أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - منذر علي - التافهون الخونة لهم صرختاهم البغيضة أيضًا!














المزيد.....

التافهون الخونة لهم صرختاهم البغيضة أيضًا!


منذر علي

الحوار المتمدن-العدد: 8459 - 2025 / 9 / 8 - 00:14
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


في لحظات الانعطاف التاريخي، حين تتعرض الأوطان لمحنةٍ وجودية تهدد كيانها، ينهض الأحرار عادةً للدفاع عن ثوابتهم الوطنية: الجمهورية، الوحدة، الحرية، العدالة، والتقدم. هذه الثوابت ليست شعارات جوفاء، بل هي خلاصة كفاحات الشعوب وتجاربها في مقاومة الاستبداد والهيمنة. إنها تعبير عن ثورات أوروبا إلى نضالات روسيا والصين والهند، وكوبا وفنزويلا والبرازيل و الجزائر وجنوب أفريقيا وبوركينا فاسو، حيث أدرك االأحرار في هذه الدول وغيرها أن الحرية تُنتزع بعرق الشعوب وتضحياتها، لا بهبات الخارج ولا بوصاياه.
في مقابل هذا المسار المشرّف، المدفوع برؤية إنسانية تقدمية، يبرز التافهون والمتهافتون والشامتون في التاريخ إلى مقدمة المشهد. ففي اليمن وفي بعض البلدان العربية وغير العربية، يغرق التافهون في الصراعات الطائفية والقبلية والجهوية، ويأكلون بعضهم بعضًا ويستقوون على بعضهم بعضًا بالقوى الرجعية والإمبريالية والصهيونية.
ففي اليمن، على سبيل المثال، التافهون لا يعارضون الانقلاب الكهنوتي عام 2014 من منطلق وطني حرّ، ولا يدعون الشعب اليمني إلى الالتفاف حول مشروع وطني وحدوي ديمقراطي تقدمي جامع يقاوم الاستبداد. إنهم يفعلون ذلك لأنهم لا يثقون بالشعب ولا بقدرته على اجتراح التحرر، بل يتكئون على منطق واهٍ، هشّ كأرواحهم، يفضي بهم إلى مهاوي الخيانة الوطنية.
ولأنهم، في اليمن، عاجزون عن صناعة مشروع وطني شامل، فإنهم يستنجدون، بصفتهم جماعات سياسية وقبلية متنافرة، بأعداء اليمن والعرب التاريخيين، مثل السُّعُودية والإمارات، إسرائيل والولايات المتحدة، ثم ينزلقون في الهاوية.
وبوقاحة المأجورين يرفعون أصواتهم بإدانة "صرخة الحوثيين" التي ندينها نحن أيضًا من موقع وطني حرّ، بسبب فجاجتها ومضمونها العنصري، غير أنهم لا يتوقفون عند هذا الحد، بل يبتكرون صرخات أكثر بشاعةً وابتذالًا، ويهتفون: " عاش يزيد بن معاوية، وعاش محمد بن سلمان الخير، عاش محمد بن زايد الخير، عاش بنيامين نتنياهو الخير، عاش دونالد ترامب الخير… ثم يقولون: يسقط الحسن والحسين ويسقط أبو عبيدة، ويسقط السنوار، ويسقط إسماعيل هنية، ويسقط حسن نصر الله، ويسقط أحمد الرهوي ورفاقه وكل من يقاوم المشروع الصهيوني."
بهذا المنطق المعكوس، ينقلب هؤلاء التافهون إلى أبواق للخيانة، يبررون العدوان، ويشيطنون الضحايا، ويحولون الاحتلال إلى "حليف"، والمقاومة إلى "خيانة". إنهم الوجه الآخر للاستلاب، حيث تصبح الكرامة سلعةً في سوق المصالح، ويُقاس الولاء بارتفاع أرصدتهم البنكية، لا بعمق الانتماء للوطن.
وبينما يرددون صرخاتهم البغيضة، تراهم بعد لحظات يتفرغون لتتبع أسعار الدولار، وحركة البورصة، وصفقات العقارات في الخارج. يلتهمون أفخر الطعام، يسكبون أفخر الشراب، يتجشؤون تُخَمَة، ثم يسقطون في نومٍ ثقيل على أسرّة وثيره ووسائد محشوة بريش النعام. وهناك، في عزّ نومهم، يُخفون عارهم، لكنهم لا يستطيعون أن يخفوا حقيقة أنهم ليسوا سوى صدى باهت لخيانة قديمة متجددة، تُعيد إنتاج نفسها بأسماء جديدة، لكنها تظل بذات القبح والارتهان.
إنها صرخة التافهين الخونة: بغيضة في جوهرها، مقيتة في مظهرها، تفضح خواءهم الروحي وتكشف عن فراغ مشروعهم. وفي مقابلها، يظل صوت الشعب اليمني، ومعه كل الأحرار في العالم، أعلى وأرسخ: صوت مقاومة لا يستجدي الأعداء، بل يواجههم، ويؤمن أن الحرية لا تُشترى ولا تُستعار، وإنما تُنتزع انتزاعًا.
الخلود لشهداء الحرية والمجد لليمن العظيم.



#منذر_علي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليمن في مرمى المشروع الصهيوني!
- هل يجوز نزع سلاح المقاومة اللبنانية؟
- رِهان الحكام العرب على سراب الصهيونية!
- رحيل صنع الله إبراهيم… صوت الذاكرة والاحتجاج!
- الوطنية بين وهم الانتماء وأدلجة الولاء: أيهمَا الأصل وأيهمَا ...
- إسرائيل تفترس سوريا وتعيد هندسة العالم العربي!
- ألا يستحق زعماؤنا جائزة نوبل... للسلام؟
- إيران: إرادة لا تُقهر بين النصر الرمزي وتحديات الهيمنة!
- العدوان الإمبريالي على إيران بين اليسار الحقيقي واليسار الزا ...
- الضمير المستأجر: منابر عربية تُمجّد القاتل وتدين الضحية!
- المفارقة المحزنة: حين يُطلب منك باسم العروبة أن تؤيد إسرائيل ...
- كيف يفكر الأوغاد صباح الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
- هل نحن على أعتاب ضربة ضد إيران؟
- نداء عاجل لوقف الحرب على الشعب اليمني
- عدوان صهيوني–إمبريالي شامل ووشيك على اليمن بين صمت السلطة وت ...
- يا عمال العالم، اتحدوا!
- الإمبريالية الأمريكية تناصر الإبادة الجماعية!
- الطغيان الأمريكي والعجز العربي: قراءة في موازين القوة!
- الاشتراكيون اليمنيون... مع مَنْ؟
- التحية بحجم السماء إلى المرأة في عيدها العالمي المجيد!!


المزيد.....




- -قد يكون قريبا جدا-.. ترامب يعلق على إمكانية قرب التوصل لاتف ...
- حادثة اعتداء جماعي على سيدة حامل في جنوب أفريقيا تشعل الجدل. ...
- وحش قزوين.. هل تعود السفينة الطائرة إلى الحياة مجددًا؟
- الاحتلال يقتحم بلدات ومخيمات بالضفة ويهدم محال تجارية جنوب ن ...
- حزام البلاتين بجنوب أفريقيا.. كنز الأرض المُحفِّز للصراعات و ...
- من مهددة بالانقراض إلى حفل لتسمية مواليدها.. ما قصة الغوريلا ...
- ترامب يتحدث عن اتفاق قريب جدا بشأن غزة ويوجه -تحذيرا أخيرا- ...
- مقاتلات أميركية قرب فنزويلا وترامب يجيب عن احتمال توجيه ضربا ...
- جعجع: سلاح حزب الله جلب الدمار والخراب للبنان
- زيلينسكي يدين -هجوم روسيا العدائي- على المبنى الحكومي الرئيس ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - منذر علي - التافهون الخونة لهم صرختاهم البغيضة أيضًا!