أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - عماد الطيب - ارتباك الإدارة العراقية بين تعليمات الوزارات وغياب الثوابت














المزيد.....

ارتباك الإدارة العراقية بين تعليمات الوزارات وغياب الثوابت


عماد الطيب
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 8506 - 2025 / 10 / 25 - 09:46
المحور: الفساد الإداري والمالي
    


تواجه المؤسسات العراقية أزمة إدارية متجذّرة تتمثل في ضعف المنظومة الإدارية التي من المفترض أن تكون العمود الفقري لتنظيم العمل وضمان استقراره. فالإدارة، بوصفها عقل المؤسسة، ينبغي أن تقوم على أسس ثابتة وقوانين واضحة تضمن سير العمل بانسيابية، لكن الواقع العملي في العراق يُظهر عكس ذلك تمامًا.
الخلل يبدأ من غياب قاعدة إدارية رصينة ومستمرة، إذ تعتمد أغلب المؤسسات على تعليمات آنية تصدر من الوزارات على شكل كتب رسمية أو أوامر داخلية، تكون في الغالب رد فعل على ظرف أو إشكال معين، وليس نتيجة تخطيط إداري بعيد المدى. وما يزيد من الإرباك أن هذه التعليمات غالبًا ما تُلغى أو تُعدَّل بعد فترة قصيرة، مما يجعل الموظف في حالة ترقّب دائم لأي جديد قد ينسف ما تعلّمه بالأمس أو ما التزم به سابقًا.
هذا الواقع جعل العمل الإداري في المؤسسات العراقية يتّسم بالفوضى والتردد، حيث أصبح الموظف يتعامل مع القرارات اليومية بعقلية مؤقتة، لا بثقة النظام المستقر. فالقاعدة القانونية والإدارية التي يُفترض أن تُبنى عليها الإجراءات تتبدل بتبدّل القيادات أو التوجيهات الوزارية، ما أدى إلى نشوء حالة من الضبابية واللايقين داخل المؤسسات.
ومن جانب آخر، نجد أن أغلب الدوائر حين تواجه إشكالًا إداريًا، لا تعود إلى الأرشيف أو القوانين السابقة التي ربما حسمت الموضوع ذاته، بل تكتفي بمفاتحة الوزارة للحصول على تعليمات جديدة، وكأن كل قضية تُطرح لأول مرة. هذا السلوك الإداري يعكس غياب ثقافة التوثيق والرجوع إلى المرجع الإداري الأصيل، ويكشف في الوقت نفسه عن ضعف الثقة بالقرارات السابقة، مما يؤدي إلى تراكم الأخطاء وضياع الجهد والوقت.
إن معالجة هذا الخلل البنيوي تتطلب أولًا بناء قاعدة بيانات وتشريعات إدارية موحدة وواضحة، تُعمَّم على جميع المؤسسات وتُحدث بشكل مدروس وليس ارتجالي. كما يجب العمل على تدريب الكوادر الإدارية على ثقافة الرجوع إلى الأصل القانوني قبل انتظار التعليمات الجديدة، فالإدارة الرصينة لا تُبنى على ردود الأفعال بل على أنظمة قادرة على الصمود أمام التغييرات.
نقول .. ما لم تُوضع أسس ثابتة وواضحة للإدارة العراقية، سيبقى العمل الإداري يدور في حلقة من الفوضى والتجريب الدائم، وستظل المؤسسات تتلقى تعليمات لا تُرسّخ إدارة دولة، بل تُكرّس إدارة أزمات.



#عماد_الطيب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وأد الإبداع في المدارس العراقية
- ضمير المهنة وشرف الكلمة
- الوعود الزائفة… تجارة المواسم الانتخابية
- رماد الذاكرة
- قراءة نقدية في نص - رمزية العشق -
- أنا .. وأنتِ
- حين يخبو مصباح العمر
- كيف تصنع صحفيا ماهرا ..؟ !!
- خالد النبل والاخلاق
- تاريخ التحقيق الصحفي في العراق وكتابه .. النشأة والتطور
- ملاذ الأمين .. بين وهج الحرف وصدق الميدان
- قراءة
- شيخوخة
- ثلاثة أحلام ...
- ضفاف براءة وجسور محبة
- القطيعة بين الروح والجسد
- ياحاضرة الغياب ..
- سعد مبارك.. فنان العصور وبوصلة الذاكرة الجمالية
- حين يبكي الجبل ..!!
- مؤتمرات


المزيد.....




- ترامب يمهل حماس 48 ساعة لإعادة جثث الرهائن في غزة
- واشنطن تدرس تفويضًا أمميًا لقوة دولية في غزة وترامب يقول -ست ...
- -شريحة ستانفورد- تعيد البصر لمصابي الضمور البقعي
- ترامب يجري محادثات مع الشيخ تميم في الدوحة بشأن اتفاق غزة
- مفتي القاعدة السابق يحكي عن سنواته الـ5 الأولى في سجون إيران ...
- كاتب إيطالي: صاروخ لدى فنزويلا يضع أميركا تحت ضغط مستمر
- -محكمة غزة- تستمع لشهادات صحفيين وناشطين حول جرائم إسرائيل
- ترامب ينطلق في جولة آسيوية يلتقي أثناءها الرئيس الصيني
- منتدى تانا للأمن الأفريقي يعود بعد عامين وهذا أبرز ما ناقشه ...
- إسرائيل تستهدف ناشطا من الجهاد وسط قطاع غزة


المزيد.....

- The Political Economy of Corruption in Iran / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - عماد الطيب - ارتباك الإدارة العراقية بين تعليمات الوزارات وغياب الثوابت