أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد الطيب - أيها المسافر... ارجع














المزيد.....

أيها المسافر... ارجع


عماد الطيب
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 8369 - 2025 / 6 / 10 - 09:53
المحور: الادب والفن
    


أيها المسافر الذي ابتعدت خُطاه عن دربي، أما تعبت من الغياب؟ أما آن لأشواقك أن تعود إلى مواطنها؟ لقد طال السفر، وقلبي ما زال يفتح نوافذه كل مساء ينتظر، يرقب من بعيد حُلُم عودتك، ويزرع في ظلال الانتظار صبرًا يشبه الحب... صبرًا لا يعرف النسيان.
لقد حملتك الأقدار إلى دروبٍ بعيدة، لكنك لم تخرج يومًا من حدود قلبي. كنت وما زلت الوطن الذي أعود إليه حين يضيق بي العالم، فكيف لي أن أعيش والغربة تسرقك مني كل لحظة؟
أيها المسافر...
لقد تآمرت الذكريات مع الليل عليّ، وكلما جنّ الظلام، تسللت صورتك من أطياف الماضي، وجلست إلى جواري كأنك لم ترحل. أحادثك في صمت، أعاتبك دون صوت، وأنتظر إجابتك على سطورٍ لم تُكتب، لكنها محفورة بين الضلوع.

أكتب إليك الآن، لا كي ألومك، بل لأخبرك أن مكانك ما زال هنا، كما تركته: دافئًا، نقيًا، عاشقًا. فما عاد قلبي يحتمل الصمت، وما عادت روحي تقوى على الرحيل بعدك. تعال، واملأ هذا الفراغ الذي تركه غيابك، دعني أتنفسك من جديد، دعني أُعيد ترتيب الفوضى التي خلفها رحيلك. أعدك، لن أسألك عن الرحيل، فقط كن هنا... كما كنت، وكما أحببتك دومًا. أيها المسافر... ارجع إلى أحضان قلبي، فقد اشتاقت الحياة إليك..ارجع إلى محطتك الأولى، فهي المستقر
أيها المسافر، يا من خطوتَ بعيدًا تحملك الأمنيات والأحلام، أما آن لك أن تعود؟
كفاك ترحالًا بين محطات لا تشبهك، ولا تحتضن قلبك كما كنتُ أفعل... كفاك بحثًا عن دفءٍ أنت تعرف تمامًا أين يسكن.
ارجع إلى محطتك الأولى، إلى القلب الذي كان لك وطنًا قبل أن تعرف معنى الأوطان،
إلى الحضن الذي احتواك في صمت، وغفر لك كل لحظة غياب، وكل كلمة مؤجلة.
هنا البداية، وهنا النهاية، وهنا أنتَ المستقر.
لقد مرّت الأيام، وتعاقبت الفصول، وكلها كانت تناديك:
"عد، فإنك في البعد لا تشبه نفسك، وإنك في الغياب تنقصك التفاصيل التي لا تُكمل إلا في حضن من يحبك بلا شرط."
أيها المسافر...
المرافئ كثيرة، والطرقات لا تنتهي، لكن القلب الذي أحبك أول مرة ما زال ينتظر،
كأن الزمن لم يمضِ، وكأن الحب واقف على رصيف الشوق يلوّح لك من بعيد. ارجع، فالقلوب لا تُستبدل، والحنين لا يَكذب، والذين أحبّوك بصدق لا يُنسَون. ارجع، فقد تعبتُ من إرسال النداء، وأخشى أن يُطفئ الانتظار في قلبي نوره الأخير. ارجع إلى محطتك الأولى... فهي ليست فقط المستقر، بل هي الخلود الوحيد الممكن في هذا الزمن العابر.



#عماد_الطيب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين اُحب ... !!!
- قدري أن لا أراكِ
- تجلى هلال العيد ووجهك غائب عني
- السينما العالمية .. بين العنف والرسالة الإنسانية
- يبقى الوضع كما هو عليه
- كليات ميتة... أزمة التعليم العالي بين الواقع وسوق العمل
- النسق الشعري في ديوان -محُتلة القلب- للشاعر فاضل كاظم البكري
- منى الطريحي ثنائية الحب والالم
- نخلة عراقية .. سعاد البياتي صحفية الزمن الجميل
- مشاعر بائسة
- مأتم الذاكرة والجسد
- سوء فهم عاطفي
- عندما ينطق الجرح
- غائم جزئي
- ايمان كاظم .. فصاحة المعنى وغربة النص
- تسميم البئر
- الى صديقي .. علي حسن كريم
- سجل العراق في الابداع يعاني الاهمال
- اِلا اَنتِ ..
- قانون الاضافة البسيطة


المزيد.....




- دراسة تكشف فوائد صحية لمشاهدة الأعمال الفنية الأصلية
- طهران وموسكو عازمتان على تعزيز العلاقات الثقافية والتجارية و ...
- محاضرة في جمعية التشكيليين تناقش العلاقة بين الفن والفلسفة ...
- فلسطينيون يتجمعون وسط الأنقاض لمشاهدة فيلم -صوت هند رجب-
- مونيكا بيلوتشي تشوق متابعيها لفيلم 7Dogs بلقطة مع مع أحمد عز ...
- صورة الصحفي في السينما
- تنزانيا.. سحر الطبيعة والأدب والتاريخ في رحلة فريدة
- -في حديقة الشاي- لبدوي خليفة.. رواية تحاكي واقعا تاريخيا مأز ...
- -أوبن إيه آي- تدرس طرح أداة توليد موسيقى
- محمد بن راشد يفتح -كتاب تاريخ دبي-.. إطلاق -دار آل مكتوم للو ...


المزيد.....

- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد الطيب - أيها المسافر... ارجع