوسفور الأبيض ويُجرّب أسلحة فَتّاكة أخرى، بمشاركة أمريكية وأوروبية وأطلسية وخليجية...
السويد - مظاهرة ضد العدوان الصهيوني والإبادة الجماعية في غزة نظّمت الشبكة الفلسطينية وحراك اوقفوا “اسرائيل” مظاهرة انطلقت من ساحة “ستور تورغت” بمدينة مالمو السويدية يوم الأحد 13 تموز/يوليو 2025 وجمعت المظاهرة آلاف المُشاركين من محافظات جنوب البلاد و يتبوري و ستوكهولم وكذلك من كوبنهاغن عاصمة الدّنمارك، للتعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني وللإحتجاج على المجازر الصهيونية التي تُبرّرها الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي بذريعة "دفاع إسرائيل عن النفس"، ونشرت الشبكة الفلسطينية صورًا وأشْرطة قصيرة (فيديو) تُظْهر مئات الأعلام الفلسطينية واللافتات المُنَدِّدَة بالعدوان بالعدوان الوحشي، وترديد المتظاهرين هتافات مثل "فلسطين حرة" ( Free Palestine ) وأخرى تدعو إلى "وقف العدوان ومحاسبة مُرْتَكِبِي جرائم الحرب وانتهاك القانون الدّولي..." و "فَرْض عقوبات عسكرية واقتصادية" أو للتّنديد بـ”الصمت الدولي المعيب” و"التّضليل الإعلامي" و ”التواطؤ السياسي مع جرائم الاحتلال”...
استراليا – مظاهرة دعم للشعب الفلسطيني دعت مجموعة العمل من أجل فلسطين في سيدني ( أستراليا) إلى "مسيرة من أجل الإنسانية" يوم الأحد الثالث من آب/أغسطس 2025، وشارك في المظاهرة ما بين 120 ألف ( وفق إحدى قنوات تلفزيون العدو) و 300 ألف شخص، رغم الأمطار الغزيرة، بشعارات تطالب " بالسلام وإيصال المساعدات إلى قطاع غزة، حيث تتفاقم الأزمة الإنسانية"، ولافتات تحمل شعارات "انقذوا غزة" و "وقف إطلاق النار" و"تحرير فلسطين".، ولافتات تحمل أسماء أطفال فلسطينيين تم اغتيالهم من قِبَل الجيش الصهيوني... أعلن رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز ردّا على تصاعد الإحتجاجات ضد ممارسات الكيان الصهيوني إنه "يؤيد حل الدولتين، لكن الظروف التي تضمن الأمن الدائم لإسرائيل ضرورية قبل أن تلتزم أستراليا بالاعتراف بدولة فلسطينية (...) لكن رفض إسرائيل إرسال المساعدات وقتل المدنيين لا يمكن الدفاع عنه أو تجاهله"، وكانت الحكومة قد حاولت قبل أسبوع واحد، مَنْعَ مسيرة عبر جسر هاربور، وهو معلمٌ بارزٌ في المدينة ومركزٌ للنقل، متذرعين بمخاوف أمنية، وقضت المحكمة العليا للولاية بإمكانية إقامة المسيرة، ونشرت الحكومة أكثر من ألف شرطي، إضافةً إلى قوات إنفاذ القانون في مدينة ملبورن، حيث نُظمت مسيرة مماثلة.عن وكالة الصحافة الفرنسية + رويترز 03 آب/أغسطس 2025
دُروس من العُدوان ومن المُقاومة نشرت مؤسسة الثقافة الإستراتيجية ( روسيا) دراسة بتاريخ الثامن والعشرين من حزيران/يونيو 2025، عن تكاليف العدوان سواء للطرف المُعتدِي ( الكيان الصهيوني والإمبريالية الأمريكية) أو المُعْتَدَى عليه ( إيران)، وتكمن أهمّيّة الدراسة في تحليل الوثائق والتصريحات الرسمية لاستكشاف مصادر تمويل الحرب التي أطلقها الكيان الصهيوني وظلّت مُستمرة منذ تشرين الأول/اكتوبر 2023، واستهدفت الشعب الفلسطيني واللبناني واليمني والسوري والإيراني، وهو تغيير في استراتيجية كيان الإحتلال الذي كان ( ولا يزال ) يعتمد على التفوق العسكري الجَوِّي ويُفضّل العدوان الخاطف والمُفاجئ ويتجنب الحروب الطويلة، ولولا الدّعم الإقتصادي والعسكري والسياسي والإعلامي والمُساندة المُطلقة للإمبريالية الأمريكية والأوروبية وتواطؤ الأنظمة العربية لما تمكّن الكيان الصهيوني من تحمّل عبء هذا العدوان المُستمر منذ 21 شهرًا قدّرت الدّراسة – اعتمادًا على تصريحات وبيانات رسمية على ما نشرته ومجلة "إيكونوميست" - تكلفة العدوان على إيران بنحو 725 مليون دولار يوميًا، ويشمل هذا المبلغ قيمة التكاليف المباشرة والذخائر ووقود الطيران وغيرها، دون احتساب الضرر الإقتصادي غير المباشر أو الخسائر الناتجة عن القصف الإيراني... اعتمدت الدّراسة الروسية على عدد من المصادر ومن بينها تحليل نشره الموقع الإيطالي (Antidiplomatico ) الذي يؤكّد على عدم التناسب بين حجم الإقتصاد الصهيوني ( حوالي خمسمائة مليار دولارا سنويا ) الذي لا يمكنه تحمّل عدوان واسع النطاق وطويل الأمد، وحجم العائدات الضريبية لجهاز الدّولة الصهيونية الذي لا يتجاوز 200 مليار دولارا، والإنفاق على العمليات العسكرية ضمن العدوان الحالي الذي فاق سبعين مليار دولارا خلال سنة 2024 لوحدها، وفاقت نسبة عجز الميزانية الصهيونية 8%، وارتفعت نسبة الدَّيْن العام بأكثر من 15% خلال سنتيْن، وبالتّالي فإن الكيان الصهيوني لا يمكنه ( اعتمادًا على هذه الأرقام وغيرها) الإعتماد على موارده الذّاتية لتنفيذ العدوان، بل يُشكّل الدّعم الخارجي ( الحكومي الأمريكي والأوروبي والقروض بفائدة ضعيفة من مصارف وصناديق استثمار أمريكية وأوروبية) موردًا أساسيا، حيث قدّرت الدّراسة قيمة المساعدات العسكرية الأمريكية المباشرة بأكثر من 130 مليار دولار منذ 1948 أو نحو 15% من الإنفاق الحربي الصهيوني، فضلا عن 3,8 مليارات دولارا سنويا، والمساعدات غير العسكرية والتّبرّعات التي يتم جمعها في الولايات المتحدة وإرسالها لدعم المُستَوْطِنِين، والحوافز والإمتيازات الجمركية مما رَفَعَ حجم التجارة بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني إلى نحو خمسين مليار دولار سنويًا، وغير ذلك من المساعدات والمِنَح، وتحرص الولايات المتحدة على استمرار التّفوق العسكري الصهيوني لأنه امتداد للهيمنة الأمريكية، كما يستفيد الكيان الصهيوني من علاقات الشراكة المتقدّمة مع الإتحاد الأوروبي، فضلا عن العلاقات الثنائية المتطورة مع دوَل مثل ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والمجر وبولندا وغيرها... أظهر العدوان الصهيوني على غزة والضفة الغربية ولبنان واليمن وسوريا وإيران إن دولة الإحتلال جزء من منظومة امبريالية أمريكية وأوروبية، وإن الموارد الذّاتية لدولة الإحتلال لا يمكنها تمويل هذا العدوان المُمتد منذ تشرين الأول/اكتوبر 2023، وكشفت المقاومة الفلسطينية واليمنية وللبنانية والرّد الإيراني حُدُود تماسك الجبهة الدّاخلية لمُجتمع المُستوطنين الصهاينة – رغم الدّعم الأمريكي والأوروبي غير المحدود – حيث أثبتت هذه الحرب إن فلسطين المحتلة ليست مكانًا آمنا للصهاينة، مما اضطر مئات الآلاف منهم إلى مغادرة فلسطين التي حَوّلوها إلى مستعمَرة استيطانية، مع رَدْع المُستثمرين والسائحين والمستوطنين الجُدُد...
سوريا في ظل الإرهاب الإسلاموي ذكرت وكالة فرانس برس نقلاً عن مصدر دبلوماسي في دمشق خبر لقاء رسمي بين ممثلين عن الكيان الصهيوني وسوريا في باكو يوم السبت 12 تموز/يوليو 2025، وعُقد الاجتماع على هامش زيارة الرئيس السوري المؤقت، أحمد الشرع، إلى أذربيجان ( القاعدة الأمريكية/الصهيونية في آسيا الوسطى، على حدود إيران) والذي التقى بزميله في القمع والعمالة إلهام علييف، وتم الاتفاق بينهما على توريد الغاز الأذربيجاني إلى دمشق عبر تركيا، وصرح متحدّث باسم إدارة الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف بأن مشروع تصدير الغاز إلى سوريا سيُنفذ "قريباً"، ولم يكشف المصدر عن هويات المشاركين في الاجتماع بين ممثلي الكيان الصهيوني وسوريا، ولم يصدر أي بيان أو تعليق رسمي...
تونس – اعتداء على النّقابيين تأسّس الإتحاد العام التّونسي للشّغل ( اتحاد نقابات الأُجَراء) سنة 1946، في ظل الإستعمار الفرنسي المُباشر، فكان رمزًا للنضال النّقابي والوطني، وهو أقدم اتحاد نقابي في إفريقيا والوطن العربي، ويجمع بين صفوفه كافة التّيّارات السّياسية، ولم تتمكّن الحكومات المتعاقبة ولا القيادات الرّجعية والبيروقراطية من تكميم الأفواه، وبقي الإتحاد العام التونسي للشغل رَمْزًا للصّراع الدّيمقراطي ولتعدّد الآراء والنّقاش بشأن الشّؤون النقابية والوطنية والعربية، ومهما كان الأمر، لم يقبل النّقابيون أبدًا تدخُّل السلطة الحاكمة في الشّؤُون الدّاخلية لاتّحادهم النّقابي، سواء خلال فترة حكم بورقيبة أو بن علي أو الإخوان المسلمين ( كانون الأول/ديسمبر 2012) أو حاليا حيث استغلّت مجموعات "مجهولة" لكنها جيّدَة التّنظيم، يُعتَقَدُ إن لها علاقة بالسّلطة السياسية، العُطلة الصيفية لمُداهمة المقرّ الرئيسي للاتحاد العام التونسي للشغل بساحة محمد علي الحامِّي ( مؤسّس أو اتحاد نقابي تونسي سنة 1924) في تونس العاصمة، يوم الخميس 7 آب/أغسطس 2025، رافعين شعارات معادية للعمل النقابي، مع المُطالبة بحلّه، وذلك غداة إضراب قطاع النقل الذي استمر ثلاثة أيام: 30 و31 تموز/يوليو و1 آب/أغسطس 2023، واتهم الرئيس قيس سعيد أعضاء النقابات علنًا بـ"الخيانة"، ولذلك اتّجهت الشّكوك نحو السلطة السياسية بشأن تنظيم هذه الإعتداء الذي جابهه العُمّال والموظفون النّقابيون بالصّمود والصّدّ، واتّهم العديد من الحاضرين قوات الأمن، الحاضرة دائمًا حول السّاحة بحواجزها وسياراتها، بالتّواطؤ... أثارت هذه الحادثة الخطيرة تضامنا واسعًا مع النقابيين واتحادهم وتنديدًا بهذه الممارسات...
فرنسا والجزائر وضرورة تصفية مخلفات الإستعمار طلب الرئيس إيمانويل ماكرون رسميًا من حكومته تعليق اتفاقية سنة 2013 المتعلقة بإعفاء حاملي جوازات السفر الرسمية والدبلوماسية الجزائرية من التأشيرة، وطلب من رئيس الحكومة مزيدًا من الحزم والتصميم ضدّ الجزائر، كما طلب من وزير الدّاخلية طَرْدَ المزيد من المواطنين الجزائريين الموجودين بشكل غير نظامي، مع إنهم يُشكّلون منذ عدّة سنوات أكبر فِئة مُستهدفة بالتّرحيل من فرنسا، وهي إجراءات استفزازية درجة ومرحلة جديدة في تدهور العلاقات الفرنسية الجزائرية، على خلفية اعتقال الكاتب الجزائري المُتصهْين بوعلام صنصال ( الذي أصبح فرنسيا) إطلاق سراح بوعلام صنصال والصحفي الفرنسي كريستوف غليز، وقضايا أخرى من مخلفات الإستعمار التي لم تتم تصفيتها، وتجدر الإشارة إلى وجود حوالي مليونَيْ جزائري في فرنسا، من حاملي الجنسية الجزائرية أو المُزْدَوَجَة ( جزائرية وفرنسية ) ووُلِدَ أقل من تسعمائة ألف منهم في الجزائر كانت الأزمة الدبلوماسية قد تفاقمت بين الجزائر وفرنسا، في أبريل/ نيسان 2025، حين قررت الجزائر طرد 12 موظفاً بالسفارة الفرنسية من أراضيها، ردًّا على اعتقال فرنسا موظفًا قنصليا جزائريا بشكل استعراضي في الطريق العام، واتهمت الجزائر السلطات الفرنسية بمحاولة فَرْض شروطها الإستعمارية ورفض تصفية إرْثها الإستعماري في الجزائر وكل إفريقيا، ورفض تحمّل مسؤولياتها التّريخية كقوة مُسْتعمِرَة، وأعلنت السلطات الجزائرية الرّدّ بالمثل وإخضاع تأشيرات الدبلوماسيين الفرنسيين لنفس الشروط التي تفرضها باريس على الدبلوماسيين الجزائريين. استغلت بعض دول الإتحاد الأوروبي ( منها إيطاليا وألمانيا وإسبانيا وسلوفينيا...) التوتر بين فرنسا والجزائر لتُطور علاقاتها الإقتصادية والتجارية مع الجزائر، فيما أكد الاتحاد الأوروبي التزامه بمشروع ميديلينك، الذي ينص على تركيب كابل بحري عالي الجهد بين الجزائر وإيطاليا، فيما استغلت الصين وروسيا وتركيا منذ سنوات هذه الخلافات لتكتسح السوق الجزائرية، واتهمت بعض وسائل الإعلام الجزائرية الرئيس ماكرون بإقحام الجزائر في قضايا السياسة الدّاخلية، منها الإنتخابات البلدية المقبلة ( 2026) والرئاسية سنة 2027، في ظل صعود اليمين المتطرف، والإحتجاجات على الموقف الرسمي الفرنسي الدّاعم للكيان الصّهيوني والأزمة الاقتصادية الخ
الفلاحة تحت هيمنة الشركات الإحتكارية احتكرت الشركات العابرة للقارات الأراضي الزراعية لتُخصّصَها للزراعة الأحادية المكثّفة، والبُذُور والأسمدة وتخزين ونقل الغذاء بهدف المضاربة والتّحكّم في الأسعار، مما يحرم ملايين أو مليارات البشر من الحصول على غذاء صحي بأسعار تُناسب دَخْلَهُم، وتُشكل هذه الشركات جزءًا من المنظومة الرأسمالية الإحتكارية التي تضم الدّول الإمبريالية والمؤسسات المالية الدّولية ( صندوق النّقد الدّولي والبنك العالمي ) التي تمكّنت من تعزيز هيمنتها على الدّول "النّامية" بفعل الدُّيُون وشُروطها المُجحفة، من بينها التّخصّص في زراعة وإنتاج المحاصيل المُخصّصة للتصدير وللإستجابة لحاجيات أسواق الدّول الغنية، بدل إنتاج المحاصيل التي تُلبِّي احتياجات السّكّان المحليين، مما أدّى إلى تقويض السيادة الغذائية للشعوب، وأصبحت هذه الشركات الرأسمالية تحتكر غذاء العالم، وفق تقرير صادر عن مجموعة "إي تي سي – ETC " سنة 2022 بعنوان "بارونات الطعام" الذي حَلَّلَ وتابَعَ عمليات الإستحواذ والإندماج في قطاع الغذاء لتكتسب الشركات الإحتكارية قوّة جعلها تُهيمن على تصنيع الأغذية وقَتْل الغذاء الطبيعي والصّحّي بفعل سيطرتها على التقنيات الزراعية وعلى سلاسل التوريد والتوزيع، واستغلت الصدمات والحروب والأزمات لجني أرباح ضخمة، وتجويع مجموعات كبيرة من السُّكّان في جميع أنحاء العالم، وخصوصًا في مناطق الصراعات حيث تنفذ الجيوش الإمبريالية والمليشيات الموالية لها أو جيوش الإحتلال أو المُعادية للسكان جرائم الإبادة الجماعية، كما الحال في فلسطين، أو أطراف الحروب الأهلية المدعومة من الخارج، كما في السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية، بالتوازي مع الهيمنة "النّاعمة"، إذ تشن الولايات المتحدة حربًا تجارية على شعوب العالم... تُسيطر أربع شركات على نحو 40% من السوق العالمية للبذور والمبيدات الحشرية والآلات الزراعية والأدوية البيطرية والأسمدة الصّناعية، ويمتد الإحتكار إلى مجال علم الوراثة الحيوانية واللحوم والدّواجن، بفعل استحواذها على شركات صغيرة وإقامة تحالفات مع شركات التكنولوجيا الكبرى والشركات الزراعية والمتاجر الكبرى، لتعزيز سيطرتها على نظام الغذاء العالمي من البذور إلى محلات البيع بالجملة وبالتجزئة، وفَرْض الأغذية الصناعية غير الصّحّيّة في معظم أنحاء العالم، وامتلاك القُدْرة على تحديد الأسعار وعرقلة البحث العلمي والقوانين التي تهدف إلى حماية صحة الإنسان والبيئة، لتتمكن هذه الشركات الإحتكارية من توسيع مجال الزراعات الصناعية/التجارية وتلويث التربة والمياه والقضاء على التنوع البيولوجي وتدمير النظم الغذائية والاقتصادات المحلية، ودَفْعِ الفلاحين والشعوب الأصلية إلى النزوح عن أراضيهم وتحويلهم إلى عمالة هشّة وغير مُستقرّة خاضعة للإستغلال المُكثف الذي تمارسه هذه الشركات... تُشكل الإحتكارات الغذائية تحالفًا بين الشركات التي تحتكر الأراضي الزراعية والأغذية وشركات التكنولوجيا الحيوية المُصنِّعة للبذور المُعَدَّلة وراثيًا وشركات التجارة العالمية، بدعم من المنظمات والمؤسسات الدّولية مثل منظمة الأغذية والزراعة (فاو) التي أصبحت منبرًا لدعم المحاصيل والماشية المُعَدَّلة وراثيًا، وفق حركة الفلاحين الدولية "لا فيا كامبيسينا" التي اتهمت "فاو" بالتواطؤ مع منظمة صناعة التكنولوجيا الحيوية (مجموعة تجارية أمريكية للتكنولوجيا الحيوية)، وكروب لايف إنترناشيونال (رابطة التجارة العالمية للكيماويات الزراعية)، ودوبونت (واحدة من أكبر شركات بذور التكنولوجيا الحيوية العابرة للحدود الوطنية)، وسيفا (شركة رئيسية للمنتجات البيطرية)، وغيرها من الشركات الإحتكارية التي تُشرف على تصميم المؤتمرات والندوات التي تنظمها منظمة الأغذية والزراعة، ومن بينها الشركات التي تفرض على المزارعين شراء بذور جديدة كل موسم، وبذلك رضخت منظمة الأغذية والزراعة لضغوط شركات الزراعات التجارية والتكنولوجيا الحيوية، منذ بداية القرن الواحد والعشرين، وخصوصًا منذ أزمة 2008/2009 حيث أصبحت هذه المنظمة الدّولية غطاء للشركات الإحتكارية للبذور التجارية وللمحاصيل المعدلة وراثيًا بذريعة "إنها قادرة على إطعام جميع سكان العالم ولا تشكل خطرًا على البيئة" أدّت هيمنة التكنولوجيا الحيوية التي تنتج الكائنات المعدلة وراثيًا في المزارع الصناعية لإنتاج الوقود الزراعي وأعلاف الحيوانات والمبيدات الحشرية، إلى حرمان المزارعين من الأراض والموارد الطبيعية كالمياه والسّماد الطّبيعي، وأدت هذه الهيمنة إلى تسجيل شركات التكنولوجيا الحيوية العابرة للحدود براءات اختراع لجميع مكونات التنوع البيولوجي في العالم بهدف تحقيق الحدّ الأقْصَى من الرّبْح، وتقويض السيادة الغذائية والسيطرة على المستهلكين والمزارعين، عبر مصادرة أشكال التنوع البيولوجي الزراعي ومحاربة منظمات المزارعين والباحثين المشاركين في برامج تدريب وتأهيل المزارعين وتدمير التعاونيات الزراعية والغذائية والزراعة البيئية...
تكنولوجيا الصين نشأت العديد من شركات التكنولوجيا الصينية في مدينة "هانغتشو"، الواقعة جنوب الصّين، التي أصبحت تضم الشركات الصينية الرائدة في مجالات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته ( ألعاب الفيديو والروبوت مثلا)، ومن بينها شركة علي بابا وشركة ديب سيك و يونيتري للروبوتات و روكيد التي تُصنّع نظارات مُدعّمة بالذكاء الاصطناعي و ( DeepSeek و Game Science لألعاب الفيديو و Mindverse و NetEase و Hikvision وشركة BrainCo و شركة ManyCore Technology وغيرها مما جعل منها مدينة الذكاء الاصطناعي في آسيا وأحد معاقل الإبتكار و الطفرة التكنولوجية الصينية و الشركات الناشئة، أو "وادي السيليكون الصيني" بتصميم من الدّولة التي أقرّت إنشاء البُنْيَة التحتية الملائمة، منذ حوالي عشر سنوات، العديد من المساعدات والإعفاءات الضريبية لتلبية احتياجات السوق الدّاخلية الصينية، لأن الدّعم الحكومي يحرم هذه الشركات ( مثلما حصل لهواوي و تيك توك ) من الإستثمارات الخارجية ومن ترويج إنتاجها في الأسواق الخارجية جرّاء الحَظْر الذي تفرضه الولايات المتحدة وحلفاؤها وتوابعها، ورغم هذه العراقيل الخارجية تَحَوّلت مدينة هانغتشو إلى مركز عالمي للذكاء الاصطناعي ( أو وادي السيليكون الصّيني )، فضلا عن ميزاتها الثقافية والبيئية وجمال بُحيْراتها، مع احتضانها لمؤسسات تعليمية متميزة لتخريج العُلَماء والباحثين والمهندين وللمقرات الرئيسية لعمالقة التكنولوجيا مثل علي بابا وDeepSeek كما تتميز مدينة هانغتشو بمستوى معيشي جيد وتكاليف معيشة منخفضة بالمقارنة مع المدن الكبرى مثل بكين أو شنغهاي، وهي بيئة جاذبة للمبرمجين والمهندسين الشباب... صمّمت السلطات الصينية، منذ نهاية القرن العشرين، تَحَوّل وتطور هذه المدينة لتصبح حاضنة لتقنيات القرن الواحد والعشرين وتضم المدينة شركات التكنولوجيا والذكاء الإصطناعي وصناعة الألعاب والتسلية وشركات الصناعات الثقيلة، وهي كذلك مركز لتصدير تقنيات وحُلُول الذكاء الاصطناعي، رغم الضغوط الأميركية الرّامية إلى خَنْق الشركات الصينية...
شركة TSMC - تايوان ارتفعت إيرادات شركة تي إس إم سي ( TSMC ) التايوانية، أكبر شركة عالمية لتصنيع الرقائق الالكترونية بنسبة 40% خلال الأشهر الستة الأولى من العام 2025، لتصل إلى 1,77 تريليون دولار تايواني (60,8 مليار دولار أمريكي) مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، وفق بيان نُشِرَ يوم الخميس 10 تموز/يوليو 2025، بفضل ارتفاع الطلب على تقنيات الذكاء الاصطناعي من قِبَل شركات التكنولوجيا مثل إنفيديا وأبل، حيث تُستخدم الرقائق في صناعة الهواتف الذكية والحواسيب والسيارات الكهربائية والأسلحة والصواريخ وغيرها، وتتوقّع تي إس إم سي أن يَظَلّ الطلب على الذّكاء الًطناعي وعلى الرقائق مرتفعًا، مما يمكنها من تحقيق أرباح قياسية هذا العام ( 2025)، رغم ارتفاع الرسوم الجمركية التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لأن الشركات ( الزّبائن) لجأت إلى تخزين السلع، خوفا من فرض رسوم أعلى، وتُجْرِي حكومة تايوان مفاوضات مع الولايات المتحدة وتسعى إلى تجنب زيادة الرسوم الجمركية الأمريكية من خلال التعهد بزيادة الإستثمار في الولايات المتحدة وزيادة مشتريات الطاقة الأميركية وزيادة الإنفاق الدفاعي وشراء الأسلحة الأمريكية، ولذلك لم تتلق بَعْدُ إشْعارًا أمريكيا بشأن الرسوم الجمركية التي ستفرض عليها، كما حصل مع حُلفاء أمريكا الآخرين، مثل كوريا الجنوبية واليابان، أو ما يزيد عن عشرين دولة أخرى تلقت رسائل خلال الأسبوع الثاني من تموز/يوليو 2025، تفيد فرض رسوم جمركية "متبادلة" اعتبارا من الأول من آب/أغسطس 2025.
#الطاهر_المعز (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جوانب من العلاقات الصهيونية – الصّينِيّة
-
سوريا وخرائط الغاز
-
تحويرات خطيرة لأهداف منظمة الصحة العالمية
-
بعض الملاحظات عن فلسطين منتصف سنة 2025
-
مراسلون بلا حدود، نموذج من المنظمات غير الحكومية المُرتزقة
-
عَسْكَرة الإقتصاد والعلاقات الدّولية
-
مُتابعات - العدد الخامس والثلاثون بعد المائة بتاريخ الثاني م
...
-
تأثير المُقاومة على اقتصاد العَدُوّ
-
الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة – علاقات غير متوازنة
-
خطاب مسموم مَطْلِيٌّ بالعسل - نموذج تركيا وقَطر
-
التّكنولوجيا في خدمة الإيديولوجيا
-
مُتابعات - العدد الرّابع والثلاثون بعد المائة بتاريخ السادس
...
-
فلسطين – إدانة للكيان الصهيوني في مؤتمر بوغوتا
-
بعض تداعيات الحرب التجارية
-
إسبانيا – عودة فرنسيسكو فرنكو؟
-
اتفاقية الشراكة الأوروبية- الصهيونية
-
من مخاطر اقتصاد المعرفة والذكاء الاصطناعي
-
من مخاطر الشركات العابرة للقارات
-
مُتابعات - العدد الثالث والثلاثون بعد المائة بتاريخ التّاسع
...
-
دروس من العدوان ومن الخيانات والمقاومة - الجزء الثاني والأخي
...
المزيد.....
-
بعد توقيعهما -اتفاق سلام-، ما هي جذور الصراع بين أرمينيا وأذ
...
-
كندا تُعلن خطة إنفاق عسكري ضخمة لمواجهة التهديدات وتحقيق أهد
...
-
تعقب العلماء وتفكيك الدفاعات.. كيف نفذ الكوماندوز الإسرائيلي
...
-
الخطة الإسرائيلية للسيطرة على غزة
-
الحكومة السورية تهاجم مؤتمر الحسكة -الطائفي- وترفض الاجتماع
...
-
الحكومة السودانية ترحب ببيان مجلس السلم والأمن الأفريقي
-
إسرائيل تسارع في شرعنة 22 مستوطنة وبؤرة استيطانية بالضفة الغ
...
-
إعلام إسرائيلي: حماس ستقاتل حتى آخر رصاصة ونتنياهو سيحمّل زا
...
-
الإمارات.. فيديو حركة لبوتين مع شخص بوفد محمد بن زايد بمراسم
...
-
من يدعم خطة نتنياهو في غزة وماذا تعني للفلسطينيين؟
المزيد.....
-
المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد
/ علي عبد الواحد محمد
-
شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
/ علي الخطيب
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
أوالد المهرجان
/ عبدالاله السباهي
-
اللطالطة
/ عبدالاله السباهي
-
ليلة في عش النسر
/ عبدالاله السباهي
-
كشف الاسرار عن سحر الاحجار
/ عبدالاله السباهي
-
زمن العزلة
/ عبدالاله السباهي
المزيد.....
|