أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - منذر علي - الصهاينة في عدن: مشهد عبثي في مهد الثورة التحررية!














المزيد.....

الصهاينة في عدن: مشهد عبثي في مهد الثورة التحررية!


منذر علي

الحوار المتمدن-العدد: 8465 - 2025 / 9 / 14 - 23:49
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


تتواتر الأخبار من مصادر صحفية موثوقة، تكشف عن مشهد لا يخلو من الغرابة والصدمة: وفد صحفي إسرائيلي يزور العاصمة اليمنية المؤقتة، عدن، تحت غطاء ما يسمى بـ “منتدى الشرق الأوسط"، في ترتيبات مدروسة ومحكمة من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة، التي يبدو أنها تواصل لعب دور الوسيط المخلص في مشروع التطبيع الإقليمي مع الكيان الصهيوني، بل وتسعى لإقحام هذا الكيان المجرم في أتون الصراعات اليمنية... اليمنية.

***
تؤكد التقارير أنَّ الوفد الصهيوني عقد لقاءات مع قيادات سياسية وإعلامية وعسكرية تابعة للمجلس الانتقالي، حيث عبّرت هذه القيادات عن "وحدة المصير" مع إسرائيل والولايات المتحدة في مواجهة الحوثيين، في خطاب يعيد إنتاج نفس الروايات التي تسعى إلى تسويق التطبيع كضرورة حتمية. أما الوفد الإسرائيلي، فقد أبدى سعادته بزيارة عدن، وكرر دعمه لمساعي المجلس الانتقالي في تقرير المصير واستعادة الدولة، وكأنَّ القضية اليمنية باتت مجرد ورقة تُلعب على طاولات المصالح الإسرائيلية والإماراتية.

***
لكنَّ الأمر لم يتوقف عند التصريحات الدبلوماسية أو التحركات الإعلامية؛ فقد طلب المجلس الانتقالي من الوفد الصهيوني تجهيزات عسكرية تشمل "رشاشات خفيفة وثقيلة، دفاعات جوية، وطائرات مُسيّرة." وفي خطوة تحمل أبعادًا عسكرية وأمنية شديد الْخَطَر، انتقل الوفد الإسرائيلي إلى مناطق استراتيجية مثل الضالع وأبين، حيث قام بجولات "استكشافية" ذات طابع عسكري واضح: التقاط صور للمواقع العسكرية، رسم خرائط طبوغرافية لتضاريس المنطقة، وربما وضع الأُسس لتدخلات أعمق في المستقبل.

***
السؤال الذي يفرض نفسه بإلحاح: كيف يمكن أن يحدث هذا في عدن؟
كيف تتحول عدن، التي كانت يومًا رمزًا للثورة التحررية في الجزيرة والمنطقة العربية، إلى منصة تستقبل الصهاينة في الوقت الذي تتواصل فيه الجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين؟ كيف يمكن أنْ تستضيف عدن وفدًا يمثل كيانًا استيطانيًا استعماريًا، في وقت تُقصف فيه غزة، ويُحاصر سكانها، وتجوع شعب بِرُمَّته تحت وطأة الاحتلال؟ كيف يمكن أن يحدث هذا فيمَا البرلمانية البريطانية من أصول يمنية، ابتسام محمد، تُمنع من دخول الأراضي الفلسطينية لتوثيق الجرائم الإسرائيلية، في حين أن قيادات يمنية تستقبل وفود الكيان نفسه بترحاب وتطلب منهم العون العسكري لمواجهة جماعات يمنية أخرى؟

***
إن هذا المشهد يدعو إلى التأمل العميق في مسألة الضمير السياسي، أو بالأحرى غياب هذا الضمير. هل تعبر السلطات في عدن عن إرادة الشعب اليمني الذي طالما ارتبط وجدانه بالقضية الفلسطينية، أم أنها تعبر عن إرادة قوى لا ضمير لها، قوى لا ترى في الوطن سوى ساحة للمناورة والمصالح الفئوية؟ هل باتت عدن، التي احتضنت قيادات الثورة الفلسطينية والعربية، رهينة لمشروع إماراتي-إسرائيلي يهدف إلى إعادة صياغة المنطقة وفقاً لخطط الهيمنة الصهيونية والإمبريالية؟

***
عدن والتاريخ: من مهد الثورة إلى مستنقع التطبيع
إن عدن ليست مدينة عادية في التاريخ اليمني أو العربي؛ إنها كانت رمزاً للنضال ضد الاستعمار، منصة احتضنت الأحرار من كل مكان، ومركزاً لإلهام حركات التحرر في كافة أنحاء المنطقة. كيف يمكن لهذه المدينة أن تتحول إلى مسرح لتطبيع العلاقات مع كيان استيطاني، في تناقض صارخ مع تاريخها ومكانتها؟ كيف يمكن لمن كانوا بالأمس جزءاً من حركة تحرر وطني أن يصبحوا اليوم أدوات في يد مشروع استعماري جديد؟

***
الهُوِيَّة اليمنية في مفترق الطرق:
إن ما يحدث في عدن ليس مجرد واقعة سياسية أو حادثة عابرة؛ إنه يظهر أزمة أعمق تتعلق بالهوية الوطنية اليمنية. هل يمكن لليمن، الذي طالمَا كان جزءًا من النضال العربي والإسلامي ضد الاستعمار، أن يتخلى عن دوره التاريخي ويصبح شريكًا في مشاريع تمزيق المنطقة؟ هل يمكن لليمنيين أن يسمحوا بتحويل وطنهم إلى ساحة لصراعات إقليمية ودولية تخدم أجندات لا تمت بصلة إلى طموحاتهم أو معاناتهم؟

***
نداء إلى الضمير اليمني والعربي والإنساني:

إن هذه اللحظة تتطلب وقفة جادة من كل يمني حر، ومن كل عربي يدرك أن التطبيع مع الكيان الصهيوني ليس مجرد خيانة للقضية الفلسطينية، بل خيانة لجوهر النضال ضد كل أشكال الاستعمار والهيمنة. إن تاريخ عدن، وتاريخ اليمن بأسره، لن يُكتب من قبل أولئك الذين يساومون على مبادئهم مقابل مكاسب مؤقتة. بل سيُكتب بأيدي أولئك الذين يدافعون عن الكرامة والحرية والعدل، مهما كانت التحديات.

***
لقد آن الأوان لليمنيين، في الداخل والخارج، أن يرفعوا صوتهم ضد هذا العبث السياسي، وأن يؤكدوا أن عدن ليست للبيع، وأن اليمن ليس ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية أو الدولية. عدن يجب أن تظل رمزًا للثورة والتحرر، لا منصة للتطبيع والخيانة. ولن يكون لهذا الوطن مستقبل إذا لم يكن حاضره مبنيًا على قيم السيادة والكرامة والعدالة، بعيدًا عن أي وصاية أو هيمنة.



#منذر_علي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العدوان الصهيوني على الدوحة وصنعاء وازدواجية الموقف العربي!
- التافهون الخونة لهم صرختاهم البغيضة أيضًا!
- اليمن في مرمى المشروع الصهيوني!
- هل يجوز نزع سلاح المقاومة اللبنانية؟
- رِهان الحكام العرب على سراب الصهيونية!
- رحيل صنع الله إبراهيم… صوت الذاكرة والاحتجاج!
- الوطنية بين وهم الانتماء وأدلجة الولاء: أيهمَا الأصل وأيهمَا ...
- إسرائيل تفترس سوريا وتعيد هندسة العالم العربي!
- ألا يستحق زعماؤنا جائزة نوبل... للسلام؟
- إيران: إرادة لا تُقهر بين النصر الرمزي وتحديات الهيمنة!
- العدوان الإمبريالي على إيران بين اليسار الحقيقي واليسار الزا ...
- الضمير المستأجر: منابر عربية تُمجّد القاتل وتدين الضحية!
- المفارقة المحزنة: حين يُطلب منك باسم العروبة أن تؤيد إسرائيل ...
- كيف يفكر الأوغاد صباح الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
- هل نحن على أعتاب ضربة ضد إيران؟
- نداء عاجل لوقف الحرب على الشعب اليمني
- عدوان صهيوني–إمبريالي شامل ووشيك على اليمن بين صمت السلطة وت ...
- يا عمال العالم، اتحدوا!
- الإمبريالية الأمريكية تناصر الإبادة الجماعية!
- الطغيان الأمريكي والعجز العربي: قراءة في موازين القوة!


المزيد.....




- من باريس: التقدم والاشتراكية يوطد جسور التعاون مع القوى اليس ...
- ما الرسائل من تظاهرة حزب الشعب الجمهوري في أنقرة؟
- الفصائل الفلسطينية تحدد 6 تطلعات لوقف حرب الإبادة بقطاع غزة ...
- رئيس الوزراء الفرنسي الجديد يقدم تنازلات ويمد يده لليسار
- موقف السلطة من قتل النساء 
- صفحات من التاريخ انقلاب 8/ شباط /1963 الدموي المشؤوم، ذروة ...
- شبح الثورة الاجتماعية في اجندات البرجوازية
- آلاف المتظاهرين في برلين: أوقفوا الإبادة في غزة
- آلاف المتظاهرين في برلين يطالبون بوقف الإبادة الجماعية في غز ...
- آلاف المتظاهرين في برلين يطالبون بوقف الإبادة الجماعية في غز ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - منذر علي - الصهاينة في عدن: مشهد عبثي في مهد الثورة التحررية!