أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - منذر علي - هل نحن على أعتاب ضربة ضد إيران؟














المزيد.....

هل نحن على أعتاب ضربة ضد إيران؟


منذر علي

الحوار المتمدن-العدد: 8371 - 2025 / 6 / 12 - 03:46
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


المشهد في واشنطن وتل أبيب لم يعُد مشهد تهديدات تُطلق لاستهلاك الوقت أو لرفع سقف المفاوضات. هناك الآن نذرُ فعلٍ يُهيّأ له، لا مجرد ضغط يُدار. والقراءة الأولية لما جرى خلال الساعات الماضية، وأعني اعتزام الإدارة الأمريكية على إجلاء مواطنيها من العراق والبحرين والكويت وغيرها، تُشير إلى أنَّ الحملة المعلنة على إيران تجاوزت مرحلة الإشارات السياسية، وتقدّمت خطوة إلى الأمام في اتجاه العمل العسكري.

الحديث لم يعُد عن «احتواء» المشروع النووي الإيراني، وإنما عن «إجهاضه» بضربة استباقية، تُعيد رسم معادلات القوة في الخليج، وتُرسل رسالة صارمة إلى كل من يفكر في تحدي النظام الدَّوْليّ القائم على الهيمنة الأمريكية و"الشرعية الإسرائيلية".
التوقيت بالغ الدِّقَّة، والسياق الإقليمي والدولي يشي بأنَّ الضربة — إذا وقعت — لن تكون مجرد مغامرة عسكرية، بل محاولة لإعادة ترتيب أوراق المنطقة بقوة النار، تحت عنوان: لا مكان لمراكز قُوَى خارج السيطرة الأمريكية والإمبريالية.

إيران، من جانبها، ليست غافلة، وقد أعدّت للأمر عدته، سياسيًا وعسكريًا. وهي، إن لم تُبادر إلى الحرب، فإنها لن تتردد في الرد، بكل ما تملك من أدوات، على المصالح الأمريكية في المنطقة، وربما تتّخذ الهجوم ذريعة للانسحاب من الاتفاقيات الدولية، والمضي قدمًا في إنتاج السلاح النووي، هذه المرة تحت لافتة: الضرورة الدفاعية.

السياسيون في الشرق والغرب، وخاصة في أوروبا واليابان والصين، يشعرون بقلق بالغ ويخشون من التداعيات المحتملة على الممرات الدولية، وأسعار الطاقة، والاقتصاد العالمي. أما في الخليج، فالمشهد لا يخلو من مفارقات. السرور الخفي، الذي تبديه بعض العواصم الخليجية، مثل الرياض وأبو ظبي والمنامة والكويت، تجاه التوجهات الأمريكية الإسرائيلية، لا يخفي قلقًا متزايدًا من تداعيات محتملة قد لا يمكن التحكم في مداها. فهذه الدول، وإن كانت لا تُمانع في تحجيم إيران، إلا أنها تدرك في أعماقها أنها ستكون أول من يدفع الثمن إذا انفلتت الأمور.

في اليمن، حيث تتشابك الخيوط أكثر، بدا أن وقع التطورات الأخيرة أحدث اضطرابًا في مراكز القرار. جماعة "أنصار الله" تُدرك أن أي ضربة أمريكية لإيران ستضعها في قلب العاصفة، بين التزامات العَلاقة بطهران، ومقتضيات البقاء السياسي في الداخل اليمني.
وفي المعسكر الآخر، فأن الشرعية اليمنية تعاني من الارتباك، ويعاني معها المجلس الانتقالي، وإذا صدرت إلى قيادات هذين الكيانين الشائنين أوامر من الرياض وأبو ظبي بالعودة إلى اليمن، للمشاركة في المعركة المحتملة أو استعدادًا لـ “ما بعد الضربة". فستكون أوضاعهم مثيرة للشفقة. فهم لا يريدون العودة بعد أنْ استطابوا الفراغ و الهجرة الجغرافية في الخليج، والاغتراب السياسي، political alienation، عن الوطن.، والتخلي عن هموم الشعب اليمني.
تُرى هل ينفذون الطلب ويتحزمون حقائبهم ويعودون لتثبيت النفوذ السعودي والإماراتي، في صنعاء وعدن، كلٌّ حسب موقعه؟

من الوضح، أن الاستجابة لن تكون على ذات القدر من الحسم، فكل طرف يزن الخطر، ويتردد في حسم موقفه، خَشْيَة أن يتحول إلى كبش فداء في معركة أكبر منه.
إلا أن ما يبدو الآن واضحًا هو أن السُّعُودية والإمارات وصلتا إلى قناعة مفادها أن الحرب، إذا اندلعت، ستكون لحظة مناسبة للتخلّص من العبء اليمني، دون التفريط، بطبيعة الحال، بمصالحهما الاستراتيجية في اليمن. أي أن "العودة" التي ربما تطلب من الشرعية والانتقالي ليست بالضرورة عودة لاستعادة الدولة، بل لترتيب النفوذ والتقسيم في ظل معادلة إقليمية جديدة ستولد من رحم الأزمة.
السؤال الآن ليس: هل ستُضرب إيران؟ بل: ماذا بعد الضربة؟

وهل المنطقة مستعدة لتحمل هزّة بهذا الحجم؟ وهل تملك القُوَى العربية، التي تراقب المشهد من مقاعد الانتظار، قرارها السياسي بما يكفي لأن تحدد موقفها، لا أن يُملى عليها كما جرت العادة منذ اتفاقية سايكس بيكو.
في لحظات كهذه، تتكثف السياسة إلى قرار، ويتحول التاريخ إلى سؤال مفتوح: هل نحن أمام إعادة رسم لخرائط النفوذ؟
أم أمام إعادة إنتاج للفوضى، بوسائل أكثر قسوة، تحت غطاء "الردع" الأمريكي الإمبريالي – والصهيوني الإسرائيلي؟



#منذر_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء عاجل لوقف الحرب على الشعب اليمني
- عدوان صهيوني–إمبريالي شامل ووشيك على اليمن بين صمت السلطة وت ...
- يا عمال العالم، اتحدوا!
- الإمبريالية الأمريكية تناصر الإبادة الجماعية!
- الطغيان الأمريكي والعجز العربي: قراءة في موازين القوة!
- الاشتراكيون اليمنيون... مع مَنْ؟
- التحية بحجم السماء إلى المرأة في عيدها العالمي المجيد!!
- الصهيونية تزحف بخطى متسارعة على العالم العربي!
- الإمبريالية تؤجج الصراعات ثم تستثمرها: أوكرانيا واليمن نموذج ...
- ما معنى أن يكون المرء يساريًا ؟
- إسقاط الأسد وتنصيب الذئب!
- سوريا في قلب العاصفة: هل فقد العالم بوصلته؟
- هل يتعلم العرب مما يجري في اليمن و سوريا؟
- التحديات الداخلية والخارجية أمام الدولة السورية!
- العرب بين المساوم والمقاوم!
- لبنان انتصر على الألم، فهل سينتصر محور المقاومة؟
- الصهاينة اليهود والصهاينة العرب متوافقون!
- شهادة السنوار ليس نهاية المشوار!
- كيف يجب أنْ نفهم الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وإيران؟
- هؤلاء بلا شرف يا ولدي!


المزيد.....




- بمقولة خليفة أموي بعد الضربة الإسرائيلية في إيران.. مبعوث تر ...
- وكالة: البيت الأبيض يوعز بإجراء تدقيق على العقود الحكومية مع ...
- هل ما يحدث بين إسرائيل وإيران -حرب- فعلاً؟ ومتى نطلق هذه الت ...
- +++تواصل الغارات المتبادلة بين إسرائيل وإيران وسط دعوات للته ...
- أمريكا: احتجاجات -لا ملوك- ضد استعراض ترامب العسكري
- هل للولادة القيصرية مخاطر على صحة الأم والطفل على المدى الطو ...
- الجيش الإسرائيلي: مقاتلات سلاح الجو أكملت هجوما على المنشأة ...
- دفعة جديدة من الصواريخ الإيرانية تضرب وسط إسرائيل وسقوط عدد ...
- الإسعاف الإسرائيلية: مقتل إسرائيلي في الرشقة الصاروخية الإير ...
- صحيفة: واشنطن تقوم بتفعيل صواريخ باتريوت خلال الهجوم الإيران ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - منذر علي - هل نحن على أعتاب ضربة ضد إيران؟