أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - منذر علي - ألا يستحق زعماؤنا جائزة نوبل... للسلام؟














المزيد.....

ألا يستحق زعماؤنا جائزة نوبل... للسلام؟


منذر علي

الحوار المتمدن-العدد: 8397 - 2025 / 7 / 8 - 23:25
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


في المشهد العالمي الذي باتت فيه الجوائز وسامًا للدمار، لا للسلام، حيث يتحول القتلة إلى "صانعي سلام"، والمحتلون إلى "مقاومي إرهاب"، ليس من الغريب أن يتقدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بترشيح صديقه الحميم دونالد ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام.
نعم، "السلام" — تلك الكلمة التي تُستخدم اليوم بوصفها غطاءً لصواريخ تُلقى على غزة، ومبررًا لحصار شعب بأكمله في اليمن، وتذكرة دخول إلى نادي النفاق الدولي لمن يوقّعون على أوراق التطبيع ويفتحون سفاراتهم في تل أبيب.
إنّ نتنياهو، المعروف برهافته الأخلاقية، وبعطائه الإنساني اللامحدود، لم يكتفِ بترشيح ترامب، بل — بحسب ما تسرّب من مصادر "دبلوماسية مرموقة" — ينوي توسيع دائرة الفضل، وربما سيقترح قريبًا منح الجائزة لبعض الزعماء العرب، أولئك الذين تفوقوا حتى على المدرسة الصهيونية في تعريف "العداء للسامية"، فباتوا يعتبرون كل من يرفض الاحتلال، رجعيًا متخلفًا، وكل من يقاومه، إرهابيًا.
فكرت مليًّا: أليس من الظلم أن يُحرَم زعماؤنا اليمنيون من هذا الشرف؟
أليس من الإجحاف أن يُنسى أمثال رشاد العليمي، وعيدروس الزبيدي، وعبد الملك الحوثي، وطارق صالح، وأبو زرعة المحرمي، وقد قدّموا للسلام — أو ما يُسمّى سلامًا — ما لم يقدمه نتنياهو نفسه؟
ألم يسهموا، كلٌّ بطريقته الخاصة، في تفكيك اليمن إلى كانتونات، وفي إحكام القبضة على الشعب، وفي تسليم القرار لجهات خارجية؟
أليست تلك إنجازات "تستحق التأمل والتكريم"؟
لكن المشكلة الكبرى ليست في الإنجاز، بل في اختيار الأكثر استحقاقًا.
فكل واحد من هؤلاء القادة الخمسة قدّم ما يُمكن وصفه — بلغة العلاقات العامة — بـ “الخدمة الجليلة للسلام العالمي":
• أحدهم قاتل الحوثيين بشراسة، لكنه لم ينسَ أن يُرحب بالإمارات، صديقًا حميمًا على الساحل.
• الثاني أقسم ألا يتراجع عن وحدة اليمن، ثم ساهم في تكريس الانفصال تحت اسم "الفيدرالية".
• الثالث يرفع شعارات السيادة، بينما يُدار من طهران عبر الفتاوى.
• الرابع يرفض التدخل الخارجي، لكنه لا يخطو خطوة دون تنسيق مع الرياض.
• والخامس يحارب "الإرهاب"، لكنه يسلّمه مناطق بكاملها ليتجنب المواجهة.
فأيهم أكثر استحقاقًا؟
هنا تتعقّد المسألة.
فنحن لا نحاكمهم على مشاريعهم التحررية، بل على براعتهم في التدمير المنظم، وعلى قدرتهم على إقناع الشعب بأنّ الكارثة التي يعيشها هي "قدر تاريخي" لا مفر منه، وأنّ الفقر نتيجة " لغضب الله على تمردهم على نواميس الكون"، لا نتيجة فسادهم، وأنّ الجوع سببه "المؤامرة"، لا سبب السياسات الغبية التي يتبنونها.
ولأن لجنة نوبل باتت — في نسختها المعاصرة — أشبه بمهرجان لتوزيع الجوائز على من يُتقنون التواطؤ مع النظام الدولي، فربما آن الأوان لأن نطالب — بصوت يملؤوه الغيظ — بترشيح أحد زعمائنا المحليين لهذه الجائزة المرموقة.
لم لا؟
أليسوا قد نجحوا في تحويل اليمن إلى مختبر مفتوح لنهج ما بعد الدولة؟
أليسوا قد أثبتوا أن التحالف مع المحتل، والتبعية للممول، والتطبيع مع القاتل، يمكن أن تُغلف بأحزمة وطنية، وأناشيد حماسية، ورايات ملونة؟
ولأنني أثق بوعيكم العميق، وبقدرتكم على التمييز بين "السلام الحقيقي" و"سلام المقابر"، فإنني أترك لكم حرية الاختيار:
من بين هؤلاء الخمسة، من هو الأجدر بأن يُزاحم ترامب ونتنياهو، وزعماء الخليج المطبّعين، على جائزة نوبل للسلام؟
من هو الأكثر قدرة على تحويل المأساة إلى إنجاز سياسي؟
من هو الأجدر بأن يُكرَّم على تدمير وطنه، وتجويع شعبه، وتسليم قراره للخارج، دون أن يرفّ له جفن؟
هيّا، لا تفوّتوا الفرصة.
فالزمن زمن الجوائز، لا المبادئ.
وزمن الخضوع، لا السيادة.
وزمن السلام... الذي يعني أن تصمت حين تُقصف، وتبتسم حين تُنهب، وتصفّق حين تُقطع أوصال وطنك قطعةً قطعة.



#منذر_علي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيران: إرادة لا تُقهر بين النصر الرمزي وتحديات الهيمنة!
- العدوان الإمبريالي على إيران بين اليسار الحقيقي واليسار الزا ...
- الضمير المستأجر: منابر عربية تُمجّد القاتل وتدين الضحية!
- المفارقة المحزنة: حين يُطلب منك باسم العروبة أن تؤيد إسرائيل ...
- كيف يفكر الأوغاد صباح الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
- هل نحن على أعتاب ضربة ضد إيران؟
- نداء عاجل لوقف الحرب على الشعب اليمني
- عدوان صهيوني–إمبريالي شامل ووشيك على اليمن بين صمت السلطة وت ...
- يا عمال العالم، اتحدوا!
- الإمبريالية الأمريكية تناصر الإبادة الجماعية!
- الطغيان الأمريكي والعجز العربي: قراءة في موازين القوة!
- الاشتراكيون اليمنيون... مع مَنْ؟
- التحية بحجم السماء إلى المرأة في عيدها العالمي المجيد!!
- الصهيونية تزحف بخطى متسارعة على العالم العربي!
- الإمبريالية تؤجج الصراعات ثم تستثمرها: أوكرانيا واليمن نموذج ...
- ما معنى أن يكون المرء يساريًا ؟
- إسقاط الأسد وتنصيب الذئب!
- سوريا في قلب العاصفة: هل فقد العالم بوصلته؟
- هل يتعلم العرب مما يجري في اليمن و سوريا؟
- التحديات الداخلية والخارجية أمام الدولة السورية!


المزيد.....




- أوجلان يؤكد انتهاء -الكفاح المسلح- ويدعو لآلية لنزع السلاح
- زعيم حزب العمال الكردستاني يعلن انتهاء العمل المسلح في تركيا ...
- أوجلان يعلن انتهاء الكفاح المسلح بشكل طوعي+فيديو
- أوجلان يعلن -نهاية الكفاح المسلح- ضد تركيا
- بلاغ فريق التقدم والاشتراكية حول مساعيه ووساطته المتعلقة بال ...
- لجنة تنسيق الأحزاب الشيوعية في البلدان العربية في السويد تست ...
- الجبهة الشعبية تُدين بشدة العدوان الصهيوني على اليمن وتؤكد أ ...
- اعتقال مدير مكتب شبكة الميادين الإعلامية في فلسطين المحتلة
- الديمقراطية» تدين استغلال دولة الفاشية الإسرائيلية مفاوضات و ...
- بيان فرع حزب النهج الديمقراطي العمالي باشتوكة أيت باها  


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - منذر علي - ألا يستحق زعماؤنا جائزة نوبل... للسلام؟