أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر المعز - الصهيونية واليمين المتطرف في أوروبا – نموذج السُّوَيْد















المزيد.....

الصهيونية واليمين المتطرف في أوروبا – نموذج السُّوَيْد


الطاهر المعز

الحوار المتمدن-العدد: 8454 - 2025 / 9 / 3 - 14:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من واجهة "التّسامح" إلى العنصرية والصّهيونية
تفوق مساحة السويد 450 ألف كيلومتر مربع ولا يسكنها سوى نحو 12 مليون نسمة، وهي دولة صناعية متقدّمة تُصدّر السيارات والقطارات والأسلحة والتجهيزات الإلكترونية، وتنتمي إلى مجموعة أوروبا الشمالية المُسمّاة اسكندنافيا، وتَضُمّ السويد والنرويج والدنمارك بالإضافة إلى فنلندا وآيسلندا، وتنتمي كذلك إلى الإتحاد الأوروبي وإلى حلف شمال الأطلسي، ويُشكّل القادمون من بلدان أخرى وأبناؤهم حوالي 2,2 مليون شخص ( من بينهم 160 ألف من فنلندا) أو ما يقارب 20% من العدد الإجمالي للسّكّان...
ارتفعت شعبية اليمين المتطرف خلال السنوات الأخيرة، وخصوصًا منذ انتخابات سنة 2022 التي مَكّنت حزب ديمقراطيّي السويد من أن يصبح ثاني أكبر حزب في البلاد، بعد تغيير تكتيكات الحركات والتيارات اليمينة المتطرفة، من استخدام العنف المادّي إلى العُنف اللّفظي، وبدأت هذه التغييرات منذ العقد الأخير من القرن العشرين ( أي مع احتلال أفغانستان والعراق )، وأصبح "القوميون البيض" يتجمعون مع أسرهم في مناطق جنوب السويد، ذات الكثافة السّكّانية المنخفضة، ويقومون بنشاطات مختلفة مثل الحفلات الموسيقية لمجموعات عنصرية ( "القُوّة البيضاء" مثلا) فضلا عن تكثيف العلاقات بين اليمين المتطرف ومجموعات الجريمة المنظمة...
أدى تقدّم اليمين المتطرف إلى زيادة التصريحات المعادية للمهاجرين في جميع أنحاء البلاد، وفاز حزب الديمقراطيين السويديين المناهض للهجرة وللتّعدّدية الثقافية سنة 2017 بأكثر من (18%) من الأصوات في الانتخابات العامة، وفيما يتعلق بالسياسات، يعارض اليمين المتطرف والحزب الديمقراطي المسيحي والحزب الدّيمقراطي الإجتماعي التعددية الثقافية، مع السّعْي إلى تعزيز القيود المفروضة على الهجرة التي يزعم اليمين واليمين المتطرف إنها مصدر الجريمة (وكأن السويد لم تعرف الجريمة قبل استقرار المُهاجرين بها للعمل أو هربا من الحروب أو الإضطهاد السياسي) وإن الثقافة السائدة نقيض لثقافة المهاجرين واللاجئين...
أدّى ارتفاع شعبية اليمين النيوليبرالي واليمين المتطرف إلى تكرار الإستفزازات مثل الرّسُوم الكاريكاتورية التي يُراد بها استفزاز مشاعر المُسلمين أو إحراق المصاحف في عدد من الدّول الأوروبية، ومن بينها السويد في حي روزنغارد الذي يقطنه المهاجرون بمدينة مالمو يوم 28 آب/أغسطس 2020، وهو حي يغلب عليه المهاجرون في مالمو، جنوب السويد، ودعم اليمين المتطرف في الدنمارك وألمانيا وهولندا وفرنسا وغيرها زملاءه في السّويد، حيث توجد العديد من الحركات والأحزاب اليمينية المتطرفة مثل حركة المقاومة الشمالية (NRM) التي لها فروع تُعلن نازِيّتها في السويد وفنلندا والنرويج، وتدعمها مجموعات نازية مماثلة في الدنمارك وأيسلندا، ولها موقع علني في الشبكة الإلكترونية ومحطة إذاعية وقناة يوتوب، ومن هذه التيارات "الديمقراطيون السويديون" الذي تأسّس سنة 1988، وعمل على عدم التصريح العلني باعتناق الإيديولوجية الفاشية والنّازية، أو العنصرية الصريحة، بهدف توسيع قاعدته الإنتخابية، ونجح الحزب في ذلك ليُصبح ثاني أكير حزب بعد انتخابات 11 أيلول/سبتمبر 2022، وظَهَر تأثير اليمين المتطرف في قرارات الحكومة وتصريحات الوُزراء التي تتسم بالعنصرية، والتي دفعت السويد إلى الإنضمام إلى حلف شمال الأطلسي، مُتذرّعة بالتهديد الرّوسي الوَهْمِي...

منعرج أو تحول سياسي بطيء
انتشرت في السويد ( والدّول الإسكندنافية) أغنية "تحيا فلسطين وتسقط الصهيونية" من أداء فرقة "كوفِيّة" بعد بداية العدوان الحالي المُستمر على الشعب الفلسطيني واللبناني واليمني والسوري، وساهمت هذه الأغنية في توسيع مجال التّعاطف والدّعم للشعب الفلسطيني، يُردّد الشباب بعض مقاطعها في المظاهرات، مثل " نحن شعب زَرَعْنا الأرض وحصدنا القمح وقطفنا الليمون وعَصَرْنَا الزيتون، وكل العالم يعرف أرضنا"، وهذه والأغنية واحدة من الأعمال الموسيقية لفرقة "كوفية" الموسيقية التي أسسها جورج توتاري سنة 1972- وهو فلسطيني من النّاصرة، مستقر بالسويد منذ حرب حزبران/يونيو 1967- لتعريف الغرب بالقضية الفلسطينية، وادّعى الصهاينة السُّوَيْديُّون واليمين المتطرف إنها " أغنية معاداة للسامية" لوُجُود عبارة " لتسقط الصهيونية "، وعَقدَ البرلمان السويدي عقد جلسة لمناقشة مضمون الأغنية، فيما أكّد جورج توتاري "إن الأغنية تدعو إلى التخلص من نظام فرض السيطرة على الآخرين بقوة السلاح... وإن للفلسطيني الحق في وطنه..."، وعلى وَقْع هذه الأغنية انتقد المتظاهرون دَعْم الحكومة السويدية للكيان الصهيوني ومُساعدة الإستخبارات الصهيونية على التّجسّس على المهاجرين العرب والمسلمين في السّويد الذين يُقدّر عددهم بنحو 1,2 مليون سنة 2022 ( سنة الإنتخابات التشريعية في السويد) وهم في تناقص بسبب الهجرة المُعاكسة، وارتفاع حالات الخروج نهائيا من السويد، لأسباب عديدة، منها المَيْز في العمل والسّكن والهجوم المنظم والمُسْتَمِرّ على الثقافة والمعتقدات الإسلامية وفَرْض ما سُمِّي "القيم الإسكندنافية، وقيم الكنيسة الإنجيلية اللوثرية"، فضلا عن تكرار الإستفزازات وإحراق المصحف في السويد والدنمارك وهولندا فضلا عن الرسوم المُسيئة للمُسلمين ورموز الإسلام، تحت حماية الحكومتين السويدية والدنماركية بذريعة حُرّيّة الرّأي والتعبير.
يتساءل البعض: كيف تتحالف السويد وأهم رموزها من العائلة المالكة إلى السياسيين ونواب البرلمان، مع الصهيونية، رغم اغتيال المليشيات الصهيونية ( عصابة شتيرن) في السابع عشر من أيلول/سبتمبر 1948 الديبلوماسي السويدي الكونت ( وهو لقب يحصل عليه النّبَلاء) فولكه برْنَادُوت في القدس، وهو ممثل الأمم المتحدة، وقريب الأسرة الملكية وكيف تمكّن الصهاينة من السيطرة على يهود السويد ( ومعظم يهود أوروبا وأمريكا الشمالية ) الذين يُقدّر عددهم بحوالي عشرين ألف، لكن نفوذهم المالي والإعلامي كبير، فقد أظهرت استطلاعات الرّأي، خلال العقود الأخيرة من القرن العشرين (1973 و1986 و 1988...) تأييدًا شبه كامل للكيان الصّهيوني وكانت نسبة التأييد لإسرائيل، كلياً أو جزئياً، تتناقص، فيما ارتفع عدد مؤيّدي حق العودة للاّجئين الفلسطينيين وعدد المُستَنْكِرِين "لما تقوم به إسرائيل من أعمال وإجراءات تعرقل عملية السلام مع الفلسطينيين"، وفق وكالة أسوشيتد برس...
تعدّدت المظاهرات المُندّدة بالعدوان الصهيوني وكتب المتظاهرون الشباب "إسرائيل هي دولة مغتصبة"، في تجْسِيدٍ للتّحوّل في الرأي العام السويدي من مؤيد لإسرائيل بشكل شبه مطلق تأييد أغلبية شعبية لحقوق الشعب الفلسطيني، وحصل هذا التّحوّل تدريجيا، من احتلال لبنان وما انجرّ عنه من مذابح في المخيمات الفلسطينية ( 1982)، والصّور التي تبثها شبكات التلفزيون بشأن قمع الإنتفاضة (1987) والعدوان على غزة المحاصرة، منذ 2008 واعتراض الجيش الصهيوني للسفن التي تحاول فكّ الحصار منذ أكثر من 17 سنة وتم تنفيذ هذه الجرائم ورفض تنفيذ قرارات الأمم المتحدة والمحاكم الدّولية وغير ذلك من مظاهر المُرُوق، بدعم أمريكي وأوروبي، وسُويْدي بفعل التحالف الوثيق بين الحركة الصهيونية والمسيحيين الصهاينة المُمثَّلِين في البرلمان والحكومة السويدية الحالية التي تم تشكيلها إِثْرَ انتخابات 2022، وعلى سبيل الذّكر فإن "مايك هاكابي"، السفير الأمريكي الحالي لدى الكيان الصهيوني، من غُلاة المسيحيين الصهاينة واختصّ في مُعارضة أي تقرير دولي يدين الجرائم الصهيونية وينفي حدوث الحصار والإبادة الجماعية والتّجويع وتطهير والتّصفية المُمَنْهَجَة للشعب الفلسطيني، وهو لا يختلف كثيرًا عن نائبة رئيس الوزراء في السويد، زعيمة الحزب المسيحي الديمقراطي إيبّا تور بوش التي دعت إلى نقل السفارة السويدية لدى الكيان الصهيوني من تل أبيب إلى القدس واعتبرت الجرائم الصهيونية في غزة "خدمة يقدمها الإسرائيليون للعالم أجمع ويتعين على السويد دعمهم في دفاعهم عن أمنهم وأمن الدول المتحضرة".

تحالف الصهيونية واليمين المتطرف
يُقدّر عدد اليهود بنحو عشرين ألف، وتمكّنت الحركة الصهيونية والكيان الذي أسسته في فلسطين من التّأثير على اليهود ( في السويد وغيرها)، خصوصًا الأثرياء المهيمنين بشكل لا يتناسب مع عددهم، على الإقتصاد والقطاع المالي والإعلام والتعليم، وهي القطاعات التي لها تأثير على الحياة السياسية لأي بلد، وخصوصًا في البلدان التي لها كُتلتان سياسيتان، كما في الولايات المتحدة ( الحزبان الجمهوري والدّيمقراطي) وبريطانيا ( حزب المحافظين وحزب العمّال) وكذلك في السويد حيث تتداول مجموعتان على الحكم منذ قَرْن، حيث تتواجد الحركة الصّهيونية في الكُتْلَتَيْن، ويتواجد "الصهاينة المسيحيون" بقوة في الحكومة الحالية التي يقودها الحزب الدّيمقراطي المسيحي ( 2025) الذي يَشُنُّ بعض قادته، مثل إيبّا تور بوش - نائبة رئيس الوزراء في السويد، زعيمة الحزب المسيحي الديمقراطي التي سوف يأتي ذِكْرُ تصريحاتها الوَقِحَة والفَجّة في فقرات لاحقة - هجومات متتالية على العرب والمُسلمين والمُهاجرين الذين ساهموا في ازدهار اقتصاد البلاد وساهموا في المحافظة على الزيادة السكّانية وتعويض عدد المُغادرين الذي فاق عدد الوافدين منذ 2023، وساهموا في تجديد الأيدي العاملة، حيث يُقدّر عدد اللاجئين في السويد بنحو 1,5 مليون، حصل معظمهم على الجنسية السويدية فيما بعد، ولا يتجاوز عدد الفلسطينيين ستين ألف، وتمثل إيبّا تور بوش - نائبة رئيس الوزراء وزعيمة الحزب المسيحي الديمقراطي نموذجًا لهذا الدّعم الحكومي السُّويْدي للحركة الصهيونية وكيانها الذي يحتل فلسطين، وساهمت هذه اليمينية العنصرية المُتَصَهْيِنَة في تغليب الإتجاه اليميني المتطرف على الإتجاه المسيحي اليميني التّقليدي داخل حزبها، كما ساهمت في تعزيز التيار الدّاعم للصهيونية، وتتلخص خطاباتها في زيادة الإنفاق على التّسلّح والطّاقة (والأسلحة) النّوَوِية وإلغاء هياكل ومراكز الرعاية الصحية المحلية، والمزيد من التّضْيِيقات على المهاجرين، وأعلنت في بداية ايلول/سبتمبر 2024: تواجه السويد قمعا من ممارسات إسلامية، ولذا من الضروري تكيف المسلمين مع قيم أوروبا أو مغادرة البلاد، وأعلنت في بداية شهر آب/أغسطس 2025 أنها "منفتحة على إعادة النظر في سياسة الحكومة تجاه إسرائيل ( لأن ) الوضع الحالي يستدعي تفكيرًا استراتيجيًا جديدًا ( وإنها) غير راضية تمامًا عن الطريقة التي تم التعامل بها مع ملف العلاقات السويدية الإسرائيلية خلال الحرب في غزة، في ظل الانتقادات المتزايدة من داخل صفوف أحزاب الائتلاف الحاكم" بعد أن دافعت بشراسة طيلة قرابة عاميْن عن " حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، وفق موقع صحيفة " “Dagen، وعلقت مجدّدًا، منتصف آب/أغسطس 2025 " إن الحكومة متفقة على ضرورة زيادة الضغط الاقتصادي على إسرائيل، مع التشديد على مسؤولية التنظيم الإرهابي حماس..."

التأثير الصهيوني في السّويد
جاء اليهود الى السويد من ألمانيا وبولندا والنرويج والدنمارك وفلّندا والمجر، لأن السويد وفرت ملاذًا آمنا لليهود خلال الحرب العالمية الثانية، قبل أن تُصبح العاصمة ستوكهولم محورًا للنشاط الصهيوني في أوروبا والعالم، ومَعْبَرًا لتهجير اليهود إلى فلسطين، قبل إعلان تأسيس الكيان الصهيوني وبعده، وخصّصت السلطات السويديّة بعض المزارع لتدريب اللاجئين اليهود قبلَ ارسالهم الى فلسطين، مما خفض عددهم في السويد، لكن تمكّنت الحركة الصهيونية ( بفعل توفّر المال والدّعم السياسي ) من السّيْطَرَة على وسائل الإعلام المختلفة التي وَجّهت الرأي العام نحو دعم الكيان الصهيوني، بمساعدة السّلطات السويدية.
لعائلة بونير" اليهودية الصهيونية السويدية تأثير كبير في مجالات الاعلام والثقافة والتعليم والسياسة، اذ تُعتبر هذه العائلة الصهيونية بمثابة أكبر داعم مالي وسياسي للكيان الصهيوني، وتشتري العديد من المنظمات السويدية من خلال التّمويل، وهناك تواطؤ بين عائلة بونير والعائلة الملكية ووسائل الإعلام، بمساعدة وسائل الإعلام اليمينية السويدية سواء كانت مملوكة لهذه العائلة أم لا ( وكذلك وسائل الإعلام الأوروبية والأمريكية)، التي رَوّجت منذ عُقُود أُسْطُورة "القِيَم اليهودية المسيحية" مما زرع انطباعًا في المجتمع السويدي والأوروبي والأمريكي وغيرها من المجتمعات ان هناك قيمًا مُشتركة بين اليهودية والمسيحية، وبالتالي ازداد التوغل اليهودي الصهيوني في الثقافة المسيحية وازدادت معه قوة النفوذ الصهيوني في مختلف جوانب الحياة، وفي الكنائس والمنظمات المسيحية التي تجمع التبرعات المالية للمستوطنات الصهيونية كل سنة.
يُجسّد رئيس الوزراء السويدي يوران بيرسون (1996-2006) الذي ينتمي الى مجموعة "انصار اسرائيل- من وحي الكتاب المقدس" أشهر شخصيات المسيحيين المتصهينين في السويد، وكان مستشاره بير نودر صهيونيا شهيرًا، كما اشتهرت الملكة سيلفيا ( وُلِدت سنة 1943) التي أصبحت ملكة بعد وفاة زوجها الملك سنة 1976، بمواقفها المتصَهْيِنَة والمُعادية للشعب الفلسطيني...

خاتمة
لا يزال العديد من المواطنين العرب وغير العرب، وحتى من النقابيين ومناضلي اليسار يُروّجون أوهامًا عن حكومات أوروبا الشمالية "نموذج الدّيمقراطية والعدالة الإجتماعية والإنسانية ورمز السلام العالمي..." لكن معظم هذه الدّول تنتمي إلى حلف شمال الأطلسي، فيما تحكم السويد حكومة ائتلاف يحتل فيها اليمين المتطرف مراكز هامة، ودعمت هذه الحكومة الإبادة الجماعية في غزة، فقد تغيّرت السياسات الرسمية السويدية من شبه الحياد إلى دعم الصهيونية – في اتجاه مُعاكس لتطورات قسم هام من فئات الشعب – بالتوازي مع تعدّد الحملات المناهضة للمسلمين والمهاجرين، واعتبرت حكومة الإئتلاف الذي يقوده الحزب الدّيمقراطي المسيحي ( وخصوصًا وزيرة الهجرة، ماريا مالمر ستينرغارد)، ارتفاع معدّلات الهجرة العكسية إنجازاً كبيراً ناتجًا عن مجموعةً من السياسات الهادفة إلى تقليل تدفّق المهاجرين، من بينها افتكاك حوالي سبعة آلاف طفل سنويا من عائلاتهم ( مثلما فعل النّازيون، أو الحكم العسكري في تشيلي والأرجنتين، أو الكيان الصهيوني بشأن أطفال اليهود اليمنِيِّين والعرب...)، وخصوصًا من عائلات المسلمين، والعديد من الإجراءات التّمْيِيزية الأخرى كجزء من حملات الكراهية ضد المهاجرين « للحفاظ على الأمن الاجتماعي والاقتصادي في البلاد" وفق وزيرة الهجرة التي تصب الزّيت على نار العُنصرية، وهي ليست الوحيدة، وأدّى انتشار الخطاب العنصري والممارسات العنصرية إلى مغادرة الكثير من العراقيين والعرب الآخرين، مما قج يُشكّل تحدياً للحكومة وللبلاد، لأن السياسات المُتَشَدّدة قد تُؤَدِّي إلى فقدان المواهب والكفاءات...
أظهرت أرقام هيئة الإحصاء الوطني السويدية أن 50,5 ألف شخص غادروا البلاد سنة 2022 من بينهم 37% من مواليد السّويد من أبوين سويديَيْن وارتفع العدد إلى أكثر من 66 ألف شخص سنة 2023 في حين انخفض عدد الولادات وتراجع النمو السكاني، خصوصًا منذ ارتفعت شعبية الأحزاب اليمينية المتطرفة المُشاركة في الإئتلاف الحكومي مع حزب «الديمقراطيين السويديين» اليميني، و التي تنادي بخَفْضِ أعداد المهاجرين وتضييق الخناق على سياسة اللجوء، وعبرت وزيرة الهجرة السويدية، ماريا مالمر ستينرغارد، عن غِبْطَتها لتراجُع تدفق المهاجرين، مما يؤدّي إلى " تعزيز الأمان والاستقرار في مجتمعنا "، فيما تُشير العديد من المنظمات والباحثين أن هذه السياسات تؤدّي " المزيد من تهميش الفئات الضعيفة"، وأفادت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين "إن التضييق على فرص اللجوء يعد انتهاكاً للحقوق الإنسانية"، وأعلن رئيس الوزراء أولف كريستيرسون: "إن هذه الخطوات، ومن ضمنها التركيز على قضايا الأمن والإندماج، تعكس التزام الحكومة بتلبية احتياجات الشعب السويدي، وتُساعد في تحسين مستوى الخدمات العامة وتخفف من الضغط على الموارد..."



#الطاهر_المعز (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دَور الإستخبارات و-الذّكاء الإصطناعي- في توجيه الرأي العام
- أوروبا، عَسْكَرَة الحياة المَدَنِيّة
- مُتابعات – العدد التاسع والثلاثون بعد المائة بتاريخ الثّلاثي ...
- من -التّأثيرات الجانبية- لزيادة الرّسوم الجمركية الأمريكية
- خصومات في الصّف المُقابل، بين فرنسا والولايات المتحدة
- هل الفن مُحايد؟ - نموذج فرقة نيكاب الموسيقية الإيرلندية
- عبد العزير المنبهي 15/02/1950 – 23/08/2025
- الصحة بين الوقاية وتحقيق الرّبح
- مُتابعات – العدد الثامن والثلاثون بعد المائة بتاريخ الثّالث ...
- عن اليسار الصهيوني
- الدّيمقراطية الأمريكية المُسلّحة
- الخليج: الولاء المُطْلَق للإمبريالية والإستغلال الفاحش للعما ...
- عيّنات من أحداث صيف 2025 الطاهر المعز
- الفقر في أوروبا: نماذج من فرنسا وألمانيا
- المغرب: حادث عَرَضِي أم محاولة اغتيال سيون أسيدون؟
- مُتابعات - العدد السابع والثلاثون بعد المائة بتاريخ السّادس ...
- صنع الله إبراهيم - شمعة أخرى تنطفئ
- الذّكرى الثلاثون للتطهير العرقي في البَلْقَان
- تونس – دفاعًا عن الإتحاد العام التونسي للشغل
- من كواليس التحالف الأمريكي الصهيوني


المزيد.....




- بعد محاكمة أشعلت منصات التواصل.. شاهد كاردي بي تُبرّأ وتهدد ...
- إطلالات أنيقة للمشاهير الرجال على السجادة الحمراء في البندقي ...
- تنمر ترامب يجمع قوى عالمية في الصين- في الإيكونومست
- -قتلنا 11 إرهابيًا-.. ترامب يبرّر أول تحرّك عسكري ضد زورق فن ...
- خمسة جرحى في اعتداء بسكين في مرسيليا جنوب فرنسا والشرطة تقتل ...
- ملاحقة الدولة الفرنسية أمام القضاء لتقاعسها عن منع الإبادة ا ...
- سانشيز: رد أوروبا على حرب غزة فشل ذريع ويقوض مكانة الغرب
- هكذا يتصور نتنياهو نهاية الحرب
- إعلام إسرائيلي: نقاش عاصف باجتماع -الكابينت- لتأييد زامير صف ...
- شهيد كل يومين.. 76 انتهاكا إسرائيليا ضد الصحفيين الفلسطينيين ...


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر المعز - الصهيونية واليمين المتطرف في أوروبا – نموذج السُّوَيْد