|
|
الأرجنتين – النّهب بواسطة الدُّيُون
الطاهر المعز
الحوار المتمدن-العدد: 8510 - 2025 / 10 / 29 - 11:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مقدمة لماذا حقق خافيير ميلي فوزًا غير متوقع في الانتخابات التشريعية النّصْفِيّة؟ احتفل الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي بفوزه في الانتخابات التشريعية النصفية يوم في 26 تشرين الأول/اكتوبر 2025، حيث حقق الحزب الرئاسي "تقدم الحرية" أو "لا ليبرتاد أفانزا" (LLA) اليميني المتطرف تقدمًا ملحوظًا، مُلحقًا نكسة كبيرة بالمعارضة البيرونية في معقلها بالعاصمة بوينس آيرس، فما هي العوامل التي مكّنت زعيم اليمين المتطرف من تحقيق هذا النجاح؟ مرت الأرجنتين بفترة من الاضطرابات خلال الأشهر السابقة للإنتخابات إذ كان الإستهلاك في حالة هبوط حاد، والاقتصاد على وشك الركود، وكان صفّ الرئيس خافيير ميلي يواجه صعوبات سياسية جسيمة، بفعل الفساد الذي تصدّر اهتمامات وسائل الإعلام، وتَوَرُّط عدد من مسؤولي الحزب الحاكم، بمن فيهم شقيقة الرئيس، كارينا ميلي، في فضائح عديدة، ولذلك، يُعدّ الفوز في مقاطعة بوينس آيرس مفاجئًا للغاية، فقد كذّب حزب الرئيس جميع استطلاعات الرأي وحقق يوم الأحد 26 تشرين الأول/اكتوبر 2025 فوزًا ساحقًا في انتخابات التجديد النصفي التشريعية ( انتخاب نصف أعضاء مجلس النواب وثلث أعضاء مجلس الشيوخ) وبلغت نسبة المشاركة 68% من المُسجّلين بالقائمات الإنتخابية، وهي الأدنى منذ سقوط الطّغْمَة العسكرية سنة 1983. حصل حزب الرئيس تقدم الحرية - "لا ليبرتاد أفانزا "(LLA) على 41% من الأصوات، وأصبح الحزب الأوفر حظًا في التصويت على مستوى البلاد، متقدمًا بتسع نقاط على المعارضة البيرونية ( نسبةً إلى خوان بيرون 1895 – 1974 والذي كان رئيسًا من 1946 إلى 1955 ومن 1973 إلى 1974 تاريخ وفاته وعوّضته زوجته نائبة الرئيس إيزابيلا بيرون )، وهكذا، عززت الحكومة حضورها في البرلمان بشكل كبير، حيث ارتفع عدد نوابها من 37 إلى 80 نائبًا في الكونغرس، وهو ما يسمح لليمين المتطرف الذي فاق عدد نوابه ثُلُث نواب الكونغرس، بتأمين حق النقض الرئاسي، ومن 6 إلى 18 مقعدًا في مجلس الشيوخ، وحقق الحزب تقدمًا في 16 مقاطعة من أصل 24 مقاطعة، ويتقدم بنصف نقطة مئوية في مقاطعة بوينس آيرس، معقل البيرونيين، والتي تُمثل نحو 38% من ناخبي البلاد، بينما احتفظ الحزب البيروني الرئيسي، "قوة الوطن"، بمقاعده في مجلس النواب، لكنه خسر ستة نواب في مجلس الشيوخ، مما يمثل هزيمة للتيار السائد في البيرونية الذي تمثله الرئيسة السابقة كريستينا كيرشنر، رئيسة البلاد (من 2007 إلى 2015) ثم نائبة رئيسها (من 2019 إلى 2023)، وهزيمة لأكسل كيسيلوف، حاكم مقاطعة بوينس آيرس، ووجب التّذكير إن اليمين المتطرف حقّق هذه النّتائج بدعمٍ من حزب (PRO ) للرئيس اليميني السابق ماوريسيو ماكري، وحزب الاتحاد المدني الراديكالي (UCR) اليميني الوسطي، مما يُمكنه السيطرة على أكثر من ثلث الكونغرس، وضمان حق النقض الرئاسي. ساعدت خطة الإنقاذ الأمريكية، التي سبقت الانتخابات بأيام قليلة، في تجنب الفوضى المالية، واشترط دونالد ترامب فوز الرئيس الليبرالي خافيير ميلي لمواصلة "المساعدات"، أي القُروض الأمريكية التي قد تصل إلى 40 مليار دولار، وعبّر دونالد ترامب عن ابتهاجه على منصة "تروث سوشيال" الاجتماعية بعد ساعات قليلة من إعلان النتائج قائلا: "إنه يقوم بعمل رائع! لقد بَرَّرَ الشعب الأرجنتيني ثقتنا به"، وأعلن دونالد ترامب إن انتصار الحزب الرئاسي هو استفتاء على حكومة ميلي، ونَبْذ لكيرشنير ومجموعتها"، ويُظْهِرُ تحليل الإنتخابات انْضِمام ناخبي يمين الوسط أو اليمين "المعتدل"، إلى معسكر اليمين المتطرف، في ظل ضُعْف أو غياب البدائل السياسية، مما خفض نسبة المشاركة البالغة 68%، رغم التصويت الإلزامي... اتّسمت التحالفات البرلمانية، بين اليمين "المعتدل" و "الوسَطِي" والمتطرف - منذ تولي خافيير ميلي السلطة - بالتقلب والتغيرات السياقية، وكانت التحالفات أحيانًا ارتجالية واتسمت بصداماتٍ مستمرة في الكونغرس، وبالإستخدام التعسفي لحق النقض الرئاسي (الفيتو)، لكنها مكّنت اليمين المتطرف من تمرير برنامجه في مجال خفض الضرائب على الأثرياء وزياتها للفئات الوسطة والكادحين، وتمكنت الأغلبية البرلمانية من تخريب قوانين العمل، وأعلن خافيير ميلي إنه دعا عشرات النّوّاب وأعضاء مجلس الشيوخ غير الموالين لكيرشنر" إلى "التوصل إلى اتفاقات"، تمكّنه من توسيع تحالفاته وإطالة فترة حكم اليمين المتطرف، تمامًا كما يحصل في إيطاليا، وفي بلدان أخرى، حيث يُشارك اليمين المتطرف في حكم دول مثل شمال أوروبا وهولندا وسويسرا والمجر وبولندا وغيرها... استنزاف الموارد المالية نَشَر خافيير ميلي كاتبا جديدًا بعنوان "بناء المعجزة" وبالمناسبة أقام احتفالاً ضخما، وكان طَبْع ونَشْر الكتاب وتنظيم الإحتفال من تمويل حكومي جزئيً، كما تلقى الرئيس تمويلاً من عائلة كوفاليفكر، مالكة شركة "دروغيريا سويزو أرجنتينا"، المتورطة في فضيحة رشاوى حديثة شملت كارينا، شقيقة ميلي، وتم إطلاق مشروع "بناء المعجزة" رسميًا في ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية والمالية، حيث انهارت نحو 28 شركة يوميًا خلال 22 شهرًا مضت على رئاسة ميلي، ويلوح في الأُفُق ركود اقتصادي جديد، حيث تُسارع بنوك الإستثمار العالمية والمؤسسات المالية متعددة الأطراف، بما فيها البنك العالمي، إلى خفض توقعاتها المتفائلة للنمو لهذا العام 2025، ويواصل البيزو انخفاضه، مقابل ارتفاع علاوة المخاطرة، وفقًا لمؤشر جي بي مورغان، ولا يزال المصرف المركزي الأرجنتيني يتدخل يوميًا في أسواق العملات لدعم البيزو، الذي استنزف مبلغ 1,5 مليار دولارا خلال ست جلسات، فيما وصلت أسعار الفائدة قصيرة الأجل إلى مستويات قياسية بلغت 80%، مما يشير إلى نقص في السيولة، رغم تعهّد وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت ببذل كل ما يلزم لإنقاذ الاقتصاد والعملة الأرجنتينية... أقام خافيير ميلي حفل صدور كتابه، بعد يومين فقط من فضيحة سياسية كبرى جديدة تورط فيها حزبه "لا ليبرتاد أفانزا"، مما اضطر خوسيه لويس إسبيرت، المرشح الأبرز للحزب عن ولاية بوينس آيرس المهمة في انتخابات التجديد النصفي، إلى الانسحاب من السباق بسبب علاقاته المُؤَكّدة بفيديريكو "فريد" ماتشادو، رجل الأعمال الأرجنتيني المعتقل والمُهدد بالتسليم إلى الولايات المتحدة بتهمة الاتجار بالكوكايين، والذي سلّمه ما لا يقل عن 200 ألف دولار سنة 2019 وساعده في تمويل حملته الإنتخابية، وفق اعترافات خوسيه لويس إسبيرت، ودافع ميلي عن إسبيرت، رغم نشر وسائل الإعلام المحلية المزيد من التفاصيل المُوَثّقة عن صلاته بماتشادو، وأعلن تعيينه وزيرًا للأمن بعد الانتخابات، بينما أعدّ دونالد ترامب خطة إنقاذ لحكومة الأرجنتين ( 08 تشرين الأول/اكتوبر 2024) بموازاة ضمان قُرُوض صندوق النقد الدولي والبنك العالمي وبنك التنمية للبلدان الأمريكية، لِدَعْم هذه الحكومة الحليفة للولايات المتحدة، كما حكومة الإكوادور وغيرها من الحكومات التي لها علاقاتٌ مؤكدةٌ مع تجار المخدرات، في حين تتهم الولايات المتحدة حكومات أخرى تُحارب تُجّار المخدّرات ( فنزويلا وكولوةمبيا، على سبيل المثال)، وقال سكوت بيسنت وزير الخزانة الأمريكي "إن هذا الإنقاذ وسيلة لتجنب نفوذ الصين في دولة أخرى من أمريكا الجنوبية"، وهو كذلك إنقاذ لصناديق التحوط الأمريكية التي استثمرت بكثافة في الأصول الأرجنتينية، مثل صندوق سوروس لإدارة الصناديق وستانلي دراكنميلر، وبذلك تم استنزاف احتياطي المصرف المركزي الأرجنتيني، لأن حوالي نصف أموال "إنقاذ الأرجنتين" آلت إلى المضاربين الماليين الأمريكيين، وهم من زملاء وزير الخزانة الأمريكية (سكوت بيسنت )، وفق موقع صحيفة نيويورك تايمز بتاريخ التاسع من تشرين الأول/اكتوبر 2025... أما صندوق النقد الدّولي فيواصل تسهيل هروب رؤوس الأموال بعد تطبيق حكومة خافيير ميلي شرط تخفيف ضوابط رأس المال منذ شر نيسان/ابريل 2025، كجزء من اتفاقية الإنقاذ التي تم التوصل إليها مع صندوق النقد الدولي، وبذلك تم نقل ما لا يقل عن 5,3 مليار دولارا من العملات الأجنبية في غضون ستة أسابيع فقط، أو ما يعادل 44% من أول دفعة من أموال صندوق النقد الدولي البالغة 12 مليار دولار، وتُضاف هذه الأموال إلى ديون الأرجنتين المتراكمة، منذ سنة 2018، والتي لا تُفيد البلاد والمواطنين والشركات الصغيرة، لأن جزءًا هامًّا من الدّيون يُستخدم في المضاربات المالية، ويتم سَحْبُهُ إلى خارج البلاد، غير إن الولايات المتحدة تدعم عمليات السرقة – بواسطة وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، المدير السابق لصندوق التحوط ووزير الاقتصاد الأرجنتيني لويس كابوتو، المصرفي السابق في جي بي إم تشيس، والذي سبق أن دفع الأرجنتين إلى التخلف عن سداد ديونها سنة 2018، وبذلك تكون هذه خطة الإنقاذ الثالثة للاقتصاد الأرجنتيني تحت وصايته – بهدف الحفاظ على استقرار أهم دولة تابعة لها في أمريكا الجنوبية، ومَنْعِ أحزاب المُعارضة من الفوز في الإنتخابات النصفية (26 تشرين الأول/اكتوبر 2025) وتوسيع حزب الرئيس تقدم الحرية - "لا ليبرتاد أفانزا "(LLA) حصته الضئيلة من مقاعد الكونغرس، وإظهار دعم شعبي كافٍ لكسب تأييد حلفاء محتملين في المعارضة اليمينية والوسطية، وتمكين ميلي من مواصلة الحكم باستخدام حق النقض (الفيتو) والمراسيم، وهذا ما حصل بالفعل رغم تراجع شعبية ميلي وحكومته بسبب سوء الوضع الإقتصادي وانتشار فضائح ميلي ودائرته المُقَرّبة، وفق وكالة بلومبرغ تمثلت خطة الولايات المتحدة وصندوق النقد الدّولي "لإنقاد اقتصاد الأرجنتين" ( وهي في الواقع تكبيله بمزيد من الدّيون) قبل الإنتخابات النّصفية في خط مبادلة بقيمة 20 مليار دولار وشراء ديون أرجنتينية واستخدام صندوق استقرار سعر الصرف لتوفير ائتمان احتياطي لوقف تدهور سعر العُمْلة الأرجنتينية (البيزو )، وارتفعت ديون الأرجنتين لصندوق النقد الدّولي إلى أكثر من خمسين مليار دولار، تُضاف لها ديون الولايات المتحدة والبنك العالمي وغيرهما، لتبلغ حوالي مائة مليار دولارا النهب بواسطة الدُّيُون تميز الوضع في الأرجنتين بارتفاع نسبة التضخم وانخفاض الدّخل الحقيقي لمعظم المواطنين، وبالأداء الاقتصادي المتردي والفساد، وتخشى الولايات المتحدة وصندوق النّقد الدّولي هزيمة الرئيس اليميني المتطرف خافيير ميلي ( الذي يدعمه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب) وحزبه في انتخابات تشرين الأول/اكتوبر 2025، ولذلك قدّم صندوق النقد الدّولي "خطة إنقاذ" بقيمة 20 مليار دولار، خلال شهر نيسان/ابريل 2025، وقدّمت الولايات المتحدة خط مبادلة عملات مع المصرف المركزي الأرجنتيني بقيمة عشرين مليار دولار أخرى، وأعربت الولايات المتحدة عن استعدادها لتقديم ائتمان احتياطي إضافي، بل وحتى شراء ديون الحكومة الأرجنتينية، وسبق أن دعمت الولايات المتحدة الرئيس الأرجنتيني اليميني كارلوس منعم بين 1989 و 1999 ثم الرئيس اليميني ماوريسيو ماكري بين سنتَيْ 2015 و 2019، بهدف ترسيخ النيوليبرالية في الأرجنتين، ثاني أكبر اقتصاد في أمريكا الجنوبية، وإيقاعها في فخ الديون المُقوّمة بالدولار ونهب موارد البلاد، بدعم من النخب المحلية المستفيدة من النيوليبرالية، ومن الشركات الأمريكية متعددة الجنسيات التي تنهب الدولة الأرجنتينية. تهدف هذه القروض من صندوق النقد الدولي والولايات المتحدة إلى إنقاذ الرئيس خافيير ميلي وبرنامجه النيوليبرالي المتطرف وإلى تقليص النفوذ الاقتصادي الصيني وإلى تقييد الأرجنتين ماليًا من خلال إيقاعها في فخ الديون الدولارية، بعد أن دعمت سياسات ميلي التي شكلت كارثة على الأرجنتينيين العاديين وعلى مستقبل الأرجنتين، مما أدّى إلى تراجع شعبية ميلي وإلى أثار مخاوف الأسواق المالية. تشهد الأرجنتين منذ تنصيب خافيير ميلي ( كانون الأول/ديسمبر 2023) ركودًا اقتصاديًا حادًا، وإفراطًا في سياسات التقشف المالي مما أدى إلى تقليص الخدمات العامة والاستثمارات، وإلى انهيار الناتج الصناعي، وأدّى سعر صرف العملة ( بِيزُو) المعمول به إلى إضعاف الميزان التجاري، فيما أدّى "تحرير" الاقتصاد إلى زيادة الأرباح الرأسمالية على حساب الأجور، وإلى انخفاض قيمة المعاشات التقاعدية وارتفاع أسعار الأدوية والغذاء وارتفاع حجم الفقر وانعدام الأمن الغذائي، وإلى القمع الوحشي لاحتجاجات المتقاعدين والعُمال والفُقراء الذين تضرّروا من الرّكود الإقتصادي ومن خفض الإنفاق على التعليم والصحة، كما أدّى الركود الإقتصادي وخفض الدعم للجامعات والبحث العلمي إلى زيادة هجرة العقول من الأرجنتين... يخضع صندوق النقد الدولي لهيمنة الولايات المتحدة التي تستخدمه ( من خلال الشُّروط المُجْحِفَة للقروض) لنَشْرِ وتطبيق النيوليبرالية في العالم، وتُؤدّي هذه القُروض الخارجية إلى زيادة مدفوعات الفائدة المستقبلية وإثقال كاهل ميزانية الحكومة، وإلى الحدّ من إمكانيات السياسة الاقتصادية، وإلى أزمة مالية دائمة، ورغم انخفاض نسبة التّضخّم إلا إنها لا تزال تبلغ 35% على أساس سنوي، ولم يكن برنامج ميلي هادفًا ولا قادرًا على تحقيق الرخاء المشترك، كما ادّعى، لأنه برنامج نيوليبرالي متطرف يهدف إلى خفض التضخم عبر ركود اقتصادي حاد وسعر صرف مبالغ فيه وزيادة الأرباح على حساب الأجور عبر "تحرير" الاقتصاد وإضعاف قُوّة الأُجَراء وتمكين رأس المال المحلي والأجنبي من الإستغلال المُفْرِط للموارد الطبيعية للأرجنتين واستخدام التقشف المالي لتدمير المؤسسات المجتمعية التي تعزز الرفاه والتقدم الاجتماعي... تشترط الولايات المتحدة إلغاء أو تحوير اتفاقية مبادلة العُملات بين الصين والأرجنتين ( منذ سنة 2009) واستبدالها باتفاقية مبادلة مع الولايات المتحدة وتجدر الإشارة إن اتفاقية المبادلة بين الصين والأرجنتين قائمة على منطق تجاري، إذ يشمل التبادل التجاري بين البلَدَيْن السلع المصنعة والمنتجات الزراعية الأرجنتينية، أما الولايات المتحدة فتدعم سياسة النّهب بفعل سعر الصرف المُبالغ في قيمته، مما يزيد قيمة البيزو بشكل مصطنع، مما يسمح للأثرياء بشراء الدولار بسعر مدعوم من قِبَل الدّولة التي تُسدد الفاتورة ببيع الدولارات التي اقترضتها، فتُصبح مَدينةً بها، وقد استُخدمت هذه العملية مرارًا وتكرارًا من قِبَل الحكومات الأرجنتينية السابقة المؤيدة للولايات المتحدة، وظهرت هذه العملية جليةً في أعقاب قرض صندوق النقد الدولي الجديد، حيث علّقت الأرجنتين معظم الضوابط على رأس المال، كما علّقت ضريبة تصدير الحبوب والصُّويا مما أفاد الصادرات الزراعية الكبيرة التي يدعم أصحابها الرئيس اليميني المتطرف خافيير ميلي، وخسرت الدّولة عائدات ضريبة الصّادرات، وهي عائدات أساسية للمالية العامة للأرجنتين، وتمكّن المُصدِّرون من تحويل مبيعات التصدير إلى دولارات مدعومة وجب أن تُسدّد الدّولة ثمنها، من خلال القروض وفائدتها، مما يساهم ذلك في إعادة توزيع الثروة بشكل سلبي داخل الأرجنتين، وفي إفقار جزء هام من الفئات متوسّطة الدّخل... يَسِير خافيير ميلي على خطى كارلوس منعم وماوريسيو ماكري، وجميعهم موالون للإمبريالية الأمريكية وللأثرياء المحليين، وطبقوا سياسات نيوليبرالية متطرفة قائمة على سعر صرف مبالغ فيه واقتراض خارجي، وتضييق على الطبقة العاملة، وعلى الخصخصة وإلغاء القيود التنظيمية، ويدّعي صندوق النقد الدّولي والولايات المتحدة وإعلامها السّائد إن هؤلاء حققوا "معجزة اقتصادية"، لكن في كل مرة تم نهب موارد البلاد التي ارتفعت ديونها الخارجية ( المُقوّمة بالدّولار) بشكل خطير، وتم في كل مرة نَقْل مزيد من الثروة إلى الأثرياء، ويهدف تدخل صندوق النقد الدّولي والولايات المتحدة هذه المرة إنقاذ خافيير ميلي وحزبه من هزيمة انتخابية وسياسية... سوابق صندوق النقد الدولي في الأرجنتين تُجسّد الأرجنتين نموذجًا للعلاقات المُتَقَلِّبَة بين صندوق النّقد الدّولي وبعض الدّول التي اقترضت أموالاً منه، فقد حصلت الدّولة سنة 2001 على قروض بقيمة فاقت عشرين مليار دولار، إثر الإنهيار الناجم عن نظام سعر صرف صارم وديون خارجية غير مستدامة، وأدت إجراءات التقشف المفروضة إلى تفاقم الأزمة الاجتماعية وإلى تغيير في التّوجّهات السياسية، وتمكنت حكومة كيرشنر من تجاوز الأزمة من خلال برنامج يناقض شروط صندوق النقد الدّولي، تمثل في زيادة الإنفاق الإجتماعي والإستثمار المكثف في البنية التحتية والتعليم والصحة... بعد عودة اليمين في شخص الرئيس الثري ماوريسيو ماكري، رجل الأعمال المدعوم من الولايات المتحدة، قدّم صندوق النقد الدّولي، سنة 2018، قرضًا قياسيا بقيمة 57 مليار دولارا، وشهدت البلاد احتجاجات عديدة ضد شروط صندوق النقد الدّولي الذي أدّت شُرُوطه إلى تخفيض المعاشات التقاعدية وعمليات خصخصة ضخمة، وزيادات الضرائب وتفاقمت البطالة والفقر بفعل الركود الإقتصادي الذي أجَّجَ الغضب الاجتماعي... انتُخب الرئيس اليميني المتطرف خافيير ميلي يوم التاسع عشر من تشرين الثاني/نوفمبر 2023 بنسبة 56% من الأصوات، مقابل 44% لسيرجيو ماسا، وزير الاقتصاد ومرشح الحزب البيروني للرئيس المنتهية ولايته ألبرتو فرنانديز، وأدى خافيير ميلي اليمين الدّستورية يوم العاشر من كانون الثاني/ديسمبر 2023، وهو خبير اقتصادي يميني اشتهر بظهوره في العديد من البرامج التلفزيونية للدّفاع عن تقليص دور الدولة، وخاصةً في الحياة الاقتصادية، وكان يُقَلِّلُ من وحشية الدّكتاتورية العسكرية ( 1976 – 1983) ويُقلّل من عدد الأشخاص الذين قُتِلُوا واختفوا خلال تلك الفترة ( أكثر من ثلاثين ألف حالة اختفاء قَسْرِي ) ويقترح إلغاء قانون الإجهاض، ووَعَد بالتّخَلِّي عن العُملة المحلّيّة ( البيزو) والتّعامل بالدّولار وإلغاء المصرف المركزي والعديد من الوزارات، وخصخصة الشركات المملوكة للدولة، وخفض الإنفاق العام وخفض العبء الضريبي بشكل كبير والسماح بحرية الوصول إلى الأسلحة النارية والسماح بتجارة الأعضاء البشرية، واستخدم خلال حملته الإنتخابية منصّات التّواصل الإجتماعي... الدّعم الأمريكي لخافيير ميلي لما أصبح خافيير ميلي رئيسًا، سنة 2023، كانت معدّلات التضخم قياسية وبلغ معدّل الفقر 44,7% أو حوالي عشرين مليون نسمة يعيشون تحت خط الفقر، وفق "مرصد الدّين الإجتماعي" التابع للجامعة الكاثوليكية الأرجنتينية، ودعت الحكومة والشركات والمصارف الأمريكية إلى دعم حكومة الرئيس اليميني المتطرف في الأرجنتين، فضخّت العديد من الصناديق والمستثمرين الأمريكيين استثمارات كبيرة في اقتصاد الأرجنتين ( ثاني أكبر اقتصاد في أمريكا الجنوبية بعد البرازيل) وخصوصًا المرتبطين بعلاقات وثيقة مع إدارة ترامب التي ضخّت بدورها عشرين مليار دولارا، قُبيْل انتخابات 26 تشرين الأول/اكتوبر 2025، وروجت أخبار مفادها إن سوق الأرجنتين من أحسن أسواق الأسهم أداءً في العالم، متقدمة على الولايات المتحدة، غير إن ميلي، فور توليه منصبه سنة 2023، سرّح عشرات الآلاف من موظفي الخدمة المدنية وخفّض إنفاق الدولة، لا سيما على نظام الرعاية الصحية، وأدت الإجراءات التقشفية إلى تباطؤ النمو سنة 2024 وساهمت في ارتفاع معدلات البطالة وهشاشة الوظائف وانخفاض القيمة الحقيقية للرواتب، وكانت البلاد على حافة الكارثة، خلال شهر أيلول/سبتمبر 2025، فطلب خافيير ميلي مساعدات استثنائية أمريكية – رغم تكلفتها الباهظة سياسيًا وماليًا واقتصاديًا، للأرجنتين وللأجيال اللاحقة - وقررت الولايات المتحدة إنقاذ الأرجنتين بمبلغ 20 مليار دولار لإنقاذ احتياطيات الأرجنتين من الدولار التي كانت منخفضة بشكل خطير، بفعل التقارب الأيديولوجي بين دونالد ترامب وخافيير ميلي، وبالأخص بفعل دَور البقوليات وحرب فول الصويا في الحرب التجارية الصينية الأمريكية، ودعم أحد الحلفاء السياسيين الرئيسيين في أمريكا الجنوبية، ودعم مصالح أهم أصدقاء سكوت بيسنت الماليين، وحسابات دونالد ترامب السياسية، في ظل المواجهة مع الصين، وانتقد بعض النواب من الحزب الدّيمقراطي قرار دونالد ترامب بإقراض خافيير ميلي عشرين مليار دولار، بينما يرفض البيت الأبيض توسيع نطاق مزايا الضمان الاجتماعي لتشمل ملايين الأمريكيين، لكن الفشل المحتمل لخافيير ميلي في رئاسة الأرجنتين سيكون له أسوأ الأثر على النهج السياسي لترامب، إذْ تأسّست الخطة الاقتصادية للرئيس الأرجنتيني على تخفيضات جذرية في الإنفاق العام، مع التضحية بقطاعات كاملة من الحماية الاجتماعية، لتحقيق فائض مالي وخفض التضخم"، ويتمثل الجانب الخفي للقرض الأمريكي في الحرب التجارية الصينية الأمريكية، فقد قررت الصين،خلال شهر أيار/مايو 2025، التوقف عن شراء فول الصويا من الولايات المتحدة - أكبر مُصدّر لفول الصويا في العالم – كردّ على الرسوم الجمركية الأمريكية المتصاعدة، وكانت الأرجنتين مستعدة لتعويض النقص وبيع فول الصويا إلى الصين، وبعد وقت قصير من الإعلان عن الاتفاق الأمريكي الأرجنتيني، كتبت وكالة أسوشيتد إن الأرجنتين ستبيع المزيد من فول الصويا إلى الصين، وبدأ والمزارعون الأمريكيون ( المؤيّدون في معظمهم لدونالد ترامب) يشتكون من فقدان السوق الصينية، فأعلن دونالد ترامب "خطة إنقاذ" بقيمة عشر مليارات دولار لمزارعي فول الصّويا، ومن جهة أخرى، فتح خافيير ميلي باب الأرجنتين للإستثمارات الأمريكية بشروط مُيسّرة، مما قد يزيد من ثروات الأغنياء الأمريكيين، في ظل اقتصاد أرجنتيني راكد، يعتمد على صادرات السلع الأساسية (فول الصويا والقمح والذرة واللحوم)، ومعدل تضخم مرتفع، وعجز في ميزان المدفوعات، ومشاكل في الاستيراد، وأكثر من 15 سعر صرف مختلف للدولار الأميركي (العملة المفضلة لدى الأرجنتينيين، نظراً لتقلب البيزو)، ورحيل الشركات الدولية، والديون الخارجية الضخمة، وسوف تكون لهذه الإنتخابات ( يوم 26 تشرين الأول/اكاوبر 2025) التي فاز بها الإئتلاف الذي يقوده اليمين المتطرف، عواقب وخيمة على العديد من الأرجنتينيين الذين صوتوا لميلي الذي وعد بدولرة الاقتصاد الذي تعارضه النقابات التي تضررت من تغيير تشريعات العمل... تُشير الدّراسات الأمريكية إلى الفُرص التي يُوفّرها اقتصاد الأرجنتين للإستثمارات الأمريكية، مثل الإنتاج الفلاحي والوفير ومناجم واحتياطي الليثيوم، ضمن المُثلّث الذي يضم الأرجنتين وتشيلي وبوليفيا، وهو أحد أكبر احتياطيات هذا المعدن في العالم، وهو ضروريٌّ للعديد من الصناعات الحديثة وللتحول في مجال الطاقة، غير إن الأرجنتين الغنية تعاني من سوء توزيع الدخل ومن عدم حماية الاقتصاد المحلي بفعل توسيع استخدام الدّولار وتوسيع عجز الحساب الجاري وارتفاع حجم الدين الخارجي فضلا عن خفض قيمة العملة المحلية ( البيزو) وعمومًا أدّت إجراءات الرئيس خافيير ميلي إلى انخفاض الناتج المحلي الإجمالي الأرجنتيني بنسبة 1,7% سنة 2024، واعتبرت مديرة صندوق النّقد الدّولي "إن اقتصاد الأرجنتين حَقَقَ تقدّمًا كبيرًا بفضل الإصلاحات الهيكلية والإنضباط المالي الصّارم..."، لكن معدّل الفقر بلغ 38,1%، منتصف سنة 2025، بنهاية شهر حزيران/يونيو 2025 وفق الأرقام الرسمية ( وكالة الإحصاء ) المنشورة يوم 11 تموز/يوليو 2025، وهي أرقام تقل عن الواقع بفعل خفض الإنفاق العام بنسبة 15% وتحرير سوق العمل ( مما أدّى إلى ارتفاع عدد العاملين في القطاع غير الرسمي الذين يعيشون تحت خط الفقر) والطاقة (الكهرباء والغاز) والمياه والنقل العام، و"ترشيد" القوى العاملة في الدولة بتسريح ما لا يقل عن 33 ألف موظف سنة 2024، مع الخصخصة وإلغاء القيود التنظيمية، وتقديم الحوافز الضريبية بهدف جذب الاستثمار الأجنبي المباشر في الموارد الطبيعية كالنفط والغاز والليثيوم، وأدّى خفض النفاق العام إلى تدهور الخدمات الصحية، بفعل التدهور السريع للبنية التحتية للمستشفيات... خاتمة تمثل هذه السياسة الرجعية جزءًا من استراتيجية أوسع نطاقًا تُشبه "معركة ثقافية" ضد الأفكار التقدمية والحركات التي تُجسّدها، لذلك دعم دونالد ترامب خافيير ميلي الذي اتّسم خطابه ودعايته الإنتخابية بازدراء منظمات الدفاع عن حقوق النساء أو الحقوق الاجتماعية أو البيئية أو حقوق الأقليات، وبمهاجمة الأحزاب السياسية التقليدية والنقابات ووسائل الإعلام، وحتى الكونغرس، وأي تجسيد للتعددية الديمقراطية، ويتم نَشْر هذه الأفكار المُغرقة في الرّجعية بواسطة منصّات التّواصل الإجتماعي، لتسميم عُقول الشباب، ولتقويض ثقة الجمهور بالمؤسسات كالأحزاب والنقابات والمنظمات الأَهْلِيّة، وتعزيز الاستقطاب العميق في المجتمع، وتقويض مبادئ التسامح والعيش المشترك، وهو حجر الزاوية للاستقرار الديمقراطي الدّاخلي... على مستوى السياسة الخارجية، يعتبر خافيير ميلي – كما دونالد ترامب وأحزاب ومنظمات اليمين المتطرف – "إن الغرب مُهدد من الداخل بأيديولوجية الماركسية الثقافية التي تتغلغل في الأفراد منذ الصغر عبر أنظمة التعليم ووسائل الإعلام" ولذلك يعتقد ميلي ( وترامب وزعماء اليمين المتطرف) إنه يخوض "معركة ثقافية" ضد الماركسية تتجاوز الأرجنتين، بمعية حزب فوكس الإسباني اليميني المتطرف وحزب البديل من أجل ألمانيا والتجمع الوطني في فرنسا وغيرهم من الأحزاب التي تتبنّى "دبلوماسية المُواجهة" وتدعم الكيان الصهيوني بشكل مطلق، لأنه ممثل "الحضارة الغربية" في الوطن العربي، وترفض هذه الأحزاب اليمينية المتطرفة مبدأ الإحترام المتبادل وتنويع العلاقات الخارجية... منذ عام 1956، دخلت الأرجنتين في 23 برنامجاً تمويلياً بلغت قيمتها 177 مليار دولار، ومع ذلك فإن العديد منها لم يحقق النتائج المرجوة، وكانت الفضيحة الأبرز سنة 2018 عندما حصلت الدّولة ( رئاسة رجل الأعمال الملياردير ماوريسيو ماكري) على تمويل ضخم بقيمة 57 مليار دولار، والذي كان يستخدم في غير محله لتمويل هروب رؤوس الأموال بدلاً من إصلاح الاقتصاد، و تمثل الأرجنتين حاليا 47% من إجمالي القروض المستحقة لصندوق النقد الدّولي البالغة نحو 65 مليار دولار. أما اهتمام الولايات المتحدة بالأرجنتين في هذا الظّرف فيعود إلى احتواء أراضي الأرجنتين على موارد الطبيعية من ضمنها 20% من احتياطي الليثيوم العالمي، وبها مشاريع مهمة في اليورانيوم والنحاس، وتشتمل المصالح الأمريكية على التحرك ضد الصين التي تمتلك 6 من أصل 16 مشروع ليثيوم في البلاد، وتهدف الجهود سياسات الحكومتَيْن الأمريكية والأرجنتينية إلى إعادة تقاسم النفوذ في أمريكا الجنوبية، غير إن نصف سكان الأرجنتين تحت خط الفقر، مما يضيف بعداً إنسانياً للأزمة الاقتصادية الحادة في البلاد، ورغم أهمية مكانة البرازيل والصين ( اللتَيْن يهاجمهما ميلي ببذاءة) فهما أكبر شريكين تجاريين للأرجنتين، وتستهلك الصين نحو 75% من صادرات الأرجنتين من الحُوم البقر و93% من فول الصويا، وحوالي 100% من الشعير والذرة الرفيعة، كما تمول الصين مزارع الطاقة الشمسية ومحطات الطاقة الكهرومائية ومناجم الليثيوم وبناء السكك الحديدية والبنية التحتية الزراعية في الأرجنتين، ولن تعوض الولايات المتحدة هذا النقص إذا قررت الأرجنتين التوقف عن طلب الاستثمار من مصادر أخرى، لكن الرئيس خافيير ميلي يحوّل الصين والبرازيل إلى أعداء، في حين أعرب دونالد ترامب عن حماسه وابتهاجه ب"الفُرص التي تُتيحها الأرجنتين للشركات الأمريكية" لأن الولايات المتحدة وصناديقها التحوطية تعتبر الأرجنتين مصدرًا للربح، ويعتبرها صندوق النقد الدولي ورأس المال الأجنبي دولة مَدِينَة، وموقعًا للاستخراج، ومصدرًا للمواد الخام والأغذية والمعادن، فلا يمكن تحقيق التنمية في ظل الهيمنة الأمريكية وشركاتها وفي ظل هيمنة صندوق النقد الدولي... يواجه خافيير ميلي سلسلة من مزاعم الفساد الخطيرة، تشمل الرشوة داخل الوكالة الوطنية للإعاقة (ANDIS)، حيث تورط مسؤولون رفيعو المستوى - بمن فيهم كارينا، شقيقة ميلي - في رشاوى من عقود أدوية، وتم رَبْطُ حوالي مائة حالة وفاة بالفنتانيل الملوث، وسط اتهامات بتباطؤ السلطات الصحية في اتخاذ الإجراءات اللازمة، كما حصل مارتن منعم، رئيس مجلس النواب، على عقد مشبوه بمليارات البيزو من بنك ناسيون لصالح شركته العائلية، وأيّد الرئيس ميلي علنًا عملية احتيال العملة المشفرة ليبرا، وفضائح أخرى شملت وصول أمتعة غير خاضعة للتفتيش على متن رحلات خاصة، وإجبار موظفي القطاع العام على دفع رواتبهم لشخصيات سياسية، فضلا عن قضية خوسيه لويس إسبيرت، حليف ميلي والمرشح الرئيسي في مقاطعة بوينس آيرس، والذي اتُهم بغسل أموال مرتبطة بشبكة تهريب مخدرات... لكن بما أن خافيير ميلي يتمتع بدعم دونالد ترامب، يمكنه الإستمرار في ممارسة الفساد، بينما يواجه رؤساء وشعوب كوبا وفنزويلا وكولومبيا الضّغوط والحصار والتهديد بالعدوان العسكري، لأنهم لم يخضعوا للإمبريالية الأمريكية...
#الطاهر_المعز (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تونس – التلوث واحتجاجات المواطنين في مدينة قابس
-
ألمانيا - جوانب من الإِرْث النّازي
-
الولايات المتحدة – بين -مبدأ- الرئيس جيمس مونرو وعَرْبَدة دو
...
-
مُتابعات – العدد السّابع والأربعون بعد المائة بتاريخ الخامس
...
-
الحرب على جبهات متعدّدة
-
الولايات المتحدة – الإستبداد في الدّاخل، وعسكَرَة الدّبلوماس
...
-
من الحرب التجارية إلى الحرب التكنولوجية
-
عرض كتاب - الصهيونية والإستعمار الإستيطاني من 1917 إلى 1949
-
مُتابعات – العدد السّادس والأربعون بعد المائة بتاريخ الثامن
...
-
-السّلام - على المذهب الأمريكي – ( Pax Americana )
-
فلسطين الإبادة الجماعية والتَّرَبُّح الرأسمالي
-
الدّعم الخارجي لاقتصاد الحرب في الكيان الصهيوني
-
هوامش قمة شرم الشيخ 13/10/2025
-
فلسطين - تواطؤ -غربي- وعربي في الإبادة
-
تونس خلال عشرية حكم -النّهضة-
-
مُتابعات – العدد الخامس والأربعون بعد المائة بتاريخ الحادي ع
...
-
لحرب التكنولوجية والنفسية - من هواوي إلى تيك توك
-
صهاينة العرب – نموذج عيال سعود
-
كولومبيا والولايات المتحدة من التحالف إلى العداء
-
الإتحاد الأوروبي عملاق اقتصادي وقِزْم سياسي
المزيد.....
-
كوريا الجنوبية تمنح ترامب تاجًا ملكيًا كأحد أفراد العائلة ال
...
-
نم بحذر.. تجربة مبيتٍ في فندق بطابع المهرّجين سيّئ الصيت في
...
-
كيتي بيري تخطف الأنظار بإطلالة فستان أحمر أنيق في باريس
-
إسرائيل تعلن استئنافها وقف إطلاق النار في غزة بعد غارات ليلي
...
-
نحو 100 قتيل في غزة خلال أقل من 12 ساعة.. والجيش الإسرائيلي
...
-
بعد أكثر من مئة عام.. العثور على زجاجة تحمل رسائل جنود أسترا
...
-
ابن مروان البرغوثي يقول إن إسرائيل يستهدفون والده لأنهم يرون
...
-
صور أقمار اصطناعية تظهر أجساماً يُرجح أنها تعود لجثث بشرية ف
...
-
إسرائيل تُعلن -إعادة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار-، وكاتس يؤك
...
-
ملفات حقوقية وسياسية شائكة تلقي بظلالها على أول زيارة لميرتس
...
المزيد.....
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان
...
/ غيفارا معو
-
حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش
/ د. خالد زغريت
-
التاريخ يكتبنا بسبابته
/ د. خالد زغريت
-
التاريخ يكتبنا بسبابته
/ د. خالد زغريت
-
جسد الطوائف
/ رانية مرجية
-
الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025
/ كمال الموسوي
-
الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة
/ د. خالد زغريت
-
المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد
/ علي عبد الواحد محمد
-
شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
/ علي الخطيب
المزيد.....
|