أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - منذر علي - قمة الدوحة بين الجدية العربية والعبثية العبرية!














المزيد.....

قمة الدوحة بين الجدية العربية والعبثية العبرية!


منذر علي

الحوار المتمدن-العدد: 8466 - 2025 / 9 / 15 - 18:27
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في لحظة مفصلية من تاريخ الأمة العربية، تقف قمة الدوحة اليوم عند مفترق طرق حاسم: طريق العروبة والاستقلال، أو طريق التبعية والارتهان. فالجامعة العربية، التي يفترض أن تكون رمزاً للوحدة والكرامة، تبدو اليوم كيانا باهت الملامح، فاقداً للروح والهوية، أو ربما أكثر دقة، كيانا ذا لون أسود قاتم ورائحة كريهة، تفوح منها آثار التخاذل والانكسار.
***
هل يمكن لقمة الدوحة أن تستعيد روح العروبة؟
إذا أرادت قمة الدوحة أن تكون عربية بحق، لا مجرد واجهة شكلية للاجتماعات والمجاملات، فإن عليها أن تتخذ قرارات جريئة ومصيرية تعيد للأمة كرامتها ومكانتها. عليها أولًا أن توقف فورًا مسرحية التطبيع مع الكيان الصهيوني، تلك المسرحية التي حولت بعض الحكومات العربية إلى أدوات في يد المشروع الاستعماري الصهيوني.
***
إن العروبة الحقة، التي طالمَا حلمت بها الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج، تبدأ من خطوات ملموسة:
• قطع جميع أشكال التعاون مع الكيان الصهيوني: سياسيًا، اقتصاديًا، عسكريًا، ودبلوماسيًا.
• فرض حصار جوي وبحري على إسرائيل: بمنع الطائرات الإسرائيلية من التحليق فوق الأجواء العربية، والسفن الإسرائيلية من عبور المضايق والممرات المائية.
• دعم المقاومة الفلسطينية والعربية: في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن، باعتبارها خطوط الدفاع الأولى عن الكرامة العربية.
• رأب الصدع الداخلي: من خلال العمل على إنهاء الانقسامات الحادة في سوريَا، واليمن، ولبنان، والسودان، وليبيَا، وتعزيز المصالحة الوطنية في كل دولة عربية.
• تعزيز التعاون العربي الشامل: عبر بناء شراكات سياسية، اقتصادية، وثقافية بين الدول العربية، تستند إلى مبدأ التكامل لا التنافس.
• إعادة توجيه الاستثمارات: بسحب الأموال العربية من الأسواق الغربية الداعمة لإسرائيل، وإعادة توظيفها في التنمية داخل الوطن العربي، أو في دول صديقة للعرب مثل جنوب أفريقيا، إسبانيا، أيرلندا، الصين، روسيا، كوبا، فنزويلا، والبرازيل.
• تعزيز القدرات الدفاعية والصناعية: عبر بناء شراكات استراتيجية مع الصين وروسيا، لتطوير ترسانات عسكرية فعالة وقاعدة صناعية كبرى، تُمكّن الأمة من حماية سيادتها واستقلالها.
***
إن هذه الخطوات ليست مجرد شعارات، بل هي استحقاقات ضرورية لفك الارتباط عن الهيمنة الصهيو-إمبريالية، وإعادة بناء مشروع نهضوي عربي قادر على مواجهة التحديات.
لكن، ماذا لو اختارت قمة الدوحة أن تبقى أسيرة التبعية؟
إذا ارتضت القمة أن تبقى مجرد واجهة خاوية، تُصدر بيانات شجب وإدانة لا قيمة لها، وترضى بأن تكون أداة للتطبيع مع إسرائيل، فإنها بذلك تتحول من جامعة تجمع العرب إلى منصة "عبرية" تخدم المشروع الصهيوني.
في هذا السيناريو الكارثي، ستستمر القمة في التعاون مع إسرائيل بشكل علني أو خفي، وستدفع دولًا عربية أخرى، مثل اليمن، إلى السير في ركب التطبيع. ستكون النتيجة كارثية:
• إبادة الفلسطينيين: عبر استكمال مخططات التهجير القسري، وطمس الهُوِيَّة الفلسطينية.
• استهداف الدول المقاومة: كلبنان وسوريا واليمن، عبر مزيد من التدخلات والتقسيمات.
• توسيع الانقسامات العربية: بزيادة الشقة بين المغرب والجزائر، وتعميق الانقسامات في السودان وليبيَا واليمن.
• تمهيد الطريق أمام مشروع "إسرائيل الكبرى": ذلك المشروع التوسعي الذي يسعى إلى ابتلاع الأراضي العربية، وإخضاع المنطقة بأسرها للهيمنة الصهيونية.
• دفن الهوية العربية: وتحويل الأمة إلى كيان ممزق فاقد للسيادة، يقرأ الفاتحة على روحه ويتحول إلى مجرد هامش في مشروع الهيمنة الصهيو-إمبريالية.
السؤال الذي يجب أن يُطرح: لمن تنتمي هذه القمة؟
هل تعبر القمة عن ضمير الشعوب العربية، تلك الشعوب التي ما زالت ترى في فلسطين قضية مركزية وفي الكرامة العربية هدفًا لا يُساوم عليه؟ أم أنها تعبر عن مصالح الأنظمة التي باعت سيادتها بأبخس الأثمان، وأصبحت مجرد أدوات في خدمة مشاريع الهيمنة والاستعمار الجديد؟
***
نداء أخير إلى قمة الدوحة
إن المسؤولية اليوم ليست مجرد واجب أخلاقي، بل هي اختبار وجودي. إما أن تختار القمة أن تكون عربية بحق، فتنتصر لقضية فلسطين، وتعمل على استعادة الكرامة والسيادة العربية، أو أن تختار أن تكون مجرد نسخة مشوهة من مشروع إقليمي يخدم الكيان الصهيوني.
إن الشعوب العربية، التي ما زالت تحمل في وجدانها روح النضال والتحرر، لن تغفر لمن خانوا الأمانة. التاريخ سيكتب من وقف إلى جانب الحق ومن تواطأ مع الباطل، ومن عمل من أجل وحدة الأمة ومن ساهم في تفتيتها.
الاختيار واضح، لكنه ليس سهلاً. فإما أن تكون قمة الدوحة منارة للكرامة العربية، أو شاهداً على انحطاطها. والخيار بين العروبة أو العبثية العبرية ليس مجرد شعار، بل هو مسار سيحدد مصير أمة بِرُمَّتها.



#منذر_علي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصهاينة في عدن: مشهد عبثي في مهد الثورة التحررية!
- العدوان الصهيوني على الدوحة وصنعاء وازدواجية الموقف العربي!
- التافهون الخونة لهم صرختاهم البغيضة أيضًا!
- اليمن في مرمى المشروع الصهيوني!
- هل يجوز نزع سلاح المقاومة اللبنانية؟
- رِهان الحكام العرب على سراب الصهيونية!
- رحيل صنع الله إبراهيم… صوت الذاكرة والاحتجاج!
- الوطنية بين وهم الانتماء وأدلجة الولاء: أيهمَا الأصل وأيهمَا ...
- إسرائيل تفترس سوريا وتعيد هندسة العالم العربي!
- ألا يستحق زعماؤنا جائزة نوبل... للسلام؟
- إيران: إرادة لا تُقهر بين النصر الرمزي وتحديات الهيمنة!
- العدوان الإمبريالي على إيران بين اليسار الحقيقي واليسار الزا ...
- الضمير المستأجر: منابر عربية تُمجّد القاتل وتدين الضحية!
- المفارقة المحزنة: حين يُطلب منك باسم العروبة أن تؤيد إسرائيل ...
- كيف يفكر الأوغاد صباح الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
- هل نحن على أعتاب ضربة ضد إيران؟
- نداء عاجل لوقف الحرب على الشعب اليمني
- عدوان صهيوني–إمبريالي شامل ووشيك على اليمن بين صمت السلطة وت ...
- يا عمال العالم، اتحدوا!
- الإمبريالية الأمريكية تناصر الإبادة الجماعية!


المزيد.....




- ما رد -حماس- على تحذير ترامب من -استخدام الرهائن كدروع بشرية ...
- إبحار سفن أسطول غزة من تونس: كوماندوز إسرائيلي يتجهز لاعتراض ...
- ما حقيقة المفاوضات الإسرائيلية الأمريكية لـ-نقل قادة حماس- إ ...
- المفوضية الأوروبية: الوضع في ليبيا حرج والانخراط السياسي ضرو ...
- خبيرة أممية تؤكد أن حرب غزة تشهد أكبر حصيلة قتلى للصحفيين بت ...
- -لا تتحدثوا العبرية-.. كيف تحول الإسرائيليون إلى منبوذين في ...
- نموذج -ثلاثي الأبعاد- لحفظ حقوق الضحايا في سوريا
- ترامب يعلن توجية ضربة جديدة إلى قارب يقل -تجار مخدرات- فنزوي ...
- ماذا يفعل وفد أميركي في تونس؟ وماذا يريد من قيس سعيد؟
- قتيل و13 جريحا في غارات إسرائيلية على جنوب لبنان


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - منذر علي - قمة الدوحة بين الجدية العربية والعبثية العبرية!