أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - منذر علي - عدوان صهيوني–إمبريالي شامل ووشيك على اليمن بين صمت السلطة وتواطؤ النظام العالمي














المزيد.....

عدوان صهيوني–إمبريالي شامل ووشيك على اليمن بين صمت السلطة وتواطؤ النظام العالمي


منذر علي

الحوار المتمدن-العدد: 8333 - 2025 / 5 / 5 - 00:24
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في لحظة سياسية مشحونة، يتكثّف فيها العنف الاستعماري الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني إلى درجات غير مسبوقة من الوحشية، أعلنت القيادة الصهيونية، بلا مواربة، تهديدها المباشر لليمن. التهديد لم يكن مجرد ردّ فعلٍ على الصواريخ التي انطلقت من صنعاء أو صعدة، بل إعلانًا صريحًا عن نية توسيع الجغرافيا المستباحة، وفتح جبهة جديدة في مشروع توسعي–استعماري لا يزال مدعومًا من القُوَى الكبرى، ومحميًا من النظام الدُّوَليّ المختل، الذي يُجرّم الضحية ويُبرّئ الجلاد.
إن استهداف اليمن، في هذا السياق، ليس استثناءً، بل امتدادٌ طبيعي للمنطق الإمبريالي الذي يحكم التحالف بين الصهيونية والهيمنة الغربية. فاليمن، منذ بداية العدوان العربي عليه عام 2015، كان ميدانًا لتجريب الأسلحة، وتفكيك الدولة، وترويض المجتمع، وتطويع النخب، وفرض التبعية عبر وكلاء محليين يتخفّون خلف شعارات "الشرعية" و"التحالف".

لكن الجديد اليوم، أن الصهيونية، وقد شعرت بالتهديد الرمزي من صاروخ يمني اخترق وهم التفوق، قررت أن تجعل من اليمن ساحة إضافية لمعاقبة كل من يجرؤ على معارضة مشروع الإبادة في غزة، وكل من يرفض أن يكون شريكًا في مهرجان الصمت العربي الرسمي.
والسؤال الجوهري هنا لا يتعلق فقط بالعدوان الصهيوني–الإمبريالي المرتقب، بل بكيفية تفاعل البنية السياسية اليمنية المتشظية معه: هل يتصرف المجلس الرئاسي، المنصّب وفق توازنات سُعُودية–إماراتية، بوصفه جهازًا وطنيًا مسؤولًا؟ أم أنه، كما جرت العادة، سيغرق في حسابات الولاء الجغرافي والمحاصصة المذهبية، ويقف صامتًا، إن لم يكن متواطئًا، أمام تهديد خارجي مباشر لسيادة البلاد؟

من المؤسف أن تاريخ المجلس الرئاسي، منذ تأسيسه، لم يُظهر أي ميل للاستقلال أو الجرأة السياسية. فهو، في بنيته وتركيبته، ليس أكثر من امتداد تقني للإرادتين السُّعُودية والإماراتية، اللتين تملكان القرار العسكري والاقتصادي والإعلامي داخل اليمن. وفي ظل هذا الاصطفاف، يصبح احتمال دعم الكيان الصهيوني، ولو بالصمت، احتمالًا واقعيًا، لا لأن المجلس الرئاسي يملك أجندة صهيونية، بل لأنه يفتقر إلى الأجندة الوطنية من الأساس.
إنّ ما يُواجه اليمن اليوم لا يتعلق بأنصار الله أو المجلس الرئاسي كقوى متنازعة فحسب، بل يتعلق بمصير بلد يُراد له أن يُستنزف إلى درجة العجز التام، بحيث لا يبقى فيه سوى وكلاء محليين يقدّمون خِدْمَات لوجستية للقوى الدولية والإقليمية، ويُعيدون إنتاج نظام التبعية بأشكال جديدة.
وفي هذا السياق، فإن استهداف اليمن من قبل الكيان الصهيوني، سواء عبر الضربات الجوية المباشرة، أو عبر تفويض الحلفاء الإقليميين، لا يمكن فصله عن البنية الأكبر التي تُعيد تشكيل الشرق الأوسط، وفق خرائط الهيمنة الجديدة، التي تُعيد تعريف العدو والصديق بما يتناسب مع مصالح واشنطن وتل أبيب، لا مع مصالح الشعوب.

وهنا، لا بد من طرح السؤال الأخلاقي–السياسي الأكثر إلحاحًا:

هل يُمكن للسلطة اليمنية، بكل أطرافها، أن تتجاوز انقساماتها الداخلية أمام لحظة تهديد وجودي؟ وهل يمكن أن يتقدم الحس الوطني على الحسابات التكتيكية، ولو لمرة واحدة؟

هل يمكن أن تدرك النخب اليمنية أن الصمت أمام العدوان الصهيوني ليس موقفًا محايدًا، بل شراكة بالصمت في مشروع استعمار جديد؟
إنّ المطلوب الآن ليس اصطفافًا أيديولوجيًا، بل اصطفافًا سياديًا، يضع مصلحة اليمن فوق التجاذبات، ويُعيد تعريف الوطنية بوصفها مقاومة لكل عدوان خارجي، أيًا كان مصدره، سواء جاء من الرياض أو من تل أبيب أو من أبو ظبي أو من واشنطن.
وما لم يُعلن النفير الوطني العام، وتُعاد صياغة الأولويات على قاعدة التحرر من التبعية، فإن اليمن سيواجه عدوانًا مزدوجًا: من الخارج، باسم "الأمن الإقليمي"، ومن الداخل، باسم "الشرعية" أو "الوصاية".
ولن يكون هذا العدوان إلا حلقة جديدة في مشروع استعماري متواصل، لا يهدف فقط إلى السيطرة على الأرض، بل إلى تدمير فكرة السيادة من أساسها.
إنّ الصراع اليوم لم يعد بين "تحالف" و"تمرد"، كما يروّج له الإعلام الممول، بل بين مشروع تحرير، ومشروع هيمنة. بين من يريد لليمن أن يكون فاعلًا في قضايا الأمة، وبين من يريد له أن يكون مجرد أداة في خدمة أجندات إقليمية ودولية لا ترى في اليمن سوى بوابة بحرية، أو سوقًا للنفوذ، أو منصة عسكرية متقدمة.
ولذلك، فإنّ الرد الحقيقي على التهديد الصهيوني–الإمبريالي، لا يكون بالدعوة إلى "ضبط النفس"، بل بإعادة تعريف منطق السلطة، ومنطق المقاومة، ومنطق الكرامة الوطنية.
وما لم يحدث هذا التحول، فإن الخطر القادم لن يكون فقط قصفًا صاروخيًا من طائرات معادية، بل سيكون قصفًا نهائيًا على ما تبقى من فكرة الوطن.



#منذر_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا عمال العالم، اتحدوا!
- الإمبريالية الأمريكية تناصر الإبادة الجماعية!
- الطغيان الأمريكي والعجز العربي: قراءة في موازين القوة!
- الاشتراكيون اليمنيون... مع مَنْ؟
- التحية بحجم السماء إلى المرأة في عيدها العالمي المجيد!!
- الصهيونية تزحف بخطى متسارعة على العالم العربي!
- الإمبريالية تؤجج الصراعات ثم تستثمرها: أوكرانيا واليمن نموذج ...
- ما معنى أن يكون المرء يساريًا ؟
- إسقاط الأسد وتنصيب الذئب!
- سوريا في قلب العاصفة: هل فقد العالم بوصلته؟
- هل يتعلم العرب مما يجري في اليمن و سوريا؟
- التحديات الداخلية والخارجية أمام الدولة السورية!
- العرب بين المساوم والمقاوم!
- لبنان انتصر على الألم، فهل سينتصر محور المقاومة؟
- الصهاينة اليهود والصهاينة العرب متوافقون!
- شهادة السنوار ليس نهاية المشوار!
- كيف يجب أنْ نفهم الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وإيران؟
- هؤلاء بلا شرف يا ولدي!
- الرجعيون العرب يتقنون المكر، و-الشرعية اليمنية- تستأثر بالجه ...
- الأحلام المتضاربة قبيل الحرب المرتقبة!


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون عزمهم فرض -حصار جوي- على إسرائيل
- الأردن.. إحباط محاولة تسلل وتهريب كميات كبيرة من المواد المخ ...
- ترامب يقول إنه لا يسعى للترشح لولاية رئاسية ثالثة
- بوتين يؤكد.. نملك كل ما يلزم لتحقيق هدفنا
- انفجار الوضع في السويداء مجددا.. اشتباكات وقصف بـ-الهاون- (ف ...
- رومانيا.. سيميون يتصدر الانتخابات الرئاسية بعد فرز 90% من ال ...
- لـ-أطفال غزة-.. وصية الراحل فرنسيس الأخيرة (صور)
- الأردن.. إحباط محاولة تسلل وتهريب كميات كبيرة من المواد المخ ...
- الحوثيون يخطرون منظمة الطيران الدولي والاتحاد الدولي للنقل ا ...
- مسيرة الفوج الخالد تجوب شوارع بيروت


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - منذر علي - عدوان صهيوني–إمبريالي شامل ووشيك على اليمن بين صمت السلطة وتواطؤ النظام العالمي