أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر المعز - مُتابعات – العدد السّادس والأربعون بعد المائة بتاريخ الثامن عشر من تشرين الأول/اكتوبر 2025















المزيد.....


مُتابعات – العدد السّادس والأربعون بعد المائة بتاريخ الثامن عشر من تشرين الأول/اكتوبر 2025


الطاهر المعز

الحوار المتمدن-العدد: 8499 - 2025 / 10 / 18 - 12:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جائزة نوبل للسلام
وجب التّذكير إن جائزة نوبل للسلام هي الوحيدة من جوائز نوبل التي تمنحها لجنة نرويجية، فيما تتكفل لجان سويدية بمنح الجوائز الأخرى، ويُفْتَرَضُ أن تُمنَحَ جائزة نوبل للسلام لشخص أو جهة، كتكريم للشخص أو المنظمة "للمساهمة في السلام"، وفق النظرة "الغربية" للسلام، أي ضمان استمرارية العلاقات غير المتكافئة واستغلال الثروات والكادحين بهدوء ودون ضجّة، ولذلك حصل عليها مجرمون وقادة مليشيات إرهابية دَمَوِية ورؤساء أمريكيون وعُملاء وغيرهم من حُثالة التاريخ، ليس لأنهم خدموا السلام وإنما لأنهم خدموا الرأسماليّة والنظام الدولي الذي أقامته، ولم تُمنح الجائزة لمن تجاوزوا حدود اقتصاد السوق والدّيمقراطية البرجوازية الليبرالية...
أَلَحَّ دونالد ترامب على جدارته بهذه الجائزة، ربما لأنه يعرف إنه تاجر، بذيء اللسان والمنطق، وغير جدير بالإحترام والثقة، فأراد الحصول على شهادة مُزَوّرة تجعل منه إنسانًا مُحْتَرَمًا، وتمحو "إنجازاته" العدوانية ( الإقتصادية والعسكرية) ضد العديد من بلدان العالم، آخرها فنزويلا حاليا ( تشرين الأول/اكتوبر 2025) التي حصلت مواطنتها الرجعية والصهيونية ماريا كورينا ماتشادو ( بمحض الصّدفة !!!) على الجائزة، وهي من أنصار دونالد ترامب، وبذلك تُقرّ اللجنة التي تختار الفائز بالجائزة إنها أداة سياسية في خدمة الإمبريالية واليمين المتطرف وتم تبرير منح الجائزة لهذه اليمينية المتطرفة بأنها "مناضلة شجاعة من أجل تحقيق الديمقراطية وحقوق الإنسان في فنزويلا".

تتلقى الحركة السياسية التي تنتمي إليها ماريا كورينا ماتشادو دعماً مالياً وسياسياً أمريكياً، وهي واجهة قانونية للإستخبارات الأمريكية وللنيوليبرالية في فنزويلا، تُطالب بخصخصة قطاع المحروقات، وتدعم الحصار الإقتصادي والحملات الإعلامية والإستخباراتية والتّدخّل العسكري الأمريكي وتقويض نظام الحكم المنتخب في فنزويلا وإلغاء الدّستور وحل البرلمان، وكانت إحدى قياديات الإنقلاب الفاشل سنة 2002، وساندت بشكل علني العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني، غير إن اللجنة النرويجية لجائزة نوبل للسلام اعتبرت ذلك "عملا دؤوبا لتعزيز الحقوق الديمقراطية ولتحقيق سلمي من الدكتاتورية إلى الديمقراطية !!!"

مغزى طوفان الأقصى:
إن الأجيال الفلسطينية لما بعد النّكبة، وكذلك أجيال اللاّجئين، لم تُسلِّمْ بالهزيمة ولم تستسلم ولم تنس إن فلسطين وطَنها وليس وطن المُستعمِرِين المُسْتوطِنِين، واستمر أبناء جيل النّكْبة وأبناء وأحفاد اللاّجئين في المقاومة، واستمرت الشعوب العربية، رغم تطبيع السّلطات وتخاذلها وانبطاحها أم الصهيونية والإمبريالية، في اعتبار فلسطين عربية مهما طالت فترة الإحتلال، وأَوْضَحَ العُدْوان المستمر منذ السابع من تشرين الأول/اكتوبر 2023، إن النكبة ما كانت لتحصل، وإن الكيان الصهيوني ما تمكّن من الإستمرار طيلة هذه العقود لولا الدّعْم الإمبريالي ولولا التّواطؤ الرسمي العربي...
مَكّن "طوفان الأقصى" الشباب الأمريكي والأوروبي من الإقتناع إن الصهاينة يُدمرون كل شيء، يقتلون البشر والطبيعة، يُدمِّرون الجمال والحب والفن ويُحوّلون مَطَر السماء إلى قنابل... الصهيونية تعني القتل والدّمار ولا شيء غير ذلك...

من أقول جورج حبش ( 1926 – 2008):
مقتطف من مجموعة مقابلات ونصوص لجورج حبش، وردت في كتاب " لا شيء أثمن من الحرية "، عن دار نشر "بريمير ماتان دو نوفمبري" – نيسان/ابريل 2025
مقطع من خطاب ألقاه جورج حبش في فندق الأردن الدولي في عمان يوم 12 حزيران/يونيو 1970 على الساعة الخامسة صباحًا وكان يخاطب الرهائن الذين تم احتجازهم خلال عمليات اختطاف الطائرات الرباعية التي نفذتها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ردًا على هجمات النظام الأردني على الثورة الفلسطينية.
نُشر هذا الخطاب لأول مرة بواسطة قسم الإعلام في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
*****
ترجمة غير احترافية من اللغة الإنغليزية
قد يصعب عليكم فهم وجهة نظرنا، فالناس الذين يعيشون في ظروف مختلفة يفكرون بشكل مختلف، ولا يمكنهم التفكير بنفس الطريقة...
إن الظروف التي نعيشها منذ سنوات طويلة هي التي حددت طريقة تفكيرنا، نحن الفلسطينيون نعيش في مخيماتٍ وخيامٍ منذ النّكبة، لأننا طُرِدنا من وطننا وبيوتنا وأراضينا، وتعرضنا للمطاردة كالغنم، وحُوصرنا في مخيمات اللاجئين في ظروفٍ لا إنسانية. لقد انتظر شعبنا احترام حقوقه منذ عقود، ولكن لم يحدث شيء ( حتى) أتاحت لنا الظروف حمل السلاح والدفاع عن قضيتنا، والنضال من أجل حقوقنا، والعودة إلى وطننا وتحريره، ونحن نؤمن بحقنا الكامل في الدفاع عن ثورتنا التي تُجسّد العدالة وحق العودة، ولو ذهب أي منكم إلى مخيماتنا ومكث فيها أسبوعًا أو أسبوعين، لتأثرتم أنتم أيضًا، ولأصبحتم تتفَهّمون طريقة تفكيرنا، لأن لا أحد يمكنه التفكير أو التصرف بمعزل عن الظروف التي يعيشها.
نحن لا نقاوم العدو الصهيوني لوحده، فالولايات المتحدة تعارض ثورتنا وتعمل على سحقها من خلال الأنظمة الرجعية العربية فهم يحاولون سحقنا كل يوم، وفي كل مرة نبذل تضحيات ونفقد رجالاً ودماءً، وكل من يعيش في الأردن أو لبنان يدرك هذا جيداً، فالإمبريالية وحلفاؤها من الحُكّام العرب مصممون على تدمير الثورة، ولكننا نؤمن بحقنا في حماية ثورتنا وحماية شعبنا من الظّلم الذي يتعرض له والظروف التي يعيشها... سندافع عن أنفسنا وعن ثورتنا بكل الوسائل، وكل ما يحمي ثورتنا مُبرَّر. هذا هو نهجنا. نعتقد أن لدينا كل الحق في الضغط على الأنظمة الرجعية العربية وعلى الولايات المتحدة، واستخدام أي ورقة رابحة في أيدينا، فنحن مصممون حقًا. نحن لا نمزح ومستعدّون لأي شيء يُمكّن ثورتنا من الإستمرار ثورتنا حتى لو سحقونا هنا، في عمّان أو في بيروت...
إن الظروف التي يعيش فيها الناس هي التي تُحدد في الواقع طريقة تفكيرهم وأخلاقهم، فمن وجهة نظر ثورية، نؤمن، وسنظل نؤمن، بأن لنا كل الحق في فعل ما فعلناه.

فلسطين وطن لا يتجزّأ
تم تصميم الإستيلاء على كامل فلسطين ( وأكثر من فلسطين) من قبل القادة الصهاينة منذ النّصف الثاني من القرن التّاسع عشر، مما يجعل الحديث عن "حل الدّوْلَتَيْن" أمرًا عبثيًّا، فقد أشرف حاييم وايزمان على اجتماع لدراسة وعد بلفور ( 1917) لدراسة "إنشاء دولة إسرائيل" على كامل الأراضي الفلسطينية، وزايد عليهم في كل أرض فلسطين بأسرها، على ان يبقى الاتفاق سرا ولا يطرح على اجتماعات فرسايل التي كانت منعقدة. وفي عشرينات القرن الماضي كتبَ فلاديمير جابوتينسكي الذي كان ذا علاقات وثيقة بموسلِّيني ( كتاب "الجدار الحديدي" سنة 1923) مُعْلِنًا "ضرورة الاستيلاء على فلسطين كاملة وطَرْد غير اليهود منها" وهو ما طبقته منظمة الهستدروت ( ذات العلاقات الوثيقة بالنقابات الأوروبية والأمريكية) بصيغة "المِلْكِيّة اليهودية والعمل اليهودي" أي إقصاء الفلسطينيين من من السياسة ومن الإقتصاد والثقافة والتعليم، وهو ما طبّقَه القادة الصهاينة من دفيد بن غوريون وميناحيم بيغن واسحق شامير وأرييل شارون وبنيامين نتنياهو
رفضت الحركة الصهيونية، منذ بداياتها تقسيم فلسطين، وطبّقت بدعم من الإنتداب البريطاني مخطط الاستعمار الاستيطاني من خلال المؤسسات الخاصة بالمُسْتوطنين الصهاينة (التعليم والإدارة والإقتصاد ) بإشراف الوكالة اليهودية والمنظمات الإرهابية مثل الهاغاناه والإرغون وأيتسل، وغيرها التي كانت مليشياتها تُصمّم وتنفذ عمليات الإبتزاز والتهديد والإغتيال التي دعمها المؤتمر الصهيوني في بالتيمور (الولايات المتحدة ) سنة 1942، وتم التخطيط للسيطرة الكاملة للمنظمات الصهيونية على الوضع في فلسطين، أثناء اللحرب العالمية الثانية، قبل قرار التقسيم الذي أصدرته الأمم المتحدة، غير إن المبادئ الصهيونية تُنْكِرُ وجود شعب فلسطيني، فلم تقبل قرار التقسيم لأنها تريد كل فلسطين، وهو ما حصل بعد عدوان 1967، ويستمر تنفيذه حاليا مع احتلال أجزاء من سوريا ولبنان ومصر والأردن...
إن المقاومة الفلسطينية ( والعربية) لا تُجابه الحركة الصهيونية ودولتها، بل الإمبريالية التي تُهيمن اقتصاديا وثقافيا وسياسيا على العالم، وتدعم البرجوازية الكمبرادورية التي تحكم البلدان العربية ولذلك لا يمكن فَصْل النّضال من أجل تحرير فلسطين عن النضال ضد الإمبريالية والأنظمة العربية، وتجلّى ذلك منذ الإضراب العام سنة 1936، خلال فترة الإستعمار البريطاني، وظهر حجم الدّعم الإستعماري ( الإمبريالي) للحركة الصهيونية من خلال القمع والإعدامات وزيادة عدد المستوطنين الصهاينة...
تجلّت الأهداف الصّهيونية من خلال العدوانات المتكررة وإقصاء الفلسطينيين وتجويعهم ومن خلال القوانين العنصرية التي يُقرها الصهاينة من أجل الصهاينة، مثل قرار 2018 " أن إسرائيل دولة قومية للشعب اليهودي " ويقتضي ذلك تشريع التمييز والتّطهير العنصري وإقصاء السكان الأصليين من وطنهم بالقوة لترك المكان لشعب الله المختار...
لذلك يُعتَبَر حديث بعض الزّعماء الأوروبيين عن دُوَيْلة فلسطينية مجرّد ثرثرة وهراء وتحويل الأنظار عن حرب الإبادة التي يشنها الكيان الصهيوني ( بأسلحة وأموال أمريكية وأوروبية) منذ عامَيْن...
يجب أن نكون واضحين من جهتنا لنعلن عاليا "إن فلسطين عربية وهي أرض ووطن الشعب الفلسطيني، وليست أرض المُستعمِرِين القادمين من روسيا أو أمريكا الشمالية أو أوروبا أو البلدان العربية..." مما يستوجب تحريرها من الغُزاة، وعودة اللاجئين إلى وطن أجدادهم وإلى أرضهم وديارهم...

مصر، من السّادات إلى السِّيسي
سبق أن أعلن الجنرال عبد الفتاح السيسي، حاكم مصر: " إن حجم المساعدات إلى غزة المتاح عندنا ضخم جدا ولا أحد يمنعه لكن دخول المساعدات يحتاج إلى تنسيق مع الجانب الآخر" ( أي إن الحكومة المصرية لا تمنع دخول المساعدات أو دخول وخروج الأشخاص والأطباء والمُسعفين والصحافيين لكن الكيان الصهيوني هو الذي يتحكم في المَعابر، ولا سُلطة لمصر عليها...
ألقى الرئيس المصري الجنرال عبدالفتاح السيسي، يوم الجمعة 26 أيلول/سبتمبر 2025، كلمة في الأكاديمية العسكرية المصرية، وأعلن خلالها إنه بذل "جهودًا كبيرة وبكل إخلاص لإدخال المساعدات إلى غزة، طيلة العامَيْن الماضِيَيْن"، وإنه "حريص على أن لا تتأثر مصر بما يحدث في غزة"، وإنه يعمل "بكل قوة وإخلاص من أجل وقف الحرب، لكن لن أراهن بحياة المصريين لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة بالقوة... لا يجب أن يطلب مني أن أراهن بحياة المصريين، وأقول إنني لن أدخل في صراع من أجل إدخال المساعدات إلى غزة..."
تُساهم مصر في إنقاذ الإقتصاد الصهيوني من خلال استيراد الغاز المَسْرُوق من سواحل حيفا المُحتلة، وتُشرف المخابرات المصرية ( إلى جانب قَطَر) على "الوساطة" بين الكيان الصهيوني وحماس والمقاومة الفلسطينية، وبذلك تعتبر مصر نفسها "مُحايدة" ولا شأن لها بالإبادة والتّدمير والتّجويع، وحتى السماح بإدخال المُساعدات الغذائية والأدوية...

المغرب – "الصحة أولا، لا نريد كأس العالم"
اندلعت قبل بضعة أسابيع، فضيحة في مستشفى الحسن الثاني بمدينة أغادير ( المَوْصُوف ب"مستشفى المَوْت")، حيث فقدَت ثماني نساء حياتهن إثر ولادة قيصرية في غضون أسبوع، مما أثار هذا غضبًا في البلاد واحتجاجات على غياب الحد الأدنى من التجهيزات والخدمات الطبية في قطاع الصحة العمومية، فيما تستثمر الدّولة مبالغ ضخمة في مشاريع متعلقة باستضافة دورة 2023 لكأس العالم لكرة القدم، ومنعت السلطة عدة مظاهرات في مُدُن أغادير وتيزنيت وطاطا وبني ملال، كما صدرت مراسيم تحظر جميع التجمعات أمام المستشفيات...
تظاهر آلاف المواطنين المغاربة يومي السبت 27 والأحد 28 أيلول/سبتمبر 2025، في عدّة مُدن تحت شعار الحق في الصحة والتعليم والعدالة الإجتماعية ومحاربة الفساد، واستخدمت الشرطة القُوة لتفريق واعتقال المتظاهرين، ومن بينهم عشرات الشّبّان وكذلك بعض المناضلين مثل بعض أعضاء الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وبعض مناضلي اليسار، بذريعة "التجمعات غير المرخصة" أو "الإخلال بالنظام العام "... كما منعت الشرطة المتظاهرين ( يوم السبت 27 أيلول ) من الوصول إلى حديقة جامعة الدول العربية في الدّار البيضاء، واعتقلت العديد من المتظاهرين، كما اعتقلت العديد من المتظاهرين في الرباط والمدن الأخرى، وفق وكالة الصحافة الفرنسية التي أشارت إلى حُضور مُكثّف لشباب "جيل زد" ( حركة GENZ212 ) المولودين بين سنتَيْ 1996 و2010، وهم يمثلون حوالي ثمانية ملايين من أصل حوالي أربعين مليون نسمة، ويتحركون خارج الأُطُر التنظيمية التقليدية، وتُطالب الحركة "بالحق في حياة كريمة وتعليم مجاني وعالي الجودة، مع تحسين فرص الحصول على الرعاية الصحية، والأدوية بأسعار معقولة... وكذلك القضاء على الفساد وحماية حرية التعبير"، ومما يزعج العائلة المالكة ( المَخْزَن) إن هذه الحركة خرجت من الظّل قبل عام واحد من الانتخابات التشريعية المقبلة، ولا تعارض حركة GENZ212 النظام الملكي، بل تعتبره "ضمانةً للاستقرار والوحدة والاستمرارية في المغرب"، وفق منشور نشرته على منصة فيسبوك يوم الواحد والعشرين من أيلول/سبتمبر 2025، لكنها أعلنت عن تحركات أخرى مُسْتَقْبَلاً...
يُعاني نحو 25% من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عامًا من البطالة مما جعل مطلب الحصول على عمل أمرًا بالغ الأهمية لهذه الفئة من سُكّان المغرب، وللتذكير انطلقت سنة 2011، حركة مماثلة ( حركة 20 فبراير) قمعتها السلطة بعنف شديد واعتقلت عددا كبيرًا من المتظاهرين، وعَسّرت الدّولة – من خلال تعديل الدّستور - الحُصُول على ترخيص للتجَمُّع أو التّظاهُر، واستخدمت حكومة الإخوان المسلمين هذه القوانين الزّجْرِية لقمع حراك منطقة الريف ( شمال المغرب) أواخر سنة 2026 ومنطقة جرادة ( شرقي المغرب، قريبًا من حدود الجزائر)، بداية سنة 2017، ويتم استخدامها حاليا لقمع المظاهرات السلمية من أجل الحق في التعليم والرعاية الصحية، ويستنكر المتظاهرون إنفاق مليارات الدّولارات وبناء ما قالت السلطات إنه "أكبر ملعب في العالم" في "بن سليمان" بقيمة 470 مليون دولارا، لاستضافة كأس العالم 2030 في المغرب وإسبانيا والبرتغال، وإهمال الدّولة للمتضرّرين من زلزال "الحوز" الذين لا يزالون في الخيام، ولذلك رفع بعض المتظاهرين شعار "الصّحّة أولاً – لا نُريد كأس العالم"...

بَوْصَلَة: من هو العدُوّ الرئيسي؟
حلف شمال الأطلسي – الأداة العسكرية للهيمنة الإمبريالية
تُشعل الولايات المحتدة حروبًا في العديد من مناطق العالم: حرب أوكرانيا والعدوان الصهيوني والحرب في الكونغو، بواسطة جيش رواندا، والحروب التي أشعلتها المجموعات الإرهابية في المنطقة المُحيطة بالصحراء الكُبرى، والإستفزاز الأمريكي في سواحل فنزويلا أو الإستفزاز العسكري للصين في المحيط الهادئ، وتُشكل جميعها مظاهر للعدوان الأطلسي، فضلا عن حصار كوبا وإيران وفنزويلا وكوريا الشمالية، منذ عُقُود، وعن التهديدات الأمريكية المختلفة وزيادة الرسوم الجمركية وجعل القوانين الأمريكية فوق القانون الدّولي...
اهتزّت مكانة الإمبريالية الأمريكية التي اكتسبتها بعد الحرب العالمية الثانية، ثم بعد انهيار الإتحاد السوفييتي، وبدأت الولايات المتحدة تفقد مكانتها كقوة وحيدة مُهيمنة على العالم، إثر صعود الصين كقوة منافسة تعمل على تقويض الهيمنة الأمريكية من خلال عدّة أدوات ومؤسسات، من بينها مجموعة بريكس ومنظمة شنغهاي وبنك التنمية الآسيوي، فيما يُروّج الإعلام الأمريكي والأطلسي دعايته التقليدية والأخبار الزائفة التي لا تُساعد على فهم ما يحدث في العالم، فالحرب في أوكرانيا تجري على حدود روسيا التي تُدافع عن حدودها ولا "يُدافع الكيان الصهيوني عن نفسه" لأنه كيان غير شرعي، ما كان يمكن له أن ينشأ ويصبح مهيمنًا على الوطن العربي وما يُسمّى "غرب آسيا" بدون الدّعم الإمبريالي القوي، وما كان للمجموعات الإرهابية أن تستمر في زعزعة وضع البلدان المحيطة بالصّحراء لولا الدّعم الإمبريالي من الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي ومجموعة العشرين ومجموعة السّبع والمنتدى الإقتصادي العالمي وما شابه ذلك من مؤتمرات ونوادي ومؤسسات وأدوات الليبرالية الجديدة.
تجِيد الإمبريالية ووسائل إعلامها وأتباعها تسميم العقول فتُعرّف الحرية والديمقراطية والقانون والمواطنة، وغيرها من المصطلحات والمبادئ كمِلْكِيّة خاصة للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والكيان الصهيوني، وتحاول الإمبريالية فَرْض رؤْيَتها على العالم أجمع بالدّعاية الإيديولوجية وبالقوة العسكرية وبالحصار الإقتصادي، وتحاول تغليف الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والديني والتهجير والتجويع الذي يمارسه الصهاينة في فلسطين، أو النازيون الجدد في أوكرانيا والقمع الاستعماري والحروب العدوانية للسيطرة على ثروات الشعوب، بأنها حرب بين الخير والشّر، بين الدكتاتورية والدّيمقراطية وبين التقدم والتخلف، غير إن الوقائع تُثْبِتُ إن هذه الحروب العدوانية جزء من مخطط لحل أزمة الرأسمالية العالمية بواسطة الحرب وعَسْكَرة الإقتصاد والحياة الإجتماعية، وإعادة هيكلة الإقتصاد العالمي والتقسيم الدولي للعمل، وتدويل رأس المال والسعي الدائم لتحقيق الحد الأقصى من الرّبْح، بزيادة حصة رأس المال وخَفْض حصة العَمل، في نطاق "القانون العام للرأسمالية" الذي يحمل في داخله تناقُضًا جَوْهَرِيًّا بين عولمة الإنتاج واحتكار الأرباح التي يجنيها رأس المال المُعَوْلَم من ذلك الإنتاج
تُعدّ حروب الناتو المُباشرة أو بالوكالة، في أوكرانيا، وفي فلسطين التي تعرض شعبها للإبادة الجماعية والتجويع والتهجير، واليمن وسوريا ولبنان وفي جمهورية الكونغو الديمقراطية التي تضررت من الإبادة الجماعية، وفي المنطقة المُحيطة بالصحراء الكُبرى ( ومن ضمنها المغرب العربي ومالي والنيجر وبوركينا فاسو...) عبر مجموعات إرهابية، وبأفريقيا الشرقية ( السودان والصومال...) شكلا من أشكال تصريف فائض الإنتاج والتراكم المفرط للرأسمالية المُعولمة التي تُشكّل ( من خلال حلف شمال الأطلسي أي الإمبريالية الأوروبية والأمريكية أساسًا) التهديد الرئيسي لشعوب العالم التي لا تستطيع مقاومة الإمبريالية مُشتّتة، بل وجب السّعْيُ لتشكيل تحالف شعبي أُمَمِي لمقاومة الإمبريالية والبرجوازية الكمبرادورية التي تُمثل المصالح الإمبريالية في بلداننا...

ألمانيا – الدّولة في خدمة الأثرياء
لم ينجح الحزب المسيحي الديمقراطي الذي يُسيطر على الحكومة الألمانية في تنفيذ وعوده الإنتخابية المتعلقة بالسياسة الاقتصادية، بل يعيش الإقتصاد الألماني حالة طوارئ وقال المستشار فريدريش ميرتس في البرلمان الألماني ( بونستاغ) إنه سوف يجعل ألمانيا قادرة على التنافس، لكن الوقائع ولجوء الشركات إلى تسريح عشرات الآلاف من العُمال تُكذّب المُستشار ميرتس، فيما يُطالب أرباب العمل ( كالعادة وكما في كافة البلدان) بواسطة الرئيسة التنفيذية لغرفة الصناعة والتجارة الألمانية (DIHK): "ننتظر من الحكومة سياسة اقتصادية واضحة وطويلة الأمد، تؤدي إلى تخفيضات ملموسة وسريعة في الضرائب وتكاليف الطاقة والبيروقراطية".
أوْرَدَ تقرير عرضه باحثون اقتصاديون ألمانيون يوم 25 أيلول/سبتمبر 2025، تقريرًا في برلين بعنوان "سياسة مالية توسعية تخفي ضعف النمو"، ويؤكد التقرير: "تراجُعَ موقع ألمانيا الاقتصادي وتدهور الآفاق المستقبلية" لكن يدّعي هؤلاء الخُبراء إن سبب هذا التراجع يعود إلى "ارتفاع تكاليف الطاقة والأجور بالمقارنة مع مستواها الدولي ونقص العمالة الماهرة وتراجع القدرة على التنافس"، أي إن هؤلاء الخبراء يريدون أن تدعم الدّولة سعر الطاقة للشركات وليس للأُسَر ( نُذكّر إن ارتفاع سعر الطاقة يعود إلى مقاطعة روسيا والتّخلِّي عن الغاز الروسي الرخيص وذي الجودة العالية) ويريدون مزيدًا من العمالة الماهرة برواتب منخفضة، ولا يختلف موقف هؤلاء الخبراء عن موقف أرباب العمل، بل هم في خدمتهم، ضدّ المواطن الكادح، ويوصي هؤلاء الخبراء بإجراءات حكومية منها "زيادة الكفاءة وتقليل عدد الموظفين الحكوميين، وخفض النفقات الحكومية في الميزانية وتمويل البنية التحتية العامة من قبل المستخدمين، وزيادة القدرة الإنتاجية من خلال الرقمنة... وارتفاع المعاشات التقاعدية بشكل أبطأ من الأجور، وإلغاء حوافز التقاعد المبكر، وجذب العمالة الماهرة إلى ألمانيا من خلال اعتراف مبسّط وموسّع بالشهادات الأجنبية..."
بعد عامين من الركود، قررت الحكومة استثمار خمسمائة مليار يورو في البنية التحتية ومن المتوقع أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي في ألمانيا بنسبة 0,2% سنة 2025 وبنسبة 1,3% سنة 2026 وبنسبة 1,4% سنة 2027 لكن لا يلوح في الأفق وجود انتعاش اقتصادي ذاتي الدعم بكثير من الاستثمارات الخاصة،
يعتمد الاقتصاد الألماني كثيرًا على التجارة الخارجية، وتعتمد نسبة 25% من الوظائف في ألمانيا على التصدير، وأظهر الإقتصاد الألماني بعض الضُّعْف منذ بداية الحرب في أوكرانيا ومقاطعة الإقتصاد الروسي ( والمحروقات الروسية) وزادت مشاكل الإقتصاد الألماني ( والأوروبي) مع انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الذي أدّت قراراته العدوانية وزيادة الرسوم الجمركية إلى إعاقة النمو الاقتصادي العالمي، وتراجع الطلب على السلع الألمانية، واعتبرت الحكومة الألمانية إن الحل يكمن في خفض الإنفاق على أنظمة الضمان الإجتماعي وخفض قيمة المعاشات التقاعدية، ومنح ومخصصات المُعَطَّلين عن العمل، وخفض الإنفاق على الرعاية الإجتماعية والصحية، ورفع تكاليف التّأمين التي يدفعها العاملون، وتدرس الحكومة إجراءات جديدة تُسميها "إصلاحات ضريبة" وتتمثل في خفض ضريبة أرباح الشركات وخفض أسعار الكهرباء لبعض اللقطاعات الصناعية فقط وما إلى ذلك من تمويل عمومي للشركات الخاصة، بذريعة "زيادة قدرتها على التنافس" وأعلن المستشار الألماني: "إن من يرفض هذه الإصلاحات يُزَعْزِعُ أسس سياسة ودولتنا الاجتماعية".
عن وكالة رويترز و شبكة "دويتشه فيلله" 29 أيلول/سبتمبر 2025



#الطاهر_المعز (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -السّلام - على المذهب الأمريكي – ( Pax Americana )
- فلسطين الإبادة الجماعية والتَّرَبُّح الرأسمالي
- الدّعم الخارجي لاقتصاد الحرب في الكيان الصهيوني
- هوامش قمة شرم الشيخ 13/10/2025
- فلسطين - تواطؤ -غربي- وعربي في الإبادة
- تونس خلال عشرية حكم -النّهضة-
- مُتابعات – العدد الخامس والأربعون بعد المائة بتاريخ الحادي ع ...
- لحرب التكنولوجية والنفسية - من هواوي إلى تيك توك
- صهاينة العرب – نموذج عيال سعود
- كولومبيا والولايات المتحدة من التحالف إلى العداء
- الإتحاد الأوروبي عملاق اقتصادي وقِزْم سياسي
- بيرو – من دكتاتورية ألبرتو فوجيموري إلى فساد دينا بولوارتي
- بنغلادش - صناعة الملابس الفاخرة وبؤس العاملات والعاملين
- متابعات – العدد الرّابع والأربعون بعد المائة بتاريخ الرابع م ...
- ملخص القواسم المُشتركة لانتفاضات الجيل زد
- المغرب – الصحة أهَمّ من كأس العالم
- مدغشقر - مظاهرات حاشدة، وثراء فاحش وفساد وفقر مُدْقَع
- الدّعاية إحدى جَبَهات الحرب
- غذاء – ارتفاع الأرباح وانخفاض جودة المُنتجات
- إيطاليا - تضامن مع الشعب الفلسطيني


المزيد.....




- تحليل.. باستخدام المعادن النادرة والدبلوماسية البارعة والكثي ...
- كلب يشعل حريقًا في منزل مالكه.. كاميرا مراقبة ترصد مشهدًا صا ...
- ترامب يسعى للاستفادة من زخم اتفاق غزة.. كيف؟
- بعد انهيار الهدنة.. الدوحة تستضيف محادثات بين كابول وإسلام آ ...
- حملة -نحو قانون عادل للإجراءات الجنائية-: موقفنا من تعديلات ...
- اتهامات بوجود -أثار تعذيب- على جثامين فلسطينيين سلمتها إسرائ ...
- هل يتعلم الجنين اللغات الأجنبية وهو في رحم أمه؟
- بعد تدهور سمعته.. الأمير البريطاني أندرو يتخلى عن لقبه الملك ...
- بين الفَوضى الخَلّاقة والتَّدمير الخَلّاق
- وكالة التصنيف الائتماني -ستاندرد آند بورز- تخفض تصنيف فرنسا ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر المعز - مُتابعات – العدد السّادس والأربعون بعد المائة بتاريخ الثامن عشر من تشرين الأول/اكتوبر 2025