|
مُتابعات – العدد الواحد والأربعون بعد المائة بتاريخ الثّالث عشر من أيلول/سبتمبر 2025
الطاهر المعز
الحوار المتمدن-العدد: 8464 - 2025 / 9 / 13 - 12:02
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مرت يوم أول أمس الذّكرى الثانية والخمسون للإنقلاب الدّموي – المُصمّم والمُنفذ بدعم أمريكي – في تشيلي يوم الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 1973، ضد رئيس وبرلمان منتخبين يو الرابع من أيلول/سبتمبر 1970 وتم حَشْر 45 ألف مُعتقل في ملعب العاصمة سنتياغو وقُتِل منهم ما لا يقل عن ثلاثة آلاف في معتقلات الجيش...
احتكارات - من التكنولوجيا إلى المصارف تعريف: "العُمْلَة المستقرة" هي عملة رقمية مصممة للحفاظ على قيمة مستقرة مقابل مجموعة من الأصول، مثل الدولار الأمريكي أو اليورو أو الذهب، عكس العملات الرقمية الأخرى، مثل بيتكوين أو إيثريوم التي قد تشهد تقلبات كبيرة في الأسعار، ولذلك تُعْتَبَرُ العُملة المُستقرة وسيلة ادخار أكثر منها وسيلة مضاربة لأنها تقلل من التقلبات. يَحْظر التّشريع الأمريكي الحالي على شركات التكنولوجيا الاحتكارية إنشاء مصارفها الخاصة، وقد يُؤَدِّي إقرار مشروع قانون العملات المُشفّرة المُسمّى قانون "جينيوس" (الذي يُوجّه ويُرسّخ الابتكار الوطني للعملات المستقرة الأمريكية) إلى جعلها "عملة قانونية"، وإلى توسيع نطاق العملات الرقمية، مما يُمكّن هذه الشركات ومالكيها ( مارك زوكربيرغ وإيلون ماسك وغيرهما ) من إصدار وسائل دفع خاصة وإجراء المعاملات الإلكترونية بعملات خاصة، وتتبنّى منصّات التّكنولوجيا استراتيجية طويلة الأمد للسّيْطرة على شبكات الدفع، ولذلك أنشأت شركة آبل أحدث نظام دفع إلكتروني، يضم حوالي 800 مليون مستخدم حول العالم، وهي مُتّهمة بإجبار زبائنها على استخدام شبكة الدفع الخاصة بها، وسوف يمكّنها قانون "جينيوس" في حال إقراره من إطلاق "بطاقة دفع" خاصة بها تُمكّنها من تخزين ودائع الزبائن وتمنحها الإطلاع على معاملات مستخدميها وبياناتهم المالية، ولشركة غوغل كذلك آليات دفع خاصة بها... يهدف قانون جينيوس ظاهريا إلى تسهيل عمل شركات العملات المشفرة، لكن تأثيره يمتد إلى القطاعات الاقتصادية غير المصرفية، ويضع حدًّا للفَصْل بين رأس المال التجاري ( بيْع السّلع) ورأس المال المصرفي ( تقديم "الخَدَمات المالية") ويُقَيّد نفوذ الشركات الصناعية لكي لا تتمكّن من تقييد وصول منافسيها أو زبائنها إلى الخدمات المصرفية، وسوف يسمح قانون جينوس لأي شركة، سواءً كانت مصرفية أم لا، إصدار عملات مستقرة مع الحد الأدنى من الرقابة التنظيمية، مما قد يُزعزع استقرار النظام المالي ويُساهم في غسل الأموال المشبوهة. وفي الوقت نفسه، سيفتح هذا سوقًا جديدة للشركات التي تُصدر هذه العملات، مما يجعل شركات الإحتكارات التكنولوجية خارج سيطرة المصارف التي تُؤمّن حدًّا أدنى من تأمينات الودائع وقيودًا رسوم المعاملات المالية، ويمنح مشروع القانون كسب المال في الخارج دون الحاجة إلى المرور بإجراءات مصرفية دولية، وسوف يسمح القانون لشركة (ميتا/فيسبوك) أن تصبح مؤسسة مالية بعدد يفوق أربعة مليارات زبون في العالم.
الصراع على جبهة التكنولوجيا تُشكّل التكنولوجيا - كمُحفِّز للإبتكار والتّطوير – ركيزة أساسية لاقتصاد البلدان الرّأسمالية المتقدّمة، ومن بينها الولايات المتحدة والصّين، اللّتَيْن دخلتا سباقًا محمومًا للهيمنة على تقنيات الذكاء الاصطناعي وجَعْلِهِ أحد عوامل ازدهار الإقتصاد، نظرًا لتوسّع مجالات استخدام الذّكاء الإصطناعي ( اقتصاديا وعِلميا وعسكريا...)، وأحد عوامل السيطرة والنُّفُوذ العالمِيّيْن، مما يُبرّر الإستثمار الضّخم لكل من الصين والولايات المتحدة في الذكاء الإصطناعي، وأعلنت شركة ديب سيك الصينية عن طموحاتها في تطوير ذكاء اصطناعي يُضاهي قدرات العقل البشري، إلا إن الشركات الصينية لا تزال تعاني من نقص البنية التحتية المادية اللازمة للذكاء الاصطناعي وتصنيع رقائق الحوسبة التي تبنيها شركات الحوسبة الضخمة الأميركية أو شركات البلدان الموالية لها، وتتمسّك الولايات المتحدة بقيادة هذا المجال الاستراتيجي للذكاء الإصطناعي - وهو جزء من التنافس الإقتصادي والتقني والسياسي – ورغم التطور الكبير الذي حققته الصين لا تزال الولايات المتحدة متفوّقة في مجال البحث والتطوير بفضل الدّعم الحكومي الكبير للبيئة الأكاديمية الأمريكية ( MIT، حيث يعمل نوعام شومسكي، أو Stanford ) التي استطاعت اجتذاب باحثين بارزين من مختلف مناطق العالم، ويعود التّفوّق النّسبي الأمريكي إلى سيطرتها على شركات احتكارية عملاقة في الدّول الحليفة، مثل تايوان ( TSMC ) وهولندا ( ASML ) وكوريا الجنوبية ( سامسونغ إلكترونيكس )، وإلى الشركات الأمريكية الكبرى مثل (- Microsoft – Open AI Gemini - Google – GPT - Meta ) وغيرها من الشركات التي تُعتَبَرُ من الروّاد في تصميم النماذج المتقدمة، كما تُشكّل الشركات المصنعة للرقائق، مثل إنفيديا، العمود الفقري للبنية التحتية لتدريب هذه النماذج، ما يمنح أمريكا ميزة تنافسية كبيرة واحتكار التكنولوجيا المتقدّمة التي تُستخدم في الحروب واغتيال الأفراد وانتهاك حقوقهم خصوصيتهم سواء داخل الولايات المتحدة أو خارجها، فيما طوّرت الصّين ضمن خطّة "صُنع في الصين 2025" و"خطة الذكاء الاصطناعي 2030"، استخدام تقنيات استخدام الذكاء الاصطناعي واسع المجال في جمع وتخزين البيانات والمراقبة الأمنية ( تمامًا كما الولايات المتحدة) وكذلك في التعليم والرعاية الصّحّية ومجمل الخدمات، لكن اعتماد الصّين على التكنولوجيا الأمريكية و"الغربية" عمومًا في مجال أشباه المواصلات وتصنيع الرّقائق، يُشكل "كعب أخيل" ( نقطة ضُعف قاتلة) الصين التي تتعرض إلى حَظْر و"عُقوبات" أمريكية وأوروبية منذ أظْهرت إنها قادرة على منافسة الشركات "الغربية" في أسواقها التّقليدية، مثلما فعلت شركة "هواوي" الصينية للهواتف التي تمكّنت من تطوير الجيل الخامس منذ سنة 2018، أي قبل الشركات "الغربية" المنافسة بسنوات، فأمرت الولايات المتحدة بمقاطعتها بذريعة " إمكانية استخدام الحكومة الصينية لمعدات هواوي لأغراض المراقبة أو التجسس" وأمرت عدة دول حليفة منها بريطانيا وأستراليا ونيوزيلندا والعديد من الدّول الأوروبية ( فرنسا وإسبانيا وبولندا وجمهورية تشيك) وغيرها بالحظر الفوري وعدم ستخدام معدات هواوي في شبكات الجيل الخامس، وبذلك كان تأثير التطور والإبتكار التكنولوجي أحد أسباب إعادة تصميم النظام الإقتصادي والسياسي العالمي والمنافسة الجيوسياسية العالمية، ورفضت الولايات المتحدة مقترح الصّين "إنشاء منظمة لتطوير وتأمين الذكاء الإصطناعي ولتعزيز التنسيق والتعاون الدّولي في هذا المجال ليكون مُحرّكًا للنّمو العالمي" وفق موقع صحيفة فاينانشال تايمز ( 26 تموز/يوليو 2025)، وتُصر الولايات المتحدة على ترسيخ هيمنتها في هذا المجال عبر تعزيز القيود على تصدير التكنولوجيا المتقدمة ومعدات تصنيع رقائق الذكاء الاصطناعي المتطورة إلى الصين التي تستمر في إنفاق مبالغ ضخمة ( حوالي مائة مليار دولار سنة 2025) لتطوير تقنيات الذّكاء الإصطناعي، وتحاول تصنيع تقنيات رخيصة الثمن بجودة عالية لتصديرها إلى البلدان متوسطة أو ضعيفة الدّخل، في إطار التنافس على النفوذ بين الولايات المتحدة والصين... بوينغ للأسلحة عقود ضخمة واستغلال فاحش أعلن دونالد ترامب خلال شهر آذار/مارس 2025، عن عقد حكومي جديد مع شركة بوينغ لشراء جيل جديد من الطائرات المقاتلة، إف-47، التي ستحل محل إف-22، التي دخلت الخدمة منذ نحو عشرين عامًا، بينما كانت شركة بوينغ تعاني من أزمة حادة بسبب أعطال وحوادث عديدة، وإضراب استمر لأكثر من خمسين يومًا، سنة 2024، دعت له نقابة الرابطة الدولية للعمال الميكانيكيين والفضائيين (IAM) مما أدى إلى شلل مصنعيها الرئيسيين، وتمثل IAM نحو ستين ألف من العُمال والمتقاعدين الذين كانوا يعملون بقطاع صناعات الفضاء والدفاع والطيران والبحرية والسكك الحديدية والنقل والرعاية الصحية والسيارات وغيرها من القطاعات... رَفَضَ عمال تجميع طائرات بوينغ المقاتلة في ولايتي ميسوري وإلينوي ( يوم الأحد 27 تموز/يوليو 2025) اتفاقية العمل الجديدة التي اقترحتها الشركة المصنعة للطائرات، وهدّدوا بالإضراب إذا ما لم يتم تحوير محتوى العقد، وفق بيان الرابطة الدولية للعمال الميكانيكيين والفضائيين (IAM) : " إن اقتراح شركة بوينغ للدفاع لا يرقى إلى مستوى الأولويات والتضحيات التي قدمتها القوى العاملة الماهرة"، وهدّدت النقابة بالدّعوة إلى الإضراب إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق خلال سبعة أيام، وتضمّن اقتراح الشركة زيادة في الرواتب بنسبة 20% على مدى أربع سنوات، بالإضافة إلى زيادة في الإجازات، واعتبرت أغلبية العمال من أعضاء النقابة، البالغ عددهم 3200 عضو، والعاملين في مصانع بوينغ في سانت لويس، وسانت تشارلز، بولاية ميزوري، وماسكوتا، بولاية إلينوي، أن هذا الاقتراح لا يلبي احتياجاتهم ولا يضمن لهم الأمن والإستقرار الوظيفي...
ملف: الاتحاد الأوروبي – تمويل المنظمات غير الحكومية و وسائل الإعلام منظمات "غير حكومية" قدّم الإتحاد الأوروبي بين سنتَيْ 2021 و2023، تمويلا سنويا لنحو خمسة آلاف منظمة غير الحكومية ، منها مبلغ 3,4 مليارات يورو للسياسات الداخلية، بالإضافة إلى 1,4 مليار يورو لأنشطة أُخرى من خلال شركائه، وخصّصت المفوضية الأوروبية خمس مليارات يورو لتمويل نحو خمسة آلاف منظمة "غير حكومية" سنة 2024، وفق التقرير الذي نشره ديوان المحاسبة خلال شهر نيسان/ابريل 2025، وتنتقد هذه الوثيقة ممارسات التمويل الحالية، ولكنها لا تُشَكِّكُ إطلاقًا في مبدأ هذه التمويلات، في وقت تسعى فيه المفوضية والحكومات الأوروبية إلى فرض تخفيضات جذرية في الإنفاق العام في معظم المجالات باستثناء التّسلّح والقمع، وبالإضافة إلى التمويل الذي يُقدّم باسم المفوضية الأوروبية، هناك تمويلات أخرى بقيمة سبع مليارات يورو لدعم المنظمات غير الحكومية، ومن بينها منظمات "غير حكومية" أنشأها الإتحاد الأوروبي للدّفاع عن سياساتها وتدخّلاتها في الشؤون الدّاخلية للبلدان التي لا تتوافق حكوماتها مع التّوجّهات الإمبريالية للإتحاد الأوروبي، ويدعو التقرير إلى ضرورة استمرار تقديم الدعم، لكنه يُشير إلى "غياب الشفافية والرقابة على التزام الجمعيات المستفيدة بالقيم الأوروبية"، ولا يذكر التقرير إسم أي منظمة أو أي مثال على مُخالفة "القِيَم الأوروبية"، ويدعو التقرير إلى "مزيد من الإجراءات والضوابط" لجأت المفوضية الأوروبية إلى العديد من الحِيَل، من بينها منح سبعة مليارات يورو، خلال تسع سنوات، من المبالغ المُخصّصة ل"مكافحة تغيير المناخ" إلى المنظمات غير الحكومية البيئية لشراء صمتها ولكي تكف عن نَقْدِ السياسات الأوروبية في مجال تغير المناخ، وصممت هذه المنظمات "غير الحكومية" مع المفوضية ومؤسسات الإتحاد الأوروبي برامج وحملات حول المناخ، تُمجّد سياسة الإتحاد الأوروبي ( المُمَوِّل أو صاحب النِّعْمَة ) وأصدرت المفوضية الأوروبية توجيهات باستهداف الجهات والمنظمات التي تنتقد "الصفقة الخضراء الجديدة" أو خطة 2030 الأوروبية، الذين قاوموا خطة عام 2030 وخفض الكربون، واتهم بعض نواب البرلمان الأوروبي المكتب الأوروبي للبيئة (EEB) و- هو شبكة منظمات يُمَوِّلُها الإتحاد الأوروبي بسخاء ( 15,5 مليون يورو)- بالضّغط عليهم بهدف التأثير على قرارات البرلمان الأوروبي من خلال مهاجمة أعضاء البرلمان المعارضين لبرامج المفوضية ولنظرتها لمسائل البيئة والمناخ، وكان تمويل العديد من هذه المنظمات غير الحكومية من المفوضية الأوروبية مشروطًا "بمواءمة حملاتها مع أهداف سياسات المفوضية"، وبإسكات المعارضة من خلال جماعات الضغط الموازية، وحملات لكسب الدعم الأوروبي للصفقة الخضراء الجديدة... بدأ النقاش في أوروبا حول تخلِّي الإتحاد الأوروبي عن الصفقة الخضراء الجديدة، واستخدام الأموال المخصصة للمنظمات غير الحكومية المعنية بالمناخ في إعادة التسلح. وسائل الإعلام نشر الصحفي الإيطالي توماس فازي تقريرًا من 84 صفحة مطلع شهر حزيران/يونيو 2025، بعنوان "آلية بروكسل الإعلامية: تمويل الإعلام الأوروبي وتشكيل الخطاب العام"، وتناول التقرير الدعم الأوروبي لوسائل الإعلام – معظمها مملوك لمليارديرات وبعضهم يدعم اليمين المتطرف جهْرًا – ويعادل هذا الدّعم 150 مليون يورو سنويا، فضلا عن ما لا يقل عن عشرة ملايين يورو لوسائل إعلام أوكرانيا سنة 2024، وفق الوثائق المتوفّرة، وزعمت صحيفة برلينر تسايتونج الألمانية أن الاتحاد الأوروبي يجعل من الصعب نشر المعلومات التي لا تعجبه من خلال اللجوء إلى الخدع والتّضليل الإعلامي، واتهام أي ناقد بأنه "موالي لروسيا" على سبيل المثال، رغم دعاية الإتحاد الأوروبي التي تُؤكّد على "حرية واستقلال وسائل الإعلام وشفافيتها وتعدديتها..."، غير إن مثالا بسيطا يؤكّد زَيْف هذه الدّعاية، فقد ناقش البرلمان الأوروبي، خلال شهر تموز/يوليو 2025، اقتراحًا بحجب الثقة عن أورسولا فون دير لاين تحديدًا، بسبب الفساد ومحاباة أفراد أُسرتها وتمويل منظمات وهمية أنشأها زوجها ( تمويل بقيمة تقارب 360 مليون دولارا) وانعدام الشفافية في شراء لقاحات فيروس كورونا، لكن الصحافة الأوروبية ( التي يُمولها الإتحاد الأوروبي) تجاهلت الأمر، ولم تُشر الصحافة، المدعومة منها، أي إشارة إلى هذا النقص في الشفافية، بل دافعت وسائل الإعلام هذه بشراسة عن فون دير لاين لأن مالكي وسائل الإعلام والصحافيين المُرْتَزقة لا يَعظّون التي التي تُطعمهم... أنشأ الإتحاد الأوروبي "المرصد الأوروبي للإعلام الرقمي" (EDMO) الذي حصل على ما لا يقل عن ستة ملايين يورو سنويا بهدف "مكافحة التضليل الإعلامي" و "كشف الأخبار الكاذبة" والدّفاع عن سياسات وقرارات المفوضية الأوروبية، وفق منظمة "يوراكتيف" التي أكّدت بنهاية شهر حزيران/يونيو 2025 إن الاتحاد الأوروبي ضخّ 35 مليون يورو سنويًا في "منافذ إعلامية مختارة"، ووفقًا لتقرير أعدّه "مركز أبحاث الإعلام والصحافة" سنة 2024، قدّم الاتحاد الأوروبي نحو مائة مليون يورو سنة 2022 لوحدها، لوسائل الإعلام التي تدعمه وتدعم التّدخّل العسكري الأوروبي في أوكرانيا، كما يُقدّم الإتحاد الأوروبي رشاوى، في شكل منح تفتقد إلى الشفافية لبعض المنظمات غير الحكومية ومراكز الأبحاث للترويج لسياساته وأيديولوجيته "الأوروبية"، بذريعة "تعزيز حرية الصحافة والتعددية والقيم الأوروبية" إلا أنها عمليًا تُسهم في تهميش المعارضة والآراء النقدية، وتجعل من الإعلاميين مُرتزقة يمدحون من يُموّلهم...
أوكرانيا - الإتحاد الأوروبي يُنْفِق والولايات المتحدة تُقرّر التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم 15 آب/أغسطس 2025، في قاعدة عسكرية أمريكية في ألاسْكا، وهو أول لقاء بينهما منذ أكثر من أربع سنوات، بعد ترتيبات ناقشتها واتّفقت عليها الوُفُود الدّبلوماسية الدّبلوماسيون برئاسة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، يوم الثلاثاء 12 آب/أغسطس 2025، ووصف البيت الأبيض القمة بأنها "جلسة استماع"، وفقا لموقع شبكة سي إن إن ( CNN ) الأمريكية، وناقشت القمة الأمريكية الروسية في ألاسكا الحرب في أوكرانيا، لكن لم يوجه أحد دعوةً للاتحاد الأوروبي لحضورها، حتى كضيف شرف، رغم كونه الجهة الممولة، ولم يتم إبلاغه مُسبقًا بالقمة، ويمكن اعتبار المفاوضات الأمريكية الروسية بشأن أوكرانيا، ثاني طعنة توجهها الولايات المتحدة إلى "حُلفائها" في الإتحاد الأوروبي وفي حلف شمال الأطلسي، خلال أقل من شهْر، بعد رَفْع الرُّسُوم الجمركية، واضطرّ القادة الأوروبيون إلى القبول بإقصائهم من المفاوضات، وفق صحيفة "فاينانشال تايمز" التي أشارت إلى تراجع مصداقية الإتحاد الأوروبي بسبب اعتماد القارة على القوة والتكنولوجيا الأمريكية، خلافًا لروسيا أو الصّين التي تردّ على الحرب التجارية الأمريكية المُعْلَنَة بإجراءات مماثلة مثل استخدام المعادن النادرة كسلاح... ساهمت مُقاطعة الغاز الروسي وفرض عقوبات على روسيا – التي لا تمثل صادراتها إلى الإتحاد الأوروبي سوى 10% من إجمالي صادرات روسيا - في الركود الاقتصادي وإلحاق الضّرَر بالصناعات الأوروبية وبمواطني الدّول الأوروبية اللذين تضاعف إنفاقهم على الطّاقة، وعمومًا تمكّنت الولايات المتحدة – في إطار سياسة القُطْب الواحد – من تهميش دور "الحُلفاء" وفي مقدّمتهم الإتحاد الأوروبي الذي فقد أهميته على الساحة السياسية الدّولية، وأصبح لمُشاركًا ضعيفًا على الساحة الدولية، وفقًا لصحيفة لا ستامبا الإيطالية، التي كتبت، تعليقًا على القمة الأمريكية الروسية: " يتجاهل دونالد ترامب الإتحاد الأوروبي ويتخذ القرارات دون استشارة أوروبا التي هيأت الظروف ليُصبح دورُها السياسي في العالم ثانويًّا..." يستمر الإتحاد الأوروبي، منذ ثلاث سنوات ونصف، في تمويل الحرب في أوكرانيا وإرسال الأسلحة وفرض بل تَشْدِيد "العُقوبات" على روسيا بهدف إخضاعها، بينما غَيَّر الرئيس دونالد ترامب استراتيجية الولايات المتحدة في أوروبا، فهو يُريد الإستحواذ على أراضي وثروات أوكرانيا، مقابل القُروض والسلاح، ويبيع الأسلحة إلى الإتحاد الأوروبي الذي يُرسلها إلى أوكرانيا، أصَرّ قادة الإتحاد الأوروبي على مواصلة الحرب ورفضوا التفاوض بين روسيا والولايات المتحدة، فاجتمع المفاوضون في الرياض ( السعودية) أو في اسطنبول (تركيا) من واشنطن وموسكو دون حضور أوكرانيا أو أي حكومة أوروبية، وسافرت ممثلة الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، كايا كالاس، إلى واشنطن ( بنهاية شهر شباط/فبراير 2025) للقاء وزير الخارجية ماركو روبيو، لكنه لم يستقبلها، واضطرت إلى الإكتفاء بتبادل أطراف الحديث مع عدد من أعضاء مجلس الشيوخ والنواب... يحاول زعماء الإتحاد الأوروبي إظهار روسيا كأكبر تهديد أو تحدِّي للإتحاد الأوروبي ولا يريد قادة الإتحاد الأوروبي ( ومعظمهم أطْلَسِيُّون مُغَالُون) سوى استمرار الحرب ضدّ روسيا، ويرفضون أية مفاوضات أو أي اتفاق سلام في أوكرانيا قبل هزيمة روسيا، بذريعة إنها مصْدَر الخَطَر بل العدوّ الأكْبَر لأوروبا الغربية !!!
أوكرانيا حقل تجارب عسكرية كشفت وسائل إعلام أمريكية منذ بداية الحرب في أوكرانيا ( شباط/فبراير 2022) وُجود مختبرات تعمل على تطوير أسلحة كيماوية خطيرة، ويوجد بعضها منذ سنة 2014 ( سنة انقلاب "الميدان" بمشاركة اليمين المتطرف الذي تدعمه الإستخبارات الأمريكية و"الغربية" والصهيونية) ثم تُوسّع نشاط الشركات العسكرية الغربية لإنتاج الأسلحة في أوكرانيا واختبار خصائصها فوقدرتها على الدّمار، ي ساحات المعارك، وكلما استمرت الحرب، ارتفع عدد الشركات العسكرية لدول حلف شمال الأطلسي التي تفتح مكاتب تمثيلية، وتنشئ خطوط إنتاج، وتتعاون بشكل وثيق مع الشركاء الأوكرانيين، ومع الحكومة الأوكرانية التي تتلقى مساعدات عسكرية كبيرة ( وهي ديون يتوجب على أوكرانيا سدادها بعد انتهاء الحرب) مقابل السماح للدول الدّاعمة لها باكتساب خبرة قيّمة في العمليات القتالية الحديثة، وتحديث التقنيات الجديدة في مجال الطائرات المسيرة على سبيل المثال دون المشاركة في القتال، وبأقل التّكاليف... كانت شركة Quantum Systems الألمانية، المتخصصة في تطوير الطائرات بدون طيار وأنظمة الاستطلاع الجوي من أول الشركات الأوروبية التي فتحت مصانع لإنتاج الأسلحة في أوكرانيا، بالتعاون مع المجموعة الفرنسية الألمانية ( KNDS )، وكذلك شركة راينميتال الألمانية لتصنيع الأسلحة، والشركة البريطانية المنشأ متعددة الجنسيات " بي إيه إي سيستمز " للأسلحة والفضاء وشركة نامو النرويجية للمقاولات الدفاعية، فضلا عن شركات أخرى من دُوَيْلات بحر البلطيق والدنمارك، وغيرها من أعضاء حلف شمال الأطلسي الماضية قدما في البرنامج الأمريكي لعسكرة الاقتصاد، وإنتاج السلاح في بلد يُمَكِّنُ الشركات من تجربة الأسلحة وتكتيكات الحرب وتدريب الجيش وإنتاج كميات كبيرة من الأسلحة في وقت قياسي، وما يتطلبه ذلك من انتهاك لحقوق العُمّال، ومع ذلك اعترفت رئيسة حكومة الدنمارك "إن روسيا بمفردها تتفوق على جميع الدول الأخرى من حيث الإنتاج (...) وجب علينا وعلى حلف شمال الأطلسي استخلاص الدّروس والإستفادة من الحرب في أوكرانيا..."
فوائد المصارف والشركات العابرة للقارات من حرب أوكرانيا يشهد القطاع المصرفي، الذي تسيطر عليه الدولة في أوكرانيا، بنموًّا قياسيا، نسبة تزيد قليلًا عن 50%، وازدهارًا ملحوظًا، في زمن الحرب، ومن المتوقع أن تستمر أرباحه في الارتفاع خلال فترة إعادة الإعمار، ووافقت هيئة حكومية أوكرانية مؤخرًا، بالاتفاق مع المؤسسات المالية الدولية، على إمكانية خصخصة مصرفَيْن إضافِيّيْن، بعد استحواذ شركة راينميتال الألمانية للأسلحة على حصص في شركة الأسلحة الأوكرانية "UDI" وبعد سيطرة مصارف فرنسية عابرة للقارات مثل "بي إن بي باريبا" و "كريدي أغريكول" على قسم هام من المؤسسات المالية في أوكرانيا التي ازدهرت بها الأعمال التجارية، فضلا عن تطوير مصانع الطائرات المسيرة والصواريخ، التي تضمن الدولة طلباتها، ويُصدّر بعض إنتاجها إلى الخارج، واستفاد القطاع المصرفي من الحرب، فضاعفت المصارف إيراداتها، خلال أربع سنوات، لتبلغ 1,6 مليار يورو، مما جعل المصارف الأوروبية تستحوذ على القطاع المالي، فيما تستحوذ الشركات العابرة للقارات، ذات المنشأ الأمريكي والأوروبي، على الأراضي الزراعية والمناجم والمصانع، لتكون أول المستفيدين من الحرب ومن إعادة الإعمار بعد انتهاء الحرب، وفق رويترز بتاريخ 27 آب/أغسطس 2025
#الطاهر_المعز (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ارتباط الفساد بالإستغلال والإضطهاد والتّجسّس – عشيرة -ماكْسْ
...
-
العربدة الصهيونية من تونس إلى الدّوْحَة
-
فرنسا: أزمة سياسية واقتصادية
-
المقاطعة كشكل من المقاومة
-
فلسطين - فجوة بين الموقف الأوروبي الرسمي والموقف الشعبي
-
قمّة منظمة شنغهاي للتّعاون
-
مُتابعات – العدد الأربعون بعد المائة بتاريخ السّادس من أيلول
...
-
إندونيسيا – احتجاجات وقَمع دَمَوِي
-
الصهيونية واليمين المتطرف في أوروبا – نموذج السُّوَيْد
-
دَور الإستخبارات و-الذّكاء الإصطناعي- في توجيه الرأي العام
-
أوروبا، عَسْكَرَة الحياة المَدَنِيّة
-
مُتابعات – العدد التاسع والثلاثون بعد المائة بتاريخ الثّلاثي
...
-
من -التّأثيرات الجانبية- لزيادة الرّسوم الجمركية الأمريكية
-
خصومات في الصّف المُقابل، بين فرنسا والولايات المتحدة
-
هل الفن مُحايد؟ - نموذج فرقة نيكاب الموسيقية الإيرلندية
-
عبد العزير المنبهي 15/02/1950 – 23/08/2025
-
الصحة بين الوقاية وتحقيق الرّبح
-
مُتابعات – العدد الثامن والثلاثون بعد المائة بتاريخ الثّالث
...
-
عن اليسار الصهيوني
-
الدّيمقراطية الأمريكية المُسلّحة
المزيد.....
-
لحظة مرعبة في كاليفورنيا.. كاميرا توثّق مرور أسد جبلي بجوار
...
-
قبل أيام من اغتياله.. إليك ما قاله تشارلي كيرك في آخر مقابلا
...
-
كاميرا مراقبة ترصد محاولة اختطاف نادلة في مقهى بأمريكا.. شاه
...
-
مقتل 193 شخصا على الأقل في حادثي قاربين منفصلين في شمال غرب
...
-
حرب غزة في يومها الـ 708.. استهداف مستمرّ لطالبي المساعدات و
...
-
الطقس والهجمات بالمسيّرات يدفعان أسطول الصمود لتأجيل مغادرته
...
-
قوات الاحتلال تقتحم مدرسة بالخليل وتداهم منازل منفذي عمليات
...
-
80 عاما في مهنة تواجه الاندثار في القدس
-
مظاهرات بعدة دول تطالب بوقف الإبادة في غزة
-
واشنطن تفرض عقوبات على وزير المالية السوداني وكتيبة -البراء
...
المزيد.....
-
الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025
/ كمال الموسوي
-
الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة
/ د. خالد زغريت
-
المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد
/ علي عبد الواحد محمد
-
شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
/ علي الخطيب
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
أوالد المهرجان
/ عبدالاله السباهي
-
اللطالطة
/ عبدالاله السباهي
-
ليلة في عش النسر
/ عبدالاله السباهي
المزيد.....
|