أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد الطيب - عبث البقاء














المزيد.....

عبث البقاء


عماد الطيب
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 8376 - 2025 / 6 / 17 - 08:08
المحور: الادب والفن
    


لا أحد يظهر في حياتنا مصادفة، فالحياة ليست ساحة عبث، بل مسرح دقيق القوانين، تُسدل عليه ستائر الأقدار وفق أدوار لا نختارها. هناك من يعبر كنسمة تعلمك اللين، وهناك من يقتحم كالإعصار ليترك فيك درسًا، وهناك من يتسلل إلى قلبك، لا ليضيئه، بل ليشعل فيه ألمًا لا يخبو.
نحنُ يا سادة، أصحاب قلوبٍ شفافة، تتشرب الوجع كأنها كُتبت بالحبر السري للألم، لا تندمل جراحنا بسهولة، بل تبقى كالشاهد الأبدي، تروي حكاياتنا بصمتٍ فصيح، وتفضح صدقنا حين خذلونا.
دخلتِ حياتي يومًا، لا كزائرٍ عابر، بل كحكاية توهمتُ أن لها فصولًا قادمة، فكانت البداية ألمًا، والوسط نزيفًا، والنهاية خذلانًا دون وداع. تركتني على قارعة الطريق، لا تسألين ولا تبررين، وكأنكِ تعمدتِ أن تجعلي الفقد أكثر وجعًا من الغياب.
نحن الذين نخفي قلوبنا خلف تنهيدة، ونتكئ على الدموع حين تعجز الكلمات، نختبئ خلف ابتسامة باردة ورجفة يد، لأننا خُذلنا حين كنا في ذروة الصدق.
وما أشد وقع الحقيقة حين تأتين بكل جبروتكِ وتقولين: "لم أحبك يومًا."
هل هو هروب؟ أم دفن أخير لعلاقة لم تملكي شجاعة مواجهتها؟
أكنتِ تخدعينني أم تخدعين نفسك؟
لا يؤلمني أن تنتهي العلاقة، بل الطريقة التي أُعدمت بها دون رحمة.
كانت علاقتنا تحمل أسماء مستعارة: خصام، فراق، انقطاع، ثم خاتمة بلا عزاء.
أدينكِ، نعم، بكل صدق، أدينكِ لأنكِ أوهمتيني بشفافيةٍ زائفة، وبقصة لا تشبه القصص إلا في المظهر.
لكن، ها أنا أكتب. وللكلمات قدرة خارقة على النهوض من تحت الركام.
فاصمتي الآن، واتركي الذاكرة تمسحكِ كما يمسح البحر آثار خطى راحل لا ينوي العودة.



#عماد_الطيب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين أنت ...؟!!
- صوتك اغنية عشقية
- سطر على هامش التاريخ
- أيها المسافر... ارجع
- حين اُحب ... !!!
- قدري أن لا أراكِ
- تجلى هلال العيد ووجهك غائب عني
- السينما العالمية .. بين العنف والرسالة الإنسانية
- يبقى الوضع كما هو عليه
- كليات ميتة... أزمة التعليم العالي بين الواقع وسوق العمل
- النسق الشعري في ديوان -محُتلة القلب- للشاعر فاضل كاظم البكري
- منى الطريحي ثنائية الحب والالم
- نخلة عراقية .. سعاد البياتي صحفية الزمن الجميل
- مشاعر بائسة
- مأتم الذاكرة والجسد
- سوء فهم عاطفي
- عندما ينطق الجرح
- غائم جزئي
- ايمان كاظم .. فصاحة المعنى وغربة النص
- تسميم البئر


المزيد.....




- الشعر المنثور... إسفينٌ في جسد الشعر!
- كيف تحولت أفلام الرعب الأميركية من صرخات مفزعة إلى نقد اجتما ...
- -عزنا بطبعنا-.. أغانٍ جديدة وحفلات بمناسبة اليوم الوطني السع ...
- قاموس للصم.. مبادرة قطرية لشرح العبادات والمعاملات بلغة الإش ...
- من ساند كريك إلى غزة.. أميركا وثقافة الإبادة الجماعية
- برنامج الكوميدي جيمي كيميل يعود للبث من جديد بعد أيام من الإ ...
- هل تكون -الثامنة ثابتة-؟ فيلم -معركة تلو الأخرى- أحدث رهانات ...
- موسكو تحتفي بالملابس المحتشمة القادمة من الشرق الأوسط
- صدور المجموعة الشعرية الجديدة -ساعي بريد اللهفة- للشاعر نمر ...
- الإيفوارية تانيلا بوني تفوز بجائزة -تشيكايا أوتامسي- للشعر ا ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد الطيب - عبث البقاء