أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - منذر علي - رسالة مفتوحة إلى الأخ عبد الملك الحوثي: نداء للتبصر والمسؤولية!














المزيد.....

رسالة مفتوحة إلى الأخ عبد الملك الحوثي: نداء للتبصر والمسؤولية!


منذر علي

الحوار المتمدن-العدد: 8491 - 2025 / 10 / 10 - 00:10
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


إن كلماتي هذه ليست دعوة للخصومة ولا محاولة للتأليب، بل هي نداء أخوي ينبع من عمق الانتماء لوطنٍ باتت أركانه مهددة بالانهيار، وشعبه يتأرجح على حافَة الفَنَاء. أنا يساري النهج، لا تربطني بكم أية صلة أيديولوجية أو سياسية، ولا أنحاز لطائفة ضد أخرى، أو جهة ضد جهة. أحب شعبي وطني من حوف إلى الجوف، كما فعل قادتنا الكبار، أمثال عبد الله باذيب وعبد الفتاح وعبد القادر سعيد، وسالم ربيع، وعلي عنتر وعلي صالح عباد، وجار الله عُمر، وغيرهم. أنا يمني، مثلي مثل غيري من الملايين الذين يتوقون إلى وطنٍ موحد، يحمي كرامة شعبه، ويمنحهم حريتهم وحقهم في الحياة الكريمة.

إن ما يقلقني ليس مصير زعيم سياسي أو جماعة معينة، بل مصير اليمن وشعبه. إن أخطر ما يواجهنا اليوم هو النزعات السياسية العمياء التي تحكم مسارات القُوَى المحلية المتصارعة، التي تتلخص في الاستقواء بالخارج لتصفية حسابات داخلية. كل فريق يتوهم أنه سيحقق الانتصار عبر هذه السياسة الكارثية، متجاهلًا أن الخاسر الأكبر هو الوطن، والمستفيد الوحيد هو العدو الخارجي الذي يتربص بنا جميعًا.

اليمن في قلب المؤامرة: قراءة في المخاطر

إن اليمن اليوم ليس فقط ضحية انقسامات داخلية، بل هو مركز لمؤامرة كبرى تهدف إلى تمزيقه وتفتيته إلى كيانات صغيرة متناحرة. هذه المؤامرة لا تستهدف جهة بعينها، بل تستهدف اليمن بشماله وجنوبه، بشرقه وغربه.
إن إدراك حجم هذه المؤامرة يتطلب شجاعة استثنائية، وفعلًا تاريخيًا قادرًا على تغيير مسار الأحداث. ما نحن فيه الآن ليس مجرد أزمة سياسية عابرة، بل هو نفق مظلم يقودنا نحو الزوال إذا لم نبادر إلى التحرك العاجل.

خطوات عاجلة لإنقاذ اليمن:

الخطوة الأولى: وقف النزاعات الداخلية

أول ما يجب فعله هو وقف الهجمات على المناطق الجنوبية والشرقية، مثل الضالع ويافع وشبوة والصبيحة، ومأرب وتعز والمخا والبيضاء. إن استمرار هذه الهجمات لا يخدم سوى أعداء اليمن الذين يسعون إلى تعميق الانقسامات الداخلية. هذه المناطق ليست مجرد جغرافيا، بل هي جزء من نسيج الوطن الذي يجب أن نحافظ على تماسكه.

الخطوة الثانية: الاعتذار والمصالحة الوطنية:

إن انقلاب 21 سبتمبر 2014 كان لحظة فاصلة في تاريخ اليمن، وما ترتب عليه من تداعيات لا يمكن إنكارها. الاعتذار للشعب اليمني عن هذا الانقلاب ليس ضعفًا، بل هو شجاعة أخلاقية تظهر إدراكًا للمسؤولية الوطنية.
المصالحة تبدأ بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين، وإعادة أموال المواطنين المحتجزة بغير حق، ودفع رواتب الموظفين بأثر رَجعي، وتأمين صرفها بانتظام. كما يجب إطلاق الحريات العامة، السياسية والاجتماعية والفكرية، وضمان كرامة الشعب اليمني، الذي يستحق أن يعيش بحرية وعدالة.

الخطوة الثالثة: الحِوار مع القُوَى السياسية:

لا يمكن إنقاذ اليمن دون حِوار شامل مع القُوَى السياسية الأخرى. يجب أن يكون هناك حِوار جاد مع حزب الإصلاح، والحزب الاشتراكي، والمؤتمر الشعبي العام، والأحزاب القومية والإسلامية، والمجلس الانتقالي الجنوبي.
هذا الحِوار يجب أن يكون صادقًا، بعيدًا عن المراوغة أو الحسابات الضيقة. إذا لم تبادروا إلى هذه الخطوة، فإن القُوَى الخارجية، وعلى رأسها الموساد الإسرائيلي والمخابرات الأمريكية والبريطانية، بالتنسيق مع السُّعُودية والإمارات، ستسعى لاحتواء المعارضة وتوظيفها لخدمة أجنداتها.

اليمن بين الاحتلال والتحرر

الخطوة الرابعة: بناء جيش وطني قوي:

إن الجيش هو عماد الدولة، ولا يمكن لليمن أن يحمي سيادته دون جيش وطني موحد وقوي، متحرر من النزعات الطائفية والمناطقية. يجب إعادة بناء الجيش على أسس وطنية تحقق تماسكه، ليصبح درعًا يحمي البلاد من الأخطار الداخلية والخارجية.

الخطوة الخامسة: إنهاء الاحتلال الأجنبي:

إن وجود القوات الإماراتية والسعودية في مناطق مثل المكلا والمهرة وشبوة وسقطرى وعدن هو انتهاك صارخ للسيادة اليمنية. يجب توجيه إنذار سياسي صارم لهذه القوات بالخروج من اليمن خلال فترة لا تتجاوز أربعة عشر يومًا.
إلى جانب ذلك، يجب إرغام هذه الدول على تحمل مسؤولياتها تجاه إعادة إعمار اليمن، تعويضًا عن الدمار الذي تسببوا فيه.

الخطوة السادسة: المقاومة في حال الرفض:

إذا رفضت السُّعُودية والإمارات الانسحاب، فإن الخيار الوحيد المتبقي هو المقاومة الشاملة. يجب أن تتكاتف القُوَى الوطنية لاستهداف قوات الاحتلال والمرتزقة المحليين والأجانب في كل مكان، داخل اليمن وخارجه إذا لزم الأمر.

رؤية جديدة للعلاقات الخارجية:

اليمن بحاجة إلى إعادة بناء علاقاته الخارجية على أسس الندية والمصالح المتبادلة. يجب التصالح مع المحيط العربي والإسلامي، والانفتاح على العالم، باستثناء الكيان الصهيوني الذي يمثل خطرًا وجوديًا على اليمن والأمة العربية.

خاتمة: مسؤوليتكم التاريخية:

يا عبد الملك الحوثي، إن اليمن اليوم يقف على مفترق طرق. إما أن تتخذوا خطوات جريئة لإنقاذ الوطن، أو أن تكونوا شاهدين على انهياره.
التاريخ لن يرحم من يتخاذل عن أداء مسؤوليته، ولكن إذا تحليتم بالشجاعة اللازمة، فسيذكركم اليمنيون بصفة قادة أنقذوا وطنهم من الضياع.

اليمن ليس مجرد أرض أو جغرافيا، بل هو كيان تاريخي وثقافي وإنساني. والخلاص يبدأ بخطوة واحدة: التبصر بالمخاطر، واتخاذ القرار الصحيح قبل فوات الأوان.



#منذر_علي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مفتوحة إلى مجلس القيادة الرئاسي اليمني: نداء للتبصر وا ...
- الاعتراف البريطاني بفلسطين: خطوة صائبة لكنها غير كافية!
- قمة الدوحة بين الجدية العربية والعبثية العبرية!
- الصهاينة في عدن: مشهد عبثي في مهد الثورة التحررية!
- العدوان الصهيوني على الدوحة وصنعاء وازدواجية الموقف العربي!
- التافهون الخونة لهم صرختاهم البغيضة أيضًا!
- اليمن في مرمى المشروع الصهيوني!
- هل يجوز نزع سلاح المقاومة اللبنانية؟
- رِهان الحكام العرب على سراب الصهيونية!
- رحيل صنع الله إبراهيم… صوت الذاكرة والاحتجاج!
- الوطنية بين وهم الانتماء وأدلجة الولاء: أيهمَا الأصل وأيهمَا ...
- إسرائيل تفترس سوريا وتعيد هندسة العالم العربي!
- ألا يستحق زعماؤنا جائزة نوبل... للسلام؟
- إيران: إرادة لا تُقهر بين النصر الرمزي وتحديات الهيمنة!
- العدوان الإمبريالي على إيران بين اليسار الحقيقي واليسار الزا ...
- الضمير المستأجر: منابر عربية تُمجّد القاتل وتدين الضحية!
- المفارقة المحزنة: حين يُطلب منك باسم العروبة أن تؤيد إسرائيل ...
- كيف يفكر الأوغاد صباح الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
- هل نحن على أعتاب ضربة ضد إيران؟
- نداء عاجل لوقف الحرب على الشعب اليمني


المزيد.....




- الولايات المتحدة: القضاء يأمر بتعليق نشر الحرس الوطني في شيك ...
- توقيع اتفاق المرحلة الأولى من خطة ترامب بشأن غزة في مصر بمشا ...
- لماذا وافق نتنياهو على وقف الحرب مرغما؟
- انفجاران عنيفان يهزان العاصمة الأفغانية كابل
- لماذا شارك مستشارا ترامب في جلسة حكومة نتنياهو؟
- عامان على الإبادة.. إسرائيل تصدّق على اتفاق غزة وهدوء حذر في ...
- طلائع قوات أميركية تصل إلى إسرائيل لمراقبة جهود خطة ترامب في ...
- بوتين يدعو إلى تعزيز التعاون الإقليمي في قمة دوشنبه التاريخي ...
- 733 يوما من الجحيم… غزة تخرج من رماد حرب الإبادة
- الحكومة الإسرائيلية تصدّق رسميا على اتفاق غزة


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - منذر علي - رسالة مفتوحة إلى الأخ عبد الملك الحوثي: نداء للتبصر والمسؤولية!