أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - منذر علي - رسالة مفتوحة إلى مجلس القيادة الرئاسي اليمني: نداء للتبصر والمسؤولية














المزيد.....

رسالة مفتوحة إلى مجلس القيادة الرئاسي اليمني: نداء للتبصر والمسؤولية


منذر علي

الحوار المتمدن-العدد: 8487 - 2025 / 10 / 6 - 22:51
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


إنَّ الأوطان لا تُبنى بالارتجال ولا تُحرر بالارتهان؛ إنما تُصان وتُستعاد هيبتها حين يتحلى القادة بالشجاعة والحكمة، وحين يضعون مصلحة الشعب فوق كل اعتبار. لكن الواقع الراهن، بكل أسف، يُظهر أنَّ الشعب اليمني لا ينظر إليكم بصفتكم قيادات سياسية وطنية حُرة، تسعى لتحرير اليمن من الطغيان السياسي والفساد الاقتصادي والاجتماعي، أو تعمل على حفظ السيادة الوطنية وتحقيق العدالة والوحدة. بل ينظر إليكم بصفتكم أدوات صغيرة في لُعْبَة كبرى، أدوات تتصارع على المناصب والمكاسب، وتخدم مصالح أسيادها الخليجيين الذين فرضوكم في مواقعكم.
الخضوع للأجنبي: مأساة القيادة المرهونة
إنَّ الصراعات التي تعصف بكم بشأن المناصب والمكاسب ليست سوى تعبير عن فقدان البوصلة الوطنية. الصراع بينكم لا يُدار داخل حدود الوطن، بل يُحمل في حقائبكم إلى الرياض وأبو ظبي، حيث تُحل الخلافات عبر التوسل والتبعية. هناك، يُفرح غباءكم المفرط أولئك الذين لا يخفون نواياهم في استغلال هذا التشرذم لتعزيز نفوذهم.
السعوديون والإماراتيون لا يسعون لإصلاح شأنكم أو إنقاذ وطنكم، بل يعملون على تعميق تبعيتكم لهم. الأقرب ولاءً يُكافأ، والأبعد يُزجر بعنف، حتى يخضع الجميع ويؤكدون ولاءهم للسيد الخليجي، الذي لا يخفي تطلعاته المتصهينة.
عودة إلى اليمن: خطوة نحو الكرامة
أيتها القيادات، إذا كنتم جادين في خدمة الوطن، فأبدأوا بخطوة بسيطة، ولكنها بالغة الأهمية: عودوا إلى وطنكم. اسحبوا أسركم من الرياض وأبو ظبي وإسطنبول والقاهرة وأوروبا وأمريكا، واستقروا بين شعبكم. كيف يمكن لقيادة أن تزعم تمثيل شعبها وهي تعيش في المنفى، في حين يعاني الشعب، ويلات الحرب والجوع والتمزق؟
عودتكم إلى اليمن ليست مجرد قرار رمزي، بل هي إعلان للالتزام بقضية الشعب اليمني ومعاناته. حين تعودون، ستواجهون واقع الوطن عن قرب، وستدركون حجم المأساة التي يعيشها شعبكم، وستجدون أنفسكم مجبرين على مواجهة الحقائق بدلًا من الهروب منها.
اتحدوا على هدف أسمى: طرد الاحتلال واستعادة السيادة
إنَّ الاستمرار في التشرذم لن يؤدي إلا إلى مزيد من التبعية والانهيار. تخلوا عن الحماقة التي تستهلككم، ووحدوا صفوفكم على هدف نبيل: طرد القوات السُّعُودية والإماراتية من أرض اليمن.
افهموا أنَّ هؤلاء لم يدخلوا اليمن لمساعدتكم ضد الحوثيين، بل جاؤوا لاحتلال أرضكم، والسيطرة على مواردكم، وتقاسم وطنكم مع القُوَى الإمبريالية والصهيونية. هذه القُوَى لا ترى في اليمن إلا ساحة لتحقيق مصالحها الجيوسياسية والاقتصادية، مستغلةً ضعفكم وانقساماتكم.
تحلوا بالشجاعة، وأعلنوا موقفًا وطنيًا صريحًا. قولوا للسعوديين والإماراتيين: كفى. اليمن ليس ساحة للتقسيم أو مسرحًا لتنفيذ أجنداتكم.
الحوار مع صنعاء: ضرورة لإنقاذ اليمن
بعد طرد الغزاة، يجب أنْ تُبادروا فورًا إلى التواصل مع إخوانكم في صنعاء. افتحوا حوارًا جادًا وصادقًا مع كل القُوَى السياسية، دون استثناء. اتفقوا على صيغة عقلانية لحكم اليمن، تحفظ وحدته، وتصون كرامة شعبه، وتضع حدًا للصراعات التي أنهكته لعقود.
الحوار ليس ضعفًا، بل هو الخِيار الوحيد لإنقاذ وطنكم. لا تتركوا الساحة للقوى الخارجية لتستغل الخلافات الداخلية وتفرض أجندتها. أظهروا شجاعة تاريخية، وكونوا أنتم من يبادر إلى بناء جسور الثقة بين الأطراف اليمنية.
نحو مستقبل مختلف: قطع الطريق على الرجعية والإمبريالية
إذا اتحدتم، وطردتم الغزاة، وأطلقتم حوارًا وطنيًا شاملًا، فإنكم بذلك تكونون قد قطعتم الطريق على التدخل الرجًعي والإمبريالي والصهيوني في بلادكم. اليمن بحاجة إلى قيادة وطنية شجاعة، تضع مصلحة الشعب فوق أي اعتبار، وتعمل على تحريره من قيود الاحتلال والتبعية.
إن التاريخ لا يرحم، وسيحاكم كل من خان وطنه أو تخاذل عن أداء واجبه. لكن التاريخ أيضًا يُخلد من يتخذون مواقف شجاعة في أحلك اللحظات.
خاتمة: بين لعنة التاريخ وشرف التحرر
أعضاء مجلس القيادة الرئاسي،
أنتم الآن أمام مفترق طرق. إما أن تتحملوا مسؤوليتكم، وتضعوا مصلحة اليمن فوق كل اعتبار، أو تستمروا في الانحدار نحو التبعية والخذلان.
إن لعنة التاريخ لن ترحم من يساهم في بيع وطنه أو يتخاذل عن حمايته. لكن شرف التحرر والانتصار للوطن سيكون وسامًا يخلد في ذاكرة الأجيال القادمة.
اليمن بحاجة إلى قادة حكماء، شجعان، يضعون مصلحة الشعب فوق كل شيء. فهل أنتم مستعدون لتحمل هذه المسؤولية التاريخية؟ أم أنكم ستواصلون السير في طريق التبعية والانقسام؟
الخِيار لكم. لكن الوطن لا ينتظر طويلًا.



#منذر_علي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاعتراف البريطاني بفلسطين: خطوة صائبة لكنها غير كافية!
- قمة الدوحة بين الجدية العربية والعبثية العبرية!
- الصهاينة في عدن: مشهد عبثي في مهد الثورة التحررية!
- العدوان الصهيوني على الدوحة وصنعاء وازدواجية الموقف العربي!
- التافهون الخونة لهم صرختاهم البغيضة أيضًا!
- اليمن في مرمى المشروع الصهيوني!
- هل يجوز نزع سلاح المقاومة اللبنانية؟
- رِهان الحكام العرب على سراب الصهيونية!
- رحيل صنع الله إبراهيم… صوت الذاكرة والاحتجاج!
- الوطنية بين وهم الانتماء وأدلجة الولاء: أيهمَا الأصل وأيهمَا ...
- إسرائيل تفترس سوريا وتعيد هندسة العالم العربي!
- ألا يستحق زعماؤنا جائزة نوبل... للسلام؟
- إيران: إرادة لا تُقهر بين النصر الرمزي وتحديات الهيمنة!
- العدوان الإمبريالي على إيران بين اليسار الحقيقي واليسار الزا ...
- الضمير المستأجر: منابر عربية تُمجّد القاتل وتدين الضحية!
- المفارقة المحزنة: حين يُطلب منك باسم العروبة أن تؤيد إسرائيل ...
- كيف يفكر الأوغاد صباح الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
- هل نحن على أعتاب ضربة ضد إيران؟
- نداء عاجل لوقف الحرب على الشعب اليمني
- عدوان صهيوني–إمبريالي شامل ووشيك على اليمن بين صمت السلطة وت ...


المزيد.....




- مسيرة أحمد طالب الإبراهيمي من جمعية العلماء المسلمين إلى وزا ...
- من هو المصري الذي فاز برئاسة اليونسكو؟
- نزوح جديد في غزة.. عائلات تُقيم خياماً على شاطئ دير البلح هر ...
- فريق دراجات إسرائيلي يتخلى عن هويته عقب تصاعد الاحتجاجات الم ...
- ما أبرز إنجازات وإخفاقات إسرائيل بعد عامين من حربها على غزة؟ ...
- أسطول -الضمير- يواصل إبحاره نحو غزة رغم التهديدات باعتراضه
- أولمرت: ترامب يمكنه وقف الحرب إن أراد ونتنياهو لا يستطيع مخا ...
- ورشة عمل في الدوحة تناقش خطة العمل الوطنية للأمن الصحي
- عامان من الإبادة.. أطفال غزة بقبضة الموت تجويعا ومرضا
- منظمة الصحة: 15 مليون قاصر في العالم يدخنون السجائر الإلكترو ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - منذر علي - رسالة مفتوحة إلى مجلس القيادة الرئاسي اليمني: نداء للتبصر والمسؤولية