أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - منذر علي - المفارقة المحزنة: حين يُطلب منك باسم العروبة أن تؤيد إسرائيل!














المزيد.....

المفارقة المحزنة: حين يُطلب منك باسم العروبة أن تؤيد إسرائيل!


منذر علي

الحوار المتمدن-العدد: 8375 - 2025 / 6 / 16 - 17:28
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


لو كانت المعركة الدائرة اليوم هي صراعًا بين إيران من جهة، والإمارات والسعودية من جهة أخرى، لكان من الممكن، على نحو مبدئي، أن يُعاد النظر في كثير من الحسابات.

لا لأننا نُبدّل مواقفنا بمقتضى تحالفات اللحظة، بل لأن المعيار الحقيقي في الموقف السياسي لا يُقاس بالهويات القومية أو الدينية، بل بالتموضع الأخلاقي: مع من يقف مع العدالة؟ ومن يدوسها باسم السيادة أو الطائفة أو الربح؟

لو كانت إيران تمارس عدوانًا على بلدين عربيين، وتهدد سيادتهما، وتحاول فرض مشروعها عليهما قسرًا، لكان من المنطقي أن نقف في صف من يُدافع عن أرضه، حتى لو كان هذا الطرف هو الإمارات أو السُّعُودية — على الرغْم من سجلّهما الحافل بالتدخل والهيمنة وحرب الوكالة.

كنا سنؤجل، لا ننسى، جرائم الاحتلال السعودي لجيزان ونجران وعسير، وتآمره المتواصل على الثورة اليمنية منذ 1962، وسنُعلّق مؤقتًا الاحتلال الإماراتي لسقطرى وميون وبلحاف والمكلا، على أمل أن تُستعاد لاحقًا في حسابات تتجاوز اللحظة.

كنا سنُغض الطرف مرحليًا عن فساد "الشرعية" اليمنية، وعن عرّابيها الصغار، من رشاد العليمي إلى عيدروس الزبيدي وهاني بن بريك، وسنُطالبهم — ولو لمرة أخيرة — أن يستعيدوا ما تبقى من كرامة وطنية، ويُعلنوا النفير لمواجهة التهديد الإيراني.

كنا سنُشارك في تحرير الجزر الإماراتية، ونحمي أبو ظبي من الاجتياح، ونقف بين لرياض والعدوان، ونُدافع عن مكة والمدينة، لا لأننا وُعدنا بثمن، بل لأننا نُؤمن بمبدأ: لا لاحتلال جديد، أيًّا كان مصدره.

لكن المشكلة، كل المشكلة، أن المعركة ليست كذلك.
إنها ليست معركة بين إيران و"عروبة مهدّدة"، بل بين إيران، التي تقف — مهما اختلفنا معها — في صفّ الشعب الفلسطيني، وبين كيان استيطاني استعماري يُمارس الإبادة الجماعية في غزة، ويُعلن صراحة أن هدفه هو محو الهُوِيَّة الفلسطينية، وتهويد الأرض، وتحويل الإنسان العربي إلى لاجئ دائم في وطنه أو خارجه.

المعركة، إذًا، هي بين مشروع مقاومة، ومشروع إبادة. بين طرف يقف — لأسبابه الخاصة أو لقناعات أيديولوجية — مع المظلوم، وطرف يُمثّل رأس الحربة في نظام دُوَليّ يرى في الإنسان العربي فائضًا لا لزوم له.

وحين يُطلب منا أن نؤيد إسرائيل، "المدافعة عن السنة " حسب تعبير المعلق الصهيوني، مائير مصري، لأن خصمها هو إيران الشيعية، فإن السؤال لا يعود سياسيًا، بل أخلاقيًا محضًا:
هل نخون قيمنا من أجل كراهيَة طائفية؟
هل نُصفّي حساباتنا الإقليمية على جثث أطفال غزة؟
هل نُهلل للمحرقة في غزة، لأن إيران لا تعجبنا؟

إنّه لمن العار حقًا، بل من السفالة السياسية أن يُصطف عربي خلف إسرائيل، حتى لو اختلف مع إيران ورفض نهجها الطائفي التوسعي.

ومن الخيانة أن تُستخدم العروبة غطاءً لتحالف مع الصهيونية، وأن تتحول مكة والمدينة إلى أوراق ضغط في خطاب يُبرّر الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، ويُسوّغ التطبيع، ويُلبس الخضوع ثوب العقلانية.

أولئك الذين يُشيدون بإسرائيل لأنها تضرب إيران، لا يختلفون عن الذين هللوا لاتفاقية سايكس–بيكو، ظانين أن التقسيم سيجعلهم ملوكًا على خرائط مرسومة في مكاتب الاستعمار.

إنهم لا يرون في الأمة سوى ملعبًا لمصالحهم، ولا في فلسطين سوى عبء يُجب التخلص منه لنيل رضا السيد الأبيض في واشنطن ولندن وباريس.

أما الصهاينة، فهم لا يُفَاجَؤُونَ. لقد تعلّموا من التاريخ أن النخب العربية، حين تُعطى هامشًا من السلطة، تبيع كل شيء — الأرض، والحق، والذاكرة — مقابل البقاء في الصورة، حتى لو كانت صورة مهينة.

الموقف ليس مع إيران أو ضدها.
الموقف هو ضد الإبادة، ضد الاحتلال، ضد الكذب الذي يرتدي عِمَامَة أو عقالًا أو بدلة دبلوماسية.
الموقف هو أن نعرف من نحن، ومن الذي يكتب المشهد، ومن الذي يُطلب منه أن يصفّق في حين يُذبح تاريخه، وتُباع قضاياه.



#منذر_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يفكر الأوغاد صباح الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
- هل نحن على أعتاب ضربة ضد إيران؟
- نداء عاجل لوقف الحرب على الشعب اليمني
- عدوان صهيوني–إمبريالي شامل ووشيك على اليمن بين صمت السلطة وت ...
- يا عمال العالم، اتحدوا!
- الإمبريالية الأمريكية تناصر الإبادة الجماعية!
- الطغيان الأمريكي والعجز العربي: قراءة في موازين القوة!
- الاشتراكيون اليمنيون... مع مَنْ؟
- التحية بحجم السماء إلى المرأة في عيدها العالمي المجيد!!
- الصهيونية تزحف بخطى متسارعة على العالم العربي!
- الإمبريالية تؤجج الصراعات ثم تستثمرها: أوكرانيا واليمن نموذج ...
- ما معنى أن يكون المرء يساريًا ؟
- إسقاط الأسد وتنصيب الذئب!
- سوريا في قلب العاصفة: هل فقد العالم بوصلته؟
- هل يتعلم العرب مما يجري في اليمن و سوريا؟
- التحديات الداخلية والخارجية أمام الدولة السورية!
- العرب بين المساوم والمقاوم!
- لبنان انتصر على الألم، فهل سينتصر محور المقاومة؟
- الصهاينة اليهود والصهاينة العرب متوافقون!
- شهادة السنوار ليس نهاية المشوار!


المزيد.....




- تنسيقية الهيئات الغابوية تحذر بشدة من التماطل أو التراجع عن ...
- نداء حزب التقدم والاشتراكية للمشاركة المكثفة في المسيرة الشع ...
- فرنسا تؤجل قرار الإفراج عن اللبناني جورج عبد الله أقدم سجين ...
- بعد أربعة عقود في السجن... محكمة باريس تحسم مصير جورج عبد ال ...
- بالعاصمة بيكين: نبيل بنعبد الله يلتقي مسؤولين رفيعي المستوى ...
- ليبيا.. ضبط أحد المتهمين بقتل المتظاهرين في -مجزرة غرغور- بط ...
- فرنسا: الناشط اللبناني جورج عبد الله أمام القضاء يوم 17 يولي ...
- شبيبة القطاع الفلاحي تعبر عن تضامنها مع طلبة معهد الزراعة وا ...
- حركة النضال العمالي والشعبي بالمغرب وكفاح فلسطين
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 16 يونيو 2025


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - منذر علي - المفارقة المحزنة: حين يُطلب منك باسم العروبة أن تؤيد إسرائيل!