أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد الطيب - حين يبكي الجبل ..!!














المزيد.....

حين يبكي الجبل ..!!


عماد الطيب
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 8397 - 2025 / 7 / 8 - 15:31
المحور: الادب والفن
    


ما أصعب أن تسمع النبأ لا من فم من تحب، بل من رياحٍ عابرة، أو هاتفٍ مبلل بالقلق، يقول لك: "لقد أصابها حادثٌ، قدماها...". فتختنق الحروف في حلقك، ويغدو قلبك كحجرة مظلمة تهوي فيها الدقات كالأجراس الحزينة. سمعتُ بخبركِ يا حبيبتي، كما يسمع المسافر عن غرق مدينته التي ترك فيها قلبه، ولا يملك أن يطفو إليها، لا سباحةً، ولا طيراناً، فقط يذوب من البعيد.
في لحظةٍ واحدة، سقطتِ على الأرض، لكنكِ سقطتِ في قلبي ألف مرة. لم يكن مجرد حادث، بل كان زلزالًا في داخلي، وكأن الوجع الذي استقر في قدميكِ، تسلل إلى أضلعي وجلس هناك، لاجئاً لا يريد الرحيل. كيف حدث ذلك؟ كيف لم أكن هناك؟ كيف لم أكن يدكِ حين احتجتِ من يسندك؟ آهٍ لو كنتُ طريقكِ، لكنتُ احترقتُ قبل أن تمسَّكِ عثرة. منذ ذلك اليوم، تغير كل شيء. لم أعد أرى في الحياة سوى سريركِ، والوسادة التي تئن بوجعكِ، والكلمات التي لا تقولينها لكني أسمعها في صمتكِ، أقرأها في رعشة أصابعكِ حين تحاولين كتمان الألم. أعرفكِ... أعرف صبركِ الشامخ مثل جبل، لكنني أيضاً أعرف كم أن الجبل يبكي حين لا يراه أحد.
أراكِ في كل لحظة تحاولين أن تتظاهري بالقوة، تضحكين لكي لا أشعر بالضعف فيكِ، لكن ضحكتكِ صارت حزينة، كأنها وردة بلون الغروب.

يا حبيبتي، لو أن للوجع لسانًا، لقلت له: تعال إليّ، دعها تنام ساعة دون ألم. دعني أتحمّل بدلاً عنها. فحبّي لكِ ليس كلامًا تقوله الأغاني، ولا وعدًا يُكتب في رسائل؛ إنه تلك الرغبة العارمة في أن أراكِ بخير، أن أمشي معكِ لا أن تدفعكِ العكازات، أن أرقص معكِ لا أن أراقب تمزّق خطواتكِ خلف دموعكِ.
أتعلمين؟ صرت أغار من قدميكِ، لأنهما هما من يحسّان بالألم، وأحسد الطريق الذي احتضنهما حين سقطتا، وألومه في الوقت ذاته: كيف خانكِ؟ كيف لم يحتضنكِ بدلاً من أن يُدمّركِ؟
كل ليلةٍ، أُصلي بصمتٍ كي أستبدل بألمكِ ألمي، أكتب في الظلمة كي لا تري دموعي، أتوسد صوركِ القديمة، قبل الحادث، وأحاول أن أرسم لكِ مستقبلاً لا يمشي ببطء، بل يركض، يرقص، يطير.
الجمال لا يُسقطه عجز، ولا يُطفئه وجع، ولا يكسره مرض. بل ربما أنتِ اليوم أجمل، لأنكِ حين تتألمين تصيرين أكثر إنسانية، أكثر صدقًا، أكثر نقاء.
وأنا، في هذا الحب، سأبقى: ظلّكِ حين لا تشرق الشمس، وسندكِ حين تتعبين، وصوتكِ حين تصمتين.
سأكتب عنكِ في كل رواية، سأمزجكِ بحروف القصائد، وسأخلدكِ في دفترٍ لا تحترق صفحاته أبداً.



#عماد_الطيب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمرات
- لماذا احبك ِ
- حين أقول أحبك
- عبث البقاء
- أين أنت ...؟!!
- صوتك اغنية عشقية
- سطر على هامش التاريخ
- أيها المسافر... ارجع
- حين اُحب ... !!!
- قدري أن لا أراكِ
- تجلى هلال العيد ووجهك غائب عني
- السينما العالمية .. بين العنف والرسالة الإنسانية
- يبقى الوضع كما هو عليه
- كليات ميتة... أزمة التعليم العالي بين الواقع وسوق العمل
- النسق الشعري في ديوان -محُتلة القلب- للشاعر فاضل كاظم البكري
- منى الطريحي ثنائية الحب والالم
- نخلة عراقية .. سعاد البياتي صحفية الزمن الجميل
- مشاعر بائسة
- مأتم الذاكرة والجسد
- سوء فهم عاطفي


المزيد.....




- دنيا سمير غانم تعود من جديد في فيلم روكي الغلابة بجميع ادوار ...
- تنسيق الجامعات لطلاب الدبلومات الفنية في جميع التخصصات 2025 ...
- -خماسية النهر-.. صراع أفريقيا بين النهب والاستبداد
- لهذا السبب ..استخبارات الاحتلال تجبر قواتها على تعلم اللغة ا ...
- حي باب سريجة الدمشقي.. مصابيح الذاكرة وسروج الجراح المفتوحة ...
- التشكيلية ريم طه محمد تعرض -ذكرياتها- مرة أخرى
- “رابط رسمي” نتيجة الدبلومات الفنية جميع التخصصات برقم الجلوس ...
- الكشف رسميًا عن سبب وفاة الممثل جوليان مكماهون
- أفريقيا تُعزّز حضورها في قائمة التراث العالمي بموقعين جديدين ...
- 75 مجلدا من يافا إلى عمان.. إعادة نشر أرشيف -جريدة فلسطين- ا ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد الطيب - حين يبكي الجبل ..!!