|
تعطيل النظام الاخلاقي الغربي في حرب غزة
حسين سالم مرجين
(Hussein Salem Mrgin)
الحوار المتمدن-العدد: 8503 - 2025 / 10 / 22 - 16:54
المحور:
القضية الفلسطينية
لا يوجد علم ينطوي على رهانات اجتماعية مثل علم الاجتماع، خاصة في القضايا والمشكلات الاجتماعية المعقدة والمهمة، وكشف الأشياء الخفية أو المكبوتة ورفع الستار الذي يحجبها. وفي هذا السياق، لا تزال حرب غزة تطرح موضوعات وتساؤلات أخلاقية قيمة على المجتمع الدولي برمته، وخاصة على العالم الغربي. هنا، أضرب صفحًا عن تلك القراءات التي لم يقصدها الباحث. يشير صموئيل هنتنغتون في كتابه "صدام الحضارات" إلى أن الصراعات بعد الحرب الباردة لن تكون بين الدول القومية واختلافاتها السياسية والاقتصادية، بل ستدور حول الاختلافات الثقافية، التي ستكون المحرك الرئيس للنزاعات بين البشر في السنوات القادمة. كما يستطرد هنتنغتون بالقول إن الدول الغربية تستخدم مزيجًا من القوة العسكرية والمؤسسات الدولية والترويج لقيم الديمقراطية والليبرالية لحماية مصالحها وضمان هيمنتها على إدارة العالم. من جهة أخرى، يرى فرانسيس فوكوياما في كتابه "نهاية التاريخ والإنسان الأخير" أن صعود الديمقراطية الليبرالية الغربية يمثل نهاية التطور الأيديولوجي للإنسانية، وأنها الشكل النهائي للحكم. ويعتقد فوكوياما أن الديمقراطية الليبرالية قد انتصرت على جميع الأيديولوجيات الأخرى، وأنه لا يوجد نظام سياسي بديل يمكن أن يوفر للمواطنين مستويات الثروة والحريات الشخصية التي توفرها النظم الغربية. ويزعم أن هذا النظام لا يمكن لأحد أن يتجاهله، مهما كانت تقلبات الزمن أو تصاريف القدر. لكن ما تكشفه حرب غزة هو أن الانهيار الحقيقي ليس صدامًا حضاريًا كما صوره هنتنغتون، أو نهاية التاريخ كما صوره فوكوياما، بل هو تعطيل القيم الأخلاقية للغرب. فقد قدم العالم الغربي نفسه كـ"حارس العدالة الكونية" و"المدافع عن حقوق الإنسان"، ولكن في حرب غزة، تعطلت هذه القيم. لقد بينت الحرب أن تلك القيم ليست سوى أدوات يتم توظيفها عندما تخدم المصالح، وتُعطل عندما تتعارض مع المصالح والهيمنة الغربية. ظهرت شعارات العدالة الكونية كشعارات أدائية، مثل "خطاب" يبرر التدخل الغربي الغاشم في العراق، ليبيا، سوريا، وأفغانستان. لكنها تعطلت تمامًا أمام القصف والقتل والحصار في غزة. هذا يكشف أن العدالة ليست مبدأً كونيًا، بل أداة سياسية لإعادة إنتاج القوة والنفوذ والهيمنة. يمكن أن نقول إن حرب غزة بينت وأوضحت العدالة الكونية من عدة جوانب، وأبرزت تعطيل الأبعاد الفلسفية القيمية والأخلاقية في العالم الغربي. في هذا السياق، يبرز عالم الاجتماع الألماني يورغن هابرماس وغيره من منظري "العدالة الكونية"، الذين يرون أن القيم الأخلاقية لا يمكن أن تكون انتقائية، وإلا فقدت مشروعيتها. لكن الواقع السياسي والعسكري في حرب غزة أوضح أن البراغماتية الغربية تتعامل مع الأخلاق كأداة من أدوات الهيمنة وفرض المصالح، وليست كقيمة مطلقة. ما نشهده اليوم هو ازدواجية معايير صارخة: فالغرب، الذي طالما رفع شعارات العدالة الكونية من خلال شعارات الحرية وحقوق الإنسان، يقف موقفًا متخاذلًا أو متواطئًا تجاه المأساة الإنسانية في غزة. والأسوأ من ذلك، أنه يقوم اليوم بتبرير القصف والقتل والحصار والتجويع تحت ذرائع "الدفاع عن النفس". هذه الازدواجية ولدت شعورًا عالميًا، خاصة في الجنوب العالمي، بأن خطاب الغرب حول الديمقراطية وحقوق الإنسان انتقائي ومصلحي. لقد رأينا كيف قامت الولايات المتحدة بتعطيل أعمال المحكمة الجنائية الدولية، ملزمةً بالنظر في الانتهاكات، ووصل الأمر إلى وضع أسماء القضاة الذين طالبوا بمحاسبة قادة إسرائيل في قوائم سوداء. في المقابل، كان مبرر تدخل الولايات المتحدة في العراق وليبيا وسوريا واليمن وأفغانستان دائمًا "حماية المدنيين والدفاع عن الديمقراطية". في فلسطين، يظهر بوضوح التعطيل الأخلاقي للعالم الغربي، مما يعني ببساطة أن العالم الغربي لا يُسقط قيمه المعلنة على كل النزاعات، بل ينتقي وفق مصالحه الجيوسياسية. إذن، تعبر حرب غزة في مضمونها عن انهيار مصداقية النظام الأخلاقي للعالم الغربي الذي يرى في نفسه نهاية التاريخ، إذ يقف اليوم متفرجًا — أو داعمًا — لإسرائيل في جرائمها التي ترتقي إلى الإبادة الجماعية. هذا الموقف يعمق الفجوة بين "شمال عالمي" يملك القوة العسكرية والإعلامية، وقبل كل ذلك القوة الأيديولوجية وما تحمله من قيم أخلاقية وعدالة كونية، و"جنوب عالمي" يرى نفسه ضحية الازدواجية. وهنا يتجلى النظام الغربي كما هو، مما يكشف ما كان مدفونًا من حقائق حول طبيعة هذا النظام. وهنا أتوقف أمام مشهد تعطيل النظام الأخلاقي الغربي في حرب غزة، متأملاً في تفاصيل عميقة تتعلق بكل المشاهدات. فتبرز عدد من المفارقات المهمة التي أفرزتها حرب غزة وتحتاج إلى رفع الستار عنها. سأكتفي في هذا السياق بالتنويه لأهم المفارقات: المفارقة الأولى: العدالة الكونية كأداة وليست مبدأ قدّم الغرب العدالة وحقوق الإنسان كـ"مبادئ كونية"، لكن حرب غزة أظهرت أن هذه المبادئ تتحول إلى أداة انتقائية تخدم مصالحه. فالعدالة الكونية هي سلاح سياسي يُستخدم في حالة ويُعطّل في أخرى. المفارقة الثانية: اللغة كسلاح في حرب غزة أصبحت اللغة سلاحًا حيث يُحظر وصف "إسرائيل" بالعنصرية على وسائل التواصل الاجتماعي ، كما يُمنع استخدام كلمات مثل "المقاومة" أو حتى "فلسطين" في بعض السياقات. في المقابل، يتم ضخ مفاهيم جاهزة مثل "حق إسرائيل في الدفاع عن النفس". هذا يعني أن حرب غزة لم تعد فقط على الأرض، بل أيضًا على مستوى المفاهيم نفسها: من يُعرّف الشرعية؟ من يُعرّف الإرهاب؟ من يُقرر ما هو عنصري وما هو مشروع؟ المفارقة الثالثة: قانون قيصر وغياب قانون غزة أصدرت الولايات المتحدة قانون "قيصر" لمعاقبة النظام السوري السابق بسبب "معاملة غير إنسانية للمسجونين"، لكن عند قصف غزة ووقوع المجازر هناك، تختفي نفس المعايير. وهنا يظهر بوضوح أن المعيار الأخلاقي ليس إنسانيًا عالميًا بل سياسيًا مصلحيًا. المفارقة الرابعة: الحرية والرقابة في الفضاءات العامة الغربية شهدنا حملات اعتقالات ممنهجة في الجامعات الغربية التي خرجت بمظاهرات ضخمة تطالب بتطبيق العدالة الكونية والقيم الأخلاقية في سياق حرب غزة. يتعلق الأمر هنا بإعطاء بُعد إنساني وأخلاقي حقيقي لكل ما يؤثر على القضية الفلسطينية، لكن تلك الاعتقالات طالت الطلبة وأعضاء الهيئات التدريسية. فقد تعطلت القيم والحرية، وهذه المرة ليس في قضايا خارجية، بل في قضايا داخلية. تمت مواجهة تلك المظاهرات بعقلية قمعية أقرب إلى "الاستبداد" الذي لطالما انتقده الغرب في دول الجنوب. وقد برزت بشكل واضح الهيمنة الفكرية والعلمية ضد استخدام العدالة الكونية والقيم الأخلاقية لصالح القضية الفلسطينية. جرى اعتقال المئات من الطلبة والأساتذة، مما يعكس حجم وقوة الحراك في الفضاء العام. فالدول التي تفتقر إلى قواعد أخلاقية لن تستطيع تغيير الإنسان والمجتمع، حيث يلعب الحافز الأخلاقي دورًا حاسمًا في ذلك. وهذا ما دعا المفكرين مثل هابرماس إلى طرح مفهوم أن العدالة تُبنى على الحوار العقلاني الحر بين أفراد متساوين. لكن مواجهة هذه المظاهرات في الفضاء العام كانت تفتقر إلى أي حوار عقلاني أو مشاركة متساوية في النقاش كما دعا إليها هابرماس. بل كانت هناك مواجهات قمعية جعلت فئات المجتمع، خاصة الطلبة، تعيش في تناقض بين القيم الأخلاقية التي تربوا عليها في الفضاء العام، حيث يتناقش المواطنون بدون قهر، وبين ممارسات القمع التي شهدتها الفضاءات العامة، حيث كان يتم الدفاع عن حقوق الإنسان والعدالة الكونية للشعب الفلسطيني. وهذا الأمر، حسب وجهة نظري، سيؤدي لا محالة إلى تأثير سلبي على مسألة الولاء لنظمهم الديمقراطية. والمزيد من الإيضاح والتبسيط يعني أن الاعتراف بحدوث شيء في تلك الفضاءات أصبح ضرورة حقيقية، كما أن الاعتراف بوجود مطالب يجب أن تتحقق هو أيضًا ضرورة. إن تجاهل ضرورات الحق والحقيقة هو أقصر طريق للمشاكل، بل قد يكون وصفة مضمونة لأزمات مؤكدة، وهو ما لا تزال تعاني منه الفضاءات العامة في الدول الغربية. المفارقة الخامسة : بعد البنية الدينية الخطاب الغربي المهيمن يقدم نفسه على أنه "علماني– ليبرالي" قائم على قيم الحرية والعدالة الكونية، لكنه خلال هذه الحرب ظهر بأنه مسنود بخطاب لاهوتي غيبي (حتمية قيام دولة اليهود). وفقًا لوجهة نظرهم، كل شيء مخطط له في السماء ومكتوب في الأقدار التي لا تتبدل ولا تتغير. هذا التناقض يكشف أن الأساس الأخلاقي والسياسي للغرب ليس محايدًا أو عقلانيًا تمامًا، بل مسكون باعتبارات دينية قديمة أعيد تسييسها. وهنا تظهر مفارقة أخرى مهمة، وهي أنه في حين يُتهم الفلسطينيون والعرب من قبل الغرب بأنهم "مؤدلجون دينياً"، فإن الدعم الغربي لـ"إسرائيل" يستند بدوره إلى بنية دينية عميقة. هذه المعلومة مقتضبة ولكنها أقرب للواقع المسكوت عنه. وهنا يقفز إلى الذهن السؤال الجوهري وهو : هل الحرية الغربية مطلقة فعلًا كما يدعي العالم الغربي؟ أم أنها مشروطة بما لا يهدد البنية السياسية والمصالح الاستراتيجية والهيمنة الغربية؟ المفارقة السادسة: قياس حقوق الإنسان بحسب الموقع السياسي والجغرافي تجلّى هذا الأمر بوضوح في حرب أوكرانيا، حيث تحرك الغرب بعنف وسرعة تحت شعار "إنقاذ المدنيين"، في حين وُجِد تبرير لقتل المدنيين في حرب غزة بحجة "الدفاع عن النفس". وهذا يعني أن حياة البشر وفقًا للنظام الأخلاقي الغربي ليست متساوية القيمة، بل تُقاس بحسب موقعها السياسي والجغرافي. المفارقة السابعة: كشف المسكوت عنه أخرجت حرب غزة المسكوت عنه إلى السطح، وهو ما كان الغرب يتجنب الاعتراف به، وهو أن النظام الغربي قائم على القوة والهيمنة وليس العدالة. كما أن القيم الأخلاقية يتم توظيفها عند الحاجة. في الحقيقة، إن هذه المفارقات لا تعني فقط تعطيل "النظام الأخلاقي الغربي"، بل تفتح الباب أمام سؤال أعمق: هل يمكن أن تقوم عدالة كونية بديلة تنبع من معاناة الشعوب نفسها، لا من مراكز القوة والهيمنة العالمية؟ عمومًا، حسب وجهة نظري، فإن المفارقة الأهم ليست في تعطيل النظام الأخلاقي الغربي فقط، بل في صمود ومقاومة الشعب الفلسطيني نفسه. فلقد مر سنتان على الصمود والمقاومة الفلسطينية في مواجهة الهيمنة الغربية. والسؤال المطروح هنا هو: كيف يمكن قراءة هذا الصمود والمقاومة؟ فدولة مثل فرنسا انهارت في عدة أيام خلال الحرب العالمية الثانية أمام الغزو الألماني، رغم امتلاكها جيشًا نظاميًا واقتصادًا قويًا وحلفاء. والدول العربية في حرب 1967 انهزمت في ستة أيام فقط، رغم أن الجيوش العربية كانت أكبر عددًا وأقوى تسليحًا من مجموعات المقاومة الفلسطينية اليوم. بالمقابل، نجد المقاومة والصمود في غزة منذ 7 أكتوبر 2023، وبرغم الحصار الخانق، وصغر المساحة وضعف الإمكانات، تواجه جيشًا يوصف بأنه من أقوى جيوش المنطقة. ومع ذلك، لم تنهَر لا مجتمعيًا ولا عسكريًا بعد حوالي سنتين من أعتى القصف والحصار والمجازر الوحشية. هذا يعني أن الصمود والمقاومة الفلسطينية في غزة، من منظور سوسيولوجي/ تاريخي، يمكن قراءتها باعتبارها "ظاهرة اجتماعية-ثقافية" غير عادية، تختلف عن كثير من حالات الانهيار السريع التي شهدناها في دول وحروب أخرى. فما مصدر هذا الصمود والمقاومة؟ حسب وجهة نظري، يعود ذلك إلى عدة عوامل مهمة: 1. العقيدة الدينية والثقافية لا يمكن الحديث عن صمود المقاومة الفلسطينية بعيدًا عن العقيدة الدينية، وهذا ما تجلى في بيانات وخطب المقاومة الفلسطينية خلال حرب غزة، حيث تشكل هذه العقيدة رافعة روحية قوية وإطارًا نفسيًا جماعيًا. فمنذ عام 1948، أصبحت الثقافة الفلسطينية مشبعة بقيم الصمود والمقاومة والتضحية والشهادة، مما يجعل الموت في سبيل الأرض يحمل معاني وقيمًا وحياة أخرى، وليس مجرد خسارة. في هذا السياق، يرى مالك بن نبي أن "فيتنام لم تستطع أن تجابه الإمبريالية بالعلم الذي لا يزال في مراحله الأولى، وإنما بإدراك يجسده زارع الأرز كما يجسده صاحب أعلى رتبة أو المفكر الأشد إطلاعًا" (بن نبي، 2005، 55)
2. الذاكرة الجمعية يحمل الفلسطينيون ذاكرة النكبة (1948) والنكسة (1967)، وهذه الذاكرة التاريخية تحولت إلى "رأسمال رمزي" يعزز اليقظة والوعي بالمظلومية وضرورة الصمود ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي. حيث لا تمر مرحلة من مراحل الصراع إلا ونجد وقائع وحروب وانتفاضات، فجيل وراء جيل يتوارث "الرواية" و"الأمل بالعودة"، مما يعطي للصمود والمقاومة بعدًا طويل المدى ومعاني أعمق من مجرد الموت. 3. البنية الاجتماعية لا تزال العائلات الفلسطينية الممتدة تتسم بالتضامن والتماسك الاجتماعي. وهذا الأمر ليس مجرد خاطرة، بل يظهر من خلال المعاشرة لبعض العائلات الفلسطينية الموجودة خارج فلسطين. يزداد هذا التماسك والترابط بالداخل الفلسطيني، مما يمنع الانهيار الفردي والنفسي الذي أصاب شعوبًا أخرى في مواجهات أقل حدّة. 4. الشرعية الأخلاقية للمقاومة لا يزال الفلسطيني يرى نفسه صاحب حق مقدس، وليس مقاتلاً أو متمردًا وحسب. هذا الشعور بالشرعية يجعل الصمود والمقاومة والموت من أجل أرضه يحمل معنى أكبر من المكاسب المادية الآنية. وحسب اعتقادي، فإن هذه الشرعية تشكل علامة فارقة في مسيرة الصمود والمقاومة الفلسطينية المستدامة. إذن، هذا يعني أن الصمود والمقاومة الفلسطينية في غزة لم يكن مجرد مصادفة عابرة، بل كان نتيجة مترتبة على ازدياد قوة تلك العوامل وتأثيرها. وقد بيّن أن الإيمان والعقيدة والذاكرة الجمعية يمكن أن تصنع قوة مجتمعية تتحدى أعظم الجيوش. الخاتمة : هكذا يتضح لنا من التحليل السابق أن حرب غزة لم تكشف فقط حدود القوة العسكرية والسياسية، بل فضحت أن ما ينهار اليوم هو الأساس الأخلاقي للغرب. فمقولة هنتنغتون عن انهيار العالم لا تتحقق بانتهاء الحضارات الأخرى، بل بانكشاف العدالة الكونية كخطاب أدائي، بتعطيل القيم التي طالما ادعى الغرب حمايتها. إن ما كان يُقدَّم كقيم كونية (الحرية، العدالة، حقوق الإنسان) لم يكن سوى وقودًا لمحرك الهيمنة الغربية. لكن مع حرب غزة، بدأ هذا المحرك يعمل عكس اتجاهه: • بدل حماية الحقوق: أصبح هناك قمع للحريات في المجتمعات الغربية، حتى داخل الجامعات. • بدل الدفاع عن المستضعفين: أصبح هناك تبرير لقتل وحصار وتجويع شعب بأكمله. • بدل تعزيز العدالة: أصبح هناك حماية لقوة الاحتلال. وهنا تصبح العدالة الكونية مجرد خطاب استهلاكي، يفقد فاعليته مع انكشاف تناقضاته أمام الرأي العام. هذا يعني أن المحرك القيمي للنظام الغربي (الحرية، الديمقراطية، العدالة) كان هو ما يضفي الشرعية على علاقات القوة والهيمنة. لكن حرب غزة أجبرت هذا النظام على الاصطدام بذاته: انكشاف التناقض بين الخطاب والممارسة. بالتالي، أصبح هناك تآكل للشرعية الأخلاقية للنظام الغربي، وهو ما يفتح الباب لحالة "ارتباك تشريعي وأخلاقي" داخله، تشبه حالة المحرك الذي يعمل عكس الاتجاه، مما يعني الانهيار التدريجي. وحتى نقرب المعنى أكثر، يمكن أن نشير إلى أن الغرب لم يعد يواجه خطرًا خارجيًا فقط، بل خطرًا داخليًا يتمثل في فقدان الثقة بمجاله القيمي. فإذا استمر المحرك في العمل بدون اتساق مع مبادئه المعلنة، فإن انهياره سيكون مسألة وقت، مثل أي منظومة ميكانيكية تتناقض مكوناتها مع حركة محركها. المراجع : بن نبي، مالك ( 2005). مشكلات الحضارة من أجل التغيير ، دار الفكر المعاصر، دمشق ، ط4
#حسين_سالم_مرجين (هاشتاغ)
Hussein_Salem__Mrgin#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بين الجبال والمواقف: رحلة حياة جدتي البطولية
-
الدكتورة ناديا حياصات……كما عرفتها
-
جيل زد في المغرب: من إسقاط الأنظمة إلى تحسين حوكمة الأداء ال
...
-
الكتابة العلمية : ممارسة فكرية حيوية تنبض بالحياة
-
ثمن العلم... إلى أين؟
-
الأخلاقيات في البحث العلمي والحياة الاجتماعية : ممارسة فعلية
...
-
مقاربة الشجرة في بناء المشروع النهضوي للتعليم في ليبيا
-
عامين من طوفان الأقصى : تحولات من الدائرة العربية المغلقة إل
...
-
دعوة لتأسيس تصنيف عربي للباحثين المؤثرين
-
القضية الفلسطينبة بعد الخطاب الإسرائيلي في الأمم المتحدة : ق
...
-
استدعاء أنماط التحية في المجتمع الليبي : تجسيد الهوية الوطني
...
-
مدينة ودان كنموذج للتماسك الاجتماعي في ظل الأزمات في ليبيا
-
عملية طوفان الأقصى : ليست مجرد خاطرة أو تسمية عابرة
-
الحياة اليومية في المجتمع الليبي 1987- 1989 : قراءة نقدية لم
...
-
مستقبل الأجيال في خطر: الفجوات التعليمية كنموذج
-
جودة وضمانها في التعليم : إعادة بناء الثقافة كخطوة أساسية قب
...
-
ما الذي ينقص ليبيا لتطوير تجربة تعليمية وطنية مشابهة للتجربة
...
-
إعادة تشكيل العقل العربي بين المحاولات الفردية والهيمنة المع
...
-
المشروع الوطني المفقود بين نظام القذافي والمجلس الوطني الانت
...
-
القذافي والقضية الفلسطينية: شهادة عاطف أبوبكر
المزيد.....
-
حادثة غير متوقعة.. نسر أصلع يعلق فجأة في شاحنة على طريق سريع
...
-
فيديو يظهر لحظة إطلاق نار خارج مبنى البرلمان الصربي
-
إردام أوزان يكتب: طاقة بلا ولاء.. الاستثمار والسلطة وسياسات
...
-
شكران مرتجى تختار الغياب: لماذا يطالب سوريون بسحب جنسيتها؟
-
غزة تدفن جثامين فلسطينيين أُعيدت من إسرائيل في ظل اتهامات با
...
-
محكمة العدل الدولية: إسرائيل ملزمة بتلبية الاحتياجات الأساسي
...
-
ما دور مصر وقطر في مستقبل غزة.. وشروط السعودية والإمارات؟
-
تحت إشراف بوتين.. مناورات نووية استراتيجية في روسيا
-
سرقة اللوفر.. مديرة المتحف تكشف -ثغرة صغيرة- استغلها اللصوص
...
-
فيديو لمحتجين يحرقون سيارة شرطة خارج مركز لجوء في دبلن
المزيد.....
-
بصدد دولة إسرائيل الكبرى
/ سعيد مضيه
-
إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2
/ سعيد مضيه
-
إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل
/ سعيد مضيه
-
البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية
/ سعيد مضيه
-
فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع
/ سعيد مضيه
-
جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2].
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2].
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة
/ سعيد مضيه
-
اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة
/ سعيد مضيه
-
رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني
/ سعيد مضيه
المزيد.....
|