أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - منذر علي - العدوان الصهيوني على الدوحة وصنعاء وازدواجية الموقف العربي!














المزيد.....

العدوان الصهيوني على الدوحة وصنعاء وازدواجية الموقف العربي!


منذر علي

الحوار المتمدن-العدد: 8462 - 2025 / 9 / 11 - 22:50
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في الخامس والعشرين من آذار/مارس 2015، أطلقت دول الخليج ما عُرف بـ "عاصفة الحزم" ضد اليمن: حربٌ مدمرة حاصرت الشعب، وفتّتت نسيجه الاجتماعي، وزرعت بذور الشقاق بين مكوّناته. وبعد عقدٍ كامل، في التاسع من أيلول/سبتمبر 2025، لم يكن ردّها على العدوان الإسرائيلي سوى عاصفة كلامية جوفاء، أعقبت القصف الصهيوني على الدوحة.

لقد استُبيح اليمن عسكريًا واقتصاديًا وسياسيًا، في حين كانت العواصم الخليجية تمدّ الجسور لإسرائيل، وتطبّع معها، وتتناغم معها في حربها ضد سوريا والمقاومة اللبنانية وضد إيران، وتقدّم لها فروض الولاء والطاعة. وحين قصفت إسرائيل الدوحة في التاسع من أيلول، ثم صنعاء في العاشر منه، ظهر الموقف الخليجي في أبشع صور التناقض والسخرية.

ففي الحالة الأولى، أظهروا غضبًا مصطنعًا، وكأنّ إسرائيل خانت "عهد العيش والملح " الذي جمع القادة الخليجيين بقادة تل أبيب. لكن غضبهم لم ينبع من حرص على السيادة القطرية أو الدَّم العربي، بل من فشل إسرائيل في القضاء على قادة المقاومة الفلسطينية قضاءً مبرمًا، والتخلّص مما يسمّونه "صداع القضية الفلسطينية". أمّا حين قصفت إسرائيل صنعاء، فقد ارتسمت ابتسامة الرضا على الوجوه الخليجية؛ إذ بدا العدوان الصهيوني على صنعاء امتدادًا وفيًا لعاصفة الحزم الأولى، وضمانًا لاستمرار تدمير اليمن وإضعافه.

أما الأتباع اليمنيون للرياض وأبو ظبي، فقد تماهوا مع أسيادهم. أصدروا بيانات باهتة تُدين قصف الدوحة، انسجامًا مع خطابٍ مرتبك لابن سلمان وزيارةٍ مراوغة لابن زايد للدوحة، لكنّهم ابتلعوا ألسنتهم أمام قصف صنعاء. بل ذهب بعضهم أبعد من ذلك: ابتهجوا بالعدوان، وسرعان ما اتخذوا قرارات انقسامية في عدن، تتصل بترتيب المقالب وتوزيع المناصب وتحقيق المكاسب، لا تزيد البلاد إلا ضعفًا وتفتتًا، وتخدم مباشرة المشروع الصهيوني والمحور الرَجعي الخليجي.

على النقيض، كان اليمنيون الأحرار – في الداخل والخارج – أوضح رؤية وأصدق موقفًا. فهم لا يعتبرون صنعاء ملكيةً حصرية لجماعة الحوثي، بل جزءًا أصيلًا من الوطن مثل عدن وأبين، ولحج والضالع، وشبوة، وحضرموت والمهرة وتعز والحديدة وذمار والجوف. وقد أدركوا منذ البداية أنّ ثمة شبكة متينة من العلاقات بين الأنظمة الخليجية وإسرائيل وواشنطن، وأنّ العواصف، سواء جاءت من الخليج أو من تل أبيب أو من واشنطن، ستُلقى على رؤوسهم. ومع ذلك، ظلّوا ثابتين، متسلحين بكرامتهم وصلابتهم الروحية، يشاركون إخوتهم في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق وقطر أحزانهم، ويبدون الاستعداد للنهوض دفاعًا عن الأمة العربية جمعاء، حتى عن أولئك الذين يطعنونهم ويحاصرونهم.

ويبقى السؤال الذي لا مفرّ منه:
هل يحمل إخوتنا العرب، ولاسيما في الرياض وأبو ظبي والدوحة والكويت والمنامة، المشاعر نفسها تجاه اليمن؟
هل يستطيعون الضغط على حكوماتهم لرفع الحصار، وللمّ شمل اليمنيين، ومساعدتهم على تجاوز التشظي وتوحيد وطنهم، ودعمهم سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا كي ينهضوا بمسؤولياتهم الوطنية والقومية؟
أم أنّهم سيواصلون الانخراط في خيانة موصولة، بالتحالف مع المشروع الصهيوني والإمبريالي، على حساب حاضر الأمة ومستقبلها؟



#منذر_علي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التافهون الخونة لهم صرختاهم البغيضة أيضًا!
- اليمن في مرمى المشروع الصهيوني!
- هل يجوز نزع سلاح المقاومة اللبنانية؟
- رِهان الحكام العرب على سراب الصهيونية!
- رحيل صنع الله إبراهيم… صوت الذاكرة والاحتجاج!
- الوطنية بين وهم الانتماء وأدلجة الولاء: أيهمَا الأصل وأيهمَا ...
- إسرائيل تفترس سوريا وتعيد هندسة العالم العربي!
- ألا يستحق زعماؤنا جائزة نوبل... للسلام؟
- إيران: إرادة لا تُقهر بين النصر الرمزي وتحديات الهيمنة!
- العدوان الإمبريالي على إيران بين اليسار الحقيقي واليسار الزا ...
- الضمير المستأجر: منابر عربية تُمجّد القاتل وتدين الضحية!
- المفارقة المحزنة: حين يُطلب منك باسم العروبة أن تؤيد إسرائيل ...
- كيف يفكر الأوغاد صباح الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
- هل نحن على أعتاب ضربة ضد إيران؟
- نداء عاجل لوقف الحرب على الشعب اليمني
- عدوان صهيوني–إمبريالي شامل ووشيك على اليمن بين صمت السلطة وت ...
- يا عمال العالم، اتحدوا!
- الإمبريالية الأمريكية تناصر الإبادة الجماعية!
- الطغيان الأمريكي والعجز العربي: قراءة في موازين القوة!
- الاشتراكيون اليمنيون... مع مَنْ؟


المزيد.....




- بحضور ترامب والسيدة الأولى.. أمريكا تحيي الذكرى 24 لهجمات 11 ...
- قصف إسرائيل لقطر.. تحذير يهز أسس التحالف الخليجي - الأمريكي؟ ...
- الطاقة الشمسية: الحل الأخير لأزمة المناخ
- تشارلي كيرك: من ضحية إلى بطل؟
- الهجوم على قطر: هل يغير طبيعة العلاقة بين الخليج وأمريكا؟
- رئيس جنوب السودان يوقف نائبه عن العمل على خلفية اتهامه بارتك ...
- عشرات الضحايا ودمار واسع.. ما المواقع التي استهدفتها إسرائيل ...
- رغم رواجه عالميا.. تحذيرات من مضار شاي الماتشا
- محاولة لإحراق منزل فضل شاكر في مخيم عين الحلوة
- مشاهد مؤلمة لنزوح عائلات يهدد الاحتلال بقصف منازلها بغزة


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - منذر علي - العدوان الصهيوني على الدوحة وصنعاء وازدواجية الموقف العربي!