أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عماد الطيب - خالد النبل والاخلاق














المزيد.....

خالد النبل والاخلاق


عماد الطيب
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 8458 - 2025 / 9 / 7 - 16:49
المحور: سيرة ذاتية
    


صديقي خالد، هو ذاك الوجه المضيء الذي لا تغشاه غيوم المصالح ولا تخدشه سكاكين الزيف. رجلٌ قائم على فكرة سامية؛ أن إنسانية الإنسان هي الركيزة الأولى، وأن القيم الأصيلة هي الثروة الأثمن، وما عداها تفاصيل عابرة في كتاب الأيام.
لم تغيّره الأزمنة ولا تبدّلت جوهره تقلّبات الحياة، فظل خالد كما عهدناه: نبيلاً في حضوره، صادقاً في حديثه، مخلصاً في وعوده. هو من أولئك الذين إن دخلوا حياتك شعرت أنك لم تعد وحيداً، فحيث يوجد هو، يحضر الأمان وتستيقظ في القلب مساحة من الطمأنينة.
يمشي في دروب الناس بخطى ثابتة، لا يتعالى ولا يساوم على شرفه. شريف بطبعه، أصيل في سلوكه، عفوي في وفائه، وكأنه نُحت من طينة نقية لم تلوثها رياء المدن ولا أدران الأطماع. يمد يده لمن يحتاجها، ويقف حيث يفرّ الآخرون. نخوته ليست شعارات، بل فعل يترجم في مواقف، وعزيمة تتجلى ساعة الضيق.
خالد هو المرآة التي تعكس صفاء الصداقة الحقة، تلك التي لا تُشترى ولا تُباع، بل تولد من عمق الروح. معه تدرك أن الصديق ليس من يرافقك في الفرح وحده، بل من يشد على قلبك حين تزلّ بك الدنيا.
أكتب عن خالد فلا أكتب عن شخص فقط، بل عن قيمةٍ باتت نادرة، وعن إنسان يجسّد معنى أن يكون المرء وفيّاً، شريفاً، نبيلاً. هو صفحة بيضاء في زمن تلطّخت فيه كثير من الصفحات، وهو غصن أخضر في غابةٍ أرهقتها الرياح.
فليكن خالد شاهداً على أن الصداقة ليست مجرد علاقة، بل عهدٌ أخلاقي وروحي، وأن الإنسانية ما زالت قادرة على أن تجد لنفسها وجوهاً حيّة تحملها وتحميها.
خالد ليس مجرد صديق يشاركك الطريق، بل هو مدرسة قائمة بذاتها. كل لقاء معه يمنحك درساً في الصبر، وفي الصدق، وفي كيفية أن تكون إنساناً وسط ضجيج العالم ومكره. يجلس بيننا فلا يعلو صوته بالحديث، بل يعلو بمصداقيته، فهو لا يقول إلا ما يؤمن به، ولا يعد إلا بما يستطيع أن يفي به.
هو رجل يعرف قيمة الزمن، فلا يهدره في التوافه ولا يضيعه في ملاحقة السراب، بل يزرع من وقته بذور خير أينما حلّ. تراه يقف إلى جانب الضعفاء، يسمع لمن لا يجد من يسمعه، ويحنو على القلوب المرهقة، كأنه خُلق ليكون بلسمًا للجراح.
فيه من البساطة ما يجعلك ترتاح لصحبته، وفيه من العمق ما يذكّرك بأن النبل ليس مجرد كلمة في كتب الأخلاق، بل ممارسة يومية تتجسد في أفعال وسلوكيات. لا يعرف المواربة ولا يهوى المظاهر، يظل ثابتًا على خطّه المستقيم، حتى في زمن تكسرت فيه الكثير من المبادئ أمام مغريات الحياة.
خالد يعلّمنا أن الوفاء ليس حدثًا عابرًا، بل مسار حياة، وأن الصداقة التي تبنى على الإخلاص لا تهزها الرياح مهما كانت عاتية. إن حضر شعرت أن الدرب صار أيسر، وإن غاب ترك في المكان فراغًا لا يملؤه أحد.
هو أخ قبل أن يكون صديقًا، سند قبل أن يكون رفيقًا، وقيمة إنسانية قبل أن يكون مجرد فرد. خالد، بهذا المعنى، ليس اسماً لشخص واحد، بل رمز لكل إنسان صادقٍ مخلصٍ لا تلوّثه المصالح ولا تضعفه الأيام.



#عماد_الطيب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاريخ التحقيق الصحفي في العراق وكتابه .. النشأة والتطور
- ملاذ الأمين .. بين وهج الحرف وصدق الميدان
- قراءة
- شيخوخة
- ثلاثة أحلام ...
- ضفاف براءة وجسور محبة
- القطيعة بين الروح والجسد
- ياحاضرة الغياب ..
- سعد مبارك.. فنان العصور وبوصلة الذاكرة الجمالية
- حين يبكي الجبل ..!!
- مؤتمرات
- لماذا احبك ِ
- حين أقول أحبك
- عبث البقاء
- أين أنت ...؟!!
- صوتك اغنية عشقية
- سطر على هامش التاريخ
- أيها المسافر... ارجع
- حين اُحب ... !!!
- قدري أن لا أراكِ


المزيد.....




- إسرائيل -تعمق- هجومها في مدينة غزة وترامب يوجه -إنذارا أخيرا ...
- محللون: المقترح الأميركي فضفاض ويضع حماس بموقف لا تُحسد عليه ...
- معارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بعدة محاور في كر ...
- هجوم روسي واسع على كييف تضمن استهداف مبنى الحكومة
- مظاهرة في بروكسل تطالب بفرض عقوبات على إسرائيل
- مئات التونسيين يستقبلون -أسطول الصمود- بميناء سيدي بوسعيد
- فرنسا أمام أسبوع مضطرب: مصير حكومة بايرو مهدد وحراك شعبي مرت ...
- 25 عامًا على غرق الغواصة النووية كورسك: الكارثة التي هزت روس ...
- إسرائيل -تعمق- هجومها في مدينة غزة وترامب يوجه -إنذار أخيرا- ...
- أسطول الصمود العالمي: مهمتنا كسر الحصار عن غزة


المزيد.....

- أعلام شيوعية فلسطينية(جبرا نقولا)استراتيجية تروتسكية لفلسطين ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كتاب طمى الاتبراوى محطات في دروب الحياة / تاج السر عثمان
- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عماد الطيب - خالد النبل والاخلاق