|
|
الولايات المتحدة – بين -مبدأ- الرئيس جيمس مونرو وعَرْبَدة دونالد ترامب
الطاهر المعز
الحوار المتمدن-العدد: 8507 - 2025 / 10 / 26 - 13:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عبّر دونالد ترامب عن خططِهِ التّوسّعية منذ سنة 2019، خلال ولايته الأولى، وتوسّعت خططه، منذ انتخابه لولاية ثانية ( تشرين الثاني/نوفمبر 2024) لتشمل كندا والمكسيك وبنما وفنزويلا وغزة، وشملت التأثير على توجهات الكنيسة الكاثوليكية والتعامل مع النصف الغربي للكرة الأرضية كمنطقة للنفوذ الحَصْرِي الأمريكي، واعتبر ذلك إحياءً لمبدأ مونرو... مبدأ مونرو تمت تسميته على إسم الرئيس الخامس للولايات المتحدة جيمس مونرو ( 1758 – 1831 ) الذي ترأس البلاد بين سنَتَيْ 1817 و 1825، ويتلخص ما سُمِّيَ مبدأ مونرو – في إشارة إلى ما أعلنه يوم الثاني من كانون الأول/ديسمبر 1823، خلال رسالته السنوية السابعة إلى الكونغرس الأمريكي - في رفض أي تدخّل أوروبي ( القوة الإستعمارية السائدة آنذاك) في شؤون أمريكا الشمالية أو الجنوبية، باعتبارها منطقة نفوذ أمريكي بشكل حَصْرِي، مقابل عدم تدخّل الولايات المتحدة في شؤون أوروبا، أي تقاسم العالم بين القوى الإمبريالية، منذ الرّبع الأول من القرن التّاسع عشر، وبقي هذا المبدأ سائدًا ( من الناحية النّظَرية فقط) حتى بداية القرن العشرين واندلاع الحرب العالمية الأولى، وأعادت الولايات المتحدة استخدام "مبدأ مونرو" بعد الحرب العالمية الثانية لتبرير الحرب الباردة ومحاربة الإتحاد السوفييتي ( والشيوعية) باعتباره "تهديد للأمن القومي الأمريكي"، ليُعيد دونالد ترامب إثارة نفس الحجة المتمثلة في "تهديد الأمن القومي الأمريكي" ليُطلق تهديداته ضد معظم بلدان العالم، من كندا إلى الصين... السياسة التوسعية اصطَبَغ "مبدأ مونرو" بصيغة امبريالية منذ نهاية القرن التاسع عشر، حيث عززت الولايات المتحدة نفوذها العسكري والاقتصادي والسياسي، واستخدمت القوة العسكرية للسيطرة على منطقة البحر الكاريبي لأنها "ضرورية للأمن القومي الأمريكي"، وهي نفس الذّريعة التي لا تزال تستخدمها الإمبريالية الأمريكية سنة 2025، وتدخّلت أمريكا عسكريا بين 1891 و 1912، عدة مرات في هايتي ونيكاراغوا وفنزويلا وبورتو ريكو وكوبا وكولومبيا وجمهورية الدّومينيكان وغواتيمالا وهندوراس، كما تم اتخاذ "إجراء عسكري" وحصار بعض البلدان، من ضمنها تشيلي سنة 1891، كما فرضت الولايات المتحدة "ضوابط مالية" أو معايير مالية أمريكية لدعم دور الدّولار في هندوراس ونيكاراغوا وجمهورية الدومينيكان وهايتي)، واستحوذت الولايات المتحدة على أراضٍ كانت تحتلها إسبانيا ( بورتو ريكو 1898 وجزر فيرجين الدّنماركية سنة 1917 فيما كانت كوبا وبنما، حيث فصلت الولايات المتحدة بنما عن كولومبيا، وأعدّت لها دستورا يضمن الإنتشار الدّائم للجيش الأمريكي في منطقة قناة بنما... لَخّصَتْ مجلة العقلانية الأمريكية (American Journal of Rationalism ) سنة 2012 آثار مبدأ مونرو كما يلي: " أعلن مبدأ مونرو سنة 1823 أنه لا ينبغي للولايات المتحدة أن تتدخل بعد الآن في المستعمرات الأوروبية القائمة في العالم الجديد، وأن على القوى الأوروبية أن تترك المستعمرات الأمريكية وشأنها، ثم انتزعت الولايات المتحدة فلوريدا من الإستعمار الإسباني وأثبتَتْ وجودها في الغرب ( الأمريكي) من خلال التنافس على الأراضي الواقعة خارج حدود ولاية أوريغون، من بريطانيا، واستولت على تكساس سنة 1837 ونيو مكسيكو وأريزونا وكاليفورنيا من المكسيك سنة 1848، واستخدمت الولايات المتحدة ما سُمِّيَ نفوذ القدر الواضح (The influence of apparent destiny ) لِضَمِّ غوام وبورتو ريكو والفلبين خلال الحرب الإسبانية الأمريكية، سنة 1898..."، فضلا عن الهيمنة على كوبا بعد الثورة ضد الاحتلال الإسباني (1895) ما كبّد الشركات الأمريكية خسائر فادحة، فتدخّلت الولايات المتحدة لدعم استقلال كوبا ( سنة 1898) ثم احتلتها بشكل مباشر لمدة خمس سنوات، قبل توقيع معاهدة "بلات" التي سمحت ب"شَرْعَنَة" الهيمنة الأمريكية والتدخل في شؤون كوبا وإقامة العديد من القواعد البحرية – أهمها غوانتنامو التي اشترتها ولا تزال تحتل جزءًا من كوبا - إضافة إلى هيمنة الشركات الأمريكية على إنتاج السكر والتبغ، بالتوازي مع بداية أشغال حَفْر قناة بنما...
من روزفلت إلى ترامب ألقى ثيودور روزفلت ( 1858 - 1919 ) الرئيس السادس والعشرون للولايات المتحدة من 1901 إلى 1909 خطابًا في بداية القرن العشرين يُبرّر سياسة التّوسّع ويُهدّد أي قوّة تُعارض مصالح الولايات المتحدة، مما أثار سُخط القادة الأوروبيين، ولا سيما قيصر ألمانيا "فيلهلم الثاني"، وبذلك وضع حدًّا لادّعاء الحياد الزائف الذي أطلقه جيمس مونرو منذ الربع الأول من القرن التّاسع عشر، وهو "حياد" يستثني أمريكا الجنوبية، بل والنّصف الغربي من الكُرة الأرضية... بعد الحرب العالمية الثانية ( خلال فترة ما سُمِّي "الحرب الباردة") استخدمت الولايات المتحدة مبدأ مونرو كذريعة للتدخلات المناهضة للشيوعية في أمريكا الجنوبية (كوبا وغواتيمالا والبرازيل وجمهورية الدومينيكان والسلفادور ونيكاراغوا وغرينادا وتشيلي والأرجنتين)، وخارج القارة الأمريكية، في كوريا وفيتنام وإندونيسيا وماليزيا وفي الكونغو، في ظل رئاسات مختلفة وخصوصًا جون قيتزجيرالد كينيدي وليندون جونسون ورتشارد نيكسون ورونالد ريغن، ثم بعد انهيار الإتحاد السوفييتي، في بلدان عديدة ولا تزال القوات الأمريكية تحتل العراق وسوريا وزادت القواعد العسكرية وما تتطلبه من معدّات وأسلحة وجنود وضبّاط... كما استخدمت الولايات المتحدة، في إطار "منع انتشار الشيوعية" الموارد الإستخباراتية والعسكرية لتنظيم الإنقلابات وتنصيب حكومات أمريكا الوسطى والجنوبية التي كانت تُكافح "المَوْجَة الشيوعية" أثناء "عملية كوندور" مثلا، بين 1975 و 1983، وتمثلت عملية كوندور في حملة اغتيالات وحملة ضد حرب العصابات – بطلب من الجنرال أوغوستو بينوشيه، قائد الإنقلاب في تشيلي يوم الحادي عشر من أيلول/سبتمبر سنة 1973 بدعم من الإستخبارات الأمريكية - نَفَّذَتْهَا بشكل مشترك أجهزة المخابرات في تشيلي والأرجنتين وبوليفيا والبرازيل وباراغواي وأوروغواي، بإشراف الولايات المتحدة... احتدم الجدل، خلال ثمانينيات القرن العشرين، بعد فضيحة "كونترا" التي اتسمت بإشراف الإستخبارات الأمريكية على بيع المخدّرات من أجل الإطاحة بالنظام الثوري في نيكاراغوا، وجمع المال وإرسال الأسلحة سرًّا إلى إيران للإطاحة بحكم الإسلاميين الذين حلُّوا محل الشّاه، وكان موضوع الجدل هذا التفسير الجديد لمبدأ مونرو الذي يُعلّل التّدخلات العسكرية المتعدّدة بضرورة مكافحة الشيوعية... لم تتوقف التّدخّلات العسكرية المباشرة وغير المباشرة أبدًا، واستمرت في ظل رئاسة باراك أوباما ( 2009 – 2017 )، حيث أعلن وزير خارجيته (جون كيري) سنة 2013: "إن عصر مبدأ مونرو قد انتهى " وذلك أثناء ضغْطه على دُوَل أمريكا الجنوبية من أجل " شراكة أقْوى"، لكن الأهم حصَل خلال رئاسة دونالد ترامب تحت شعار أمريكا أولا ( 2017 – 2021) أو تحت شعار لنجعل أمريكا عظمة مرة أخرى ( ماغا - Make America Great Again - MAGA) خلال فترة رئاسته الثانية التي بدأت يوم 20 كانون الثاني/يناير 2025... أعلن الرئيس دونالد ترامب ( آب/أغسطس 2017) عن استخدام جديد لمبدأ مونرو بإعلانه عن تدخل عسكري محتمل في فنزويلا بناءً على "معلومات" زوّده بها مايك بومبيو، مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية مفادها "إن تدهور الوضع في فنزويلا ناجم عن تدخّل إيران وروسيا"، وحذّرَ وزير الخارجية "ريمكس تيلرسون من "الطموحات التجارية للإمبريالية الصينية" وأعلنت حكومة فنزويلا إن الولايات المتحدة مصدر التهديدات في أمريكا الجنوبية، وذكّرت ( يوم 26 كانون الثاني/يناير 2019) بأن الولايات المتحدة نفّذت ما لا يقل عن 27 تدخلاً عسكرياً في أمريكا الجنوبية ومثلت هذه التّدخّلات "تهديداً مباشراً لجمهورية فنزويلا البوليفارية "، وأصدرت كوبا بيانًا مماثلا. أما مستشار الأمن القومي ( آنذاك) جون بولتون – المُستشار السياسي والإعلامي لليمين المتطرف في أوروبا - فقد تبجّح بأن أمريكا فخورة، بأن يكون "هناك نصف كرة أرضية ديمقراطي بالكامل" . اقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خططًا وأفكارًا مختلفة من شأنها توسيع النفوذ السياسي والإقليمي للولايات المتحدة، منذ خطاب تنصيبه الثاني ( 20 كانون الثاني/يناير 2025) ووفقًا لاستطلاع رأي أجرته مؤسسة يوغوف، خلال شهر شباط/فبراير 2025، فإن 4% فقط من الأميركيين يؤيدون التوسع الأميركي إذا تطلب ذلك استخدام القوة العسكرية، و33% من الأميركيين يؤيدون التوسع دون استخدام القوة العسكرية أو الاقتصادية، و48% من الأميركيين يعارضون بشدة مثل هذا التوسع الذي يستهدف عدة بلدان ذكرها دونالد ترامب بالإسم: كندا والمكسيك وفنزويلا و غرينلاند والفاتيكان وغزة... استخدم دونالد ترامب الرسوم الجمركية للضغط على العديد من دول العالم، وخصوصًا كندا والمكسيك، اللَّذَيْن تربطهما اتفاقية تجارة حرة مع الولايات المتحدة، وضرب دونالد ترامب بهذه الإتفاقية عرض الحائط، وفرض تعريفة جمركية بنسبة 25% على جميع السلع القادمة من كندا إلى الولايات المتحدة، وصرح ترامب مرارًا وتكرارًا برغبته في ضم كندا إلى الولايات المتحدة باعتبارها الولاية رقم 51، وربط أحيانًا الضم بتخفيف التعريفات الجمركية، وبشأن المكسيك، ادّعى ترامب أن الولايات المتحدة تدعم المكسيك الذي يجب إن يصبح ولاية أمريكية، خلال مقابلة مع قناة إن بي سي التلفزيونية، وقال : "نحن ندعم المكسيك بما يقارب 300 مليار دولار ( شراء سلع مكسيكية بأسعار رخيصة) ولا ينبغي لنا فعل ذلك إذا لم تصبح المكسيك جزءًا من الولايات المتحدة ، كما اقترح دونالد ترامب أيضًا إعادة تسمية خليج المكسيك ب "خليج أمريكا"، لأول مرة في مؤتمر صحفي، ثم في خطاب تنصيبه يوم العشرين من كانون الثاني/يناير 2025، قبل أن يُوَقِّعَ أمرًا تنفيذيًا بإعادة تسمية الجزء من الخليج من الساحل الأمريكي إلى "الحدود البحرية مع المكسيك وكوبا" ليصبح "خليج أمريكا" وفقًا للاستخدام الفيدرالي... منطقة قناة بنما طالب ترامب حكومة بنما – سنة 2024 - بإعادة السيطرة الأمريكية على القنا بسبب "الرسوم الجمركية المفرطة" المفروضة على مرور السفن والبضائع الأمريكية، وكانت الولايات المتحدة قد غزت بنما وسيطرت مجدّدا على القناة سنة 1989، وأطاحت بالرئيس مانويل نورييغا الذي كان عميلا للإستخبارات الأمريكية، وكان الإنزال بمثابة تمرين قبل حرب يوغوسلافيا ثم العدوان على العراق، قبل احتلاله واحتلال أفغانستان، ثم وقعت بنما اتفاقية مكنتها من استعادة السيطرة ( المحدودة) على القناة، وصرح دونالد ترامب يوم السابع من كانون الثاني يناير 2025 ( أي قبل تنصيبه رسميا بأسبوعَيْن) إنه لم يستبعد استخدام الجيش للسيطرة على قناة بنما، وفي اليوم التالي، يوم الثامن من كانون الثاني/يناير 2025، رفضت نائبة السكرتير الصحفي للبنتاغون سابرينا سينغ الإجابة على سؤال أحد الصحفيين بشأن الاستخدام المحتمل للقوة العسكرية لضم قناة بنما، ورفض المرشح المفترض لمنصب وزير الحرب الأمريكي بيت هيغسيث يوم 14 كانون الثاني/يناير 2025 الإجابة على سؤال من السيناتورة ماري هيرونو حول الاستخدام المحتمل للقوة العسكرية للسيطرة على قناة بنما وجزيرة غرينلاند وما إذا كان سيلتزم بأمر القيام بذلك، وفي أول رحلة رسمية له إلى الخارج، سافر وزير الخارجية ماركو روبيو إلى بنما للضغط من أجل استعادة السيطرة الأمريكية على قناة بنما، وعقد مجلس الشيوخ الأمريكي يوم الثامن والعشرين من كانون الثاني/يناير 2025، بعد أسبوع واحد من تنصيب دونالد ترامب، جلسة استماع بشأن قناة بنما وخلال الجلسة، أكدت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين أن الصين حافظت على نفوذها على قناة بنما، حيث صرحت السيناتورة الديمقراطية ماريا كانتويل، "أنا قلقة بشأن الموانئ الصينية في بنما وقربها من القناة " إذ تُدير شركة مقرها هونغ كونغ إثنيْن من موانئ القناة الخمسة، وقد أدرجت حكومة الصّين القناة في مبادرة الحزام والطريق، وصرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للصحفيين يوم الثاني من شباط/فبراير 2025 بأنه "تعهد" بـ"استعادة" قناة بنما وحذر من "إجراء أمريكي قوي"، قائلاً: "تدير الصين قناة بنما التي لم تُمنح للصين، بل مُنحت لبنما بطريقة غبية، لكن بنما انتهكت الإتفاقية، وسوف نستعيدها، وإلا سيحدث شيء قوي للغاية ". أعلنت شركة الاستثمار الأمريكية بلاك روك يوم الخامس من آذار/مارس 2025 أن اتحادًا يضم أيضًا Global Infrastructure Partners وTerminal Investment-limit-ed، سيشتري حصة CK Hutchison البالغة 80% في Hutchison Port Holding ، التي تمتلك موانئ في كلا طرفي القناة ، وتم الضغط على الشركة الصينية التي تتخذ من هونغ كونغ مقراً لها " للخروج من أعمال الموانئ"، وبدأت المناقشات مع بلاك روك حول قناة بنما قبل بضعة أسابيع فقط، تزامنًا مع بداية إدارة دونالد ترامب الذي دعا وزير الحرب بيت هيغسيث إلى "تقديم خيارات عسكرية موثوقة على الفور لضمان وصول عسكري وتجاري أمريكي عادل وغير معوق إلى قناة بنما"، واقترح وزير الحرب، أثناء زيارة إلى بنما يوم التاسع من نيسان/ابرل 2025، "إعادة إحياء القواعد العسكرية أو المحطات الجوية البحرية في بنما من خلال نشر جنود أمريكيين هناك "، وأسفرت هذه الضّغوط عن توقيع اتفاقية مشتركة بين الولايات المتحدة وبنما يوم العاشر من نيسان/ابريل 2025، تسمح بنشر قوات أمريكية في بنما، قبل الموافقة على قانون إعادة الإستحواذ على منطقة قناة بنما... فنزويلا صرّح دونالد ترامب للصحفيين خلال حملته الانتخابية في ولاية كارولينا الشمالية خلال شهر حزيران/يونيو 2023: "عندما غادرتُ، كانت فنزويلا على وشك الانهيار، ولو سيطرنا عليها، لكنا استعدنا كل ذلك النفط" ( عبارة "اسْتَعَدْنا" تعني إن النفط هو ملك للولايات المتحدة، وتمت سرقته منها ويجب أن تستعيد من أُخِذَ منها) وقال وزير الخارجية ماركو روبيو "يجب أن تبقى جميع الخيارات مطروحة لإزاحة مادورو من السلطة واستعادة الديمقراطية في فنزويلا"، وأفاد موقع أكسيوس الإلكتروني أن الرئيس دونالد ترامب وفريقه أرادوا تغييرًا في النظام في فنزويلا على غرار سقوط نظام سوريا وقالت حاكمة بورتوريكو جينيفر غونزاليس كولون في رسالة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن مادورو "يشكل تهديدًا مفتوحًا للولايات المتحدة وأمننا القومي واستقرار المنطقة"، وبدأ العدوان باستهداف عشرات المدنيين والصيادين من بارباد ومن فنزويلا وترينيداد وتوباغو على متن قوارب صيد، ومدنيين من فنزويلا وجيرانها... غرينلاند ( الدّنمارك) لا تكتفي الولايات المتحدة بالسيطرة الحَصْرِيّة على أمريكا الجنوبية، بل يريد رئيسها دونالد ترامب الإستحواذ على غرينلاند، ووصف خلال شهر كانون الأول/ديسمبر 2024 ( بعد انتخابه وقبل تنصيبه) مِلْكِيَّة هذه الجزيرة الدنماركية والسيطرة عليها بأنها "ضرورة مطلقة" للأمن القومي الأمريكي، وسبق أن قدّم ترامب، خلال فترة ولايته الأولى، عرضًا لشراء غرينلاند، ورفضته الدنمارك، مما أجبره على إلغاء زيارته لها خلال شهر آب/أغسطس 2019، وأرسل ابنه يوم السابع من كانون الثاني/يناير 2025 ( قبل تنصيبه بأسبوعَيْن) إلى الدنمارك، برفقة تشارلي كيرك ( اليميني المتطرف الذي تم اغتياله يوم العاشر من أيلول/سبتمبر 2025) لتوزيع قُبّعات كُتِبت عليها شعارات "ماغا" وبعض الدّولارات على السّكّان المحلِّيِّين، وصرح دونالد ترامب خلال مؤتمر صحفي في اليوم التالي، أنه لن يستبعد استخدام القوة العسكرية أو الاقتصادية للسيطرة على كندا، واستبعاده استخدام القوة العسكرية للسيطرة على غرينلاند أو قناة بنما، وكرر هو ونائبه أن السيطرة على غرينلاند ضرورية للأمن القومي الأمريكي وقال إن هناك "صفقة سيتم إبرامها، وللتذكير فقد أنشأت الولايات المتحدة قاعدة بيتوفيك الفضائية التي لا تزال تُديرها في غرينلاند وهي عبارة عن موقع التحذير من الصواريخ الباليستية. اجتمع الرؤساء التنفيذيون لشركات دنماركية كبرى مثل نوفو نورديسك وفيستاس وكارلسبرغ وبعض الشركات الأخرى، في وزارة الدّولة، يوم السادس عشر من كانون الثاني/يناير 2025، أي قبل تنصيب دونالد ترامب، لمناقشة الوضع، وفي اليوم التالي، وصف المدير العام السابق لوزارة الخارجية الدّنماركية فريس أرن بيترسن الوضع بأنه "غير مسبوق تاريخيًا"، وأعلن هنريش كفورتروب يوم 17 كانون الأول/يناير 2005 إن ذكر غرينلاند خلال خطاب تنصيب ترامب يوم العشرين من كانون الثاني/يناير 2025 هو أحد أكبر الأزمات الدولية التي واجهتها الدنمارك منذ الحرب العالمية الثانية... أجرت صحيفة ( USA Today ) استطلاعًا للرأي بين السابع والعاشر من كانون الثاني/يناير 2025، ونُشِرَ يوم السادس من شباط/فبراير 2025، أظهر أن 11% فقط من الأمريكيين يعتقدون أن ترامب يجب أن يشتري أو يضم غرينلاند، وقال 29% من الأمريكيين إنهم يعتقدون أن الاستحواذ على غرينلاند فكرة جيدة ولكنها غير واقعية، وقال 53% من الأمريكيين إنهم لا يدعمون فكرة ضم غرينلاند، وعندما سُئِلَ دونالد ترامب، يوم الرابع من أيار/مايو 2025، خلال مقابلة في برنامج "ميت ذا برس" على قناة إن بي سي، عن إمكانية استخدام القوة العسكرية لضم غرينلاند، أجاب: "لا أستبعد ذلك. لا أقول إنني سأفعل ذلك، لكنني لا أستبعد أي شيء، لأننا بحاجة ماسة إلى غرينلاند التي لا يسكنها سوى عدد قليل جدًا من الناس، سنعتني بهم، وسنعتز بهم، لكننا نحتاجها للأمن الدولي "، وقدم النائب أندي أوغلز يوم الثالث عشر من كانون الثاني/يناير 2025 مشروع قانون إلى مجلس النواب الأمريكي للسماح لحكومة الولايات المتحدة بالاستحواذ على غرينلاند ومنح الكونغرس فترة مراجعة مدتها 60 يومًا قبل أن تصبح أراضي غرينلاند جزءًا من الولايات المتحدة، وفي العاشر من شباط/فبراير 2025، قدم النائب الجمهوري باي كارتر مشروع قانون من شأنه إعادة تسمية غرينلاند والسماح للرئيس الأمريكي دونالد ترامب "بشراء أو الاستحواذ بطريقة أخرى" على غرينلاند... لم تكن جزيرة غرينلاند المنطقة الأوروبية الوحيدة التي تريد الولايات المتحدة الإستحواذ عليها، ففي شباط/فبراير 2025، وفي خضم أزمة صحية رافقت البابا فرانسيس، أفادت التقارير، وفقًا لمراقبين سياسيين في الفاتيكان إن البيت الأبيض كان يبحث عن شخص "أقل تصادمًا"، وتوفي البابا فرانسيس بعد ساعات من زيارة قصيرة أدّاها له نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، يوم الواحد والعشرين من نيسان/أبريل 2025، وبعد جنازته صرح ترامب - عندما سأله أحد المراسلين عمن يود رؤيته يخلف البابا فرانسيس - بأنه "يرغب في أن يصبح بابا"، وهو ما سيكون "خياره الأول"، وحظي طموح ترامب بدعم من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، وبعد أيام، شارك ترامب بصورة مُوَلّدة بالذكاء الإصطناعي لنفسه مرتديًا الزي البابوي، والتي انتقدها الكثيرون باعتبارها غير محترمة وتسخر من وفاة البابا فلسطين - قطاع غزة أعرب دونالد ترامب يوم الرابع من شباط/فبراير 2025 عن رؤيته "لإعادة تطوير المنطقة من خلال تحويلها إلى ريفييرا الشرق الأوسط" (الريفييرا هي منطقة ساحلية سياحية فاخرة بالجنوب الشرقي لفرنسا على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، قرب الحدود البحرية مع إيطايا)، وتتضمن الخطة التهجير القَسْرِي لنحو مليُونَيْ فلسطيني ( في نسخة جديد لنكبة 1948) إلى البلدان المجاورة، وإزالة أكثر من خمسين مليون طن من الأنقاض والذخائر غير المتفجرة ( تضاعف حجم الأنقاض منذ ذلك الحين) وعندما سُئل عن شروط الاستحواذ على المنطقة، أكد دونالد ترامب أن الولايات المتحدة "ستستولي عليها"، وقد قوبل الاقتراح برفض واسع من قبل العديد من الدول والمنظمات، فيما دعمه المُستفيدون وعلى رأسهم بنيامين نتن ياهو... يُظهر مقطع فيديو خيالي، مُصمم بأدوات الذكاء الإصطناعي، وأعاد دونالد ترامب نَشْرَهُ يوم السادس والعشرين من شباط/فبراير 2025، على حسابه في تروث سوشيال، مشروع تحويل قطاع غزة إلى منتجع سياحي ساحلي، به ناطحات سحاب وكازينو يحمل إسم دونالد ترامب وتمثال ذهبي ضخم لدونالد ترامب ويُخُوت وراقصات شرقيات، ويظهر إيلون ماسك يأكل الحمص ( وهو أكلة شعبية يريد المُستعمِرون الصهاينة السّطو عليها، وكأنهم جلبوها معهم من بولندا أو أمريكا)، ودونالد ترامب وبنيامين نتن ياهو بملابس السباحة يحتسيان النبيذ، ويُعلن الصوت المُولّد بالذكاء الاصطناعي، من بين أمور أخرى، باللغة الإنجليزية: "دونالد ترامب سيُحرّركم. إنه يُنير الطريق للجميع. لا مزيد من الأَنْفَاق، لا مزيد من الخوف... غزة تُشْرِقُ، مستقبل ذهبي، نور جديد كليًا، وليمة ورقص، الصفقة تمت..." انتشر الفيديو، الذي نُشر دون تعليق، بسرعة على وسائل التواصل الإجتماعي، متجاوزا 10 ملايين مشاهدة على إنستغرام في غضون ساعات من نشره. يوضح هذا المحتوى الخطة التي قدمها دونالد ترامب أواخر كانون الثاني/يناير 2025، والتي تقترح وضع غزة تحت السيطرة الأمريكية، ونقل سكانها البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة إلى مصر والأردن، ثم إعادة إعمار غزة لتصبح منطقة سياحية فاخرة ( بدل منطقة مأهولة بالسّكّان)، وهو مشروع وصفه بأنه "هائل" وقُدِّر بأكثر من 53 مليار دولار وفقًا للأمم المتحدة وأعلن دونالد ترامب " إن الولايات المتحدة ستكون مسؤولة عن التنظيف" ( أي ما هدمه الجيش الصهيوني) من خلال تدمير المباني وتحييد الأسلحة غير المنفجرة وتسوية المنطقة بالأرض. أثار المشروع انتقادات دولية واسعة النطاق، ورفضت الدول العربية – على المستوى الرّسمي العَلَنِي - بالإجماع أي احتمال لنقل السكان الفلسطينيين من غزة... خطة أيلول/سبتمبر 2025 قدم دونالد ترامب مقترحًا سماه "خطة سلام" مكونة من 21 نقطة إلى القادة العرب والمسلمين على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة ( أيلول/سبتمبر 2025)، وهي شبيهة بما قدّمه صهره جاريد كوشنير أو توني بلير ودعت هذه الخطة إلى وقف فوري لإطلاق النار، وتبادل الأسرى الصهاينة بالأسرى الفلسطينيين، والانسحاب التدريجي للجيش الصهيوني من غزة، ونزع سلاح المقاومة من قِبَل قوة عربية ودولية ( أي توريط الأنظمة العربية بشكل مباشر في تنفيذ المخطط الأمريكي الصهيوني ) وترحيل قادة المقاومة من وطنهم، كما تضمنت الخطة أيضًا إعادة إعمار ما هدّمه الجيش الصهيوني بسلاح أمريكي، "بتمويل من صناديق عربية ودولية، وإنشاء محيط أمني غير محتل حول غزة، والتزام الولايات المتحدة بمنع ضم إسرائيل للضفة الغربية"، ولا حديث عن عقوبات أو محاكمة قادة الإحتلال رغم مُقررات الأمم المتحدة وقرارات المحكمتان الدّوليّتان، وكشفت صحيفة واشنطن بوست، خلال شهر أيلول/سبتمبر 2025 إن إدارة دونالد ترامب تدرس خطة مفصلة تسمى "صندوق إعادة تشكيل غزة وتسريع الاقتصاد والتحول" (GREAT Trust) والتي تتوقّع الوصاية الأميركية على غزة لمدة عشر سنوات على الأقل ،وتقترح مسودة الخطة إعادة توطين "طوعية" مؤقتة أو دائمة لأكثر من مليوني نسمة من سكان غزة، إما إلى بلدان أخرى مثل ليبيا أو الحبشة أو جنوب السودان أو إندونيسيا أو "أرض الصومال"، وتُعاني جميعها من الصراع الداخلي أو الفقر، مع تقديم خمسة آلاف دولار وأربع سنوات من إعانات الإيجار، أو السكن "في مناطق مقيدة وخاضعة للرقابة أثناء إعادة الإعمار "، ولن تتطلب الخطة أي تمويل حكومي أمريكي وفقًا لمصمميها، بل ستُحوّل المنطقة إلى مركز سياحي وتكنولوجي يضم مدنا ذكية تعمل بالذكاء الإصطناعي بتمويل من استثمارات خاصة تُقدّر بمائة مليار دولار، "وسيحصل مُلّاك الأراضي على رموز رقمية قابلة للاستبدال بشقق في المباني الجديدة، بينما سيعاد تطوير المنطقة بمجمعات فندقية ومناطق صناعية ومراكز بيانات تحت حماية شركات عسكرية خاصّة" وكتبت صحيفة هآرتس الصهيونية، خلال نفس الشهر ( أيلول/سبتمبر 2025) أن الولايات المتحدة تدرس تعيين رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير ( الذي دعم وشارك في احتلال العراق وأفغانستان ) وهو أيضًا مبعوث خاص سابق ل"اللّجنة الرّباعية إلى الشرق الأوسط " ومؤسس "معهد توني بلير للتغيير العالمي" وهو مكتب تجاري للدراسات والإستشارات... اقترح ترامب إعادة توطين الفلسطينيين من قطاع غزة في دُول التطبيع مثل مصر والأردن المجاورتين مع سيطرة الولايات المتحدة على المنطقة وإعادة بنائها، وأشارت تقارير أخرى إن الولايات المتحدة مهتمة بإعادة توطين سكان غزة في سوريا والسودان والمغرب أو في الصومال، أو في ليبيا، مقابل الإفراج عن حوالي ثلاثين مليار دولار من الأموال المجمدة من قبل الولايات المتحدة منذ الإطاحة بنظام ليبيا سنة 2011 إذا وافقت السلطات الليبية على إعادة توطين الفلسطينيين الذين نجوا من القتل والجوع والمرض... ردود الفعل الدولية انتقد العديد من السياسيين خارج الولايات المتحدة أجندة دونالد ترامب التوسعية وتعليقاته بشأن كندا وغرينلاند وبنما، وهي أجندة إمبريالية، لدرجة أن السفير الأميركي السابق لدى حلف شمال الأطلسي إيفو دالدر قال إنه في ظل إدارة ترامب، فإن النظام المبني على القانون والقواعد التي يقبلها الجميع لم يعد موجوداً فعلياً ، وفقًا لاستطلاع رأي مشترك أجرته صحيفة واشنطن بوست و إيه بي سي نيوز و وكالة إيبسوس خلال شهر نيسان/أبريل 2025، يعتقد 68% من الأمريكيين (بما في ذلك 81% من الديمقراطيين، و58% من الجمهوريين، و65% من المستقلين) أن ترامب يفكر بجدية في السيطرة على غرينلاند، وفي نفس الاستطلاع، يعتقد 53% من الأمريكيين (بما في ذلك 75% من الديمقراطيين، و35% من الجمهوريين، و49% من المستقلين) أن ترامب جاد بشأن السيطرة على كندا، وأظهر الاستطلاع أيضًا النسبة المائوية للأمريكيين الذين سيدعمون السيطرة على كل من كندا وغرينلاند، فقد أيد 22% من الأمريكيين ضم غرينلاند وعارضه 76%، بينما أيد 13% من الأمريكيين ضم كندا وعارضه 86%... أما في كندا فقد رُفضت مقترحات دونالد ترامب على نطاق واسع، وتمت إدانتها بالإجماع من الأحزاب السياسية الرئيسية، وأدّت تهديدات الرئيس الأمريكي إلى ارتفاع ملحوظ في المشاعر القومية، وخاصة في كيبيك ، المنطقة الفرنكفونية من كندا، ورفض الزعماء السياسيون الكنديون، بما في ذلك جاستن ترودو، بيير بواليفير ورئيس الوزراء الجديد مارك كارني، هذه الفكرة بشدة، مؤكدين أن كندا ستظل دولة ذات سيادة ومستقلة. كما عارض الدّنماركيون بشدّة أي فكرة ضم من قبل الولايات المتحدة، وأكدت الحكومة الدنماركية أن "غرينلاند ليست للبيع ، بينما أظهر استطلاع للرأي أن 85% من سكان جرينلاند يرفضون الفكرة، و دعت رئيسة الوزراء الدنماركية ميت فريدريكسن إلى الوحدة الأوروبية في مواجهة الضغوط الأمريكية، في حين أشارت إلى أن الدنمارك، التي ضعفت عسكريًا بسبب مساعداتها لأوكرانيا، ولا تستطيع الدفاع عن غرينلاند وحدها في حالة العدوان، كما قدمت غرينلاند ( التي تتمتع بحكم ذاتي) قانونًا يحظر التبرعات السياسية الأجنبية لحماية انتخاباتها، وأعرب معظم القادة الأوروبيين عن دعمهم للدنمارك، وفي رد ساخر على طموحات ترامب، أطلق الدنماركيون حملة لشراء كاليفورنيا مقابل تريليون دولار، ووعدوا بإنشاء مسارات للدراجات، وغذاء عضوي ، وإعادة تسمية الولاية بـ"الدنمارك الجديدة"، جمعت هذه المبادرة الفكاهية أكثر من أَلْفَيْ ألف توقيع في أقل من 12 ساعة في بنما يعتبر البنميون قناة بنما جزءًا أساسيًا من هويتهم الوطنية، واندلعت العديد من الاحتجاجات المناهضة لأمريكا منذ كانون الأول/ديسمبر 2024 ردًا على مقترحات دونالد ترامب "لاستعادة" القناة ، وأثار توقيع اتفاقية أمنية مشتركة بين بنما والولايات المتحدة موجة احتجاجات ضخمة في جميع أنحاء البلاد لأنها "تمس بالسيادة الوطنية "، وندد آلاف المتظاهرين، بدعوة من النقابات العمالية والطلابية والسكان الأصليين بالرئيس خوسيه راؤول مولينو ووصفوه بأنه "خائن" وطالبوا بإلغاء الاتفاقية التي ستسمح بوجود عسكري أجنبي، واعتبرها قادة سياسيون مثل ريكاردو لومبانا "غزوًا دون إطلاق رصاصة واحدة"، واعتبر قادة نقابات الأُجراء هذه الإتفاقية "خيانة للأجيال التي ناضلت من أجل استقلال القناة" التي تمت إعادتها إلى بنما في ظل رئاسة عمر تورخوس الذي نظّمت المخابرات الأمريكية انقلابا ضدّه... زادت التهديدات الأمريكية لفنزويلا وكولومبيا، فقد أذنت مؤخرًا لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) بتنفيذ أعمال تخريبية في فنزويلا، ورصدت مكافأة قدرها 50 مليون دولار لمن يُقبض على الرئيس المنتخب نيكولاس مادورو، كما اقتربت القوات الجوية والبحرية الأمريكية من سواحل فنزويلا، بهدف السيطرة على ثروات البلاد التي تمتلك أكبر احتياطي عالمي للنفط، والإستيلاء على الذهب والكولتان، والإيتيلاء على المياه وعلى غابات الأمازون المطيرة، فيما تُواجه كولومبيا - التي انتخبت لأول مرة رئيسا يقود ائتلافا يساريا - "تهديدًا بالغزو أو التخريب "، بذريعة "مكافحة المخدّرات"، وفقًا لتصريح وزير الداخلية الكولومبي أرماندو بينيديتي يوم الاثنين 20 تشرين الأول/أكتوبر 2025 الذي اعتبر الرئيسَيْن الكولومبي جي. بيترو كولومبيا والفنزويلي ن. مادورو متواطآن، بل ومنظمان لتجارة المخدّرات، ويريد دونالد ترامب العودة إلى فترة دعم وتنصيب الديكتاتوريات العسكرية بهدف استمرار استغلال الشركات الأمريكية لثروات وموارد وعُمّال أمريكا الجنوبية ( والعالم) انطلق هذا المقال من مبدأ مونرو الذي يبدو إنه لم ينته بل عاد في ثوب أو مظهر جديد لجعل أمريكا الجنوبية ومنطقة الكاريبي خاضعة حصْريًّا للهيمنة الأمريكية، باسم مكافحة الشيوعية، خلال فترة الحرب الباردة، وباسم مكافحة الإرهاب أو تجارة المخدّرات بعد انهيار الإتحاد السوفييتي، وتوسّعت النّوايا العدوانية الأمريكية لتشمل العالم، من كندا إلى تايوان، بدعم من أكثر من 800 قاعدة عسكرية وسَبْع أساطيل عسكرية تجوب البحار، وعندما لا يكون العدوان عسكريا مباشرًا يكون بواسطة الحصار و"العقوبات" وحظْر استخدام الدّولار في التّحويلات المالية الدّولية، ومهما كانت ذريعة التّدخل الإمبريالي الأمريكي، فإن النتيجة واحدة، وتتمثل في تغيير الأنظمة بالقُوة وتغيير الحكومات المنتخبة ديمقراطيا بديكتاتوريات نفذت جرائم ومجازر واعتقالات تعسفية...
#الطاهر_المعز (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مُتابعات – العدد السّابع والأربعون بعد المائة بتاريخ الخامس
...
-
الحرب على جبهات متعدّدة
-
الولايات المتحدة – الإستبداد في الدّاخل، وعسكَرَة الدّبلوماس
...
-
من الحرب التجارية إلى الحرب التكنولوجية
-
عرض كتاب - الصهيونية والإستعمار الإستيطاني من 1917 إلى 1949
-
مُتابعات – العدد السّادس والأربعون بعد المائة بتاريخ الثامن
...
-
-السّلام - على المذهب الأمريكي – ( Pax Americana )
-
فلسطين الإبادة الجماعية والتَّرَبُّح الرأسمالي
-
الدّعم الخارجي لاقتصاد الحرب في الكيان الصهيوني
-
هوامش قمة شرم الشيخ 13/10/2025
-
فلسطين - تواطؤ -غربي- وعربي في الإبادة
-
تونس خلال عشرية حكم -النّهضة-
-
مُتابعات – العدد الخامس والأربعون بعد المائة بتاريخ الحادي ع
...
-
لحرب التكنولوجية والنفسية - من هواوي إلى تيك توك
-
صهاينة العرب – نموذج عيال سعود
-
كولومبيا والولايات المتحدة من التحالف إلى العداء
-
الإتحاد الأوروبي عملاق اقتصادي وقِزْم سياسي
-
بيرو – من دكتاتورية ألبرتو فوجيموري إلى فساد دينا بولوارتي
-
بنغلادش - صناعة الملابس الفاخرة وبؤس العاملات والعاملين
-
متابعات – العدد الرّابع والأربعون بعد المائة بتاريخ الرابع م
...
المزيد.....
-
بعد رفضه الوجود التركي.. نتنياهو: إسرائيل ستحدد ما هي القوات
...
-
-ترامب يقول إن الطريق إلى غزة مرّ عبر طهران- - وول ستريت جور
...
-
الخلاف النووي: إيران بين الجمود والأمل في التوصل إلى حل
-
فرنسا: توقيف رجلين على خلفية سرقة مجوهرات من متحف اللوفر
-
رقصة ترامب في مراسم رسمية بكوالالمبور تشعل مواقع التواصل
-
ما حقيقة تورط روسيا في سرقة الجواهر الملكية من متحف اللوفر؟
...
-
تايلند تبدأ عاما كاملا من الحداد على وفاة الملكة سيريكيت
-
هآرتس: الجيش نقل مخلفات بناء من غلاف غزة إلى داخل القطاع
-
كاتب إسرائيلي: الأوهام الجديدة في إسرائيل أخطر من سابقتها
-
مثلجات بالنمل.. هذا ما تتضمنه قائمة مطعم فاخر في الدنمارك
المزيد.....
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان
...
/ غيفارا معو
-
حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش
/ د. خالد زغريت
-
التاريخ يكتبنا بسبابته
/ د. خالد زغريت
-
التاريخ يكتبنا بسبابته
/ د. خالد زغريت
-
جسد الطوائف
/ رانية مرجية
-
الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025
/ كمال الموسوي
-
الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة
/ د. خالد زغريت
-
المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد
/ علي عبد الواحد محمد
-
شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
/ علي الخطيب
المزيد.....
|