أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - منذر علي - كيف يفكر الأوغاد صباح الهجوم الإسرائيلي على إيران؟














المزيد.....

كيف يفكر الأوغاد صباح الهجوم الإسرائيلي على إيران؟


منذر علي

الحوار المتمدن-العدد: 8373 - 2025 / 6 / 14 - 10:58
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


في فجر هذا اليوم، نفّذ الكيان الصهيوني هجومًا واسعًا ومدروسًا ضد أهداف حيوية داخل إيران؛ استهدف مجموعة من القادة العسكريين، والعلماء النوويين، وتشكيلة من المنشآت ذات الطبيعة السيادية.
النتائج الأولية تشير إلى خسائر بشرية ومادية جسيمة، لكن الأهم من ذلك أن الهجوم كُتب له أن يُنفذ لا لأنه ضرورة عسكرية، بل لأنه تعبير عن منطق الهيمنة المتعالية، الذي ترى فيه تل أبيب نفسها فوق القانون، وفوق الأخلاق، وفوق التاريخ.
إيران توعّدت بالرد. هذه جملة نمطية، لكنها هذه المرة محمّلة بأكثر مما تحتمل العبارة.

الساعات المقبلة ليست مجرد لحظات ما بعد "الضربة"، بل احتمال لانفجار حسابات مضغوطة منذ عقود، وتوازنات هشة أبقتها المعادلات الدولية على قيد الاستعمال، لا على قيد الاستقرار.

الإسرائيليون، في لحظاتهم الأولى بعد العملية، بدوا مبتهجين. لكن الابتهاج في مثل هذه الحالات ليس إلا قناعًا هشًّا يغطي الخوف المبطّن من ردٍّ قد لا يكون متوقعًا، وقد يحرّك ما تم تجميده طويلًا في خرائط الردع.
أما النخب العربية المطبّعة، فقد استيقظت هذا الصباح على نَغْمَة النصر، ليس لأنهم يدركون أبعاد الضربة، بل لأنهم درّبوا أنفسهم — بفعل التكرار والتبعية — على الابتهاج بما يُرضي راعيهم الغربي، ولو كان ذلك الابتهاج مشوبًا بدم عربي أو سيادة مهدورة.
في اليمن، الصورة أكثر فجاجة، فمَا يُسمّى بـ “الشرعية" اليمنية، التي تدار من عواصم القرار الخليجي، سارت — كعادتها — ذيلًا في ركب الابتهاج المأجور، دون أن تُبدي أدنى تأمل في ما قد تعنيه هذه الضربة على مستوى السيادة اليمنية، أو التوازنات الإقليمية، أو حتى على مصير اليمنيين الذين يدّعون تمثيلهم.

إنهم، ببساطة، لا يفكرون. وإذا فكّروا، فإنهم لا يفكرون إلا على طريقة أسيادهم: كيف نكون مرضيّين في عيون واشنطن وتل أبيب؟
كيف نحافظ على مقاعدنا في الفنادق الخليجية؟ كيف نُبقي على امتيازاتنا بوصفنا أدوات في معادلة أكبر منا؟

أما الغالبية العظمى من النخب العربية الحاكمة والتابعة، فهي لا ترى في الهجوم إلا فرصة لإضعاف إيران، لا باعتبارها دولة، بل باعتبارها رمزًا لمقاومة المشروع الأمريكي–الإسرائيلي.
لا يهم العرب الأوغاد أن تُضرب إيران بصفتها دولة إقليمية مستقلة، بل يهمهم أن تُهزم لأنها تُذكّرهم بعجزهم، وتمرّدها يُعرّي تبعيتهم وتهافتهم وتفاهتهم.
إنهم يرون في هزيمة إيران انتصارًا للسُنّة — كما يفهمونها في مختبرات الطائفية السياسية — على الشيعة، وفي انتصار إسرائيل "شقيقة حضارية" يمكن أن تُقدّم لهم الأمن، مقابل الصمت على فلسطين، والتواطؤ مع الاحتلال، والقبول الكامل بنسخة جديدة من سايكس – بيكو، لا بخريطة جديدة فحسب، بل بعقل جديد: عقل مستعمر يتكلم لغة المستعمر.

هكذا يفكر الأوغاد العرب صبيحة هذا الهجوم:
يرون في كل قصف لإيران تعزيزًا لـ “الخير الإمبريالي"، وتوسيعًا لما يسمّونه "السلام الإبراهيمي"، وفتحًا لأسواق جديدة، ومواقع نفوذ أوسع تحت راية "الشراكة مع إسرائيل".
لا أحد منهم يتساءل عن معنى أن تُقصف دولة ذات سيادة دون قرار أممي، ولا أحد يجرؤ على الربط بين ما جرى فجر اليوم، وما جرى في بغداد، وليبيَا ودمشق، وبيروت، وغز. واليمن. أما الصهاينة، فهم يضحكون ساخرين. لا لأنهم يثقون بأنهم انتصروا عسكريًا، بل لأنهم يعرفون أن النخب العربية — التي يفترض أنها في المعسكر المقابل — قد أصبحت جزءًا من منظومة الهيمنة، طوعًا أو خوفًا أو طمعًا.

ضحكهم ليس فرحًا بالنصر، بل تهكّمًا على انعدام الكرامة في عالم عربي يصفّق للقاتل، ويشتم الضحية، ويتوسّل الرضا من واشنطن على حساب كل ما تبقّى من كرامة وطنية أو ذاكرة تاريخية.
إن السؤال الحقيقي ليس عن الرد الإيراني، بل عن رد الشعوب العربية:
هل ستظلّ رهينة نخبة متواطئة، تتكلم باسمها وتخطط لمستقبلها في غرف مغلقة؟
أم أن هذا الهجوم سيكون لحظة وعي، ولو متأخرة، بأن الصراع في جوهره ليس طائفيًا، ولا قوميًا، بل صراع بين التابع والمستقل، بين من يملك قراره، ومن ينتظر التعليمات؟



#منذر_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نحن على أعتاب ضربة ضد إيران؟
- نداء عاجل لوقف الحرب على الشعب اليمني
- عدوان صهيوني–إمبريالي شامل ووشيك على اليمن بين صمت السلطة وت ...
- يا عمال العالم، اتحدوا!
- الإمبريالية الأمريكية تناصر الإبادة الجماعية!
- الطغيان الأمريكي والعجز العربي: قراءة في موازين القوة!
- الاشتراكيون اليمنيون... مع مَنْ؟
- التحية بحجم السماء إلى المرأة في عيدها العالمي المجيد!!
- الصهيونية تزحف بخطى متسارعة على العالم العربي!
- الإمبريالية تؤجج الصراعات ثم تستثمرها: أوكرانيا واليمن نموذج ...
- ما معنى أن يكون المرء يساريًا ؟
- إسقاط الأسد وتنصيب الذئب!
- سوريا في قلب العاصفة: هل فقد العالم بوصلته؟
- هل يتعلم العرب مما يجري في اليمن و سوريا؟
- التحديات الداخلية والخارجية أمام الدولة السورية!
- العرب بين المساوم والمقاوم!
- لبنان انتصر على الألم، فهل سينتصر محور المقاومة؟
- الصهاينة اليهود والصهاينة العرب متوافقون!
- شهادة السنوار ليس نهاية المشوار!
- كيف يجب أنْ نفهم الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وإيران؟


المزيد.....




- تحديث مباشر.. الجيش الإسرائيلي يعلن رصد صواريخ قادمة من إيرا ...
- إدارة ترامب تستهدف مصر وسوريا و34 دولة بحظر السفر للولايات ا ...
- إعلام عبري يكشف الأهداف الأربعة لعملية -الأسد الصاعد- الإسرا ...
- بن سلمان يؤكد لبزشكيان وقوف السعودية بثبات إلى جانب إيران
- ليبيا.. -قافلة كسر الحصار على غزة- تتراجع من مشارف سرت وتتجه ...
- +++ قصف إيراني جديد وإسرائيل ترد باستهداف العمق الإيراني +++ ...
- ضربة صاروخية إيرانية كبيرة جديدة على إسرائيل (فيديوهات)
- -كان 11- العبرية: إيران هزمت بالفعل بفضل خطوة إسرائيلية لم ت ...
- مراسلة RT: سلاح الجو الإسرائيلي يشن هجوما على اليمن وصف بالد ...
- خبير عسكري يفجر مفاجأة بشأن الضربات الإسرائيلية ضد إيران


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - منذر علي - كيف يفكر الأوغاد صباح الهجوم الإسرائيلي على إيران؟